المخفي
28-04-2009, 05:26 AM
منقول من بناء للكاتب أوراااق
اسْـــــتفْتَاء للعُنصـــر النِّسَــــائِي
" عَــــــــرِيس لُؤْطَة "
مَدْخَل ..
حدثٌ لشخصية قريبة إلى قلبي أعرضهُ وسط قالبٍ مرسوم ..
لا يهمني القالب بقدر ما يهمني الحدث ..
والأحداث هنا حقيقية ..
هناء
(24) سنة
بعد العصر ..
اتصال هاتفي ومكالمة مقتضبة لـ ( أم هناء ) ..
( نحن بيت فلان ولدنا آخر العنقود ونبي نجي نشوف بنتكم المصون ) ..
وضعتْ الأم سماعة الهاتف بعد الاتفاق على الموعد غدا بعد المغرب .
( أم هناء ) يكاد قلبها يطير من الفرح ككل أم ..
أناس معروفون ، صيت طيب ، نسب رفيع ..
ضمت بنتها ( هناء ) بحنان الأمومة ..
وهي تلقي لها بخيوط الموضوع السعيد ..
حتى تستعد نفسيا للموعد المرتقب غدا ..
انشغلت الأم وابنتها في تهيئة المنزل وإعداد ما لذّ وطاب ..
لاستقبال أهل العريس ذو الحسب والنسب ..
اليوم الثاني ( بعد المغرب ) ..
دخلت هناء بالقهوة ..
سلمت وجلست دقائق وخرجت ..
حسب الذوق والمتعارف عليه اللي علمتها عليه أمها " دقايق واخرجي "
حصلت راحة سريعة بين الأم والضيوف وشبه رضا وتوقعات بزيجة موفقة
ومع حصول هذه الراحة السريعة وسقوط الكلفة بسرعة غير متوقعة
طلب الضيوف إن ولدهم يدخل ويشوف البنت لأنهم مستعجلين
وهو موجود الآن في السيارة وعلى قولتهم ( حار بناره )
دخل العريس المجلس ومعه ( أبو هناء )
دخلت ( هناء ) بالعصير وسط ربكة وخوف وبعثرة للمشاعر .
لم تلمح منه إلا : ثوبًا يلمع بياضا وطرف شماغ أحمر وطرف لحية كثة منمقة وحذاء شرقي .
فرحت في نفسها أنه متدين ( بعض الناس عندهم اللحية = الدين )
فرح الأب كثيرا حين رأى ابتسامة العريس بعد أن رأى بنته .
وحمد الله في سره أن الله يسر لابنته هذا الشاب الذي يسر الخاطر نسبهُ ومرآه ..
كما عرف والده ذو الصيت الطيب والتاريخ المعروف .
في الليل ..
اجتمع الأب وزوجته وابنتهم هناء ..
ملامح الأب تنطق بالسعادة وهو يبارك لها ..
أخذ الأب السعيد يدلي للأم - وهناء تسمع - ..
الأخبار الطيبة التي سمعها عن العريس اللؤطة ..
( عمره قريب الثلاثين ، خلوق بشهادة كل من سأله ، صاحب ديانة ، أمين ، يحفظ كتاب الله ، رجل عصامي بنى نفسه - بتوفيق الله له - كوّن مشاريع خاصة فيه رغم صغر سنه ، دخله فوق الممتاز ، كل من سأله عنه يقول لو طلب بنتي اعطيه إياها بعباتها )
صحت هناء من شرودها على آخر ماتفوه به والدها ..
وهو يحمد الله أن الله عوضه عن أزواج أخواته وعن زوج بنته الكبيرة ..
والذي لا يوجد واحد فيهم يسر الخاطر ..
أن الله عوضه خير في قرة عينه ( هناء ) ..
الذي جاها مثل هذا العريس اللؤطة .
http://bp3.blogger.com/_q9MmoEiwQH0/RecyibjhE2I/AAAAAAAAAAM/Crthc0yhG70/s320/522.jpg
على سرير هناء ..
لم تنم هناء هذه الليلة ..
إلا وأطياف السعادة ترفرف عليها من كل حدب وصوب .
هاهي تطير على حصان أبيض بثوب الزفاف الأبيض ..
والسحاب الرقيق يتهافت عليها زغبه بنعومة .
ونجوم السماء تنتشر مضيئة تنير لها أمام عربة سندريلا ..
عاتبت نفسها أنها لم ترفع وجهها لتراه ..
لم تحفظ منه إلا ذقنه المهندمة التي زادته هيبة ورزة ..
وتلك الكلمة الوحيدة التي سمعتها منه ( كيف حالك ؟! ) ..
والتي لم ترد عليها من شدة الخجل ..
سمعته قبل أن تخرج يقول لأبيها ( على خير إن شاء الله ) .
تمنت ان ترفع سماعة الهاتف لتخبر الجميع ( بتزوج فلاااااااااااان ) !!.
بعد أسبوعين ( قبل الظهر ) ..
ضيقٌ خفيف في بيت ( أهل هناء ) ..
ترقب وشوق للعريس وأهله الذين لم يتصلوا ولم يردوا بكلمة ..
الهواجس تأخذ بـ ( هناء ) وأهلها ذات اليمين وذات الشمال ..
بطلوا ؟! يمكن صار عندهم شيء أشغلهم ؟! بس كانوا مستعجلين ؟!.
وسط هذا القلق زاحم رنين الهاتف أفكار ( أم هناء ) ..
أقبلت تجري هناء وهي في نفسها تقول ( أكيد العريس أو أهله ) ..
كانت ( خالة هناء ) التي تتصل تسأل عن حالهم ..
خيبة أمل جعلت هناء ترمي نفسها على كنبة الصالة ..
وأخذت تشغل نفسها بمجلة وتسمع الحوار الدائر .
صدمة ..
انتبهت هناء لأمها وهي تُبارك فأمسكت السماعة بيدها تسألها ..
أبعدت السماعة تسرّ لها بسرعة أن ( ريم ) بنت خالتها انخطبت .
فرحت في نفسها وأن الأفراح صارت تجيهم من كل مكان ..
( الللللللللللللله أنا وريم بنتزوج !!) ..
توقفت أفكارها مع توتر صوت أمها وهي تكرر على أختها ..
: مين العريس ؟!.
امتصت الأم سريعا الصدمة وهي تُبارك لأختها ..
وتتمنى لابنتها الصغيرة ذات الـ 19 عام زواجا سعيدا ..
لم يغب عن الأم ذهول ( هناء ) وصمتها ..
أمسكت يدها بحنان وهي تقول ..
: الزواج قسمة ونصيب ،
الحمد لله أننا سكتنا ولا قلنا لأحد ولّا كان انتشرت السالفة ،
الحمد لله ، الله يعوضك أحسن منه ، أنت وريم واحد .. "
قامت الأم للمطبخ تتابع الغدا وقلبها باكلها على بنتها ..
تعلم الفرق الكبير في الجمال بين ينتها وبين بنت أختها ذات الجمال الرباني الصارخ ..
هذا عدا الفارق المادي بين زوجها وزوج أختها ..
صبّرت نفسها وهي تقول في سرها ..
( كله مقدر ومكتوب والزواج قسمة ونصيب الحمد لله ماخرج برا ريم وهناء بناتي ).
غرفة هناء..
أقفلت باب غرفتها عليها بعد أن شعرت بنقصان كبير في الهواء ..
أخذت حريتها في إرسال بحار من الدموع الحبيسة ..
تبكي حلمًا جميلَا في طور النمو ..
حلمًا رفعها للسماء ثم رماها لأسفل قاع دون رحمة ..
شعرت بحقد غريب على هذا العريس وكراهية له ولأهله ..
اندفعت أفكارها بلا رحمة بصوت هامس مخنوق ..
( ياريتك ماجيت .. ياريتك ماخطبتني .. حرام عليك .. حسبي الله عليك .. الله ينتقم منك .. مالقيت إلا ريم بنت خالتي !!.. ليش اش فرق بيني وبينها ؟!!.. عشانها أصغر مني ؟! .. ليه شايف نفسك نونو يابو ثلاثين .! .. الللللللله لا يوفقك .. )
انطلقت تلك الهمسات الحبيسة تتسرب بين ثنايا وحواشي اللحاف ..
ترتّق جرحا ينزف وحبا سريعا لـ عريس طار ..!
بعد الغدا ..
أسرّت ( أم هناء ) لزوجها بما صار ..
أخذ يستغفر الله وظهر الهم على وجهه لكنه عاد وحمد الله واسترجع ..
الحمد لله الولد ماطلع من عندنا ( يقصد ولو أخذ ريم كنه اخذ من عندنا ) ..
ثم سألها عن ولد عم ريم اللي حاجزها ؟!.
أخبرته أن البنت أصلا ماتبغاه والأم ما تبغاه ..
وبيزوجون البنت بسرعة وبيملكون بسرعة بعد أسبوع ..
عشان يخلصون من ولد عمها الكابس عليهم ..
توقف الحديث بينهم والتساؤل ظلّ عالقا ..
هل ولد عم ريم بيسكت على زواج بنت عمه من غيره ؟!.
بعد أسبوع ( العصر ) ..
اتصلت ( أم ريم ) بأختها ( أم هناء ) ..
لتخبرها أنه ماصار نصيب لبنتها مع العريس ..
وبنتها ( ريم ) مقطعها البكى ماتبغى ولد عمها ..
اللي سوا مشاكل وبهدل العريس وهدده وسبه وشتمه ..
والحاصل أنه ماصار نصيب وريم تبكي على العريس اللي طار ..
قفلت ( أم هناء ) السماعة على حسرة أختها على بنتها والعريس اللؤطة ..
نادت بنتها ( هناء ) وأخبرتها بالحاصل وأن الزواجة ماتمت ..
هناء : الحمد للللللللللله ، الحمد لك ياااااااارب ، أنا أصلا دعيت عليه ربي ما يووووفقه .. "
: حرام عليك ليه تدعين على الرجال الزواج مكتوب ماحد ياخذ إلا نصيبه .. "
ابتعدت وهي تشعر بماء بارد يسقط على نار تلظّى ..
: قبل ما يجي كنت مرتاحة ، ليته ماجا ، أجل يجي يعشمني ، يتفرج علي كني كرتون ولا سيارة تعجبه ولا ما تعجبه ، وفوقها يحرق قلبي ببنت خالتي ويخليني أكرهها ، الله ينتقم منه ، قال إيش مطوع ، حرااااااااااام اللحية فيه .. "
قبل أن تقفل باب غرفتها وصلها صوت أمها : وهم إيش دراهم أنها بنت خالتك .. "
وفي قلب الأم شعرت براحة أن هذا العريس ما أخذ من عيلتهم حتى لا تحصل تطورات وكراهية ..
قالت : الحمد لله كذا أحسن ماجانا من هذول الناس إلا الهمّ !!,
نفس اليوم ( المغرب ) ..
أم هناء في الصالة ورنين الهاتف يقطع حبال الصمت ..
رفعت الأم السماعة وإذا هم بيت آل فلان ويتعذرون على التأخير ..
( في ظنهم أن هناء وأهلها مادروا أنهم خطبوا بنت ثانية في هذي الأسابيع ) ..
وبدء السؤال عن الحال ومعلييييييش تأخرنا مشاااغل وها إذا أنتم شاريين ترانا ناوين ومعزمين ..
نجيب المهر ونتمم العرس سريع سريع ..
فرحت الأم وقالت من خاطرها ..
: ياهلا فيكم يوسعكم الرمش والعين والدار الزين .. ".
<<< أم لا حد يلومها المهم بنتها تفرح ..
مجرد ماوضعت السماعة أسرعت تنادي بنتها هنااااء هناااء ..
عروس مجروحة ..
: وش فيه يمة !! ..
: افرررحي رجع العريس رجعلك مرة ثانية شارييينك وبكرة جايين بالمهر "..
وبدأت الأم تزغرد لبنتها وهناء تفكر بقلق وتربط بين فركشة زواجه من بنت خالتها وبين عودته ..
وبتهور ألقت كلماتها ..
: أمي دقي عليهم الحين قوليلهم مانبغااااااااااكم لو جوا راح اطردهم من عند الباب !!..
عاتبتها أمها بشدة : أصصصصصصص ولا كلمة احمدي ربك أنهم رجعوا وجوو مرة ثانية هذا ربي كاتبه لك ولو لف مية لفة بيرجع لك رزق(ن) وجا لبابك لا تردينه "..
رجعت لغرفتها تلاحقها أوامر أمها بالاستعداد لهم غدا والتهديد والوعيد ..
وتخلي عنها خرابيط الكرامة والهبالة هذا عريس مايتفوت عريس لؤطة !!..
في اليوم الثاني بعد العِشا ..
وافقت - في الظاهر - بعد ضغط خفيف من الأم وترضية من الأب ..
وقفت ( هناء ) أمام باب المجلس وفي الداخل أهل العريس أمه وأخواته وخالاته وجارتهم ومدري مين ..
أسرّت (هناء) في نفسها ولم تبدها لأحد واستعدت بالعصير لتدخله لهم ..
وفي نيتها طردهم من البيت شرّ طردة http://www.benaa.com/img/i.p.emdgust.gif !!.
.
.
.
للحدث بقية تأتي متأخرا بعد إجابة هذا السؤال ..
وسؤالي للأخوات ..
- س -
لو كنتِ مكان ( هناء ) فيما سردته من أحداث ..
هل توافقين وتعتبرين كأن شيئا لم يكن ..!
أم ترفضين وتنتقمين لأن كرامتك فوق كل اعتبار ؟!.
توضيح ..
عرضت الموضوع من جهة هناء وأهلها لأن الاستفتاء يحتاج هذا العرض ..
اسْـــــتفْتَاء للعُنصـــر النِّسَــــائِي
" عَــــــــرِيس لُؤْطَة "
مَدْخَل ..
حدثٌ لشخصية قريبة إلى قلبي أعرضهُ وسط قالبٍ مرسوم ..
لا يهمني القالب بقدر ما يهمني الحدث ..
والأحداث هنا حقيقية ..
هناء
(24) سنة
بعد العصر ..
اتصال هاتفي ومكالمة مقتضبة لـ ( أم هناء ) ..
( نحن بيت فلان ولدنا آخر العنقود ونبي نجي نشوف بنتكم المصون ) ..
وضعتْ الأم سماعة الهاتف بعد الاتفاق على الموعد غدا بعد المغرب .
( أم هناء ) يكاد قلبها يطير من الفرح ككل أم ..
أناس معروفون ، صيت طيب ، نسب رفيع ..
ضمت بنتها ( هناء ) بحنان الأمومة ..
وهي تلقي لها بخيوط الموضوع السعيد ..
حتى تستعد نفسيا للموعد المرتقب غدا ..
انشغلت الأم وابنتها في تهيئة المنزل وإعداد ما لذّ وطاب ..
لاستقبال أهل العريس ذو الحسب والنسب ..
اليوم الثاني ( بعد المغرب ) ..
دخلت هناء بالقهوة ..
سلمت وجلست دقائق وخرجت ..
حسب الذوق والمتعارف عليه اللي علمتها عليه أمها " دقايق واخرجي "
حصلت راحة سريعة بين الأم والضيوف وشبه رضا وتوقعات بزيجة موفقة
ومع حصول هذه الراحة السريعة وسقوط الكلفة بسرعة غير متوقعة
طلب الضيوف إن ولدهم يدخل ويشوف البنت لأنهم مستعجلين
وهو موجود الآن في السيارة وعلى قولتهم ( حار بناره )
دخل العريس المجلس ومعه ( أبو هناء )
دخلت ( هناء ) بالعصير وسط ربكة وخوف وبعثرة للمشاعر .
لم تلمح منه إلا : ثوبًا يلمع بياضا وطرف شماغ أحمر وطرف لحية كثة منمقة وحذاء شرقي .
فرحت في نفسها أنه متدين ( بعض الناس عندهم اللحية = الدين )
فرح الأب كثيرا حين رأى ابتسامة العريس بعد أن رأى بنته .
وحمد الله في سره أن الله يسر لابنته هذا الشاب الذي يسر الخاطر نسبهُ ومرآه ..
كما عرف والده ذو الصيت الطيب والتاريخ المعروف .
في الليل ..
اجتمع الأب وزوجته وابنتهم هناء ..
ملامح الأب تنطق بالسعادة وهو يبارك لها ..
أخذ الأب السعيد يدلي للأم - وهناء تسمع - ..
الأخبار الطيبة التي سمعها عن العريس اللؤطة ..
( عمره قريب الثلاثين ، خلوق بشهادة كل من سأله ، صاحب ديانة ، أمين ، يحفظ كتاب الله ، رجل عصامي بنى نفسه - بتوفيق الله له - كوّن مشاريع خاصة فيه رغم صغر سنه ، دخله فوق الممتاز ، كل من سأله عنه يقول لو طلب بنتي اعطيه إياها بعباتها )
صحت هناء من شرودها على آخر ماتفوه به والدها ..
وهو يحمد الله أن الله عوضه عن أزواج أخواته وعن زوج بنته الكبيرة ..
والذي لا يوجد واحد فيهم يسر الخاطر ..
أن الله عوضه خير في قرة عينه ( هناء ) ..
الذي جاها مثل هذا العريس اللؤطة .
http://bp3.blogger.com/_q9MmoEiwQH0/RecyibjhE2I/AAAAAAAAAAM/Crthc0yhG70/s320/522.jpg
على سرير هناء ..
لم تنم هناء هذه الليلة ..
إلا وأطياف السعادة ترفرف عليها من كل حدب وصوب .
هاهي تطير على حصان أبيض بثوب الزفاف الأبيض ..
والسحاب الرقيق يتهافت عليها زغبه بنعومة .
ونجوم السماء تنتشر مضيئة تنير لها أمام عربة سندريلا ..
عاتبت نفسها أنها لم ترفع وجهها لتراه ..
لم تحفظ منه إلا ذقنه المهندمة التي زادته هيبة ورزة ..
وتلك الكلمة الوحيدة التي سمعتها منه ( كيف حالك ؟! ) ..
والتي لم ترد عليها من شدة الخجل ..
سمعته قبل أن تخرج يقول لأبيها ( على خير إن شاء الله ) .
تمنت ان ترفع سماعة الهاتف لتخبر الجميع ( بتزوج فلاااااااااااان ) !!.
بعد أسبوعين ( قبل الظهر ) ..
ضيقٌ خفيف في بيت ( أهل هناء ) ..
ترقب وشوق للعريس وأهله الذين لم يتصلوا ولم يردوا بكلمة ..
الهواجس تأخذ بـ ( هناء ) وأهلها ذات اليمين وذات الشمال ..
بطلوا ؟! يمكن صار عندهم شيء أشغلهم ؟! بس كانوا مستعجلين ؟!.
وسط هذا القلق زاحم رنين الهاتف أفكار ( أم هناء ) ..
أقبلت تجري هناء وهي في نفسها تقول ( أكيد العريس أو أهله ) ..
كانت ( خالة هناء ) التي تتصل تسأل عن حالهم ..
خيبة أمل جعلت هناء ترمي نفسها على كنبة الصالة ..
وأخذت تشغل نفسها بمجلة وتسمع الحوار الدائر .
صدمة ..
انتبهت هناء لأمها وهي تُبارك فأمسكت السماعة بيدها تسألها ..
أبعدت السماعة تسرّ لها بسرعة أن ( ريم ) بنت خالتها انخطبت .
فرحت في نفسها وأن الأفراح صارت تجيهم من كل مكان ..
( الللللللللللللله أنا وريم بنتزوج !!) ..
توقفت أفكارها مع توتر صوت أمها وهي تكرر على أختها ..
: مين العريس ؟!.
امتصت الأم سريعا الصدمة وهي تُبارك لأختها ..
وتتمنى لابنتها الصغيرة ذات الـ 19 عام زواجا سعيدا ..
لم يغب عن الأم ذهول ( هناء ) وصمتها ..
أمسكت يدها بحنان وهي تقول ..
: الزواج قسمة ونصيب ،
الحمد لله أننا سكتنا ولا قلنا لأحد ولّا كان انتشرت السالفة ،
الحمد لله ، الله يعوضك أحسن منه ، أنت وريم واحد .. "
قامت الأم للمطبخ تتابع الغدا وقلبها باكلها على بنتها ..
تعلم الفرق الكبير في الجمال بين ينتها وبين بنت أختها ذات الجمال الرباني الصارخ ..
هذا عدا الفارق المادي بين زوجها وزوج أختها ..
صبّرت نفسها وهي تقول في سرها ..
( كله مقدر ومكتوب والزواج قسمة ونصيب الحمد لله ماخرج برا ريم وهناء بناتي ).
غرفة هناء..
أقفلت باب غرفتها عليها بعد أن شعرت بنقصان كبير في الهواء ..
أخذت حريتها في إرسال بحار من الدموع الحبيسة ..
تبكي حلمًا جميلَا في طور النمو ..
حلمًا رفعها للسماء ثم رماها لأسفل قاع دون رحمة ..
شعرت بحقد غريب على هذا العريس وكراهية له ولأهله ..
اندفعت أفكارها بلا رحمة بصوت هامس مخنوق ..
( ياريتك ماجيت .. ياريتك ماخطبتني .. حرام عليك .. حسبي الله عليك .. الله ينتقم منك .. مالقيت إلا ريم بنت خالتي !!.. ليش اش فرق بيني وبينها ؟!!.. عشانها أصغر مني ؟! .. ليه شايف نفسك نونو يابو ثلاثين .! .. الللللللله لا يوفقك .. )
انطلقت تلك الهمسات الحبيسة تتسرب بين ثنايا وحواشي اللحاف ..
ترتّق جرحا ينزف وحبا سريعا لـ عريس طار ..!
بعد الغدا ..
أسرّت ( أم هناء ) لزوجها بما صار ..
أخذ يستغفر الله وظهر الهم على وجهه لكنه عاد وحمد الله واسترجع ..
الحمد لله الولد ماطلع من عندنا ( يقصد ولو أخذ ريم كنه اخذ من عندنا ) ..
ثم سألها عن ولد عم ريم اللي حاجزها ؟!.
أخبرته أن البنت أصلا ماتبغاه والأم ما تبغاه ..
وبيزوجون البنت بسرعة وبيملكون بسرعة بعد أسبوع ..
عشان يخلصون من ولد عمها الكابس عليهم ..
توقف الحديث بينهم والتساؤل ظلّ عالقا ..
هل ولد عم ريم بيسكت على زواج بنت عمه من غيره ؟!.
بعد أسبوع ( العصر ) ..
اتصلت ( أم ريم ) بأختها ( أم هناء ) ..
لتخبرها أنه ماصار نصيب لبنتها مع العريس ..
وبنتها ( ريم ) مقطعها البكى ماتبغى ولد عمها ..
اللي سوا مشاكل وبهدل العريس وهدده وسبه وشتمه ..
والحاصل أنه ماصار نصيب وريم تبكي على العريس اللي طار ..
قفلت ( أم هناء ) السماعة على حسرة أختها على بنتها والعريس اللؤطة ..
نادت بنتها ( هناء ) وأخبرتها بالحاصل وأن الزواجة ماتمت ..
هناء : الحمد للللللللللله ، الحمد لك ياااااااارب ، أنا أصلا دعيت عليه ربي ما يووووفقه .. "
: حرام عليك ليه تدعين على الرجال الزواج مكتوب ماحد ياخذ إلا نصيبه .. "
ابتعدت وهي تشعر بماء بارد يسقط على نار تلظّى ..
: قبل ما يجي كنت مرتاحة ، ليته ماجا ، أجل يجي يعشمني ، يتفرج علي كني كرتون ولا سيارة تعجبه ولا ما تعجبه ، وفوقها يحرق قلبي ببنت خالتي ويخليني أكرهها ، الله ينتقم منه ، قال إيش مطوع ، حرااااااااااام اللحية فيه .. "
قبل أن تقفل باب غرفتها وصلها صوت أمها : وهم إيش دراهم أنها بنت خالتك .. "
وفي قلب الأم شعرت براحة أن هذا العريس ما أخذ من عيلتهم حتى لا تحصل تطورات وكراهية ..
قالت : الحمد لله كذا أحسن ماجانا من هذول الناس إلا الهمّ !!,
نفس اليوم ( المغرب ) ..
أم هناء في الصالة ورنين الهاتف يقطع حبال الصمت ..
رفعت الأم السماعة وإذا هم بيت آل فلان ويتعذرون على التأخير ..
( في ظنهم أن هناء وأهلها مادروا أنهم خطبوا بنت ثانية في هذي الأسابيع ) ..
وبدء السؤال عن الحال ومعلييييييش تأخرنا مشاااغل وها إذا أنتم شاريين ترانا ناوين ومعزمين ..
نجيب المهر ونتمم العرس سريع سريع ..
فرحت الأم وقالت من خاطرها ..
: ياهلا فيكم يوسعكم الرمش والعين والدار الزين .. ".
<<< أم لا حد يلومها المهم بنتها تفرح ..
مجرد ماوضعت السماعة أسرعت تنادي بنتها هنااااء هناااء ..
عروس مجروحة ..
: وش فيه يمة !! ..
: افرررحي رجع العريس رجعلك مرة ثانية شارييينك وبكرة جايين بالمهر "..
وبدأت الأم تزغرد لبنتها وهناء تفكر بقلق وتربط بين فركشة زواجه من بنت خالتها وبين عودته ..
وبتهور ألقت كلماتها ..
: أمي دقي عليهم الحين قوليلهم مانبغااااااااااكم لو جوا راح اطردهم من عند الباب !!..
عاتبتها أمها بشدة : أصصصصصصص ولا كلمة احمدي ربك أنهم رجعوا وجوو مرة ثانية هذا ربي كاتبه لك ولو لف مية لفة بيرجع لك رزق(ن) وجا لبابك لا تردينه "..
رجعت لغرفتها تلاحقها أوامر أمها بالاستعداد لهم غدا والتهديد والوعيد ..
وتخلي عنها خرابيط الكرامة والهبالة هذا عريس مايتفوت عريس لؤطة !!..
في اليوم الثاني بعد العِشا ..
وافقت - في الظاهر - بعد ضغط خفيف من الأم وترضية من الأب ..
وقفت ( هناء ) أمام باب المجلس وفي الداخل أهل العريس أمه وأخواته وخالاته وجارتهم ومدري مين ..
أسرّت (هناء) في نفسها ولم تبدها لأحد واستعدت بالعصير لتدخله لهم ..
وفي نيتها طردهم من البيت شرّ طردة http://www.benaa.com/img/i.p.emdgust.gif !!.
.
.
.
للحدث بقية تأتي متأخرا بعد إجابة هذا السؤال ..
وسؤالي للأخوات ..
- س -
لو كنتِ مكان ( هناء ) فيما سردته من أحداث ..
هل توافقين وتعتبرين كأن شيئا لم يكن ..!
أم ترفضين وتنتقمين لأن كرامتك فوق كل اعتبار ؟!.
توضيح ..
عرضت الموضوع من جهة هناء وأهلها لأن الاستفتاء يحتاج هذا العرض ..