Golden_men
07-05-2009, 05:00 PM
أعمالها وتصميماتها دخلت البيوت والهيئات الحكومية
فاطمة النعيمي.. قطرية نحتت اسمها بحروف من ذهب
الدوحة - ياسين بن لمنور
يصح القول إنها تشارك كثيراً من القطريين والخليجيين بيوتهم دون استئذان، ويصح القول أيضا إنها ترتبط معهم بأجمل الذكريات دون أن يعرفوا عنها شيئا.. هي الغائبة الحاضرة.. والفنانة التي ترتدي «طاقية إخفاء».. جميلة مبدعة.. والاسم الذي يتوارى إعلامياً ويبرز إبداعياً.. قد تتسلم أنت مسؤولاً كنت أو مواطناً درعاً غاية في الجمال، منسوجاً من التراث القطري الأصيل.. تضعه فوق مكتبك، أو على أحد رفوف خزانتك، لكن لا تتساءل من هي الأنامل التي رسمت تعاليم هذه التحفة النادرة.. وإذا كان المثل الشعبي يقول «وراء كل رجل عظيم امرأة»، فإن وراء هذه التحف النادرة امرأة أيضا.. اسمها فاطمة النعيمي.. سنها لا يتجاوز الـ32، أعمالها وتصميماتها دخلت معظم البيوت القطرية والهيئات الحكومية، وهي لا تزال في ريعان شبابها.. هي شعلة نادرة طورت نفسها بنفسها، وأثبتت للجميع أن المرأة القطرية قادرة على تجاوز الصعاب، إذا وُفرت لها الإمكانيات.. فاطمة نحتت اسمها بحروف من ذهب في عالم ذكوري.
بعد جهد مرير لمعرفة مصدر هذه التحف والدروع التي تُهدى في كل المناسبات والزيارات والحفلات والأعياد، توصلت «العرب» إلى السيدة فاطمة النعيمي التي تحدثت بتواضع كبير يضاهي حجم النجاحات التي حققتها.. قالت إن بدايتها الأولى انطلقت مع دراستها مبادئ خط التصميم والرسم والتلوين، فاشتركت كعضو في جمعية الفنون التشكيلية، وشاركت في العديد من المعارض داخل قطر وخارجها، وصمّمت كل ما تريد التعبير عنه، سواء كان شعاراً أو مجسماً، وبعد تخرجها راودتها فكرة تأسيس شركة تصميم مجسمات وهدايا، وتوصلت لذلك بعد تأسيسها لشركة «فيوجن» مع السيد بشار مدور الذي استعانت به نظرا لخبرته في هذا المجال، فتم دمج الخبرتين في مشروع واحد، والتقت خبرة «مدور» كرجل أعمال مع خبرة الفنانة النعيمي في مجال التصميم، وخصوصاً ضمن التراث القطري البحت الذي تستمد منه أغلب تصميماتها.
تقول الفنانة التشكيلية فاطمة النعيمي إنها «بنت البلد» فمن واجبها الاطلاع على تراثه، وأن تهتم بجمع كل المعلومات المتعلقة به، مشيرة إلى أن الشيء الأصعب في عملها هو الفكرة التي تأخذ منها وقتاً كبيراً من باب أنها أساس عمل أي فنان، لافتة إلى أنه إذا توفرت الفكرة فإن التصميم والإنجاز لا يأخذ من وقتها إلا يومين أو ثلاثة في إنجاز التصميم لأنه يمر بمراحل، موضحة أن الفكرة قد تتغير مع مباشرة عملها، لأن الإلهام يشير لها وقتها بأفكار أخرى أحسن من سابقتها، وينير لها زوايا لم تكن تفكر فيها أصلا.. فالعمل بالنسبة لها طفل يولد فكرة، ويكبر تنفيذا، وينتهي تحفة أبدية الجمال، خالدة الأحاسيس.
وعن الإحساس الذي يراود النعيمي بعد إنهاء التصميم، أوضحت أنها تشعر بأن حلمها تحقق، وتغمرها نشوة الانتصار، وهي غالبا مشاعر تنتاب كل الفنانين عندما يصلون لمبتغاهم، فهم مثل المحاربين لا يهدأ لهم بال إلا إذا أنهوا المعركة بفوز باهر.. فالاشتغال على التحف الفنية يشبه خوض معارك ضارية ضد المجهول وضد الفراغ، لتكون المحصلة منيرة مبهرة وضّاءة.
وفي هذا الصدد قالت النعيمي إن كل مجسماتها قريبة من قلبها، لكنها عادة تهوى تصميم المراكب، وهي من التراث القطري القديم، لكن أول مجسم صممته أنامل الفنانة النعيمي كان سنة 1999، وهو عبارة عن درع جمعية مرضى السكري، ولم تقبض عنه فاطمة مالا، لأنها قامت بهذا العمل من باب التطوع، وبالتالي كانت بدايتها الأولى تطوعا، وقتها كانت تستثمر عملها التشكيلي من خلال هذه الجمعيات، وفي الوقت ذاته تتدرب على صياغة المعادن وتكوينها، لكن هذا لم يمنعها من الاحتفاظ ببعض التحف التي نسجتها أناملها، لاسيما المجسمات التي تستهويها أو تكون لها قيمة معنوية وفنية كبيرة.
وعن سؤال عما إذا كانت ستبقى وفيةً للروتين وتكرر نفسها من خلال التصميمات السابقة، رفضت النعيمي هذا المنطق، وأشارت إلى أنها دائما ما تبدع تصميمات جديدة استجابة لطلبات الزبائن، واصفة هذه الطلبات بالمولّدة للأفكار، وبأنها مصدر من مصادر الإلهام، مشيرة إلى أنها عادة ما تعقد اجتماعات لدراسة الطلبات حتى لا تبقى حبيسة نوع واحد من التصميمات وتحاول دائما إبداع الجديد، لافتة إلى أنها قد تصمم اليوم مجسما وفي الغد تُصمم ميدالية أو درعا، موضحة أنه عن طريق عنصر واحد تتولد لديها استمرارية في تطويره، وتتبلور في ذهنها من أجل ذلك العديد من الأفكار، مؤكدة في نفس السياق أنها صمّمت الكثير من الدروع لشركات وطنية وحكومية كوزارة الشؤون البلدية والزراعة، ووزارة الاقتصاد والتجارة، ووزارة التعليم والتعليم العالي، والحرس الأميري، وجهاز الإحصاء، ومؤسسة قطر، وكيوتل، والفردان، وشركات خاصة أخرى، وعموم الناس، فضلا عن بعض العملاء من خارج قطر وبالخصوص دول الخليج العربي، وقالت النعيمي إن ثمة العديد من الشركات المنافسة، لكنها عادت لتؤكد أنها تتميز عن البقية من حيث النوعية والجودة.
وعن معاملاتها مع الخارج قالت النعيمي إنها تقوم بأعمالها وفقاً للتراث الخليجي المشترك لدول مجلس التعاون، وعادة ما تستغل فيها صورا من هذه الدول لتحولها من صورة مسطحة إلى مجسمة. ومالياً أوضحت الفنانة أن ثمن القطعة الواحدة يخضع لعدّة عوامل تتحكم فيها لتحدد السعر، كالمادة الخام مثلا المستعملة في تصميم القطعة؛ إذ أشارت الفنانة النعيمي إلى وجود قطع رخيصة الثمن مثلما تتواجد المتوسطة والباهظة الثمن، وقالت إن أرخص قطعة يتراوح سعرها في الغالب ما بين 100 و 200 ريال، وهناك قطع يصل ثمنها حتى 30000 ريال، أما عن التسويق فأوضحت أن شركتها تملك العديد من نقاط البيع المنتشرة التي يُقبل عليها السياح بكثرة، ويبحثون دوما عن صاحب تلك التصميمات.
وعن طموحات فاطمة، أوضحت أنها كامرأة قطرية تتمنى أن لا يقتصر تعاملها خارج قطر على تلبية الطلبات فقط، بل تطمح لخلق فروع لشركتها في شتى أنحاء الخليج العربي والعالم، حتى تصل بالتراث القطري للعالمية، خاصة أنها في ظرف وجيز تمكنت من فرض نفسها، والاستحواذ على العديد من الأسواق المحلية والخليجية، لكنها لا تزال تفضل العمل خلف الأضواء، ولا تعشق الظهور كثيرا في وسائل الإعلام التي لم تولِها الاهتمام اللازم، إذا تقول النعيمي إنها لا تستطيع أن تطلب من وسيلة إعلامية معينة أن تسلط عليها الضوء، إلا إذا جاء ذلك بمحض إرادة المؤسسة الإعلامية، رغم أنها حاصلة على عدد ضخم من التكريمات، سواء من جمعيات الفنون التشكيلية أو الجمعيات الخيرية، على أعمالها التطوعية، ومشاركتها في معارضهم، كتقدير منهم لها ولعملها كفنانة تشكيلية.
الرابط: http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=81655&issueNo=500&secId=16
فاطمة النعيمي.. قطرية نحتت اسمها بحروف من ذهب
الدوحة - ياسين بن لمنور
يصح القول إنها تشارك كثيراً من القطريين والخليجيين بيوتهم دون استئذان، ويصح القول أيضا إنها ترتبط معهم بأجمل الذكريات دون أن يعرفوا عنها شيئا.. هي الغائبة الحاضرة.. والفنانة التي ترتدي «طاقية إخفاء».. جميلة مبدعة.. والاسم الذي يتوارى إعلامياً ويبرز إبداعياً.. قد تتسلم أنت مسؤولاً كنت أو مواطناً درعاً غاية في الجمال، منسوجاً من التراث القطري الأصيل.. تضعه فوق مكتبك، أو على أحد رفوف خزانتك، لكن لا تتساءل من هي الأنامل التي رسمت تعاليم هذه التحفة النادرة.. وإذا كان المثل الشعبي يقول «وراء كل رجل عظيم امرأة»، فإن وراء هذه التحف النادرة امرأة أيضا.. اسمها فاطمة النعيمي.. سنها لا يتجاوز الـ32، أعمالها وتصميماتها دخلت معظم البيوت القطرية والهيئات الحكومية، وهي لا تزال في ريعان شبابها.. هي شعلة نادرة طورت نفسها بنفسها، وأثبتت للجميع أن المرأة القطرية قادرة على تجاوز الصعاب، إذا وُفرت لها الإمكانيات.. فاطمة نحتت اسمها بحروف من ذهب في عالم ذكوري.
بعد جهد مرير لمعرفة مصدر هذه التحف والدروع التي تُهدى في كل المناسبات والزيارات والحفلات والأعياد، توصلت «العرب» إلى السيدة فاطمة النعيمي التي تحدثت بتواضع كبير يضاهي حجم النجاحات التي حققتها.. قالت إن بدايتها الأولى انطلقت مع دراستها مبادئ خط التصميم والرسم والتلوين، فاشتركت كعضو في جمعية الفنون التشكيلية، وشاركت في العديد من المعارض داخل قطر وخارجها، وصمّمت كل ما تريد التعبير عنه، سواء كان شعاراً أو مجسماً، وبعد تخرجها راودتها فكرة تأسيس شركة تصميم مجسمات وهدايا، وتوصلت لذلك بعد تأسيسها لشركة «فيوجن» مع السيد بشار مدور الذي استعانت به نظرا لخبرته في هذا المجال، فتم دمج الخبرتين في مشروع واحد، والتقت خبرة «مدور» كرجل أعمال مع خبرة الفنانة النعيمي في مجال التصميم، وخصوصاً ضمن التراث القطري البحت الذي تستمد منه أغلب تصميماتها.
تقول الفنانة التشكيلية فاطمة النعيمي إنها «بنت البلد» فمن واجبها الاطلاع على تراثه، وأن تهتم بجمع كل المعلومات المتعلقة به، مشيرة إلى أن الشيء الأصعب في عملها هو الفكرة التي تأخذ منها وقتاً كبيراً من باب أنها أساس عمل أي فنان، لافتة إلى أنه إذا توفرت الفكرة فإن التصميم والإنجاز لا يأخذ من وقتها إلا يومين أو ثلاثة في إنجاز التصميم لأنه يمر بمراحل، موضحة أن الفكرة قد تتغير مع مباشرة عملها، لأن الإلهام يشير لها وقتها بأفكار أخرى أحسن من سابقتها، وينير لها زوايا لم تكن تفكر فيها أصلا.. فالعمل بالنسبة لها طفل يولد فكرة، ويكبر تنفيذا، وينتهي تحفة أبدية الجمال، خالدة الأحاسيس.
وعن الإحساس الذي يراود النعيمي بعد إنهاء التصميم، أوضحت أنها تشعر بأن حلمها تحقق، وتغمرها نشوة الانتصار، وهي غالبا مشاعر تنتاب كل الفنانين عندما يصلون لمبتغاهم، فهم مثل المحاربين لا يهدأ لهم بال إلا إذا أنهوا المعركة بفوز باهر.. فالاشتغال على التحف الفنية يشبه خوض معارك ضارية ضد المجهول وضد الفراغ، لتكون المحصلة منيرة مبهرة وضّاءة.
وفي هذا الصدد قالت النعيمي إن كل مجسماتها قريبة من قلبها، لكنها عادة تهوى تصميم المراكب، وهي من التراث القطري القديم، لكن أول مجسم صممته أنامل الفنانة النعيمي كان سنة 1999، وهو عبارة عن درع جمعية مرضى السكري، ولم تقبض عنه فاطمة مالا، لأنها قامت بهذا العمل من باب التطوع، وبالتالي كانت بدايتها الأولى تطوعا، وقتها كانت تستثمر عملها التشكيلي من خلال هذه الجمعيات، وفي الوقت ذاته تتدرب على صياغة المعادن وتكوينها، لكن هذا لم يمنعها من الاحتفاظ ببعض التحف التي نسجتها أناملها، لاسيما المجسمات التي تستهويها أو تكون لها قيمة معنوية وفنية كبيرة.
وعن سؤال عما إذا كانت ستبقى وفيةً للروتين وتكرر نفسها من خلال التصميمات السابقة، رفضت النعيمي هذا المنطق، وأشارت إلى أنها دائما ما تبدع تصميمات جديدة استجابة لطلبات الزبائن، واصفة هذه الطلبات بالمولّدة للأفكار، وبأنها مصدر من مصادر الإلهام، مشيرة إلى أنها عادة ما تعقد اجتماعات لدراسة الطلبات حتى لا تبقى حبيسة نوع واحد من التصميمات وتحاول دائما إبداع الجديد، لافتة إلى أنها قد تصمم اليوم مجسما وفي الغد تُصمم ميدالية أو درعا، موضحة أنه عن طريق عنصر واحد تتولد لديها استمرارية في تطويره، وتتبلور في ذهنها من أجل ذلك العديد من الأفكار، مؤكدة في نفس السياق أنها صمّمت الكثير من الدروع لشركات وطنية وحكومية كوزارة الشؤون البلدية والزراعة، ووزارة الاقتصاد والتجارة، ووزارة التعليم والتعليم العالي، والحرس الأميري، وجهاز الإحصاء، ومؤسسة قطر، وكيوتل، والفردان، وشركات خاصة أخرى، وعموم الناس، فضلا عن بعض العملاء من خارج قطر وبالخصوص دول الخليج العربي، وقالت النعيمي إن ثمة العديد من الشركات المنافسة، لكنها عادت لتؤكد أنها تتميز عن البقية من حيث النوعية والجودة.
وعن معاملاتها مع الخارج قالت النعيمي إنها تقوم بأعمالها وفقاً للتراث الخليجي المشترك لدول مجلس التعاون، وعادة ما تستغل فيها صورا من هذه الدول لتحولها من صورة مسطحة إلى مجسمة. ومالياً أوضحت الفنانة أن ثمن القطعة الواحدة يخضع لعدّة عوامل تتحكم فيها لتحدد السعر، كالمادة الخام مثلا المستعملة في تصميم القطعة؛ إذ أشارت الفنانة النعيمي إلى وجود قطع رخيصة الثمن مثلما تتواجد المتوسطة والباهظة الثمن، وقالت إن أرخص قطعة يتراوح سعرها في الغالب ما بين 100 و 200 ريال، وهناك قطع يصل ثمنها حتى 30000 ريال، أما عن التسويق فأوضحت أن شركتها تملك العديد من نقاط البيع المنتشرة التي يُقبل عليها السياح بكثرة، ويبحثون دوما عن صاحب تلك التصميمات.
وعن طموحات فاطمة، أوضحت أنها كامرأة قطرية تتمنى أن لا يقتصر تعاملها خارج قطر على تلبية الطلبات فقط، بل تطمح لخلق فروع لشركتها في شتى أنحاء الخليج العربي والعالم، حتى تصل بالتراث القطري للعالمية، خاصة أنها في ظرف وجيز تمكنت من فرض نفسها، والاستحواذ على العديد من الأسواق المحلية والخليجية، لكنها لا تزال تفضل العمل خلف الأضواء، ولا تعشق الظهور كثيرا في وسائل الإعلام التي لم تولِها الاهتمام اللازم، إذا تقول النعيمي إنها لا تستطيع أن تطلب من وسيلة إعلامية معينة أن تسلط عليها الضوء، إلا إذا جاء ذلك بمحض إرادة المؤسسة الإعلامية، رغم أنها حاصلة على عدد ضخم من التكريمات، سواء من جمعيات الفنون التشكيلية أو الجمعيات الخيرية، على أعمالها التطوعية، ومشاركتها في معارضهم، كتقدير منهم لها ولعملها كفنانة تشكيلية.
الرابط: http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=81655&issueNo=500&secId=16