المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا لا للزى الطائفي



بوخالد2
15-01-2006, 11:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اخوانى القراء اليكم ما جاء على لسان محمود بسيس فى صحيفة الصباح التونسية تأييدا لما جاء على لسان وزير الشئؤن الدينية التونسى

الاولى الجمعة 13 جانفي 2006


البعـــــد الآخـــــر
عــن الــزي الطائفـــي
بقلم: برهان بسيّس
ردود فعل متنوعة ومتباينة صنعها حديث وزير الشؤون الدينية لصحيفتنا الغرّاء «الصباح» وقد تركزت في مجملها على الموقف القديم/الجديد الذي ما فتىء الخطاب الرسمي يكرّره تجاه ما اصطلح على تسميته بالزي الطائفي وهو موقف قائم على الرفض والاحتراز تجاه ظاهرة يعتبرها هذا الخطاب مظهرا من مظاهر الوشم المتصل بدلالات سياسية أكثر منها دينية.





ردود الفعل شهدت دخول فاعلين عدّة على خط النقاش والتعليق تباينت رؤاهم واختلفت مقارباتهم كل حسب مرجع الحماس والاهتمام بالموضوع من رافض شاتم إلى مكفّر متوعّد ومن مساند مبارك إلى متابع مبتهج وبين هذا وذاك فريق من الانتهازيين الحاضرين في كل المواكب والمناسبات للنديب والعويل مهما كان مضمون الموكب تحت وقع الحاجة الدائمة لإثارة الغبار استدراجا لأي شكل من أشكال الإثارة والمغالطة والتشويه في استعداد كامل لقيادة جوقة التنديد والوعيد ضدّ البلد سواء تعلق الأمر بموضوع له علاقة بالديمقراطية أو حقوق الإنسان أو الإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو البوذيّة أو حتى الزواحف والطيور.


لا شك أن ملامسة موضوع الحجاب هو اقتراب من دائرة حرارة سياسية وفكرية دقيقة وحساسة بالنظر لتراث ثقيل من العلاقة المعقدة التي تربطنا كمسلمين مع قضايا العقيدة والدين وقد تشكّلت على مرّ تجربتنا التاريخية في تقاطع مربك مع هموم السياسة وإدارة الشأن العام.


لقد ظلّ الطموح العقلاني الإسلامي يتطلّع لاشتقاق تنويري حداثي يفتك العقيدة الإسلامية من دائرة الاحتكار النصّي المغلق الذي أنتج مجمل انحرافات التطرّف والماضوية والتعصّب بمسميات مذهبية مختلفة ليضعها على مسار التسامي العقائدي لروح وجوهر الإسلام كديانة انسانية راقية ومنظومة قيم سامية تعلو تفاصيل الاغراق في التنميط والتشييء والقوالب المصنعة في ورشة الاجماع والمطلق الذي يتلاعب بسلطة المقدس ليمرّر تأويله البشري الشخصي كمرجع وحيد للنطق باسم المقصد الإلهي حيث لا تأويل إلا تأويله ولا مرجع إلا مرجعه ولا نصّ إلا ذاك الذي يملك وحده قدرة فهمه وتفسيره.


لقد جاهدت الرؤية العقلانية الإسلامية في أن تدفع لانجاز إصلاح ديني لمنظومة فهمنا واستبطاننا لقضايا العقيدة والحياة على شاكلة تستفيد من تراث الإصلاح الديني المسيحي الذي حقق الانسجام التاريخي النوعي بين مسيحية متآكلة لفرط الهرسلة الكنسية على مرّ القرون ومدنيّة جديدة صاعدة في أوروبا محتفية بعصر أعلن انبثاق نهضة الأنوار.


وضع الإصلاح الديني المسيحي عالم الغرب على طريق تكامل بديع بين المعتقد الديني والالتزام المدني الجديد هو ما أعطى لهذا الغرب ولا يزال شرعية تقدمه وتفوقه ورفاهه الإنساني والجمالي في حين بقيت دعوات الإصلاح الديني الإسلامي خافتة ضامرة منذ نواتات انبثاقها الأول في عصر النهضة الموؤودة مع الأفغاني وعبدة والطهطاوي تلك التي تذبح دوما على مسالخ الأصولية المتعصبة بالرواج الذائع لفتاوي تكفير أصحابها ورموزها في الكتب والدراسات والمنابر بل وأيضا في شهادات الدكتوراه العلمية... المنجزة في الجامعات ذات الصيت والتأثير في أوساط التعصّب والتكلّس الديني المتحرك باسم الدفاع عن عقيدة الأمة ودينها.


إن النقاش حول الموقف التونسي من الحجاب لا يمكن أن يخرج عن سياق هذه الخلفيّة الفكرية للتجاذب الحاصل بين رؤيتي الجمود والاجتهاد والنصيّة والتأويل تلك الخلفية التي تجثم على العقل الإسلامي منذ قرون بذات محاور الجدل والاختلاف بين مدارس النص والنمطيّة ومدارس العقل والاجتهاد محافظة على ذات ميزان القوى المائل لسوء حظ الأمة الإسلامية لفائدة قوى الجمود والانغلاق بما يعطي لكل الغافلين صورة من صور التفسير لأسباب تخلفنا المزمن.


يتحدث الناقدون الساخطون على الرؤية التونسية تجاه موضوع الحجاب عن انكار تونسي مستهجن لواجب معلوم من الدين ولنلاحظ في هذا السياق أن الأمر برمّته يتعلق بنقاش عن لباس وزيّ لازلنا نناقش شكله ومضمونه وطريقة وضعه ولونه ومقاييسه في أمة تتباهى بأنها تعيش عصرها بامتلاء وقوّة!!


لا أعتقد مغامرة وأنا لا أدعي اختصاصا أن فقها ثريا في الاختلاف والتنوع أنتج مدارس ومذاهب شتى في علوم العقيدة والشريعة والكلام اختلف في كل القضايا دون استثناء من قدم القرآن إلى ماهيّة الله ومن طريقة وضع اليد أثناء الصلاة إلى قضايا الجبر والاختيار والتشبيه والتأويل وطقوس الوضوء وغيرها من موضوعات الاختلاف والتنافر يأتي على قضية الزيّ الشرعي للمرأة لينتج رؤية واحدة موحدة لا يأتي غلافها النصي أي نوع من أنواع التأويل والاختلاف.


لا أعتقد أن نصّا قرآنيا ثريا ومتعاليا ترك لأمة برمتها حرية اختيار نظام حكمها بل وحرية النظر في شأن الطبيعة والمخلوقات أن يخص زي المرأة دون غيره بقالب نمطيّ واحد مقدس يجعله البعض داخل ذات الدائرة النمطية مقياسا لإسلام صاحبته من عدمه!!!


ما لم يفهمه البعض ألاّ أحد في تونس يملك موقف رفض أو منع لمن يريد الالتزام بالتأويل القرآني الخاص بغطاء الشعر والجسد النسائيين لكن الاختلاف في هذا المجال هو حول الطريقة والأسلوب وهنا مكمن النقاش ولبّ المسألة: هل يكون الاسلوب بصياغات غير وطنية مستوردة من فضاءات مغايرة لفضائنا التونسي التقليدي بل الأكثر من ذلك هل يكون الأسلوب برموز ارتبطت بنشأة تيار سياسي أصولي خرج إلى الساحة التونسية عشرية السبعينات كإمضاء سياسي بحث لمريديه وأتباعه عن وشم وعلامات تمييز؟! أم ينبغي أن نلتزم «لمن شاءت» في طريقة التغطية بتقليدنا التونسي الصميم بعيدا عن كل مظهر ناشز أو طائفي ذا ملمح سياسي حيث لا يملك أحد أن يمنع بناتنا من غطاء الرأس التقليدي وأزيائنا المحتشمة السائدة منذ قرون على أرض مدننا وقرانا الطيبة على امتداد شمالنا وجنوبنا الذي لم ينتظر قدوم موضة حجاب السبعينات على يد دعاة تيارات الإسلام السياسي ليعرفوا إسلامهم أو حتى ليعتنقوه!!


ماذا يظن دعاة الحجاب الطائفي هل أن جداتنا وأمهاتنا اللاتي التزمن لباس الحشمة والتقليد المتوارث خرجن عن الملّة والإسلام عندما لم يعرف عنهن أي التزام بشكل هذا الحجاب الطائفي الذي تتم الدعوة له؟!!


ثم إن المسألة أعمق من ذلك حين يتعلق الأمر بهؤلاء الذين يتباكون على الحرية والديمقراطية من مدخل قضية الزي الطائفي ومنعه في تونس لنطرح عليهم وعلى أنفسنا السؤال الأعمق والأكثر حرجا. هل إسلام المرأة وإيمانها يلخص هكذا وببساطة في طريقة لباسها قياسا وفاروقا بين المؤمنة والكافرة!! هل يجرؤ هؤلاء الذّارفين لدموع التماسيح البريئة على محنة المحجبات على الاصداع بفتاويهم الخفية في الحكم على إسلام غير المحجبات؟! تلك الفتاوى التي تصل إلى تكفير تمتد مسوغاته إلى تلخيص حدود الكفر والإيمان والجنّة والنار بطول الجلباب ولون قطعة القماش فوق الرأس للإناث وشرعية حلق اللحية والتعامل مع الذقن وكحل العين ولون العمامة للذكور!!!


دون استهانة بهذه المسوّغات فإن اللعبة عادة ما تبدأ زورا وحيلة بالترفع والتعالي الظاهري عن الخوض في مثل هذه التفاصيل باسم أولويّات فقهية مغايرة وانفتاح عقائدي مزوّر لكن هذه اللعبة سرعان ما ترتد إلي ملمحها التكفيري الخطير كلما حلّت لحظة التمكين تماما كما تروي ذلك قصص طالبان في أفغانستان أو حكم الترابي في السودان أو الملالي في طهران.


ثم لماذا يتغافل الذين يصرخون في وجوهنا باسم الهوية والنطق الصائب بلسان الإسلام عن مدنا بشكل الحجاب الأسلم عقيدة ودينا هل هو الجلباب الايراني الموشّح بالسواد أم النقاب الوهابي أم الغطاء الطالباني الذي أخرج للعالم صورة المرأة الأفغانية المضطهدة على يد عصابات طالبان دون أن نسمع ولو كلمة واحدة تنديدا وتعاطفا أو توضيحا لموقف الإسلام من هذه العصابات من قبل هذه الجهات التي هالها ما صرّح به وزير الشؤون الدينية التونسي؟!!


في إيران الشيعية التي لا يملك أحد التشكيك في التزامها الإسلامي تمنع سلطات طهران أن تضع النساء الايرانيات حجابهن أو يسترن أجسادهن بنفس الطريقة التي تضع بها نساء تنظيم مجاهدي خلق الحجاب بمثل ما يظهرن به عادة وهنّ ملتفات حول زعيمة التنظيم السيدة مريم رجوي.


ترى سلطات طهران أن حجاب اتباع رجوي من نساء مجاهدي خلق علامة انتماء سياسي لذلك تمنعه وتطارده في سياق قتالها لهذا التنظيم وأتباعه!!


هل هي بدعة إذا أن ندعو هنا في تونس إلى مقاومة زيّ طائفي هو عبارة عن عنوان سياسي دون أن يكون ذلك في أي شكل من الأشكال منع لتغطية الرأس وستر الجسد؟!!


هل يجرؤ أحد على منع السفساري التونسي أو غطاء الرأس التقليدي في قرانا ومدننا؟! بالتأكيد لا بل لا أحد دعا إلى ذلك أو لمّح إليه إنما فقط في بلد يؤمن بطريق مغاير لموجة الانغلاق والتطرف والغلو السارية في جسم الأمة منذ قرون والعائدة بقوة في لحظة الراهن كمظهر من مظاهر الازمة والمأزق.


في هذا البلد بالذات، في تونس يتجرأ صوت الاجتهاد الذي أعطى للتونسيين مجلة أحوال شخصية رائدة وتشريعات تقدميّة ونظاما تعليميا عصريا أن يظلّ مسموعا مدافعا عن رسالة الإسلام المتسامية عن اسفاف الغلو والتطرف المغرم بشد العقيدة الإسلامية إلى أرض التضاريس المعقدة بالممنوع والمكبوت والقوالب الجاهزة لايمان جعله الإلاه الكريم العزيز قضية قلب وروح ومعاني وخير وتجعله عقيدة التطرّف قضية متدرّجة من لباس دون غيره إلى سيولة جارفة لفتاوى القتل والدم والذبح ولا أحد يتجرأ أن يقول لأصحابها ارفعوا أيديكم عن الإسلام وعقول المسلمين!!


أيّهم الأقرب إلى الله حسب رأيكم أيها السادة الأم تريزا المسيحية التي أعطت حياتها لفقراء كالكوتا أم نساء قصور الذكورة السلطانية الملتزمة تماما بقوالب الزيّ والمظهر؟!


في فسحة التفكير عن إجابــة لهذا السؤال تتلخّص عصارة المعضلة.


وصلني على الايميل :deal:

relaax
15-01-2006, 11:36 PM
يعطيك العافيــــــــــــــــــه

بدور
15-01-2006, 11:47 PM
يسلموووووووووووووووو