امـ حمد
01-05-2009, 04:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما في كثير من الأحيان تكون أقوالنا أو حتى أفعالنا عرضة لسوء الفهم من قبل الآخرين , وحدوث هذا أمر شائع بين الناس ... ثمة ظاهرة عادية تحصل بيننا كثيراً، في الاتفاق على موعد أو نقاش أي قضية من القضايا، نفترق وكل منا في ذهنه أن الاتفاق قد تمّ على أمر محدد، ونختلف في الموعد ثم يحصل النقاش والجدل، فيدعي كل منا خلاف صاحبه.
إنه مظهر من مظاهر سوء الفهم، فأحد الشخصين قد أساء الفهم، ولا يوجد احتمال للكذب ولا للروغان، إنما هو احتمال واحد وهو سوء الفهم، وهي مواقف تحصل كثيراً في حياتنا؛فنحكم العقل والمنطق لأننا نحتاج إليه، وتنتهي هذه المشكلة. لكن سوء الفهم قد يمتد وينتج عنه نتائج ومواقف أخرى، وقد يكون مصدراً للحكم على الآخرين وتقويمهم, بل وظلمهم في بعض الأحيان .
ليس أمرا غريبا ...بل ليس عيبا أن يسيئ المرء فهم أخيه ...بل إن الخطأ في الفهم قد حصل حتى من أصحاب النبي _ عليه الصلاة والسلام _ وهناك مواقف كثيرة شاهدة على ذلك , لكن سأكتفي بذكر بعضها
حين نزل قول الله عز وجل و كلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر جاء عدي رضي الله عنه فوضع عقالين عند وسادة- خيطين أبيض وأسود- وأصبح ينظر إليهما، فلما استبان له الأبيض من الأسود أمسك، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مداعباً إن وسادك لعريض أي كأنك قد توسّدت الأفق، إنما هو سواد الليل وبياض النهار
وقال عز وجل يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم لقد خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها. أي بعبارة أخرى أنكم تخطئون في فهم المقصود من هذه الآية، إذن فكان هناك من يخطئ في فهم هذه الآية ممن كان يخاطبهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
إن سوء الفهم أمر لا ينجو منه إنسان أيًّا كان؛ لأنه بشر؛ ولأن المتحدث قد لا يزن حديثه، أو قد يكون حديثه ملبساً، أو مدعاة لسوء الفهم، فإما أن نطالب الجميع بالتخلي عن سوء الفهم أو أن نحاكم الجميع عند سوء الفهم ونرى أن الجميع يجب أن تصح أفهامهم بنسبة 100% فهذا مطلب غير معقول، فلا بد أن يقع المرء في الخطأ في الفهم لكن متى يكون سوء الفهم آفة
في نظري أن سوء الفهم ممكن يكون آفة عندما يكون قاعدة نحكم بها على الآخرين من خلال فهمنا لأقوالهم أو أفعالهم أو مواقفهم ...فنحاكمهم على أساس فهمنا بل وقد يتعدى الأمر إلى إصدار الأحكام والتهم على الناس دون بينة ...وفي بعض الأحيان إلى ظلمهم وهذا هو الأشنع
أمر مؤلم جدا أن يصل سوء الفهم لدى بعض الناس لدرجة الظلم , والأمر هو أن تكون أقوالك وأفعالك هي دليل إدانتك بعد أن تم تفسيرها بطريقة بعيدة كل البعد عن القصد الذي كان وراءها
قد يكون لسوء الفهم هذا الذي يصل إلى حد إصدار الأحكام على الآخرين أسباب منها
أولا سوء النية لدى هذا الإنسان ...فربما هو أساسا سيئ النية .
ثانيا سوء الظن ... عندما يسيء الإنسان الظن بشخص أياً كان، فلا بد أن يسيء الفهم تلقائياً فهو يقصد كذا أو يريد كذا وهذا لا يحتمل إلا هذا الشيئ
لماذا نحمل مقاصد الناس على المحمل السيئ؟ إن المنطق العقلي البحت ومنطق العدل المجرد مع الناس أياً كانوا يجعلني أتجرد من كل هذه القضايا. وأنظر إلى الكلام مجرداً عن كل الأوهام التي عندي. ثم أحاكم هذا الكلام إلى ما يقوله هو في مناسبة أخرى إلى أعماله الأخرى فسأصل إلى نتيجة سليمة قطعاً....ولهذا كان الظن أكذب الحديث اتقوا الظن فإن الظن أكذب الحديث
ثالثا تجاهل الظروف المتعلقة بهذا الشخص والتي قد تودي به إلى تلك الأقوال والأفعال _ فعلى سبيل المثال _ إنسان حاد وسريع الغضب، وقد يقول كلاماً لا يعبر عن حقيقة ما في نفسه، وحين يغضب ويغلظ عليك الكلام فكأن الأرض لن تحملك بعد ذلك، بينما قلبه سليم تجاهك.
رابعا الربط في الكلام وذلك حين يعمد إلى كلام هنا وكلام هناك فيربط بينهما برابط ويخلص إلى نتيجة معينة، غير حقيقية.
فهذه الأسباب مجتمعة وغيرها قد تساهم إلى تكوين سوء الفهم الذي قد يصل إلى درجة الآفة .
ووالوسيلة الوحيدة بنظري للتخلص من هذه الآفة هو إحسان الظن ...نعم أن يحسن كل مسلم الظن بأخيه المسلم ... وهو منهج شرعي أخل به كثير من المسلمين اليوم...
إن الواجب على المسلم حين يرى ما قاله أخوه يحتمل أمرين أن يحمله على أحسن محمل، فيقول –على سبيل المثال - فلان قال هذا لكن هذا القول لا يليق به فلا أتصور أنه يقصد كذا أو يريد كذا، فلعله يريد الأمر الآخر...وليس إصدار الأحكام على الناس وظلمهم دون استيضاح الحق .
فعلينا إذا جميعا أن نحسن الظن ببعض في أي قول أو فعل ...حتى هنا في هذه المنديات المباركة قد يكون لسوء الفهم هذا مكان بين بعض الأعضاء ...خاصة عندما يحتدم النقاش ويختلط الحابل بالنابل ...لذا أطلب من كل مسلم إحسان الظن بأخيه المسلم لأن بعض الظن إثم
ربما في كثير من الأحيان تكون أقوالنا أو حتى أفعالنا عرضة لسوء الفهم من قبل الآخرين , وحدوث هذا أمر شائع بين الناس ... ثمة ظاهرة عادية تحصل بيننا كثيراً، في الاتفاق على موعد أو نقاش أي قضية من القضايا، نفترق وكل منا في ذهنه أن الاتفاق قد تمّ على أمر محدد، ونختلف في الموعد ثم يحصل النقاش والجدل، فيدعي كل منا خلاف صاحبه.
إنه مظهر من مظاهر سوء الفهم، فأحد الشخصين قد أساء الفهم، ولا يوجد احتمال للكذب ولا للروغان، إنما هو احتمال واحد وهو سوء الفهم، وهي مواقف تحصل كثيراً في حياتنا؛فنحكم العقل والمنطق لأننا نحتاج إليه، وتنتهي هذه المشكلة. لكن سوء الفهم قد يمتد وينتج عنه نتائج ومواقف أخرى، وقد يكون مصدراً للحكم على الآخرين وتقويمهم, بل وظلمهم في بعض الأحيان .
ليس أمرا غريبا ...بل ليس عيبا أن يسيئ المرء فهم أخيه ...بل إن الخطأ في الفهم قد حصل حتى من أصحاب النبي _ عليه الصلاة والسلام _ وهناك مواقف كثيرة شاهدة على ذلك , لكن سأكتفي بذكر بعضها
حين نزل قول الله عز وجل و كلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر جاء عدي رضي الله عنه فوضع عقالين عند وسادة- خيطين أبيض وأسود- وأصبح ينظر إليهما، فلما استبان له الأبيض من الأسود أمسك، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مداعباً إن وسادك لعريض أي كأنك قد توسّدت الأفق، إنما هو سواد الليل وبياض النهار
وقال عز وجل يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم لقد خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها. أي بعبارة أخرى أنكم تخطئون في فهم المقصود من هذه الآية، إذن فكان هناك من يخطئ في فهم هذه الآية ممن كان يخاطبهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
إن سوء الفهم أمر لا ينجو منه إنسان أيًّا كان؛ لأنه بشر؛ ولأن المتحدث قد لا يزن حديثه، أو قد يكون حديثه ملبساً، أو مدعاة لسوء الفهم، فإما أن نطالب الجميع بالتخلي عن سوء الفهم أو أن نحاكم الجميع عند سوء الفهم ونرى أن الجميع يجب أن تصح أفهامهم بنسبة 100% فهذا مطلب غير معقول، فلا بد أن يقع المرء في الخطأ في الفهم لكن متى يكون سوء الفهم آفة
في نظري أن سوء الفهم ممكن يكون آفة عندما يكون قاعدة نحكم بها على الآخرين من خلال فهمنا لأقوالهم أو أفعالهم أو مواقفهم ...فنحاكمهم على أساس فهمنا بل وقد يتعدى الأمر إلى إصدار الأحكام والتهم على الناس دون بينة ...وفي بعض الأحيان إلى ظلمهم وهذا هو الأشنع
أمر مؤلم جدا أن يصل سوء الفهم لدى بعض الناس لدرجة الظلم , والأمر هو أن تكون أقوالك وأفعالك هي دليل إدانتك بعد أن تم تفسيرها بطريقة بعيدة كل البعد عن القصد الذي كان وراءها
قد يكون لسوء الفهم هذا الذي يصل إلى حد إصدار الأحكام على الآخرين أسباب منها
أولا سوء النية لدى هذا الإنسان ...فربما هو أساسا سيئ النية .
ثانيا سوء الظن ... عندما يسيء الإنسان الظن بشخص أياً كان، فلا بد أن يسيء الفهم تلقائياً فهو يقصد كذا أو يريد كذا وهذا لا يحتمل إلا هذا الشيئ
لماذا نحمل مقاصد الناس على المحمل السيئ؟ إن المنطق العقلي البحت ومنطق العدل المجرد مع الناس أياً كانوا يجعلني أتجرد من كل هذه القضايا. وأنظر إلى الكلام مجرداً عن كل الأوهام التي عندي. ثم أحاكم هذا الكلام إلى ما يقوله هو في مناسبة أخرى إلى أعماله الأخرى فسأصل إلى نتيجة سليمة قطعاً....ولهذا كان الظن أكذب الحديث اتقوا الظن فإن الظن أكذب الحديث
ثالثا تجاهل الظروف المتعلقة بهذا الشخص والتي قد تودي به إلى تلك الأقوال والأفعال _ فعلى سبيل المثال _ إنسان حاد وسريع الغضب، وقد يقول كلاماً لا يعبر عن حقيقة ما في نفسه، وحين يغضب ويغلظ عليك الكلام فكأن الأرض لن تحملك بعد ذلك، بينما قلبه سليم تجاهك.
رابعا الربط في الكلام وذلك حين يعمد إلى كلام هنا وكلام هناك فيربط بينهما برابط ويخلص إلى نتيجة معينة، غير حقيقية.
فهذه الأسباب مجتمعة وغيرها قد تساهم إلى تكوين سوء الفهم الذي قد يصل إلى درجة الآفة .
ووالوسيلة الوحيدة بنظري للتخلص من هذه الآفة هو إحسان الظن ...نعم أن يحسن كل مسلم الظن بأخيه المسلم ... وهو منهج شرعي أخل به كثير من المسلمين اليوم...
إن الواجب على المسلم حين يرى ما قاله أخوه يحتمل أمرين أن يحمله على أحسن محمل، فيقول –على سبيل المثال - فلان قال هذا لكن هذا القول لا يليق به فلا أتصور أنه يقصد كذا أو يريد كذا، فلعله يريد الأمر الآخر...وليس إصدار الأحكام على الناس وظلمهم دون استيضاح الحق .
فعلينا إذا جميعا أن نحسن الظن ببعض في أي قول أو فعل ...حتى هنا في هذه المنديات المباركة قد يكون لسوء الفهم هذا مكان بين بعض الأعضاء ...خاصة عندما يحتدم النقاش ويختلط الحابل بالنابل ...لذا أطلب من كل مسلم إحسان الظن بأخيه المسلم لأن بعض الظن إثم