@الشبح@
22-05-2009, 02:40 PM
حتى لايصبح المعلم القطري في مهب الريح..!! 2009-05-20:tease:
بالرغم من النقلة الكبيرة كماً وكيفاً في مجال التعليم من حيث القرارات والمخصصات ، إلا أن مايحدث على أرض الواقع أمر مختلف تماما وبعيد عن التطور والتحديث بعداً شاسعاً ، وتطبيق التجربة المعدة والمرسومة لمسار التعليم يبدو أنه سيلزمها سنوات عديدة من العطاء ورفع مستوى الكفاءة والجد والمثابرة ، وبالأخص ماهو مطبق في المدارس المستقلة والتي يختلف نظامها اختلافا كبيرا عن المدارس الحكومية ، فلابد من تكثيف التدريب لهيئة التدريس فيها ، وتدعيم قدراتهم بالدورات التدريبية والأساليب الحديثة لمواكبة التحديث في التعليم، وذلك حتى يتحقق الهدف المنشود منها ، ولتنجح تلك التجربة التي أعد لها كثيرا وتصبح على أرض التطبيق واقعا لايشوبه ضباب .
وعندما نتحدث عن المنظومة التعليمية فلابد أن نتطرق لذلك العنصر الذي يعد أساسا في هذه العملية ألا وهو المعلم ، وتحديداً المعلم القطري .. فأين هو المدرس القطري بعد سنوات العطاء والجهد والخبرة والإنتاج ؟؟
إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج منا أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا ، وأن نسأل أنفسنا أين تلك الكوكبة التي لطالما كانت قدوة في البذل والعطاء لسنوات طويلة تفني حياتها وجهدها في التدريس والتعليم لأجيال تتبعها أجيال دون كلل أوملل . أين وصل أولئك الذين قطعوا شوطاً كبيرا في حقل التعليم مزودين أنفسهم بدراسات جامعية ودورات تأهيلية وورش عمل ، وخبرات مكتسبة على مر السنين ، وقد رسم كل معلم منهم لنفسه خطى ثابتة طموحة لاتتوقف عند السبورة والطبشور بل إلى أبعد من ذلك بكثير ، إلى حيث حدود رسم إستراتيجية للتعليم في دولة قطر . ومن حق كل إنسان أن يحلق بأحلامه إلى سماء الواقع ..
ولكن..
وبعد هذا كله يجد المعلم القطري من الجنسين نفسه في مهب الريح ، لتلقيه أمواج الواقع على صخور النكران ، وليجد نفسه بعيدا عن طموحاته وعن حلمه الذي أصبح مستحيلاً خاصة بعدما قضت يد القوانين الخفية في المدارس المستقلة على المعلم القطري، حيث إن المتصرف والمتحكم في العملية التوظيفية هو هوى المالك للمدرسة ، حتى تحولت تلك المدارس إلى مشاريع تجارية في الدرجة الأولى ، ومن ثم مسألة التعليم في الدرجة الثانية ، فالتوظيف يخضع لمزاج المشغل للمدرسة ، ولايكترث إن كان قطرياً أوغير ذلك ، ولكن مايكترث له هو من المعلم الذي سيقبل براتب منخفض من اجل أن يزيد هو في أرباحه ، وكل ذلك على حساب العملية التعليمية وعلى حساب المعلم القطري المقهور...والذي غدا لاحول له ولاقوة.
وهنا يصبح المعلم القطري في مهب الريح ، ويجد نفسه بعد هذه الخبرة الطويلة محالاً إلى البند المركزي ، وقد يتعبه البحث عن وظيفة أخرى ولكن دون جدوى ، لأن المعلم غالبا مالاتتناسب دراسته وخبراته مع الوظائف الأخرى فلطالما كان معلما .
وإذا حالفه الحظ ووجد وظيفة أخرى قد يعمل فقط من أجل الراتب الشهري ولكن دون أن يحمل في فؤاده تلك الرسالة التي كان يحملها عندما كان يعلم الأطفال وينشيء الأجيال ، وهنا تكمن الكارثة لأننا نكون قد قضينا على شريحة واسعة في المجتمع لها مكانتها وتقديرها ، ولها بصمتها التي تركتها في ثقافة الجيل ومعلوماته وحياته.
فلماذا..؟
لماذا لايكون هناك اهتمام بالمعلم القطري ؟ وإلزام من الجهات المختصة باستيعاب هذه الشريحة وإعطائها دورها الريادي في المسيرة التعليمية في الدولة ، وإعطاء الضوء الأخضر لها من أجل أن تأخذ حقها وفرصتها لإثبات وجودها ، فأكثر ماأخشاه هو أن يأتي اليوم الذي لانرى فيه معلما قطريا ، وتغدو تربية أبنائنا وتعليمهم بأيدٍ غير أيدينا.
عبدالله خميس المنصوري :nice:
:telephone:
بالرغم من النقلة الكبيرة كماً وكيفاً في مجال التعليم من حيث القرارات والمخصصات ، إلا أن مايحدث على أرض الواقع أمر مختلف تماما وبعيد عن التطور والتحديث بعداً شاسعاً ، وتطبيق التجربة المعدة والمرسومة لمسار التعليم يبدو أنه سيلزمها سنوات عديدة من العطاء ورفع مستوى الكفاءة والجد والمثابرة ، وبالأخص ماهو مطبق في المدارس المستقلة والتي يختلف نظامها اختلافا كبيرا عن المدارس الحكومية ، فلابد من تكثيف التدريب لهيئة التدريس فيها ، وتدعيم قدراتهم بالدورات التدريبية والأساليب الحديثة لمواكبة التحديث في التعليم، وذلك حتى يتحقق الهدف المنشود منها ، ولتنجح تلك التجربة التي أعد لها كثيرا وتصبح على أرض التطبيق واقعا لايشوبه ضباب .
وعندما نتحدث عن المنظومة التعليمية فلابد أن نتطرق لذلك العنصر الذي يعد أساسا في هذه العملية ألا وهو المعلم ، وتحديداً المعلم القطري .. فأين هو المدرس القطري بعد سنوات العطاء والجهد والخبرة والإنتاج ؟؟
إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج منا أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا ، وأن نسأل أنفسنا أين تلك الكوكبة التي لطالما كانت قدوة في البذل والعطاء لسنوات طويلة تفني حياتها وجهدها في التدريس والتعليم لأجيال تتبعها أجيال دون كلل أوملل . أين وصل أولئك الذين قطعوا شوطاً كبيرا في حقل التعليم مزودين أنفسهم بدراسات جامعية ودورات تأهيلية وورش عمل ، وخبرات مكتسبة على مر السنين ، وقد رسم كل معلم منهم لنفسه خطى ثابتة طموحة لاتتوقف عند السبورة والطبشور بل إلى أبعد من ذلك بكثير ، إلى حيث حدود رسم إستراتيجية للتعليم في دولة قطر . ومن حق كل إنسان أن يحلق بأحلامه إلى سماء الواقع ..
ولكن..
وبعد هذا كله يجد المعلم القطري من الجنسين نفسه في مهب الريح ، لتلقيه أمواج الواقع على صخور النكران ، وليجد نفسه بعيدا عن طموحاته وعن حلمه الذي أصبح مستحيلاً خاصة بعدما قضت يد القوانين الخفية في المدارس المستقلة على المعلم القطري، حيث إن المتصرف والمتحكم في العملية التوظيفية هو هوى المالك للمدرسة ، حتى تحولت تلك المدارس إلى مشاريع تجارية في الدرجة الأولى ، ومن ثم مسألة التعليم في الدرجة الثانية ، فالتوظيف يخضع لمزاج المشغل للمدرسة ، ولايكترث إن كان قطرياً أوغير ذلك ، ولكن مايكترث له هو من المعلم الذي سيقبل براتب منخفض من اجل أن يزيد هو في أرباحه ، وكل ذلك على حساب العملية التعليمية وعلى حساب المعلم القطري المقهور...والذي غدا لاحول له ولاقوة.
وهنا يصبح المعلم القطري في مهب الريح ، ويجد نفسه بعد هذه الخبرة الطويلة محالاً إلى البند المركزي ، وقد يتعبه البحث عن وظيفة أخرى ولكن دون جدوى ، لأن المعلم غالبا مالاتتناسب دراسته وخبراته مع الوظائف الأخرى فلطالما كان معلما .
وإذا حالفه الحظ ووجد وظيفة أخرى قد يعمل فقط من أجل الراتب الشهري ولكن دون أن يحمل في فؤاده تلك الرسالة التي كان يحملها عندما كان يعلم الأطفال وينشيء الأجيال ، وهنا تكمن الكارثة لأننا نكون قد قضينا على شريحة واسعة في المجتمع لها مكانتها وتقديرها ، ولها بصمتها التي تركتها في ثقافة الجيل ومعلوماته وحياته.
فلماذا..؟
لماذا لايكون هناك اهتمام بالمعلم القطري ؟ وإلزام من الجهات المختصة باستيعاب هذه الشريحة وإعطائها دورها الريادي في المسيرة التعليمية في الدولة ، وإعطاء الضوء الأخضر لها من أجل أن تأخذ حقها وفرصتها لإثبات وجودها ، فأكثر ماأخشاه هو أن يأتي اليوم الذي لانرى فيه معلما قطريا ، وتغدو تربية أبنائنا وتعليمهم بأيدٍ غير أيدينا.
عبدالله خميس المنصوري :nice:
:telephone: