هتـان قطر
10-05-2009, 02:25 PM
http://www.raya.com/mritems/images/2009/4/18/2_436497_1_228.jpg
الراية تحضر احتفالات يهود اليمن بعيد الفصح
في منزل حاخام الطائفة اليهودية في المدينة السياحية بصنعاء65 شخصاً يهودياً فقط باليمن الآن.. وحرب صعدة شردتهم من بيوتهم
صنعاء - نبيل سيف الكميم:
التاسعة صباح الخميس الماضي تلقيت مكالمة هاتفية لم أكن أتوقعها من المسؤول الاعلامي بمكتب وزير الداخلية اليمني يدعوني إذا رغبت ان احضر احتفالات ابناء الطائفة اليهودية في اليمن بعيد الفصح. فقبلت الدعوة على الفور.
ولم تمض سوى نصف ساعة حتى كنت على مدخل المدينة السياحية والتي يقابلها من الجهة الغربية مبنى السفارة الامريكية بصنعاء.. كنت أعتقد وقتها ان الدعوة شخصية لكن هذا الاعتقاد تبدد بعد ان عرفت ان الكثيرين من الزملاء الصحفيين قد وجهت لهم الدعوة لحضور احتفالات يهود اليمن بعيد الفصح.
وبعد ان ابلغ جندي الحراسة الواقف امام بوابة المدينة السياحية باسمي لمسؤول الأمن وتلقى الاذن بالسماح لي بالدخول.. دلني الجندي على المكان الذي علي ان أتوجه إليه.. كانت المسافة غير طويلة نحو ستين مترا تزيد أو تقل وكنت بعدها امام منزل حاخام يهود اليمن، لحضور احتفالهم بعيد الفصح والذي تروي تفاصيلة (الراية) في السطور التالية :-
في منزله الذي انتقل إليه قبل نحو عام ونصف كان يحيى يوسف موسى حاخام الطائفة اليهودية في مديرية ال سالم بمحافظة صعدة - يستقبلني صباح الخميس 9 أبريل بعد ان تلقيت دعوة لحضور مراسم احتفالات اليهود اليمنيين بعيد الفصح.
كان بالغرفة أكثر من عشرة اشخاص وعدد من الاطفال والفتيات الصغيرات وكان الجميع يرتدون ملابس جديدة وقد بدا واضحا ان مناسبة العيد تستوجب الاحتفال.. سلمت على الجميع بالطريقة اليمنية التقليدية.. حين كان بعض الزملاء الصحفيين ممن يعملون مع قنوات فضائية يبدأون في الترتيب لتصوير اللقاء مع الحاخام يحىي يوسف وتصوير مجريات احتفال اليهود اليمنيين المقيمين في المدينة السياحية بعيد الفصح.
وسط المكان - والذي يسمى لدى اليمنيين بالديوان - وعادة ما يكون افضل غرفة بالمنزل والتي يعتني اليمنيون دون استثناء بفرشها وضعت
عدة اطباق زجاجية مملوءة بالزبيب الاسود والابيض وبجانبها أكواب الشاي والقهوة اليمنية وصحنان كبيران من المعدن بهما فاكهتي الموز والكمثرة.. حيث اخذ ضيوف الحاخام يحيى يوسف يتناولون بعض حبات
الزبيب مع أكواب الشاي ويتجاذبون الحديث والنكات مع بعضهم.
مصاريف العيد
الفتيات الصغيرات وهن بنات حاخام يهود ال سالم كن اكثر ملاحظة لما يدور وذلك ما لفت انتباهي حين كنت قد بدأت اسأل الرجل عن النتيجة التي اسفرت عنها مناشدة للرئيس علي عبداللَّه صالح والتي نشرتها العديد من المواقع والصحف اليمنية وطالبه فيها بإعانة أبناء الطائفة اليهودية في الاحتفال بعيد الفصح وتوفير مستلزمات ذلك. فالرئيس هو رئيس كل اليمنيين المسلمين واليهود وهو راعي الكل وأب الجميع ولا يوجد من نلجأ له إلا الرئيس.
هل فعلا كنتم عاجزين عن توفير متطلبات العيد فلجأتم للرئيس!
- اجابني.. نعم لم يكن لدينا شيء فقد خرجنا من مسقط رأسنا ال سالم في محافظة صعدة هاربين من الحوثيين الذين دمروا منازلنا ونهبوا سياراتنا وأموالنا.. وكنا نعتمد منذ ان نقلنا للإقامة في المدينة السياحية بصنعاء على الاعانة المالية والمساعدات التي كان الرئيس قد وجه بصرفها لنا شهريا.. وأنا وجهت المناشدة للرئيس لأن العيد كان على الأبواب وكانت حتى المساعدات الشهرية التي تصرف لنا من الدولة قد اوقفت ولم تصرف لنا لمدة ثلاثه اشهر.
وأضاف الرئيس وجه أيضاً بصرف المعونات التي توقفت واستمرارها الى جانب إعطائنا ما نحتاجه للاحتفال بالعيد ولم تقتصر توجيهاته علينا نحن فقط اليهود اليمنيين المقيمين في صنعاء بل كذلك وجه بتوفير مستلزمات احتفال اخوتنا اليهود الموجودين في محافظة عمران بعيد الفصح.
سألته يعني ذلك انكم لاتعملون.. وتعتمدون فقط على المساعدات التي تقدمها لكم الحكومة اليمنية؟
- نعم.. جميعنا لانعمل. كان لدينا مزارعنا وأعمالنا في منطقتنا ال سالم بمحافظة صعدة.. وكنا نعمل بالزراعة وبالحرف اليدوية وأعمال اخرى وكان لنا مصدر رزق.. لكن منذ ان هربنا بأنفسنا من الحوثيين وانتقلنا للإقامة في صنعاء لم يعد لدينا عمل.
الحوثيون ويهود ال سالم
كم عدد ابناء الطائفة اليهودية اليمنيين الذين نقلوا من مسقط رأسهم في ال سالم بمحافظة صعدة الى صنعاء؟
- 65 شخصا ذكورا وإناثا وأطفالا وشيوخا. جميع اليهود اليمنيين الذين كانوا في منطقة ال سالم نقلوا للإقامة في صنعاء بعد تعرضهم للتهديد بالقتل من قبل الحوثيين.
ماذا عن عودتكم لمسقط رأسكم في ال سالم.. هل تفكرون في ذلك؟
- اجابني بكلمات قاطعة لا - لا لا نفكر في العودة الى ال سالم فالخطر مازال قائما هناك ونحن خائفون على ارواحنا من الحوثيين.
لماذا..؟
نحن لا نأمن على انفسنا منهم فقد قاموا بهدم بيوتنا وأخذ ما نملك من مصوغات وأموال وأحرقوا الكتب التوراتية التي بعضها ورثها أباً عن جد ومنها مخطوط من الجلد عن (سفر التوراه) والذي ورثه والدي العيلوم يوسف موسى من ابائه وأجداده منذ مئات السنين.
هل تم تعويضكم عن الاضرار التي لحقت بكم!
- لا.. لم يتم تعويضنا بشيء.. جميعا نحن اليهود اليمنيين الذين اجبروا على ترك اراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم في ال سالم بمحافظة صعدة بسبب الاعتداءات التي تعرضنا لها من قبل الحوثيين لم نعوض بشيء.. وقد قدمنا طلبا بالتعويض عن ما فقدناه للجنة اعادة اعمار صعدة لكن لم نحصل على أي تعويض عن بيوتنا ومزارعنا وأراضينا وممتلكاتنا.. ونحن نناشد الرئيس على عبداللَّه صالح ان يوجه الحكومة واللجنة بتعويضنا عن ما خسرناه.
يتبع
الراية تحضر احتفالات يهود اليمن بعيد الفصح
في منزل حاخام الطائفة اليهودية في المدينة السياحية بصنعاء65 شخصاً يهودياً فقط باليمن الآن.. وحرب صعدة شردتهم من بيوتهم
صنعاء - نبيل سيف الكميم:
التاسعة صباح الخميس الماضي تلقيت مكالمة هاتفية لم أكن أتوقعها من المسؤول الاعلامي بمكتب وزير الداخلية اليمني يدعوني إذا رغبت ان احضر احتفالات ابناء الطائفة اليهودية في اليمن بعيد الفصح. فقبلت الدعوة على الفور.
ولم تمض سوى نصف ساعة حتى كنت على مدخل المدينة السياحية والتي يقابلها من الجهة الغربية مبنى السفارة الامريكية بصنعاء.. كنت أعتقد وقتها ان الدعوة شخصية لكن هذا الاعتقاد تبدد بعد ان عرفت ان الكثيرين من الزملاء الصحفيين قد وجهت لهم الدعوة لحضور احتفالات يهود اليمن بعيد الفصح.
وبعد ان ابلغ جندي الحراسة الواقف امام بوابة المدينة السياحية باسمي لمسؤول الأمن وتلقى الاذن بالسماح لي بالدخول.. دلني الجندي على المكان الذي علي ان أتوجه إليه.. كانت المسافة غير طويلة نحو ستين مترا تزيد أو تقل وكنت بعدها امام منزل حاخام يهود اليمن، لحضور احتفالهم بعيد الفصح والذي تروي تفاصيلة (الراية) في السطور التالية :-
في منزله الذي انتقل إليه قبل نحو عام ونصف كان يحيى يوسف موسى حاخام الطائفة اليهودية في مديرية ال سالم بمحافظة صعدة - يستقبلني صباح الخميس 9 أبريل بعد ان تلقيت دعوة لحضور مراسم احتفالات اليهود اليمنيين بعيد الفصح.
كان بالغرفة أكثر من عشرة اشخاص وعدد من الاطفال والفتيات الصغيرات وكان الجميع يرتدون ملابس جديدة وقد بدا واضحا ان مناسبة العيد تستوجب الاحتفال.. سلمت على الجميع بالطريقة اليمنية التقليدية.. حين كان بعض الزملاء الصحفيين ممن يعملون مع قنوات فضائية يبدأون في الترتيب لتصوير اللقاء مع الحاخام يحىي يوسف وتصوير مجريات احتفال اليهود اليمنيين المقيمين في المدينة السياحية بعيد الفصح.
وسط المكان - والذي يسمى لدى اليمنيين بالديوان - وعادة ما يكون افضل غرفة بالمنزل والتي يعتني اليمنيون دون استثناء بفرشها وضعت
عدة اطباق زجاجية مملوءة بالزبيب الاسود والابيض وبجانبها أكواب الشاي والقهوة اليمنية وصحنان كبيران من المعدن بهما فاكهتي الموز والكمثرة.. حيث اخذ ضيوف الحاخام يحيى يوسف يتناولون بعض حبات
الزبيب مع أكواب الشاي ويتجاذبون الحديث والنكات مع بعضهم.
مصاريف العيد
الفتيات الصغيرات وهن بنات حاخام يهود ال سالم كن اكثر ملاحظة لما يدور وذلك ما لفت انتباهي حين كنت قد بدأت اسأل الرجل عن النتيجة التي اسفرت عنها مناشدة للرئيس علي عبداللَّه صالح والتي نشرتها العديد من المواقع والصحف اليمنية وطالبه فيها بإعانة أبناء الطائفة اليهودية في الاحتفال بعيد الفصح وتوفير مستلزمات ذلك. فالرئيس هو رئيس كل اليمنيين المسلمين واليهود وهو راعي الكل وأب الجميع ولا يوجد من نلجأ له إلا الرئيس.
هل فعلا كنتم عاجزين عن توفير متطلبات العيد فلجأتم للرئيس!
- اجابني.. نعم لم يكن لدينا شيء فقد خرجنا من مسقط رأسنا ال سالم في محافظة صعدة هاربين من الحوثيين الذين دمروا منازلنا ونهبوا سياراتنا وأموالنا.. وكنا نعتمد منذ ان نقلنا للإقامة في المدينة السياحية بصنعاء على الاعانة المالية والمساعدات التي كان الرئيس قد وجه بصرفها لنا شهريا.. وأنا وجهت المناشدة للرئيس لأن العيد كان على الأبواب وكانت حتى المساعدات الشهرية التي تصرف لنا من الدولة قد اوقفت ولم تصرف لنا لمدة ثلاثه اشهر.
وأضاف الرئيس وجه أيضاً بصرف المعونات التي توقفت واستمرارها الى جانب إعطائنا ما نحتاجه للاحتفال بالعيد ولم تقتصر توجيهاته علينا نحن فقط اليهود اليمنيين المقيمين في صنعاء بل كذلك وجه بتوفير مستلزمات احتفال اخوتنا اليهود الموجودين في محافظة عمران بعيد الفصح.
سألته يعني ذلك انكم لاتعملون.. وتعتمدون فقط على المساعدات التي تقدمها لكم الحكومة اليمنية؟
- نعم.. جميعنا لانعمل. كان لدينا مزارعنا وأعمالنا في منطقتنا ال سالم بمحافظة صعدة.. وكنا نعمل بالزراعة وبالحرف اليدوية وأعمال اخرى وكان لنا مصدر رزق.. لكن منذ ان هربنا بأنفسنا من الحوثيين وانتقلنا للإقامة في صنعاء لم يعد لدينا عمل.
الحوثيون ويهود ال سالم
كم عدد ابناء الطائفة اليهودية اليمنيين الذين نقلوا من مسقط رأسهم في ال سالم بمحافظة صعدة الى صنعاء؟
- 65 شخصا ذكورا وإناثا وأطفالا وشيوخا. جميع اليهود اليمنيين الذين كانوا في منطقة ال سالم نقلوا للإقامة في صنعاء بعد تعرضهم للتهديد بالقتل من قبل الحوثيين.
ماذا عن عودتكم لمسقط رأسكم في ال سالم.. هل تفكرون في ذلك؟
- اجابني بكلمات قاطعة لا - لا لا نفكر في العودة الى ال سالم فالخطر مازال قائما هناك ونحن خائفون على ارواحنا من الحوثيين.
لماذا..؟
نحن لا نأمن على انفسنا منهم فقد قاموا بهدم بيوتنا وأخذ ما نملك من مصوغات وأموال وأحرقوا الكتب التوراتية التي بعضها ورثها أباً عن جد ومنها مخطوط من الجلد عن (سفر التوراه) والذي ورثه والدي العيلوم يوسف موسى من ابائه وأجداده منذ مئات السنين.
هل تم تعويضكم عن الاضرار التي لحقت بكم!
- لا.. لم يتم تعويضنا بشيء.. جميعا نحن اليهود اليمنيين الذين اجبروا على ترك اراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم في ال سالم بمحافظة صعدة بسبب الاعتداءات التي تعرضنا لها من قبل الحوثيين لم نعوض بشيء.. وقد قدمنا طلبا بالتعويض عن ما فقدناه للجنة اعادة اعمار صعدة لكن لم نحصل على أي تعويض عن بيوتنا ومزارعنا وأراضينا وممتلكاتنا.. ونحن نناشد الرئيس على عبداللَّه صالح ان يوجه الحكومة واللجنة بتعويضنا عن ما خسرناه.
يتبع