المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا



امـ حمد
25-04-2009, 05:23 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخوتي في الله تعالوا بنا نحاسب انفسنا ونعاتبها ولو لدقائق معدوده ,فحري بنا ان نفعل ذلك ..كيف لا ونحن سنحاسب غدا امام من لا تخفى عليه خافيه في الارض ولا في السماء سيقف كل منا وحده امام الجبار وتعرض عليه حساباته يومئذ لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.

يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ قال ابن كثير في تفسيره وقوله وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادّخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم.
وفي الحديث عن أنس بن مالك عن رسول الله قال الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب أنه قال حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ،تجهزي بجهاز تبلغين به

قال ابن قدامة في منهاج القاصدين واعلم أن أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك، وقد خلقت أمارة بالسوء، ميالة إلى الشر

ولمحاسبة النفس آثار ومنافع عظيمة منها

1 - الإطلاع على عيوب النفس ومن لم يطلع على عيوب نفسه لم يمكنه إزالتها

2 - المحاسبة توجب للإنسان أن يمقت نفسه في جانب حق الله عليه، وهذه كانت حال سلف الأمة، كانوا يمقتون أنفسهم في مقابل حق الله عليهم

وقال محمد بن واسع محتقراً نفسه وهو من العباد لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس معي

3 - ومن ثمار محاسبة النفس إعانتها على المراقبة، ومعرفة أنه إذا إجتهد بذلك في محياه إستراح في مماته، فإذا أخذ بزمامها اليوم وحاسبها إستراح غداً من هول الحساب.

4 - ومن ثمارها أنها تفتح للإنسان باب الذل والإنكسار لله، والخضوع له والإفتقار إليه.

5 - ومن أعلى ثمارها الربح بدخول جنة الفردوس وسكناها، والنظر إلى وجه الرب الكريم سبحانه، وإن أهمالها يعرض للخسارة ودخول النار، والحجب عن الله وصَلَى العذاب الأليم.

وترك محاسبة النفس وإهمالها، له أضرار عظيمة، قال ابن القيم رحمه الله تعالى وأضر ما عليه الإهمال، وترك المحاسبة والإسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور، يغمض عينيه عن العواقب ويمشي الحال ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب

فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم، فإن صلاح القلب وسلامته بمحاسبة النفس، وفساده وعطبه بإهمال النفس والإسترسال في ملذاتها، وشهواتها وإهمال ما به كمالها، فاحذروا ذلك تُعِزُّوا أنفسكم وتسعدوا عند لقاء ربكم.

takfon
26-04-2009, 06:07 AM
جزاك الله خيرا ونفعنا الله بعلمك ..


تــ حياتي

امـ حمد
27-04-2009, 05:42 AM
جزاك الله خيرا ونفعنا الله بعلمك ..


تــ حياتي






جزاك الله خير