المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا بد لي ............



شارع الأصمخ
17-04-2009, 04:42 AM
لابد لى فى رحلتى هذه كسائر المسافرين من مركب يأوينى وقارب يحمل امتعتى ومرافئ ترسو بها سفنى.
لكن مركبى مختلف , وامتعتى مختلفة , ومرافئى مختلفة ...
إن مركبى عيون ...............
وامتعتى آلام واحلام وطموحات ...........
ومرافئى قلب وروح وإحساس وشعور ...

ليس لسفرى هذا شكل السفر المعهود..
إنه سفر فى سكون ورحلة فى هدوء ..
إنه انتقال من الشاطئ إلى البحر ومن ظلال الأشياء إلى الأشياء ومن العتمة إلى الضياء ومن الامبالاة إلى الإهتمام ومن لا شيئ إلى كل شيئ ....

قررت السفر وكتبت سيرتى الذاتية ...
لم اكتب فى سيرتى الذاتية ان لى تجربة عشرين حولا كما يكتب البعض..
فالتجربة فى الحب تصريح بالفشل...
كنت صادقا وواقعيا إلى أبعد الحدود فى كتابة سيرتى الذاتية...
كتبت اننى شاب فى الربيع الخامس والعشرين من عمرى ..
كتبت أننى من برج الثور وأننى مولود زوال الأحد المكمل الثلاثين من نيسان ابريل .
لم يسبق لى الزواج ....
لا أمتلك أي خبرة فلازلت صفحة بيضاء فى انتظار من ينقش عليها حروفا أويرسم صورا ونحوتا..
أما عن هواياتى فقد كتبت اننى أعشق الليل وأحب القمر ويذبحنى من الوريد إلى الوريد تكسرُ الأمواج المرهقة على الشواطئ ...
أقدر لليل سكونه وللقمر نوره وأفهم عن البحر هديره وامواجه ...

أودعت سيرتى الذاتية نسائم الصباح وأريج الورود وامواج البحار وامطار السماء وقهقهة الصبيان ليوصلها كل إلى وجهته ...

فأنا أومن بأمانة النسيم ونزاهة الورد وعفة البحر ونقاوة المطر وبراءة الأطفال..
أدت الطبيعة أمانتها وأبلغت قهقهة الصبيان رسالتها...
وكان الرد أحسن ما يكون ...
فقد وصلنى على اجنحة الحمام الزاجل طرد بريدي رائق الشكل جميل المنظر عذب المضمون...
لم يك فى ذلك الطرد الانيق اكثر من هذه الكلمات "تم قبولك فتهيأ للقاء"
حينها لم أزل مسكونا بواقعيتنا وقوانيننا وتشاؤمنا...
فسألت نفسى عن تذكرة الذهاب وسمة الدخول وحجز الفندق وتحويل الأموال...
وفجأة انبثق نور عجيب طرد غيمة الواقع وكوابيس القوانين وبارح التشاؤم .لأتذكر من جديد.
"أن لى مركبا مختلفا وامتعة مختلفة ومرافئ مختلفة "
وقبل ان اصحو من سكر نشوة التخلص من الواقع وهمومه. عم المكان روح المسك ونفح الطيب وأريج الورد واعطت السكينة المكان صبغة الهدوء والوقار...
ولا حت من خلال الأفق هالة من نور ادركت فيما بعد أنها جائت لتطهرنى من حيوانيتى وتحررنى من جسمانيتى لأفهم واعى ماأسمع وأستوعب وادرك ما أرى وأشاهد..
ففى الحب طلاسم ورموز لا تدركها العقول ..
ومناظر ومشاهد لا ترنو إليها العيون ..
ودخلت المدينة الجديدة فإذا بى امام ثياب من سندس خضر مكتوب عليها باحرف من نور "مرحبا بكم فى مدينة الحب"...
وتقدمت خطوة فإذا بى أمام حائط جميل كتب عليه بخط ناعم رقيق ..
إن نواميس وقوانين هذه المدينة تختلف عما تعودتم عليه فى واقعكم البائس..
إن النظام هنا هو ترك النظام ...
والعقل هنا يكمن فى تعطيل العقل...
إن الكلام هنا بالرمز والإشارة والتفاهم بالعيون والإبتسامة ..
إن الألم حلو والحلو ضرب من جنان النعيم ...

كنت كلما قرأت سطرا أرتسمت على وجهى ردود أفعال كانت تفهمها مضيفتى (حبيبتى) بكل تفاصيلها..
وأنتقلنا إلى إدارة الهجرة والجوازات لإكمال أوراق الإقامة على كفالة حبيبتى ...
فمدينة الحب تشبه دول الخليج فى ترفها وأمنها وحتى فى نظام الكفيل فيها ..
أما موضوع نقل الكفالة فسأترك لكم الحديث عنه لأننى ببساطة لا أفكر فى نقل الكفالة عن حبيبتى .....