(الفيصل)
09-05-2009, 05:41 PM
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
أن من أكثر ماأصاب هذه الأمة في مقتل .. هو نقل المعلومات الغير صحيحة للعلماء أو تحوير الاسئله لهم للوصول لإجابات يبتغونها .. وأن بعض العلماء ينتبهه لذالك فلاينجر وراء السؤال لمن يبتغي الجواب ... الا أن البعض منهم (غفر الله لنا ولهم) يقع في هذه المغبه ويطلق فتواه أو أجتهاده أن صح التعبير ... ويتداوله الناس ويعم الجهل بينهم .
رغم أنه قد يكون السائل والمُجيب حسن النية ولايبتغيان الا الأجر والمثوبه.. وهذا ماأستطيع أن أقول أنه بلوى كبرى.. ومصاباً جلل.. أبتليت به هذه الامة بسبب جهلها .. ولاحول ولاقوة الا بالله.
ان تعلم العلم الشرعي فريضة، منه ما هو فرض كفاية، ومنه ما هو فرض عين، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- طلب العلم فريضة على كل مسلم المراد: تعلم الشيء الذي يلزم المسلم عمله، لا بد أن يتعلمه لأنه مأمور بأن يعمل، والعمل لا بد أن يسبقه علم حتى يعمل على بصيرة، لأنه إذا عمل على غير علم فيكون ضرره أكثر من نفعه لأنه قد يقع في مخالفة أو في بدعة أو ما أشبه ذلك.
فهكذا أيها الإخوة نهتم بهذا العلم ونقدمه قبل العمل حتى نعمل على بصيرة، قال الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أي على علم وعلى برهان وعلى نور ويقين، لا على جهل وضلال.
هناك من العلوم ما طلبه وتعلمه من فروض الكفايات، وهي التي لا يحتاج إليها إلا بعض الناس لا الكل، فإن من أراد الحج فرض عليه أن يتعلم مناسك الحج، أما من كان عاجزا فلا يلزمه، من كان عنده مال زكوي فرض عليه أن يتعلم كيف يزكي ماله وكيف تكون الزكاة فيه، ومن ليس عنده مال زكوي فليس عليه أن يتعلم ذلك، وهكذا تعلم ما يتعلق بالمعاملات؛ شروط المبايعة وشروط البيع والشراء والتجارات وما أشبهها لا تلزم إلا من هو مشتغل بالتجارات وما أشبهها.
وبعد أن عرفنا هذه الأدلة نقول: إن الذين يبذلون جهدا في هذا التعليم لهم خير وأجر كبير، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنهم على خير في قوله: من يرد الله به خيرا يفقه في الدين( من يرد الله به خيرا ) أي صلاحا واستقامة ونورا وبرهانا وعلما نافعا وعملا صالحا وسعادة عاجلة وآجلة ( يفقه في الدين ) والفقه هو الفهم في الشريعة والفهم عن الله تعالى وعن رسوله من أنزله ومن شرعه.
ولذلك دعا لابن عباس بقوله: اللهم فقه في الدين وفي رواية: وعلمه التأويل فيدعى لمن يراد صلاحه بهذا يقال: فقهك الله في دينه، علمك الله ما ينفعك.
يدعو المسلم أيضا بأن يزيده الله تعالى من العلم النافع؛ كما أمر الله نبيه بذلك، قال الله تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا هكذا أمر الله نبيه، والأمر عام لكل مسلم يدعو ربه بأن يزيده الله تعالى علما نافعا.
وإذا عرفنا أهمية طلب العلم، فنقول: إن وسائل العلم كثيرة؛ وسائل تعلمه، وقد كان طلب العلم قبل خمسين أو ستين سنة في غاية من الصعوبة بعكس مانحن عليه الان . فقد يسر الله تعالى وسائل تعين طالب العلم، تعين قاصد الخير على تحصيل العلم بدون كلفة وبدون مشقة، فإن الوسائل قد تعددت ومنها مانحن بصدده في هذا المنتدى .
مسائل الجاهلية
الجاهلية: ما قبل الإسلام، أحوال العرب المشركين، وأحوال اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الأديان التي قبل الإسلام، وسُمُّوا جاهليين لكثرة جهلهم، أو لأن أعمالهم صادرة عن جهل، والجهل هو ضد العلم، وذكر العلماء أن الجهل ينقسم إلى قسمين:
-جهل بسيط.
-وجهل مُرَكَّب.
والجهل الْمُرَكَّب أشد، وهو أن يعتقد أنه عالم مع أنه جاهل! يظن أنه ذو علم، وليس بذي علم، بل هو جاهل لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري! وفيه يقول الشاعر:
لما جـهلتَ جـهلتَ أنك جـاهــلٌ
جَهْلًا وجهل الجهــلِ داءٌ مُعْضِـلُ
جَهْلُ الْجَهْلِ يعني الجهل بأنه من أهل الجهل، ويقول آخر:
ومن أعجب الأشيـاء أنك لا تـدري
وأنك لا تدري بأنـك لا تــدري
أي تعتقد أنك عالم، وأنتَ لست بعالم، ويُطْلَقُ على مَنْ فعل شيئًا بغير علم أنه جاهل، أو مُتَجَاهِلٌ، ويقول أحد الجاهليين:
ألا لا يجهلـنْ أَحَـــدٌ علينــا
فَنَجْهَلَ فـوق جهـل الجاهلينــا
عَبَّرَ بالجهل هاهنا عن التمادي في الفعل الذي لا مُبَرِّرَ له، ولا سبب له.
وذُكِرَ أو نُقِلَ عن أحد علماء اللغة الخليل بن أحمد أنه قال: الناس أربعة:
أولهم: عالمٌ، ويدري أنه عالم، فهذا كامل فَسَوِّدُوُه.
الثاني: عالم، ولا يدري أنه عالم، فهذا غافلٌ فَنَبِّهُوه.
الثالث: جاهل ويدري أنه جاهل فهذا مُسْتَرْشِدٌ فأرشدوه.
الرابع: جاهل، ولا يدري أنه جاهل، فهذا مائقٌ فاتركوه.
ثم إن الجهل هو الجهل بالعلم الشرعي ولو كان الإنسان عنده علومٌ جديدةٌ من العلوم المتجددة كصناعة أو حِرْفة أو هندسة أو علم جديد فإنه لا يُسَمَّى عالمًا حتى يكون عالمًا بالشرع، بل يسمى جاهلا.
فالجهل الحقيقي هو: الجهل بأحكام الشريعة، والعلم بها يُسَمَّى علمًا ولو لم يعرف العلوم الأخرى، بل قد يكون بعض العلوم الأخرى ضررها محقق، كعلم منطق، وعلم تقويم، كما يقولون، وما أشبه ذلك فإن مثل هذه العلوم لا تزيد الإنسان شرفًا عند الله تعالى، وإن كانت مما قد يُحْتَاج إليه في الحياة الدنيا كالعلم بالْحِرَف.
قال تعالى: وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ .
آثار الجهل
هي كثيرة وإن بعض مايحصل بالمنتدى يعد نموذجاً من هذه الآثار
ولذالك نقول:
ما تركت الصلوات إلا بسبب الجهل أو ادعائه.
وما تخلف أناس كثيرون عن الجماعات إلا بسبب الجهل وآثاره السيئة.
وما شربت الخمور والدخان إلا بسبب الجهل وبالإعراض عن العلم.
وما حلقت اللحى مثلا وأسبلت الثياب وأطيلت الشوارب وخولفت السنة إلا بسبب الجهل .
كذلك أيضا ما فشت البدع والموالد وإحياء بعض الليالي باللهو واللعب ونحو ذلك إلا بسبب الجهل.
وما انتشر الغناء واللهو والطرب والسهر على القمار ونحو ذلك إلا بسبب الجهل.
وما تبرج النساء واختلطن بالرجال، وفشا الزنا والعهر ونحو ذلك إلا بسبب الجهل .
كذلك ما عبدت القبور ونذر لها وذبح لغير الله وعلقت التمائم والحروز، واستعملت الرقى الشركية وأشباهها إلا بسبب الجهل.
وما عظم السحرة والمشعوذون والكهنة والكذابون ونحوهم إلا بسبب الجهل.
والامثله كثيره ولاتحد ولاتحصى .
الخلاصة
أنه لا شك أن للجهل آثار سيئة في حياتنا الدنيا .. فما بالكم بآثاره في الحياة الاخرة
وماأشبه الامس باليوم والعكس صحيح
(والله من وراء القصد)
نقلت بعض من دروس سماحة الشيخ ابن جبرين جزاه الله عنا كل خير(بتصرف)
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
أن من أكثر ماأصاب هذه الأمة في مقتل .. هو نقل المعلومات الغير صحيحة للعلماء أو تحوير الاسئله لهم للوصول لإجابات يبتغونها .. وأن بعض العلماء ينتبهه لذالك فلاينجر وراء السؤال لمن يبتغي الجواب ... الا أن البعض منهم (غفر الله لنا ولهم) يقع في هذه المغبه ويطلق فتواه أو أجتهاده أن صح التعبير ... ويتداوله الناس ويعم الجهل بينهم .
رغم أنه قد يكون السائل والمُجيب حسن النية ولايبتغيان الا الأجر والمثوبه.. وهذا ماأستطيع أن أقول أنه بلوى كبرى.. ومصاباً جلل.. أبتليت به هذه الامة بسبب جهلها .. ولاحول ولاقوة الا بالله.
ان تعلم العلم الشرعي فريضة، منه ما هو فرض كفاية، ومنه ما هو فرض عين، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- طلب العلم فريضة على كل مسلم المراد: تعلم الشيء الذي يلزم المسلم عمله، لا بد أن يتعلمه لأنه مأمور بأن يعمل، والعمل لا بد أن يسبقه علم حتى يعمل على بصيرة، لأنه إذا عمل على غير علم فيكون ضرره أكثر من نفعه لأنه قد يقع في مخالفة أو في بدعة أو ما أشبه ذلك.
فهكذا أيها الإخوة نهتم بهذا العلم ونقدمه قبل العمل حتى نعمل على بصيرة، قال الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أي على علم وعلى برهان وعلى نور ويقين، لا على جهل وضلال.
هناك من العلوم ما طلبه وتعلمه من فروض الكفايات، وهي التي لا يحتاج إليها إلا بعض الناس لا الكل، فإن من أراد الحج فرض عليه أن يتعلم مناسك الحج، أما من كان عاجزا فلا يلزمه، من كان عنده مال زكوي فرض عليه أن يتعلم كيف يزكي ماله وكيف تكون الزكاة فيه، ومن ليس عنده مال زكوي فليس عليه أن يتعلم ذلك، وهكذا تعلم ما يتعلق بالمعاملات؛ شروط المبايعة وشروط البيع والشراء والتجارات وما أشبهها لا تلزم إلا من هو مشتغل بالتجارات وما أشبهها.
وبعد أن عرفنا هذه الأدلة نقول: إن الذين يبذلون جهدا في هذا التعليم لهم خير وأجر كبير، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنهم على خير في قوله: من يرد الله به خيرا يفقه في الدين( من يرد الله به خيرا ) أي صلاحا واستقامة ونورا وبرهانا وعلما نافعا وعملا صالحا وسعادة عاجلة وآجلة ( يفقه في الدين ) والفقه هو الفهم في الشريعة والفهم عن الله تعالى وعن رسوله من أنزله ومن شرعه.
ولذلك دعا لابن عباس بقوله: اللهم فقه في الدين وفي رواية: وعلمه التأويل فيدعى لمن يراد صلاحه بهذا يقال: فقهك الله في دينه، علمك الله ما ينفعك.
يدعو المسلم أيضا بأن يزيده الله تعالى من العلم النافع؛ كما أمر الله نبيه بذلك، قال الله تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا هكذا أمر الله نبيه، والأمر عام لكل مسلم يدعو ربه بأن يزيده الله تعالى علما نافعا.
وإذا عرفنا أهمية طلب العلم، فنقول: إن وسائل العلم كثيرة؛ وسائل تعلمه، وقد كان طلب العلم قبل خمسين أو ستين سنة في غاية من الصعوبة بعكس مانحن عليه الان . فقد يسر الله تعالى وسائل تعين طالب العلم، تعين قاصد الخير على تحصيل العلم بدون كلفة وبدون مشقة، فإن الوسائل قد تعددت ومنها مانحن بصدده في هذا المنتدى .
مسائل الجاهلية
الجاهلية: ما قبل الإسلام، أحوال العرب المشركين، وأحوال اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الأديان التي قبل الإسلام، وسُمُّوا جاهليين لكثرة جهلهم، أو لأن أعمالهم صادرة عن جهل، والجهل هو ضد العلم، وذكر العلماء أن الجهل ينقسم إلى قسمين:
-جهل بسيط.
-وجهل مُرَكَّب.
والجهل الْمُرَكَّب أشد، وهو أن يعتقد أنه عالم مع أنه جاهل! يظن أنه ذو علم، وليس بذي علم، بل هو جاهل لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري! وفيه يقول الشاعر:
لما جـهلتَ جـهلتَ أنك جـاهــلٌ
جَهْلًا وجهل الجهــلِ داءٌ مُعْضِـلُ
جَهْلُ الْجَهْلِ يعني الجهل بأنه من أهل الجهل، ويقول آخر:
ومن أعجب الأشيـاء أنك لا تـدري
وأنك لا تدري بأنـك لا تــدري
أي تعتقد أنك عالم، وأنتَ لست بعالم، ويُطْلَقُ على مَنْ فعل شيئًا بغير علم أنه جاهل، أو مُتَجَاهِلٌ، ويقول أحد الجاهليين:
ألا لا يجهلـنْ أَحَـــدٌ علينــا
فَنَجْهَلَ فـوق جهـل الجاهلينــا
عَبَّرَ بالجهل هاهنا عن التمادي في الفعل الذي لا مُبَرِّرَ له، ولا سبب له.
وذُكِرَ أو نُقِلَ عن أحد علماء اللغة الخليل بن أحمد أنه قال: الناس أربعة:
أولهم: عالمٌ، ويدري أنه عالم، فهذا كامل فَسَوِّدُوُه.
الثاني: عالم، ولا يدري أنه عالم، فهذا غافلٌ فَنَبِّهُوه.
الثالث: جاهل ويدري أنه جاهل فهذا مُسْتَرْشِدٌ فأرشدوه.
الرابع: جاهل، ولا يدري أنه جاهل، فهذا مائقٌ فاتركوه.
ثم إن الجهل هو الجهل بالعلم الشرعي ولو كان الإنسان عنده علومٌ جديدةٌ من العلوم المتجددة كصناعة أو حِرْفة أو هندسة أو علم جديد فإنه لا يُسَمَّى عالمًا حتى يكون عالمًا بالشرع، بل يسمى جاهلا.
فالجهل الحقيقي هو: الجهل بأحكام الشريعة، والعلم بها يُسَمَّى علمًا ولو لم يعرف العلوم الأخرى، بل قد يكون بعض العلوم الأخرى ضررها محقق، كعلم منطق، وعلم تقويم، كما يقولون، وما أشبه ذلك فإن مثل هذه العلوم لا تزيد الإنسان شرفًا عند الله تعالى، وإن كانت مما قد يُحْتَاج إليه في الحياة الدنيا كالعلم بالْحِرَف.
قال تعالى: وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ .
آثار الجهل
هي كثيرة وإن بعض مايحصل بالمنتدى يعد نموذجاً من هذه الآثار
ولذالك نقول:
ما تركت الصلوات إلا بسبب الجهل أو ادعائه.
وما تخلف أناس كثيرون عن الجماعات إلا بسبب الجهل وآثاره السيئة.
وما شربت الخمور والدخان إلا بسبب الجهل وبالإعراض عن العلم.
وما حلقت اللحى مثلا وأسبلت الثياب وأطيلت الشوارب وخولفت السنة إلا بسبب الجهل .
كذلك أيضا ما فشت البدع والموالد وإحياء بعض الليالي باللهو واللعب ونحو ذلك إلا بسبب الجهل.
وما انتشر الغناء واللهو والطرب والسهر على القمار ونحو ذلك إلا بسبب الجهل.
وما تبرج النساء واختلطن بالرجال، وفشا الزنا والعهر ونحو ذلك إلا بسبب الجهل .
كذلك ما عبدت القبور ونذر لها وذبح لغير الله وعلقت التمائم والحروز، واستعملت الرقى الشركية وأشباهها إلا بسبب الجهل.
وما عظم السحرة والمشعوذون والكهنة والكذابون ونحوهم إلا بسبب الجهل.
والامثله كثيره ولاتحد ولاتحصى .
الخلاصة
أنه لا شك أن للجهل آثار سيئة في حياتنا الدنيا .. فما بالكم بآثاره في الحياة الاخرة
وماأشبه الامس باليوم والعكس صحيح
(والله من وراء القصد)
نقلت بعض من دروس سماحة الشيخ ابن جبرين جزاه الله عنا كل خير(بتصرف)