حبر سري
15-05-2009, 01:21 PM
كان شرط استقالة نيكسون من رئاسة الولايات المتحدة هي اصدار خلفه جيرالد فورد عفواً رئاسياً عنه. الجريمة هي اصداره اوامر التجسس على الحزب المناويء له في الانتخابات.
اما بيل كلينتون فقد استطاع محاموه الاكفاء تخليصه من قضية وايت واتر المالية ولم يضطر للذهاب الى المحكمة.
وفي قضية عزله من السلطة بسبب الكذب في فضيحة مونيكا لوينسكي، حضرت لجنة خاصة من الكونجرس الى البيت الابيض لأخذ اقواله.
اما برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا فقد اسقطه الناخبون نتيجة لفضائحه المالية والتي لم يحضر جلسة واحدة من قضاياها العديدة. وانتخبوه ثانية لحاجتهم اليه.
للمنصب الاول في الديقراطيات الغربية حساسيته واهميته وقد يحاكم من يتولى المنصب ولكن بعد استقالته وتحوله الى رجل عادي.
هل يمكن ان نشهد مثلاً حضور احد الحكام العرب لجلسة محكمة البداية للنظر في اقواله في القضية المرفوعة ضده من فرد في الرعية يدّعي ان الحاكم قد تحايل واستطاع تحويل توكيل سيارات لصالح ابنه او قريبه، او في قضية غض النظر عن الرشاوي المدفوعة من شركة اجنبية لصالح فرد في عائلته.
هل يمكن ان نرى الموكب الفخم من السيارات والحرس يقف على باب محكمة الصلح ويترجل الحاكم ويدخل المحكمة للنظر في اقواله في الدعوى المقدمة ضده من منظمات حقوق الانسان بتهمة التعذيب داخل سجون السلطة.
وهل يمكن ان تصدر المحكمة حكماً بالاقالة من المنصب والسجن على المتهم- الحاكم
بالطبع هذا الكلام ليس رابع المستحيلات بل اولها في الوقت الحاضر.
تخاصم عمر مع أبيّ بن كعب، فرد من الرعية، ولم يصلا الى حل للمشكلة فقال لأبيّ : اجعل بيني وبينك حكماً . فاختار ابن كعب أن يحتكما الى صديقه زيد بن ثابت.
فزيد وأبيّ من كتبة القرآن أيام الرسول (ص)
بعث عمر غلامه الى زيد بن ثابت وكان يعمل قاضياً بالمدينة يسأل إن كان عنده وقت لحل هذه القضية، فعرض زيد القدوم الى مكان عمر.
رفض عمر واصطحب خصمه الى مكان وجود القاضي.
عمر يعتبر نفسه خصماً عادياً يلجأ الى القضاء لحل مشاكله.
وصل عمر مع أبيّ بن كعب الى مكان القاضي.
قال عمر: أتيناك لتحكم بيننا وفي بيته يؤتى الحكم.
وسع زيد لعمر مكاناً بجانبه ثم قال: إجلس ها هنا يا أمير المؤمنين.
قال عمر: هذا أول جور في حكمك. .... ولكن أجلس مع خصمي.
وادعى أبيّ على عمر وقدّم البينة على ما أدعى، فأنكر عمر وأستعد لحلف اليمين وذلك طبقاً للقاعدة القانونية: البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر.
قال زيد: يا أبيّ إعف أمير المؤمنين من اليمين.
غضب عمر وحلف وقال لزيد:
لن تكون قاضياً عادلاً حتى يستوي عندك أمير المؤمنين وسائر الناس.
وهذا الرد الحاسم من عمر يعطينا قانوناً من اعظم القوانين التي تنظم الحياة على وجه الارض:
السلطة القضائية فوق السلطة التنفيذية
الحاكم انسان عادي، يعيش حياة عادية، يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق ويختصم مع الناس ويدعون عليه ويدعي عليهم، وفي مرحلة من مراحل حياته ( ويفترض ان لا تكون حياته كلها بعد تولي المنصب)، يتولى مهمة الحكم فيقوم بها. ولا يعني هذا أن يختلف الوضع فسيظل يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق ويختصم مع الناس ويدعون عليه ويدعي عليهم
فإذا اختصم مع أحدهم يذهب الى القاضي مع خصمه، فهناك سلطة فوق سلطته.
ولا تستقيم المجتمعات (المدينة الفاضلة) إلا بهذا المفهوم:
لا أحد فوق القانون و
لا يوجد ظل لله على الأرض.
ولا تستطيع اثبات عدم وجود الظل إلا بتحديد مدة زمنية لمن يتولى السلطة.
مبدأ فصل السلطات، ربما كان من أعظم ما قدمه عمر للبشرية التي كانت ما تزال تحبو في ذلك الزمن السحيق قبل الف واربعمائة عام. جاء هذا المفهوم من الفهم الصحيح لمبادىء الدين وأهدافه السامية والتي تصب في مصلحة وسعادة البشرية.
منقول
تعليق حبر سري: رسم لنا سيدنا عمر خطوطا عريضة لما يجب ان يكون عليه الحاكم , وأنه لاصوت يعلو فوق صوت الحق , فرضي الله عنك يابن الخطّاب وأرضاك.
اما بيل كلينتون فقد استطاع محاموه الاكفاء تخليصه من قضية وايت واتر المالية ولم يضطر للذهاب الى المحكمة.
وفي قضية عزله من السلطة بسبب الكذب في فضيحة مونيكا لوينسكي، حضرت لجنة خاصة من الكونجرس الى البيت الابيض لأخذ اقواله.
اما برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا فقد اسقطه الناخبون نتيجة لفضائحه المالية والتي لم يحضر جلسة واحدة من قضاياها العديدة. وانتخبوه ثانية لحاجتهم اليه.
للمنصب الاول في الديقراطيات الغربية حساسيته واهميته وقد يحاكم من يتولى المنصب ولكن بعد استقالته وتحوله الى رجل عادي.
هل يمكن ان نشهد مثلاً حضور احد الحكام العرب لجلسة محكمة البداية للنظر في اقواله في القضية المرفوعة ضده من فرد في الرعية يدّعي ان الحاكم قد تحايل واستطاع تحويل توكيل سيارات لصالح ابنه او قريبه، او في قضية غض النظر عن الرشاوي المدفوعة من شركة اجنبية لصالح فرد في عائلته.
هل يمكن ان نرى الموكب الفخم من السيارات والحرس يقف على باب محكمة الصلح ويترجل الحاكم ويدخل المحكمة للنظر في اقواله في الدعوى المقدمة ضده من منظمات حقوق الانسان بتهمة التعذيب داخل سجون السلطة.
وهل يمكن ان تصدر المحكمة حكماً بالاقالة من المنصب والسجن على المتهم- الحاكم
بالطبع هذا الكلام ليس رابع المستحيلات بل اولها في الوقت الحاضر.
تخاصم عمر مع أبيّ بن كعب، فرد من الرعية، ولم يصلا الى حل للمشكلة فقال لأبيّ : اجعل بيني وبينك حكماً . فاختار ابن كعب أن يحتكما الى صديقه زيد بن ثابت.
فزيد وأبيّ من كتبة القرآن أيام الرسول (ص)
بعث عمر غلامه الى زيد بن ثابت وكان يعمل قاضياً بالمدينة يسأل إن كان عنده وقت لحل هذه القضية، فعرض زيد القدوم الى مكان عمر.
رفض عمر واصطحب خصمه الى مكان وجود القاضي.
عمر يعتبر نفسه خصماً عادياً يلجأ الى القضاء لحل مشاكله.
وصل عمر مع أبيّ بن كعب الى مكان القاضي.
قال عمر: أتيناك لتحكم بيننا وفي بيته يؤتى الحكم.
وسع زيد لعمر مكاناً بجانبه ثم قال: إجلس ها هنا يا أمير المؤمنين.
قال عمر: هذا أول جور في حكمك. .... ولكن أجلس مع خصمي.
وادعى أبيّ على عمر وقدّم البينة على ما أدعى، فأنكر عمر وأستعد لحلف اليمين وذلك طبقاً للقاعدة القانونية: البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر.
قال زيد: يا أبيّ إعف أمير المؤمنين من اليمين.
غضب عمر وحلف وقال لزيد:
لن تكون قاضياً عادلاً حتى يستوي عندك أمير المؤمنين وسائر الناس.
وهذا الرد الحاسم من عمر يعطينا قانوناً من اعظم القوانين التي تنظم الحياة على وجه الارض:
السلطة القضائية فوق السلطة التنفيذية
الحاكم انسان عادي، يعيش حياة عادية، يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق ويختصم مع الناس ويدعون عليه ويدعي عليهم، وفي مرحلة من مراحل حياته ( ويفترض ان لا تكون حياته كلها بعد تولي المنصب)، يتولى مهمة الحكم فيقوم بها. ولا يعني هذا أن يختلف الوضع فسيظل يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق ويختصم مع الناس ويدعون عليه ويدعي عليهم
فإذا اختصم مع أحدهم يذهب الى القاضي مع خصمه، فهناك سلطة فوق سلطته.
ولا تستقيم المجتمعات (المدينة الفاضلة) إلا بهذا المفهوم:
لا أحد فوق القانون و
لا يوجد ظل لله على الأرض.
ولا تستطيع اثبات عدم وجود الظل إلا بتحديد مدة زمنية لمن يتولى السلطة.
مبدأ فصل السلطات، ربما كان من أعظم ما قدمه عمر للبشرية التي كانت ما تزال تحبو في ذلك الزمن السحيق قبل الف واربعمائة عام. جاء هذا المفهوم من الفهم الصحيح لمبادىء الدين وأهدافه السامية والتي تصب في مصلحة وسعادة البشرية.
منقول
تعليق حبر سري: رسم لنا سيدنا عمر خطوطا عريضة لما يجب ان يكون عليه الحاكم , وأنه لاصوت يعلو فوق صوت الحق , فرضي الله عنك يابن الخطّاب وأرضاك.