ابن قطر
20-05-2009, 08:47 AM
مبروك للزملاء أفراحهم وجعلها الله بامتداد البلاد والعباد. الرأي الآخر .. النفوس المنهارة قد تنتشلها مجرد كلمات صادقة..
بقلم الكاتبة : مريم آل سعد ..جفت حياة الكثيرين وطوتها العزلة لأنهم لم يجدوا من يضمهم ويحتضنهم بمشاعره، كثيرون نجحت القتامة في بسط وجودها علي واقعهم كأسلوب حياة، فاستحالوا إلي ألواح خشبية تصهرهم حرارتهم الإنسانية لتحرقهم بدلا من منحهم الدفء والتألق والعطاء.
قد يكون لوجود مشاعر مخلصة حولنا أثرها في تحويل مجري حياتنا، وإنقاذها من الانحدار للهوة الغامضة التي تسير نحوها بسرعة كوكب خرج من جرمه، إن الوقوف مع أزمة صديق أو قريب ليس المقصود بها ماديا، وان كانت هذه الأخيرة محسوبة ان كان يحتاجها، ولكنه الدعم المعنوي والتواجد الروحي.
مفاجآت الحياة كثيرة وغريبة وليست بالبال ولكنها تكشف المفاهيم والأشياء والنفوس التي تظهر هشاشتها وتغييبها وجوانبها المعتمة.
أمر لا يعرفه الناس ولا يهبونه حقه وهو أن مساندتهم لفرد من العائلة أو لصديق في وقت أزمته يعني له الكثير، فقد لا يعيرون وقفتهم البسيطة معه أدني اهتمام أولا يتوقعون تأثيرها العجيب عليه ولكنها مثل السحر الذي يغير حاله من حال إلي حال.
انه الحنان ذلك الإكسير العجيب الذي يسري في العروق ويحييها، ويملك القدرة علي انتشالها من بؤسها وضياعها وينير دربها.
ان إنقاذ حياة الناس لا يترجم حرفيا ولا يتمحور بمعناه المجرد بأنه الإنقاذ من خطر أو حريق أو زلزال أو غرق.. الخ، بل إنه قد يكون انتشاله من بؤسه وظلام نفسه واكتئابه ودورانه في فلك ظنونه وتعاسته، ومنحه بطاقة عبور لرؤية الجانب المشرق من الحياة، وهو واسع ومنير ومتعدد الانعكاسات والرؤي.
وإذا كانت مجرد الابتسامة في وجوه الآخرين تعتبر بمنزلة الصدقة، فكيف إذا احتوي الإنسان صديقه أو أحد أفراد عائلته، وأعطاهم دعمه وتشجيعه وحنانه وإنسانيته..؟؟
بعض الناس يبخلون بإظهار عواطفهم إما لشحها أصلا عندهم أو لعدم تعاطفهم الفطري مع الآخرين والإحساس بأنينهم الداخلي أو لعدم قدرتهم علي المجاملة بسبب غيرتهم وأنانيتهم.
من المفجع أن يتعايش المرء مع أناس فاقدي المحبة، فكيف يهبها جافي العواطف، وكيف يتقاسم وهذا حاله ما لا يملكه مع الآخرين..؟؟ وكيف يمكن لمن يبحث بنفسه عن كلمة حنان وعطف تخفف تصحر حياته وخوائها أن يمنح ما يروي غيره..؟؟
مع أنهم لو فتحوا باب العطاء فسيتلقون أضعافه، ولو أقبلوا علي الآخرين وتعاطفوا معهم لارتد عليهم ذلك بمشاعر فياضة عارمة أكثر مما يتوقعون.
إن وجود الإنسان في أرض قاحلة عطشي قد يصيبه بالجفاف، كذلك النفس البشرية في رحاب الانغلاق الإنساني الذي يضع الحواجز ويئد المشاعر، ويشوه تناغمها ومساندتها لآلام الآخرين.
إن هناك مناطق مدفونة في نفوس البشر بمثابة جروح طرية لم تندمل بعد، يجهلون تأثيرها علي أرواحهم، ويعتقدون بأنهم متصالحون معها بينما لا تزال تنز بصديدها.
هناك أحداث وأشخاص ومواقف يعتقدون أنهم تجاوزوها، وأنها لا تمثل انعكاسا علي حياتهم بينما بالعكس، لها وقع وتأثير وتطفو علي السطح في أوقات لا يتوقعونها بل تتفاقم عندما يتمادون بتجاهلها، ولا يدركون بأنها سر الكآبة التي تحاصرهم وسبب السحابة القاتمة التي تجثم علي صدورهم .
لهذا السبب نحتاج إلي المعالجة التي تعتمد الصراحة .. والصراحة فقط، كذلك لا يستطيع المرء تخطي جدار نفسه وإخراج أعماقه للسطح لرؤية حقيقتها إلا بمساعدة آخرين يثق بهم ويشعر بطيبتهم وإخلاصهم، ليساعدوه للغوص إليها ورؤيتها ومحاورتها ومن ثم مواجهتها ومجابهتها لاستخلاص الحل والتحلل منها.
لا يكفي ان يكون الإنسان منفتحا ليحكي تجربته وحيرته بل يحتاج لمن يمد يده وينتشله ويساعده علي التقاط مخاوفه من اللاوعيه والتخلص منها.
بالطبع هناك أزمات نفسية تحتاج إلي الطبيب المتخصص المعالج ولكن هناك الكثير من حالات القلق والاكتئاب
لاتحتاج إلا لقلب مؤمن بهذا الشخص، وإلي وقوف الأصدقاء والأهل معه ودعمه وتأييده، وشحنه بالطاقة التي يحتاجها من الثقة والأمن.
تحية إلي كل صديق وقف مع صديقه في أزمته، وشد أزره واستمع إليه، وخفف ألمه ومنحه الحب والرعاية والحنان.
تحية إلي القلوب المعطاءة التي تحتوي آلام غيرها لأنها تنحاز لإنسانيتها، ولا تستطيع سوي الاستجابة لصوت الألم وتعبير التوقع وتطلع الأمل. هذه القلوب النقية مؤشر علي أن العالم بخير ويتنفس بالعطاء والتآزر.
عندما يواجه شخص مقرب أزمة ما يحتاج إلي من يقف معه وليس من يقول له، ألم أقل لك ، ألم أحذرك، ألم أنبهك، وليس من يتجاهل أزمته وكأن شيئا لم يتغير والأمور علي ما يرام، دون أن يري نزفه الداخلي مرتسما شحوبا وذبولا علي وجهه، وذهولا واختناقا في صوته.
ان هذا ليس وقت المحاكمة أو تحليل الأحداث أو الوقوف علي الحياد بادعاء عدم معرفة الملابسات والتفاصيل، انه وقت التدخل الحقيقي والمساندة غير المشروطة.
عندما تكون صديقتي في أزمة سأقول لها.. إنني معك مهما يكن خيارك، وسأساندك وستجدينني معك في كل لحظة، ليست مهمتي توجيهها بل نصحها، وليس واجبي فرض رأيي أو الانسحاب، وليس مكاني مقعد المتفرجين خشية تحميلي مسئولية التدخل وتركها تسبح في البؤس وحدها.
إذا لم تكن مع الشخص المقرب منك وقت أزمته فلن تكون معه أبدا، ويا ويل من يجد نفسه وقت المحنة وحيدا، وقد ابتعد الناس عنه كأنهم يحترمون عذابه بينما في الحقيقة أنهم يتجاهلونه ويتركونه بنفسه فريسة لبؤسه..!!
يعتقد الناس بأن أصدقاءهم المأزومين يعرفون مشاعرهم المتضامنة، ولا يدركون بأن هؤلاء يحتاجون لمن يعبر لهم بالكلمات والمواقف، فالظاهر يسود دائما، فإذا كان مجردا من التعبير، صمتا كئيبا موحشا باردا خاليا من أي انفعال، فان الرسالة تضيع والذبذبات تفشل في التوصيل، لذلك عليهم إظهار حبهم وتشجيعهم ودعمهم بالكلمات والسلوك والإصرار والاهتمام.
عندما تضيق الدنيا بما رحبت، عندما يسجن الإنسان نفسه في ذاته فانه لا يري أبعد من همومه، لا ينتبه لما حوله، ولا يكتشف أبعاد وألغاز الحياة والنفوس، وأنها أكبر وأعم من المحيط حوله، وتزخر بالكثير لأنه يكون قد أغلق الأبواب وتربس النوافذ وأغرق روحه في الظلام، فيصغر العالم الكوني الواسع، ويستحيل نقطة مظلمة تغطي كيانه ولا يري غيرها.
أيها المصدومون من ضربات الحياة المفاجئة، لا تنساقوا وراء مخاوفكم كثيرا، ولا تحتموا وراء حوائط الريبة والحذر، فهي وان كانت تحميكم من وهم الصدمات المباغتة المؤلمة إلا أنها تتضخم أحيانا وتصبح مضللة ووبالا علي صاحبها..!!
فبدلا من ان تكون ترسانة يختبئ صاحبها وراءها بحثا عن الأمان والسلام، تصبح أكذوبة تجره إلي متاهات من الهلع والتخيلات المريضة.
ان الخوف من مواجهة الألم والتوقعات هو التدمير الذاتي للنفس، وقهره يكون بمجابهتها وتحديه لها وعدم ترويع نفسه بالنتائج المحتملة، حتي لا يبني أصحابها قلاعا من الوهم لا يكون لها أساس وبناء إلا في خيالهم المحموم.
عليهم الدخول في التجربة وتخطي الظنون، وكما يشحنون أنفسهم بمغبة نتائجها السيئة عليهم أن يعرفوا بالمقابل ان هناك أيضا وحتما جوانب ايجابية لها لا تخطر لهم علي بال، ومن هم ليعرفوها..؟؟ ولو كانوا يدركون ما يعتقدون انه حاصل ما وقعوا في مأساتهم الحالية.
إنها أشياء قدرية وأبواب مجهولة وقدرات خارقة، وتدابير مجهولة، بخيرها وشرها، فلا يحملوا أنفسهم فوق طاقتها، ولا يدعوا القدرة علي حمايتها، ولا يغلقوا أبواب الرحمة أمامها، وليدعوا إرادة الله تنسكب في أرواحهم تخلصهم من عذابها، وتفتح آفاق التبصر والخير بأذرعه العديدة أمامهم ما ظهر منها وما بطن لتحتويهم.
فليجربوا مواجهة مخاوفهم، وليسلموا أمرهم لله، وليدخلوا اليم مستكشفين مليئين بالتحدي والأمل، ليعرفوا بأنهم لا يعرفون ما ادعوا معرفته، وما اعتقدوا أنهم يفهمونه، وبأن اعتقاداتهم أصلا لا وجود لها من الأساس، وأن الطريق لم يبدأ بعد وأن السماء محملة بالمفاجآت المنيرة، كأقواس قزح تمنحهم ما يجعل ما مضي مجرد سحابة صيف لا معني لها..!!
(مبروك فارس الصحافة المحلية)
تهنئة خالصة للزميل المشاغب أحمد علي مشرف عام جريدة الوطن القطرية فوزه بجائزة الصحافة العربية، عن فئة أفضل حوار صحفي نشر في عام 2008، والذي كان قد أجراه مع فخامة الرئيس السوري بشار الأسد، ونشر في جريدة الوطن بالتزامن مع عدة صحف عربية.
مبروك لأحمد علي الذي شغل صحافتنا المحلية ردحا ليس باليسير وما زال يشغلها بمشاغباته وتحرشاته، التي قد نتفق أو نختلف معها ولكنه زميل قلم يضيف لصحافتنا نكهة مميزة يصعب التعامل دونها، ومدرسة لها تلاميذها العاقون نوعا ما، حيث يستخدمون أدوات الأستاذ وأسلوبه ولكنهم لا يتوانون عن التنكر له، كأنهم يظهرون له براعتهم، ويرونه مهاراتهم وفنونهم ليسابقوه.
أهدي الزميل أحمد علي جائزته من ضمن من أهدي إلي زملائه الكتاب والصحفيين، ونحن بدورنا نقول له بأن صحافتنا المحلية تبارك لك يا بو علي هذا النجاح وبالفعل أحسسناه نجاحا لنا كلنا.
مبروك لقطر، ولجريدة الوطن، وللصحافة القطرية جائزة الصحافة العربية، ومزيدا من النجاح والتألق.
(ومبروك حلمك يا نعيمة)
مبروك للزميلة نعيمة المطاوعة عيشها الحلم بزواج كريمتها علياء، وقد عبرت أم نواف في مقالها المؤثر (البقشة البيضاء والفرحة) المنشور يوم الأحد في جريدة الشرق عن شعور كل أم تعيش فرحة ابنتها الوحيدة.
والزميلان أحمد علي ونعيمة المطاوعة وزمرة أخري رائعة من الإعلاميين القطريين كلهم كنا معا دفعة جامعية واحدة، درسنا في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وبذلك جمعتنا مقاعد الدراسة ومهنة القلم وهموم الوطن.
mariam.alsaad@gmail.com
بقلم الكاتبة : مريم آل سعد ..جفت حياة الكثيرين وطوتها العزلة لأنهم لم يجدوا من يضمهم ويحتضنهم بمشاعره، كثيرون نجحت القتامة في بسط وجودها علي واقعهم كأسلوب حياة، فاستحالوا إلي ألواح خشبية تصهرهم حرارتهم الإنسانية لتحرقهم بدلا من منحهم الدفء والتألق والعطاء.
قد يكون لوجود مشاعر مخلصة حولنا أثرها في تحويل مجري حياتنا، وإنقاذها من الانحدار للهوة الغامضة التي تسير نحوها بسرعة كوكب خرج من جرمه، إن الوقوف مع أزمة صديق أو قريب ليس المقصود بها ماديا، وان كانت هذه الأخيرة محسوبة ان كان يحتاجها، ولكنه الدعم المعنوي والتواجد الروحي.
مفاجآت الحياة كثيرة وغريبة وليست بالبال ولكنها تكشف المفاهيم والأشياء والنفوس التي تظهر هشاشتها وتغييبها وجوانبها المعتمة.
أمر لا يعرفه الناس ولا يهبونه حقه وهو أن مساندتهم لفرد من العائلة أو لصديق في وقت أزمته يعني له الكثير، فقد لا يعيرون وقفتهم البسيطة معه أدني اهتمام أولا يتوقعون تأثيرها العجيب عليه ولكنها مثل السحر الذي يغير حاله من حال إلي حال.
انه الحنان ذلك الإكسير العجيب الذي يسري في العروق ويحييها، ويملك القدرة علي انتشالها من بؤسها وضياعها وينير دربها.
ان إنقاذ حياة الناس لا يترجم حرفيا ولا يتمحور بمعناه المجرد بأنه الإنقاذ من خطر أو حريق أو زلزال أو غرق.. الخ، بل إنه قد يكون انتشاله من بؤسه وظلام نفسه واكتئابه ودورانه في فلك ظنونه وتعاسته، ومنحه بطاقة عبور لرؤية الجانب المشرق من الحياة، وهو واسع ومنير ومتعدد الانعكاسات والرؤي.
وإذا كانت مجرد الابتسامة في وجوه الآخرين تعتبر بمنزلة الصدقة، فكيف إذا احتوي الإنسان صديقه أو أحد أفراد عائلته، وأعطاهم دعمه وتشجيعه وحنانه وإنسانيته..؟؟
بعض الناس يبخلون بإظهار عواطفهم إما لشحها أصلا عندهم أو لعدم تعاطفهم الفطري مع الآخرين والإحساس بأنينهم الداخلي أو لعدم قدرتهم علي المجاملة بسبب غيرتهم وأنانيتهم.
من المفجع أن يتعايش المرء مع أناس فاقدي المحبة، فكيف يهبها جافي العواطف، وكيف يتقاسم وهذا حاله ما لا يملكه مع الآخرين..؟؟ وكيف يمكن لمن يبحث بنفسه عن كلمة حنان وعطف تخفف تصحر حياته وخوائها أن يمنح ما يروي غيره..؟؟
مع أنهم لو فتحوا باب العطاء فسيتلقون أضعافه، ولو أقبلوا علي الآخرين وتعاطفوا معهم لارتد عليهم ذلك بمشاعر فياضة عارمة أكثر مما يتوقعون.
إن وجود الإنسان في أرض قاحلة عطشي قد يصيبه بالجفاف، كذلك النفس البشرية في رحاب الانغلاق الإنساني الذي يضع الحواجز ويئد المشاعر، ويشوه تناغمها ومساندتها لآلام الآخرين.
إن هناك مناطق مدفونة في نفوس البشر بمثابة جروح طرية لم تندمل بعد، يجهلون تأثيرها علي أرواحهم، ويعتقدون بأنهم متصالحون معها بينما لا تزال تنز بصديدها.
هناك أحداث وأشخاص ومواقف يعتقدون أنهم تجاوزوها، وأنها لا تمثل انعكاسا علي حياتهم بينما بالعكس، لها وقع وتأثير وتطفو علي السطح في أوقات لا يتوقعونها بل تتفاقم عندما يتمادون بتجاهلها، ولا يدركون بأنها سر الكآبة التي تحاصرهم وسبب السحابة القاتمة التي تجثم علي صدورهم .
لهذا السبب نحتاج إلي المعالجة التي تعتمد الصراحة .. والصراحة فقط، كذلك لا يستطيع المرء تخطي جدار نفسه وإخراج أعماقه للسطح لرؤية حقيقتها إلا بمساعدة آخرين يثق بهم ويشعر بطيبتهم وإخلاصهم، ليساعدوه للغوص إليها ورؤيتها ومحاورتها ومن ثم مواجهتها ومجابهتها لاستخلاص الحل والتحلل منها.
لا يكفي ان يكون الإنسان منفتحا ليحكي تجربته وحيرته بل يحتاج لمن يمد يده وينتشله ويساعده علي التقاط مخاوفه من اللاوعيه والتخلص منها.
بالطبع هناك أزمات نفسية تحتاج إلي الطبيب المتخصص المعالج ولكن هناك الكثير من حالات القلق والاكتئاب
لاتحتاج إلا لقلب مؤمن بهذا الشخص، وإلي وقوف الأصدقاء والأهل معه ودعمه وتأييده، وشحنه بالطاقة التي يحتاجها من الثقة والأمن.
تحية إلي كل صديق وقف مع صديقه في أزمته، وشد أزره واستمع إليه، وخفف ألمه ومنحه الحب والرعاية والحنان.
تحية إلي القلوب المعطاءة التي تحتوي آلام غيرها لأنها تنحاز لإنسانيتها، ولا تستطيع سوي الاستجابة لصوت الألم وتعبير التوقع وتطلع الأمل. هذه القلوب النقية مؤشر علي أن العالم بخير ويتنفس بالعطاء والتآزر.
عندما يواجه شخص مقرب أزمة ما يحتاج إلي من يقف معه وليس من يقول له، ألم أقل لك ، ألم أحذرك، ألم أنبهك، وليس من يتجاهل أزمته وكأن شيئا لم يتغير والأمور علي ما يرام، دون أن يري نزفه الداخلي مرتسما شحوبا وذبولا علي وجهه، وذهولا واختناقا في صوته.
ان هذا ليس وقت المحاكمة أو تحليل الأحداث أو الوقوف علي الحياد بادعاء عدم معرفة الملابسات والتفاصيل، انه وقت التدخل الحقيقي والمساندة غير المشروطة.
عندما تكون صديقتي في أزمة سأقول لها.. إنني معك مهما يكن خيارك، وسأساندك وستجدينني معك في كل لحظة، ليست مهمتي توجيهها بل نصحها، وليس واجبي فرض رأيي أو الانسحاب، وليس مكاني مقعد المتفرجين خشية تحميلي مسئولية التدخل وتركها تسبح في البؤس وحدها.
إذا لم تكن مع الشخص المقرب منك وقت أزمته فلن تكون معه أبدا، ويا ويل من يجد نفسه وقت المحنة وحيدا، وقد ابتعد الناس عنه كأنهم يحترمون عذابه بينما في الحقيقة أنهم يتجاهلونه ويتركونه بنفسه فريسة لبؤسه..!!
يعتقد الناس بأن أصدقاءهم المأزومين يعرفون مشاعرهم المتضامنة، ولا يدركون بأن هؤلاء يحتاجون لمن يعبر لهم بالكلمات والمواقف، فالظاهر يسود دائما، فإذا كان مجردا من التعبير، صمتا كئيبا موحشا باردا خاليا من أي انفعال، فان الرسالة تضيع والذبذبات تفشل في التوصيل، لذلك عليهم إظهار حبهم وتشجيعهم ودعمهم بالكلمات والسلوك والإصرار والاهتمام.
عندما تضيق الدنيا بما رحبت، عندما يسجن الإنسان نفسه في ذاته فانه لا يري أبعد من همومه، لا ينتبه لما حوله، ولا يكتشف أبعاد وألغاز الحياة والنفوس، وأنها أكبر وأعم من المحيط حوله، وتزخر بالكثير لأنه يكون قد أغلق الأبواب وتربس النوافذ وأغرق روحه في الظلام، فيصغر العالم الكوني الواسع، ويستحيل نقطة مظلمة تغطي كيانه ولا يري غيرها.
أيها المصدومون من ضربات الحياة المفاجئة، لا تنساقوا وراء مخاوفكم كثيرا، ولا تحتموا وراء حوائط الريبة والحذر، فهي وان كانت تحميكم من وهم الصدمات المباغتة المؤلمة إلا أنها تتضخم أحيانا وتصبح مضللة ووبالا علي صاحبها..!!
فبدلا من ان تكون ترسانة يختبئ صاحبها وراءها بحثا عن الأمان والسلام، تصبح أكذوبة تجره إلي متاهات من الهلع والتخيلات المريضة.
ان الخوف من مواجهة الألم والتوقعات هو التدمير الذاتي للنفس، وقهره يكون بمجابهتها وتحديه لها وعدم ترويع نفسه بالنتائج المحتملة، حتي لا يبني أصحابها قلاعا من الوهم لا يكون لها أساس وبناء إلا في خيالهم المحموم.
عليهم الدخول في التجربة وتخطي الظنون، وكما يشحنون أنفسهم بمغبة نتائجها السيئة عليهم أن يعرفوا بالمقابل ان هناك أيضا وحتما جوانب ايجابية لها لا تخطر لهم علي بال، ومن هم ليعرفوها..؟؟ ولو كانوا يدركون ما يعتقدون انه حاصل ما وقعوا في مأساتهم الحالية.
إنها أشياء قدرية وأبواب مجهولة وقدرات خارقة، وتدابير مجهولة، بخيرها وشرها، فلا يحملوا أنفسهم فوق طاقتها، ولا يدعوا القدرة علي حمايتها، ولا يغلقوا أبواب الرحمة أمامها، وليدعوا إرادة الله تنسكب في أرواحهم تخلصهم من عذابها، وتفتح آفاق التبصر والخير بأذرعه العديدة أمامهم ما ظهر منها وما بطن لتحتويهم.
فليجربوا مواجهة مخاوفهم، وليسلموا أمرهم لله، وليدخلوا اليم مستكشفين مليئين بالتحدي والأمل، ليعرفوا بأنهم لا يعرفون ما ادعوا معرفته، وما اعتقدوا أنهم يفهمونه، وبأن اعتقاداتهم أصلا لا وجود لها من الأساس، وأن الطريق لم يبدأ بعد وأن السماء محملة بالمفاجآت المنيرة، كأقواس قزح تمنحهم ما يجعل ما مضي مجرد سحابة صيف لا معني لها..!!
(مبروك فارس الصحافة المحلية)
تهنئة خالصة للزميل المشاغب أحمد علي مشرف عام جريدة الوطن القطرية فوزه بجائزة الصحافة العربية، عن فئة أفضل حوار صحفي نشر في عام 2008، والذي كان قد أجراه مع فخامة الرئيس السوري بشار الأسد، ونشر في جريدة الوطن بالتزامن مع عدة صحف عربية.
مبروك لأحمد علي الذي شغل صحافتنا المحلية ردحا ليس باليسير وما زال يشغلها بمشاغباته وتحرشاته، التي قد نتفق أو نختلف معها ولكنه زميل قلم يضيف لصحافتنا نكهة مميزة يصعب التعامل دونها، ومدرسة لها تلاميذها العاقون نوعا ما، حيث يستخدمون أدوات الأستاذ وأسلوبه ولكنهم لا يتوانون عن التنكر له، كأنهم يظهرون له براعتهم، ويرونه مهاراتهم وفنونهم ليسابقوه.
أهدي الزميل أحمد علي جائزته من ضمن من أهدي إلي زملائه الكتاب والصحفيين، ونحن بدورنا نقول له بأن صحافتنا المحلية تبارك لك يا بو علي هذا النجاح وبالفعل أحسسناه نجاحا لنا كلنا.
مبروك لقطر، ولجريدة الوطن، وللصحافة القطرية جائزة الصحافة العربية، ومزيدا من النجاح والتألق.
(ومبروك حلمك يا نعيمة)
مبروك للزميلة نعيمة المطاوعة عيشها الحلم بزواج كريمتها علياء، وقد عبرت أم نواف في مقالها المؤثر (البقشة البيضاء والفرحة) المنشور يوم الأحد في جريدة الشرق عن شعور كل أم تعيش فرحة ابنتها الوحيدة.
والزميلان أحمد علي ونعيمة المطاوعة وزمرة أخري رائعة من الإعلاميين القطريين كلهم كنا معا دفعة جامعية واحدة، درسنا في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وبذلك جمعتنا مقاعد الدراسة ومهنة القلم وهموم الوطن.
mariam.alsaad@gmail.com