المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أتوب إلى الله



امـ حمد
20-04-2009, 01:19 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد


كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنت بمعصومين كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون


ولكن ما التوبة


التوبة هي بداية العبد ونهايته هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكف عن الذنب.


ولماذا نتوب


لأن التوبة
1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها فقال يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة


2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن ولا يطيب إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه


3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه


4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة


5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين وقال فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً


6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحا ً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ، وقال سبحانه: إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً


كيف أتوب


إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر لك بعض الأمور التي تعينك على التوبة وتساعدك عليها
1- أصدق النية وأخلص التوبة فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين يوسف


2- حاسب نفسك فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه، وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها


3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها قل لها يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك والقبر بيتك؟ والتراب فراشك والدود أنيسك أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة هل ينفعك ساعتها الندم وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب


4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة، فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم


5- ابتعد عن رفقة السوء فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن من ورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فغيّر رقم هاتفك، وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه... ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل


6- تدبّر عواقب الذنوب فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك إلى ترك الذنوب بداية، والتوبة إلى الله إن كان اقترف شيئاً منها


7- أَرِها الجنة والنار ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه


8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان ويقود إلى رفقة السوء.


9- خلف هواك فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى أرءيت من اتخذ إلهه هواه فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه


10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبة غير ما ذُكر منها الدعاء الى الله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن، والصبر خاصة في البداية، إلى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.


شروط التوبة الصادقة
وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي
أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه ولهذا قال سبحانه إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين النساء


ثانياً الإقلاع عن المعصية فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة


ثالثاً الاعتراف بالذنب إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً


رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال الندم توبة


خامساً: العزم على عدم العودة فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.


سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها


سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر وقال إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها


علامات قبول التوبة


1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.


2- ألا يزال الخوف من العودة إلى الذنب مصاحباً له فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه: ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون فصلت فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.


3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها يقول ابن مسعود رضي الله عنه إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا وقال بعض السلف لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من عصيت


4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه وليس هناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرين بذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى تصحيحها.


5- أن يحذر من أمر جوارحه فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه، فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلا يمدهما في الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله، ويبتعد عن الرياء والسمعة
احذر التسويف
إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلا


أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

شارع الأصمخ
20-04-2009, 05:11 AM
موضوع يستحق الشكر

امـ حمد
20-04-2009, 06:22 AM
موضوع يستحق الشكر




الشكر لله اخوي

ابو لمى
22-04-2009, 10:00 AM
أمر التوبة في الإسلام أمر عظيم، فهي نعمة جليلة أنعم الله بها على عباده، إذ منحهم فرصة لمراجعة الحساب، وتدارك ما فات، والأوبة إلى ما فيه نجاتهم من المهلكات

قال تعالى( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ...الايه).
وقال تعالى( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الاه ولا الذين يموتون وهم كفار... الايه)؛

بارك الله فيك اخيه .... وتاب علينا وعليكم .... واحسن ربي لنا ولكم الخاتمة.

السلطان
22-04-2009, 11:44 AM
جزاك الله خير

متابع بصمت
22-04-2009, 07:05 PM
اللهم أرزقنا بتوبه صادقه قبل الممات

وجزاك الله خيرا علي هذا الموضوع القيم

امـ حمد
22-04-2009, 08:54 PM
أمر التوبة في الإسلام أمر عظيم، فهي نعمة جليلة أنعم الله بها على عباده، إذ منحهم فرصة لمراجعة الحساب، وتدارك ما فات، والأوبة إلى ما فيه نجاتهم من المهلكات

قال تعالى( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ...الايه).
وقال تعالى( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الاه ولا الذين يموتون وهم كفار... الايه)؛

بارك الله فيك اخيه .... وتاب علينا وعليكم .... واحسن ربي لنا ولكم الخاتمة.




وبارك الله فيك اخوي


وجزاك ربي الجنه

امـ حمد
22-04-2009, 08:55 PM
جزاك الله خير






وجزاكربي الجنه اخوي

امـ حمد
22-04-2009, 08:55 PM
اللهم أرزقنا بتوبه صادقه قبل الممات

وجزاك الله خيرا علي هذا الموضوع القيم





وجزاك ربي الجنه اخوي

بومحمد
23-04-2009, 10:04 AM
جزاك الله خيرا

ولدالمنتدي
23-04-2009, 10:06 AM
جعله في ميزان حسناتك