jajassim
24-04-2009, 06:43 PM
يضاعف آثار حوادث جنون السرعة
الشباب : التباهي بالسرعة الزائدة والتفوق في السباقات.. أهم الأسباب
محمد المحمدي : التزويد يقلل العمر الافتراضي للسيارة
خالد الدقل : سباقات السيارات غير آمنة والتزويد نوع من الانتحار
عيسي الحرمي : التلغيم يبدأ من 10 آلاف وتصل الي 150 ألف ريال
ماجد الشمري : معظم عمليات التزويد عشوائية
تحقيق - نشأت أمين: الراية
تحول تلغيم أو تزويد السيارات إلي سبب رئيسي في حدوث معظم حوادث جنون السرعة ، حيث يحرص بعض الشباب علي إجراء تعديلات ميكانيكية علي سياراتهم الحديثة تتيح لهم سرعة مضاعفة تتجاوز المركبات العادية، رغم المخاطر الكبيرة المترتبة علي تلك العملية.
الشباب يؤكدون أن التباهي بالسرعة الزائدة والتفوق في السباقات التي تجمعهم بالأصدقاء أهم الأسباب التي تدفعهم لتلغيم سياراتهم، بينما يؤكد خبراء المرور أن تلك الظاهرة تفاقم آثار حوادث جنون السرعة ، محذرين من تلك الظاهرة ، فضلا عن عدم اختصاص الكثير من الفنيين بالقيام بتلك العملية مما يهدد العمر الافتراضي للسيارة ويقلل معايير السلامة المرورية.
يؤكد عيسي الحرمي أن تزويد السيارات ظاهرة منتشرة بالفعل بين شريحة غير قليلة من الشباب وأن معظمهم يقدمون علي ذلك بحثاً عن الشهرة والتباهي.
ويضيف: أساليب تزويد السيارات عديدة، منها ما يتم باستخدام التربو ومنها ما يتم باستخدام الكامات أو الكمبروسر وهي طرق معروفة للغاية في أوساط هواة التزويد وهذه الطرق وغيرها تهدف إلي زيادة عدد لفات المحرك وبالتالي التأثير علي سرعة السيارة ولا تقتصر عملية التزويد علي زيادة سرعة السيارة فقط بل ترافقها في الكثير من الأحيان تعديلات أخري في التواير من خلال الاستعانه بإطارات سلكات بهدف تثبيت السيارة علي الأرض ومنع انزلاقها كما تترافق عملية التزويد مع إدخال بعض التعديلات علي هيكل السيارة بالاستغناء عن الهيكل الحديدي واستبداله بأخر من الفيبر بهدف تخفيف الوزن.
ويضيف الحرمي: تختلف تكاليف التزويد من حالة إلي أخري حسب حجم التعديلات التي يتم إدخالها علي السيارة حيث تتراوح في المتوسط ما بين 10 آلاف إلي 150 ألف ريال إلا أن هناك حالات تزداد فيها التكاليف إلي أكثر من ذلك بكثير.
ويقول أحمد الإبراهيم : تزويد السيارات قضية تحتاج بالفعل إلي إلقاء المزيد من الضوء عليها لما يترتب عليها من مخاطر شديدة وهي بدون شك نوع من التقليد الأعمي الذي يمارسه بعض شبابنا بحثاً عن الشهرة غير عابئين بالمخاطر الكبيرة الناجمة عن ذلك والتي تؤدي في أفضل الأحوال إلي العجز الكامل إن لم تؤد إلي الوفاة لأن الواقع يؤكد أن الحوادث التي تحدث للسيارات التي خضعت للتزويد لا تكون علي الإطلاق حوادث عادية حيث تتحول السيارة بمجرد وقوع الحادث إلي مجموعة كبيرة من قطع الحديد الصغيرة. وإذا كان هذا هو شأن جسم السيارة المصنوع من الحديد فكيف يكون حال سائقها، بالقطع سوف يكون هذا السائق محظوظاً لو تم العثور علي أشلاء جثته.
ورغم تلك الخسائر البشرية وما تمثله من قيمة لا يمكن تقديرها بأي ثمن فإنه حتي في حالة عدم تعرض السيارة لأية حوادث فإن عملية التزويد هذه سوف يترتب عليها أيضا خسائر مادية لأنها سوف تؤدي إلي التقليل من العمر الافتراضي للسيارة لأن كل قطعة في السيارة تم وضعها وفق دراسات بالغة الدقة علي أيدي خبراء في الشركات المنتجه لتلك السيارات بحيث تتناسب كل قطعة مع سرعة المحرك وحتي المحرك ذاته فإنه هو الآخر مصمم وفقا لسرعة محددة ومن شأن التلاعب في تلك السرعه أن يلحق أضرارا بالغة بقدرته علي التحمل وبالتالي التقليل من عمره الافتراضي.
ويشير محمد علي المحمدي مهندس ميكانيكا إلي أن زيادة سرعة المحرك علي السرعة التصميمية المقررة والمحددة من جانب الشركة المصنعة تؤدي إلي زيادة الأحمال علي هذا المحرك وبالتالي التقليل من عمره الافتراضي وهذه قضية محسومة ولا تقبل الجدل ومن البديهيات الأخري المترتبة علي تزويد السيارة أنها سوف تحد بالطبع من قدرة السائق علي السيطرة علي السيارة لأنه من المعروف أن هناك سرعة معينة إذا تجاوزتها السيارة فإنه لا يمكن للسائق التحكم فيها في حالة تعرضه لأي موقف مفاجئ وستكون السيارة حينئذ هي المتحكمة في السائق وليس العكس.
ويضيف المحمدي: بالنسبة للسيارات الخاصة بالاستعمال الشخصي فإن وجود السرعة العالية في تلك السيارات من شأنه أن يغري قائدها ويدفعه للتهور مما قد يفقده حياته بسبب هذا التهور لذلك فهي عملية ليست مرغوبة لكن إذا كانت عملية التزويد تتم في سيارة سوف تدخل في سباق فهذا أمر أخر.
ويطالب المحمدي أولياء الأمور بالوقوف بقوة أمام محاولات الأبناء الإقدام علي تلك الخطوة ويقول: الآباء والأمهات هم أول من يدفعون الثمن عندما يتعرض أبناؤهم لأي مكروه ومادامت عملية تزويد السيارات محفوفة بكل تلك المخاطر فإنه يتوجب علي الأسر التصدي لها منذ البداية لذلك فالآباء بالدرجة الأولي يتحملون المسئولية كاملة عن تصرفات الأبناء في هذا السبيل ويتعين عليهم القيام بدورهم قبل فوات الآوان لأنه ساعتها لن تعيد أنهار الدموع مهما بلغت الحياة للأجساد الميتة كما أنها لن تساعد شابا فقد ساقيه علي المسير.
خالد حسين الدقل يقول: التزويد نوع من الانتحار وقتل النفس يمارسه بعض الشباب دون أن يفطنوا وإذا كان من يقدمون علي ذلك يفعلونه جرياً وراء الشهرة فنصيحتي لهم أن يبحثوا عن أي هواية أخري غير سباقات الطرق غير الآمنة تحقق لهم ذلك الهدف لكن دون أن تمثل مساسا بحياتهم وحياة الأخرين وما أكثر تلك الهويات وإن كان ولابد أن يمارسوا تلك الهواية المميتة فليفعلوا ذلك بعيدا عن الشوارع والطرقات العامة وليذهبوا إلي الساحات التي أنشأتها الدولة خصيصا لهذا الغرض.
أما ماجد الشمري فيؤكد أنه من محبي السرعة ولكن السرعة الطبيعية علي حد تعبيره ويضيف: أظن أن السرعة الموجودة في السيارات التي تباع في مختلف الوكالات عندنا كافية للغاية لإشباع هواية الشباب أو قائدي السيارات الذين يحبون القيادة المسرعة وبالتالي فهم ليسوا بحاجة إلي تزويدها، هذا من ناحية ومن ناحية أخري فإن عملية التزويد التي يتم إجراؤها تمثل إخلالاً بالتصميمات الخاصة بتلك السيارات وهي تصميمات تم وضعها من جانب خبراء في الشركات المصنعة لها وكل قطعة تم وضعها وفقا لدراسات تترتبط ارتباطا وثيقاً بقوة المحرك ومن شأن إدخال أي تعديلات في قدرة المحرك أن يؤثر سلباً علي قوة تحمل باقي أجزاء السيارة.
والحقيقة - والكلام لايزال علي لسان الشمري: أن الكثير من الشباب الذين يقومون بتزويد سياراتهم إنما يفعلون ذلك بدافع الشهرة والتباهي بين الأصدقاء كما أن عمليات التزويد التي يقومون بها تتسم بالعشوائية البعيدة تماما عن أي دراسات أو حسابات تتعلق بقدرة باقي أجزاء السيارة علي تحمل تلك القوة الإضافية التي تم إدخالها علي المحرك وبالتالي فإن تحرك تلك السيارات علي الطرق وفقا للتعديللات العشوائية التي خضعت لها يجعلها أشبه ما تكون بالنعوش المتحركة والتي لا تقتصر مخاطرها علي قائديها فقط بل تتعداها إلي قائدي السيارات الأخرين أيضا.
توعية
ونظرا لخطورة عملية تلغيم السيارات فقط ركزت حملة مدارس بلا حوادث التي أطلقتها إدارة المرور والدوريات مطلع شهر فبراير الماضي بالاشتراك مع بنك قطر الدولي مستهدفة طلاب المدارس الثانوية علي قضية السلامة المرورية ومن بينها تلك المتعلقة بتلغيم السيارات ، كما تطرقت أيضا للحديث عن القواعد الخاصة بالقيادة الآمنة للدرجات النارية حيث شدد الوكيل عادل حسين المشرف العام علي حملة مدارس بلا حوادث في المحاضرات التي ألقاها في المدارس المختلفة التي حاضر فيها علي ضرورة تقيد السائقين بشروط الأمن والسلامة المرورية في قيادة الدراجات النارية حيث أوضح في هذا الصدد أن الكثيرين لا يعبأون بالمخاطر الناجمة عن قيادة الدراجات النارية برعونة كبيرة وباستهتار شديد وهو ما عرض حياة الكثيرين للخطر. وأضاف بأن الكثير من الشباب يدفعون مبالغ طائلة لاقتناء دراجات متطورة وبخصائص فريدة يدفعون مقابلا باهظا للحصول عليها لكنهم يحجمون عن اقتناء ملابس السلامة المرورية والخاصة بسائقي الدراجات ومن بينها الخوذات والسترات الواقية من الاصطدامات.
ولفت الوكيل عادل انتباه طلبة المدرسة الذين يقتني الكثير منهم دراجات نارية وسيارات بانشي يسيرون بها في الشوارع الي توخي الحذر عند قيادة هذا النوع من المركبات وتفادي أي تهور أو استعراضات والقيام بحركات بهلوانية تتسبب في وفاة الكثيرين وفي وقوع العديد من الحوادث.
ونبه الوكيل عادل إلي القضية المهمة المتعلقة بقيام بعض قائدي السيارات بإجراء تغييرات في خصائص سياراتهم باستحداث إضافات عديدة ليست أصلية مما يؤدي إلي وقوع العديد من المشاكل وحدوث بعض الطوارئ بسبب التناقض الصارخ في مكونات السيارة وعدم تحملها في الكثير من المرات لهذه التعديلات حيث قال في هذا الصدد إن هذه السيارات تم وضع تصميماتها من جانب خبراء في شركات إنتاج السيارات وهؤلاء الخبراء قاموا بوضع كل قطعة في السيارة وفق دراسات تحدد قدرتها علي التحمل وأضاف: عندما يقوم أحدنا بإجراء عملية تزويد لتلك السيارات بإضافات فهو يقوم بتخريب هذا التصميم ويعرض نفسه للخطر .
وأشار الوكيل عادل في محاضرته إلي أن كل قطعة في السيارة مرتبطه بقوة المحرك وبخصائص هندسية دقيقة بناء علي تجارب عديدة قبل تشغيلها وعندما يقوم أي شخص بتغيير قدرة هذا المحرك فإن هناك خللاً ما سوف يحدث في باقي مكونات السيارة ومنها علي سبيل المثال قدرة الكوابح علي القيام بعملها وكذلك الإطارات التي تم تصميمها علي سرعات محددة.
وتطرق الوكيل عادل في محاضرته إلي إجراءات الأمن والسلامة في السيارات فأشار إلي أن حزام الأمان والأكياس الهوائية الأيرباك هما من أبرز تلك الوسائل مؤكداً علي الأهمية البالغة التي يلعبانها في حماية قائد السيارة من الخطر في حالة تعرضه لحادث ودعا المستمعون إلي ضرورة التقيد بهما منذ بداية السياقة وعدم إغفال هذا العامل. ولفت المحاضر إلي أن السائقين الجدد إذا اكتسبوا منذ بداية عهدهم بالسياقة عادات إيجابية وتعلموا السياقة وفقا لمبادئها السليمة فإنهم سيحتفظون بهذا الامر طيلة حياتهم بينما العكس ففي حالة تعويد السائق الجديد نفسه منذ بداية تعامله مع مقود السيارة علي العادات السيئة في قيادة المركبة فإنه سيظل علي هذا المنحني حتي آخر أيام عمره.
كما تطرق الوكيل عادل إلي المخاطر الناجمة عن الاستعراضات والتفحيص والتي يتهافت عليها بعض الشباب منذ أيامهم الأولي في تعلم السياقة حيث أكد علي ضرورة أن يمارس الشاب هوايته إن كان من المستمتعين بعالم المحركات والسيارات في إطارها العام وفي ميدانها الأصلي وليس في مناطق خطيرة تشكل تهديدا لحياته قائلا إن هناك ساحة خاصة للاستعراض موجودة في الوسيل ويمكن للشباب تفريغ طاقاتهم بها بدلاً من ممارسة تلك الهواية في الشوارع والطرق المختلفة.
الشباب : التباهي بالسرعة الزائدة والتفوق في السباقات.. أهم الأسباب
محمد المحمدي : التزويد يقلل العمر الافتراضي للسيارة
خالد الدقل : سباقات السيارات غير آمنة والتزويد نوع من الانتحار
عيسي الحرمي : التلغيم يبدأ من 10 آلاف وتصل الي 150 ألف ريال
ماجد الشمري : معظم عمليات التزويد عشوائية
تحقيق - نشأت أمين: الراية
تحول تلغيم أو تزويد السيارات إلي سبب رئيسي في حدوث معظم حوادث جنون السرعة ، حيث يحرص بعض الشباب علي إجراء تعديلات ميكانيكية علي سياراتهم الحديثة تتيح لهم سرعة مضاعفة تتجاوز المركبات العادية، رغم المخاطر الكبيرة المترتبة علي تلك العملية.
الشباب يؤكدون أن التباهي بالسرعة الزائدة والتفوق في السباقات التي تجمعهم بالأصدقاء أهم الأسباب التي تدفعهم لتلغيم سياراتهم، بينما يؤكد خبراء المرور أن تلك الظاهرة تفاقم آثار حوادث جنون السرعة ، محذرين من تلك الظاهرة ، فضلا عن عدم اختصاص الكثير من الفنيين بالقيام بتلك العملية مما يهدد العمر الافتراضي للسيارة ويقلل معايير السلامة المرورية.
يؤكد عيسي الحرمي أن تزويد السيارات ظاهرة منتشرة بالفعل بين شريحة غير قليلة من الشباب وأن معظمهم يقدمون علي ذلك بحثاً عن الشهرة والتباهي.
ويضيف: أساليب تزويد السيارات عديدة، منها ما يتم باستخدام التربو ومنها ما يتم باستخدام الكامات أو الكمبروسر وهي طرق معروفة للغاية في أوساط هواة التزويد وهذه الطرق وغيرها تهدف إلي زيادة عدد لفات المحرك وبالتالي التأثير علي سرعة السيارة ولا تقتصر عملية التزويد علي زيادة سرعة السيارة فقط بل ترافقها في الكثير من الأحيان تعديلات أخري في التواير من خلال الاستعانه بإطارات سلكات بهدف تثبيت السيارة علي الأرض ومنع انزلاقها كما تترافق عملية التزويد مع إدخال بعض التعديلات علي هيكل السيارة بالاستغناء عن الهيكل الحديدي واستبداله بأخر من الفيبر بهدف تخفيف الوزن.
ويضيف الحرمي: تختلف تكاليف التزويد من حالة إلي أخري حسب حجم التعديلات التي يتم إدخالها علي السيارة حيث تتراوح في المتوسط ما بين 10 آلاف إلي 150 ألف ريال إلا أن هناك حالات تزداد فيها التكاليف إلي أكثر من ذلك بكثير.
ويقول أحمد الإبراهيم : تزويد السيارات قضية تحتاج بالفعل إلي إلقاء المزيد من الضوء عليها لما يترتب عليها من مخاطر شديدة وهي بدون شك نوع من التقليد الأعمي الذي يمارسه بعض شبابنا بحثاً عن الشهرة غير عابئين بالمخاطر الكبيرة الناجمة عن ذلك والتي تؤدي في أفضل الأحوال إلي العجز الكامل إن لم تؤد إلي الوفاة لأن الواقع يؤكد أن الحوادث التي تحدث للسيارات التي خضعت للتزويد لا تكون علي الإطلاق حوادث عادية حيث تتحول السيارة بمجرد وقوع الحادث إلي مجموعة كبيرة من قطع الحديد الصغيرة. وإذا كان هذا هو شأن جسم السيارة المصنوع من الحديد فكيف يكون حال سائقها، بالقطع سوف يكون هذا السائق محظوظاً لو تم العثور علي أشلاء جثته.
ورغم تلك الخسائر البشرية وما تمثله من قيمة لا يمكن تقديرها بأي ثمن فإنه حتي في حالة عدم تعرض السيارة لأية حوادث فإن عملية التزويد هذه سوف يترتب عليها أيضا خسائر مادية لأنها سوف تؤدي إلي التقليل من العمر الافتراضي للسيارة لأن كل قطعة في السيارة تم وضعها وفق دراسات بالغة الدقة علي أيدي خبراء في الشركات المنتجه لتلك السيارات بحيث تتناسب كل قطعة مع سرعة المحرك وحتي المحرك ذاته فإنه هو الآخر مصمم وفقا لسرعة محددة ومن شأن التلاعب في تلك السرعه أن يلحق أضرارا بالغة بقدرته علي التحمل وبالتالي التقليل من عمره الافتراضي.
ويشير محمد علي المحمدي مهندس ميكانيكا إلي أن زيادة سرعة المحرك علي السرعة التصميمية المقررة والمحددة من جانب الشركة المصنعة تؤدي إلي زيادة الأحمال علي هذا المحرك وبالتالي التقليل من عمره الافتراضي وهذه قضية محسومة ولا تقبل الجدل ومن البديهيات الأخري المترتبة علي تزويد السيارة أنها سوف تحد بالطبع من قدرة السائق علي السيطرة علي السيارة لأنه من المعروف أن هناك سرعة معينة إذا تجاوزتها السيارة فإنه لا يمكن للسائق التحكم فيها في حالة تعرضه لأي موقف مفاجئ وستكون السيارة حينئذ هي المتحكمة في السائق وليس العكس.
ويضيف المحمدي: بالنسبة للسيارات الخاصة بالاستعمال الشخصي فإن وجود السرعة العالية في تلك السيارات من شأنه أن يغري قائدها ويدفعه للتهور مما قد يفقده حياته بسبب هذا التهور لذلك فهي عملية ليست مرغوبة لكن إذا كانت عملية التزويد تتم في سيارة سوف تدخل في سباق فهذا أمر أخر.
ويطالب المحمدي أولياء الأمور بالوقوف بقوة أمام محاولات الأبناء الإقدام علي تلك الخطوة ويقول: الآباء والأمهات هم أول من يدفعون الثمن عندما يتعرض أبناؤهم لأي مكروه ومادامت عملية تزويد السيارات محفوفة بكل تلك المخاطر فإنه يتوجب علي الأسر التصدي لها منذ البداية لذلك فالآباء بالدرجة الأولي يتحملون المسئولية كاملة عن تصرفات الأبناء في هذا السبيل ويتعين عليهم القيام بدورهم قبل فوات الآوان لأنه ساعتها لن تعيد أنهار الدموع مهما بلغت الحياة للأجساد الميتة كما أنها لن تساعد شابا فقد ساقيه علي المسير.
خالد حسين الدقل يقول: التزويد نوع من الانتحار وقتل النفس يمارسه بعض الشباب دون أن يفطنوا وإذا كان من يقدمون علي ذلك يفعلونه جرياً وراء الشهرة فنصيحتي لهم أن يبحثوا عن أي هواية أخري غير سباقات الطرق غير الآمنة تحقق لهم ذلك الهدف لكن دون أن تمثل مساسا بحياتهم وحياة الأخرين وما أكثر تلك الهويات وإن كان ولابد أن يمارسوا تلك الهواية المميتة فليفعلوا ذلك بعيدا عن الشوارع والطرقات العامة وليذهبوا إلي الساحات التي أنشأتها الدولة خصيصا لهذا الغرض.
أما ماجد الشمري فيؤكد أنه من محبي السرعة ولكن السرعة الطبيعية علي حد تعبيره ويضيف: أظن أن السرعة الموجودة في السيارات التي تباع في مختلف الوكالات عندنا كافية للغاية لإشباع هواية الشباب أو قائدي السيارات الذين يحبون القيادة المسرعة وبالتالي فهم ليسوا بحاجة إلي تزويدها، هذا من ناحية ومن ناحية أخري فإن عملية التزويد التي يتم إجراؤها تمثل إخلالاً بالتصميمات الخاصة بتلك السيارات وهي تصميمات تم وضعها من جانب خبراء في الشركات المصنعة لها وكل قطعة تم وضعها وفقا لدراسات تترتبط ارتباطا وثيقاً بقوة المحرك ومن شأن إدخال أي تعديلات في قدرة المحرك أن يؤثر سلباً علي قوة تحمل باقي أجزاء السيارة.
والحقيقة - والكلام لايزال علي لسان الشمري: أن الكثير من الشباب الذين يقومون بتزويد سياراتهم إنما يفعلون ذلك بدافع الشهرة والتباهي بين الأصدقاء كما أن عمليات التزويد التي يقومون بها تتسم بالعشوائية البعيدة تماما عن أي دراسات أو حسابات تتعلق بقدرة باقي أجزاء السيارة علي تحمل تلك القوة الإضافية التي تم إدخالها علي المحرك وبالتالي فإن تحرك تلك السيارات علي الطرق وفقا للتعديللات العشوائية التي خضعت لها يجعلها أشبه ما تكون بالنعوش المتحركة والتي لا تقتصر مخاطرها علي قائديها فقط بل تتعداها إلي قائدي السيارات الأخرين أيضا.
توعية
ونظرا لخطورة عملية تلغيم السيارات فقط ركزت حملة مدارس بلا حوادث التي أطلقتها إدارة المرور والدوريات مطلع شهر فبراير الماضي بالاشتراك مع بنك قطر الدولي مستهدفة طلاب المدارس الثانوية علي قضية السلامة المرورية ومن بينها تلك المتعلقة بتلغيم السيارات ، كما تطرقت أيضا للحديث عن القواعد الخاصة بالقيادة الآمنة للدرجات النارية حيث شدد الوكيل عادل حسين المشرف العام علي حملة مدارس بلا حوادث في المحاضرات التي ألقاها في المدارس المختلفة التي حاضر فيها علي ضرورة تقيد السائقين بشروط الأمن والسلامة المرورية في قيادة الدراجات النارية حيث أوضح في هذا الصدد أن الكثيرين لا يعبأون بالمخاطر الناجمة عن قيادة الدراجات النارية برعونة كبيرة وباستهتار شديد وهو ما عرض حياة الكثيرين للخطر. وأضاف بأن الكثير من الشباب يدفعون مبالغ طائلة لاقتناء دراجات متطورة وبخصائص فريدة يدفعون مقابلا باهظا للحصول عليها لكنهم يحجمون عن اقتناء ملابس السلامة المرورية والخاصة بسائقي الدراجات ومن بينها الخوذات والسترات الواقية من الاصطدامات.
ولفت الوكيل عادل انتباه طلبة المدرسة الذين يقتني الكثير منهم دراجات نارية وسيارات بانشي يسيرون بها في الشوارع الي توخي الحذر عند قيادة هذا النوع من المركبات وتفادي أي تهور أو استعراضات والقيام بحركات بهلوانية تتسبب في وفاة الكثيرين وفي وقوع العديد من الحوادث.
ونبه الوكيل عادل إلي القضية المهمة المتعلقة بقيام بعض قائدي السيارات بإجراء تغييرات في خصائص سياراتهم باستحداث إضافات عديدة ليست أصلية مما يؤدي إلي وقوع العديد من المشاكل وحدوث بعض الطوارئ بسبب التناقض الصارخ في مكونات السيارة وعدم تحملها في الكثير من المرات لهذه التعديلات حيث قال في هذا الصدد إن هذه السيارات تم وضع تصميماتها من جانب خبراء في شركات إنتاج السيارات وهؤلاء الخبراء قاموا بوضع كل قطعة في السيارة وفق دراسات تحدد قدرتها علي التحمل وأضاف: عندما يقوم أحدنا بإجراء عملية تزويد لتلك السيارات بإضافات فهو يقوم بتخريب هذا التصميم ويعرض نفسه للخطر .
وأشار الوكيل عادل في محاضرته إلي أن كل قطعة في السيارة مرتبطه بقوة المحرك وبخصائص هندسية دقيقة بناء علي تجارب عديدة قبل تشغيلها وعندما يقوم أي شخص بتغيير قدرة هذا المحرك فإن هناك خللاً ما سوف يحدث في باقي مكونات السيارة ومنها علي سبيل المثال قدرة الكوابح علي القيام بعملها وكذلك الإطارات التي تم تصميمها علي سرعات محددة.
وتطرق الوكيل عادل في محاضرته إلي إجراءات الأمن والسلامة في السيارات فأشار إلي أن حزام الأمان والأكياس الهوائية الأيرباك هما من أبرز تلك الوسائل مؤكداً علي الأهمية البالغة التي يلعبانها في حماية قائد السيارة من الخطر في حالة تعرضه لحادث ودعا المستمعون إلي ضرورة التقيد بهما منذ بداية السياقة وعدم إغفال هذا العامل. ولفت المحاضر إلي أن السائقين الجدد إذا اكتسبوا منذ بداية عهدهم بالسياقة عادات إيجابية وتعلموا السياقة وفقا لمبادئها السليمة فإنهم سيحتفظون بهذا الامر طيلة حياتهم بينما العكس ففي حالة تعويد السائق الجديد نفسه منذ بداية تعامله مع مقود السيارة علي العادات السيئة في قيادة المركبة فإنه سيظل علي هذا المنحني حتي آخر أيام عمره.
كما تطرق الوكيل عادل إلي المخاطر الناجمة عن الاستعراضات والتفحيص والتي يتهافت عليها بعض الشباب منذ أيامهم الأولي في تعلم السياقة حيث أكد علي ضرورة أن يمارس الشاب هوايته إن كان من المستمتعين بعالم المحركات والسيارات في إطارها العام وفي ميدانها الأصلي وليس في مناطق خطيرة تشكل تهديدا لحياته قائلا إن هناك ساحة خاصة للاستعراض موجودة في الوسيل ويمكن للشباب تفريغ طاقاتهم بها بدلاً من ممارسة تلك الهواية في الشوارع والطرق المختلفة.