المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالاتي الـ 100+ في جريدة الشرق القطرية



المتأمل خيرا
10-05-2009, 12:25 PM
مقالاتي الـ 100+ في جريدة الشرق القطرية


في مسيرة حياتنا.. تأتينا لحظة نـُـقدِم فيها على أمر ِ ِ كنا نستبعده قبل تلك اللحظة.. لسبب أو آخر..

ليس مهماً أن يكون ذلك الشيء - الذي استبعدناه - بحد ذاته مهماً أم لا، .. فقط هو في عيون صاحبه أو صاحبته لم يكن وارداً قبل تلك اللحظة.. أما بالنسبة للآخرين، فالحكم لهم فيما يتعلـّـق بأهميته.. لكنه في جميع الأحوال يعني شيئاً خاصاً لصاحبه.

وقبل قليل - ربما في حدود النصف ساعة من هذه اللحظة التي تظهر فيها الحروف الأخيرة على الشاشة التي أمامي - جاء في بالي وكقرار شخصي ليس له راد، وبغض النظر عن أهميته، أن أضع بين أيديكم - بين حين ِ ِ وآخر.. وبالتسلسل الذي ظهرت فيه - هذه المقالات التي سبق وأن نـُـشرت في جريدة الشرق ابتداء من تاريخ 17 مارس 1998م، واستمرت لما يقارب العامين والنصف بشكل اسبوعي يكاد يكون منتظماً.. وكان آخرها "منشوراً" بتاريخ 19 سبتمبر 2000م.

والذي سأشير له هو عنوان كل مقالة وتاريخها.. لكن ليس إسم العمود الذي كانت تـُـنشر تحت مظلته تلك المقالات.. وربما يأتي ذكر ذلك لاحقاً.

ولا بد لي من القول هنا.. أن تخصصي وطبيعة عملي كانتا أبعد ما يكونان عن مجال الكتابة في الصحافة.. لكن أتت ظروف وجدت نفسي أخط فيها الحرف لظروف أشرت لها لاحقاً، وبالإسلوب الذي ارتآه القلم، كجزء ِ ِ من هذه المقالات ذاتها، وإن كانت قد حمـِلت عنواناً داخل مسمـّـى العمود، وكان ذلك العنوان الداخلي هو "جوانبُ ُ من تجربةِ قلم"..

ولابد لي من الإشارة أيضاً إلى أن هذه المقالات ستظهر حرفيـّـاً هنا كما تم نشرها.

Arab!an
10-05-2009, 12:31 PM
توكل على الله .. وهاتها

من الظلم ان تذهب ابداعاتنا ادراج الرياح ..


وفي انتظار قرارات الكتاب الاخرين .. لأماطة اللثام عن اعمالهم وكتاباتهم .. وليس بالضروره عن شخصياتهم

المتأمل خيرا
10-05-2009, 12:37 PM
توكل على الله .. وهاتها

من الظلم ان تذهب ابداعاتنا ادراج الرياح ..


وفي انتظار قرارات الكتاب الاخرين .. لأماطة اللثام عن اعمالهم وكتاباتهم .. وليس بالضروره عن شخصياتهم



شكراً لهذا التشجيع المبـكـّـر أخي العزيز "Arab!an" :)

المتأمل خيرا
10-05-2009, 12:43 PM
"انتخابات ديمقراطيّة أم شلليّة"
17/3/1998م



فاجأني محدّثي بالقول:" نما لعلمي أنك "ستخط" في الصحافة.. فهل هي كتابات من أعماق الضمير أم هو زبد في الهواء يطير!"..

تمالكت نفسي و "تـنحنحت" وحاولت إظهار "ديمقراطيتي" بالاستعداد لسماع "الرأي الآخر"! الذي بدا وكأنه صوت الضمير ذاته وليس حديث من إنسان تعرفه منذ سنين وسنين. قلت: هلاّ أوضحت لي فربما وصلك قول مغرض وادعاء بعيد عن الحقيقة. قال: " الكتابة أمانة فلا تضعها.. وإن قدّر لك ثقة من القارئ فاحفظها. فكما نما لي أنك ستكتب في الصحافة ..فقد وصلني أيضا" ما أرى أن يطرح قبل أن يفوت الفوت حيث لا ينفع الصوت !" .. ظللت صاغياً لمحدثي وكأنني أتابع أحداث أحد أفلام "شورلوك هولمز" الغامضة، وأنا أحاول أن أمسك طرف الخيط واعداً إياه أن يسجّل قلمي ما يقوله.

قال: " لا بد وأنك سمعت عن انتخابات غرفة التجارة والصناعة.". قلت: بلى .. قال: "هل تقصد بلاء أم بلى؟!" قلت: بل الثانية.. قال: " الحمد لله .. لكنني أخشى أن تكون الأولى! " قلت: حفظك الله هل يسرت علي وأخبرتني ما تريد قوله بأسلوب مباشر ودون حرق أعصاب؟. فرد قائلا": "حرق الأعصاب ولا حرق التجربة الوليدة. أننا كثيرا ما نخدع ونضر أنفسنا دون أن ننتبه .. إننا نطالب وعندما يصل لنا ما كنا نطالب به نعبث به. نطالب بالديمقراطيّة..وعندما تتاح لنا أول تجربة على هذا الطريق نشوهها.. ننظر ليومنا ولا نرفع هاماتنا إلى الغد .. إننا ، دون وعي ، نخيب آمال الناس فينا لقصر نظر سيرتد علينا عاجلاً أو آجلاً بالخسارة مهما بدا من ربح آني من خلال موقع نزاحم فيه الآخرين بادعاء الديمقراطيّة..بينما هو تبادل للأصوات وليته كان بالاقتناع .. أو حتى مقتصر على أصوات المعنيين مباشرة".

دفعني كلام محدّثي لطلب المزيد . قال: " قد تعلم أنه من المقرر أن تجري انتخاب أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر المكوّن من 17 عضواً مساء يوم 21 مارس الحالي. وأن الانتخاب أما أن يكون بالحضور الشخصي لممثل الشركة أو المؤسسة أو حضور وكيل مخوّل. والذي أتضح هو أن هناك مساومات تتم خلف الستار يتم بموجبها أن " تصّوّت لي مقابل أن أصوت لك " بالنسبة للمترشح. إضافة إلى أن بعض المترشحين سيستخدم البطاقة الانتخابيّة للمرشحين (بكسر الشّين)، في حالة تفويضه، للتصويت لنفسه ولمترشحين آخرين يكون قد اتفق معهم على أساس المعاملة بالمثل. ولو فكرنا في هذا الأمر لوجدنا أن هذا سيؤدي، بوعي أو غير وعي، إلى الآتي:

1) إن أعضاء مجلس إدارة الغرفة الجديد لن يكونوا جميعهم منتخبين ديمقراطياً وباستحقاق من خلال اقتناع أعضاء الجمعية العامة الذين يمثلون الشركات والمؤسسات.
2) لن تضمن هذه الانتخابات وصول أفضل المترشحين لعضوية مجلس إدارة الغرفة.
3) احتمال قوي بتشكّل شلليّة في المجلس الجديد بحكم المساومات التي تمت قبيل الانتخابات.
4) حرمان أعضاء من الغرفة من معايشة التجربة الديمقراطيّة بالغرفة بالحضور والإدلاء بأصواتهم.
5) وهو الأمر الأخطر: أن تكون هذه الممارسات "بروفة" وتجربة تتكرر وتمارس في المستقبل في حال تطوّر تجربة مجلس الشورى إلى انتخاب مباشر."

كنت مستغرقاً في الإصغاء لمحدثي عندما توقف برهة... ثم قال:"إن تيسر لكلامي هذا أن ينشر فدع جميع أعضاء الغرفة بانتخاب من هم مقتنعون به حقّا" وأن لا يعطوا حقهم لتتم المساومة به.. وإنها لمسؤلية وأمانة فلا يضيعوها ويظلموا آخرين بقلب الميزان ضدهم دون قصد."
أنهى محدّثي كلامه ليبدأ بعده وخلال أيام صوت التجربة الوليدة..

::.Silent.::
10-05-2009, 01:48 PM
شوقتنا يالغالي


يالله توكل على الله

OTOsan
10-05-2009, 01:53 PM
متابع اخي المتأمل :)

فتابع ،،

المتأمل خيرا
10-05-2009, 02:29 PM
شوقتنا يالغالي


يالله توكل على الله


متابع اخي المتأمل :)

فتابع ،،


!:)! حاضر.. !:)!

المتأمل خيرا
10-05-2009, 02:34 PM
"لمن ينوي دخول تجربة التجارة"
24/3/1998م



وقعت بين يدي "وبالمصادفة المحضة " هذه الأسطر غير موقعة، مهداة لمن لا خبرة سابقة له في القطاع التجاري وينوي دخول السوق برأسمال مقترض كلّه أو أغلبه من البنك .. وبالنظر لما لهذه الأسطر من فائدة عامة محتملة، فهي هنا معاد كتابتها مع حق التصوير والتوزيع. مع عدم تحمل الموقّع أدناه أي مسؤلية ماليّة أو قانونيّة في حال الأخذ بها وتحقيق نتائج عكسية. وربما لهذا السبب كانت الأسطر أساسا" غير موقّعة!:

1) تأجيل: لا تتعجّل البدء في المشروع واستشر كثيراً من مر بالتجربة. حاول كسب تأييد عائلتك.

2) تعويل: لا تعوّل على أحد. في حالة الخسارة ستتحمل نصيبك من المسؤلية، وقد يعني ذلك التزامات ماليّة لعدة أشهر أو سنوات من الراتب إذا كنت موظفاً. إن لم تكن موظفاً فأعد حساباتك من جديد مرات ومرات.

3) تمويل: شر لا بد منه ، والحد الأدنى 200 ألف ريال لتأسيس شركة ذات مسؤلية محدودة، وهو الوضع الأفضل لتفادي غدر الأيام. انتبه لشروط البنك ولا تـفرط في سند ملكية البيت.

4) تسجيل: كان اللّه في العون. دعاء بأن يرزقك اللّه بمسؤل في وزارة الاقتصاد والتجارة يساعدك في إيضاح المطلوب، وهم موجودون ولله الحمد. توقع أنك ستراجعه كثيراً. إذا كنت عصبياً دع غيرك يقوم بالمهمة.

5) توكيل: انتبه! لا توكّل أحداً فيما يتعلق بصرف الشيكات، ومن الحكمة أن يكون التوقيع من قبل أكثر من شخص من المساهمين وليس الموظفين.

6) تحليل: لماذا فضلت نشاطاً بعينه. ضع تصوراً لكيفية استغلال رأس المال.احتفظ بسيولة تكفي لفترة من 4إلى6 أشهر لتغطية النفقات التشغيلية كإيجار المحل ورواتب الموظفين والأقساط البنكيّة والإعلانات والهاتف

7) تأهيل: احرص على اختيار الموظف المناسب، وتوقع الراتب في حدود الـ2000 ريال للبائع الجيد.

8) تطبيل: خطط لحفل افتتاح المحل بحيث تكون التكاليف مدروسة. لا تنس الإعلان في صحيفة أو أكثر، لكن لاحظ أن اختيار التوقيت المناسب وحجم الإعلان ومكانه من الأمور الهامة. لا داعي لاستدعاء فرقة موسيقية إلا إذا لم تكن متزوجاً وتنوي الزواج وافتتاح المشروع في نفس اليوم.

9) تجميل:اجعل الديكور بسيطاً وأنيقاً واستغل الرفوف وطريقة العرض لتعطي منظراً جمالياً وبشكل عملي. توزيع الإضاءة أمر مهم جداً واستخدم العدد الكافي من إضاءة النيون. زر محلات أخرى للمقارنة.

10) تحويل:اجعل تعاملك المالي تدريجيّاً، خاصة عند تحويل مبالغ لشركات خارجيّة تتعامل معها لأول مرة.

11) تقليل: قلل المصروفات قدر الإمكان خاصة في بداية المشروع، وتابع أداء المحل وباستمرار. اجعل طلبياتك قليلة في البداية إلى أن تطمئن تدريجياً لمعدل الحركة وأنواع المنتجات المرغوبة.

12) دفع رباعي "فور ويل":لا داعي لشراء سيارة في المرحلة الأولى إلا إذا كانت طبيعة العمل تحتم ذلك. استعمل سيارة البيت إن أمكن. قد تحتاج لسيارة ذات دفع رباعي للبحث عن موظفيك في حالة الهرب!

13) تضليل: ستسمع آراء كثيرة من الأقارب والأصدقاء فهم بالطبع لا يقصدون تضليلك. كن مستمعاً جيداً لجميع الآراء واتخذ القرار بعد التشاور مع موظفيك. لكن انتبه جيداً عند زيارات مندوبي الإعلانات.

14) تكبيل: وضع لن تصله بإذن الله ، لكن الانتباه مطلوب. لا تصرف أي شيك دون وجود رصيد كاف.

15) تقفيل : مرحلة لا يأمل الإنسان أن يصل لها. إذا صاحب إقفال الشركة التزامات ماليّة للغير لا تستطيع الشركة الوفاء به فإما أن يعلن إفلاسها، او تفادياً للتشهير تحوّل الالتزامات إلى دين بنكي يسدد من الحساب الشخصي للشركاء.

المتأمل خيرا
10-05-2009, 02:40 PM
" دمعة قطري إبن الفجاءة "
31/3/1998م


على غير عادته دخل "قطري بن الفجاءة" مجلسه متأخراً وهو لابساً ثياباً جديدة من قمة الرأس إلى أخمص القدمين وكأنه في يوم عيد. وبدل أن يلقي بالتحيّة بصوت مسموع، سلّم رافعاً يده بعض الشيء وبصوت لم يسمعه الجميع ألقى بالتحيّة ومشى شامخاً برأسه - وسط استغراب الحضور- الى أن وصل "صدر" المجلس، وبدل أن يجلس جلسته المعتادة وضع "مسنداً " فوق الآخر وجلس فوقهما.. ..عندها تحوّل الاستغراب الى شك بأن أمراً ما قد حصل. وعندما طلب "إبن الفجاءة" أن تصب له القهوة، وهو أمر لم يتعودوه خيل للحضور بأن ضعف سمع مضيفهم أصبحت ترافقها علّة ثانية لم يتمكنوا بعد من تشخيصها. بدأ أحدهم الحديث مداعباً " ما شاء الله عليك الليلة قمر.. قمر..بس ليش خاش علينا..لك نيّة تكمّـل نص دينك مرة ثانيّة..؟ وبعدين جلستك على المساند كأنك تقول لنا انك صرت رئيسنا..بس الرئاسة الأحسن تكون بالانتخاب مثل ما كنت دائماً تقول لنا وتحاول أن تقنعنا ".

توقع الجميع أن يبادر مضيفهم بالرد والتوضيح والدعابة أيضاً على عادته..إلا أنه ظل صامتاً على غير توقعاتهم. حاول الجميع ثنيه عن سكوته ومعرفة السر إلا أنه لم يستجب. وبعد محاولات عدة باءت جميعها بالفشل اقترب منه ضيوفه وقالوا بصوت واحد مهددين وبصوت مرتفع:"والله إن ما قلت لنا اشفيك ترى ما تشوفنا في هالمجلس بعد الليلة !".

عندها التفت عليهم وكأنه بدأ يسترجع وعيه قائلاً وبهدوء: "كلّموني" - بصيغة الماضي- .. ولم يزد. عندها أعادوا السؤال .. ولأكثر من مرة كان سمعهم يتلقى نفس الجواب. تبرع أحد الحضور بالتحليل قائلاً:"آنا خايف إنه "متصروع" من كثر ما يكتبون هلاٌيام في الصحف عن السحر والعفاريت وعن "لطبوب"، والا اشقصده لمّا يقول كلّموني.. ما لها معنى ثاني .. ".

خالفه آخر قائلاً: "لا. ما آظن .. إبن الفجاءة ما يصدق هالكلام.. وهو بعد ما هو بياهل يصروعونه ." "إذن أيش تظن؟" كان استيضاح الحضور. " ما أستبعد إنّه كان يسمع أغنية أم كلثوم " كلّموني ..تاني عنك" ومن كثر ما ذكرته هالأغنية بالماضي .. والآمال الكبيرة ذاك الوقت.. صادته حالة .. وتدرون بعد إسمه قطري بن الفجاءة فكان حنينه للماضي القريب والبعيد جداً ".

كان الجميع يتحدثون عنه وهو شاخص ببصره بعيداً وكأن الحديث لا يعنيه. وفيما القوم يحلّلون، فاجأهم "إبن الفجاءة" وكأنه يتحدث لنفسه قائلاً " كلّموني لكن قلت لهم إنّي مشغول .. قلت لهم عندي وفود لتوقيع عقود تجارية مع شركات صينية وأمريكية .. ويمكن ..يمكن آصوت في الانتخابات اللّي عقب.. وبعد مب لهم!".

انفرجت أسارير الجميع بعض الشيء فها هو على الأقل يتكلم، لكنهم استغربوا أيضاً ما ذكره بشأن الوفود والعقود حيث أنهم يعرفون أن وضعه التجاري لا يسمح على الرغم من أن محله من بين محلاّت قليلة لم تقفل بعد من جرّاء أعمال الطرق. فجأة قام أحد الحضور بصب القهوة له متظاهرا" بفهم الموضوع بهدف معرفة المزيد: " فعلاً ما يستاهلون ألحين بس متصلين بك". واصل "إبن الفجاءة" " ما تصدق يا بومحمد لما رفعت السماعة ولاّ واحد يقول "نبغي صوتك".... حتى العبره اوصلت ..آنا يبغون صوتي!.. تغلّيت عليهم..واستحيت الموظفين يشوفون دموعي ..ومن الفرحة ركضت.. نعم ركضت للسيارة.. للبيت ..فصخت هدومي ..وقلت للمعزبة وين ثياب العيد!! وما دريت الاّ وآنا عندكم ..

يا جماعه أعذروني ترى أنا مب مصدّق إن حد يطلب صوتي.. العادة صوتي استعمله للمزاعق على لعيال وام لعيال وعلى عمال الشركة اللي تحفّر جدّام المحل.. علشان يخلصون شغلهم اللّي صار له شهور.. .. يمكن ما تحسّون باللي آقوله .." بينما ابن الفجاءة مسترسل في حديثه.. التفت أحد الحضور الى جاره هامساً: " إذا هذي حالتنا إحنا الّلي بننتخب .. الله يعين المترشحين ".

المتأمل خيرا
10-05-2009, 02:47 PM
"إبـن الفجـاءة وزيـراً "
7/4/1998م


نال من "أبي الفجاءة" التعب بعض الشيء لطول المدة التي وقفها مسلّماً على المهنئين الذين لم يستوعبهم مجلسه وبعضهم كان بالخارج ينتظر دوره.. ومع مرور الوقت أصبح يحس بازدياد التعب. دار بخلده تساؤلاً.. ألم يكن مرتاحاً في مجلسه قبل الإعلان عن توليه "الحقيبة" الوزارية . وإذا كان قد تعب من السلام وهو أهون "النشاطات" الوزارية..فكيف سيكون الحال عندما يأتيه المراجعون وشكاويهم التي لا تنتهي ومدراء الإدارات بالوزارة ورؤساء الأقسام وموظفيها وربما عمّالها..خاصة والمعروف عنه أنه يؤمن بنظرية "الباب المفتوح".

يده ممتدة للسلام والأفكار تعتمل في رأسه..لاحظ أنه لا يعرف من زوّاره المهنئين إلا القليل أولئك الذين كانوا يأتونه في مجلسه وبعض الأقارب والأصدقاء .. تمنى في هذه اللحظة أن يطلب من المهنئين كتابة أسمائهم ووظائفهم على بطاقات يعلقونها على صدورهم. كما تمنى لو أنه استعد لهذه المناسبة بكاميرا فيديو تنصّب ، كما هو الحال في الأعراس ، لتصوير المهنئين ليتمكن من تذكّر الأسماء والوجوه خاصة وأن دخان العود من الكثافة ما جعله يتبين الوجوه المهنئة بصعوبة . كان كلما سنحت له الفرصة مال برأسه نحو صديقه "أبو محمد" طالباً منه أن يخبره بالأسماء.. وعندما لاحظ أن أبو محمد مثله لا يعرف منهم إلا القليل طلب منه أن يحاول جهده ممنياً إياه بالتعيين مديراً لمكتبه في أول قرار يتخذه في يوم الغد. ما أن انفض الجمع ماعدا الأصدقاء المعتادين حتى طلب إبن الفجاءة أن يحضر بالعشاء.. كان طلبه ممزوجاً بشكوى من تعب رجليه من طول الوقوف "ما يسوى علي.. تكسّرت اركبيه يا بومحمد.. ما أدري الوزراء لهم علاوة عن الوقفة والاستقبال والتوديع ؟". لم يكن أبو محمد يملك جواباً فما كان منه إلا أن نصحه بالاستفسار في الوزارة يوم الغد.

بعد تناول العشاء متأخراً .. لاحظ إبن الفجاءة أن هناك بين الحضور وجهاً غير مألوف، وعند الاستيضاح منه تبين أنه صحفي من جريدة "الغد" المحليّة الذي وجد بدوره أنها فرصة سانحة للإستفسار عن خطط الوزير خاصة وأنه طرح مثل هذا السؤال على الوزير السابق، إلا أن الرد جاء على غير توقعاته: "أولاً خطتي إنّي آروح أنام عقب هالوقفه الطويله..وبعدين هذا السؤال آنا قريته لما تعيّن الوزير اللّي قبلي ولما قال إنه بيطوّر الوزارة وبيقضي على الشلليّة زعل عليه الوزير اللّي قبله..وحتى يقولون إنه ما عاد يشتري جريدتكم. يعني تبغي جريدتكم توقف .. إذا وزيرين ما اشتروها احسب كم واحد غيرهم بيسوي مثلهم وما بيشتريها..!" عندها قاطع الصحفي كلام "الوزير" منوّهاً أنه هو الذي أجرى المقابلة. "عجيب! ..آنا مستغرب إنك سوّيت مشكلة و "حطّيت" بين وزراء وما زالت على راس عملك.. صحيح إن عندنا حرية راي!".

حاول الصحفي إيضاح أن من ضمن مسؤليات الصحافة تقديم المعلومة من " مصادرها الاوليّة " إلا أن محدّثه بدا غير مقتنعاً ".. لكن جرايدنا ما فيها شي.. تتعب وأنت شايل الجريدة من كثر أوراقها .. وعقب اتصفحها وكلما طاحت اورقتين تبقى ساعه وانت تحاول اتصفها مرة ثانيه كأنك عامل في المطبعة..لكن النتيجة .. تخلّص منها في خمس دقايق!..وبعدين وين الأقلام القطرية.. قليل اللّي يكتبون..أكيد فيه مشكله.. بس وين هالمشكله..وين ..وين.."

وبينما ابن الفجاءة يحاول أن يجد جواباً سمع طرقاً عنيفاً نقله إلى موقع آخر حيث أصبح رئيساً لتحرير جريدة "الغد" يعاين الصحيفة بالمطبعة.. لكن الضوضاء أجبرته على رفع رأسه من وسادة النوم!. وعندما فتح عينيه ونظر من النافذة لاحظ سيارة بيع الغاز والعامل مستمراً في الطرق الشديد على اسطوانات الغاز.. فما كان منه إلا أن قال: " الله لا يوفقكم ..حارمينا من نوم الظهر.. وحاسدينا حتى على حلومنا ".. وفي نوبة غضبه أقسم على أن يستبدل جميع أفران الغاز بأفران كهربائية!

المتأمل خيرا
10-05-2009, 03:13 PM
" دختر.. من قطر - قياس عالمي جديد"
14/4/1998م


يتفق كثير من علماء النفس على أن الأحلام التي يراها الإنسان في النوم هي بمثابة متنفس للآمال التي يتمناها المرء ويتعذر عليه تحقيقها وهو صاح لأسباب قد تكون مادية أو اجتماعية أو قدرات شخصيّة. وتشير دراسة أصدرها مركز أبحاث دولي مؤخراً أن المحبطين في الواقع قد يكونون أفضل حالاً من أقرانهم الغير محبطين حيث أن كثيراً من آمالهم تتحقق برغم تلك العوائق وذلك أثناء نومهم. وتشير الدراسة تلك إلى أن هناك معادلة بسيطة إذا أخذ بها المحبطون فمن المرجح أن تتحسن أحوالهم ، حيث تقترح عليهم التعود على النوم لفترات أطول وبالتالي يعيشون أحلامهم الوردية برغم كل العوائق، مما يؤدي إلى استقرارهم النفسي والعائلي. إلا أن الدراسة تنبه إلى أن معايشة الأحلام الورديّة سلاح ذو حدّين، فهي على الرغم من أنها تسعد المحبط إلا أن هذا الأمر بحد ذاته قد "يثير حفيظة" المتسببين في الإحباط لما سيلاحظونه من حبور ( غير مبرر) على محيّا المحبط ، مما قد يدفعهم إلى ابتكار وسائل جديدة لإزالة هذا الحبور.

وقد تصادف نشر هذه الدراسة مع دراسة أشرفت عليها إحدى الجهات المعنيّة بالدولة لمعرفة فيما إذا كان هناك إحساس بالإحباط بين العاملين في الأجهزة الحكوميّة وتحديد مدى انتشاره إن وجد. وتفيد مصادر ذات إطلاع إنه تم استقدام خبراء للمشاركة في هذه الدراسة لضمان حياد النتائج. وأن الدراسة أكدت ليس فقط وجود احباطات في مجالات العمل ، وإنما وصولها إلى ما يشبه الوباء من حيث الانتشار والعياذ بالله. وأرجعت ذلك الإحساس إلى عدة عوامل ، أبرزها عمليات "التطهير الوظيفي" التي تجعل الأخضر يابساً والأمل يأساً. كما أشارت الدراسة إلى أن مستوى النظافة خاصة في "دورات المياه" لا بد وأن له دور مساعد في حالات الإحباط هذه، خاصة وأن أعضاء الفريق عايشوا التجربة بأنفسهم، حيث أدى إلى إصابة بعضهم بداء "الاحتباس" والصداع. وقد دعا ذلك برئيس الفريق الطلب من الأعضاء ضمان عدم احتياجهم لهذه المرافق "بأجراء اللازم" قبل خروجهم من الفندق.

ويروي أحد السائقين المرافقين أن رئيسهم حمّلهم المسئوليّة قائلا" لهم: " لا تحرجوني.. سوّوها في الفندق". ومما يرجح هذه الرواية أن الدراسة التي قدمت دعت بأن يتم تدارك الأمر "اليوم قبل الغد". ويشير الكتاب الذي أرفقه الخبراء وبعث إلى الجهة المختصة إلى أن تفشي الإحباط هذا الذي عايشوه انعكس عليهم، وطلبوا التّكتم على هذه المعلومة حتى لا يؤثر ذلك على فرص استشارتهم من قبل أطراف أخرى عالمية بعد إنجاز مهمتهم، خاصة وأن تجربتهم هذه كانت في بلد قليل السكان مقارنة مع الدول التي تطلب عادة خدماتهم. وعندما علم بهذا الأمر أحد أعضاء الفريق من القطريين تقدم باقتراح لرئيس الفريق للاستفادة من تجربتهم هذه بأن يضعوا قياساً دولياً في مجال الإحباط تكون درجته القصوى ما سجّل أثناء دراستهم هذه وأن يسمى "دختر..من قطر" تيمناً بقياس "رختر"، وأنه في حال اعتماد هذا القياس فسيكون إنجازا يحسب لهم ويقلل من إحباطهم. وتقول المصادر التي تابعت أعمال الفريق أنه مع سماعهم هذا الاقتراح طار أعضاءه فرحاً على أول طائرة مغادرة، وأنهم يقومون الآن بوضع (دليل) يتضمن "الخطوات العملية" لقياس معدل الاحباطات ومواصفات جهاز "دختر..من قطر".

ويرجح المتابعون لعمل الفريق أن هذا الجهاز - الذي سينتهي العمل منه قريباً - سيكون أول إنجاز علمي يفتخر به القطريون حيث أنه مبني من خلال جهد (وطني) وإن كان مصنوعاً في الخارج، وبالتالي فسيسوق عالميّاً على أنه من الإنجازات القطريّة التي تسبق دخول عام 2000 مباشرة.

jajassim
10-05-2009, 03:19 PM
متابع اولا باول حتى لا يتراكم على :nice:


وعشان نلحق ،، :victory:

المتأمل خيرا
10-05-2009, 03:29 PM
متابع اولا باول حتى لا يتراكم على :nice:


وعشان نلحق ،، :victory:

تسلم اخوي "jajassim"، وسأدرج مقالتين اضافيتين هذا المساء، وهما "محطات تقطير" و"الصحافة وسباق الضاحية" .. والباقي بعدين.. على مراحل ،,, :) ..

مع جزيل الإمتنان للإهتمام والمتابعة،،،

المتأمل خيرا
10-05-2009, 03:40 PM
" محطّات تقطير.. .. "
21/4/1998م


الأولى: محطّة كلام جرا يد :
توجه إلى مجمّع الصحافة المحليّة الذي يضم أربع جرائد تصدر باللغة العربية بعدما فهم أنها تفتح ذراعيها للمواطنين للعمل بها.. وبموجب موعد سابق طرق باب الجريدة الأولى..

 يمكنني أن اعمل في قسم التحقيقات الميدانيّة
 عندنا موظفين في ذلك القسم..
 كما يمكنني العمل في باب العلوم والاكتشافات..
 عندنا موظفين في ذلك القسم أيضاً..
 إضافة الى العمل بقسم الترجمة
 عندنا اكتفاء..
 ويمكنني العمل كذلك بقسم .. ..
 عندنا ..

جمع أوراقه وخرج من عندهم .. .. الى باب الجريدة الثانيّة .. قدم أوراقه .. انتظر عدة أسابيع .. لم يأته جواب .. طلب مقابلة المسؤل بالجريدة .. لم يأته جواب .. خرج من عندهم.. توجه الى الجريدة الثالثة .. وجد الباب مقفولاً وملاحظة كبيرة معلّقة على مدخل الجريدة تقول: " أغلقنا أبوابنا حيث أننا ووجهنا بضربات ممنوعة تحت الحزام" .. حاول أن يفهم ما المقصود .. وعندما أعياه الفهم.. توجه نحو باب الجريدة الرابعة وجده مفتوحاً ودخل.. إلا أنه لم يخرج بعد!

الثانية: محطّة أفراح و أتراح :
في أحد الأعراس قابل صديق قديم لم يره منذ عدة سنوات.. يعلم أن دراسته وخبرته تتناسب ومجال عمله الذي يقوم به في أحد المؤسسات.. سأله عن أخباره بالعمل .. كان الرد "والله شاير!".. أحس بألم وغصّة لاستمرار مسلسل "تعليق الكفاءات" في تلك المؤسسة .. توجه لغسل يده قبل تناول العشاء مع المدعوين .. عندما عاد رأى الازدحام على "صواني" الطعام.. فضل الانتظار.. قابل صديقاً قديماً آخر يعمل منذ سنوات طويلة بالخارج.. سأله..أجاب أنه يبحث عن عمل هنا لكي يستقر ووجد أكثر من مجال .. وهناك وظائف شاغرة مناسبة.. لكن الأبواب مغلقة.. أحس بازدياد الغصّة الأولى.. غادر بعد التهنئة الثانية ولم يكن قد تناول العشاء..ركب السيارة.. وفي طريقه الليلي الذي لم تكن تنيره الأضواء متوجهاً للبيت .. مر بمحطة أخيرة على أمل أن يتناول بها وجبة خفيفة .. كانت أضواء المحطّة خافتة للغاية وكأنها تعبر عن حزن مدفون.. لا تعرف لمن تبوح به.. احترم شعورها .. ورأى أن يشاركها همومها بعدم تناول الوجبة.

الأخيرة: محطّة خلّيك في البيت من الدوحة:
المسؤل الكبير يتكلم بانفعال وبصوت عال من هاتف مكتبه مؤكداً أنه لا يقبل أن يقف أحد في وجه تعيين الكفاءات القطريّة.. الطرف الآخر يستمع لهذا الكلام الذي لا تؤيده الشواهد .. والمسؤول الكبير يشير الى اهتمامه بترفيع أحد المواطنين المؤهلين الى وظيفة إدارية أعلى .. تمر الأيام والأشهر وإذا بتوجيه صادر من المسؤل الكبير للمواطن مدار الحديث الهاتفي (خليك في البيت) .. يجلس المواطن في البيت مع أن وجوده في العمل مطلوب.. تمر الأيام والأشهر وإذا بالمسؤل نفسه يجلس في البيت وإحساس لدى الآخرين أن ذلك هو المطلوب.. وإن جاء متأخراً.. و سؤال يبحث عن إجابة.. أما آن الأوان كي يوقف مسلسل خراب " البصرة " بعد أن خلت صالات العرض من المشاهدين؟

المتأمل خيرا
10-05-2009, 03:56 PM
"الصحافة وسباق الضاحية"
28/4/1998م

عندما رن الهاتف باكراً صباح يوم العيد كان التوقّع أن يكون اتصالاً للتهنئة بالعيد، لكن الأمر لم يكن حسب التوقعات.

بدء محدثي كلامه قائلاً: " صحيح إنني وافقت على أن تكتبوا في الجريدة عمّا أعايشه كأي مواطن آخر.. لكن لم أتوقع أن تغيروا الكلمات باسم التصحيح مما يجعل الكلام غير مفهوم .. خاصة وأن الناس تبحث عن عذر حتى لا تقرأ .. كما إني لا أحب كلمة التصحيح هذه التي كثيراً ما تقال ويطبق عكسها.. وأكاد أجزم أن أكثر من يعمل بالجرائد ويسمون مصححون ليس لديهم عمل غير التحريف بإسم التصحيح .. مثلهم مثل "اكثر" زعماء دول العالم الثالث ".

كنت منتظراً أن يتوقف محدّثي للحظات لأهنئه بالعيد وأهدئ من ثورته إلا أنه استمر في التعبير عن غضبه: "أصبح حالي معهم مثل حال هذه الدول مع رؤسائها الذين يستلمون السلطة باسم التصحيح.. وعندما يجبرون على ترك الحكم يكونوا قد أفقروا العباد وخربوا اقتصاد البلاد.. بالديون. فها أنا قد أصبحت مديوناً للناس بالاعتذار على الكلام الذي يكتب بالغلط على لساني.. يضعون كلمات من عندهم ويقولون قالها إبن الفجاءة.. مثلاً أقول: (جرايدنا ما فيها شي تخلّص منها في خمس دقايق)..يكتبونها (تخلّص منها على خمس دقايق) .. كما يجعلون الكلام (سائحاً) دون نقط بين الجملة والثانية.. في الواقع لا أجد مبرراً لوجودهم مع هذه الأخطاء غير وجود واسطة قوية لهم ."

سكت محدثي وكأنه قد أفرغ ما في خاطره من عتاب "فجائي". كانت تلك فرصتي لتحيته وتهنئته بالعيد.. عاد بعدها للحديث وكأنه استساغ موضوع الواسطة التي أنهى بها ثورته.. وأخذ يتحدّث لكن هذه المرة بهدؤ: " لكننا في قطر ما عندنا واسطة .. كل الذين يتعينون خاصة في المراكز المسؤولة لا يتخطون الغير.. والتعيين ليس له علاقة بالمعرفة والقرابة.. نجازي الذي يعمل ونحاسب المهمل.. والذي يغتـني من وظيفته تحاسبه الدولة.. وإلا ما هو دور ديوان المحاسبة عندنا..؟

من المؤكد أن الديوان يسجل كل ريال وأين يذهب .. وحتى إذا غلّط أحد الريالات منهم وسار في طريق مخالف.. فبالتأكيد سيردونه ويقولون له وقف وين رايح! وإن لم يسمعهم واستمر في مخالفته فلن يسمحوا له بالاستمرار .. ستراهم قد لحقوا به فإن كان أسرع منهم وقفوا له في الطريق وسدوا عليه المنافذ.. وهذا سبب كون طرقنا كلها تحويلات ومنافذ مسدودة.. فأكيد أن ديوان المحاسبة يلاحق كم ريالاً هارباً. وإن لم يتمكن الديوان من إيقافهم فهي ليست بالمشكلة.. فستلحق بهم ريالات أخرى ( أم ياترى رجالات؟) لكي تصطادهم وسيتحوّل الأمر إلى سباق ضاحية.. لا بد بالتالي وأن يمر المشاركون فيه على الكورنيش ..

وبحكم أن الشعب القطري يحب المشي على الكورنيش فمن المرجح أن تشارك (ثـلّة) من أفراده في هذا السباق ويتحول سباق الضاحية إلى حدث رياضي لا يتخلف عنه المقيمون أيضاً.. مما سيحتم على الصحافة الاهتمام به.. وتفرد صفحاتها لتغطية هذا الحدث الذي بدأ من مستصغر الشرر وهو انفلات ريال من رقابة ديوان المحاسبة. وحيث أن الديوان يؤدي دوره عادة في صمت فلا شك أن هذا سيكون فرصة لتعريف المواطنين بأنشطته مما سيؤدي إلى تقديرهم لهذا الدور واحتمال مطالبتهم له بأهمية أن يقوم بضمان عدم انفلات الريالات في جميع المجالات. ألا أن هذا قد يحرمنا من سباق الضاحية المؤدي إلى سباق الكورنيش وحرمان جمهور المواطنين والمقيمين من حدث رياضي هام تتابعه الصحافة و بالتالي استمرار الصحافة في التـنغـيص بمسلسل انتقال لاعبين دون ترخيـص!.

بويوسف
10-05-2009, 07:04 PM
تسجيل مكان للعودة وقراءة المواضيع القيمة .. والشكر الجزيل لأخوي الكبير الواعي والراقي المتأمل خيرا.

_بوشهاب_
10-05-2009, 08:06 PM
متابع
مستمر

المتأمل خيرا
11-05-2009, 06:30 AM
تسجيل مكان للعودة وقراءة المواضيع القيمة .. والشكر الجزيل لأخوي الكبير الواعي والراقي المتأمل خيرا.


يشرفني كثيراً، اخي العزيز "بويوسف"، اهتمامك هذا وحرصك على قراءة المقالات.

مع جزيل الشكر والإمتنان،،،

المتأمل خيرا
11-05-2009, 06:36 AM
متابع
مستمر

جزيل الإمتنان أخي "بوشهاب" للمتابعة.. وإن شاء الله تكون المقالات التالية أيضاً عند حسن الظن.

طين وعجين
11-05-2009, 06:36 AM
يعطيك العافية الظاهر انك قارىء ومتامل من قلب! لفت نظري مقال الانتخابات مالت الغرفة التجارية يا حبذا لو حكيت لنا عنها= احب السوالف:)

المتأمل خيرا
11-05-2009, 06:44 AM
" مهاجرون.. "
5/5/1998م


عندما قدموا لمجلسه لاحظ القوم أن ابن الفجاءة كان مشغولاً بالكتابة في المجلس على غير العادة.. بعد الاستفسار سلمهم الكتاب الذي وصله للتو من ابنه المهاجر واحتفظ بالرد الذي كان يحضره: " تذكر يا والدي عندما غادرت الدوحة في الرحلة المتجهة إلى سيريلانكا.. تنفيذاً لقسمي بعد أن يأست من الحصول على عمل بعد إنهائي الثالث الثانوي؟. حسب وعدي لكم فهاأنذا أرسل أول خطاب بعد التحاقي بالعمل سائقاً لدى إحدى العائلات هنا. كانت السنة التي مرت بعيداً عنكم قاسية بكل المعاني.. لكنني صممت على الانتظار حتى الحصول على عمل قبل أن أراسلكم…إني ألاقي كل احترام من العائلة.. وعادة آخذهم ثلاث مرات في اليوم للتسوق والتنزه.. وقد بدأت بتعلم اللغة السيريلانكية وأنا أجيدها بشكل معقول الآن..وقد تعجّبوا عندما عرفوا أننا ندرس اللغة الإنجليزية في المدارس ست سنين على الأقل (بالنسبة للذين لا يرسبون!) ومع ذلك عندما نكمل المرحلة الثانوية لا يبدو علينا أننا درسنا شيئاً.. وقد خجلت أن أذكر بأن الحال ليس أفضل مع خريجي الجامعات، كما تعجبوا من كوننا شعب قليل العدد ومع ذلك فإن البطالة موجودة بيننا.. والدي العزيز: إني على وشك تنفيذ مشروعين هنا على كفالة رب العائلة.. أحدهما فتح مكتب خدمات لاستقبال القطريين للعمل والثاني فتح مدرسة متخصصة لتعليم اللغة السيريلانكية للقطريين.. سأضطر يا والدي لإنهاء الرسالة الآن حيث أن ميعاد مغادرة العائلة قد أزف وسيحتاجون لي لقيادة السيارة...".

بعدها طلب الحضور من أبي الفجاءة أن يريهم الرد الذي كتبه لابنه المهاجر، وعندما رفض أخذوه منه عنوة.. لكن القلق من المستقبل استبد بهم عندما قرؤوا:" ابني العزيز: مضت الآن فترة عشرة أشهر منذ إحالتي للتقاعد المبكر دون سبب وأنا خلال هذه الفترة أبحث عن عمل دون فائدة. يا ولدي : حيث إنني لم أعد أتحمل الجلوس في البيت أكثر فأرجو أن تسأل العائلة إن كانوا محتاجين لعامل للزرع أو لكي الثياب..! واحجز لي مكان في مدرسة اللغة.. لكن أرجو أن تتأكد من أن المدرسين لا يشتمون الطلاب واهاليهم!". وقام الجميع بتقبيل رأس أبن الفجاءة كي يدرج أسماءهم للالتحاق بنفس المدرسة مبدين أسفهم لانتزاع الرسالة من يده عنوة مؤكدين أنهم في سبيل حياة العمل الجميلة سيتحمّلون حتى إن شتمهم المدرسون "هناك"!. أكمل أبن الفجاءة الرد متضمناً الأسماء وعهدوا به إلى أحدهم لإرساله في الحال وبالبريد المسجّل الذي تبعد مكاتبه نصف ساعة بالسيارة..

بعد ثلث ساعة عاد رسولهم وسط استغرابهم من عودته المبكرة.. وابتسامة عريضة مرتسمة على وجنتيه.. ووسط استعجال الحضور بمعرفة السبب.. كان جوابه: " وأنا في طريقي لإرسال الكتاب أوقفني أحد الزملاء على استعجال وترجّل من سيارته وقبلني بفرحة عارمة مؤكداً أن توجيهات قد صدرت لكل وزارات الدولة ومؤسساتها العامة بتقديم تقرير عاجل لا يتعدى الإسبوعين يتضمن أسماء جميع القطريين المبعدين مع ذكر أسماء وظائفهم وأسباب إبعادهم "الحقيقية". وقد طلب من كل وزير مختص ورئيس مجلس إدارة معني تعقيبه بمنتهى الحياد.. وتضمن التوجيه إشعاراً بأن أي "عدم دقة" في المعلومات التي سترسل ستعني ذهاب المسؤول "الصادق" وأتباعه في "إجازة مفتوحة".

استبشر الحضور خيراً وطلبوا المزيد .. كان الجواب أن زميله كان في فرحة وعجلة من أمره، كما أنه ذاته أصبح الآن في عجلة من أمره لكي "يبشّر" الآخرين.. وتركهم ودموع في العيون معربة عن فرحة بعد طول نسيان كان ضحيته الوطن والإنسان.

msis98
11-05-2009, 07:26 AM
الله يزيد ويبارك.

مرتبش
11-05-2009, 08:44 AM
موضوع جميل ولطيف ونبي المزيد

المتأمل خيرا
12-05-2009, 01:51 AM
يعطيك العافية الظاهر انك قارىء ومتامل من قلب! لفت نظري مقال الانتخابات مالت الغرفة التجارية يا حبذا لو حكيت لنا عنها= احب السوالف:)

أهلاً بأخي "طين وعجين".. وجزيل الشكر لطرحك السؤال..

والحقيقة أن خلفية بعض المواضيع كان في بالي ان أشير لها.. وقد ارتأيت أن يكون ذلك بعد ذكر مجموعة منها على مراحل.. وحسب المواضيع المطروحة.. خاصة وأن هذه المقالات أتت بعفوية - إن صح التعبير - وحسبما استدعاها الخاطر.. وكانت أقرب ما تكون لحديث النفس للنفس أكثر من كونها مقالات تقليدية.. تضع حسابات للربح والخسارة..

وفيما يتعـلـّـق تحديداً بانتخابات الغرفة التجارية، فهذه أتت بعد شد وجذب بالنسبة فيما إذا ينبغي أن يستمر الإجراء الذي كان معمولاً به آنذاك من حيث قيام الحكومة بتعيين أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر، أم أن يتم ذلك بالإنتخاب.. وكان قرار الحكومة في وقته أن يكون ذلك بالإنتخاب من قبل الأعضاء "أي أصحاب المنشآت التجارية والصناعية في الدولة - إن لم تخني الذاكرة - " .

والذي استدعى المقال محل الإشارة، هو أن أحد المعارف اتصل بي - وكان لدي نشاط تجاري بسيط آنذاك - طالباً تأييده في الإنتخابات. وقد كنت مقتنعاً به كشخص ولم يكن لدي تحفـّـظ على ترشيحه، إلا أنه خلال الحديث ذكر أنه يريد استخدام حقي في التصويت لأشخاص آخرين.. وبعد الإستيضاح أكثر من مرة فهمت أن هناك أشبه ما يكون بالمقايضة بين فرقاء عديدين من حيث أن تضمن مجموعة من المترشحين حصولها على أصوات من مجموعة اخرى مقابل أن تمنح اصواتها لتلك المجموعة.. لكن في الحالتين سيكون كثير ممن وافقوا على أن يتم استخدام حقهم في التصويت غير عارفين لمن سيذهب صوتهم.

والواقع أن ذلك الأمر فاجأني كثيراً.. بل أقرب ما يكون للصدمة منه للمفاجأة.. ووجدت نفسي أكتب تلك المقالة، والتي صادف أن جاء توقيت كتابتها بعد الإتفاق، "الإتفاق على مبدأ الكتابة.. وليس طبيعة المواضيع"، مع مدير تحرير جريدة الشرق آنذاك.

المتأمل خيرا
12-05-2009, 01:58 AM
الله يزيد ويبارك.


موضوع جميل ولطيف ونبي المزيد


أرجو قبول كل الشكر لاهتمامكم.. والذي لاشك أنه بمثابة "وقود" يشجـّـع على الإستمرار في ذكر هذه المقالات.. وأيضاً - بين وقت وآخر - ظروفها..

مع خالص التقدير والإمتنان،،،

المتأمل خيرا
12-05-2009, 07:17 AM
" جيل المستقبل يخترق النظام العالمي! "
12/5/1998م


بعد أن اشتد النقاش بين الزوجين وعلى إثر "اكتشاف" الزوجة أن "بعلها" قد اكمل خطته المحكمة في ممارسة جميع أنواع الضغوط النفسية بهدف "هد" حيلها وإمراضها وهو أمر "صابرة" عليه منذ خمسة عشر عاماً.. قررت أن تذكره بها وبتحد كبير خاصة وأنها لا تعدو ست كلمات مقسمة إلى ثلاث مجموعات . تاركاً أولاده الستة وراءه وقلبه متألم أكثر لفراق ابنه الرضيع وقد أخذ بالبكاء وكأنه قد أحس بالأمر..غادر منزل الزوجيّة متوجهاً لمنزل أبويه اللذين تذكرهما الآن..آملاً أن يجد عندهم الترحاب والصدر الواسع وغرفة مناسبة!.. الأفكار تتصارع داخله ..ماذا عساه أن يقول لهما وماذا عن كلام الجيران وزملاء العمل.. كيف سيقنعهم أنه بريء وأن العصبيّة قادرة على تحويل "الجنس الناعم؟" إلى حيوان مفترس.

وهو في الطريق رأى أن يشتري بعض " الحاجيات" لوالديه . دخل أحد المجمعات التجاريّة ودون قصد وجد نفسه أمام قسم الأطفال الرّضع وتحديداً الخاص باحتياجاتهم اليوميّة من غذاء و"غيار". لم يتمالك نفسه فقام "بإرسال" " تمن خاص " للزوجة أرفقه بآخر بأن يصيب الرضيع "عارض صحي" لا يطول ولكن في توقيت مناسب بحيث يتصادف مع زيارتها لبعض الصديقات وهي في كامل زينتها التي نادراً ما أحس أنها من أجله ، وأن تكون قد نسيت – بحكم عجلتها للقيام بهذه الزيارة– أن تتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسها من بعض " قذائف سكود " التي سيرسلها الرضيع انتقاماً لفراق أبيه وهي في قمة "سعادتها" وسط الصديقات الحميمات.. ولا مانع من تحقق إصابات مباشرة فيهن أيضاً.. ..إلا أنه خرج من المجمّع ويده خالية.. فقد عزم على أمر آخر!.

دخل مبنى الجهاز المركزي للإحصاء للحصول على بعض "الكتيبات" ذات الصلة وخرج شاكراً و" حاملاً " ما يريد.. حال دخوله السيارة أخذ يتصفح.. يقرأ ويقارن ويدون وكأنه غير مصدّق. قبل أن ينطلق من جديد وبتحدّ وإصرار هذه المرّة .. ألقى نظرة أخيرة على ما دوّنه:
** خلال الخمس سنوات من 1992-1996 كان عدد عقود الزواج للقطريين 5635 ولغير القطريين 2137 أغلبيتهم الساحقة من حاملي الجنسيات العربيّة شاملاً بقية دول مجلس التعاون إذا أخذ تصنيف عام 96 معياراً.
** عدد إشهادات الطلاق لنفس الفترة 1816 للقطريين و481 لغير القطريين.
** من ذلك يتضح أن نسبة الطلاق بين القطريين للخمس سنوات هذه 32% و لغير القطريين 22.5% ؛ أي أنه مقابل كل ثلاث زيجات للقطريين تنتهي واحدة منها بالفشل!.. ..

الى رف الأطفال بالمجمّع ثانية.. انطلق بعدها حاملاً ثمان وأربعين " غياراً " واتجه لأحد الخطاطين. وما أن همس في أذن الخطّاط حتى قهقه الأخير بصوت عال شدّ انتباه المارة. خرج بعد " تعديل المسمى " إلى المنزل يحمل معه "الهدايا" باسمها الجديد. استغربت الزوجة دخول هذا "الغريب" والأكياس الكبيرة التي معه. دنا منها معترفاً "بذنبه" في "طلب الخير" لها ولصديقاتها، مشيراً إلى الأرقام التي اطلع عليها موضحاً أنه لا يريد أن "يزيد الطين بلّة"! والدليل على "صدق اعتذاره" هو ما تحمله الأكياس مع علمه وعلمها بالذي تلفظ بالمحظور. اطمئن قلبه عندما رآها متجهة لفتح الهديّة وعلامة الرضى مرتسمة على وجنتيها.. إلا أن هذا الرضى تلاشى بعد أن رأت "ماركة" الهديّة وقالت بصوت أزعج الجيران: " ما أظنك تنوي الاعتذار ولا حتى حمايتي.. ما لقيت غير "غيارات باتريوت" تشتريها! خذوها اللي أغنى منّك وتمّت (تخرخر) عليهم!"

المتأمل خيرا
12-05-2009, 07:29 AM
"بطاقة شخصيّة .. وأكثر من نقطة نظام!"
19/5/1998م


كان "إبن الفجاءة" يروي حكايته عن تجديد بطاقته الشخصيّة.. بعد الاستيضاح.. أبلغ برقم الشباك المعني.. وبما أنه يكره الطوابير ، لما يعتقد من حدوث "تجاوزات" تبدر من المراجعين من حيث تخطي الغير، فقد انفرجت أساريره عندما لاحظ أنه لم يكن هناك أحد ينتظر إنهاء معاملته غير شخص واحد حيث أنه نادراً ما أنهى معاملة له في الإدارات التي تكثر بها "الطوابير" دون أن "يتهاوش". وعندما أشار أحد الحضور الى أن المتوقع أن يكون متعوداً على الطوابير والوقفه خاصّة وأنه كان كثير السفر لأوربا.. كان رده أن الناس هناك يحترمون النظام وأن المرء ( ينقهر) عندما يعود ويرى أن كثيراً من الناس لا يهتمون بالنظام ولا يعاملون الناس مثل ما يحبون أن يعاملوهم .

استفسر الحضور فيما إذا "تهاوش" هذه المرة أيضاً خاصة وأنه لم يكن هناك طابوراً. :"واللّه يا جماعه ما خذت لي دقيقه وإلا واحد سابقني ومقدّم أوراقه..قلت له يا يبه آنا قبلك ..طالعني وكأنه ما هو بمصدق وضحك وتم واقف!.. وبعد شويه اثنين من الشباب .. وبعد نفس الشي .. ما قدرت آسكت .. قلت ياجماعه ما يصير لازم الواحد يحترم غيره ويلتزم بدوره .. والله قلتها بغضب .. وبعد شوي لاحظت إن الجميع التزم فعلاً .. برد قلبي .. وقلت في خاطري .. لا والله الناس معادنها طيبة.. بس يبغون حد ينبههم.. والالتزام يولد الالتزام مثل ما الفوضى تولد الفوضى..لكن لابد أن الواحد يبدأ ويحاسب نفسه قبل ما يحاسب الغير". بعد ذلك مسك خيط الحديث "ابوفهد" وأشار الى أن هناك أموراً لاحظها بالإدارة المعنيّة تستدعي التقدير.. فمثلاً أصبح هناك مكتب استعلامات لإرشاد المراجعين .. كما أن طبيعة العمل تتطلب من الموظفين طول البال فترى الموظف يؤدي عمله لفترات طويلة وهو جالس .. وعندما يترك كرسيّه لأي سبب ترى المراجعين استبد بهم القلق.. وأصبح السؤال .. وين راح .. وكأنه لن يعودّ !.

عاد أبو الفجاءة للحديث مؤكداً أنه يتفق مع "أبو فهد".. معدداً الاقتراحات التي يراها:
1) وضع لوحات محاذية أو مقابل كل قسم تبيّن الخطوات المطلوب العمل بها لإنهاء المعاملة المتعلقة بذلك القسم حيث أنه يحدث كثيراً أن يقف المراجع في الطابور ليتبين له عند وصوله للموظف أن معاملته يختص بها قسم أو موظف آخر مما يؤدي الى ضياع وقت وتذمّر المراجعين.
2) وضع نظام يلزم المراجعين بالوقوف على مسافة بحيث لا يقترب عند الشباك إلا المراجع الذي يأتي دوره وهو إجراء معمول به في البنوك وحتى بعض المطارات الدوليّة.. مما يمكن الموظف من أداء عمله بشكل أفضل. عندها قاطع الحديث "أبو محمد" مضيفاً ملاحظتين:
1) أن الكثير من المراجعين يدخنون وهو أمر ينبغي منعه.
2) وجود مدخل واحد في المبنى للمراجعين وهو من الضيق بحيث يتعذر مرور شخصين في وقت واحد.

علّق ابن الفجاءة بأن كلام أبو محمد ذكره بالتدخين السلبي الذي أصبح مثار الاهتمام هذه الأيام كما ذكره بزحمة شارع أكسفورد في لندن.. وأضاف: " بس الناس هناك أكثرهم حمر!..وبعدين يا جماعه مع كثرة المراجعين وكل سنه وهم يزيدون ومع التطور العلمي ترى ما هو بمستبعد أن يحطّون رجل آلي في كل شباك يقوم بالعمل محل الموظفين.. وتدرون الرجل الآلي ما يتعب ولا يقوم يشرب شاي ولا يزعل.. ولا بعد ياخذ إجازة لا مرضيّه ولا غيرها ".. ثم سكت للحظات وكأنه استدرك أمراً ..: " لكن إذا حطوا رجل آلي يخلّص معاملات الرجال في الإدارة العامة وفي الحدود.. شيحطّون في مكاتب ( لمطبّـقـة)! "

المتأمل خيرا
12-05-2009, 10:19 AM
" ألغاز واقتراح .. برغبة! "
26/5/1998م


بينما "السيّد بطاطس!!" ملقى أرضاً و "القيادة والإدارة" قريبة من دائرة الحضور لكنها مغطاة جزئياً ببعض قصاصات الورق، كان ابن الفجاءة منهمكاً في قص المقالتين الأخيرتين الباقيتين وهما "قانون الجمعيات و التساؤلات" و "دعونا من المجاملة" لتكتمل بذلك مجموعة المقالات الأربعة التي كان مشغولاً بفصلها من الجريدة . الحضور في المجلس يراقبون وعلامات التساؤل عن الأسباب بادية على الوجوه. بعد أن انتهى من "القص" ، ابتسم ابن الفجاءة قائلاً: أراكم صامتون.. من المؤكد أنكم تتساءلون عن سبب اهتمامي هذا.. سأقول لكم الجواب.. لكني سأتبعه بـ "لغز"! خاصة وأنكم منذ فترة طويلة لم تطلبوا مني أن "أحازيكم" أو أختبر معلوماتكم العامة بألغاز كما كان الحال قبل هموم قطعة الأرض والقرض والعيال وأمهم!.

تبسّـم الحضور علامة الموافقة.. فأوضح أن هذه المقالات ضمّها أحد الأعداد الأخيرة من جريدة " الشرق " وقد لفت نظره أن هناك رابط واحد على الأقل بينها.. وبالتالي فإن ما يطلبه منهم هو معرفة هذا الرابط.. ومن ثم قام بتمرير المقالات على ضيوفه بهدف "التحليل" . " بعد المداولة " عرض الحضور رأيهم بأن المقالين الأولين يشيران إلى أهمية التخصص كسبيل للإبداع في العمل وبالتالي الإنتاجيّة.. والمقالان الأخيران تطرقا إلى قانون إنشاء الجمعيّات وتضمنا أنه من غير المناسب أن تكون إحدى الوزارات مسؤولة عن البت في طلب إنشاء والإشراف على نشاط جمعيات لها أنشطة مختلفة وبعيدة عن اختصاصات وأنشطة الوزارة ذاتها.. وبالتالي خرج الحضور برأي موّحد من أن مبدأ الاختصاص أو القدرة على التعامل مع الواقع من خلال الفهم هو الرابط بين المقالات الأربعة هذه.

كانت سعادة الحضور غامرة عندما أكد لهم مضيفهم أنهم قد تمكنوا من حل اللغز.. وأخذوا "يلولشون" غير مصدقين.. مما أدى إلى تجمع بعض نساء الحي اعتقاداً منهن بأنها حفلة زفاف لم يدعون لها خطأ ً. وعلى إثر ذلك تبرّع أحد الحضور – الذين شاركوا في تحليل النصوص الأربعة - بإلقاء خطبة قصيرة قال فيها: "أيها الإخوة المواطنون..لا تتعجبوا من فرحنا الغامر بحل هذا اللغز حيث أن الكثير من "الألغاز" تصادفنا في حياتنا العملية ولا نستطيع حلّها.! مثلاً القوانين تصدر دون أن تعرض على الناس وكما تعلمون فأن (قانونكم) قانون التقاعد في الطريق!". هنا قاطع أحد الحاضرين الخطيب مستفسراً عن الطريق التي ستمر عليها هذه القوانين هل هي طريق "راس لفّان" أم "دخان". وكم استبد الاستغراب بالحضور عندما اخذ السائل يغني دون انتظار الجواب وبطرب شديد أغنية " في الطريق مره قابلني.. راح مسلّم من بعيد".. وعندما سأل عن "فعلته" هذه قال أنه لو تسنّى له فسينطلق "لخطف" مشروع القانون لينشر على الناس لإبداء الرأي بدل أن يمر مسلّماً من بعيد .. موضحاً أنه بالنسبة لعدم التمكن من حل الغاز القوانين فأن هذا أمر مفهوم حيث أن الذي يأتي و "يحل" تكون الجائزة من نصيبه، لذا من الطبيعي أن يكون الرئيس هو "الحلاّل" وليس المرؤوس!.

على ضؤ هذه الخطبة والمداخلة اللتين أعجبتا ابن الفجاءة .. استفسر من الحضور فيما إذا كان لدى أحدهم اقتراح "برغبة ".. فتقدم أحد "المتقاعدين" باقتراح بأن يقوم "مجلس الشورى" خلال الفترة "المرحلية" وحتى تكوين مجلس بالانتخاب المباشر بنشر جميع مشاريع القوانين في الصحافة متضمنة أية تعديلات ارتآها ليبدي الناس آرائهم فيها، ومن ثم ينظر فيها المجلس مرة أخرى تمهيداً لرفعها مع ذكر الآراء التي وردت. وقد وافق الجمهور القطري المتقاعد على هذا الاقتراح وتقرر رفعه إلى المجلس الانتقالي.

عبدالله العذبة
12-05-2009, 10:26 AM
أخي العزيز المتأمل خيراً وفقه الله

سجلني متابعاً لك :victory:

طين وعجين
12-05-2009, 02:26 PM
أهلاً بأخي "طين وعجين".. وجزيل الشكر لطرحك السؤال..



والذي استدعى المقال محل الإشارة، هو أن أحد المعارف اتصل بي - وكان لدي نشاط تجاري بسيط آنذاك - طالباً تأييده في الإنتخابات. وقد كنت مقتنعاً به كشخص ولم يكن لدي تحفـّـظ على ترشيحه، إلا أنه خلال الحديث ذكر أنه يريد استخدام حقي في التصويت لأشخاص آخرين.. وبعد الإستيضاح أكثر من مرة فهمت أن هناك أشبه ما يكون بالمقايضة بين فرقاء عديدين من حيث أن تضمن مجموعة من المترشحين حصولها على أصوات من مجموعة اخرى مقابل أن تمنح اصواتها لتلك المجموعة.. لكن في الحالتين سيكون كثير ممن وافقوا على أن يتم استخدام حقهم في التصويت غير عارفين لمن سيذهب صوتهم.

والواقع أن ذلك الأمر فاجأني كثيراً.. بل أقرب ما يكون للصدمة منه للمفاجأة.. ووجدت نفسي أكتب تلك المقالة، والتي صادف أن جاء توقيت كتابتها بعد الإتفاق، "الإتفاق على مبدأ الكتابة.. وليس طبيعة المواضيع"، مع مدير تحرير جريدة الشرق آنذاك.

هذا الامر عاااااااااادي على اعتبار ان الديمقراطية (لعبة ) ومليئة بالصفقات والتوازنات
وبحسب العرض والطلب وقوة التكتل وسرعته واقتناصه للفرص المواتية تترجح للطرف المحظوظ والنشط و(الاقوى) كفة الحظوظ
المشكلة ان تاجر صغير مثلك (لا اقصد التقليل من شانك جعل شانك عالي) لا يستطيع ان يفرض رايا ولا يدفع باتجاه مصلحته مالك الا الانضواء تحت كتلة اكبر لعلها تنفعك في طريقها لتحقيق منافعها.......... ولعلها تنسى ما قدمت من اسناد لانك ما تقدر تذكرها باي طريقة

المتأمل خيرا
13-05-2009, 12:15 AM
أخي العزيز المتأمل خيراً وفقه الله

سجلني متابعاً لك :victory:

أخي العزيز "عبدالله العذبة".. جزيل الإمتنان والتقدير لاهتمامك ومتابعتك.. ويشّرف صفحتي هذه متابعتك ومتابعة بقية اخوتي لهذه المقالات..

آملاً ألا تقل عن توقعاتكم.. وكما ذكرت سابقاً فهي تمثـّـل قناعتي كما هي بشأن المواضيع التي تطرقت لها، حيث سطرها القلم بتلقائية.. وساعد في استمرارها - حسب اعتقادي - وجود مدير تحرير متفهـّـم آنذاك.. "رحمه الله"..

المتأمل خيرا
13-05-2009, 12:22 AM
هذا الامر عاااااااااادي على اعتبار ان الديمقراطية (لعبة ) ومليئة بالصفقات والتوازنات
وبحسب العرض والطلب وقوة التكتل وسرعته واقتناصه للفرص المواتية تترجح للطرف المحظوظ والنشط و(الاقوى) كفة الحظوظ
المشكلة ان تاجر صغير مثلك (لا اقصد التقليل من شانك جعل شانك عالي) لا يستطيع ان يفرض رايا ولا يدفع باتجاه مصلحته مالك الا الانضواء تحت كتلة اكبر لعلها تنفعك في طريقها لتحقيق منافعها.......... ولعلها تنسى ما قدمت من اسناد لانك ما تقدر تذكرها باي طريقة


شكراً لوجهة نظرك هذه، أخي "طين وعجين".. وبالنسبة للتكتلات فالأمر يكون مفهوماً لو أن المرء عـَـلـِـمَ أن هذا التكتل "الإنتخابي" أو ذاك يتماشى مع قناعته بالنسبة للأشخاص المرشـّــَحين، أما أن يكون الأمر مجهولاً وتمنح صوتك دون دراية بمن سيستخدمه فهذا أمر آخر.. ومن هذه الزاوية كان الإستغراب وعدم القبول.

المتأمل خيرا
13-05-2009, 12:31 AM
"قيـاديـون"
2/6/1998م


كان يتبادل أطراف الحديث بعد تعيينه في وظيفة قيادية مع من يبدو أنه يحمل تجربة حياة رأى من الحكمة الاستفادة منها: " ألا ترى أن تفيدني بما يقلل من تذمّر العاملين والجمهور ، ومعدّل تغيير القياديين وبما يجعلهم أكثر اطمئناناً في مواقعهم.. فأكون لك من الشاكرين." قال صاحبه: لديّ وصفة أحسب أن حديثي العهد من القياديين بحاجة لها، وهي وصفة لا تجدها عند الأطباء أو العرّافين، إذا تم الأخذ بها فهي عون لأداء مميّـز وعدل بين الرعيّة وبالتالي راحة ضمير. قال السائل: هات ما لديك .. رعاك اللّه وأكثر من أمثالك .. آملاً أن تفيدني في موقعي الجديد. قال له: حضّر ورقة وقلم وانقل عنّي ثماناً :

1) مسئوليات: راجع المسئوليات المناطة لتحديد الدور المطلوب للجهاز الذي أنت مسئول عنه منعا" لتقصير غير مقصود أو تعد على الغير وهو أمر غير محمود.

2) كفاءات: كن على بيّـنة من الكفاءات الموجودة وقارن بين المهمات المناطة ومجال التخصص والخبرة. لاحظ العلاوات والرواتب ولا تستبعد أن تجد اللامنطق خاصة للأقارب و "النسايب" .

3) مقابلات: خلال الأيام الأولى ستجد كثيرين يودون مقابلتك. نظم وقتك وقابل الجميع.. لكن كن مستمعاً ولا تكن خطيبا". انتبه عند مقابلتك لرجال الصحافة ولا تسعدهم بانتقاص من سبقك وذكر "خططك".

4) اجتهادات: افتح قلبك لمختلف الآراء. إذا وجدت صعوبة في التأقلم عوّد نفسك على مشاهدة برنامجي "الاتجاه المعاكس" و "أكثر من رأي". احرص على قفل الباب أثناء المشاهدة لتفادي إزعاج الجيران.

5) تكتلات: من المرجح جداً أن "يعج" موقعك الجديد بـ "الكتل البرلمانيّة" و" التكتلات" التي لا يحكمها "ضابط". استخدم عصا القانون لنشر العدل وستجد أن الشلليّة حلّ محلّها "مجلس أمّـة" والثقة حلّت بدل الريبة.

6) اجتماعات: لتكن هناك اجتماعات دوريّة لتبادل المعلومة والرأي. راجع نتائج الاجتماعات التي تمت سابقا وآلية التنفيذ المتبعة. لاحظ إذا كانت تلك الاجتماعات مجالا" لتقدم العمل أم فقدان الأمل ..ولماذا.

7) منازعات: توقع تظلمات وشكاوى. القضايا التي يتعذر حلها وديّاً أو تصعب على مستشارك القانوني حلّها بالعدل والرويّة نظرا" لعدم وجود محكمة إدارية. لكن إن كثر عجز مستشارك فلا تدعه يستمر في دارك.

8) مقاولات: ستقدم لك مشاريع (تجارية شخصيّة) يسيل لها اللعاب، كن جاهزاً للموقف باحتفاظك بعلبة محارم ورقية على الطاولة وأخريين في الأدراج. أشكر للمتقدمين أريحيتهم وخذ أرقام هواتفهم النّقالة والثابتة و لا تنس أيضا طلب أرقام "بليباتهم". اخبرهم بأنك ستتصل بهم لمناقشة هذه المشاريع حال استقالتك أو إقالتك من الوظيفة. لاحظ تعابير الوجوه وتأكد أن القوم سيبدءون بالتسلل للخارج مع سماعهم نهاية الجملة و ربما قبل ذلك!. في حال بقاء البعض بعد سماع الجملة فمرد ذلك إن لم يكن ثقل في السمع فهو مداراة للإحراج.

قال السائل: طالما أن الوصفة قد عرفت، فهل لي أن آمل بـ " غد مشرق عزيز" ؟.

قال محدثه: مع توفر المطلوب أكاديميّاً وعمليّاً ، فلكي تأخذ الوصفة مفعولها عليك بصدق النيّة وتوفر العزيمة.

jajassim
13-05-2009, 12:36 AM
متابع ،، الله يوفقك ،،

المتأمل خيرا
13-05-2009, 12:36 AM
" البعير والإعلام والقدوة "
9/6/1998م


رأى أحد المواطنين الشغوفين بتربية الهجن وبيعها وحضور سباقاتها محاولة معرفة ما إذا كانت شبكة "الإنترنت" منتبهة لهذا الحيوان الخدوم الذي ارتبط ذكره بتاريخ العرب، والذي بالنظر لدوره في تقريب البعيد وتسويق المنتجات بين الشام واليمن السعيد ربما جاز أن يطلق عليه وبأثر رجعي "إنترنت جزيرة العرب". يقول هذا المواطن:

"أول موقع صادفني في رحلتي عبر الشبكة بشأن الهجن هو مقارنة بين الهجن والسيارة. تقول صاحبة المقالة: عند المقارنة بين الاثنين فليس هناك مجال لعدم الوضوح الذي يلف عادة العالم العربي، فالكفة هنا راجحة لصالح الهجن. فالبعير وسيلة اقتصادية للتنقل حيث لا حاجة للوقود أو الزيوت أو حتى استبدال العجلات. وهو يتمتع بقدر كبير من "الأتيكيت"، حيث أنه لا يقف فجأة وسط الطريق ودون إنذار كما أنه غير ملوث للبيئة "بغازات سامة" ولا يحتاج إلى طرق مستوية معبّدة مكلفة مما سيسعد الوزارات المختصة. من ناحية أخرى فأنه ليس هناك ما يدعو إلى استبدال الهجن حيث أن "موديلاتها" واحدة و "مواصفاتها" أيضاً واحدة، كما أن الحاجة تنتفي لوجود سائقين سواء كانوا أجانب أومن أهل البلد حيث كل ممتط يقود بعيره بنفسه سواء كان رجل أو امرأة! .. .".

ويضيف هذا المواطن: " أن "التجاوب" مع هذا "المديح" للهجن تمثّل في عدد من الردود أبرزها رد من أحد العرب بأمريكا أعتبر أن سبب تأخر العرب في مجال العلوم هو اعتمادهم على الجمال الذي أدى إلى تخلفهم عن معايشة التطور في حركة النقل وما يتطلبه من صناعة للحديد ومخرجاته وتقدم تقني وقد استشهد الكاتب -وهو يحمل شهادة دكتوراه- في رده بكتاب باللغة الإنجليزية ترجمته "العجل والجمل"!.. .. ويجزم محدّثي أن مؤلف الكتاب كان متوقعاً أن يستشهد أحد العرب بكتابه هذا لذا جاءت ترجمة عنوانه "مسجوعة"!.كما يبدو أن المؤلف لم يعلم أن الوطن العربي وقع تحت "نير" الاستعمار . واختتم المواطن حديثه -الغير مسيّس- بالقول أن أكثر المواقع الجديّة التي جذبته هو موقع "سباق الهجن عبر أفريقيا لعام 2000"، وهو سباق يبدأ من منتصف أفريقيا بتنزانيا إلى رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقيا. ومن بين أهدافه تشجيع السياحة في هذه الدول ولفت الانتباه للعناية بالأراضي الصحراوية والجمال في هذه البقاع الإفريقية. وقد خصصت جوائز عديدة للفائزين، أعلاها 300 ألف دولار أمريكي. لذا فهو يفكر جديّا" في الاشتراك على أمل أن يفوز بنصيب من الجوائز.

وفي استيضاح بشأن وجود "منافسين خليجيين" له وبالتالي فيما إذا كان ذلك سيقلل من "فرص فوزه" على المستوي "الإقليمي" ، بدا محدّثي مطمئناً من هذا الأمر بحكم أن من شروط السباق عدم إشراك الأطفال. و "ادعى" أن أقرانه "مخالفون لقواعد السباق هذه" ولذا يهمهم عدم التعرض للتشهير في وسائل الإعلام العالميّة المختلفة خاصّة الفضائيّة مثل الـcnn و bbc ، إضافة إلى منظمات حقوق الإنسان ذائعة الصّيت. وبالتالي فإنه وإن لم يفز فسيسجل على الأقل أنه الخليجي الوحيد الذي شارك في سباق الهجن الأفريقيّة وكان ملتزماً بكل الضوابط المرعية دوليّاً على أمل أن يجعل منه ذلك "قدوة تحتذى".

وفي ختام اللقاء طلب المواطن عدم ذكر اسمه خاصة وأن أصحاب الهجن يعرفونه حيث حاول إقناعهم "بتغذية المتسابقين" على الأقل إلا أنهم قالوا له : "يه! تبغي تفلس بنا.. ومن الصوبين بعد .. " نمتـنهم " ونثـقّـل على هجنا!"

المتأمل خيرا
13-05-2009, 12:45 AM
متابع ،، الله يوفقك ،،

أسعدتني كلماتك، أخي "jajassim"، حيث أتت بين مقاليتن في هذه اللحظات على غير توقـّـع..

وفـّـقكم المولى.. وبقية الإخوة الكرام، وسدد خطاكم ،،،

بوالفاروق
13-05-2009, 01:31 AM
قرأت عدة مقالات وليس جميعها ..

تتميز بأسلوبك الذي يصحبك إلى عالم آخر ,
وبإيصال مقصدك من المقال بطريقة جميلة .

بارك الله فيك , ومتابع لك

تحياتي

جاسم

:)

المتأمل خيرا
15-05-2009, 09:22 AM
قرأت عدة مقالات وليس جميعها ..

تتميز بأسلوبك الذي يصحبك إلى عالم آخر ,
وبإيصال مقصدك من المقال بطريقة جميلة .

بارك الله فيك , ومتابع لك

تحياتي

جاسم

:)



جزيل الإمتنان لكلماتك المشجّعة أخي الكريم "بوالفاروق"..

وقد ارتحت لرؤية الإبتسامة مع نهاية التعليق.. حيث أن ذلك بعض ما آمله عند قراءة تلك المقالات.. أو على الأقل كثير منها.. :)

المتأمل خيرا
15-05-2009, 09:47 AM
" المدارس وإجازة الشتاء! "
16/6/1998م


عندما ترجّل أحد المواطنين من سيارته المكيّفة في أحد أيام شهر يونيو " وأستنشق" الهواء .. عبرت مخيلته صورة أبناءه الذين يقدمون امتحاناتهم.. واعتراه خوف من تعطل بعض مكيفات فصول المدرسة " لظروف الصيانة ". أسرع الخطى و "النسيم العليل " " يلفحه " مما اضطره لشد " غترته " على فمه وربطها بإحكام .. إلى أن وصل إلى وجهته . ابتدأت تعليقات الجالسين في المكتب المكيّف عندما رأوا ضيفهم يدخل عليهم وقد اختفت نصف معالم وجهه ..

وبعد أن رمى بجسمه على الكرسي .. استنشق الهواء المكيّف وأخرج زفرة استغلها ليلقي السلام على الحضور.. قائلاً : " يا جماعه .. كل هذا بسبب ثقب الأوزون ! .. الله يعين عيالنا وهم يقدمون الامتحانات في هذا الحر .. وإنشاء الله ينسد هذا الثقب ونتخلّص من بلاويه ! " . كانت هذه الشكوى والدعاء الذي تلاها بداية لتوقف تلك التعليقات وبدء حديث عن هموم المدارس والصيف .. وطرح أفكار يمكن اعتبارها في الأيام الخوالي " ثورية " .. إلا أن ظروف " النظام العالمي الجديد " أصبحت تحتم استخدام تعابير مثل " الحلول الواقعية لظروفنا المناخية !".

كان التساؤل الذي شد انتباه الحضور هو : " لماذا لا نكيّف أمور حياتنا لتتناسب مع ظروفنا .. لماذا يكون الصيف موسم همّ وإفلاس! والأهم.. لماذا تكون إجازة المدارس في الصيف ؟ .. مع كل ما يسببه ذلك من قلق يثقل كاهل أغلب الناس في حال اضطرارهم للسفر .. و قلق على سلامة الأولاد في حال بقاءهم في الشوارع بين المطبات والحفر! ".

بدل أن يواجه هذا التساؤل باستغراب .. كان المفاجئ أن يشد هذا التساؤل انتباه الحضور ويكون مدعاة للإصغاء والمتابعة .. حيث علّق أحد الحضور قائلاً : " نعم .. المفروض أن تفكر وزارة التربية والتعليم في جعل الإجازة السنوية للمدارس في الربيع خاصة وأننا نرى الناس تملأ البراري في تلك الفترة ولا تفكر في السفر.. بحيث تكون إجازة المدارس فرصة للاستمتاع بالطبيعة هنا .. ولا يعود فصل الصيف فصل "الهروب الكبير" والالتزامات المالية التي تثقل كاهل الأغلبية .. بل يكون فصل دراسة وهذا يتطلب إعادة النظر في مرافق النشاطات المدرسيّة والتسهيلات بحيث تتناسب مع ذلك التوجه لتصبح المدرسة عنصر جذب للطالب في الصيف من خلال توفر المرافق المناسبة للقيام بأنشطة معينة تناسب فصل الصيف مثل برك السباحة والأماكن المظللة والمكيفة لمزاولة مختلف الهوايات عصراً أو مساءً ..".

عقّب أحد الحضور قائلاً: أنه إذا تعذر – لأسباب عملية – أن تكون الإجازة السنوية للمدارس كلها في فصل الربيع .. فيمكن أن تقسم تلك الإجازة بحيث يكون الجزء الأساسي منها في الربيع وجزء آخر في الصيف .. وسواء كان الرأي مؤيد أو معارض لهذه الفكرة فينبغي أن نعي حقيقة أن ما يمكن أن يترتب على هذا الأمر لا شك وأنه سيقلب بديهيات كثيرة من أنماط حياتنا التي ألفناها بحكم ارتباط الناس بإجازات المدارس السنوية حيث أن كل عائلة لا تخلو من وجود ابن أو ابنة لها في مرحلة تعليمية ما.. وأرى أن نكتب للصحافة لمناقشة هذا التصور " الثوري " . واختتم حديثه قائلا أننا عندما نسافر للخارج ونرجع "خاليي الوفاض" تبقى أمامنا ولأشهر عديدة الالتزامات لتسديد ديون " سفرة الصيف " التي أنفقناها لترتسم في مخيلتنا ذكرياتها والتي تطير – للأسف - أدراج الرياح مع أول هبة " سموم " نواجهها ونحن على أول سلّمة نازلين من الرحلة الميمونة!.

المتأمل خيرا
15-05-2009, 09:55 AM
" المســؤوليــة "
23/6/1998م


1) الموقف الأول:
عندما طلب الناشر من المؤلف أن يحمل الكتاب الذي يتضمن أحداثاً سياسية هامة وقعت خلال العقدين الأخيرين في الدولة التي ينتمي لها المؤلف والذي كان قد أكمل كتابته وهو في مرحلة المراجعة الآن، عندما طلب الناشر منه أن يحمل الكتاب اسمه الحقيقي بدلاً من اسم مستعار كما كان التفاهم بادئ الأمر، وجد الكاتب نفسه أنه يحتاج أن يقرأ كتابه من جديد أكثر من مرة وأن يدخل الكثير من التعديلات بعد التحقق من دقة المعلومة و مراجعة أسلوب الطرح. كانت المراجعة مضنية خاصة وأنه كان من المفروض أن تتم طباعة الكتاب بعد أيام قليلة وذلك قبل أن يخبره الناشر بالنية لوضع اسمه الحقيقي على الكتاب. بعد انتهاء المراجعة وجد المؤلف نفسه أكثر ثقة واقتناعاً بما كتبه، كما أن طرحه أصبح أكثر تفهماً لظروف اتخاذ القرارات التي أشار لها في كتابه وإن كان لا يعني ذلك بالضرورة قناعته بصواب هذه القرارات. أمراً آخر لاحظه المؤلف هو أن إلمامه بموضوع كتابه زاد عمقاً بحكم مراجعته للأحداث بعين فاحصة مسؤولة ، كما ابتعد عن أسلوب الاستنتاج السهل وادعاء الحكمة.

2) الموقف الثاني:
المشهد الأول: كان نائب مدير الشركة لشئون التسويق ، بينه وبين نفسه ، يعيب على رئيسه بطئه في اتخاذ القرارات سواء المتعلق منها بتعيين الموظفين أو عمليات الشراء الرئيسية أو اختيار منافذ جديدة للتسويق. في صبيحة ذلك اليوم وهو في سيارته متجهاً لعمله، كانت هذه الأفكار تلح عليه بشكل غير عادي. بعد وصوله وترجله من السيارة سمع أصوات جمع تبين له بعدها بلحظات أن المدير العام للشركة قد استقال دون سابق إنذار للتفرغ لنشاط جديد في موقع آخر. كانت فرحته كبيرة حيث أنه المرشح الأول لاستلام مهام العمل من المدير المستقيل بحكم نشاطه ومدة خدمته.. وفعلاً تم ترقيته كما كان توقعه. كان يزاول عمله الجديد بكل نشاط والأفكار المتفائلة تدور برأسه.. لن يتم بعد اليوم تأخير القرارات الهامة لأسابيع .. وستتحقق الأرباح في مدى زمني قياسي قصير...

المشهد الأخير: بعد ستة أشهر من ترقيته طلب منه مجلس الإدارة البت في أمر استبدال نائبه للشئون الإدارية والمالية الذي وصل السن القانونية للتقاعد... كما كان مطلوب منه التوسع في نشاط الشركة بفتح فرع لها في إحدى الدول المجاورة .. إضافة إلى التعاقد مع شركة عالمية لتمثيلها إلا أن ذلك يعني الالتزام بشراء حد أدنى من منتجاتها على مدى الأعوام الخمسة القادمة. كان يعلم أن البت في هذه الأمور لا يمس مستقبل الشركة فقط وإنما مستقبله هو أيضاً.. في رده على طلب مجلس اقترح إعطاءه وقتاً إضافيا لكي يراجع هذه الأمور بشكل تفصيلي أكثر.. واعداً المجلس أن يقدم توصياته النهائية خلال ستة أسابيع.. كان يعلم أن الفترة التي طلبها قد يراها مجلس الإدارة طويلة.. مما قد يخلق الانطباع بأنه بطيء في اتخاذ القرارات وهو أمر لا يطيقه .. لكنه فضل التروي و (الحكمة) على السرعة !. وبينما هو يهم بالتوقيع على اقتراحه بالتمديد رفع رأسه ونافذة المكتب المطلة على بركة السباحة أمامه.. خيّل إليه أن صورة مدير الشركة المستقيل تتراقص منعكسة من على سطح الماء وهو يقهقه بصوت عال.. على عجل نادى على الحاجب لإسدال ستارة تلك النافذة ليتمكن من إكمال توقيعه.. ولسان حاله يقول: إسدال الستارة أسرع من تفريغ البركة من الماء!.

3) الموقف الثالث:
أعطيك العشرات يا ولدي وقد كنت.. معاتباً لأبي أن يمد لأخي الآحادا! .

المتأمل خيرا
15-05-2009, 08:33 PM
"أحوال وأجواء مدرسـية "
30/6/1998م


أحوال فاقدة المصداقيّة:
أحوال رقم 1 : مدير مدرسة يمنع طالباً من دخول الفصل إلا في حال موافقة مدرسه المشتكي.. يذهب الطالب مع ولي أمره ويقابلان المدرّس الذي يقبل اعتذار الطالب وبالتالي يقبل عودته للفصل. بعد يومين يراجع ولي الأمر مدير المدرسة حول الموضوع.. يرد المدير بأن المدرّس غير موافق حيث أنه أخبره أنه لم يكن جاداّ في قبول الاعتذار .. وأنه ( المدير) غير مستعد للتحدّث مع المدرس المعني حول الموضوع!.

أحوال رقم 2 : يصر أحد مدراء المدارس على نقل طالب من مدرسته.. يحاول ولي الأمر إنهاء الإشكال.. يرفض مدير المدرسة ويتم بالتالي نقل الطالب إلى مدرسة أخرى. يتـقابل المدير مع الطالب فيما بعد .. يحيي المدير الطالب و(يخبره) أن ولي أمره هو الذي طلب النقل وأنه ليس له علاقة بعملية النقل.

أجواء عاصفة:
المدرس : يمكنني أن أقول أنك طالب غير مترب ِ ِ.. حيث أن أهلك لم يحسنوا تربيتك .. إلا إني لن أقول ذلك!
وبإمكاني أن أقول أن وجودك في المدرسة غير مجد وتخرّب على الغير والأنسب أن تترك.. إلا إني لن أقول ذلك!
كما يمكنني أن أقول أنك إبن - - - لكنني لن أقول ذلك!
بعد أن استمع الطالب لهذه الكلمات في الإرشاد والتقويم.. رأى أن يعبر عن رأيه .. خاصة وأنه يعيش عصر حرية تعبير ممنوحة لم يسعد بها أجداده ربما لأنهم لم يكونوا محتاجين لها آنذاك:
: يمكنني أن أقول أنك قادم للتدريس بعد "هوشـة" مع أم العيال.. ولكنني لن أقول ذلك!
وبإمكاني أن أقول أن الوزارة لم تحسن الاختيار عند تعيينك.. ولكنني لن أقول ذلك!
كما يمكنني أن أقول أنك تعرف من هو إبن ----- لكنني لن أقول ذلك!!

أجواء فاقدة الأمانة:
يـُـطـلـِـع الطالب ولي أمره على أسئلة امتحانات "يدّعي" أنها نسخة من امتحانات آخر العام حصل عليها أحد زملاءه من مدرس المادة الذي يعطيه دروساً خصوصيّة ... أستبعد ولي الأمر أن يكون ذلك صحيحاً خاصة وأن المدرس المعني يدرّس مادة هامة جداً تتطلب منه "الأمانة والخشوع" أكثر من غيره. بعد عدة أيام وبعد تقديم امتحان المادة يتبين أن ما ذكره الطالب حدث فعلاً .. وأن الأسئلة النهائية جاءت مطابقة لما قدمه "الأستاذ" القدوة إلى الطالب الذي كان يدرّسه.

تنبؤات بمسرحية مدرسية:
بعد اطلاع " المربين" المعنيين الوارد ذكر وظائفهم أعلاه على هذه الأحوال فإنهم "سيصدمون" بالأمر ، وسيقترحون على المسئولين في الوزارة المختصة الضرب "بيد من حديد" على هذه الفئة "الضالة المضللة" التي لا يجب أن يسمح باستمرارها "إن وجدت"..وقد يقترحون تشكيل لجنة "تقصّي حقائق" تكلّف بتقديم تقرير يتضمن أسماء هذه الفئة العجيبة الغريبة ليتم إنهاء خدماتها.. وليس من المستبعد أن يطرحوا أسماءهم لينضموا للجنة في حال تشكيلها وأن "ينجحوا" في مهمتهم حيث أن السوابق أعلاه تعطي مؤشراً قويا في هذا الإتجاه ، وبالتالي يرقون أو يحصلون على كتب تقدير في أضعف الأحوال!!!

طين وعجين
16-05-2009, 10:49 PM
متابع

ولو ان الكلمة الهادئة المتاملة ... كاسدة

المتأمل خيرا
18-05-2009, 09:02 AM
متابع

ولو ان الكلمة الهادئة المتاملة ... كاسدة

شكراً للمتابعة، وإن شاء الله لي عودة..

طين وعجين
18-05-2009, 11:23 AM
احذرك ايها المتامل من قراصنة الكلمة على النت . ما فكرت تجمع مقالاتك في مدونة (ما اقول كتاب لان الكتب مقابر هالايام )

!الشايمه!
25-05-2009, 10:40 AM
أين بقية ال100؟

تحية

المتأمل خيرا
25-05-2009, 11:01 AM
احذرك ايها المتامل من قراصنة الكلمة على النت . ما فكرت تجمع مقالاتك في مدونة (ما اقول كتاب لان الكتب مقابر هالايام )

شكراً أخي "طين و عجين" على الملاحظة..

الحقيقة لم تدر فكرة المدوّنة ببالي قدر إصدار المقالات في جزئين "كتابين".. - و الفكرة الأخيرة - في البال منذ زمن.

أما بالنسبة لاحتمال "القرصنة".. تقصد عند اكتمال نشر المائة مقالة + ؟ ..

على أية حال لدي "تقريباً" كل المقالات كما نـُـشرت في الشرق.. بقصاصاتها الأصلية..

شكراً مرة اخرى، مع خالص الإمتنان للمتابعة والإهتمام.. ولاشك أنه يسعدني أن أرى أن هناك اهتماماً بمطالعة هذه المقالات.

المتأمل خيرا
25-05-2009, 11:15 AM
أين بقية ال100؟

تحية


الحقيقة أنني ظننت أن الإهتمام بها قد خف.. أو ربما تلاشى.. ففضلت ألا أ ُثقــِـل..

فعذراً للإنقطاع..

"حيث سأواصل في الوقت الحاضر:)"

مع خالص التحيـّـة..

المتأمل خيرا
25-05-2009, 11:25 AM
" نبغي الإنترنت .. "
7/7/1998م



دخل على ضيوفه بعد أن كان قد تركهم للحظات وهو حاملاً جهاز الكمبيوتر النقّال وابتسامة عريضة على محيّاه وكأنه كان يتوقع سيل الأسئلة والمناقشة التي " سيجرّها " الجهاز المحمول. لم يخيّب " أبو فهد " توقعات ابن الفجاءة عندما علّق متسائلاً : " نعلم أنك تتابع كل جديد .. فهل أخبرتنا ما يميـّز هذا الجهاز .. على ضؤ استخدامك له وقراءاتك ؟ " .. قبل أن يحاول المضيف الإجابة تلقى سؤالاً آخر من أبو محمد حول المبلغ الذي وفره بشرائه هذا الجهاز "الشنطة" بدلاً من شراءه كمبيوتر عادي .

أجاب ابن الفجاءة وهو يفتح الجهاز: " كما ترون فهذا الجهاز يمكن نقله من مكان إلى آخر بسهولة بحكم خفة وزنه وعدم احتياجه إلي وصلات حيث أن جميع القطع والأجزاء الأخرى الموصلة به والتي يسمونها الأجزاء أو الوصلات الطرفيّة بما فيها الشاشة تتضمنها هذه الشنطة كما أسماها أبومحمد .. بينما الكمبيوتر العادي أو كما يطلق عليه المكتبي أو المنزلي تكون الشاشة منفصلة.. لكن قد تستغربون إذا أخبرتكم أن الكمبيوتر المحمول أغلى من الكمبيوتر المنزلي .. ومثل ما يقولون .. الحلو ما يكمل .. حيث أن الكمبيوتر المنقول معرض للسقوط أو أن تنساه .. وطبعاً للفقدان!.. كما يمكن أن يستلفوه "الربع" !".

كان الجميع ينصت باهتمام للكلام عن الكمبيوتر .. وكان واضحاً من الأسئلة التي تلت أن ما ذكر لم يشف الغليل.. فتتابعت الأسئلة عن استخدامات الكمبيوتر والتكلفة .. وحتى القطع التي يتكون منها ودور كل منها.. كان جواب ابن الفجاءة لضيوفه أنهم إذا استمروا في طرح الأسئلة فقد يكون من المناسب أن يعمل لهم دورة كمبيوتر في مجلسه ..! موضحاً أن معلوماته مستقاة من تجربته ومن خلال الإطلاع على بعض المجلات والكتب إضافة إلى الإنترنت.. وبالتالي فعليهم ألا يتوقعوا إجابات حاضرة عن كل سؤال.. إلا أنه طمئنهم إلى أن جميع أسئلتهم سيتمكن من الإجابة عليها من خلال الرجوع إلى شبكة الإنترنت .. حيث أنها كريمة في إرواء غليل المتعطش للمعرفة .

ما كاد ابن الفجاءة يكمل حديثه هذا الذي أشار فيه إلى شبكة الإنترنت حتى بدء سيل آخر من الأسئلة بشأن الإنترنت هذه المرة .. ما هي أهميتها و فوائد الاشتراك بها والتكلفة .. وهل هناك محاذير ينبغي التنبه لها .. وهل كل من يملك جهاز كمبيوتر يمكنه الاشتراك بالشبكة أم هناك قطع مطلوب إضافتها للكمبيوتر لكي يمكن الاتصال بالشبكة.. وهل من الممكن فعلاً أن تجعل الاتصالات الهاتفية الدولية رخيصة ..

ما كاد المضيف يعود للحديث وهو يبتسم قائلاً : " بس ياجماعة .. لا تظنون إنني " بيل جيتس " رئيس شركة مايكروسوفت .." .. حتى قاطعه أبو فهد قائلاً : "والله إنك لنا أحسن من بيل جيتس وحتى بيل كلينتون ! .. أنت على الأقل تعلمنا وتفهمنا في هذه الأمور التي لا نفهمها" .. هنا تدخل أبومحمد متسائلاً عن بيل جيتس وهل صحيح أنه أغنى رجل في العالم .. وكيف تحقق له ذلك .. وهل هو " يخزّن فلوسه " أم يوظفها في مشاريع أخرى غير مجال الكمبيوتر .. وكيف يكون أغنى من بيل كلينتون مع أن الأخير هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ..! مع سيل الأسئلة هذه قام ابن الفجاءة بإغلاق "الشنطة" قائلاً : " حيرتوني بأسئلتكم .. هل أجاوبكم عن الكمبيوتر أم الإنترنت أم عن دخل كلينتون .. اتفقوا على أولوية الأسئلة وأنا حاضر .. ترى كل شي موجود في الإنترنت.. بس أعطوني فرصة.. ". كان الرد وبصوت واحد : " لا تحتار.. نبغي الإنترنت .. نبغي الإنترنت ! "... ( .. يتبع )

المتأمل خيرا
25-05-2009, 11:45 AM
" سباحة وغرق في .. الإنترنت! "
14/7/1998م


" يعتبر البعض عصر الإنترنت بمثابة الموجة الثالثة في تطور العلاقة بين الإنسان والكمبيوتر من حيث أنها تتيح للفرد الواحد التعامل مع عدة أجهزة كمبيوتر مختلفة من خلال جهاز الكمبيوتر الشخصي الذي يستخدمه، وما يتيحه هذا من إمكانية المراسلة إلكترونياً والحصول على المعلومات بشتى صورها والمحادثة الهاتفية أو المكتوبة وبرامج الألعاب والتسوق وإنشاء مواقع للأفراد على شبكة الإنترنت بتكلفة زهيدة . بينما الموجة الثانية تتمثل في استخدام الفرد الواحد لجهاز كمبيوتر شخصي واحد (دون الاتصال بالإنترنت) ، والموجة الأولى في علاقة الإنسان بالكمبيوتر حسب هذا التصنيف هو وجود جهاز كمبيوتر رئيسي واحد يتعامل معه أفراد عديدون وهو وضع ليس به مرونة للتجاوب مع متطلبات المستخدم الفرد حيث أن البرامج التي يتم التعامل معها تتعلق عادة باحتياجات المؤسسة أو الجهاز الذي يعمل به هؤلاء الأفراد ."

" والإنترنت هي بمثابة تجمّع يشمل ملايين أجهزة الكمبيوتر موزعة في مختلف بقاع العالم تتصل فيما بينها لتبادل المعلومات . وعندما يعمل فرد ما على جهاز كمبيوتر متصلاً بشبكة الإنترنت فإنه يصبح في الواقع جزءً من هذه الشبكة ! .. وقد اكتسبت ما تسمى بالشبكة العنكبوتية World Wide Web ( ضمن شبكة الإنترنت الأوسع ) أهمية وإقبال خاصين نظراً لمرونتها حيث أصبح بالإمكان أن تتم جميع النشاطات التي سبق ذكرها من خلال متصفح واحد يتميز بوجود "الوصلات الناقلة" والمدمجة ضمن صفحات المواقع التي يزورها المشترك ، مما يتيح له إمكانية الانتقال الى أي موقع آخر في العالم ضمن الشبكة في ثوان ".

" إذا أخذنا مثالاً حيّاً .. فالمشترك في الإنترنت يكون لديه كمبيوتر مجهز للاتصال بشبكة الإنترنت عن طريق مزود خدمة الإنترنت Internet Service Provider وهو كيوتل بالنسبة لقطر .. فعندما يتصل المشترك بموقع ما لديه عنوانه فإن اتصاله يكون عبر ما يسمى بـ الخادم Internet Server ، وهو كمبيوتر ذو طاقة تخزين وقدرة على استجلاب المعلومات عاليتين .. فإذا كان الموقع المطلوب من المواقع التي سبق وان طــُـلبت من قبل، فأنها تكون مخزنة بالخادم الذي يقوم عادة بتحديثها بين وقت وآخر .. وبالتالي يتم موافاة المعلومة المطلوبة الى المشترك ويفترض أن تتم هذه بسرعة .. وهذه المعلومة قد تكون على شكل نص مكتوب أو صورة أو فيلم أو موسيقى أو كلها مجتمعة لو كان ذلك مشهد من فيلم موسيقي مثلاً .. كما أنها قد تكون برنامجاً لتفعيل أداء الكمبيوتر أو الإنترنت .. وفي حال كون الموقع المطلوب جديداً بالنسبة للخادم ، فإنه يقوم بالاتصال بأحد المواقع الرئيسية التي على شبكة الإنترنت لجلب تلك المعلومة للمشترك ".

كان الحضور منصتاً لكلام مضيفهم ابن الفجاءة عندما علّق أبو فهد بشأن الخادم قائلاً أنه طالما أن هناك خادم عندهم فالمطلوب أن يكون بجانبه سائق وربما مربية كي يحس الموظف القطري أنه في بلده فعلاً! وأضاف أن في بعض الدول يكون الاشتراك بخدمة الإنترنت بمبلغ لا يتجاوز 100 ريال شهرياً .. واستفسر عن سبب عدم العمل بهذا الإجراء من قبل كيوتل.. أشار المضيف أن معوقات انتشار الإنترنت ، ومن بينها حساب التكلفة بالساعة ، تستحق حديث خاصاً بها فعلاً. واقترح على ضيوفه استراحة لتناول القهوة بينما يقوم هو "بالسباحة" نيابة عنهم في عالم الإنترنت بزيارة موقع www.explorescience.com الرائع كما أسماه على الشبكة العنكبوتية .. ليشاهدوه حيث أنه مليء بالمفاجآت الجميلة.. وليستمع لملاحظاتهم بعد ذلك والتي يتوقع ألا تقل جاذبية وفائدة عن الموقع ذاته! معبراً عن قناعته أنه إذا كان قد "سبح" للوصول لهذا الموقع ، فأنه يرجح "غرقهم" في دهاليزه!!

المرحب
25-05-2009, 11:48 AM
متابع

ويعطيك العافيه !







تحيـــــــــــاتي ...

المتأمل خيرا
26-05-2009, 04:19 AM
متابع

ويعطيك العافيه !

تحيـــــــــــاتي ...


كل الشكر والتقدير لمتابعتك.. وكلماتك الطيبة..

WINNER
26-05-2009, 04:29 AM
ماشاء الله تبارك الله الله يحرسك من العين مجهود كبير .. موفق اخوي

عنزي قطر
26-05-2009, 06:10 AM
السلام عليكم
الله يوفقك بس ياريت يكون موضوع كامل عن المقالات تحت بعض على طول او تحطين رابط لكل المقالات افضل

شكرا لك

!الشايمه!
27-05-2009, 01:50 AM
هناك بعض المقالات كانت مباشرة وفيها توجيه مباشر...

حبيت اكثر اللي فيها شخصية ابن الفجاءة....وحكاياته المغلفة بنقد ساخر...

احس الشخصية كانت جميلة وحتى الاسم وربطه بقطر.اثرت المقالات

لو استمريت باستخدامها...سيكون شي يميز اسلوبك.....قليل ما نرى من

كتاب المقالات وجود لزمه او شخصية تتكرر في كتاباتهم....مثلما يحدث

مع رسامي الكاريكاتير.

بانتظار المزيد

تحية

المتأمل خيرا
30-05-2009, 09:09 AM
ماشاء الله تبارك الله الله يحرسك من العين مجهود كبير .. موفق اخوي

أسعد الله الجميع بكل خير،

بداية لابد من القول.. أن النفس تعجب.. ما الذي يجعلها في وقت ما شديدة العزم في الكتابة.. وفي أخرى ترى الإبتعاد - ولو إلى حين - ، مع علمها بأن هناك ما يجب فعله.. "من حيث الكتابة"..

وعودة للموضوع..

كل الشكر لتمنياتك أخي "winner"... وإن كنت لا أعلم إن كان "للعين" مفعول بأثر رجعي :)، حيث أن هذه مقالات سبق كتابتها بزمن.. كما لا أدري إن كانت هذه مزحة أم أمر تعتقد فيه.. وإن تعذ ّر استلام جواب.. بحكم الأمر الواقع.

ولك التحيـّـة..

المتأمل خيرا
30-05-2009, 09:29 AM
السلام عليكم
الله يوفقك بس ياريت يكون موضوع كامل عن المقالات تحت بعض على طول او تحطين رابط لكل المقالات افضل

شكرا لك

شكراً لك أخي "عنزي قطر".. وتوضيحاً لما تفضلت بالإستفسار بشأنه، أود ذكر الآتي:

هذه المقالات بـُـدأ كتابتها منذ ما لايقل عن أحد عشر سنة "أول مقال كان بشهر مارس 1998م ، واستمرت لفترة تـُقارب السنتين والنصف".. وآنذاك كان بعضها ينشر في موقع صحيفة الشرق الإلكتروني أيضاً، لكن أغلبها - حسبما أتذكـّـر - كان ينشر في الجريدة المطبوعة فقط.. وبالنسبة لأعداد جريدة الشرق آنذاك فهي غير متوافرة على الشبكة الآن، على ضوء بحثي عنها.

أما بالنسبة لفكرة وضع جميع المقالات تحت بعض "في وقت واحد"، فأعتقد أن مثل هذا الإجراء قد يجعل الأمر ثقيلاً على القاريء.. وبالتالي تنتفي الفائدة المرجوة من وضع المقالات هنا. كما أنه بالنسبة لي، وكما ذكرت في التعقيب السابق، فأحياناً قد تجد النفس لديها عزوفاً - لسبب لا تعلم كنهه - عن المشاركة الكتابية، ولو إلى حين :) ..

مع خالص الإمتنان لاهتمامك ومتابعتك.

المتأمل خيرا
30-05-2009, 09:51 AM
هناك بعض المقالات كانت مباشرة وفيها توجيه مباشر...

حبيت اكثر اللي فيها شخصية ابن الفجاءة....وحكاياته المغلفة بنقد ساخر...

احس الشخصية كانت جميلة وحتى الاسم وربطه بقطر.اثرت المقالات

لو استمريت باستخدامها...سيكون شي يميز اسلوبك.....قليل ما نرى من

كتاب المقالات وجود لزمه او شخصية تتكرر في كتاباتهم....مثلما يحدث

مع رسامي الكاريكاتير.

بانتظار المزيد

تحية


أهلاً بالأخت الكريمة "!الشايمة!".. شاكراً لك ملاحظتك بشأن ورود شخصية "ابن الفجاءة" في بعض ِ ِ من هذه المقالات..

وربما هذه الملاحظة تفتح الباب للحديث - ولو باختصار - بشأن جانب معيـّـن يتعلـّـق بالمقالات من حيث وجود هذه الشخصية من عدمه.

فالحقيقة أن جميع هذه المقالات - حسبما أتذكـّـر - كانت نتاج معايشة مباشرة أو غير مباشرة لأحداث ومواقف معيـّـنة، وكانت كتابتها تكاد تكون تلقائية من حيث أنه "انفعال النفس وتفاعلها" مع تلك الأحداث سواء كانت تلك عامة، أو خاصة ذات بعد أشمل من الفرد.

فعلى سبيل المثال مقالة "لمن ينوي دخول تجربة التجارة" - المقالة الثانية في هذه السلسلة - أتت بناءً على تجربة مـُـعاشة رأيت نقلها للإستفادة بإسلوب بعيد عن "الموعظة".. بينما - مثلاً - مقالة "المسئولية" - بحكم طبيعتها - أتت جادة ، وكان دافعها آنذاك تعيينات لبعض الأفراد في مواقع قيادية.. وتأخذ من التجربة الشخصية - ولو بإسقاط غير مباشر - لذكر الموقفين الأول والثاني، أما الثالث فقد أتى شديد الإقتضاب لكنه شديد الدلالة - في ظنـّي - لما قصدته.. حيث أتى على شكل خاطرة.

جزيل التقدير والإمتنان.. على تفضلك بإثراء الموضوع بملاحظاتك القيـّـمة..

وبانتظار المزيد :)

المتأمل خيرا
30-05-2009, 09:59 AM
" الإنترنت ودور كيوتل المفقود"
21/7/1998م


نادراً ما يشهد مجلس ابن الفجاءة احتجاجات وتهم بأن " الآخرين خذوا دوري" و " بس شافوني ساكت قالوا بنقص عليه!! " إضافة إلى " كل واحد يحوز النار صوب قرصه.. وآنا بس قاعد طنازه !!". ولو قدّر لأحد أن يمر ذاك المساء بالقرب من المجلس لاعتقد أن هذه الاحتجاجات صادرة عن "شباب" في سن المراهقة يلعبون "الورق" وربما – كاحتمال أخير وإن لم يكن مستبعداً – لاجتماع للجامعة العربية على مستوى رفيع!. لكن .. كان من حسن الحظ أن الوقت قد قارب منتصف الليل ويغلب على ذلك الحي السكون في ذلك الحين عادة .. وبالتالي فاحتمال مرور أحد " غريب " آنذاك أمر مستبعد .. عدا العاملين من "طباخين" و " سائقين " الذين أصبحوا ، بحكم مرور الوقت، من أهل الدار !

هدأ " روع " الجميع بعد أن قام ابن الفجاءة بالتوسط بين ضيوفه " مهدداً " في الوقت ذاته بأن الذي لا يلتزم بمراعاة دور غيره سيحرم من اللعب في الموقع www.explorescience.com على الشبكة العنكبوتية! مذكّراً بأنه لا يعرف الواسطة ، وأنه يكفي ما يعايشونه من واسطات في محيط العمل!.

كان من بين أكثر التجارب العلمية المبسطة على شكل ألعاب التي ضمها ذلك الموقع شدّاً لانتباه الحضور وبالتالي تحرقهم للعبها " لعبة الغولف golf RANGE! " و "الطيران Force on A Wing " و " مزج الألوان RGB Additive Colors " و "انعكاس الألوانSubtractive Colors " و " تقدير الوقت Time Estimation " و "ألوان الطيف Simple Prism " ، إضافة إلى لعبة "المقص والورقة Snow Flake Designer ".

كان أبو محمد أول من أشار إلى نيته الاشتراك في الإنترنت ليتمتع هو وأولاده بزيارة المواقع العلمية وتلك التي تتضمن ألعاباً شيقة كما شاهد من خلال التجربة الحيّـة التي عايشها في المجلس .. أما أبو فهد فإنه لما لاحظ أن الأعصاب قد هدأت استفسر عن سبب عدم قيام وزارة التربية والتعليم والمؤسسة العامة للاتصالات بتبني مشروع مشترك لإنشاء موقع علمي متميّـز باللغة العربية بالإنترنت.. قائلاً: "إن كيوتل يجب أن يكون لها دور تجاه المجتمع بحكم أنها محتكرة خدمة الاتصالات وبالتالي فهي مدينة للمجتمع الذي تجني منه أرباح هذه الخدمة ". وذكر انه قرأ قبل فترة أن عدد المشتركين بالإنترنت وصل إلى خمسة آلاف، وهو لذا يرى أن الوقت مناسب لقيام كيوتل بتطبيق نظام رسوم شهري ثابت على المشتركين.. حيث من الخطأ اعتبار الاتصال بالإنترنت وكأنه مكالمة هاتفية.. مشبهاً الدخول إلى الإنترنت كدخول مكتبة عامة ، فإذا كان الدخول للمكتبة محسوباً بالدقيقة فلن يكون هناك مرتادون كثيرون..كما أن الكل سيكون على أعصابه يحسب الدقائق!.

عندما كرر أبو فهد القول أنه سيظل يرفع صوته منادياً بهذه المطالب ، اقترح عليه الحضور أن يذهب لموقف السيارات بالقرب من المبنى الرئيسي لكيوتل بالسد خاصة وأنه قد سوّي الآن ، وبيده "سمّاعة" مناسبة الحجم ليرفع صوته كما يشاء إلى صباح اليوم التالي على أمل أن يسمعه أحد! أما هم فإذا كان فيهم "حيل" فسيوفرونه "للاستماع" لمعزوفة أم لعيال التي تصاحب عادة دخولهم البيت عند تأخرهم في مجلس ابن الفجاءة.. بدلاً من توجيه نداءات لكيوتل دون طائل!. عندئذ علّق أبو فهد قائلاً إن "أم لعيال" و مؤسسة "كيوتل" تشتركان في هدف واحد .. هو إخلاء الجيب من القرش والدينار، كما أن العلاقة بينهما حميمة للغاية .. فهل يمكن تخيّل مقدار "الهدؤ" المنزلي لو لم يكن هناك خط هاتفي أزلي؟.. تبسّم الضيوف عند سماعهم ذلك .. لكن عندما نظروا في ساعاتهم..اعتراهم بعض الخوف.. وأسرعوا الخطى نحو الدار.. كل يفكر في عذر يقدمه قرباناً لسكوت رفيقة العمر .. حافظة الأسرار!.

المتأمل خيرا
30-05-2009, 10:30 AM
" في الطريق إلى المجلس البلدي المنتخب.."
28/7/1998م


سيارة النقل العام ذات اللون والشعار المميزين الجديدين ممتلئة بالمواطنين ، وأشعة الشمس المنعكسة من سطحها لنظافتها وخلو مظهرها الخارجي من ترسبات ثاني أكسيد الكربون حولتها إلى لوحة فنيّة متحركة. سائقها المواطن ينظر للركاب في المرآة الداخلية - التي يوجهها بجهاز التحكم المثبت بطرف مقود السيارة – وقد شكلوا مجموعات نقاش في جوها المكيّف .. وهو يتطلع للحظة التي يصل فيها إلى مبنى المجلس البلدي لكي يستمع ويشارك في المناقشات المقررة فيما بين الجمهور في قاعة اجتماعات المجلس .

بعد وصولهم كان أكثر الأسئلة إلحاحاً في باله هو معرفة الفرق بين مهام المجلس البلدي المركزي الذي صدر قبل أيام قليلة قانون أميري بتنظيمه على أساس أن تكون العضوية فيه بالانتخاب المباشر.. والمجلس السابق الذي كانت العضوية فيه بالتعيين. تبرع أحد الحضور بالإجابة قائلاً أنه بمقارنة اختصاصات المجلسين يلاحظ أنها متشابهة إلى حد كبير حيث أن من بين 26 اختصاصاً محدداً للمجلس الجديد ، هناك 14 اختصاصاً مطابقاً لاختصاصات المجلس السابق ، وبقية الاختصاصات تم إدخال بعض التعديلات عليها وهي موجودة أساساً ضمن اختصاصات المجلس السابق .. وأنه " سيجتهد " في إيجاز مهام المجلس في نقاط ثلاث:
1) التوصية بإصدار القوانين ومناقشة الشكاوي ذات الصلة باختصاصات وزارة الشؤون البلدية والزراعة.
2) مراقبة تنفيذ القوانين والأنظمة المتعلقة بالنشاطات المختلفة للوزارة التي تمس مصالح الجمهور.
3) طلب البيانات والدراسات والتقارير من الإدارات المختلفة في الوزارة لمناقشتها وإبداء الرأي فيها.

مواطن آخر - بدا سعيداً وقد أخذ يردد بينه وبين نفسه هذه الاختصاصات لكي لا ينسى .. ويعد على أصابعه " توصية.. مراقبة.. طلب ... توصية.. مراقبة.. طلب " - استفسر فيما إذا كان للمجلس الجديد صلاحيات أكبر من سابقه الغير منتخب؟. كان الإيضاح أن المجلسين دورهما استشاري.. والفرق هو أن المجلس الجديد منتخب إلا أن ما يصدر عنه خاضع لموافقة الوزير، وفي السابق كان رئيس المجلس هو الوزير ذاته.

كان هذا "الإيضاح" مثار مناقشات مطولة بين الحضور.. وكان السؤال : ماذا لو لم يوافق الوزير المختص على ما يطرحه المجلس من توصيات وآراء .. من سيكون الحكم .. هل هو مجلس الوزراء أم أن الأمر ينتهي بحكم عدم موافقة وزير الشؤون البلدية والزراعة؟. لم يتبرع أحد بالجواب على هذا السؤال .. لكن الإحساس كان أن وجود مرجع أعلى في حال حصول اختلاف في الرأي بين الطرفين سيمنح المجلس الأهمية التي يستحقها، خاصة وأنه يأتي بعد انتخابات مباشرة من الناس.

تقدم بعدها أحد الحضور قائلاً أنه لكي يفهم المرء مهام المجلس البلدي المركزي عليه أن يتذكر أولاً مهام وزارة الشؤون البلدية والزراعة.. وتبرع بتبيان هذه المهام باختصار قائلاً: " تختص الوزارة بتنظيم المدن و القرى ومسح الأراضي وتقسيمها والاستفادة منها للصالح العام .. وتنمية الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية .. ومنح تراخيص المباني والمحال التجارية .. وإنشاء وصيانة الطرق والمرافق العامة وشبكات الصرف الصحي .. وإنشاء الحدائق والمتنزهات .. وحماية البيئة ومكافحة التلوث .. ".

عندها تذكر الحضور سيارة النقل العام التي بانتظارهم وتميزها بالحفاظ على نظافة البيئة .. فغادروا قاعة الاجتماعات مهرولين وبشوق إلى سيارة الأحلام للنقل العام وبيد كل منهم نص قانون تنظيم المجلس البلدي الجديد الذي وزع عليهم في الاجتماع.. وحواراتهم مستمرة .. فيما رفع أحدهم صوته "طالباً" أن يتوقفوا عند أحد "المعاصر" القريبة .. مؤكداً أنه لا يمكن أن يعترض أحد على هذا الطلب ..

المتأمل خيرا
30-05-2009, 12:43 PM
" المجلس البلدي.. وأخبار ليست للنشر!"
4/8/1998م


1) عندما توقفت سيارة الأحلام للنقل العام - التي مرت خلال مقال الأسبوع الماضي - عند أحد "المعاصر" ، استغرب "النادل" – والذي لا يحمل رخصة سواقة - كون جميع ركاب السيارة من المواطنين بما فيهم السائق، مما جعله لا يصدّق ويحس بحرج شديد طالباً وبإصرار بأن يقوم هو بقيادة السيارة وأن "يستريح" السائق المواطن على أحد المقاعد الوثيرة .. ولم يثنه عن إلحاحه في هذا الأمر إلا عندما نبهه أحد الركاب بأنه في حال سياقته للسيارة فإنه يعرض نفسه للإبعاد بحكم أنه يصبح من "العمالة السائبة" والمتسببة !

2) يتردد في بعض المجالس أن بعض من ينوي خوض انتخابات المجلس البلدي استعدوا للمناسبة بأخذ صور ملونة ثلاثية الأبعاد تبرز " عضلاتهم " كدليل على حيويتهم ونشاطهم .. وأنهم يتمتعون بلياقة عالية تمكنهم من الجري وراء معاملات مواطنيهم وإحراز الميداليات الذهبية وترك الميداليات الأخرى لمنافسيهم .. يتردد أنهم مستعجلون لمعرفة الدوائر الانتخابية لتحديد الدائرة الأنسب للترشح فيها .. ليقوموا بعدها بنشر هذه الصور في الجرائد وبالألوان لجذب الأصوات .. أحد المتابعين لأخبار المجالس بعد سماعه هذه المعلومة اقترح أن يتم التنسيق ليتوافق فتح باب الترشيح للمجلس البلدي مع الموسم السياحي بحيث يكون هناك جذب ذو شقين .. جذب للأصوات وجذب سياحي .. خاصة وأن وسائل الإعلام ستكون "منجذبة " للحدثين .. التوقعات ترجح انجذاب الصحافة وبقوة نحو الحدث الانتخابي .. نظراً لقوة عضلات بعض من ينوي خوض التجربة .

3) على صلة بالموضوع أعلاه .. يتوقع بعض التربويين أن يتحسن التحصيل العلمي لطلاب المدارس مع ظاهرة الانتخابات نظراً لما سيعتريها من "شد" و "جذب" .. و "محصلة قوى" إضافة إلى " تـنافس" يليه "تـنافر" .. وسيتم إعطاء الأمثلة للطلاب .. وتذكيرهم أنه إذا كان العالم يعرف قطبين شمالي وجنوبي .. فإن الانتخابات "أثبتت" أننا – وبالرغم من صغر مساحتنا الجغرافية – لدينا أقطاب ذات تأثير أكبر.

4) يتوقع على نطاق واسع أن تكون الجرائد أول المستفيدين من العملية الإنتخابية.. وقد وصل الأمر إلى درجة أن البعض بدء بالتنبؤ بعناوين المقالات التي ستكتبها الجرائد المحلية .. ومن بينها أنه " إيماناً " منها بحرية الرأي فإنها تفتح صفحاتها للجميع "للإعلان" عن ما "يجيش" بصدورهم .. ويؤكد هذا البعض أن هذه الجرائد ستسعد إلى حد لا يوصف في حال بروز خلافات على صفحاتها بين المترشحين بعد ظهور النتائج لما سيؤديه ذلك من زيادة دخل الإعلانات.. لكنها "ستعرب" عن ألمها "لتبادل التهم بين أهل البيت الواحد".. داعية للتصالح .. وفي الوقت ذاته متمنية ألا يستجيب لها أحد – دون البوح بذلك علانية – .. البعض يرى ألا يكتب هذا الكلام الآن .. وإنما في آخر لحظة حتى لا يتمكن مسئولي الجرائد من تغيير خططهم .. بينما يرى البعض الآخر ، وهم الأغلبية ، أنه لا مبرر لهذا التخوّف حيث أن مسئولي الجرائد يعلمون أن القارئ ينسى ما "أكله" بالأمس .. والأكل أهم من القراءة .. فكيف الحال وأمام القراء عدة أشهر قبل خوض التجربة الجديدة !..

5) التوقعات تشير إلى أن تجربة انتخابات غرفة تجارة وصناعة قطر وما تلاها من طعون ستخدم انتخابات المجلس البلدي من حيث توفر حرص أكبر على الالتزام بالقواعد الإنتخابية .. منعاً للتشهير! كما أن " لجان فحص الطعون والتظلمات " التي نص على تشكيلها نظام انتخاب أعضاء المجلس البلدي المركزي وتكون قراراتها نهائية .. يتوقع أن تكون قراراتها واضحة ومقنعة وليست على شكل " قبلنا الطعن شكلاً .. ورفضناه موضوعاً " .. كي تكون هذه اللجان وقراراتها مقبولة من الناس شكلاً وموضوعاً ..

ملاحظة خاصة: ذكر العنوان البريدي العادي بدلاً من البريد الإلكتروني - كما كان الحال سابقاً - يعود لسبب فني احترازي سيتم الإفصاح عنه الأسبوع القادم...

بويوسف
30-05-2009, 02:48 PM
مقالات متميزة من شخص متميز متابع اخوي المتأمل خيرا.

المتأمل خيرا
31-05-2009, 10:47 AM
مقالات متميزة من شخص متميز متابع اخوي المتأمل خيرا.


أهلاً بأخي العزيز "بويوسف".. مع جزيل التقدير والإمتنان لكلماتك التي تعني لي الكثير.. كما أن هذه فرصة لي أيضاً لشكر جميع الإخوة والأخوات الذين يتابعون قراءة هذه المقالات..

المتأمل خيرا
31-05-2009, 11:31 AM
المقالة التالية.. والتي حملت عنوان ".. وقائع جلسة صحفية!".. لها قصة، - كما هو الحال مع كل هذه المقالات - ، وإن اختلفت ظروف كل منها.. بالطبع.. :) ..

ولا بد لي هنا، قبل ذكر "لمحة" عن قصة المقالة، من القول أن الفترة التي عايشتها - أثناء كتابة هذه المقالات - لم تخلو من تحديات.. بعضها كان مرهقاً للنفس من نواح عدة، إلا أن وجود مدير التحرير "نور محمد" - بجريدة الشرق آنذاك - كان عاملاً مميـّـزاً بالنسبة لي، وربما كان من الصعب جداً أن استمر مع مدير تحرير آخر.. أو رئيس تحرير، ما لم يتحلّ ببعض ِ ِ من "تركيبته الشخصية".. مثل تقبـّـل النقد.. بل والتعليق الساخر المكتوب "بالطبع ضمن ضوابط احترام الآخر".. وبابه المفتوح للحوار.. وليس أبلغ دليل على ذلك من أنه بعد انتقاله لرحمة الله لم تنزل بالجريدة مقالات أخرى لي.. وإن كان أتي بعد ذلك بسنوات.. وبعدد محدود من المقالات.. لاحظت بعدها ما جعلني أتوقف عن الكتابة بالجريدة.

وعودة لموضوع المقالة.. فهي تشير لحدث حقيقي، حيث كنت متواجداً صدفة بمكتب مدير التحرير عندما زاره بعض طلاب المدارس - ضمن ترتيب مسبق حسبما أظن - ، وأذكر أنه بعد قراءته المقالة - قبل النشر - أنه قال مازحاً .. أنه سيحرص مستقبلاً على ألا أكون "متواجداً أثناء قيامه بأنشطته اليومية :)" ..

رحم الله "نور محمد نور".. وأدخله فسيح جنانه..

وإلى تلك المقالة..

المتأمل خيرا
31-05-2009, 11:52 AM
" .. وقائع جلسة صحفية!"
11/8/1998م


نظراً "لكثرة" رسائل القراء التي استلمت بالبريد مستعجلة معرفة " السبب الفني الاحترازي " الذي بسببه تم ذكر العنوان البريدي بدلاً من البريد الإلكتروني في مقال الأسبوع الماضي.. وما جرى من نقاش هاتفي طويل مع مدير التحرير في ساعة متأخرة من الليلة التي تلت نشر المقال، أعرب خلاله عن خوفه من هبوط التوزيع في حال عدم الاستعجال بنشر السبب .. فربما من المناسب الانتظار مرة أخرى حتى الأسبوع القادم للتأكد من مدى تأثير التأجيل .. وبالتالي فيما إذا كانت توقعات مدير التحرير في محلها .. والتي إن صحت لا شك أنها ستسعد الجرائد الأخرى.. مع التأكيد على أن هذا إحساس طبيعي ومتبادل بين زملاء المهنة الواحدة!.

" ولا نذيع سراً إذا قلنا أنه في اجتماع خاص جمعنا مع مدير تحرير جريدة الشرق سبق نشر المقال طيب الذكر، استفسرنا عن أهمية هذه المقالات الأسبوعية .. وفيما إذا كانت تعتبر إضافة للجريدة .. أم أنها "ما تسوى شي" .. وقد طمئننا مدير التحرير أن لهذه المقالات قراءها وأنهم في ازدياد مستمر .. حيث بلغوا خمسة .. نعم خمسة أحدهم مدير التحرير نفسه .. وإن دليل اهتمامه بهذه المقالات أنه اتصل هاتفياً في أحد الأيام عندما تأخر المقال .. أي أنه لو كان المقال غير مهم لما اتصل .. وقد أعربنا له عن شكرنا على اتصاله.. وإننا فرحنا فعلاً بهذا الاتصال .. مما أعطانا ثقة أكبر في النفس.. خاصة وأن الإنسان - مع مرور الأيام والزمان - يحتاج لمن يهتم به ويشعره بوجوده ويقدم له الكلام المعسول، عوضاً عن تناول الحلويات والمكسرات وهو يشاهد البرامج التلفزيونية والتي تكون لها مضاعفات غير مستحبة أحياناً. لكن ما لم يقله مدير التحرير أنه اضطر للاتصال حتى لا تخرج الصفحة المعنية وبها عمود فاض مما قد يوحي بأن هناك مقال منع من النشر.. وهذا مما يتعارض مع حرية الصحافة.. كما أن ذلك قد يفتح باب القيل والقال .. وحيث أن الصحافة هي سيدة ذلك الأمر فمن غير المعقول أن تفتح ثغرة على نفسها قد يصعب سدها ..

وقد مهدنا لحديثنا مع مدير التحرير بالاستفسار فيما لو قدر له أن يقابل رئيس دولة ما وطلب منه الرئيس تقديم وجهة نظره كمواطن بكل حرية وصدق – خاصة وأنه سبق له وأن عمل في مكتب رئيس دولة - فما عسى أن يكون رده؟ أكد مدير التحرير أن الصراحة قد تؤلم بعض الشيء لكن متلقيها عندما يكون حكيماً سيقدرها .. كما أن عدم قول الصدق يجعل المرء يخترع قصة جديدة كل مرة حول ذات الموضوع .. حيث أنه يكون قد نسى ما قاله من قبل!. وخلال تعقيبه عاد للحديث مرة أخرى حول المقال الأسبوعي وقال باستغراب: بس أنت ليه عايز توقف؟! وحيث إنني كنت واقفاً في تلك اللحظة على وشك الخروج من المكتب .. فقد أدى استفساره إلى اضطراري للجلوس مرة أخرى .. وأنا أغالب رائحة الدخان التي "تعطر" المكان ..

وكم كان مفرحاً خلال التواجد في المكتب المعطّر دخول مجموعة من طلاب أحد مراكز الأنشطة الصيفية في زيارة للجريدة مع مدرسهم للإطلاع على طبيعة العمل الصحفي.. ووجدت نفسي أشاركهم الاستماع إلى شرح مدير التحرير عن العمل الصحفي تم خلاله "إفهامهم" أن تجربة العمل الصحفي شبيه بدخولهم سوق الخضار حيث يتعين عليهم بعد شراء الكوسة والخيار طبخها في البيت بما يتناسب وذوق العائلة.. حيث سوق الخضار هو العالم بأخباره السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية والرياضية .. والعائلة هو المجتمع الذي تخاطبه الجريدة .. وقد غادر الطلاب مكتب "المضيف" دون شربة ماء .. ربما بهدف أن يعيشوا التجربة .. بأن يمروا على أقرب بقالة ويأخذوا بعض الخضروات معهم لطبخها في البيت .. كي تظل تجربة لا تنسى ذاكرتهم الشابة رائحتها أو طعمها..".

الخبير العقاري
14-06-2009, 05:09 AM
المتأمل خيرا


جميل أن أراك هنا مرة أخرى وجميل ما كتبت




أخوك المحب

OTOsan
14-06-2009, 08:33 AM
لك كل التقدير اخوي المتامل :) ، والشكر لاخوي الخبير لرفع الموضوع !


اذا فمن عام 98 والكل ينادي كيوتل :) .. وانا ظننت ان المناداة من وقت قريب !


تقبل وافر تقدير واحترام اخيك الصغير اوتو ،،

الزاجل
14-06-2009, 06:09 PM
متابع يا المتأمل خيرا ..

ويعطيك العافية على هالمقالات ......> طلعت مب هين كلش ..

المتأمل خيرا
19-06-2009, 07:20 PM
المتأمل خيرا

جميل أن أراك هنا مرة أخرى وجميل ما كتبت


أخوك المحب

أهلاً بأخي الكريم "الخبير العقاري".. وقد أسعدني كونك تطالع هذه الصفحات..

مع كل التقدير لشخصك الكريم،،،

المتأمل خيرا
19-06-2009, 07:27 PM
لك كل التقدير اخوي المتامل :) ، والشكر لاخوي الخبير لرفع الموضوع !


اذا فمن عام 98 والكل ينادي كيوتل :) .. وانا ظننت ان المناداة من وقت قريب !


تقبل وافر تقدير واحترام اخيك الصغير اوتو ،،

أهلاً بأخي "OTOsan".. وعلى ذكر المناداة.. فقد تعددت المنادات.. في تلك المقالات.. "وعلى أكثر من صعيد".. :) ..

مع وافر الشكر والتحية لسطور قلمك..

المتأمل خيرا
19-06-2009, 07:36 PM
متابع يا المتأمل خيرا ..

ويعطيك العافية على هالمقالات ......> طلعت مب هين كلش ..

أهلاً بإخونا العزيز الزاجل.. وأعترف أن الإبتسامة الوحيدة منذ عدة أيام خلت كانت عند قراءتي تعليقك.. قبل أيام..

وإن شاء الله تكون متابعاً دائماً.. ولا تخيب توقعاتك..

تحيـّـة كبيرة..

المتأمل خيرا
19-06-2009, 07:46 PM
" قول على قول "
18/8/1998م


الأسطر التالية استلمت من أحد القراء.. آمل أن تكون قراءتها ممتعة وغير مملة..خاصة لمن لم يسافر للخارج أو سافر لفترة وجيزة وعاد الى أرض الوطن.. ليتعايش مع الرطوبة وأغنية " كلام الناس " لجورج وسّوف..:
" .. شدني ما ورد في مقال الأسبوع الماضي (وقائع جلسة صحفية ) خاصة الجزء المتعلق برد مدير التحرير فيما لو طلب منه رئيس دولة ما تقديم وجهة نظره بكل حرية وصدق .. وحيث أن له تجربة عمل في مكتب رئيس دولة – حسبما ورد في المقالة – فقد دار بخاطري استفسار فيما إذا سبق له نشر كتاب يتضمن تجربته تلك.. والتي افترض أنها ستكون شيقة.. ولن تخلو من الطرافة بحكم متابعتي – بين وقت وآخر – لما يكتبه في الصفحة الأخيرة.

كما أن هذا سيمكن القارئ من معرفة مدى الحرية التي كان يتمتع بها أو استعداده لإبداء رأيه و سعة صدر الرئيس الذي عمل في مكتبه.. خاصة وأنني افترض أنه عمل في مكتب رئيس دولة عربية وليس دولة أوربية!.. وإن كنت لا أريد أن استبق الأحداث إلا إنني أخشى – إن كان لم يصدر مثل هذا الكتاب بعد.. وإذا كان ما ورد أعلاه سيشجع على إصداره – أن يتأثر ما يرد فيه في حال كون رئيس العمل السابق ما زال يقوم بمهامه الرئاسية.. ولا بد من الإشارة أنه ليس من المهم أين يكون "الرئيس" إذا لم يكن " متربعاً " كالغضنفر على رأس عمله حتى اللحظات الأخيرة قبيل طبع الكتاب.. بحكم أن القارئ تعود على مثل هذا الأمر، ما عدا – ربما – حالات استثنائية قليلة آمل أن يندرج هذا الكتاب، في حال صدوره، ضمنها.

أما ما أشار إليه مدير التحرير من أن الصراحة قد تؤلم بعض الشيء لكن متلقيها عندما يكون حكيماً يقدرها، كما أن عدم الصدق يجعل المرء يخترع قصة جديدة كل مرة حول ذات الموضوع حيث أنه يكون قد نسى ما قاله من قبل!. فهذا يرجح أن مدير التحرير عاش تجربة "ألا تقدير" فعلاً .. وبالتالي يريد باستخدام "محسنات بديعية" أن يفهم القارئ أن الحكماء قليلون.. وهذا ما دفعه أن يغادر أفريقيا في رحلة لا تخلو من المغامرة الى آسيا.. ( من يشكك في هذا التحليل عليه أن يقرأ ما كتبه مؤخراً بشأن القنبلة النيترونية وأفريقيا).. وأنا اتفق مع هذا الرأي.. حيث يندر أن تجد رئيساً ، سواء كان رئيس دولة أو رئيس وحدة إدارية لم يسمع بها أحد ، يبحث عن الصدق المتناهي ويحرص على أصحابه. فالشواهد تبرهن كل يوم على أن اختراع قصة جديدة كل مرة حول ذات الموضوع هو المطلوب وذلك لسبب بسيط.. هو أن تكرار نفس المعلومة حول ذات الأمر هو بحد ذاته أمر ممل، كما أن الرؤساء – نظراً لكثرة مشاغلهم – لا يتذكرون الرواية الأولى جيداً أو كما كان يقول الأجداد " قلبي ليس دفتراً ".. وبالتالي فـ " الجديد يمحو القديم ".

ولا يمكن أن نلوم الرؤساء بشأن هذه الحالة التي ربما يراها البعض مستعصية، حيث أنه لا يجب أن ننسى أن قناعة المرء وبالتالي ردود أفعاله هي محصلة لعملية معقدة لا يعرف في كثير من الأحيان "كنهها" المرء ذاته. فمن منا لم يسمع بقصة شهريار وشهرزاد. ألم تتمكن شهرزاد من البقاء على قيد الحياة بسرد روايات شيقة لا تنتهي مع بزوغ الفجر مما يجعل شهريار متشوقاً لسماع بقية القصة؟. لكن شهرزاد كانت تتوقف عن الحديث المباح حتى اليوم التالي ، فلو أنها كانت تكرر نفس القصة كل ليلة لما سمعنا بخبرها .. حيث أنها لن تكون أفضل حالاً ممن سبقها. وهذا التراث لا بد وأن له دور في "تشكيل الوعي" ، وبالتالي فإن بعض؟ المقربين من الرؤساء تشكّل وعيهم على قول ما يعتقد أن الرئيس يود سماعه وليس الحقيقة.. من أجل أن تطول الإقامة!.. وهذا بحد ذاته يسعد كثيراً هؤلاء الرؤساء ، الى أن تظهر لهم حقائق مكلفة " تحتم " إبعاد هؤلاء البعض..". وقد أنهى القارئ خطابه دون توقيع .. ربما سهواً أو خوفاً غير مبرر من مدير التحرير.

المتأمل خيرا
19-06-2009, 07:54 PM
" باص الوزراء العرب "
25/8/1998م


تساءل محدثي: هل سمعت بالخبر الوارد من الأردن الأسبوع الماضي عن نية الوزراء هناك القيام بزيارات استطلاعية للمحافظات بباصات بحيث يكونوا قريبين "من نبض الشارع" ويعاينوا المشاريع التي تنفذ؟. وقبل أن أجاوبه بالنفي .. أتبع سؤاله الأول بسؤال ثان قائلاً: ألم يرد في مقال لك قبل أربعة أسابيع إشارة لباص الأحلام للنقل العام ذو الصلة بالانتخابات البلدية. قلت نعم ربما الأمر توارد خواطر. وبينما أخذ محدثي يشير لما تناقلته بعض أجهزة الإعلام حول الموضوع.. شرد ذهني "بتحليل" الخبر ودار بخاطري أن هناك عدة ميزات ستتحقق من جراء مثل هذه الزيارات الميدانية للوزراء قد يصعب التنبؤ بها كلها الآن.. إلا أنه ليس من الصعب تخمين بعضها في حال تطبيقها على مستوى العالم العربي بتوفير باص "يتحمل" الوزراء العرب كلهم دفعة واحدة:

* أن مثل هذه الزيارات سيكون لها أثر طيب في نفوس المواطنين.. حيث سيشعرهم ذلك بتواضع الوزراء واهتمامهم بقضاياهم ، مما سيتيح المجال للحوار بين الطرفين دون الحاجة لتوسط مدراء مكاتب الوزراء .. الأمر الذي سيؤدي الى سرعة البت في قضايا المواطنين المعلقة منذ عدة أشهر و ربما سنين ..

* سيؤدي ذلك الى "ترشيد الإنفاق" من خلال إلغاء وظيفة مدير مكتب الوزير والاستعاضة عنها بمدير عام "مكتب الوزراء العرب المقطور".. والذي سيكون له مكتباً مجهزاً ومكيفاً "مقطورا" خلف باص الوزراء منعاً لازدحام المراجعين في باص الوزراء العرب.. وستمكن الوفورات هذه من تنفيذ مشاريع جديدة.

* بما أن الجماهير ستستقبل الباص بالترحاب أينما حل .. مقدمة لركابه القهوة والشاي والشكولاته.. فسيؤدي ذلك الى توفير "مصروفات الضيافة" الخاص بالوزراء ، مما سيمكن من تنفيذ مشاريع جديدة أخرى.

* حيث أن المدنية أثرت سلباً في سكان المدن من حيث الكرم، فمن الأمور المرجحة أن يزيد معدل الترحاب مع ابتعاد الباص عن المدن الرئيسية واقترابه من الحدود، حيث سيتم نحر البهائم هناك بدلاً من الاقتصار على القهوة والشكولاته.. وحيث أن كثيراً من المواطنين العرب لا يعترفون عملياً بهذه الحدود نظراً لوجود صلات قربى كثيرة مع منهم "خلف الحدود" (وهذا ما سيشاهده الوزراء بأم أعينهم) فسيترتب على هذه المشاهدة إصدار الوزراء أوامرهم بمنح تأشيرات الدخول للمواطنين العرب أسوة بالجاليات الأخرى التي تعامل معاملة خاصة .. وسيتم التنفيذ قبل أن يغادر الباص حيث أن كل وزير يحمل معه هاتف نقّال أو "الخليوي" كما يعرف أيضاً.

* مع استمرار التدفق الجماهيري الشديد عند الحدود – والذي قد يحاول البعض منهم "رفع" الباص كدليل على الفرحة العارمة – فلن يتمكن الضيوف من إخفاء حماسهم خاصة قبيل تناول الوجبة الرئيسية ، وبالتالي سيتخذ مجلس وزراء العرب المتنقل قراراً بإلغاء تأشيرات الدخول بين الدول العربية فوراً. إلا أن الجماهير المحتشدة عليها عدم "الانجرار" وراء هذا الحماس المفاجئ الذي قد يعود للجوع. وأن تصر (باستخدام التكتيك الدبلوماسي بتأخير تلك الوجبة) على أن يتم الإلغاء وفق خطة تدريجية مدروسة، لكن مؤكدة، لا تتأثر بتغير الوزراء أنفسهم او الخلافات بين الرؤساء العرب، وأن يعتمد القرار ثانية بعيد تناول الوجبة ضماناً للمصداقية ومنعاً لأي تأويل بأن الجماهير استخدمت "القوة" لفرضه.

* مع انتشار الأخبار سيتواجد مراسلي القنوات الفضائية العالمية عند الباص.. وسيتم نقل الصور في بث مباشر حي لكل بيت عربي .. كما ستشارك الإذاعات في النقل مما سيفجر الآمال المكبوتة منذ عقود في الصدور .. وستخرج المظاهرات الجماهيرية نحو الحدود لحمل الباص على الأعناق مطالبة بالوحدة وليس فقط إلغاء التأشيرات. وبذلك تصبح أمة العرب حقيقة واقعة من المحيط إلى الخليج قبيل بدء القرن الواحد والعشرين مباشرة وبالتالي يتمكن باص الوزراء العرب في أيام قليلة من تحقيق ما عجزت الجامعة العربية عن تحقيقه في عقود..

OTOsan
20-06-2009, 03:44 AM
" باص الوزراء العرب "
25/8/1998م

* أن مثل هذه الزيارات سيكون لها أثر طيب في نفوس المواطنين.. حيث سيشعرهم ذلك بتواضع الوزراء واهتمامهم بقضاياهم ، مما سيتيح المجال للحوار بين الطرفين دون الحاجة لتوسط مدراء مكاتب الوزراء .. الأمر الذي سيؤدي الى سرعة البت في قضايا المواطنين المعلقة منذ عدة أشهر و ربما سنين ..


وما الذي سيشعر الوزراء انفسهم.. بالامان :)

* بما أن الجماهير ستستقبل الباص بالترحاب أينما حل .. مقدمة لركابه القهوة والشاي والشكولاته.. [/color][/size]


اعتقد انهم سيستقبلون بترحاب .. ولكنه من نوع آخر :)


سلمت يداك اخي المتأمل ،،