المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وإن شكرتم لأزيدنكم



امـ حمد
24-05-2009, 04:44 PM
--------------------------------------------------------------------------------


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الله عليم بعباده، قد يبتليهم بالفقر والحاجات، امتحاناً واختباراً لهم، هل يصبروا فأما المؤمنون بالله، فإنهم لا يزيدهم ذلك إلا صبراً، ولجوء إلى الله عزَّ وجلَّ كما أخبر الله سبحانه وتعالى في محكم البيان فقال وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَـرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّـابِرِينَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

و يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حال المؤمن، فيقول صلى الله عليه وسلم عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كله خير إنْ أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإنْ أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن اللهم اجعلنا من المؤمنين.
إن الشكر عند تجدد النعم هو مظهرٌ لتقدير النعمة، واعتراف بعظيم المنة.
ولقد كان القدوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عند تجدد النعم، واندفاع النقم، يخر ساجداً لله رب العالمين، يخر ساجداً شكراً لله،
وأكَّد الله سبحانه وبحمده الوعد بالجزاء الظافر للشاكرين على شكرهم. كما توعد الجاحدين لنعمه بشديد العذاب على جحودهم، فقال تعالى وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
إن العاقبة الحميدة في كل ذلك للمتقين، الذين تكون أعمالهم وفق ما شرع الله، كالصبر، والاحتساب في حال الفقر والحاجة، وشكر الله عزَّ وجلَّ على النعم، واندفاع النقم.
قال تعالى وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً

ونهانا ربنا عزَّ وجلَّ عن إضاعة المال، فقال جل وعلا وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً
ففي هذه الآية الكريمة ينهى الله تعالى عن إعطاء الأموال للسفهاء؛ لأنهم يصرفونها في غير مصاريفها.
ونَهى الله تعالى عن الإسراف، وأخبر أنه لا يحب المسرفين، كما قال تعالى في محكم البيان يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
وقد ابتلي الناس اليوم بالمباهاة في المآكل والمشارب والمباني، حتى إن البعض قد لحقته الديون بسبب مجاراته للآخرين في التبذير والإسراف، وقد ذم الله المبذرين ووصفهم بأبشع وصف فقال إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً
وهو ما يحصل الآن مع الأسف الشديد من أهل الولائم وحفلات الأعراس، فلا يكتفون بقدر الحاجة، بل اعتادوا البذخ والتبذير، ثم إذا انتهى الناس من الأكل ألقوا باقي الطعام في الزبالة والطريق الممتهنة، -لا حول ولا قوة إلا بالله-
إن هذا والله من كفر النعمة، وسبب تحولها وزوالها، فالعاقل من يزن الأمور بميزان الحاجة، وإذا فضل عنده شيء عن الحاجة بحث عمَّن هو في حاجته، وإذا تعذر ذلك وضعه في مكان بعيد عن الامتهان، لتأكله الدواب، ويسلم من الامتهان ، وأن يكون حكيماً في تصرفاته، مبتغياً في ذلك وجه الله، شاكراً لنعمه،