المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 350 مليار دولار خسائر دول "التعاون" بسبب الأزمة العالمية



ROSE
16-04-2009, 06:39 AM
350 مليار دولار خسائر دول "التعاون" بسبب الأزمة العالمية.. قطر تطالب بخطة إنقاذ للاقتصاد الخليجي




الدوحة - الشرق:
دعت ندوة الازمة المالية العالمية وتداعياتها على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي الى وضع خطط إنقاذ على مستوى الاقتصاد الكلي الخليجي، ومراجعة قواعد الرقابة على الأسواق المالية المحلية، ومنها تشديد الرقابة على البنوك، وضرورة العمل على توحيد أسواق رأس المال الخليجية وإزالة العوائق والقيود التي تقف أمام ذلك.
وتضمنت توصيات الندوة، التي افتتحها سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، ونظمتها الغرفة بالتعاون مع الأمانة العامة لاتحاد الغرف الخليجية، وعقدت في فندق الريتز كارلتون الدوحة أمس، تفعيل السوق الخليجية المشتركة، والبدء في إجراءات قيام الاتحاد النقدي، والتزام المصارف المركزية والبنوك التجارية الخليجية بمزيد من الشفافية والوضوح والإفصاح عن حقيقة الوضع المالي وحجم السيولة اللازمة لتمويل الأنشطة والمشاريع الاستثمارية. وقال الدكتور عصام بن عبد الله فخرو رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون إن خسائر الدول الخليجية جراء الأزمة المالية " الطاحنة "تقدر بحوالي 350 مليار دولار

التفاصيل

خسائر دول التعاون وصلت 350 مليار دولار ..ندوة الأزمة المالية تطالب بخطة انقاذ للاقتصاد الكلي الخليجي

نائل صلاح - وليد الدرعي:
أكدت ندوة الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي، التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة قطر بالتعاون مع الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي وعقدت في فندق الريتز كارلتون أمس، أن الأزمة المالية العالمية - وإن كانت ناتجة عن انهيار القطاع المالي في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الصناعية الكبرى- سوف تلقي بظلالها وآثارها السلبية على العديد من اقتصاديات دول العالم خاصة الاقتصاديات الناشئة واقتصاديات الدول النامية، وسوف تكون هذه الآثار على المدى الطويل عميقة وفادحة، خاصة فيما يتعلق بخطط التنمية بهذه الدول.
وأعرب سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر في كلمته الافتتاحية للندوة، عن أمله في ان يتوصل الخبراء والمشاركون في فعاليات الندوة إلى توصيات عملية وواقعية قابلة للتطبيق والتنفيذ تخرج باقتصادنا الخليجي من هذه الأزمة، منوها بأن الأزمة المالية العالمية تهدد كل دول العالم.
ومن جهته قال الدكتور عصام بن عبد الله فخرو رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون في كلمته بالجلسة الافتتاحية إلى أن خسائر دول مجلس التعاون الخليجي جراء الأزمة المالية "الطاحنة" تقدر بحوالي "350" مليار دولار، مشيراً إلى أنها باتت تهدد بقوة مختلف برامج التنمية والأنشطة الاقتصادية والإستثمارية والمالية في هذه الدول، مما يضع كافة الأطراف المعنية في القطاعين العام والخاص أمام دور كبير منتظر يحمي مصالح واقتصاديات واسواق المنطقة.
وخرجت الندوة في ختام أعمالها أمس بعدد من التوصيات التي اتفق عليها المشاركون فيها، تضمنت الى جانب تفعيل السوق الخليجية المشتركة والبدء في إجراءات قيام الاتحاد النقدي لضمان التزام المصارف المركزية والبنوك التجارية الخليجية بمزيد من الشفافية والوضوح والإفصاح عن حقيقة الوضع المالي وحجم السيولة اللازمة لتمويل الأنشطة والمشاريع الاستثمارية، وتخفيض معدل الفائدة على القروض أسوة بما هو حاصل في مجال الودائع وزيادة حجم القروض الاستثمارية والاستهلاكية لتحريك عجلة النشاط الاقتصادي والتجاري.
وشدد المشاركون في الندوة على ضرورة وضع خطط إنقاذ على مستوى الاقتصاد الكلي لدول مجلس التعاون الخليجي، كما شددت الندوة على ضرورة مراجعة قواعد الرقابة على الأسواق المالية المحلية ومنها تشديد الرقابة على البنوك، وضرورة العمل على توحيد أسواق رأس المال الخليجية وإزالة العوائق والقيود التي تقف أمام ذلك.
كما تضمنت التوصيات ضرورة توسيع وتطبيق مبدأ الحوكمة الإدارية في المؤسسات التمويلية والشركات الاستثمارية، وتسهيل اجراءات تمويل المشاريع والإفصاح عن تفاصيل هذه التسهيلات والضمانات التي تقدمها البنوك للسوق الائتماني، تفادياً لتعطيل المشاريع، والموازنة بين سياسة الإجراءات المتحفظة التي تعتمدها البنوك لتمويل المشاريع وبين متطلبات القطاع الخاص واستمرار أنشطته وعملياته.

تفاصيل اخرى
جلسة العمل الأولى ... 50 تريليون دولار خسائر العالم حتى الآن ..محمد بن أحمد: ضرورة المحافظة على النظام البنكي حتى لا تتفاقم الأزمة
د. ويلسون: قطر الأولى من حيث نسبة الأصول الملتزمة بالشريعة الإسلامية
د. زلزلة: أمريكا مقدمة على انهيار اقتصادي وسنوات عجاف تنتظرها دول الخليج
د. النجداوي: نمو سلبي في 2009 بسبب انحدار الطلب وانعدام التمويل
ريكياردي: كلفة استدانة المال في الخليج ارتفعت 650 نقطة أثناء الأزمة المالية
بلنتجي: مؤسسات التصنيف الائتماني لها علاقة بسوق الديون وليس بالأسهم
الدوحة - الشرق:
تناولت جلسة العمل الأولى التي ترأسها سعادة سعادة الشيخ محمد بن أحمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة السابق، ضمن ندوة الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، خمسة محاور شملت المصارف الإسلامية ودورها في معالجة الأزمة، تداعيات الأزمة على الاقتصاديات الخليجية، أثر الأزمة على أسواق المال الخليجية، دور وكالات التصنيف الائتماني، وخطط مجموعة العشرين.
وتحدث في الجلسة كل من د. رودني ويلسون الخبير العالمي في المصارف، د. يوسف زلزلة رئيس مجلس إدارة بترولينك القابضة الكويتية ووزير التجارة والصناعة السابق في دولة الكويت، ريكاردو ريكياردي ممثل مؤسسة الخليج للاستثمار، جان بلنتجي ممثل شركة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني، ود. محمد النجداوي عميد كلية الإدارة والأعمال بجامعة قطر.
وقال سعادة الشيخ محمد بن أحمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة السابق، لدى افتتاحه الجلسة أنه من الضرورة المحافظة على النظام البنكي لأنه في حالة الانهيار ستكون الأزمة أسوأ بكثير من الأزمة الاقتصادية لعام 1929 .
وأضاف الشيخ محمد بن أحمد آل ثاني أن الأزمة التي حدثت عام 2000 وعرفت باسم (مشكلة دوت كوم) كلفت العالم نحو 8 تريليونات دولار ، في حين وصلت خسائر الأزمة المالية الحالية في ال 12 شهراً الماضية إلى نحو 50 تريليون دولار .
وأوضح أن الدين العام الأمريكي تجاوز 350 في المائة من الناتج القومي الأمريكي، في حين يجب ألا يتجاوز 100 في المائة، لافتا إلى أن /85/ في المائة من الديون هي شخصية.
وتحدث الخبير العالمي الدكتور روني ويلسون عن دور المصارف الإسلامية في معالجة الأزمة المالية العالمية، وقال إن المصارف الإسلامية تبنت نموذجاً مصرفياً تقليدياً، في حين أن المؤسسات المالية تعاني مشاكل في تمويل القروض، مشيرا إلى أن قوة المصارف الإسلامية تتمثل في بيع الودائع رغم أن المصارف الإسلامية ليست بمنأى عن الأزمة.
وقال إن العام 2008 لم يكن عاما جيدا، وإن آفاق 2009 لن تكون جيدة بل ربما ستكون أسوأ من العام الماضي.
وقال إن إيران لديها أكبر أصول في الصيرفة الإسلامية، تليها السعودية في المرتبة الثانية بنحو 92 مليار دولار، في حين جاءت قطر في المرتبة السابعة بأصول ملتزمة بالشريعة الإسلامية بلغت 21 مليار دولار وبنسبة 77.5 بالمائة وهي أكبر نسبة بين الدول الأخرى.
وأشار إلى أن المصارف الإسلامية تواصل عملها ووضعها الآن أفضل من وضع البنوك التقليدية، لافتا إلى أن كافة المصارف الإسلامية تحصل على رأس المال الكافي وتتماشى مع اتفاقية بازل 2، وقال إن غالبية المصارف الإسلامية في دول الخليج العربية هي مصارف تجزئة تعتمد على بيع الودائع وليست مصارف استثمارية، لذلك كانت في موقع أقوى، حيث إن المصارف الاستثمارية هي التي عانت بشدة.
وقال إن الركود الذي أدت إليه الأزمة المالية العالمية أثر على المصارف الإسلامية والتي لم تعد أرباحها في منأى عن الأزمة، مضيفا: " في دبي حدث انهيار عقاري كبير لكن الأساسيات للانتعاش ما تزال موجودة، وبالتالي فإن دبي قادرة على النهوض من جديد والمصارف الإسلامية في دبي قادرة على الانتعاش.
ومن جهته تحدث د. يوسف زلزلة رئيس مجلس إدارة بترولينك القابضة الكويتية ووزير التجارة والصناعة السابق في دولة الكويت عن تداعيات الأزمة على اقتصاديات دول المجلس مطالبا بضرورة معالجة الأزمة بعيداً عن النظريات .
وقال إن السنوات المقبلة ستكون سنوات عجاف على دول الخليج التي عاشت برفاهية طوال الأربعين سنة الماضية، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خرج بتوصيات تشير إلى البحث عن بدائل للنفط والغاز وبالتالي لا بد من التخوف من أنه خلال خمس إلى عشر سنوات مقبلة قد لا يعود النفط والغاز سلعة إستراتيجية/.
وأشار أنه في ظل ذلك لا بد أن تعمل الدول الخليجية التي تعتمد على النفط كسلعة استراتيجية إلى البحث عن بدائل من أجل تنويع مصادر الدخل، مشددا على ضرورة إيجاد خطط استراتيجية واضحة لمواجهة الأزمات في الدول الخليجية .
وقال إن التوصيات التي خرجت بها قمة العشرين تبنت توفير 1.2 تريليون دولار لمساعدة الدول الفقيرة في حين وصلت القيمة لإنعاش الاقتصاد العالمي إلى 4 تريليونات دولار وهو دليل على عمق الأزمة .
وقال إن آثار الأزمة المالية العالمية كانت واضحة أكثر على القطاع الخاص الخليجي، مضيفا: " الأرباح التي أعلنت عنها بعض الشركات حتى الآن هي أرباح دفترية وغير واقعية، فالأزمة خانقة وتحتاج إلى جدية للتعامل معها".
من ناحيته قال السيد ريكاردو ريكياردي من مؤسسة الخليج للاستثمار في مداخلة خلال هذه الجلسة أن كلفة استدانة المال في الخليج ارتفعت من 50 نقطة إلى 700 نقطة أثناء الأزمة المالية، مؤكدا أن دول الخليج تستطيع الخروج من الأزمة بأقل ضرر، وموضحا أن دول الخليج تقرض الدين وأن الأزمة العالمية هي أزمة دين ولذلك كان هنالك اعتقاد بأن الأزمة لن تطال الدول الخليجية، ولكن ما حدث أن الأزمة طالت الجميع".
وأشار إلى أن الأزمة العالمية بدأت في القطاع العقاري ودبي كانت جزءا من القضية، ولكن عندما تراجعت أسواق النفط بدأت المشاكل تظهر في الخليج، موضحا أن المصارف تجاوزت قروضها حد الودائع وهذا يعني أن المصارف كانت تقدم الكثير من القروض على حساب الودائع والآن يوجد مشكلة في إعادة تمويلها.
وقال إن الفائض الحكومي كبير في دول الخليج وأن المشكلة تكمن في القطاع الخاص ، موضحاً أن الفوائض الحكومية تعتمد على النفط وهو يعتمد على الطلب العالمي، مؤكدا على أنه إذا كان من مستقبل مضيء فهو في هذه المنطقة .
وتحدث جان بلنتجي عن دور مؤسسات التصنيف الائتماني، وقال إنه يوجد التباس وخلط في دور هذه المؤسسات حيث يعتقد البعض أن التصنيف الذي يصدر عنها يبنى عليه في سوق الأسهم، والحقيقة أن هذه المؤسسات لها علاقة بسوق الديون وليس بالأسهم، مشيرا إلى أنه في دول المنطقة تتصدر الإمارات أكبر زيادة في الديون تليها البحرين ومن ثم قطر.
وقال إن تصنيف القروض يتضمن رؤية المؤسسة حول المقدرة على سداد الدين وهي توقعات عن الشركة وقدرتها على السداد.
آخر المتحدثين في الندوة الدكتور محمد النجداوي عميد كلية الإدارة والأعمال في جامعة قطر، تناول في ورقة العمل توصيات مجموعة العشرين وتأثيرها على دول مجلس التعاون، وقال إن الولايات المتحدة ركزت على تقديم المزيد من الدعم لصندوق النقد الدولي، في حين ركزت الدول الأوروبية على الضبط، وطالبت كل من الهند والصين ودول أخرى باستبدال عملة بديلة للدولار لهندسة النظام العالمي، في حين طالبت الاقتصادات الناشئة ومنها السعودية بمنع الحمائية .
وأشار إلى أن نمو التجارة الدولية في العام 2008 كان أقل من العام الذي سبقه، ومن المتوقع أن يكون النمو في العام الحالي 2009 سلبيا بسبب انحدار مستوى الطلب متأثرا بالأزمة المالية العالمية وانعدام التمويل وتردد المصارف في الإقراض وانحدار التجارة الحرة.
وخلال المناقشات قال الدكتور يوسف زلزلة إن الولايات المتحدة الأمريكية مقدمة على انهيار اقتصادي إذا لم تعالج أوضاعها الداخلية، كما أن العالم مقبل على أزمة كارثية، مشيرا إلى أن الاقتصاديين يقولون بأننا لم نصل إلى القاع بعد وإن الأزمة ستتفاقم.
وقال د. محمد النجداوي إن التوقعات تشير إلى أن العام 2010 ربما يكون أفضل من العام الحالي، مشيرا إلى أن العجز في ميزانية الولايات المتحدة يساوي ميزانيات كل من الصين وأوروبا والهند وهذا يوضح حجم المشكلة، منوها بأن اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي يساوي 1.4% من اقتصاد أمريكا، وبالتالي فإن علينا التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية للخروج من الأزمة.
وقال د. ويلسون إنه من المهم للعالم أن يتعافى الاقتصاد الأمريكي لأنه سيحرك الطلب من الدول الأخرى وسوف يساعد على ارتفاع أسعار النفط، فيما قال السيد ريكاردو إن ربط العملات الخليجية بسلة عملات لن يكون حلا مثاليا، بل إن إبقاء الربط بالدولار هو الأفضل لأن الدولار هو العملة الرسمية للنفط.

ROSE
16-04-2009, 06:39 AM
أكد على سلامة الوضع المصرفي في قطر ..الشيخ فهد بن فيصل :جهود المركزي في مجال الحفاظ على الاستقرار المالي لم تكن وليدة الظروف الحالية
الدوحة - الشرق:
قال الشيخ فهد بن فيصل نائب محافظ مصرف قطر المركزي في تصريحات على هامش ندوة غرفة تجارة وصناعة قطر واتحاد غرف دول المجلس حول الأزمة المالية و تداعياتها على اقتصاديات المنطقة أن الاقتصاد العالمي دخل في ركود يعتبر الأول من نوعه خلال الثمانين عاما السابقة ويعتبر الأكثر انتشارا والأعمق تأثيرا من سواه .
و أكد أن هذا الركود استدعى قيام المؤسسات الاقتصادية الرائدة في المجتمع كغرفة تجارة وصناعة قطر واتحاد غرف دول مجلس التعاون بالمبادرة في الدعوة لعقد مثل هذه الندوة والتي تعتبر مهمة ولذلك تم حشد أصحاب الرأي والفكر من الاقتصاديين ورجال الأعمال من أجل دراسة تداعيات هذا الركود على القطاعات الاقتصادية المختلفة في دول الخليج .
وأشاد الشيخ فهد بن فيصل نائب محافظ مصرف قطر بأهمية الندوة ودورها الفعال في خدمة اقتصاديات المنطقة وبالتحضير والإعداد من قبل القائمين على الندوة .
ومن جهة أخرى أكد الشيخ فهد بن فيصل على سلامة الوضع المصرفي في دولة قطر وبقدرة البنوك على تجاوز آثار الأزمة المالية العالمية وذلك للإجراءات الحكيمة التي اتخذتها حكومة دولة قطر الرشيدة و مصرف قطر المركزي من أجل الحفاظ على الاستقرار المالي في البلاد .
وأضاف أن هذه الإجراءات قد بدأت في وقت مبكر قبل حدوث الأزمة وذلك عندما قررت الحكومة تعزيز رؤوس أموال البنوك الوطنية بنسبة 10-20 % وقرار شراء محافظ الأسهم المحلية لدى البنوك في مارس الماضي .
مشيرا إلى أن هذا القرار تم تنفيذه من قبل مصرف قطر المركزي والذي نتج عنه ضخ قرابة 6 مليارات ريال للبنوك مما عزز من السيولة المتاحة لها ومكنها من مواصلة أعمالها ووفر لرجال الأعمال المناخ اللازم لمواصلة أنشطتهم دونما تردد أو خوف من تبعات الأزمة العالمية على مستقبل استثماراتهم .
وأكد إلى أن جهود مصرف قطر المركزي في مجال الحفظ على الاستقرار المالي لم تكن وليدة الظروف الحالية أو كرد على فعل لتداعيات الأزمة المالية العالمية فقط وإنما ترجع إلى سنوات سابقة عمل فيها المصرف على وضع الضوابط الكفيلة بعدم إسراف البنوك في تقديم القروض بأنواعها المختلفة العقارية والشخصية وتمويل الاتجار في الأسهم .
و نوه الشيخ فهد بن فيصل بجهود المصرف و سعيه المبكر لتطبيق البنوك لقرارات بازل 2 وحث مجالس إدارات البنوك على الالتزام بمعايير الحكومة الرشيدة كما أن المصرف عمل على تطوير أدواته النقدية لمواكبة الأزمة بما في ذلك إصدار شهادات إيداع وتعديل سياسته النقدية بما ينسجم مع المستجدات المحلية والعالمية .

350 مليار دولار خسائر دول التعاون ..ندوة الأزمة المالية توصي بتفعيل السوق الخليجية المشتركة وقيام الاتحاد النقدي
مطالبة المصارف المركزية والتجارية بالشفافية وتخفيض الفائدة على القروض
تسهيل إجراءات تمويل المشاريع ووضع خطط إنقاذ على مستوى الاقتصاد الكلي
مراجعة قواعد الرقابة على الأسواق المالية المحلية وتشديد الرقابة على البنوك
الدعوة لتوحيد أسواق رأس المال الخليجية وإزالة العوائق والقيود التي تقف أمامها
الدوحة - الشرق:
أكدت ندوة الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي، التي نظمتها غرفة تجارة وصناعة قطر بالتعاون مع الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي وعقدت في فندق الريتز كارلتون أمس، أن الأزمة المالية العالمية - وإن كانت ناتجة عن انهيار القطاع المالي في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الصناعية الكبرى- سوف تلقى بظلالها وآثارها السلبية على العديد من اقتصاديات دول العالم خاصة الاقتصاديات الناشئة واقتصاديات الدول النامية، وسوف تكون هذه الآثار على المدى الطويل عميقة وفادحة، خاصة فيما يتعلق بخطط التنمية بهذه الدول.
ودعت الندوة إلى تفعيل السوق الخليجية المشتركة والبدء في إجراءات قيام الاتحاد النقدي لضمان إقامة تكتل اقتصادي خليجي قوي قادر على مجابهة التحديات والأزمات الاقتصادية العالمية، والتزام المصارف المركزية والبنوك التجارية الخليجية بمزيد من الشفافية والوضوح والإفصاح عن حقيقة الوضع المالي وحجم السيولة اللازمة لتمويل الأنشطة والمشاريع الاستثمارية.
وأعرب سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر في كلمته الافتتاحية للندوة، عن أمله في أن يتوصل الخبراء والمشاركون في فعاليات الندوة إلى توصيات عملية وواقعية قابلة للتطبيق والتنفيذ تخرج باقتصادنا الخليجي من هذه الأزمة، منوها بأن الأزمة المالية العالمية تهدد كل دول العالم.
ومن جهته أشار الدكتور عصام بن عبد الله فخرو رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون في كلمته بالجلسة الافتتاحية إلى أن الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي قد بادرت منذ بداية الأزمة بإجراء الاتصالات مع كافة الجهات المعنية لتنظيم ندوة تبحث أسباب الأزمة المالية العالمية وتتدارس تداعياتها على القطاع الخاص الخليجي، كما قامت بوضع عدد من التصورات التي تعمل على تحسين الاقتصاد الخليجي وحماية القطاع الخاص من تداعيات هذه الأزمة.
وقال إن خسائر دول مجلس التعاون الخليجي جراء الأزمة المالية " الطاحنة " تقدر بحوالي /350/ مليار دولار، مشيراً إلى أنها باتت تهدد بقوة مختلف برامج التنمية والأنشطة الاقتصادية والاستثمارية والمالية في هذه الدول، مما يضع كافة الأطراف المعنية في القطاعين العام والخاص أمام دور كبير منتظر يحمي مصالح واقتصاديات وأسواق المنطقة، والتصرف بمسؤولية كبيرة وبعد نظر يأخذ بعين الاعتبار المصالح الاقتصادية المشتركة بعيداً عن المصالح الفردية والآنية، خاصة وأن هذه الأزمة وكما يجمع الخبراء سوف تحدث تغييرات جوهرية في بنية النظام المالي العالمي ومؤسساته وأدواته ومنتجاته وخدماته وتشريعاته وتمس كافة المتعاملين فيه، مشددا على ضرورة استسقاء العبر والدروس والسعي لوضع التشريعات التي تلائم أوضاعنا وتتواكب بنفس الوقت مع رياح التغيير التي تلوح بوادرها في الأفق.
وقال إن هذه الندوة تندرج في إطار التعاون المشترك بين الغرف الخليجية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصادات الخليجية، موضحاً أن الأمانة العامة لإتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي قامت منذ بداية الأزمة بإجراء الاتصالات مع كافة الجهات المعنية من أجل تنظيم فعالية لبحث الأزمة وتداعياتها على القطاع الخاص الخليجي .
وفي هذا السياق أشار الدكتور فخرو إلى الندوة التي نظمتها الأمانة العامة لاتحاد الغرف عن الأزمة المالية العالمية بالتعاون مع مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية والغرفة التجارية الصناعية في جدة في الأول من شهر فبراير الماضي وما خرج عنها من توصيات، والحلقة الحوارية حول الأزمة التي عقدت على هامش اجتماع مجلس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي الرابع والثلاثين في مسقط في الثامن من مارس الماضي .
وأكد د. عصام فخرو أن الأمانة العامة لاتحاد الغرف الخليجية تعتزم تنظيم ندوات مماثلة ضمن إطار سلسلة الندوات التي تبحث موضوع الأزمة المالية العالمية بالتعاون مع الغرف الأعضاء، وقال إنه يجري التنسيق مع العديد من الجهات والمؤسسات الإقليمية والدولية للمشاركة في التنظيم والإعداد لمثل هذه الندوات من أجل توظيف الخبرات والإمكانيات بهدف الخروج بتوصيات عملية حول الأزمة المالية، موضحا أن من بين تلك الجهات صندوق النقد الدولي وصندوق النقد العربي ومركز الخليج للأبحاث ومنظمة الخليج للاستشارات الصناعية والبنك الإسلامي للتنمية.
وقال إن الأمانة العامة لاتحاد الغرف الخليجية باعتبارها المظلة الرئيسية للقطاع الخاص الخليجي، قامت بوضع عدد من التصورات التي تعمل على تحصين الاقتصاد الخليجي وحماية القطاع الخاص من تداعيات الأزمة الراهنة .
وأعرب عن أمله في أن تشكل الندوة فرصة حقيقية للخروج بتوصيات عملية ومحددة لتحصين اقتصادات دول المجلس وحماية مصالح القطاع الخاص عبر التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص في كافة المجالات الاقتصادية والتنظيمية والتشريعية.
وأعرب عن شكره لسعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر على مساهمة الغرفة في تنظيم الندوة.
وخرجت الندوة في ختام أعمالها أمس بعدد من التوصيات التي اتفق عليها المشاركون فيها، تضمنت تفعيل السوق الخليجية المشتركة والبدء في إجراءات قيام الاتحاد النقدي لضمان إقامة تكتل اقتصادي خليجي قوي قادر على مجابهة التحديات والأزمات الاقتصادية العالمية، التزام المصارف المركزية والبنوك التجارية الخليجية بمزيد من الشفافية والوضوح والإفصاح عن حقيقة الوضع المالي وحجم السيولة اللازمة لتمويل الأنشطة والمشاريع الاستثمارية، وتخفيض معدل الفائدة على القروض أسوة بما هو حاصل في مجال الودائع وزيادة حجم القروض الاستثمارية والاستهلاكية لتحريك عجلة النشاط الاقتصادي والتجاري.
كما تضمنت التوصيات ضرورة توسيع وتطبيق مبدأ الحوكمة الإدارية في المؤسسات التمويلية والشركات الاستثمارية، تسهيل إجراءات تمويل المشاريع والإفصاح عن تفاصيل هذه التسهيلات والضمانات التي تقدمها البنوك للسوق الائتماني، تفادياً لتعطيل المشاريع، والموازنة بين سياسة الإجراءات المتحفظة التي تعتمدها البنوك لتمويل المشاريع وبين متطلبات القطاع الخاص واستمرار أنشطته وعملياته.
ودعت الندوة إلى وضع الخطط والبرامج الخليجية المشتركة لمواجهة تداعيات الأزمة المالية بدلاً من اعتماد الحلول الفردية لكل دولة من دول المجلس، ضرورة تعزيز الجهات المشرفة على القطاع المالي والمصرفي مع تطوير التشريعات الرقابية بما يتلاءم ومستجدات الظروف والمتغيرات، وتطوير إدارات المخاطر في المصارف ورفع مستوى وكفاءة العاملين فيها لتحسين جودة عمل النظام المالي والمصرفي.
كما شدد المشاركون في الندوة على ضرورة وضع خطط إنقاذ على مستوى الاقتصاد الكلي لدول مجلس التعاون الخليجي، وبيان السياسات الحكومية وفقاً لأولويات الأهداف والبرامج التنموية التي تسعى إلى تحقيقها، بما يسهم في بث المزيد من الطمأنينة لدى المستثمرين في ظل الأزمة المالية الحالية، ضرورة قيام الشركات والمؤسسات ومجتمع أصحاب الأعمال بإعادة تقييم مشاريعهم وخططهم التطويرية وترتيب أولويات العمل والتنفيذ، وأن تعمل الحكومات الخليجية على زيادة حجم الإنفاق الاستثماري مع دعم مشاريع تطوير البنية التحتية.
وطالبت الندوة في توصياتها بدعم المشاريع التنموية خصوصاً في مجال القطاع الصناعي والزراعي والتشجيع على توطينها بدول المجلس لتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، وإعادة تأهيل وتدريب العمالة الوطنية بما يتلاءم ومستجدات المرحلة مع الحفاظ على العمالة الوطنية، تشجيع عملية الاندماج بين شركات القطاعات الاقتصادية المختلفة والمتماثلة لتقوية مركزها المالي وتحسين مستوى الأداء ورفع قدرتها على البقاء والمنافسة.
كما شددت الندوة على ضرورة مراجعة قواعد الرقابة على الأسواق المالية المحلية ومنها تشديد الرقابة على البنوك وعلى مشاركتها في الأسواق والدعوة إلى إعادة النظر في أسلوب حماية سرية حسابات البنوك وفي غيرها بما يتفق مع قواعد الشفافية مع تعزيز دور المؤسسات الرقابية، والدعوة إلى إجراء إصلاح جذري في آليات وأسلوب تعامل المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية مع قضايا التنمية والإصلاح في الدول النامية وذات الاقتصادات الناشئة. وتفعيل دور هذه المؤسسات على الدول المتقدمة أسوة بالدول النامية والناشئة.
وأكدت توصيات الندوة على ضرورة العمل على توحيد أسواق رأس المال الخليجية وإزالة العوائق والقيود التي تقف أمام ذلك والسماح لكافة المستثمرين الخليجيين بالتعامل بجميع أسواق المجلس بشكل متساو، وتكثيف الجهود من أجل إعداد الأنظمة والتشريعات المشتركة واستكمال هذه القوانين في كافة الجوانب المالية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب تنويع أدوات الاستثمار بهدف العمل على استيعاب السيولة المتنامية في أسواق المنطقة والحفاظ على استقرار الأسواق.