المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدوّنات تحرّف القرآن و«فديوهات» تتطاول على الإسلام غير محجوبة



fathi
07-06-2009, 10:43 PM
مطالبة بمرصد إعلامي للانتهاكات الموجهة إلى ديننا عبر الإنترنت
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=85044&issueNo=531&secId=26

الدوحة - فتحي إبراهيم بيوض - العرب
«إيماناً مني بضرورة مواكبة التطور والعولمة اتخذت قرارا بتطوير أدائي في مهمة الوسوسة وتحريض البشر على الشر في إطار المعركة بيني وبين....، قررت أن لا أكتفي بالوسوسة التقليدية، بل أنشأت مدونة خاصة بي؛ لأعرض فيها أفكاري بعيداً عن التحريف والتشويه الذي تجدونه في كتبكم لشخصي الكريم»، بهذه العبارات يعرف أحدهم بنفسه على الشبكة المعلوماتية، ويستقبلك بها فور دخولك على مدونة «الموقع الرسمي لإبليس» والتي حذفت مؤخراً، إلا أن بقاياها ما زالت قابعة؛ ليضع بين يديك الكثير من الموضوعات التي تطعن في الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويزين كلماته بمصطلحات معاصرة كـ «المحكمة الدولية والإرهاب إلخ....»، والغريب أن هذه المدونة كانت متاحة عبر خدمات الشبكة المعلوماتية في الدولة، في حين حجبت آلاف المواقع الإباحية، مع أن مواقع سب الله والرسول الكريم أخطر بكثير من المواقع الإباحية رغم خطورة الأخيرة....، والأسوأ من هذا أن هذه المدونة نشرت مواضيع لكتاب مسلمين بعد أن حرفتها عن هدفها واستعملتها؛ لإدانة الإسلام بأقلام أبنائه عن طريق التدليس وخلط الأوراق.
الفريز، أحكام النساء؛ باكستان؛ موريسوف؛ الردف....، أتعلم لمن هذه الأسماء؟ إنها وكما تدعي مدونة _وهي متاحة من خلال الشبكة المعلوماتية القطرية_أسماء لبعض سور القرآن الكريم. وقامت بكتابتها بطريقة مطابقة شبيه لطريقة كتابة وطباعة القرآن، ومن الملاحظ أن ناشرها قام بتأليفها بعناية؛ حتى تطابق بعض سور القرآن بوزن الكلمات، وطريقة رسم الآيات، ووضع إضافاته المسيئة للإسلام وسط آيات صحيحة منها «أن الله أمر المسلمين بالقتل وبقر البطون»؛ حتى تبدو للبعض أنها سور حقيقية، وربما يلوم نفسه؛ لأنه لم يقرأها سابقاً. وفي مدونة أخرى متاحة أيضاً لكل متصفح للإنترنت في قطر لم يترك ناشرها كلمة صغيرة أو كبيرة على الشخصيات الإسلامية التاريخية والمعاصرة إلا وقالها، راميهم بأقذع القول. هذا إضافة إلى وجود بعض الرسوم (الكارتورية) وبعض الصور (الفوتوغرافية) المركبة التي تسخر من الإسلام وشخوصه؛ حيث أضاف أحد الناشرين بالمدونة إلى هذا كله؛ بعض القصص المغلوطة عن الشخصيات الإسلامية والتي يدعي أنها حقيقة، مؤكداً غير مرة إقامته بإحدى دول مجلس التعاون الخليجي، ضارباً بحائط أكاذيبه وزيف ادعائه عقيدة وعادات المجتمع الذي يعيش فيه.


«اليوتيوب» والإساءة لأعظم الخلق

بعيدا عن الكلمات والصورة عبر المواقع الإلكترونية والمدونات الشخصية التي نُذرت للنيل من أعظم خلق الله والدين الحنيف؛ هناك مقاطع فيديو «صوت وصورة» تكاد تملأ موقع مشاركة الفيديو الـ(youtupe)؛ لتنهال بقصائد شعر ومقاطع فكاهية تطاولت على أغلب شخصيات الإسلام التاريخية والحديثة، ولفقت قصصاً تنال من شخصهم وسلوكهم، وكل هذا متاح عبر الشبكة داخل قطر، لتصبح المعركة أوسع فمن المدونات والمواقع إلى مقاطع الفيديو مروراً بشبكة التعليقات المصطنعة التي أثنت على هذا العمل، ووصفته بالمهم، والغريب أن الفديوهات الجنسية محجوبة بأغلبها من قبل شركة الاتصالات بالإضافة لبعض فديوهات التطاول على الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن الكثير منها ما زال خارج نطاق السيطرة ومتاح لأي شخص مهما كان عمره.

مواقع لنصرة الإسلام

ومع وجود هذه المواقع التي تحاول تشويه صورة الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم والشخصيات الإسلامية بشكل عام برزت مواقع أخرى للدفاع عن الإسلام وشخصياته، واستعملت لذلك أحدث برمجيات التكنولوجيا حتى وصلت إلى برامج بسيطة يمكن تحميلها على الهاتف المحمول تقوم بالتعريف بالإسلام وبسيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لكل من ينصبها على جواله؛ ويمكن أيضا تناقلها من جوال إلى آخر، ومن بين هذه المواقع موقع (رسول الله) الذي احتل المرتبة (16000) على مواقع العالم بحسب موقع الترتيب العالمي (الكسا)؛ والذي حصل أيضاً على الجائزة الأولي كأحسن موقع تقني لعام 2008 ،على مستوي الوطن العربي. يقول محمد عاشور مؤسس موقع رسول الله (Rasoulallah.Net)؛ ومديره التقني: أنا مع حجب المواقع التي تتعمد سب رسول الله، ولدي قائمة بها، إن كان الأمر ليس للنشر، وبالنسبة لخطتنا في مواجهتها فهي تتم عن طريق فريق من المتخصصين فقط، وتابع أما مواقع الفيديوهات المشهورة التي تسب رسول الله فمعظمها من اليوتيوب ولا يمكن حجب الفيديو فقط وبالتالي أجد حجب الموقع ككل هو الأفضل؛ نظرا لما يتضمنه من إساءات لرسول الله، بل ومن مشاهد وأفلام خليعة ويجب على الحكومات الإسلامية حجب هذه المواقع...، وهناك أيضا عدة مواقع انتهجت نفس النهج وقامت بجهود كبيرة للرد العلمي والعملي على المسيئين لدين الحق ورسوله الكريم، منها موقع (نبي الإسلام) http://www.islamprophet.wsK, وموقع (البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة) http://mercyprophet.org/، وموقع (منظمة النصرة العالمية) http://www.nusrah.org/.

توسيع التوعية

وفيما يرى الدكتور وأستاذ الإعلام المشارك في جامعة قطر أشرف جلال؛ الخطورة الكبيرة لهذه المواقع على اختلاف أشكالها من مدونات وغيرها، يجد من الضروري أيضاً تحمل المسؤولية من قبل جميع فئات المجتمع لمكافحتها والتوعية بخطورتها، لافتا إلى أن؛ بعض هذه المواقع تعمل بطريقة غير مباشرة؛ فهي لا تجاهر صراحة بالتطاول على الإسلام والنبي الكريم، بل تدس هذا التطاول بين السطور، حتى إن بعض المتصفحين لا يشعرون بذلك، وهذا يلقي بحمل كبير على كتف المؤسسات الدينية وعلى كتف كل عربي ومسلم؛ للوقوف في وجه هذه المواقع وغيرها، وناشد جلال كل شخص يلاحظ مثل هذه التجاوزات من أي موقع الإبلاغ عنه فوراً؛ ليتخذ بحقه الإجراء اللازم، وأضاف لدينا عدد كبير من مستخدمي الإنترنت، وبدل أن تهدر طاقات الشباب في المنديات الترفيهية وغيرها يجب أن يهبوا للدفاع عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم.
وعن طريقة الرد قال لابد أن يكون الرد موضوعيا ومستنداً على سيرة الرسول العطرة وحقيقة وسماحة الإسلام، وليس على الشجب والإدانة؛ ونعمل على ذلك بلغة مباشرة واضحة، وأردف: هذه المواقع سلاح هدام وخطير وتضيع لأية فرصة للحوار مع الغرب بعيداً عن لغة التمييز، وأنا أطالب مؤسسات الإعلام وغيرها بمتابعة هذه المواقع، وتأسيس «مرصد إعلامي» يقوم بتحديد هذه المواقع عبر برامج متطورة والرد عليها بطريقة مناسبة؛ ويمكن أن تتولاه وزارة الأوقاف في قطر أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو أية مؤسسة دينية، وأضاف: ومن الضرورة بمكان أن يكون هناك رد فاعل وسريع، إذ إننا نحترم ونقدس كل الأديان وبالتالي لا بد أن تكون هناك وقفة من جانب الإعلام الغربي ضد هذا الإعلام الأصفر المتلون، وعن حجب هذه المواقع قال الدكتور جلال أكاد أميل إلى رفض مبدأ الحجب؛ لأني أرى في ذلك وصاية على
الناس، لكن إذا حصلت إساءة من موقع يتم تنبيه والرد عليه، وإذا تكرر هذا الفعل فيجب أن يحجب فوراً...، وأردف: هذه المواقع تؤثر بشكل كبير على الجيل الناشئ الذي ليست لديه القدرة التحليلية التي تكون عند الكبار، وبالتالي هناك خطورة كبيرة من تأثرهم بها، وأكمل لا بد من توسيع التوعية إلى المدارس والجامعات لتحصين جيل المستقبل.

كيوتل.. ماذا تقول؟

من جانبها عملت شركة اتصالات قطر جاهدة لحجب أي موقع يسئ للمجتمع، مستخدمة لذلك أحدث البرامج والطرق التقنية بحسب مديرها التنفيذي للاتصالات والعلاقات عادل المطوع الذي أكد للعرب أن سياسة (كيوتل) واضحة بخصوص محتوى الإنترنت؛ إذ تعمل على أن يناسب محتواه العادات والتقاليد والعرف في الدولة، وأضاف: نحاول قدر الإمكان توفير المحتوى الذي يناسب العائلة سواء على الشبكة المعلوماتية أو فيما يخص «ميوزك» الخدمة التلفزيونية، وأضاف الإنترنت بحر كبير وقد استثمرنا تقنيات حديثة لحجب المواقع المسيئة قدر الإمكان، ونحن نرحب بأية ملاحظة من العملاء حول المواقع التي تقدم محتوى سيئاً، ويمكن لأي عميل الاتصال على الرقم 111 أو إرسال بريد إلكتروني للشركة يعلمنا فيه عن المواقع المسيئة ليتم التعامل معها، وأضاف كل يوم تخرج صفحات إنترنت جديدة بمحتوى سيء، وتقوم التقنيات التي لدينا بحجب أغلبها، إلا إن بعض المواقع يمكن أن تستخدم كلمات مختلفة عن محتواها الفعلي؛ كي تمر من هذه التقنيات، وعن (الفديوهات) على اليوتيوب والتي تشكل إساءة للإسلام قال المطوع: هناك تعاون مع بعض الشركات المتخصصة؛ ليتم حجب مواقع معينة من محرك بحثها، ونحن كمقدمين للخدمة نعمل بقدر الإمكان؛ لتقديم محتوى مناسب، وعالم الإنترنت كبير، ولا توجد تقنية في العالم يمكن أن تتحكم بشكل كامل في محتوى الإنترنت.

سب الدين وسيلة شهرة

الخبير القانوني في وزارة العدل الدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني دعا إلى اتفاقية أممية تجرم ازدراء الأديان والتطاول على الذات الإلهية والرسل، مشدداً على ضرورة الوقوف بحزم ضد هذه الجرائم وتابع قائلاً: من المؤسف أن تتنامى الهجمة الشرسة والتطاول الفظ على الذات الإلهية وعلى الأديان السماوية والأنبياء والرسل وبخاصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تحت تسميات وذرائع باسم الديمقراطية أو تحت مسمى حرية الرأي والتعبير، وما هي إلا تشدقات وافتراءات يراد بها باطل أساسه العنصرية، ودافعه التطرف بل هو يتنافي مع أبسط أسس ومبادئ شِرعة حقوق الإنسان، والإعلانات والمواثيق الدولية ذات الصلة التي تكرس لحرية العقيدة واحترام المعتقدات وسائر الأديان والمذاهب ورموزها. كما أن من شأن ذلك أن يثير الكراهية والبغضاء بين الشعوب والمجتمعات في الوقت الذي تتصاعد فيه دعوات الخيرين للتعايش الإنساني السلمي بين المجتمعات والشعوب بعد أن تحول العالم بفضل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات إلى ما يشبه قرية صغيرة، وأكمل المشهداني: تحت ادعاءات «الحق في التعبير» بدأت تظهر تجاوزات وخروقات وتطاولات بذيئة على الذات الإلهية وعلى حرمة الأديان والمعتقدات، وبالأخص ضد الشريعة الإسلامية ودين الإسلام، من أطراف مشبوهة بعضها يدعي العلم والعلمانية ومنهم من يتظاهرون بكونهم من المسلمين والإسلام منهم براء، ومنهم من يسلك هذا الطريق الشيطاني من أجل الشهرة والانتشار، خاصة حين تكون مادة التطاول منشورة أو كتابا أو مطبوعا؛ لأنه يعتقد أن سلوك هذا الطريق هو أحسن وأسهل طريق للشهرة والانتشار، ومن المؤسف أن نرى بعض المتطاولين هم ممن يدعون النسبة للإسلام أو يحملون أسماء إسلامية وعربية، ولكنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام، وأشار المشهداني إلى أن القانون القطري يقف موقفا حازما في وجه هؤلاء إذا ما وقفوا أمام محاكمه؛ إذ يعاقب قانون العقوبات القطري على الجرائم المتعلقة بالأديان ضمن الباب السابع (الجرائم الاجتماعية) في مادته (256) بالحبس مدة لا تجاوز سبع سنوات، كل من ارتكب التطاول على الذات الإلهية أو الطعن فيها باللفظ أو الكتابة أو الرسم أو الإيماء أو بأية وسيلة أخرى، أو قام بالإساءة إلى القرآن الكريم أو تحريفه، أو تدنيسه، أو أساء إلى الدين الإسلامي أو إحدى شعائره، أو سب أحد الأديان السماوية المصونة، وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، أو تطاول على أحد الأنبياء باللفظ، أو الكتابة، أو الرسم، أو الإيماء، أو بأية طريقة أخرى، أو قام تخريب أو تكسير أو إتلاف أو تدنيس مبان، أو شيء من محتوياتها، إذا كانت معدة لإقامة شعائر دينية لأحد الأديان السماوية المصونة وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وتابع: وتعاقب المادة (257) من نفس القانون أيضاً بالحبس مدة لا تجاوز عشر سنوات، كل من أنشأ أو أسس أو نظم أو أدار جمعية أو هيئة أو منظمة أو فرعاً لإحداها، تهدف إلى مناهضة أو تجريح الأسس أو التعاليم التي يقوم عليها الدين الإسلامي، أو ما علم منه بالضرورة، أو إلى الدعوة إلى غير هذا الدين، أو تدعو إلى مذهب أو فكر ينطوي على شيء مما تقدم، أو إلى تحبيذ ذلك أو الترويج له.

مسؤولية مجلس الأمن

وأردف المشهداني إن الحاجة قائمة إلى تشريعات وطنية، وتشريعات دولية؛ لمواجهة جرائم التطاول على الذات الإلهية وازدراء الأديان والأنبياء والرسل، فعلى الصعيد الدولي لابد للأمم المتحدة أن تصدر اتفاقية دولية تحظر المس بالأديان أو التطاول على الذات الإلهية أو ازدراء الرموز المقدسة الإسلامية، لا بل لابد أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته ويصدر قرارا يمنع التطاول والازدراء المشار إليه.
وأكمل المشهداني أما على مستوى التشريعات الوطنية، سواء في قطر أم في سائر البلدان الإسلامية، فلابد من تجريم شامل لكل الأفعال التي تتضمن تلك التطاولات والاعتداءات، إذ الملاحظ أن التشريعات الجزائية العربية ما زالت قاصرة عن شمول جميع صور الإساءة، فضلا عن (ضعف وهزال) عقوباتها. فأصبحت الحاجة ملحة لسن تشريع شامل ورادع لهذه الأفعال، ويلاحقها أيا كان مكان وقوعها وجنسية مرتكبيها.
وقد درجت كثير من الدول على تغليظ العقوبة على الجرائم التي تتعلق بالعنصرية وحقوق الإنسان وما يمس معتقداتهم، وحرية انتماءاتهم الدينية والفكرية، وما يهدد الأمن والسلم الاجتماعي، ويثير الفتن، وإن لم تقع في نطاق السيادة الوطنية للدولة أو لم تقع على أحد من مواطنيها، مثل القانون البلجيكي الصادر سنة 1993 الذي يعطى الحق للمحاكم البلجيكية في مقاضاة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان أينما كانوا وفي أي مكان ارتكبوا هذه المخالفات. وإذا كان هذا هو الحال في دولة من دول الحياد التي تعد نموذجا من نماذج الديمقراطيات الغربية التي يتشدق بها مناداة الحرية والديمقراطية، وهذا أحد أهم التشريعات التي يتميز بها التشريع البلجيكي.
ولفت إلى أنه قد درج مرتكبو هذه الجرائم على ارتكابها استنادا لحرية الرأي والتعبير والإبداع بحسب ما يدعون، ولم تفلح أية محاولات تحاورية في عدم تكرار هذا؛ مما أجج المشاعر لدى المسلمين، بل ولدى المسيحيين باعتبارهما نسيجا روحيا واحدا، وأكد الدكتور أن هذه الجرائم تهدد الوحدة والأمن والسلم الاجتماعي وتثير الطائفية – وهو ما أضحى معه أهمية سن تعديل تشريعي لهذه الغاية، وهو ما يستلزم إدخال تعديلات بإضافة نصوص إلى القوانين الأساسية، وأضاف الدكتور قائلاً: لقد اقتضت سنة الله تعالي أن يجعل الناس أمماً وشعوباً وقبائل؛ ليتعارفوا ويتقاربوا ويتحابوا وليس للاختلاف والتناحر قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) الآية 13 سورة الحجرات، ولم يفرق في ذلك بين أحد من خلقه، ولذلك بعث الرسل، وأنزل الكتب وأمر عباده المؤمنين بالإيمان والتصديق بجميع الأنبياء والمرسلين والكتب السماوية دونما تفرقة قال تعالي: (لا نفرق بين أحد من رسله) الآية 285 سورة البقرة، وأكمل الدكتور: ولحماية ثوابتنا الدينية من عبث العابثين فلابد من وقفة حازمة تجاه الذين يشككون بالسنة النبوية، أو في الأحاديث النبوية الصحاح، ولا بد من تفعيل سبل المواجهة التشريعية للدول بالتعاون الدولي؛ لمكافحة جرائم ازدراء وامتهان الأديان علي المستوي العالمي، وذلك بعقد الاتفاقيات الدولية؛ لملاحقة أعداء السلام العالمي الذين يثيرون الفتنة الدينية بين شعوب العالم بما يؤدي إلى وقوع اضطرابات بين الدول، وذلك بردع الفئة المثيرة للقلاقل.
وأنهى المشهداني حديثه قائلاً: الدين أحد مقوماتنا الأساسية الذي لا يتجزأ عن النظام العام ومبادئ الشريعة الإسلامية ثوابت تشريعية تحتل في بناء التدرج القانوني التشريعي درجة الدستور التي تتضمن الأحكام العامة ويكون للمشرع أن يسن القوانين التي توائم الحياة المعاصرة بما لا يخالف ثوابتنا التشريعية (القرآن والسنة النبوية) وبالتالي لا يجوز امتهان ثوابتنا التشريعية الدينية كالذات الإلهية ورسولنا.