المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحفيو قطر* .. ‬جدلٌ* ‬تقدمي **مقال لمهنا الحبيل



الرحال1
10-06-2009, 07:05 AM
10 يونيو 2009

منذ قرابة العام بعث لي* ‬الصديق العزيز الكاتب القطري* ‬عبد الله العذبة برابط منتدى قطري* ‬مُشدداً* ‬عليّ* ‬أخي* ‬أبو محمد أن أتابع الحوارات الجارية في* ‬المنتدى في* ‬الشأن الوطني* ‬القطري* ‬وكان محل استغرابي* ‬أن المنتدى معنون بشبكة الأسهم القطرية فما دخل الحالة الوطنية الفكرية والسياسية في* ‬جيوب الناس بحسب تعبير قناة الجزيرة*.‬ لكنني* ‬ترددت على الموقع وإذا بي* ‬أُبحر فيه بالفعل ووجدته عالماً* ‬حيوياً* ‬من حوار راقٍ* ‬وموضوعات منوعة تتعلق بملفات وطنية قطرية عدة وبمساحة حرية أكبر من الصحافة المطبوعة وبأقلام* ‬يعرف المتابع والمشارك في* ‬العالم الصحافي* ‬بأنها أكثر من دفقة حبر أو* (‬فشة خلق*) ‬وسواءً* ‬أكان بعض الكتاب المرموقين في* ‬المنتدى من صناع القلم الإلكتروني* ‬أو أن بعض دهاقنتهم وكما تبين لي* ‬هم من الأقلام الصحافية القطرية العريقة وقد باشروا إضافة لأعمدتهم الإبحار الإلكتروني* ‬في* ‬فضاء حرية أوسع*.‬ وما شدّني* ‬في* ‬هذا المنتدى وفي* ‬بعض ما* ‬يتناوله الزملاء والزميلات الأعزة في* ‬قطر الحبيبة الشقيقة اللصيقة؛ ملف حرية الصحافة القطرية،* ‬سوى أن ما أشعل الاهتمام بحوارات قطر الصحافية هي* ‬مبادرة أحد المدراء العامين في* ‬إحدى الصحف القطرية بمهاجمة الكاتبة المرموقة الزميلة نورة السعد لكونها تكتب في* ‬الشأن الوطني* ‬القطري* ‬في* ‬القبس الكويتية،* ‬وكان المقال نشازاً* ‬ومستغرباً* ‬في* ‬هذا الزمن وإن كان رائجاً* ‬وتبقى منه ما تبقى في* ‬بعض دوائر الإعلام الخليجية لكنه بالقطع* ‬غريب أمام مشروع قطر الإعلامي* ‬وصناعة المستقبل المعرفي* ‬خاصة بأن لغة الهجوم بثقافة* -‬الخويا والفداوية*- ‬بمعنى مهاجمة القلم أو الشخصية تزلفاً* ‬للقيادة،* ‬وهي* ‬لغة لم تعد قادرة على تشويه الكاتب أو الشخصية الوطنية في* ‬عموم الخليج مع إدراك العديد من المسؤولين أن حرية الصحافة وشفافيتها هي* ‬منجز وطني* ‬تقدمي* ‬قي* ‬حد ذاته تفتخر به الدولة،* ‬ولذلك فقد أسعدني* ‬مسار التصحيح الذي* ‬باشره رئيس تحرير نفس الصحيفة بنشره مقال لأحد زملائه* ‬يدافع عن نورة ويرد على المدير العام،* ‬وهي* ‬بادرة تؤكد عمق الإيمان لدى الأخوة في* ‬الصحافة القطرية بصيانة المنجز عبر التطوير لنشر الحقيقة واحترام المثقف وشخصيته الاعتبارية،* ‬بل إن هذا الزميل الذي* ‬أخطأ في* ‬حق نورة السعد وهو كاتب عريق لا أستبعد أنه أدرك هذا التجاوز ويسعى للخروج منه والعودة إلى القلم المُعبّر عن الضمير الوطني*.‬ من خلال هذه القضية طغت على السطح مسألة ضرورة أن تتقدم الصحافة القطرية إلى العمل النقابي* ‬الحُر حتى تترجم مساحة الحرية والعمل لتحقيق التطلعات الحقوقية والتنموية للشعب عبر تجسيد فعلي* ‬للحرية الصحافية الوطنية وشؤونها وشجونها،* ‬وقرأت كثيراً* ‬في* ‬هذا الاتجاه في* ‬المنتدى المذكور وفي* ‬مواقع أُخرى تأتيني* ‬روابطها من الزملاء*.‬ وقبل أن أطرح رأيي* ‬أود أن أبين أن قضية تعثّر الصحافة في* ‬الخليج عامّة حين تتداول الشأن الوطني* ‬ومهمات دعم الصحافيين؛ فالمقصود ليس مجرد هياكل تحمل مسمى هيئات أو جمعيات المهم الفعل النقابي* ‬ودوره في* ‬حماية الصحافي* ‬وتوسيع حرية الرأي* ‬الراشدة التي* ‬لا تخرق الثوابت الإسلامية للمجتمع والوطن،* ‬وقد كتبت مراراً* ‬منتقداً* ‬حالة الحريات الصحافية في* ‬وطني* ‬السعودي* ‬منها مقال بعنوان* (‬ولماذا صحافتنا حائط* ‬يارئيس هيئة الصحافيين*) ‬رداً* ‬على تصريح للأستاذ تركي* ‬السديري* ‬وآخرها مقال نشر في* ‬عمودي* ‬في* ‬المدينة السعودية عند تعيين وزير الإعلام الجديد الدكتور خوجة،* ‬وإنما أذكر ذلك لما نعانيه مؤخراً* ‬من حساسيات إقليمية تجزيئية رغم هتاف الإعلام الخليجي* ‬عن وحدة المصير والهوية،* ‬فأحببت أن أوضح أنني* ‬لا أزكي* ‬دولة على دولة وإن اختلفت بعضها ولا* ‬يمكن أن نجعلها في* ‬سقف واحد ولا نزكيها أيضاً* ‬تزكية مطلقة*. ‬ لكن حركة التقدم في* ‬قطر وصعود برامج التنمية جعلتها محط الأنظار خاصة بعد أن قدّمت قطر أكبر تجربة إعلامية في* ‬تاريخ الوطن العربي* ‬منذ الاستقلال وذلك عبر مشروع قناة الجزيرة وما مثلته هذه المبادرة الإعلامية الضخمة من تغيير دراماتيكي* ‬معرفي* ‬وثقافي* ‬وسياسي* ‬لحالة الوعي* ‬العربي* ‬بغض النظر عن أنّ* ‬قطر وهذا من حقها كانت تريد أن تستفيد من هذا المشروع الإعلامي* ‬كقوة تأثير على الحياة السياسية العربية فيبقى أن الجزيرة كانت مشهداً* ‬ومنهجاً* ‬نوعياً* ‬أهدت للعرب الكثير في* ‬ظل معاناة تراكمية لعهود إعلامية سوداء نرجو مخلصين أن تستمر في* ‬تقدمها وتعالج بعض العثرات التي* ‬أصابتها*.‬ وعليه فإن الحالة الوطنية القطرية من الضرورة بمكان أن تراعي* ‬هذه القفزة وأحسب أن أبناء قطر لديهم من القدرات ما* ‬يكفي* ‬لصناعة هذه التجربة النقابية وتنظيمها،* ‬لذلك فإن الدولة بقيادة سمو الأمير الذي* ‬أهدى للعرب قناة الجزيرة سيكون من المناسب أن تبادر بإسناد عملية دراسة هذا الملف وتأسيس الهيئة النقابية لأبناء قطر ممن قرأتُ* ‬لهم،* ‬وقد عرفت شخصيات قديرة ذات عمق مهني* ‬ومعرفي* ‬وميزان دقيق من قيادات الصحافة القطرية قادرة على إدارة هذا الملف وتقديمه للمجتمع والدولة،* ‬وأخص أخانا العزيز عبدالعزيز المحمود لما عرفته فيه ولا أقول شهادتي* ‬فيه مجروحة لمكانته من نفسي* ‬ولكنّها بالنسبة لي* ‬موثّقة عبر معرفتي* ‬المهنية له في* ‬الجزيرة نت حين كان رئيس تحريرها ومعرفتي* ‬لخطابه الفكري* ‬قبل تألقه الإنساني* ‬الأصيل،* ‬وبانضمام مجموعة من الكتاب المرموقين في* ‬الصحافة الوطنية لهذا الفريق الذي* ‬يرأسه أبو عمر توضع الدراسة التي* ‬تعتني* ‬بتنظيم العمل النقابي* ‬الصحافي* ‬ومعالجة الملف المهم الآخر وهو مشاركة جيل التقدم والإبداع القطري* ‬في* ‬مشروع قناة الجزيرة مع أشقائهم العرب الذين أسسوا هذا الصرح وجملوه وإن كانت الشراكة القطرية موجودة من التأسيس ولكن بعدد محدود وفعل ملموس*.‬ هذه وجهة نظري* ‬ولأبناء قطر رأيهم وتقييم مسيرتهم مع كل الحب والتقدير للأحبة في* ‬قطر رعاها الله من محبوبة درة في* ‬قلوبنا وفي* ‬الخليج*.‬
مهنا الحبيل
كاتب سعودي