الـقـاسـي
14-04-2009, 07:30 AM
خدعة كبيرة وتغرير ببسطاء يجري علنا وعلى مرأى كثيرين في سوق الحراج موضوعها ماكينة الخياطة «سنجر» من نوع الأسد، التي قفز سعرها داخل هذا السوق المتخصص في بيع سلع وبقايا بضائع اكل عليها الزمن وشرب إلى 45 ألف ريال، بل وإلى 50 ألف ريال.
هجوم كاسح من زوار جاؤوا من دول مجاورة باحثين في كل مكان عن هذه الماكينة التي توقف مصنعها عن انتاجها، ولكن الطلب على قديمها يتم بطريقة البحث عن إبرة في كومة من القش.
الكذبة أو التغرير .. يتحرك ضحاياه على أقدامهم داخل سوق الحراج، وهم لا يعلمون انهم يشترون الوهم ويبحثون عن السراب، وهناك من نفخ في آذانهم وقناعاتهم كذبا ان هذه الماكينة تحتوي على مادة الزئبق الأحمر، وان هذه المادة سعرها يتجاوز سعر الذهب والبلاتين بل وأغلى من اليورانيوم المشع.
نمى إلى علمنا مشهد مثير وغريب تجري فصوله في سوق الحراج .. والبطل في هذا المشهد ماكينة الخياطة المدللة سنجر من نوع الأسد.
والضحايا .. مشترون يدفعون الآلاف بلا وعي .. والجمهور الذي يتابع يضرب كفا بكف: لماذا يقفز سعر ماكينة خياطة قديمة، أوصالها مفككة، وتروسها متآكلة، وتاريخها عبر وانتهى، وفي الحاضر انقرضت إلا من بقاياها المحطمة والمهشمة.
نصابون ومحتالون صنعوا من هذا الحطام كذبة مرّت على كثيرين، وانطلت على بسطاء، جاؤوا أو ذهبوا الى سوق الحراج .. بحثا عنها بأي ثمن. بحثنا عن التفاصيل، من أفواه فاغرة مدهوشة، ومؤلف الكذبة أو النصبة ربما في ركن من المشهد يتابع ويسخر من الضحايا الذين جاؤوا يبحثون عن هذه الماكينة .. ويدفعون فيها الآلاف.
التفاصيل في السطور التالية:
ازدحام بسوق الحراج غير مألوف لاصحاب محلاته والسبب ماكينات خياطة قديمة زبائنها قطعوا مئات الكليومترات قادمين من دول مجاورة ليقصدوا سوق الحراج بحثا عن هذه الماكينات التي من طراز معين.
هؤلاء الزوار القادمون من دول مجاورة تدفقوا على سوق الحراج على مدار اسبوع فائت ولايزالون والسؤال المتكرر على شفاههم الذي لفت اصحاب محلات هذا السوق: هل لديكم ماكينات «سينجر» قديمة من نوع «الاسد».
ولانه احيانا كان يخطئ الزبون لانه غريب عن السوق وربما يجيئه لاول مرة فكان يقصد المحل الواحد اكثر من مرة هل لديكم ماكينات خياطة قديمة من ماركة «سينجر» من نوع «الاسد».
هذا الالحاح والتردد الكبير والتعدد في السؤال عن هذه الماكينات تحديدا دون غيرها لم يلفت فقط اصحاب المحلات بل لفت كذلك زبائن دائمين لسوق الحراج قصدونا وتحدثوا معنا لانهم عجزوا عن ايجاد تفسير لهذا الطلب الكبير على هذه الماكينات التي تحولت الى قضية مثيرة تشغل بال اصحاب المحلات وايضا تشغل بال المترددين على سوق الحراج.
احد اصحاب المحلات قال لي العجيب ان زبائن هذه الماكينات ليسوا رجالا فقط تراهم غرباء ولاول مرة ولكنهم ايضا سيدات خليجيات.
واضاف كان احد المحلات لديه ماكينة قديمة من النوع المطلوب باعها لاحد هؤلاء الزبائن بـ3 آلاف ريال مما ادهشني فسألته لماذا ارتفع سعر هذه الماكينة تحديدا الى هذا الرقم وهي التي كان السقف الاعلى لسعرها لا يزيد على 80 ريالا ولا تجد من يشتريها حينما تعرض على الفرشات متهالكة.
سألت احد المواطنين في سوق الحراج عن ملاحظاته عن هذا الموضوع فقال: الغريب في الامر ان زبائن هذه الماكينات لا يشترون هذه الماكينات بشرط انها صالحة للاستخدام فلا يهمهم انها تعمل انهم يشترونها جثة هامدة المهم ان تكون ماركة (سينجر) ومن نوع (الاسد).
وقال لي نفس الموظف ان هذه الماركة يوجد منها اربعة انواع اولها عادي جدا لا يحمل اي اشارة تميزه والنوع الثاني من نوع الاسد وهو المطلوب جدا ويتزايد الطلب عليه اما النوع الثالث من نوع الفراشة والنوع الرابع من نوع الحصان وكان اللافت للأمر انه على امتداد ايام قلائل مضت صار هؤلاء الزبائن الجدد الذين ازدحم بهم سوق الحراج يشترون كل الانواع الاربعة بل وايضا بحسب ما تبعنا وتحرينا الامر صار هؤلاء الزبائن الوافدون لشراء هذه الماكينات يلفون ويبرمون على محلات الخياطة ويسألون الخياطين من مختلف الجنسيات: هل لديكم ماكينات خياطة ماركة «سينجر» من نوع الاسد.
واضاف نفس المصدر: القصة صارت مريبة والغريب فيها اننا حينما سألنا هؤلاء ما الذي يجعلكم تتهافتون على هذه الماكينات ما سر جاذبيتها؟ وما هي فوائدها لكم خاصة وانكم لا تشترطون صلاحيتها ولا يهمكم انها تعمل او لا تعمل فأنتم تشترون ماكينات قديمة جدا اكل الزمن وشرب عليها ولا يهمكم الا ماركتها ونوع هذه الماركة وكان الغريب في الامر والمدهش انك لا تتلقى اجابة ولا توضيحا بل انهم يلوذون اما بالصمت او التمويه رغم ان سلوكهم أطلق الشك في نفوس كل اصحاب محلات سوق الحراج.
زئبق أحمر
احد العاملين في السوق قال لي: انني راقبت سلوكهم وهم يشترون هذه الماكينات القديمة وهو سلوك غريب ولاتفسير له فهم يستخدمون اجهزة الموبايل ويضعونها اسفل المحور الرئيسي الافقي للماكينة فان تعطل الموبايل وفقد الاستقبال يتهافتون على هذه الماكينة.
وهنا سألت: وما هو اذن الجزء الذي في الماكينة الذي يفقد جهاز الهاتف الجوال القدرة على الاتصال او القدرة على الاستقبال؟
فقال: الاجابة على سؤالك غير معروفة فنحن لا نعرف السبب ولم يقل لنا هؤلاء الزبائن الجدد السبب في ذلك، فقط نلاحظ وحينما نذكر لهم ملاحظاتنا يلوذون بالصمت.
وتساءلت: هل هذه الماكينات من هذه الماركة ومن هذا النوع تحديدا المستخدم في صناعتها مثلا معادن ثمينة؟ فقال لا اعرف ولم يتسن لي تفكيك ماكينة منها وابحث فيها لمعرفة اذا ما كان جزء من احشائها القديمة ذهبا او يورانيوم او بلاتين او اي معدن آخر من المعادن النفيسة، ولكن من المؤكد ان هؤلاء الزبائن الجدد يعرفون السر والا لما بحثوا عنها على هذا النحو.
وسألته: هل رأيت بعينك ان اشارة الاستقبال على الهاتف الجوال تضيع حينما يوضع الهاتف بالقرب من هذه الماكينة؟ فقال لي لم ار ذلك ولكني سمعت زملاء يقولون هذا الكلام، احد اصحاب المحلات قال لي: يقولون ان هذ الماكينات يوجد بها الزئبق الاحمر .. وثمة من يقول ان الدجالين والمشعوذين ارسلوا أناسا لشراء هذه الماكينات التي تحتوي على الزئبق الأحمر الذي يستخدم في عمليات السحر والشعوذة.
الأسعار
سألت عن اسعار هذه الماكينات التي اثارت كل هذه الضجة في سوق الحراج فقال لي: ان سعر الماكينة الواحدة قفز الى ثلاثة آلاف ريال وكان سعرها التقليدي لا يزيد عن 80 ريالا في افضل الاحوال بل وكان الزبون العادي يشترط ان تكون صالحة للاستخدام بل ويجربها ويفحصها اما الآن فهؤلاء الزبائن الجدد القادمون من دول مجاورة يشترونها بسعر الماكينة 3 آلاف ريال ولا يشترطون صلاحيتها والمهم فيها ان تكون من ماركة سنجر ومن نوع الاسد بل ان عملية النصب الكبرى رفعت سعر هذه الماكينة الى 50 الف ريال. واضاف: زبائن هذه الماكينات ازدحم بهم السوق فنحن في العادة لا نجد هذا الازدحام الا يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع ولكن ماكينات الخياطة من هذا الطراز احدثت ازدحاما على مدار الأسبوع الفائت وحتى الآن، بل وجعلت الطلب عليها يمتد إلى خارج السوق، وتحديدا باتجاه محلات الخياطة القديمة حيث اشترى هؤلاء الزبائن عددا هائلا من الماكينات، ولا نعرف سببا لهذا الاقبال. وقال لي احد البائعين ان احد الاشخاص كان لديه ماكينة من نفس الماركة، ولكنها ليست من نوع الاسد، بل من نوع الفراشة، وبيعت بسعر «750» ريالا.
جولة بالسوق
خرجت من المحلات التي قصدتها إلى ساحات السوق فوجدت سيارة نصف نقل عليها عدة ماكينات خياطة وزحمة من حولها، وبعض هؤلاء الزبائن ملتفون حولها، ولانني ماكنت مصدقا ما اسمع من كلام .. فقد استغربت هذه الحلقة المزدحمة، التي معظمها من الرجال، وفيهم قليل من النساء وما ان لمعت فلاشات الكاميرا للتصوير حتي تفرق هذا الحشد وهربت السيدات بعيدا، وهرب ايضا من معهن من زبائن.
الامر اذا لغز، يحتاج إلى تفسير، وقصدت موظفا يعمل بالسوق، فرفض الحديث، وقال لي انه لا يعلم سببا واحدا لهذا الازدحام حول ماكينات الخياطة القديمة، فقط يلاحظ سيارات صغيرة تقف في السوق وعليها اعداد منها، ولكنه لم يتدخل، ولا يريد ان يتحدث في هذا الموضوع اكثر من ذلك قائلا:
اكيد الامر ينطوى إما على كذبة، أو خدعة أو حقيقة مجهولة لا يعلمها إلا الذين يشترون هذه الماكينات باسعار مرتفعة.
احدهم قال لي: الغريب في الامر ان يقفز سعر هذه الماكينات إلى اضعاف سعر أي ماكينة جديدة لا يزيد سعرها عن 1500 ريال أو ألفي ريال، أما ان يبلغ سعر ماكينة الـ «السنجر» من نوع الاسد ثلاثة آلاف ريال وربما أكثر من ذلك فهذا هو المثير في الامر واردف: انا لا اتصور ان يدفع انسان مبلغ 3 آلاف ريال في جثة هامدة لا تعمل الا اذا كان وراءها فائدة ما. او كذبة كبيرة بطلها نصاب محترف.
وسألني بمثل ما سألته: لماذا يأتي هؤلاء من دول مجاورة ويتكبدون عناء السفر والاقامة والبحث في سوق الحراج وايضا عند الترزية والخياطين ويلفون على ارجلهم كل هذا اللف فهل هم ضحايا عملية نصب كبيرة؟
واردف: في الامر سر لا شك في ذلك وتوضيح هذا السر يحتاج الى تقص وبحث.
قلت له: لو كنت اعرف اجابة لأسئلتك لما جئت ولكنني ارى الامر اشبه بجنون وغرابة. فكرت في ان الامر قد يكون اشبه بخدعة اعلانية محكمة تتضمن فبركة قصة الاقبال عن قديم هذه الماكينات الى حد التهافت عليها لاحداث رواج واعلان مفرط عن ماركة هذه الماكينات فلربما ذلك كان ضجة اعلانية عن هذه الماكينات ولكن ربما ايضا هناك من خدع هؤلاء الزبائن ونصب واحتال عليهم.
كذبة كبيرة
صديق قال لي ان نفس القضية اثيرت في احدى الدول العربية عن طريق نصاب وتبين ان العملية لا تخرج عن كونها نصبا واحتيالا لاجتذاب ضعاف النفوس او غير الواعين او ضعيفي الثقافة وبالفعل تم ضبط هذه العصابة والكشف عن تفاصيل الحيلة التي كان لها ضحايا كثيرون وبمثل ما اثيرت في سوق الحراج بالدوحة.
وقال لي هذا الصديق: الامر معروف والغريب ان الناس لم تقرأ ولا تطالع الاحداث ولا تعرف التفاصيل والا لما كانت وقعت ضحية هذه الكذبة الكبيرة.
الجهات المسؤولة
السؤال الذي يطرح نفسه: طالما أن الامر كذبة واحتيال ونصب كان مسرحه سابقا إحدى الدول العربية فمن هي الجهات المسؤولة التي يجب عليها ان تبادر بالكشف عن الحقيقة لجمهور الناس فتنقذهم من براثن نصابين ومحتالين نجحوا في اقناع بسطاء بهذه الاكثرية وجعلوا النقود تخرج من جيوب ضحاياهم بالآلاف وبسهولة.
_ أليست جمعية حماية المستهلك مسؤولة وعليها التدخل بإيضاح الحقائق والكشف عنها؟
_ أليست ايضا هيئة المواصفات والمقاييس مسؤولة وعليها إخضاع هذه الماكينة الاكذوبة للفحص والتدقيق لتخرج على الناس بالحقيقة؟
_ ألا يجب أن تصدر جهات مسؤولة بيانا لإنقاذ الناس من هذه الكذبة ليقضي على صنف من الاحتيال والنصب جاءنا في تكرار لمسرحية كذوبة كانت خشبة احداثها في هذه الدولة العربية الشقيقة؟
أليس تكرار كذبة وعلى نحو ما رأيت في سوق الحراج يحتاج الى إنماء الوعي حتى ينحصر عدد الضحايا فلا ينطلي عليهم في الغد ما انطلى على غيرهم بالأمس؟
المصدر : الوطن
http://www.al-watan.com/data/20090414/innercontent.asp?val=local3_1
أشوف حتى عندنا في المنتدى صارو الأعضاء يطلبون هالمكينه .. ليش مانفكر بعقل شوي قبل لانطلب أو ننشر شيء ..
هجوم كاسح من زوار جاؤوا من دول مجاورة باحثين في كل مكان عن هذه الماكينة التي توقف مصنعها عن انتاجها، ولكن الطلب على قديمها يتم بطريقة البحث عن إبرة في كومة من القش.
الكذبة أو التغرير .. يتحرك ضحاياه على أقدامهم داخل سوق الحراج، وهم لا يعلمون انهم يشترون الوهم ويبحثون عن السراب، وهناك من نفخ في آذانهم وقناعاتهم كذبا ان هذه الماكينة تحتوي على مادة الزئبق الأحمر، وان هذه المادة سعرها يتجاوز سعر الذهب والبلاتين بل وأغلى من اليورانيوم المشع.
نمى إلى علمنا مشهد مثير وغريب تجري فصوله في سوق الحراج .. والبطل في هذا المشهد ماكينة الخياطة المدللة سنجر من نوع الأسد.
والضحايا .. مشترون يدفعون الآلاف بلا وعي .. والجمهور الذي يتابع يضرب كفا بكف: لماذا يقفز سعر ماكينة خياطة قديمة، أوصالها مفككة، وتروسها متآكلة، وتاريخها عبر وانتهى، وفي الحاضر انقرضت إلا من بقاياها المحطمة والمهشمة.
نصابون ومحتالون صنعوا من هذا الحطام كذبة مرّت على كثيرين، وانطلت على بسطاء، جاؤوا أو ذهبوا الى سوق الحراج .. بحثا عنها بأي ثمن. بحثنا عن التفاصيل، من أفواه فاغرة مدهوشة، ومؤلف الكذبة أو النصبة ربما في ركن من المشهد يتابع ويسخر من الضحايا الذين جاؤوا يبحثون عن هذه الماكينة .. ويدفعون فيها الآلاف.
التفاصيل في السطور التالية:
ازدحام بسوق الحراج غير مألوف لاصحاب محلاته والسبب ماكينات خياطة قديمة زبائنها قطعوا مئات الكليومترات قادمين من دول مجاورة ليقصدوا سوق الحراج بحثا عن هذه الماكينات التي من طراز معين.
هؤلاء الزوار القادمون من دول مجاورة تدفقوا على سوق الحراج على مدار اسبوع فائت ولايزالون والسؤال المتكرر على شفاههم الذي لفت اصحاب محلات هذا السوق: هل لديكم ماكينات «سينجر» قديمة من نوع «الاسد».
ولانه احيانا كان يخطئ الزبون لانه غريب عن السوق وربما يجيئه لاول مرة فكان يقصد المحل الواحد اكثر من مرة هل لديكم ماكينات خياطة قديمة من ماركة «سينجر» من نوع «الاسد».
هذا الالحاح والتردد الكبير والتعدد في السؤال عن هذه الماكينات تحديدا دون غيرها لم يلفت فقط اصحاب المحلات بل لفت كذلك زبائن دائمين لسوق الحراج قصدونا وتحدثوا معنا لانهم عجزوا عن ايجاد تفسير لهذا الطلب الكبير على هذه الماكينات التي تحولت الى قضية مثيرة تشغل بال اصحاب المحلات وايضا تشغل بال المترددين على سوق الحراج.
احد اصحاب المحلات قال لي العجيب ان زبائن هذه الماكينات ليسوا رجالا فقط تراهم غرباء ولاول مرة ولكنهم ايضا سيدات خليجيات.
واضاف كان احد المحلات لديه ماكينة قديمة من النوع المطلوب باعها لاحد هؤلاء الزبائن بـ3 آلاف ريال مما ادهشني فسألته لماذا ارتفع سعر هذه الماكينة تحديدا الى هذا الرقم وهي التي كان السقف الاعلى لسعرها لا يزيد على 80 ريالا ولا تجد من يشتريها حينما تعرض على الفرشات متهالكة.
سألت احد المواطنين في سوق الحراج عن ملاحظاته عن هذا الموضوع فقال: الغريب في الامر ان زبائن هذه الماكينات لا يشترون هذه الماكينات بشرط انها صالحة للاستخدام فلا يهمهم انها تعمل انهم يشترونها جثة هامدة المهم ان تكون ماركة (سينجر) ومن نوع (الاسد).
وقال لي نفس الموظف ان هذه الماركة يوجد منها اربعة انواع اولها عادي جدا لا يحمل اي اشارة تميزه والنوع الثاني من نوع الاسد وهو المطلوب جدا ويتزايد الطلب عليه اما النوع الثالث من نوع الفراشة والنوع الرابع من نوع الحصان وكان اللافت للأمر انه على امتداد ايام قلائل مضت صار هؤلاء الزبائن الجدد الذين ازدحم بهم سوق الحراج يشترون كل الانواع الاربعة بل وايضا بحسب ما تبعنا وتحرينا الامر صار هؤلاء الزبائن الوافدون لشراء هذه الماكينات يلفون ويبرمون على محلات الخياطة ويسألون الخياطين من مختلف الجنسيات: هل لديكم ماكينات خياطة ماركة «سينجر» من نوع الاسد.
واضاف نفس المصدر: القصة صارت مريبة والغريب فيها اننا حينما سألنا هؤلاء ما الذي يجعلكم تتهافتون على هذه الماكينات ما سر جاذبيتها؟ وما هي فوائدها لكم خاصة وانكم لا تشترطون صلاحيتها ولا يهمكم انها تعمل او لا تعمل فأنتم تشترون ماكينات قديمة جدا اكل الزمن وشرب عليها ولا يهمكم الا ماركتها ونوع هذه الماركة وكان الغريب في الامر والمدهش انك لا تتلقى اجابة ولا توضيحا بل انهم يلوذون اما بالصمت او التمويه رغم ان سلوكهم أطلق الشك في نفوس كل اصحاب محلات سوق الحراج.
زئبق أحمر
احد العاملين في السوق قال لي: انني راقبت سلوكهم وهم يشترون هذه الماكينات القديمة وهو سلوك غريب ولاتفسير له فهم يستخدمون اجهزة الموبايل ويضعونها اسفل المحور الرئيسي الافقي للماكينة فان تعطل الموبايل وفقد الاستقبال يتهافتون على هذه الماكينة.
وهنا سألت: وما هو اذن الجزء الذي في الماكينة الذي يفقد جهاز الهاتف الجوال القدرة على الاتصال او القدرة على الاستقبال؟
فقال: الاجابة على سؤالك غير معروفة فنحن لا نعرف السبب ولم يقل لنا هؤلاء الزبائن الجدد السبب في ذلك، فقط نلاحظ وحينما نذكر لهم ملاحظاتنا يلوذون بالصمت.
وتساءلت: هل هذه الماكينات من هذه الماركة ومن هذا النوع تحديدا المستخدم في صناعتها مثلا معادن ثمينة؟ فقال لا اعرف ولم يتسن لي تفكيك ماكينة منها وابحث فيها لمعرفة اذا ما كان جزء من احشائها القديمة ذهبا او يورانيوم او بلاتين او اي معدن آخر من المعادن النفيسة، ولكن من المؤكد ان هؤلاء الزبائن الجدد يعرفون السر والا لما بحثوا عنها على هذا النحو.
وسألته: هل رأيت بعينك ان اشارة الاستقبال على الهاتف الجوال تضيع حينما يوضع الهاتف بالقرب من هذه الماكينة؟ فقال لي لم ار ذلك ولكني سمعت زملاء يقولون هذا الكلام، احد اصحاب المحلات قال لي: يقولون ان هذ الماكينات يوجد بها الزئبق الاحمر .. وثمة من يقول ان الدجالين والمشعوذين ارسلوا أناسا لشراء هذه الماكينات التي تحتوي على الزئبق الأحمر الذي يستخدم في عمليات السحر والشعوذة.
الأسعار
سألت عن اسعار هذه الماكينات التي اثارت كل هذه الضجة في سوق الحراج فقال لي: ان سعر الماكينة الواحدة قفز الى ثلاثة آلاف ريال وكان سعرها التقليدي لا يزيد عن 80 ريالا في افضل الاحوال بل وكان الزبون العادي يشترط ان تكون صالحة للاستخدام بل ويجربها ويفحصها اما الآن فهؤلاء الزبائن الجدد القادمون من دول مجاورة يشترونها بسعر الماكينة 3 آلاف ريال ولا يشترطون صلاحيتها والمهم فيها ان تكون من ماركة سنجر ومن نوع الاسد بل ان عملية النصب الكبرى رفعت سعر هذه الماكينة الى 50 الف ريال. واضاف: زبائن هذه الماكينات ازدحم بهم السوق فنحن في العادة لا نجد هذا الازدحام الا يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع ولكن ماكينات الخياطة من هذا الطراز احدثت ازدحاما على مدار الأسبوع الفائت وحتى الآن، بل وجعلت الطلب عليها يمتد إلى خارج السوق، وتحديدا باتجاه محلات الخياطة القديمة حيث اشترى هؤلاء الزبائن عددا هائلا من الماكينات، ولا نعرف سببا لهذا الاقبال. وقال لي احد البائعين ان احد الاشخاص كان لديه ماكينة من نفس الماركة، ولكنها ليست من نوع الاسد، بل من نوع الفراشة، وبيعت بسعر «750» ريالا.
جولة بالسوق
خرجت من المحلات التي قصدتها إلى ساحات السوق فوجدت سيارة نصف نقل عليها عدة ماكينات خياطة وزحمة من حولها، وبعض هؤلاء الزبائن ملتفون حولها، ولانني ماكنت مصدقا ما اسمع من كلام .. فقد استغربت هذه الحلقة المزدحمة، التي معظمها من الرجال، وفيهم قليل من النساء وما ان لمعت فلاشات الكاميرا للتصوير حتي تفرق هذا الحشد وهربت السيدات بعيدا، وهرب ايضا من معهن من زبائن.
الامر اذا لغز، يحتاج إلى تفسير، وقصدت موظفا يعمل بالسوق، فرفض الحديث، وقال لي انه لا يعلم سببا واحدا لهذا الازدحام حول ماكينات الخياطة القديمة، فقط يلاحظ سيارات صغيرة تقف في السوق وعليها اعداد منها، ولكنه لم يتدخل، ولا يريد ان يتحدث في هذا الموضوع اكثر من ذلك قائلا:
اكيد الامر ينطوى إما على كذبة، أو خدعة أو حقيقة مجهولة لا يعلمها إلا الذين يشترون هذه الماكينات باسعار مرتفعة.
احدهم قال لي: الغريب في الامر ان يقفز سعر هذه الماكينات إلى اضعاف سعر أي ماكينة جديدة لا يزيد سعرها عن 1500 ريال أو ألفي ريال، أما ان يبلغ سعر ماكينة الـ «السنجر» من نوع الاسد ثلاثة آلاف ريال وربما أكثر من ذلك فهذا هو المثير في الامر واردف: انا لا اتصور ان يدفع انسان مبلغ 3 آلاف ريال في جثة هامدة لا تعمل الا اذا كان وراءها فائدة ما. او كذبة كبيرة بطلها نصاب محترف.
وسألني بمثل ما سألته: لماذا يأتي هؤلاء من دول مجاورة ويتكبدون عناء السفر والاقامة والبحث في سوق الحراج وايضا عند الترزية والخياطين ويلفون على ارجلهم كل هذا اللف فهل هم ضحايا عملية نصب كبيرة؟
واردف: في الامر سر لا شك في ذلك وتوضيح هذا السر يحتاج الى تقص وبحث.
قلت له: لو كنت اعرف اجابة لأسئلتك لما جئت ولكنني ارى الامر اشبه بجنون وغرابة. فكرت في ان الامر قد يكون اشبه بخدعة اعلانية محكمة تتضمن فبركة قصة الاقبال عن قديم هذه الماكينات الى حد التهافت عليها لاحداث رواج واعلان مفرط عن ماركة هذه الماكينات فلربما ذلك كان ضجة اعلانية عن هذه الماكينات ولكن ربما ايضا هناك من خدع هؤلاء الزبائن ونصب واحتال عليهم.
كذبة كبيرة
صديق قال لي ان نفس القضية اثيرت في احدى الدول العربية عن طريق نصاب وتبين ان العملية لا تخرج عن كونها نصبا واحتيالا لاجتذاب ضعاف النفوس او غير الواعين او ضعيفي الثقافة وبالفعل تم ضبط هذه العصابة والكشف عن تفاصيل الحيلة التي كان لها ضحايا كثيرون وبمثل ما اثيرت في سوق الحراج بالدوحة.
وقال لي هذا الصديق: الامر معروف والغريب ان الناس لم تقرأ ولا تطالع الاحداث ولا تعرف التفاصيل والا لما كانت وقعت ضحية هذه الكذبة الكبيرة.
الجهات المسؤولة
السؤال الذي يطرح نفسه: طالما أن الامر كذبة واحتيال ونصب كان مسرحه سابقا إحدى الدول العربية فمن هي الجهات المسؤولة التي يجب عليها ان تبادر بالكشف عن الحقيقة لجمهور الناس فتنقذهم من براثن نصابين ومحتالين نجحوا في اقناع بسطاء بهذه الاكثرية وجعلوا النقود تخرج من جيوب ضحاياهم بالآلاف وبسهولة.
_ أليست جمعية حماية المستهلك مسؤولة وعليها التدخل بإيضاح الحقائق والكشف عنها؟
_ أليست ايضا هيئة المواصفات والمقاييس مسؤولة وعليها إخضاع هذه الماكينة الاكذوبة للفحص والتدقيق لتخرج على الناس بالحقيقة؟
_ ألا يجب أن تصدر جهات مسؤولة بيانا لإنقاذ الناس من هذه الكذبة ليقضي على صنف من الاحتيال والنصب جاءنا في تكرار لمسرحية كذوبة كانت خشبة احداثها في هذه الدولة العربية الشقيقة؟
أليس تكرار كذبة وعلى نحو ما رأيت في سوق الحراج يحتاج الى إنماء الوعي حتى ينحصر عدد الضحايا فلا ينطلي عليهم في الغد ما انطلى على غيرهم بالأمس؟
المصدر : الوطن
http://www.al-watan.com/data/20090414/innercontent.asp?val=local3_1
أشوف حتى عندنا في المنتدى صارو الأعضاء يطلبون هالمكينه .. ليش مانفكر بعقل شوي قبل لانطلب أو ننشر شيء ..