بوخالد الذيب
20-05-2009, 06:43 AM
ماذا سيحدث في عالم الاستثمار بعد انتهاء الأزمة الراهنة ؟. بل هل يمكن القول: إن الأزمة قد انتهت حقا ؟. الباحث في معهد أبحاث الدورة الاقتصادية بواشنطن راسل آشوثان يجيب على السؤال دون تردد. ففي خلال مداخلة تلفزيونية حول تفصيلات الأزمة الاقتصادية قال آشوثان: "أعتقد أن الأزمة ستنتهي قبل الموعد الذي يتوقعه كثيرون. ثمة نمط تاريخي لعودة الحراك الاقتصادي ونحن نرى الآن علامات لا تخطئها العين تدل على بدء الخروج من النفق".
وقال آشوثان: "لقد قامت الحكومة بجهد جبار للخروج من الأزمة. ولكن اللافت للنظر أن جزءا ضئيلا مما خصصته الحكومة من أموال قد وصل إلى السوق حتى الآن. إن ما يحدث يدل على أن السوق لا تنتظر الساسة وقرارتهم. وفي كل الأحوال فإن أموال الحكومة ذهبت إلى المؤسسات المالية لمنعها من الانهيار ولكن الحكومة لم تبذل جهدا يذكر يتعلق بالدورة الاقتصادية على أي نحو مباشر.
وأشار الباحث الاقتصادي الأميركي إلى أن إحصائيات المعهد الذي يشغل فيه موقع كبير الباحثين وتابع: "مؤشراتنا قفزت بصورة كبيرة منذ ديسمبر الماضي. وحتى أفسر المغزى العميق فإن تلك المؤشرات كانت بصعودها تؤشر على نهاية الركود في 16 من مجموع 17 حالة ركود حدثت منذ الثلاثينيات. صحيح أن هذه الأزمة أعمق من سابقاتها بصورة أوضح ولكن هذا النمط في حركة المؤشرات التي وضعها المعهد لبحث حالة الدورة الاقتصادية يبدو بالنسبة لي ثابتا في كل حالات التباطؤ والركود السابقة. إن الصعود يعني بداية نهاية الأزمة. ومؤشراتنا تصعد الآن بسرعة".
وتابع: "لقد كان لدور الحكومة أثر كبير ولكن ليس في مجال منح الأموال والقروض والدعم وشراء الأصول المتعثرة من المؤسسات المالية. الأهم من ذلك كله هو أمور مثل خفض سعر الفائدة من 5.25% في أغسطس 2007 إلى 0.25% في اللحظة الحالية وذلك في أسعار الفائدة بين المصارف. أما دعم المؤسسات المالية فقد أدى إلى إنقاذ نظامنا المالي بأكمله وهو أمر أدى بالتالي إلى آثار إيجابية في التمهيد لإنعاش الدورة الاقتصادية مرة أخرى.
وقال آشوثان: إنه لا يدعي بذلك أن الأزمة قد مرت وأضاف: "الحيلولة دون انهيار النظام المصرفي الأميركي وجدت صداها في أنحاء العالم لاسيما في الدول الصناعية. ورغم أن كل ذلك لا يعني أننا على أعتاب عودة الانتعاش ولكن الأمور تتحسن على نحو يتيح للشركات أن تعود إلى بناء مخزونها مرة أخرى بعد أن وصل إلى مستويات متدنية على نحو يبعث على القلق".
وتابع: "حين تبدأ الشركات في إعادة بناء مخزونها فإنها تزيد الطلبيات في المصانع المنتجة, وقد يؤدي ذلك إلى بعض الزيادة في الطلب على القوة العاملة وإلى بدء عودة التفاؤل إلى المستثمرين. فضلا عن ذلك فإننا لاحظنا خلال دراستنا لنمط خروج الاقتصاد من فترات الانكماش أن حركة البناء والتشييد تنشط قبل فترة وجيزة من عودة الانتعاش بصورة واضحة. وإذا ما بدأت حركة البناء في الانتعاش فإن ذلك سيعني المزيد من الطلب على القوة العاملة والمزيد من الوظائف. ونحن نأمل أن يترك ذلك أثرا نفسيا إيجابيا يكفي لتحريك العجلة المتوقفة".
وحين سئل آشوثان عن احتمال حدوث تطورات تؤخر ما يراه من عودة قريبة للانتعاش قال: "هذا احتمال وارد بطبيعة الحال وإن كان ضعيفا. لقد كانت أوضاع شركات التأمين وبعض مؤسسات الوساطة في سوق الأسهم ذات الحجم الكبير مقلقة إلى حد كبير في السابق. ولكن ما جعل الوضع مختلفا هو أن الحكومة الفيدرالية أظهرت أنها تقف على أهبة الاستعداد للتدخل إذا ما حدث طارئ ما لإحدى هذه المؤسسات. من هذه الزاوية وبصرف النظر عن الأوضاع الداخلية لبعض تلك المؤسسات فإن احتمالات تكرار ما حدث لمؤسسة ليمان براذرز يعد احتمالا مستبعدا في الظروف الحالية".
وقال الباحث الأميركي: "السؤال الذي نسعى الآن للإجابة عليه هو ما إذا كانت الأزمة شديدة الوطأة على المستثمرين الأمريكيين من حيث حجمها والأسلوب المفاجئ الذي حدثت به إلى حد يكفي لتغيير سلوكهم الاستثماري. إننا لا نستطيع حتى الآن الإجابة على هذا السؤال. ذلك أن الإجابة لا يمكن أن توضع في معمل مغلق. إن العادات الأمريكية في الإنفاق والادخار يمكن أن تتغيير. وهناك من يقولون: إن هذه العادات قد تعود إلى ما كانت عليه بمرور الوقت كما أن هناك من يقولون: إن هذا الجيل سيكون أكثر تحفظا وحرصا في سياساته الاستثمارية بعد الكارثة التي حدثت".
وثمة ما يرجح أن عودة المستثمرين الأمريكيين إلى السوق ستتسم بالتحفظ على الأقل في السنوات القليلة التي تلي حدوث الانتعاش المتوقع. ويقول آشوثان في ذلك: "التقارير الأولى التي وصلتنا من بعض المؤسسات الاستثمارية تشير إلى أن زبائنها باتوا أكثر تحفظا مما كانوا عليه في السابق. إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الموقف المتحفظ سيظل متحفظا بعد دوران العجلة بسرعة متزايدة. وفي الواقع فإن أي إجابة ستبقى في مصاف الاجتهاد إذ إن المعلومات المتوفرة عن سلوك المستثمرين بعد عودة الانتعاش قليلة أو غير موجودة. وتقديري الشخصي أن سلوك المستثمرين الأميركيين سيعتمد إلى حد كبير على قوة الانتعاش الذي سيحدث. فإذا كانت المعدلات قوية فإن ذلك سيكون حافزا على الشعور بأن ما حدث كان سحابة صيف وقد مرت. أما إذا استغرق الانتعاش بعض الوقت أو إذا تعثر مرة أو مرتين في طرق الصعود فإن ذلك سيعزز التحفظ المفهوم لدى المستثمر".
وقال آشوثان: "لقد قامت الحكومة بجهد جبار للخروج من الأزمة. ولكن اللافت للنظر أن جزءا ضئيلا مما خصصته الحكومة من أموال قد وصل إلى السوق حتى الآن. إن ما يحدث يدل على أن السوق لا تنتظر الساسة وقرارتهم. وفي كل الأحوال فإن أموال الحكومة ذهبت إلى المؤسسات المالية لمنعها من الانهيار ولكن الحكومة لم تبذل جهدا يذكر يتعلق بالدورة الاقتصادية على أي نحو مباشر.
وأشار الباحث الاقتصادي الأميركي إلى أن إحصائيات المعهد الذي يشغل فيه موقع كبير الباحثين وتابع: "مؤشراتنا قفزت بصورة كبيرة منذ ديسمبر الماضي. وحتى أفسر المغزى العميق فإن تلك المؤشرات كانت بصعودها تؤشر على نهاية الركود في 16 من مجموع 17 حالة ركود حدثت منذ الثلاثينيات. صحيح أن هذه الأزمة أعمق من سابقاتها بصورة أوضح ولكن هذا النمط في حركة المؤشرات التي وضعها المعهد لبحث حالة الدورة الاقتصادية يبدو بالنسبة لي ثابتا في كل حالات التباطؤ والركود السابقة. إن الصعود يعني بداية نهاية الأزمة. ومؤشراتنا تصعد الآن بسرعة".
وتابع: "لقد كان لدور الحكومة أثر كبير ولكن ليس في مجال منح الأموال والقروض والدعم وشراء الأصول المتعثرة من المؤسسات المالية. الأهم من ذلك كله هو أمور مثل خفض سعر الفائدة من 5.25% في أغسطس 2007 إلى 0.25% في اللحظة الحالية وذلك في أسعار الفائدة بين المصارف. أما دعم المؤسسات المالية فقد أدى إلى إنقاذ نظامنا المالي بأكمله وهو أمر أدى بالتالي إلى آثار إيجابية في التمهيد لإنعاش الدورة الاقتصادية مرة أخرى.
وقال آشوثان: إنه لا يدعي بذلك أن الأزمة قد مرت وأضاف: "الحيلولة دون انهيار النظام المصرفي الأميركي وجدت صداها في أنحاء العالم لاسيما في الدول الصناعية. ورغم أن كل ذلك لا يعني أننا على أعتاب عودة الانتعاش ولكن الأمور تتحسن على نحو يتيح للشركات أن تعود إلى بناء مخزونها مرة أخرى بعد أن وصل إلى مستويات متدنية على نحو يبعث على القلق".
وتابع: "حين تبدأ الشركات في إعادة بناء مخزونها فإنها تزيد الطلبيات في المصانع المنتجة, وقد يؤدي ذلك إلى بعض الزيادة في الطلب على القوة العاملة وإلى بدء عودة التفاؤل إلى المستثمرين. فضلا عن ذلك فإننا لاحظنا خلال دراستنا لنمط خروج الاقتصاد من فترات الانكماش أن حركة البناء والتشييد تنشط قبل فترة وجيزة من عودة الانتعاش بصورة واضحة. وإذا ما بدأت حركة البناء في الانتعاش فإن ذلك سيعني المزيد من الطلب على القوة العاملة والمزيد من الوظائف. ونحن نأمل أن يترك ذلك أثرا نفسيا إيجابيا يكفي لتحريك العجلة المتوقفة".
وحين سئل آشوثان عن احتمال حدوث تطورات تؤخر ما يراه من عودة قريبة للانتعاش قال: "هذا احتمال وارد بطبيعة الحال وإن كان ضعيفا. لقد كانت أوضاع شركات التأمين وبعض مؤسسات الوساطة في سوق الأسهم ذات الحجم الكبير مقلقة إلى حد كبير في السابق. ولكن ما جعل الوضع مختلفا هو أن الحكومة الفيدرالية أظهرت أنها تقف على أهبة الاستعداد للتدخل إذا ما حدث طارئ ما لإحدى هذه المؤسسات. من هذه الزاوية وبصرف النظر عن الأوضاع الداخلية لبعض تلك المؤسسات فإن احتمالات تكرار ما حدث لمؤسسة ليمان براذرز يعد احتمالا مستبعدا في الظروف الحالية".
وقال الباحث الأميركي: "السؤال الذي نسعى الآن للإجابة عليه هو ما إذا كانت الأزمة شديدة الوطأة على المستثمرين الأمريكيين من حيث حجمها والأسلوب المفاجئ الذي حدثت به إلى حد يكفي لتغيير سلوكهم الاستثماري. إننا لا نستطيع حتى الآن الإجابة على هذا السؤال. ذلك أن الإجابة لا يمكن أن توضع في معمل مغلق. إن العادات الأمريكية في الإنفاق والادخار يمكن أن تتغيير. وهناك من يقولون: إن هذه العادات قد تعود إلى ما كانت عليه بمرور الوقت كما أن هناك من يقولون: إن هذا الجيل سيكون أكثر تحفظا وحرصا في سياساته الاستثمارية بعد الكارثة التي حدثت".
وثمة ما يرجح أن عودة المستثمرين الأمريكيين إلى السوق ستتسم بالتحفظ على الأقل في السنوات القليلة التي تلي حدوث الانتعاش المتوقع. ويقول آشوثان في ذلك: "التقارير الأولى التي وصلتنا من بعض المؤسسات الاستثمارية تشير إلى أن زبائنها باتوا أكثر تحفظا مما كانوا عليه في السابق. إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الموقف المتحفظ سيظل متحفظا بعد دوران العجلة بسرعة متزايدة. وفي الواقع فإن أي إجابة ستبقى في مصاف الاجتهاد إذ إن المعلومات المتوفرة عن سلوك المستثمرين بعد عودة الانتعاش قليلة أو غير موجودة. وتقديري الشخصي أن سلوك المستثمرين الأميركيين سيعتمد إلى حد كبير على قوة الانتعاش الذي سيحدث. فإذا كانت المعدلات قوية فإن ذلك سيكون حافزا على الشعور بأن ما حدث كان سحابة صيف وقد مرت. أما إذا استغرق الانتعاش بعض الوقت أو إذا تعثر مرة أو مرتين في طرق الصعود فإن ذلك سيعزز التحفظ المفهوم لدى المستثمر".