المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين نحن من القناعه



امـ حمد
25-05-2009, 07:39 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

إن مما يُسخط الناس على أنفسهم وعلى حياتهم، ويحرمهم لذة السعادة، أنهم قليلو الإحساس بما أسبغ الله تعالى عليهم من نعم غامرة، فتراهم ساخطين على ما في أيديهم، متغافلين عما وهبهم الله من نِعَم لا تُعد ولا تُحصَى، يهتفون دائما ينقصنا كذا وكذا، متطلعين إلى ما في أيدي الآخرين، يبكون حظهم وينعون أنفسهم وينوحون على دنياهم.
لكن المؤمن عميق الإحساس بما من الله عليه من نِعم، فهو يرى نِعم الله عليه في عافيته، يراها في ولده، يراها في مطعمه ومشربه، يراها في مسكنه، يراها في هدوء نفسه وسكينتها، يراها في هداية الله له للإسلام، يراها في كل شيء حوله، وهذا الإحساس بالنعم يمنحه شعورا بالرضا بما قسم الله له من رزق، وما قدر له من مواهب، وما وهب له من حظ، وهذا هو لب القناعة.
سعادة نفس وهدوء بال
ففي قناعة المرء بما وهبه الله تعالى سعادة النفس وهدوء البال والشعور بالأمن والسكينة، وبها يتحرر من عبودية المادة واسترقاق الحرص والطمع وعنائهما المرهق، فالقانع أسعد حياة وأرخى بالا وأكثر دعة واستقرارا من الحريص المتفاني في سبيل أطماعه وحرصه، وهو لا ينفك عن القلق والمتاعب والهموم، وفي هذا يقول الإمام ابن الجوزي: من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه.
فمن قنع بما أعطاه الله رضي بما قُسِم له، وإذا رضي شكر، ومن تقاله قـصر فـي الشكر، وربما جزع وتسخط، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس
وقاية من أمراض القلوب
وفي القناعة وقاية من كثير من أمراض القلوب التي تفتك بالقلب وتذهب بالحسنات كالحسد والغيبة والنميمة والكذب وغيرها من الخصال الذميمة؛ وقد قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ألا ترضي الناس بسخط الله، ولا تحسد أحدا على رزق الله، ولا تَلُمْ أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره، فإن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه وحكمته جعل الروْح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
وقال بعض الحكماء: وجدت أطول الناس غما الحسود، وأهنأهم عيشا القنوع.
الغنى الحقيقي
فكم من غني طامع عنده من المال ما يكفيه وولده ولو عُمر ألف سنة، ولكن حرصه يدفعه للمخاطرة بدينه ووقته وجهده طلبا للمزيد، وكم من فقير قنوع يرى أنه أغنى الناس، وهو لا يجد قوت يومه؛ ذلك أن الغنى الحقيقي غنى النفس ورضاها بما قسمه الله لها من عطاء، وهذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العَرَض ولكن الغنى غنى النفس

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‌ إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا

عزة وكرامة
فالعز كل العز في القناعة، والذل والهوان في الحرص والطمع؛ ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزا بينهم، والحريص قد يذل نفسه من أجل أن يحصل المزيد؛ ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس
وقد كان محمد بن واسع رحمه الله تعالى يبل الخبز اليابس بالماء ويأكله ويقول من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد.

! سعد !
25-05-2009, 10:36 PM
جزاكم الله خير

امـ حمد
27-05-2009, 05:49 AM
جزاكم الله خير




وجزاك الله خير

NOOUR
27-05-2009, 08:37 PM
صح لسانك

الامانه
28-05-2009, 01:01 AM
الحمد لله رب العالمين
في ميزان حسناتك ان شاء الله

امـ حمد
30-05-2009, 09:15 PM
بارك الله فيكم