بنـ الدحيل ـت
05-01-2006, 01:28 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أمابعد
إخواني في الله .. أخواتي الغاليات
نعلم أن القضاء مهمة شاقة ،
وأمانة ومسؤولية عظيمة ،
أنيطت بمن حملها ،
وتجشم الأخطار للحصول عليها
ـ أقصد في واقعنا اليوم ـ
فمن حملها ،
فكأنما حمل جبال الأرض على ظهره ،
فإما أن يقوم بحقها ،
ويكون الله معه ،
ويُعان على ذلك ،
وإما أن يخون الأمانة ،
ويركن للدنيا فتقصم ظهره .
قال صلى الله عليه وسلم :
" يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة ،
فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى
أن لم يقض بين اثنين في تمرة قط " .
وأعجب كل العجب
عندما يتولى أحدهم القضاء ،
وليس لديه من العلم الشرعي
إلا بصيص أمل ،
وهذا واقع ملموس ،
حتى أن بعض القضاة
ربما يُسأل في مسألة بسيطة
يجب أن يُلم بها لنفسه
وعجبي لقاضٍ
يضع رجلاً على الأخرى في مكتبه ،
ولا يحترم الخصوم ،
ولا يقف احتراماً للداخل ولا يقوم ،
بل والله لقد رأينا منهم ما يجعلنا لا نثق بحكمهم ،
فمنهم من لا يصافح من صافحه ،
ومنهم من يصافح برؤوس أصابعه ،
ومنهم من لا يرد السلام ،
ولا يتلكم بكلام ،
فما هذا القضاء ،
أهذا قضاء أم تكبر واستهزاء ؟
ومنهم من تراه معبساً في مكتبه
وفي حيه وفي شأنه كله ،
يا الله ما هؤلاء القضاة ؟
وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" لو أهدي إلي كراع لقبلت ،
ولو دعيت عليه لأجبت "
[ أخرجه البخاري
]
وسلوا رواد المحاكم ،
وزوار القضاء ،
ستجدون أخباراً
تشيب لها الرؤوس من قضاة اليوم ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والأدهى من ذلك والأمر ،
عندما يدب داء الحسد إلى قلب القاضي ،
فيصبح مرباداً منكوساً ،
طغت عليه حب المادة ،
وسيطرت عليه الشياطين ،
فأصبح ألعوبة وأضحوكة ،
يصارع الناس ، ويحقد ،
ويمتلئ قلبه غيظاً على إخوانه المسلمين ،
من أجل تحصيل منفعة زائلة ،
والواقع محشو بالحقائق ،
نسأل الله السلامة والعافية .
وما يندى له الجبين ،
وتدمع له العين ،
كمداً وكبداً ،
عندما ترى أحد القضاة
يتتبع الحفلات والتخرجات والمناسبات
التي ليس له فيها ما يدعو لحضوره ،
فتراه في الملاعب والأندية ،
والمجالس التي ليس له بها علاقة مباشرة ،
وياليته عندما حضر ،
وجَّه وعبَّر ،
وتحسبه أنكر وتمعر وتغير ؟
لا ، بل سكت وتغبر ،
لا يأمر ولا ينهى ،
يرى المنكر وكأن شيئاً لم يحدث ،
لا يتفوه بكلمة حق ،
بل ربما نطق بالباطل ،
مداهنة وملاطفة لمن حضر .
نعم والله لقد أساءوا للقضاء ،
وتمردوا على الله تعالى ،
وأصبح هَمُّ أحدهم جمع أكبر قدر من المال ،
والتوسع في البنيان ،
والتوطن في البلدان ،
والتفاخر في المراكب ،
سبحان الله أي قُضاة أولئك ؟
القاضي قديماً
يفض النزاع بين الناس ،
ويساوي بين الخصوم ،
وهؤلاء يشعلون فتيل النار ،
ويخربون الدار ،
ولا يحترمون الجار ،
ويفرقون بين المرء وأخيه ،
حتى تقع الشحناء ،
وتحصل البغضاء ،
ويقولون نحن قضاة .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن الله مع القاضي ،
ما لم يجُر ،
فإن جار ،
تخلى الله عنه ،
ولزمه الشيطان "
[ أخرجه الترمذي وابن ماجة ،
وحسنه الألباني 2/66 ] .
وهاكم الطامة الكبرى ،
والمصيبة العظمى ،
إذا ارتشى القاضي ،
وحكم للظالم ،
وهضم حق المظلوم ،
هنا باء بلعنة الله تعالى ،
وخرج من رحمة أرحم الراحمين ،
عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال :
" لعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
الراشي والمرتشي في الحكم "
[ أخرجه الترمذي وابن ماجة ، وصححه الألباني 2/68 ] .
أمابعد
إخواني في الله .. أخواتي الغاليات
نعلم أن القضاء مهمة شاقة ،
وأمانة ومسؤولية عظيمة ،
أنيطت بمن حملها ،
وتجشم الأخطار للحصول عليها
ـ أقصد في واقعنا اليوم ـ
فمن حملها ،
فكأنما حمل جبال الأرض على ظهره ،
فإما أن يقوم بحقها ،
ويكون الله معه ،
ويُعان على ذلك ،
وإما أن يخون الأمانة ،
ويركن للدنيا فتقصم ظهره .
قال صلى الله عليه وسلم :
" يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة ،
فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى
أن لم يقض بين اثنين في تمرة قط " .
وأعجب كل العجب
عندما يتولى أحدهم القضاء ،
وليس لديه من العلم الشرعي
إلا بصيص أمل ،
وهذا واقع ملموس ،
حتى أن بعض القضاة
ربما يُسأل في مسألة بسيطة
يجب أن يُلم بها لنفسه
وعجبي لقاضٍ
يضع رجلاً على الأخرى في مكتبه ،
ولا يحترم الخصوم ،
ولا يقف احتراماً للداخل ولا يقوم ،
بل والله لقد رأينا منهم ما يجعلنا لا نثق بحكمهم ،
فمنهم من لا يصافح من صافحه ،
ومنهم من يصافح برؤوس أصابعه ،
ومنهم من لا يرد السلام ،
ولا يتلكم بكلام ،
فما هذا القضاء ،
أهذا قضاء أم تكبر واستهزاء ؟
ومنهم من تراه معبساً في مكتبه
وفي حيه وفي شأنه كله ،
يا الله ما هؤلاء القضاة ؟
وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" لو أهدي إلي كراع لقبلت ،
ولو دعيت عليه لأجبت "
[ أخرجه البخاري
]
وسلوا رواد المحاكم ،
وزوار القضاء ،
ستجدون أخباراً
تشيب لها الرؤوس من قضاة اليوم ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والأدهى من ذلك والأمر ،
عندما يدب داء الحسد إلى قلب القاضي ،
فيصبح مرباداً منكوساً ،
طغت عليه حب المادة ،
وسيطرت عليه الشياطين ،
فأصبح ألعوبة وأضحوكة ،
يصارع الناس ، ويحقد ،
ويمتلئ قلبه غيظاً على إخوانه المسلمين ،
من أجل تحصيل منفعة زائلة ،
والواقع محشو بالحقائق ،
نسأل الله السلامة والعافية .
وما يندى له الجبين ،
وتدمع له العين ،
كمداً وكبداً ،
عندما ترى أحد القضاة
يتتبع الحفلات والتخرجات والمناسبات
التي ليس له فيها ما يدعو لحضوره ،
فتراه في الملاعب والأندية ،
والمجالس التي ليس له بها علاقة مباشرة ،
وياليته عندما حضر ،
وجَّه وعبَّر ،
وتحسبه أنكر وتمعر وتغير ؟
لا ، بل سكت وتغبر ،
لا يأمر ولا ينهى ،
يرى المنكر وكأن شيئاً لم يحدث ،
لا يتفوه بكلمة حق ،
بل ربما نطق بالباطل ،
مداهنة وملاطفة لمن حضر .
نعم والله لقد أساءوا للقضاء ،
وتمردوا على الله تعالى ،
وأصبح هَمُّ أحدهم جمع أكبر قدر من المال ،
والتوسع في البنيان ،
والتوطن في البلدان ،
والتفاخر في المراكب ،
سبحان الله أي قُضاة أولئك ؟
القاضي قديماً
يفض النزاع بين الناس ،
ويساوي بين الخصوم ،
وهؤلاء يشعلون فتيل النار ،
ويخربون الدار ،
ولا يحترمون الجار ،
ويفرقون بين المرء وأخيه ،
حتى تقع الشحناء ،
وتحصل البغضاء ،
ويقولون نحن قضاة .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إن الله مع القاضي ،
ما لم يجُر ،
فإن جار ،
تخلى الله عنه ،
ولزمه الشيطان "
[ أخرجه الترمذي وابن ماجة ،
وحسنه الألباني 2/66 ] .
وهاكم الطامة الكبرى ،
والمصيبة العظمى ،
إذا ارتشى القاضي ،
وحكم للظالم ،
وهضم حق المظلوم ،
هنا باء بلعنة الله تعالى ،
وخرج من رحمة أرحم الراحمين ،
عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال :
" لعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
الراشي والمرتشي في الحكم "
[ أخرجه الترمذي وابن ماجة ، وصححه الألباني 2/68 ] .