المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين حذاء بوش والتصفيق لأوباما



بنQATARت
06-06-2009, 05:46 PM
http://www.alwatan.com.kw/Columns/border-waleed.jpg

قبل شهور قليلة فقط صفق الملايين من العرب لحذاء منتظر الزيدي وهو يقذف في وجه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، وامس صفق الملايين ايضا لخطاب الرئيس الجديد باراك اوباما في القاهرة، فهل كان الفارق بين الرجلين وسياسة كل منهما يساوي الفارق بين رمي الحذاء وبين التصفيق؟

خطاب اوباما امس الاول جاء بعد 135 يوماً على دخوله البيت الابيض، فالرجل يستحق مهلة من الزمن اكثر للحكم عليه وعلى قدرته على «التغيير» في سياسة العرب والمسلمين، لكن لما كانت آمال كبيرة قد بنيت على هذا الخطاب وان جمهورا عربيا بدأ بالتصفيق للخطاب حتى قبل ان يلقى فانه من الضروري التعليق بايجاز على اهم ما ورد فيه:

* بلاشك فان لغة الخطاب تختلف كثيرا على لغة الادارة الامريكية السابقة وفيها الكثير من العاطفة الايجابية، وفيها بعد على اللهجة «الاسرائيلية» التي كان يتبناها بوش فيما يخص القضية الفلسطينية، لكن اللغة وحدها لا تكفي ما لم يقدم اوباما تصورات مختلفة جوهريا عما اعتمدته الادارة الامريكية منذ الستينات.

* قال اوباما ان «امريكا والاسلام ليسا في حالة عداء» وهو اعتراف بوجود «توتر شديد في المرحلة الحالية»، لكنه لم يشخص سبب التوتر ولم يربطه بالسياسات الامريكية تجاه القضايا الاسلامية في كل من فلسطين وجنوب اسيا خصوصا، وهو دعا الى علاقة «تقوم على الاحترام»، ولكن كيف ستحترم امريكا العرب وفي الوقت يتعهد اوباما بالدعم الشامل لاسرائيل التي تعتدي وتقيم المستعمرات وتطرد الفلسطينيين من بيوتهم كل يوم:؟

* قال اوباما ان هجمات 11 سبتمبر اودت بثلاثة آلاف امريكي «ما سبب صدمة ولدت الكراهية والغضب»، اذا ماذا يتوقع اوباما من الفلسطينيين والافغان والباكستانيين والعراقيين والآلة الحربية الامريكية تقتل المدنيين والابرياء منهم كل يوم بحجة محاربة الارهاب، الا يسبب هذا «صدمة» و«كراهية» عند الضحايا؟

* قال أوباما ان العراق «افضل حالا من عهد صدام حسين» فهل هذا صحيح؟ وهل ازالة الطاغية البعثي يبرر تسليم العراق لطواغيت الميليشات الطائفية والعرقية والاحزاب التي تقتات الفساد وتعيش عليه؟

* تحدث أوباما بعاطفة عن معاناة الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولة، ولكن أي دولة سيعطي أوباما الفلسطينيين؟ ان المجرم ارييل شارون نفسه دعا يوما إلى اقامة دولة فلسطينية ولكن على شظايا متناثرة من اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، دويلة مهمتها حراسة حدود اسرائيل، وان يخدم شعبها الاقتصاد الاسرائيلي عمالا رخيصين، دولة فلسطينية لا سيطرة لها على حدودها أو اجوائها أو مياهها الاقليمية، فهل سيجرؤ اوباما على الضغط على اليهود ومنح الفلسطينيين دولة حقيقية؟

* في معرض كلامه عن المشروع النووي الايراني قال اوباما انه يتطلع إلى عالم لا يمتلك فيه احد سلاحا نوويا، فهل سيبدأ اوباما باسرائيل مثلا ويتمكن من اقناعها بوضع ترسانتها النووية تحت الرقابة الدولية؟ لا نظن انه يستطيع.

* قال أوباما ان القوة العسكرية لن تكون هي الحل في افغانستان، لكن في الواقع العملي فإن واشنطن لا تقدم لحل المشكلة الافغانية إلا السلاح بعد السلاح، وأوباما قال منذ ترشيحه للرئاسة انه يريد سحب 30 ألف جندي من العراق ووضعهم في افغانستان بل وفي باكستان إن أمكن.

* من أفضل ما قاله اوباما في خطابه انه «لا يمكن اخفاء روح العداء للاديان تحت شعار حماية الليبرالية» وليت العلمانيين عندنا وخصوصا الذين يملؤون الصحف الكويتية يوميا بمقالات الشتم لـ «المتأسلمين» يسمعون ذلك، فالليبرالية عندهم هي محاربة الدين والمتدينين فقط.

سيمضي بعض الوقت قبل أن يتبين لنا الفارق بين الكلام وبين العمل، وبين نوايا اوباما وافعاله، وبين خططه نحو الاعتدال وقدرته على تجاوز التأثير الساحق لليهود على السياسة الخارجية للولايات المتحدة ونفوذهم الكبير على وسائل الاعلام وأدوات تكوين الرأي العام بين الشعب الامريكي، ولكن إذا كان كل ما يستطيع أوباما ان يقدمه للعرب والمسلمين هو الكلمات الناعمة وان اسم ابيه حسين وانه اسمر البشرة فإذا لا فرق بينه وبين سلفه، ولا معنى إذا للحذاء أو التصفيق.

الأغر
06-06-2009, 07:19 PM
لازلنا لا نعلم خيره من شره مجرد كلام وتصفيق وإلى الآن لا يوجد شيء على ارض الواقع