بنـ الدحيل ـت
12-01-2006, 12:25 AM
إخوني في الله ..
أخواتي الحبيبات
أن المرء غداً لن ينفعه ولده ولا ماله ولا ما جمع
وإنما ينفعه زاده من التقوى يقول جل وعلا:
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33)}
أمة الهدى خلق الله الناس درجات
فمنهم القوي ومنهم الضعيف
ومنهم الغني ومنهم الفقير وهكذا ..
وذلك لحكمة بالغة يقول جل جلاله :
{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(32}
ولم يبني جلت قدرته العلاقة
بين تلك الدرجات
على أساس الظلم والقهر والاستبداد
ممن هم أعلا لمن هم أسفل
ولا على المكر والخُدعة
ممن أسفل لمن هم أعلا
بل بناها على أساس الرحمة والمودة والتقوى
حيث وصف هذه الأمة المحمدية بقوله :
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..}.
أيها الأحبة في الله
ومن تلك العلاقات التي نظمها الإسلام
علاقة يُثار عنها الحديث عادة
في بداية العام ألا وهي
علاقة مُلاك العقارات بالمستأجرين،
هذه العلاقة التي يوم أن تبتعد
عن تنظيم الشرع لها ترى عجباً؛
فهناك بعض الملاك
الذين يُغلقون أبواب عقاراتهم
ويمنعوا إيجارها إلا بأجرة عالية،
وحجتهم في ذلك
أنهم ليسوا في حاجة إلى المال
فإن أتى من يدفع سكن ،
ولو كان تاركاً للصلوات ،
ولو كان مدمن للمخدرات ،
ولو كان ممن يغضب
رب الأرض والسماوات !
وإن لم يأتِ فلتظل فارغة!
فأقول لمثل هؤلاء
إن كنتم أنتم قد أغناكم الله من فضله
فلم تحتاجوا إلى أجرة تلك المساكن
فهناك من الأسر من هو في حاجة
لمساكنكم الفارغة تلك،
ثم أقول
أليس لمن أعطاكم تلك المساكن
والعقارات نصيب مما أتاكم ؟
أقول لهم
ألم تسمعوا إلى قصة
الأعمى والأبرص والأقرع
من بني إسرائيل وهي
في حديث في البخاري
حيث بَخِلَ الأبرص بناقة واحدة
فأعاده الله فقيراً أبرص كما كان ،
وبخل الأقرع ببقرة واحدة
فأعاده الله فقيراً أعمى كما كان ،
وجاد الأعمى بشاة واحدة فَرُدتْ إليه
وبارك الله له في صحته وماله ،
أقول لهم إن ترك المساكن بلا ساكن
يجعل الصدأ يجد
إلى مواسير الماء سبيلاً فيُتلفها ،
وتجد عواملُ البيئة سبيلها
إلى طلاء الجدران فتفسده
بينما لو كان فيها ساكن صالح
فإنه سيتعهدها بالإصلاح والمتابعة،
أقول لهم أن توجد نسمات
تذكر الله وتصلي في بيتك خير
أم تتركه فارغاً تسكنه الشياطين؟
وقد يرد بعضهم لست بجمعية خيرية
ولا وكيلٍ لآدم في ذريته
فأقول له صدقت والله
فأنت غير مطالب
بأن تُسكن الناس بالمجان
ولو فعلت مع من يستحق
لوجدت أجرك عند الله،
ولكن ماذا يُضيرك لو تخليت
عن ألف أو ألفين من الريالات
واعتبرتها معونة منك سنوية
لأسرة مسلمة محتاجة تؤويها
أتظن أن ذلك يضيع
عند من يجزي على القليل الكثير؟
ألم تستمع إلى القصة
التي أخبر بها صلوات ربي
وسلامه عليه في الصحيح
عن المرأة البغي الزانية
من بني إسرائيل
والتي رأت كلباً يلهث يأكل الثرى من العطش
فرحمته وسقت له فشكر الله لها
فغفر لها وقد رحمت كلباً وهي زانية،
فكيف بك وأنت عبد مطيع لله
وقد رحمت أسرة بأكملها
تشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمداً عبده ورسوله؟
أقول له قل لي بربك
لو أن جميع أصحاب العقارات
فعلوا كما تفعل من لرب الأسرة
الذي كثر عياله وقل دخله وكثر همه
أترضى لهم السكنى على أرصفة الشوارع؟
ومن أصحاب العقارات
من يخطط بخبث ودهاء للإيقاع بالمستأجرين
فتجده يعرض عقاره بسعر منخفض ومغر
فيفرح بذلك رب الأسرة الفقير
وبعد أن يُصلح في الشقة ما يحتاج للإصلاح
وينقل أولاده لمدارس بجوار السكن الجديد
ويُرتب أموره
فإذا بصاحب العقار يأتيه
في نهاية العام مكشراً عن أنيابه
يطالبه بزيادة الإيجار
فيقع المسكين في دوامة
هل يدفع الزيادة مع أنها جزء من قوته
وقوت عياله أم يبدأ رحلة جديدة
في البحث عن سكن مع ما يصاحب
ذلك من تلف لأثاث البيت،
فالمسكن الجديد لا شك يختلف
تفصيله الهندسي وتوزيع غرفه
عن البيت الذي هو يسكنه
كما أن الفك والتركيب للأثاث
يُفسده بالإضافة إلى ما يحتاج إليه
من نقل الأولاد لمدارس جديدة
وأمور أخرى كثيرة لا يعرف
همها إلا من عاناها فيضطر للدفع ،
ويتجدد المشهد في كل عام
لأن الجشع الذي استولى على صاحب العقار
ليس له حدود.
وقد شهدت بنفسي
حادثة من هذا النوع
في بداية هذا العام
حيث رفع صاحب عقار
على مستأجر عنده الإيجار
ما يقرب من أربعة ألآف ريالاً
دفعة واحدة وقال له بالحرف الواحد
إما أن تدفع وإما أن تُخلي المنزل
خلال يومين اثنين فقط
فقولوا لي بربكم ما تكفي يومين
للبحث عن سكن آخر
أو لنقل الأثاث أو لماذا؟
ومن أصحاب العقارات
من نقول له
بيض الله وجهك
وأعظم مثوبتك
حيث سخر ما أنعم الله عليه به
في سبيل نشر الخير
فامتنع عن إيجار أهل الدشات
وتاركي الصلوات
مهما دفعوا من إيجارات ،
وأعرف رجلاً امتنع عن إيجار
تلك الفئة من الناس
فعوضه الله بخير جيران
كانوا عوناً له على طاعة الله
وهذا مصداق قوله تعالى :
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(3}
ولو سلك جميع
أهل العقارات ذلك المسلك
لكانوا أداة فعَّالة في إصلاح المجتمع .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..}
أخواتي الحبيبات
أن المرء غداً لن ينفعه ولده ولا ماله ولا ما جمع
وإنما ينفعه زاده من التقوى يقول جل وعلا:
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33)}
أمة الهدى خلق الله الناس درجات
فمنهم القوي ومنهم الضعيف
ومنهم الغني ومنهم الفقير وهكذا ..
وذلك لحكمة بالغة يقول جل جلاله :
{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(32}
ولم يبني جلت قدرته العلاقة
بين تلك الدرجات
على أساس الظلم والقهر والاستبداد
ممن هم أعلا لمن هم أسفل
ولا على المكر والخُدعة
ممن أسفل لمن هم أعلا
بل بناها على أساس الرحمة والمودة والتقوى
حيث وصف هذه الأمة المحمدية بقوله :
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..}.
أيها الأحبة في الله
ومن تلك العلاقات التي نظمها الإسلام
علاقة يُثار عنها الحديث عادة
في بداية العام ألا وهي
علاقة مُلاك العقارات بالمستأجرين،
هذه العلاقة التي يوم أن تبتعد
عن تنظيم الشرع لها ترى عجباً؛
فهناك بعض الملاك
الذين يُغلقون أبواب عقاراتهم
ويمنعوا إيجارها إلا بأجرة عالية،
وحجتهم في ذلك
أنهم ليسوا في حاجة إلى المال
فإن أتى من يدفع سكن ،
ولو كان تاركاً للصلوات ،
ولو كان مدمن للمخدرات ،
ولو كان ممن يغضب
رب الأرض والسماوات !
وإن لم يأتِ فلتظل فارغة!
فأقول لمثل هؤلاء
إن كنتم أنتم قد أغناكم الله من فضله
فلم تحتاجوا إلى أجرة تلك المساكن
فهناك من الأسر من هو في حاجة
لمساكنكم الفارغة تلك،
ثم أقول
أليس لمن أعطاكم تلك المساكن
والعقارات نصيب مما أتاكم ؟
أقول لهم
ألم تسمعوا إلى قصة
الأعمى والأبرص والأقرع
من بني إسرائيل وهي
في حديث في البخاري
حيث بَخِلَ الأبرص بناقة واحدة
فأعاده الله فقيراً أبرص كما كان ،
وبخل الأقرع ببقرة واحدة
فأعاده الله فقيراً أعمى كما كان ،
وجاد الأعمى بشاة واحدة فَرُدتْ إليه
وبارك الله له في صحته وماله ،
أقول لهم إن ترك المساكن بلا ساكن
يجعل الصدأ يجد
إلى مواسير الماء سبيلاً فيُتلفها ،
وتجد عواملُ البيئة سبيلها
إلى طلاء الجدران فتفسده
بينما لو كان فيها ساكن صالح
فإنه سيتعهدها بالإصلاح والمتابعة،
أقول لهم أن توجد نسمات
تذكر الله وتصلي في بيتك خير
أم تتركه فارغاً تسكنه الشياطين؟
وقد يرد بعضهم لست بجمعية خيرية
ولا وكيلٍ لآدم في ذريته
فأقول له صدقت والله
فأنت غير مطالب
بأن تُسكن الناس بالمجان
ولو فعلت مع من يستحق
لوجدت أجرك عند الله،
ولكن ماذا يُضيرك لو تخليت
عن ألف أو ألفين من الريالات
واعتبرتها معونة منك سنوية
لأسرة مسلمة محتاجة تؤويها
أتظن أن ذلك يضيع
عند من يجزي على القليل الكثير؟
ألم تستمع إلى القصة
التي أخبر بها صلوات ربي
وسلامه عليه في الصحيح
عن المرأة البغي الزانية
من بني إسرائيل
والتي رأت كلباً يلهث يأكل الثرى من العطش
فرحمته وسقت له فشكر الله لها
فغفر لها وقد رحمت كلباً وهي زانية،
فكيف بك وأنت عبد مطيع لله
وقد رحمت أسرة بأكملها
تشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمداً عبده ورسوله؟
أقول له قل لي بربك
لو أن جميع أصحاب العقارات
فعلوا كما تفعل من لرب الأسرة
الذي كثر عياله وقل دخله وكثر همه
أترضى لهم السكنى على أرصفة الشوارع؟
ومن أصحاب العقارات
من يخطط بخبث ودهاء للإيقاع بالمستأجرين
فتجده يعرض عقاره بسعر منخفض ومغر
فيفرح بذلك رب الأسرة الفقير
وبعد أن يُصلح في الشقة ما يحتاج للإصلاح
وينقل أولاده لمدارس بجوار السكن الجديد
ويُرتب أموره
فإذا بصاحب العقار يأتيه
في نهاية العام مكشراً عن أنيابه
يطالبه بزيادة الإيجار
فيقع المسكين في دوامة
هل يدفع الزيادة مع أنها جزء من قوته
وقوت عياله أم يبدأ رحلة جديدة
في البحث عن سكن مع ما يصاحب
ذلك من تلف لأثاث البيت،
فالمسكن الجديد لا شك يختلف
تفصيله الهندسي وتوزيع غرفه
عن البيت الذي هو يسكنه
كما أن الفك والتركيب للأثاث
يُفسده بالإضافة إلى ما يحتاج إليه
من نقل الأولاد لمدارس جديدة
وأمور أخرى كثيرة لا يعرف
همها إلا من عاناها فيضطر للدفع ،
ويتجدد المشهد في كل عام
لأن الجشع الذي استولى على صاحب العقار
ليس له حدود.
وقد شهدت بنفسي
حادثة من هذا النوع
في بداية هذا العام
حيث رفع صاحب عقار
على مستأجر عنده الإيجار
ما يقرب من أربعة ألآف ريالاً
دفعة واحدة وقال له بالحرف الواحد
إما أن تدفع وإما أن تُخلي المنزل
خلال يومين اثنين فقط
فقولوا لي بربكم ما تكفي يومين
للبحث عن سكن آخر
أو لنقل الأثاث أو لماذا؟
ومن أصحاب العقارات
من نقول له
بيض الله وجهك
وأعظم مثوبتك
حيث سخر ما أنعم الله عليه به
في سبيل نشر الخير
فامتنع عن إيجار أهل الدشات
وتاركي الصلوات
مهما دفعوا من إيجارات ،
وأعرف رجلاً امتنع عن إيجار
تلك الفئة من الناس
فعوضه الله بخير جيران
كانوا عوناً له على طاعة الله
وهذا مصداق قوله تعالى :
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(3}
ولو سلك جميع
أهل العقارات ذلك المسلك
لكانوا أداة فعَّالة في إصلاح المجتمع .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..}