المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجال أعمال لـ الشرق: ضرورة وجود صناع سوق وآليات لاستقرار الأسهم



Love143
04-01-2006, 08:21 AM
رجال أعمال لـ الشرق: ضرورة وجود صناع سوق وآليات لاستقرار الأسهم



تحقيق ـ هابو بكاي :

استقرار السوق وتجنيبه مخاطر التذبذبات الكبيرة سواء كانت انخفاضاً مستمراً أو ارتفاعاً مستمراً كذلك وعدم وجود آليات قادرة على ضمان توازن السوق باتت الشغل الشاغل للرأي العام الوطني، خصوصاً في ظل النمو الاقتصادي الكبير وحاجة السوق لاستيعاب المزيد من الشركات المساهمة. وأصبح الجميع يتحدث عند ضرورة طرح محافظ استثمارية ووجود صناع سوق قادرين على ضمان استقرار وتوازن السوق والعمل على تنمية الوعي الاستثماري لدى القاعدة الكبيرة من صغار المستثمرين حتى يتمكنوا من بناء قراراتهم الاستثمارية على معطيات علمية واقتصادية وابتعادهم عن مخاطر الشائعات.

الرق استطلعت آراء بعض رجال الأعمال حيث اجمعوا على ضرورة خلق آليات قادرة على حفظ التوازن في السوق وضرورة تضافر الجهود من أجل تنمية الوعي لدى المتعاملين بالسوق المالي.


العرض والطلب

في البداية يؤكد محمد بن خالد المانع رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر ان جميع اسواق الأسهم تتعرض للتذبذبات من ارتفاع وهبوط وإلا لما سمي سوق أسهم، وهذا من طبيعة أي سوق مالي يتأثر بجملة من المعطيات سواء كانت متعلقة بأداء الشركات وارباحها أو المشاريع المستقبلية أو الفرص البديلة.

وأضاف المانع ان الشيء غير الطبيعي هو هبوط الأسعار بشكل مستمر واعتبر المانع ان السوق يجب ان يترك للعرض والطلب ولكن في نفس الوقت العمل على توعية المستثمرين، حيث انه من الملاحظ ان وزارة الاقتصاد وادارة السوق المالي والإعلام يقومون بدور فعال في تنمية الوعي لدى المستثمرين وكذلك غرفة تجارة وصناعة قطر التي تعمل بكل طاقاتها من أجل زيادة هذا الوعي وذلك من خلال الدورات التي تنظمها عند الاستثمار في السوق والتي من ضمنها دورة الاستثمار في الأسهم التي بدأت الأسبوع الماضي.

وأوضح المانع ان انشاء السوق المالي وطرح هذه الشركات العملاقة وبأسعار رمزية هو بفضل توجيهات صاحب السمو أمير البلاد المفدى وحرصه على أكبر استفادة لصغار المستثمرين لتنمية مدخراتهم ورفع مستويات دخولهم وهذا هو الذي ساهم في انشاء قاعدة واسعة من صغار المستثمرين بالسوق المالي وبالتالي فإن وجود محافظ استثمارية سيكون عامل استقرار بالسوق ويساعد بعض المستثمرين الذين لا يملكون الخبرة الكافية في مجال التعامل بالأسواق المالية في حين نجد ان بعض المستثمرين يفضلون إدارة استثماراتهم دون الدخول في محافظ استثمارية كما يمكن ان يتم التعامل عن طريق الاتجاهين.

ونبه المانع الى ان بعض البنوك اتجهت الى انشاء محافظ استثمارية وكذلك بعض الشركات الاستثمارية واعتبر ان طرح شركات جديدة يخدم السوق المالي والاقتصاد بشكل عام مؤكداً ان معدل أربع شركات سنوياً معدل ممتاز.

وطالب المانع المستثمرين بضرورة المحافظة على اسهمهم، خاصة في الشركات الممتازة وعدم الاقبال على البيع مع مراعاة ان يستفيدوا من مزايا الشركات الجديدة التي يتم طرحها والتي في معظمها شركات ستكون ذات مردود عال على المدى البعيد.


تضاعف المكاسب

ولاحظ المانع ان معظم الشركات التي انشئت منذ عشر سنوات الى الآن تضاعفت بحدود 20 ضعفاً وهذا يعني ان أي مستثمر يستثمر في الشركات الجديدة ستتضاعف مدخراته من 10 الى 20 ضعفاً في السنوات العشر القادمة وهذا يعني ان المستثمرين الذين يستثمرون على المدى البعيد والمتوسط هم من سيجنون أرباحاً قياسية.

ونصح المانع صغار المستثمرين بعدم التسرع في عمليات بيع الأسهم وخاصة في الأوقات التي يكون السوق فيها منخفضاً حيث انه عندما ينخفض السوق انخفاضاً غير طبيعي تكون فرصة للشراء وليس للبيع وليس هناك أي دواع للقلق أو الخوف من أي انخفاض في السوق، حيث ان قوة أداء الاقتصاد القطري والمراكز المالية القوية للشركات المدرجة تجعل من سوق الدوحة للأوراق المالية من اكثر اسواق المنطقة جذباً للاستثمار وتحقيقاً للمكاسب للمستثمرين، وبالتالي فإن الانخفاضات مؤقتة والمستقبل هو للسوق وأدائه القوي.


انخفاض غير مبرر

من جهته قال غانم بن سعد آل سعد رئيس اللجنة التأسيسية لشركة بروة العقارية ان سوق الدوحة للأوراق المالية تتحكم به مضاربات صغار المستثمرين الذين في أغلب الحالات ينقصهم الوعي الاستثماري، وأضاف ان الفترة الماضية وما شهدته السوق من تذبذب في الأسعار غير مبرر يعكس صحة ما أكده سعادة وزير الاقتصاد والتجارة من ضرورة قيام البنوك وشركات الاستثمار بتأسيس محافظ استثمارية قادرة على العمل على استقرار السوق وكذلك من واجب الشركات المساهمة العامة العمل على خلق ثقافة استثمارية خاصة وانه خلال السنتين القادمتين من المتوقع دخول العديد من الشركات الى السوق.

وأشار آل سعد الى انه كلما اعلن عن تأسيس شركة وطرحها للاكتتاب يتعرض السوق المالي لموجات من الهبوط والتذبذب الذي يعكس قلة الوعي لدى المتعاملين بالسوق المالي، حيث ان طرح شركات جديدة يجب ان يكون عامل قوة للسوق يدفعه للارتفاع وليس العكس.

واعتبر آل سعد ان ما تشهده دولة قطر من نمو اقتصادي ونهضة عمرانية يستدعى ألا يظل السوق المالي على وضعه الحالي ويجب ألا يقل عدد الشركات المدرجة بالسوق عند الـ 50 شركة أو أكثر لتعكس مدى النمو الاقتصادي الحاصل في دولة قطر.

وقال آل سعد ان معظم الشركات المساهمة تجني جزءاً كبيراً من ارباحها من المضاربات في السوق وعدم التركيز على انشطتها الاساسية والذي سوف ينعكس على ادائها ومركزها المالي وتركيز هذه الشركات على المضاربات في السوق ساهم هو الآخر في عدم استقرار السوق حيث ان 70% من أرباح بعض الشركات يأتي من المضاربات في السوق وهذا له آثار اقتصادية سلبية يجب تلافيها، وطالب آل سعد بضرورة تركيز الشركات على أنشطتها الأساسية وكذلك خلق محافظ استثمارية من خلال البنوك، والشركات الاستثمارية قادرة على الحفاظ على استقرار السوق وعدم تعرضه لتذبذبات خطيرة.

وأوضح رجل الأعمال الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني أن سوق الدوحة للأوراق المالية سوق ناشئ والقدرة المالية لدى المستثمرين محدودة مقارنة ببعض المستثمرين في بعض دول الخليج.

وأضاف أن أغلب رؤوس أموال البنوك في الدولة قليلة لا تسمح بإنشاء محافظ استثمارية قوية قادرة على لعب دور في المحافظة على توازن السوق، وأشار الشيخ عبدالرحمن بن ناصر آل ثاني إلى أن الأسواق الخليجية منتعشة والمضاربة بها أفضل من السوق القطري وبالتالي لم نلاحظ دخول كبار المستثمرين الخليجيين في السوق القطري كما كان متوقعا.


شفافية السوق

وقال الشيخ عبدالرحمن إن أسهم بعض الشركات الجيدة المدرجة بالسوق المالي والتي تحقق نتائج مالية ممتازة وذات مركز مالي قوي تهبط أسعارها بسبب قرارات مجالس الإدارات بعدم توزيع أرباح جيدة تتناسب مع حجم الشركة ودخلها.

وأوضح أن المصرف المركزي كان قد منح البنوك موافقته بقبول رهن أسهم وإعطاء تسهيلات مقابل هذا الرهن تصل إلى 70% مقابل الرهن بنسبة 100% وهذا دفع بالكثيرين إلى أخذ قروض واستثمارها في السوق، أما في الوقت الحالي فإن المصرف المركزي قد تراجع عن هذه التسهيلات وحدد نسبا عالية وهذه أثرت على السوق المالي. وبالتالي يجب إعادة النظر في هذه النسب من أجل إعادة الانتعاش للسوق المالي من جديد.

Love143
04-01-2006, 08:22 AM
تابع

ونبه الشيخ عبدالرحمن بن ناصر إلى أن شركة بروة العقارية سحبت من السوق ما يزيد على 4 مليارات ريال للاكتتاب العام وفي نفس الوقت وبدل أن تعود فوائض هذه المبالغ للسوق مرة أخرى تم الإعلان عن طرح بنك الريان وبالتالي سيحتفظ أصحاب هذه الفوائض المالية بها للاكتتاب في البنك الجديد وهذا ما أدى إلى ما شاهدناه من هبوط في السوق في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى تأخر مجالس الإدارات في الشركات المساهمة في الإعلان عن النتائج المالية واقتراحاتهم بتوزيع الأرباح أو إعطاء أسهم إضافية مما دفع بالمستثمرين إلى الانتظار قبل الإقدام على قرارات استثمارية.

واعتبر أن البنوك لا تمنح أي تسهيلات للاستثمار في السوق المالي مهما كانت الضمانات، وهذا ما يجب مراجعته قبل أن نطالبها بإنشاء محافظ استثمارية وطالب الشيخ عبدالرحمن بن ناصر وزارة الاقتصاد والتجارة والغرفة بعمل ندوة لدراسة المعوقات ومحاولة وضع حلول حتى لو تطلب ذلك إعطاء حوافز للمستثمر الأجنبي للدخول إلى السوق مما سيساهم في ضخ أموال جديدة للسوق المالي. وفي الأخير أكد ثقته بمستوى أداء السوق القطرية وقدرتها على معاودة الانتعاش لأن أسعار أسهم البورصة القطرية ليس فيها أي تضخم مقارنة بأسواق المنطقة بالإضافة إلى أن الاقتصاد القطري من أقوى اقتصاديات المنطقة والعالم، وأغلب الشركات الموجودة في السوق تحقق أرباحا ممتازة معتبرا أن ما ينقص السوق هو تحصينه من ضرر الشائعات وتقديم جميع المعلومات المسبقة عن الخطط المتعلقة بطرح شركات مساهمة جديدة بفترة زمنية تسمح للسوق باستيعابها ولا تكون مفاجأة تسبب هزة لدى صغار المستثمرين وتدفع إلى البيع بكميات كبيرة تؤثر على توازن العرض والطلب.


عدم التخطيط

وأكد رجل الأعمال أحمد حسن الخلف أن سوق الدوحة للأوراق المالية هو سوق حديث وتنقصه المحافظ الاستثمارية التي تحافظ على استقرار السوق في الحالة العادية، وكذلك وجود صناع سوق. وأضاف الخلف أن القاعدة الواسعة هي من صغار المستثمرين الذين يدخلون السوق دون تخطيط أو قرارات استثمارية بناء على معطيات اقتصادية ومالية، وبالتالي فإنه للمحافظة على توازن السوق وعدم تركه للتقلبات التي تحكمها الأمزجة الشخصية لابد من وجود محافظ استثمارية من قبل البنوك وشركات الأوراق المالية وهذه هي الضمانة الحقيقية لوجود استقرار، وأشار الخلف إلى أنه بمجرد الإعلان عن طرح شركة للاكتتاب العام أو نزول شائعة يتعرض السوق لموجة من الانخفاضات لا مبرر لها وهذا يعود في الأساس إلى نقص الوعي والثقافة الاستثمارية عند غالبية المتعاملين بالسوق المالي وبالتالي فإن من مصلحة صغار المستثمرين الدخول في محافظ استثمارية تضمن لهم إدارة أموالهم بشكل جيد، حيث إن المحافظ الاستثمارية تتمتع بالخبرات والمتخصصين في التعامل مع الأسواق المالية.

والحظ الخلف غياب دور البنوك والشركات الاستثمارية في طرح هذه المحافظ الاستثمارية وكذلك عدم وجود ندوات ومحاضرات مستمرة لتثقيف المستثمرين.

واعتبر أن للإعلام دورا كبيرا في هذا المجال يجب أن يلعبه وكذلك وزارة الاقتصاد والتجارة وغرفة تجارة وصناعة قطر بالخصوص باعتبارها تمثل القطاع الخاص بكل شرائحه.

وطالب الخلف بعدم الإعلان عن طرح الشركات قبل أن يتم الحصول على جميع الموافقات الرسمية وأخذ ترخيص بالإعلان عنها حيث إنه من الملاحظ أنه كلما فكرت مجموعة في تأسيس شركة يعلنون عنها وحتى قبل تقدمهم للحصول على الموافقات الرسمية وهو ما يتأثر به السوق بشكل كبير، وبالتالي فإنه يجب وضع ضوابط وآليات وحتى عقوبات رادعة لمنع الإعلان عن تأسيس أي شركة قبل حصولها على ترخيص بالإعلان حيث إن كثيرا من المستثمرين يتعرضون لخسائر فادحة بسبب هذه الإعلانات والتي قد تكون بحسن نية.

وفي الأخير أكد الخلف أن عدم وجود صناع سوق ومحافظ مالية قادرة على استيعاب القاعدة الكبيرة من صغار المستثمرين في السوق المالي سيجعلاه معرضا لحصول تقلبات من وقت لآخر وهو ما يستدعي من الجهات المسؤولة العمل على خلق الآليات الضرورية لتوازن السوق خصوصا وأن سوق الدوحة للأوراق المالية يجب أن يستوعب شركات جديدة ووضع استراتيجية لعملية طرح هذه الشركات.


أسباب التقلبات

من جهته اعتبر السيد جمال الجمال أن عدم وجود محافظ استثمارية بالسوق يساهم بشكل كبير في حدوث التقلبات الكبيرة سواء بالارتفاع أو بالانخفاض حيث إن ذلك يعزز عدم وجود توازن للسوق وعدم وجود صناع حقيقيون للسوق بل الاعتماد بشكل كبير على المضاربات الفردية، وأضاف الجمال أن القاعدة الرئيسية بالسوق المالي في الفترة الحالية من صغار المستثمرين والذين عادة ما يلجأون إلى السعي وراء الإشاعات دون الاعتماد على الأساليب العلمية والفنية الحديثة في تقييم أداء الشركات مما يساهم بشكل كبير في خلق نوع من عدم التوازن للسوق.

وأشار الجمال إلى أنه يجب في المرحلة القادمة خاصة في الفترة الحالية وما واكبته من طرح شركات وبنوك جديدة إلى توعية المستثمرين وبالأخص من صغار المستثمرين بتوخي الحذر أو البدء في طرح محافظ وصناديق استثمارية سواء من البنوك أو من الجهات الاستثمارية بهدف استيعاب هذه الشريحة من المستثمرين لتجنب الصدمات الكبيرة، كما يجب إعطاء الأهمية الكبرى لمبدأ الشفافية الكامل سواء من حيث طرح الشركات الجديدة أو من خلال تأكيد أو نفي أي إشاعة تؤثر في مسار السوق بالسرعة الممكنة تجنبا لإتاحة الفرصة لاعتماد السوق في ارتفاعاته أو انخفاضه على هذا المبدأ.