المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين



امـ حمد
30-05-2009, 03:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


رزقنا الله من الطيبات، وأمرنا بالاعتدال في المأكل والمشرب والإنفاق، ولكن يغيب عن البعض ضرورة ترشيد الإنفاق، وعدم التبذير فيما حباهم الله من أموال ورزق إذ يظنون أن المال مالهم، ولا ينتبهون إلى أننا سنحاسب يوم القيامة عليه مرتين من أين اكتسبه وفيما أنفقه
أن الإسراف والتبذير داء فتاك يهدد الأمم والمجتمعات، ويبدد الأموال والثروات، وهو سبب للعقوبات والبلايا العاجلة والآجلة.
وبيّن أن الإسراف سبب للترف الذي ذمه الله تعالى، وعابه وتوعد أهله في كتابه؛ إذ قال تعالى وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ
و أن الإسراف يؤدي بصاحبه إلى الكبر، وطلب العلو في الأرض حيث قال صلى الله عليه وسلم كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسراف ولا مخيلة.
سيسألنا الله عن أموالنا، من أين اكتسبها الإنسان، وفيم أنفقها لذا يجب التوبة من هذا الداء فورا، قبل أن يباغتنا الموت
و أن تقوى الله لا تتم للعبد إلا بالأخذ بمكارم هذه الشريعة وفضائلها وامتثالها في الحياة واقعا وعملا. ومن معالم هذه الوسطية ما ذكره الله تعالى في كتابه
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا
فعباد الرحمن هم الحكماء العدول في نفقاتهم، لا يتجاوزون ما حده الله وشرعه، ولا يقصرون عما أمر به وفرضه.
وأن الكثير من الناس يعيشون غياب هذه الخصلة في جوانب عديدة من الحياة. وقد نهى الله عن الإسراف والتبذير في آيات كثيرة فقال تعالى وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ وقال جل ذكره وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا ، وقال سبحانه وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُورا
كما نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسراف في الأمر كله، ولو كان في الوضوء. فكان النبي يتوضأ ثلاثا ثلاثا، ثم يقول هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم فالنفوس تصاب عند الغنى وكثرة العرض ووفرة المال بالطغيان.
وقد ظهرت في حياة الناس مظاهر الإسراف والتبذير ومنها الإسراف في المآكل والمشرب فترى من الناس من يجتمع على مائدته من ألوان الطعام وصنوف الشراب ما يكفي لجماعة من الناس، ومع ذلك لا يأكل إلا القليل من هذا وذاك ثم يلقي بقيته في الفضلات والنفايات.
ومن معالم التبذير الإسراف في المراكب والملابس والمساكن، فتجد أقواما تحملوا الديون العظيمة، ليحصل أحدهم على السيارة الفارهة أو الثوب الفلاني أو المسكن الفاخر. وهذا تكاثر وتفاخر،
حيث يقول تعالى إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا
لا تجعل يدك مغلوله الى عنقك
و لا تبسطها كل البسط.. فتقعد ملوما محسورا
تقوى الله عز وجل، والاهتداء بهدي القرآن والسنة، فالله سبحانه وتعالى يقول وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِين
عدم إثقال نفسه بالديون من أجل الكماليات؛ فقد ورد في السنة النهي عن أن يشغل الإنسان ذمته بدين.
لا بد للإنسان أن يستخدم عقله، وينفق قدر احتماله، فلا ينبغي أن يحمل النفس ما لا تحتمل من الديون
إن التبذير ظاهرة سلبية مؤكدةً و أن المبذر لا يفكر أنه يتصرف بأسلوب خاطئ، وأنه شخص مبذر، يضر نفسه ومجتمعه،
ومن المفروض أن يكون هناك قنوات للتوعية عبر وسائل الإعلام والمساجد والمدارس،
وهو مؤثر سلبي واضح على الاقتصاد. وتحتاج ظاهرة التبذير إلى جهد من الأشخاص المبذرين؛ حتى يتعودوا على سلوك الترشيد، وعدم التعجل في القرار الشرائي.

مهابه
30-05-2009, 04:12 AM
جزاك الله خير أختي العزيزة

امـ حمد
30-05-2009, 09:12 PM
جزاك الله خير أختي العزيزة




وجزاااج الجنه اختي