تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرزق



The Edge
04-01-2006, 01:53 AM
حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة إلى المال أو العقارات. وربما تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى ضرب آخر من الأرزاق كالأولاد مثلا أو الصحة أو السعادة أو الزوجة.

وربما يصدق هنا المثل القائل: "كل يغني على ليلاه". فمن يجعل المال شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال. ومن يرى سعادته في العيال يرى أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة من الأولاد فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن يراهم حوله يمرحون. ومن الناس من يرى أن الله قد رزقه أكرم رزق، وقسم له أفضل قسمة، إذا من الله عليه ووهبه خلقا حسنا فصدق فيه قول القائل:

فإذا رزقت خليقة محمودة
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق




ألوان الرزق

والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه، وتتباين صوره، فمنه الحسي كالمال والأولاد والزوجة والعقارات والمنصب والدرجة العلمية, ومنه المعنوي كالعلم والرضا والسعادة وراحة البال، ومنه ما يشمل جانبا حسيا وآخر معنويا كالصحة.

ومن الرزق أيضا الإيمان واليقين. ففي الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"، وفي الحديث الآخر: "إن للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في الصدر ونورا في الوجه".

وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان، إذ أنه لون من ألوان الرزق، يتفاوت ويتباين بتباين صلة العبد بالله، ومقدار استعداده لتلقي رزق الله. وهذا ما يعنيه طيف من أطياف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للقلوب إقبالا وإدبارا, فإن أقبلت فزيدوها وإن أدبرت فألزموها الفرائض".

وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان، القلوب المخبتة لله، القلوب التي تستشعر المعصية عن بعد، هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين عباده كما يقسم المعايش بينهم: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: 32).



قلبك في جنة الآخرين

وحديثنا عن القلوب التي هي رزق من عند الله. يشمل أمرين، هما: قلبك أنت، وقلوب الآخرين. ولنبدأ بقلبك أنت على حد قول سيد الخلق: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول". وقلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه، ومن الذي ينعم عليك بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.

من ذا الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله: {الَّذِينَ إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2). من ذا الذي يلين قلبك لذكره: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23).

أليس من رزق الله لك أن وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير، وينشرح به، ويفزع من الشر وينقبض منه؟ أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى كلمات الله، فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة المعصية والتفريط؟

أليس من رزقه ووافر نعمته أن وهبك قلبا، يرحم الضعيف ويئن لأنين المساكين, يحب الصغار، ويرسل إشارته لليدين لتتحركا بلمسة حانية على رأس يتيم، أو صدقة ضئيلة لجيب مسكين، فتضع البسمة على شفتيه، طالما عاشرها الحزن وقست عليها الأيام.

وإن قالوا إن الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يحس به إلا المرضى, لقلنا إن الرزق نعمة في يد أصحابه، لا يحس به إلا من فقده. والقلب رزق لا يحس به إلا من حرم نعمة القلب. ولنا في القرآن خير دليل, حين نقرأ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).

فكأن القرآن يعرض بالقلوب التي حرمت رزقها من نعمة التدبر، فصارت موصدة الأبواب لا تستقبل نعمة الله. وفي الحديث عن الرجل الذي قال للنبي حين رآه يقبل الحسن والحسين: "إن لي عشرة من البنين ما قبلت واحدا منهم قط"، فرد عليه النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك, من لا يرحم لا يُرحم".

وكأن النبي يشير من طرف خفي إلى أن هذا الرجل قد رزق الرحمة، التي يفيضها الله على قلب من أراد من عباده. وحرمانه من الرزق يجعل قلبه في مصاف القلوب التي منعت فضل الله سبحانه. بل إن القرآن يعيب على من تملكوا القلوب -آلة وجسما- ثم حرموا نعمة الرزق القلبي، الذي يمكنهم من إدراك نعمة الله في الكون: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف:7).

فكأنهم حازوا آلة القلب وحرموا رزقها من الفقه والفهم والوعي. ومن حرمان رزق القلوب أن يختم الله على القلب, فلا يتنسم روائح الإيمان، ولا يذوق برد اليقين، وذلك حين ينشغل المرء بلذة الجسد عن لذة الروح، ويقطع قلبه عن مصدر رزقه وولي نعمته: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23).

وحينما يحرم القلب رزقه من المشاعر والأحاسيس الفاضلة تنعدم فيه نوازع الخير وتنضب فيه منابع الهدى، فلا يتحرك لنداء ولا يستجيب لدعوة، ويحال بينه وبين صاحبه: {يا أيُها الذين آمنوا اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال: 24). وحينئذٍ يقسو القلب، ويتحجر حتى يصير أشد قسوة من الحجارة نفسها: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74).



ترابط القلوب

ويجهل الكثيرون قيمة المحبة في الله، وقرب القلوب وترابطها على معان سامية. فالله سبحانه هو الذي يؤلف القلوب {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).

وتكون قلوب الآخرين هدفا للدعاة، الذين يضعون كل اهتماهم في كسب قلوب الناس. وحين نقول إن القلوب رزق، نعني أنك قد تجد داعية من الدعاة قد من الله عليه بمحبة الناس، فرزقه قلوبهم، وملكه مفاتيحها. فاستطاع أن ينفذ إليها بكل سهولة ويسر. وآخر قد أوصدت أمامه أبواب القلوب فلم يعد لديه إليها سبيل، ولم يجد من الناس إلا النفور والإعراض، إنهم لم يلتمسوا هذا الرزق (أي رزق القلوب) ممن يملك مفاتحه.

وإن كان الله قد ربط كسب الرزق والمعاش بالسعي فقال: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه"، وجعل هذا كله في سورة تتناسب مع السياق، هي سورة الملك؛ فمن المناسب أن نقول إن السعي لطلب رزق القلوب أمكن وأجدر.

وما رزق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرزق الواسع من القلوب إلا بمحبة الله له، ومعونته له على كسب قلوب الناس والتأثير فيهم, ثم بصبره الواسع المتين ورأفته ورحمته بهم, وحكمته التي جعلته أرعى لحالهم منهم وأبصر بأمرهم من أنفسهم: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} (الحجرات:7).

إن المتبصر في حال القلوب يجد رزقها يزيد، طالما ارتبطت بالله واعتصمت به. فالمرء إن ربط قلبه بالله هانت عليه الدنيا وزاد إيمانه وغمره فضل الله. فلا يفقد شيئا طالما أن الله معه، على حد قول ابن عطاء الله السكندري: " إلهي! ماذا وجد من فقدك, أم ماذا فقد من وجدك. عميت عين لا تراك عليها رقيبا, وخسرت صفقة عبدٍ لم يجعل له من حبك نصيبا".

فالقلب الجاف لا ينشىء جدولا والقلب البارد لا يسعر ناراً, وما خرج من القلب وصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لم يجاوز الآذان. إن كان هذا طريق القلوب, فهيا نسير فيه ليزداد رزقنا لقلوبنا ولقلوب غيرنا وعلى الله قصد السبيل.

منقول

diamondman
04-01-2006, 05:35 AM
جزاك الله سبحانه خيرا وبارك فيك أخوي The Edge !!

الله يرزقنا من الحلال الطيب !!

The Edge
04-01-2006, 09:16 AM
جزاك الله سبحانه خيرا وبارك فيك أخوي The Edge !!

الله يرزقنا من الحلال الطيب !!

بارك الله فيك
شكرا على المرور

نديم
05-01-2006, 09:34 PM
اضع بين ايديكم محاضرة سمعتها للشيخ محمد حسان في شهر رمضان المبارك في قطر وعنوانها الرزق واليكم نصها:


إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده وروسوله وصفيه من خلقه وخليله ادى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين ..اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا ً عن امته ورسولا عن دعوته وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله واصحابه واحبابه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفاه بأثره الى يوم الدين .

أما بعد فحياكم الله جميعا أيها الاحبة وطبتم وطاب ممشاكم وتبوئتم جميعا في الجنة منزلاً واسال الله الكريم جل وعلا الذي جمعنا في هذا المجلس الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وامام النبيين في جنته ودار مقامته انه ولي ذلك ومولاه.

قضية الرزق : ينحصر حديثي في هذه القضية الكبيرة والخطيرة في العناصر التالية ،أولأً: حقيقة الرزق ثانياً: اسباب الرزق ثالثا : لا تخف فان الرّزاق حي لا يموت .فأعروني القلوب والاسماع والله َ أسال ُ أن يجعلنا مِن مَن يستمعون القول َ فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وهؤلئك هم أولي الالباب .

أولاً : حقيقة الرزق .
أيها الاحبة ما من انسان على وجه الارض مهما كانت عقيدته الاوقضية الرزق تشغل باله في الليل والنهار،والناس يتفاوتون تفاوتا عظيما في نظرتهم الى القضية الكبيرة ،فما هو الرزق أولاً وما حقيقته لأن الكثير من الناس ينظرون الى الرزق نظرة ً ضيقة قاصرة فهم يتصورون انه المال فحسب!! كلا

قال ابن المنظر في لسان العرب الرزق: هو ما تقوم به حياة كل كائن حي مادي كان أو معنوي.فالايمان رزق وحب النبي رزق وحب الصحابة رزق والعلم رزق والخُلقُ رزق والزوجة الصالحة رزق والحب في الله رزق والمال رزق وما انت فيه الآن رزق وصيامك للنهار رزق وقيامك اليل رزق الى غير ذلك......والرّزاق بكل هذه الأرزاق هو الله
قال تعالى : " وما من دآبة ٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتاب مبين"

وهنا نعالج قضية الرزق من منظور ايماني عقدي قضية في غاية من الخطورة فتدبر قول الله " وما من دآبة ٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتاب مبين"
أي وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها لا على شرقٍ ملحدٍ ولا غربٍ كافر.

جلس ابراهيم بن ادهم رحمه الله يوما ووضع بين يديه بعضا من قطع اللحم المشوي فجاءت قطة فخطفت قطعة من اللحم وهربت،فقام وراءها واخذ يراقبها فوجد القطعة قد وضعت قطعة اللحم في مكان مهجور أمام حجر في باطن الأرض وانصرفت فازداد عجبه وظل يراقب الموقف باهتمام وفجأة خرج ثعبان اعمى فقأت عيناه يخرج من الحجر في باطن الارض ويجر قطعة اللحم الى داخل الحجر مرة اخرى،فرفع الرجل راسه الى السماء وقال سبحانك يا من سخرت الاعداء يرزق بعضهم بعضا.

قال تعالى: " وما من دآبة ٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتاب مبين"

وقال الله عز وجل وتدبر الايه التاليه : "وفي السماء رزقكم"
السماء!!!!!!!!! الوظيفة في الارض والبنك في الارض والشركة في الأرض والإدارة في الارض والمال في الأرض والله عز وجل يقول : "وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون"
توكيدات في الآية من اعجب ما يكون، هذا الأعرابي الفقيه الذي سمع الآية الجليلة يوما قال هذا الأعرابي كلمة غريبة عجيبة قال من ذا الذي اغضب الكريم َ حى يقسم! الله جل وعلا يقسم فمن الذي اغضبه ومن الذي لم يصدقه!!!

سبحانُه وتعالى فالله ُ جل وعلا يُلفت العقول الذكية والقلوب التقية النقية الى أن الرزق في السماء أما الأرض ففيها الأسباب فلا تُعلّق قلبك بالأسباب فان الأسباب وحدها لا تضر ولا تنفع ومع أنك مأمور بالأخذ بها ولكن خذ بالسبب ولا تُعلّق قلبك بالسبب قان السبب وحده لا يضر ولا ينفع إلا بأمر مُسبب السبب جل جلاله
قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"

إن الرزق ايها الافاضل اوسع مدلولا من المال فالمال من الرزق.

نديم
05-01-2006, 09:35 PM
ثانيا: اسباب الرزق
ايها الأحبة : الله سبحانه وتعالى هو الحكيم الخبير ومن حكمته جل جلاله أنه جعل لكل شيء سببا يقول شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله : ما من شيء في الدنيا والاخرة الا بسبب والله تعالى خالق الاسباب والمسببات وشاء الله تعالى ان يجعل للرزق سببا وهي تنقسم الى قسمين 1_ اسباب مادية 2_ اسباب دينية ايمانية عقيدية
أما الأسباب المادية فالكافر والمؤمن فيها سواء بمعنى ان الكافر لو اخذ باسباب الرزق رُزق لان الله ربُ المؤمن والكافر.
الله يرزق الكافر ويرزق المؤمن.فلو زرع الكافر الارض واعتنىبها اعطته الارض باذن الله ثمارا ،وان زرع الارضَ مسلمٌ وجلس بحنب الزرع يقرأ القرآن في اليل والنهار دون ان ياخذ بالاسياب المادية لن تمنحه الارض الثمر.
اسباب مادية ٌ لا بد أن يأخذ بها المؤمن والكافر على السواء وهذا هو السر الذي من خلاله تقدم الكفار في هذه المرحلة التى نرى بها الدولةُ والجولة ُ للكفار أخذوا بكل اسباب التقدم فتقدموا .وتخلت الأمة عن اسباب التقدم فتأخرت وتخلت الأمة عن اسباب العز فهانت وذلت ،فالله رب المؤمن والكافر يرزق الكافرين ويرزق المؤمنين .
ترى كثيرا من ابناء الأمة الأن وقد ضيّع الاخذ بالاسباب في كل المناحي والميادين وببساطة يقول " أصل إحنا حبايب النبي يا جدع إحنا بتوع النبي ،اللي يحب النبي يزء" ما هذا !!!! والقول هنا للراوي
لا بد من أن نأخذ بالأسباب في كل المناحي والميادين ،أسباب مادية غن لم نأخذ بها تخلفنا وتأخرنا وخذلنا وهزمنا فلا بد في هذا الجانب الاخذ بالاسباب .
أما الاسباب الاخرى والتي لا يعرفها الا المؤمنون وهي الاسباب الدينية والعقديةو الايمانية فهي عديدة .
السبب الأول وهي اظم اسباب الرزق : صدق التوكل على الله ولا بد أن نعي أيها الأفاضل أن الأخذ بالاسباب لا ينفك أبدا ً عن صدق التوكل على الله ،فحقيقة التوكل على حتى لا يَـظُـنن أحدٌ ان التوكل أمر ُ قلبي وعقدي وايماني لكن لا بد ان نعلم حقيقة التوكل كما قال ابن القيم رحمه الله : التوكل ُ هو جماع الايمان ونهاية التوحيد وهو صدق اعتماد القلب على الله مع الاخذ بالاسباب .والفرق بينك كموحد لله وبين الكافر انك تأخذ بالسبب وقلبك معلق بمسبب السبب لا بالسبب في حد ذاته.فالتوكل هو صدق اعتماد القلب على الله مع الاخذ بالاسباب ولذلك حل امامنا ابن القيم بفهمه الراقي الإشكال بين هذين الفريقين ،بين فريق يقول حقيقةُ التوكل رفضُ الاسباب وفريق يقول وهو صاحب الحق وهو جمهور سلف الامة يقول التوكلُ صدق اعتماد القلب على الله مع الاخذ بالاسباب ،ازال ابن القيم بفهمه هذا الاشكال وقال لا تعارضْ قال التوكل حقيقة التوكل على الله تبارك وتعالى بالفعل رفضُ الاسباب عن القلب لا عن الجوارح فالمؤمن متعلقٌ بها منفصل عنها فهو متعلق بها بجوارحه منفصل عنها بقلبه وبذلك يزول الإشكال.
قال سهل بن عبدالله التوستري رحمه الله من طعن في الاسباب فقد طعن في السنة.ومن طعن في التوكل فقد طعن في الايمان فلاتوكل حالُ النبي صلى الله عليه وسلم والاخذ بالاسباب سنة النبي عليه الصلاة والسلام فمن عمل على حاله فلا يتركن سنته .
فحاله النبي عليه الصلاة والسلام هو الايمان بالتكل على الله جل وعلا وحاله وسنته ان تأخذ بالاسباب .

إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المتوكلين على الله ،ومع ذلك ما حارب في الميدان قط إلا وهو يلبس الدرع ويمسك بالسيف ،ويوم أن هاجر من مكة الى المدينة ما ضيّع سبااً من الاسباب المادية الا واخذ بها.من المعلوم ان المتجه من مكة الى المدينة حتما سيتجه شمالا لكن الرسول عليه الصلاة والسلام اتجه جنوبا ليضلل هؤلاء الذين يبحثون عنه بين الجبال والوديان ،واستأجر عبدالله بن رويقط وكلف أبا بكر أن يستقبله بالراحلتين وكان عامر بن مهيرة راعي الغنم يزيل آثار الأقدام وكان عبد الله بن ابي بكر في المدينة يسمع الاخبار ليكون في الليل بين يدي الرسول الكريم لينقل له ما يخطط له اهل مكة ليتخذ الخططَ بناء على ما يخطط له القرشيون الى آخره....بمعنى ان الرسول عليه الصلاة والسلام ما ضيّع سببا من الاسباب المادية الا واخذ بها وكان ربك قادر وما زال على ان ينقل نبيه صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة بطرفة عين كما اسرى به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ،لكن النبي مُشرِعٌ ومعلّم ٌ يؤصل للأمة حقيقة التوكل على الله فاخذ بجميع الاسباب ولذى لما انقطعت كل الاسباب في لحظة وصاحبه يقول يا رسول الله لو نظر احدهم تحت قدميه لرأنا ،ويرد النبي صاحب التوكل على الله جل وعلا:يا ابا بكر لا تحزن ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن ان الله معنا .
انقطعت كل الاسباب وتدخلت مباشرة عناية مسبب الاسباب جل جلاله ليحفظ الرسول وقد ملء قلبه بالسكينة والتوكل والرضى .
اذن ايها الافاضل : التوكل ان تأخذ باسباب الرزق والعلم وباسباب التمكين والتقدم والرقي وأن تأخذ بالسبب بكل ميدان من الميادين وفي كل منحى من مناحي هذه الدنيا وقلبك معلقٌ بالله مسبب الاسباب لا بالاسباب.
لذى يأمر ربنا نبينا بتحقيق التوكل في آيات كثيرة مثل قوله تعالى :" وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده"
وقوله تعالى :"فتوكل على الله انك على الحق المبين " وغيرها من الايات
وتدبر أخي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد في مسنده من حديث عمر بن الخطاب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو انكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ،تغدوا خماصاً وتروح بطانة.
والسؤال هنا هل اخذت الطير بالاسباب ؟!!!! نعم انها تسعى بالوقت الباكر وربما هناك من ملايين المسلمين من لم يصلوا الفجر!!!! والطير قد سبح في ملك الله تبارك وتعالى يبحث عن الرزق .والشاهد هنا في الحديث انك لو اخلصت في توكلك على الله واخذت بالاسباب وبحثت ...لرزقك الله كما يرزق الطير تغدو أي تخرج في الصباح الباكر خماصاً أي بطونها فارغة وتروح أي ترجع في وقت الروحة اخر النهار ترجع بطانه وقد رزقها الرّزاق جل وتعالى .
والله الذي لا اله الا هو اعجب لرجل في مصر رزقه الله رزقا واسعا أسأل الله أن يوسع علينا جميعا . لديه مصنع كبير للأعلاف والحبوب وطلب مني أن أزوره وذهبت .والله ما رأيت الحب من الطيور والعصافير وكأنه القى شباكا على الحب لقط فيها العصافير. ومع ان المصنع فيه كثير من الرجال يعملون وعجبت انهم يمرون ولا تهتز الطيور والعصافير !! فسألته ما هذا فقال أبشرك لقد الزمت كل عامل في المصنع الا يـُنفر عصفورا واحدا فقلت له لماذا ؟ قال انه رزقه الذي قسمه الله له عندي فاكون ظالما إن حُلت بينه وبين رزقه في هذا المكان وقال بعده يا شيخ والله لا أعرف سر تضاعف الخير عندي واستدرك قائلا وا يدريك يا شيخ انه ببركة ِ أناا نظرنا الى هذا الطير فلم نحرمه رزقا قسمه الله له.؟

لعل البعض هنا يقول ما هذا الجنون لا يطير العصافير عن انتاج مصنعه ورزقه ولكن لعلك اخي تدبرت وذقت حلاوة " أ َنفق أ ُنفق عليك" لتاجرة مع الله بكل ما تملك وانت على يقين ان الرزاق حي ٌ لا يموت.

نديم
05-01-2006, 09:37 PM
ثالثا : الطاعات والعبادات
نعم هي سبب من أسباب الرزق تدبر معي الآية التالية "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين". صدق الله العظيم.
بمعنى انه يا أصحاب الألباب والعقول لا تظنوا أنكم إذا انشغلتم بالطاعات وعبادة الله ضاع الرزق أو قل الرزق بل والله الذي لا اله غيره سيتضاعف الرزق وسيزيد الرزق، تدبر معي قول الله عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه الترمذي وابن ماجه بسند صححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقا، يا بن آدم لا تباعد مني فأملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلاً.
ومنكم من يسأل الآن أبعد أن أصّلت الأخذ بالأسباب تقول تفرغ لعبادة الله؟؟!!! كيف؟ أقول لا تعارض، لكن الأمر يحتاج إلى فهم: تفرغ لعبادتي فيها قولان لأهل العلم الأول: أي فرغ قلبك حال العبادة من كل شيء سوى الله.
الثاني: وهو أوسع: أن العبادة تسع الحياة كلها ولكن بشرطين اولاً أن تصح النية والثاني: أن يكون عملك موافقا لهدي سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام. شرطان يحولان أي عمل لعبادة. أن تصح النية وان يكون هذا العمل ولو كان قليلا على سنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، يعني جماعك لامرأتك عبادة اذا صحت النية والتزمت الهدي النبوي طعامك، شرابك، عملك، بغضك، حبك، خوفك، دخولك...كل سكنة وكل حركة إن صححت فيها النية ووافقت سيد البشرية كان عملك عبادة،عبادة متقبلة مرضية عند رب البريةِ.
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر قال: جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصمون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أو ليس الله قد جعل لكم ما تصدقون به، إن بكل تسبيحة صدقة وبكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر ٌ بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بـُضع ِ أحدكم صدقة. قالوا يا رسول الله أيأتي احدنا شهوته فيكون له فيها أجراً ! قال رسول الله أرأيتم لو وضعها في الحرام يكون عليه وزر ؟ قالوا بلى قال ولو وضعها في الحلال فله بها اجر. ( البُضع لغةً هو الفرج أو الجماع).
وأيضا أخي الم تسمع بان رجلا دخل الجنة لأنه أزال غصنا من طريق المسلمين يسد عليهم الطريق؟؟ الم تسمع عن امرأة دخلت النار في قطة فلام تطعمها ولم تتركها تأكل من رزق الله من خشاش الأرض ؟
الشاهد هنا فلا تحقرن من المعروف شيئا فكل عمل تصح فيه النية وتوافق السنة فهمي مرضية.
وعودة إلى الجزء الثاني من الحديث :يا بن آدم لا تباعد مني فأملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلاً
أي ستجد نفسك مشغول ولم تفعل شئ ،تريد أن تصلي بالليل لاتستطيع تريد أن تقرأ جزءا من القرآن لا يوجد وقت ،تريد أ، تتصدق لا تجد ...مشغول مشغول مشغول..وفي المحصلة لم تفعل شيء ما حققت شيئ .

واليكم حدثين عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
الأول رواه ابن ماجه وغيره بسند حسن بشواهده انه صلى الله عليه وسلم قال من حديث ابن مسعود من جعل الهموم هما واحدا هم الميعاد كفاه الله سائر همومه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالي الله به في أي أوديتها هلك .

وفي رواية الترمذي بسند صحيح من حديث أنس انه قال رسول الله من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله واتته الدنيا وهي راغمة،ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقرا بين عينيه وفرق عليه شملاً ولم يأتيه من الدنيا إلا ما قُدّرَ له .

رابعاً من أسباب الرزق: التقوى.

قال تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "

هل تصدقون الله ؟ ...بلا شك (اللهم ارزقنا الصدق ).
"من يتق الله" فعل الشرط
جواب الشرط "يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ".

قيل لحاتم الأصم الرجل العابد العالم الزاهد قيل له يا حاتم كيف حققت التقوى قال بأربع خصال سألوه ما هي ؟
قال علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فطمأن قلبي .وعلمت بأن عملي لا يتقنه غيري فاشتغلت به .وعلمت بأن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله .وعلمت بأن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية .

فالتقوى من أعظم أسباب الرزق فحقق التقوى يا أخي الفاضل التقوى ليست كلمة ولكن التقوى دين ،منهج كامل عرّفه ُ طلق بن حبيث فقال التقوى هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله .
التأصيل اللغوي والشرعي للتقوى والتقوى هي الاسم من اتقي والمصدر اليتقاء و الاثنان مأخوذان من وقى والوقاية حفظ الشئ من ما يؤذيه ويضره واصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين غضب الله وعذاب الله وقاية ً تحفظه وتمنعه .فالتقوى هي فعل الطاعات واجتناب المعاصي .فالتقوى ليست شيئا عابرا وهي وصية الله للأولين والآخرين من خلقه
قال تعالى :" ولقد وصينا الذين اتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "
بل هي أيضا وصية النبي لجميع الأمة كما في سنن الترمذي وغيره بسند صحيح من حديث العرباط بن سارية :وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت فيها القلوب وذرفت منها العيون وقلنا وكأنها موعظة مودع فقلنا أوصنا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله .
وهي أيضا وصية السلف لبعضهم البعض فقد أوصى أبو بكر الصديق عمر َ وقال اتقي الله يا عمر.وأوصى عمر بن الخطاب ابنه عبد الله وقال أوصيك يا بني بالتقوى فانه من اتقاه وقاه ومن اقرضه جزاه ومن شكره زاده.

كما أوصى ابن السماك احد إخوانه فقال يا أخي أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك ورقيبك في علانيتك فاجعل الله مِن بالك على كل حالك في ليلك ونهارك وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك واعلم انك بعينه لا تخرج من سلطانه لسلطان غيره ولا من ملكه إلى ملك غيره ،فليعظم منه حذرك وليكثر منه وجلك والسلام.

بل ستعجب أخي إذا علمت أن الغاية التي خلق من اجلها الله الخلق هي التقوى
فالغاية من الخلق هي العبادة "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"

والغاية من العبادة التقوى
قال تعالى: " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ".
فالغاية من العبادة هي التقوى فحقق التقوى بامتثال الأمر واجتناب المعاصي وبعمل الطاعات ترى بفضل الله الثمرة ألا وهي أن يرزقك الله جل وعلا من حيث لا تدري وتحتسب .

أخت فاضلة في مصر لا نزكيها على الله سُجن َ زوجها لسبب ما ورُزقت بطفلة وزوجها بالسجن وهي من أسرة فقيرة بل تحت خط الفقر فانتقلت لبيت أبيها وفي ليلة من الليالي مرضت ابنتها مرضا شديدا ارتفعت حرارتها وزادت الحمى تقول المرأة جلست بجوارها أضع كمادات الماء على جبينيها وأنا لا أملك الدواء حتى أننا بقينا تلك الليلة بلا عشاء وما زلت أضع الكمدات على رأسها ثم أقوم أصلي ركعتين وبعدها أجدد الكمدات وهكذا فتقول المرأة ففي الساعة الثانية صباحا وإذا بالباب يُطرق فأسرع والدها ليفتح الباب وقال من على الباب فأجاب الطارق الدكتور فقال الوالد الدكتور!!!! ثم فتح الباب هذا في الوقت الذي جاءت فيه المرأة وراء والدها ثم وقفت تتعجب ففتح الوالد الباب فدخل الدكتور السلام عليكم عليكم السلام...ثم سأل الدكتور أين المريضة ؟ فقال الأب تفضل يا دكتور إنها بالداخل فكشف الدكتور عن الطفلة وكتب لها دواء ثم خرج ووقف وراء الباب ينتظر ثم قال أين الكشفية فقالت المرأة والله يا دكتور ما عندي نقود الكشفية فقال لها الدكتور ليس لديك حياء تتصلين علي الساعة الثانية بالليل وتقولين لي الآن ليس لديك قيمة الكشفية ؟؟؟فقالت المرأة والله أنا ما اتصلت عليك وأصلا ليس لدي هاتف !! فاستغرب الدكتور وقال أليس هذا بيت فلان الفلاني؟ فقال المرأة لا إنهم يسكنون بالبيت الذي بجوارنا.فسكت الطبيب قليلا وكان نجيبا وقال لها ما قصتك يا امرأة ؟ فبكت وقصت قصتها فقال لها وكأن الله أخرجني لهذه الفتاة وأمها التقية .فخرج الطبيب واحضر للطفلة الدواء وجلب العشاء وخصص راتبا شهريا للمرأة حتى خروج زوجها من السجن .

نديم
05-01-2006, 09:37 PM
خامسا: الاستغفار.
قال تعالى:" فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا " وانظر هنا لثمرات الاستغفار
"يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهار مالكم لا ترجو الله وقارا"
إذا أردت الرزق عليك بالاستغفار وإذا أردت المال وإذا أردت الولد فكم من إخواننا حرموا من نعمة الأولاد أسأل الله أن يرزقهم بفضله وكرمه ويسألون الطب هنا وهناك وهذا جميل واخذ بالأسباب لكنهم يغفلون عن سبب من أعظم أسباب الإنجاب والذرية ألا وهو الاستغفار .
وفي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده وصححه العلامة احمد شاكر رحمه الله وهناك من أهل العلم من ضعّف سنده من حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب .
والآية تكفي لإثبات مدلول الحديث.

سادسا: الدعاء
قال تعالى : "إذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة ألداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح الذي رواه احمد وابو داود وغيرهما " ان الله تعالى حي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين "
فما عليك إلا أن تقوم الليل وتلجأ لله سبحانه وتعالى أن يرزقك ويوسع عليك فالله عزوجل هو الرازق ذو القوة المتين
فخزائن الله جل وعلا لا تنفد
قال الله تعالى في الحديث القدسي الذي رواه مسلم من حديث أبي ذر " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وآنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما يـُنقص المخيط إذا أ ُدخل البحر"

وفي الحديث الصحيح الذي رواه احمد والترمذي والحاكم أن رجلا أتى عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه يشكو له دينا ً قال يا علي دين عجزت عن سداده فأعني فقال رضوان الله عليه :أولا أأعلمك كلمات علمني إياها رسول الله لو قلتها أدى الله عنك دينك لو كان مثل جبل ثبير .قال بلى علمني ،فقال له علي ،قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك .

سابعا :صلة الرحم .
قال تعالى:" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسألون به الأرحام "
وتدبر الحديث التالي الجميل الرقيق
حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني حدثنا حسان حدثنا يونس حدثنا محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه).
رواه البخاري

فصلة الرحم من أعظم أسباب الرزق، صل أرحماك بالمال بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكلمة الطيبة بالهدية ولا تبخل

ثامنا : الإنفاق في سبيل الله .
قال تعالى:" وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين "
وقال الملك: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "
وتدبر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام:
حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو نعيم حدثنا عبادة بن مسلم حدثنا يونس بن خباب عن سعيد الطائي أبي البختري أنه قال حدثني أبو كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح).

قال الترمذي : حسن صحيح

تاسعا: الشكر.
قال تعالى : "ولان شكرتم لأزيدنكم "
والبعض يفهم الشكر فهما ناقصا فإذا أكل وشبع قبّل يده من ظهر الكف وباطنه وقال الحمد لله أهكذا الشكر ؟ كلا فالشكر له أركان
أولا: الاعتراف بنعم الله تبارك وتعالى ظاهراً وباطنا.
ثانيا:أن توظف نعم الله في طاعته .
بهذا يكون الشكر هو الجالب والحافظ أي حافظا للنعم الحالية وجالبا للنعم المستقبلية لذا قال تعالى :" اعملوا أل داود شكرا"

وأخيرا أخي الحبيب فاعلم أن الرزاق حي لا يموت بعد هذا ممن تخاف وممن تخشى ؟ فقد يترك احدنا الصلاة خوفا على الرزق !!ويتجرأ الإنسان على القتل من اجل أن يحصل على المال ويتصور بذلك انه سيزيد رزقه !
فعليك أخي الحبيب أن تعلم أن رزقك بيد الله وان الأمر كله بيده وان الله قد قدّر رزقك وأنت في بطن أمك كما في الصحيحين من حديث انس : أن الله تعالى وكّل بالرحم ملكاً فيقول الملك أي ربي نطفة ،أي ربي علقة ،أي ربي مضغة ،أي ربي ذكر أم أنثى ،أي ربي أشقي أم سعيد ،أي ربي ما رزقه .

العنودى
06-01-2006, 12:43 AM
يارب ترزقنى الرزق الحلال

جوكر البورصة
10-01-2006, 10:57 PM
:nice: :nice: :nice: الله يزاك خير اخوى ويبارك فيك :nice: :nice: :nice: