Bu Rashid
11-06-2009, 12:40 PM
إضاءة .. هل يصدق خطاب أوباما؟
الراية
بقلم: ريم يوسف الحرمي ..
خطاب أوباما الذي ألقاه في جامعة القاهرة والذي بثته الشبكة الاعلامية للبيت الابيض واسمته بداية جديدة كانت بالفعل بداية جديدة لمخاطبة المسلمين،
حيث اختلاف اللهجة التي استخدمتها الادارة الحالية لباراك اوباما عن الادارة السابقة لجورج بوش.
فهو لا يريد ان يكمل ما ابتدأه بوش ولكن عليه ان يتحمل ويصلح اخطاء بوش ويتعامل معها بحكمة واستراتيجيات جديدة.
كان اسلوب اوباما ذكياً جداً فابتدأ خطابه بإلقاء السلام (السلام عليكم) لبث الحماس في جموع الحاضرين،
وكان حذراً في استخدامه للمفردات وأقل شدة من نظيره السابق بوش، حيث استخدم اوباما مصطلح (متشددين extremists) بدلاً من (Terrorists ارهابيين)
لم يعد كما وعد بوش بإقامة دولة فلسطينية قبيل انتهاء فترة رئاسته وانما شدد علي حل الدولتين ولكن اعتقد انه استفز الحضور بقوله ان علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل غير قابلة للانكسار،
شخصياً لم استغرب فعلاقات الولايات المتحدة بإسرائيل قوية منذ ذي ازل وعلاقة اليهود بالولايات المتحدة أيضاً قوية قبل الاستيطان اليهودي وقيام اسرائيل عام 1948.
وفي السياق ذاته وفي موضوع العلاقات الاسرائيلية - الامريكية، ذلك الخطاب اغضب الكثير في اسرائيل خصوصاً حزب الليكود واليمين الاسرائيلي
ذلك لأن اوباما شدد في أكثر من مناسبة بطلبه من اسرائيل بالإيقاف في بناء المستوطنات والتوسع بها فما كان الرد من الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتينياهو
الا انه تحدي كلام اوباما وقال انه عازم علي التوسع في بناء المستوطنات بناءً علي ما تم من محادثات مع الادارة الامريكية (السابقة أي ادارة بوش) أيضاً
أري ان العلاقات الامريكية - الاسرائيلية تشهد نوعاً من التوتر الحالي، والذي إذا استمر قد ينعطف بتلك العلاقات لتأخذ مجري آخر غير الذي عهدناه.
استخدم اوباما اسلوب المقارنة (Compare & Contrast) وان لم تكن مقارنته عادلة تماماً حينما قارن اوضاع الفلسطينيين بالاسرائيليين
وقارن محرقة الهولوكوست بمعاناة الفلسطينيين وشتان ما بين الاثنين
ولكن ينبغي القول إن اسلوب المقارنة ذاك اسلوب ذكي في الخطابة وبالاخص في الخطابات السياسية.
اوباما مغضوب عليه حالياً من الكثيرين من خلال قراءتي:
أولا: العرب واعتقادهم انه يبيع الكلام المعسول وضحكه علي العقول فلا فرق بين بوش الجمهوري واوباما الديمقراطي.
ثانياً: اليهود الذين اتهموه بمعاداة السامية.
ثالثاً: الامريكيون الذين اعتقدوا بأن اوباما خانهم عندما اقتبس 7 آيات من القرآن بينما اقتبس من التلمود مرة والانجيل مرة، وعندما احسوا انه (خضع للعرب).
هذا وقد قامت صحيفة نيويورك الاخبارية اليومية باستطلاع للرأي علي السؤال التالي:
ما هو رأيك في خطاب الرئيس اوباما عن العالم الاسلامي والسلام فكانت نتائج الاستطلاع كالتالي:
49% يعتقدون ان اوباما بدا ساذجاً في خطابه، و42% خطابه يوحي بالأمل،
ويعتقدون ان الأمل هو الذي سوف يؤدي الي تغيير، و9% قالوا انه من الصعب التكهن بما يرونه من خطاب اوباما،
أي اصبح من الممكن ان نقول علي حال اوباما إنه مهما قال وفعل فإنه سوف يفشل وان طرفاً سوف يغضب علي حساب الطرف الآخر
أو كما قال البعض: you screw, no matter what you do فلن يستطيع ان يرضي طرفاً علي حساب طرف،
مثال آخر علي ذلك نحن كمسلمين استفزتنا صورة اوباما وهو يرتدي قبعة اليهود (اليرمولك) بينما استفزتهم هم صوره وهو يدخل المسجد دون حذائه اكرمكم الله،
وأيضا استفزتهم صورة هيلاري كلينتون وهي ترتدي الحجاب عندما دخلت المسجد والأمر فالنهاية لا يتعدي كونه (بروتوكلات) عادية.
خطاب اوباما تطرق الي نقاط عديدة منها المرأة المسلمة، وحجابها الذي يُحارب،
وألمح الي ايران وكوريا الشمالية وبيونغ يانغ وتطويرها المحتمل للسلاح النووي،
أيضا تكلم عن التنمية الاقتصادية خصوصا اننا وبحكم العولمة وكيف اصبح العالم بأسره الي قرية صغيرة لسنا بمنأي عن الازمة العالمية
وال recession وان خفت حدته من دولة لأخري واقتصاد لآخر، أي من اقتصاد رأسمالي (كالولايات المتحدة)، واقتصاد اشتراكي الي اقتصاد شيوعي (كالصين) الخ...
فكانت الدول كقطع الدينمو تبدأ بقطعة واحدة وما تلبث الي ان تسقط القطعة تلو الأخري الي ان تصل الي القطعة الاخيرة أو ما يسمي في الاقتصاد
Domino Effect.
عموماً كلامه كان حكيماً وفيه نوع من الاتزان.. لكن ما نريده هو استراتيجية واقعية لتترجم هذا الخطاب علي أرض الواقع
وينبغي القول (إن الله لا يغير ما بقوم، حتي يغيروا ما بأنفسهم)، عندما تتخلي الدول العربية عن نزاعتها الداخلية وحروبها الأهلية ونزاعاتها العربية - العربية،
هنا وفقط هنا يمكننا الخروج مما نعاني منه من اضطرابات وفتنة ونزاعات، حينها لن نحتاج لخطاب اوباما ولن نعلق الأمل عليه أو علي غيره
وهذا ما قاله هو بنفسه انه لا ينبغي عقد الأمل علي خطاب واحد، الخطاب لن يغير شيئاً،
ولكن إذا وجدت النوايا العربية (الحسنة) وتترجمت تلك النوايا الي استراتيجيات عربية موحدة حينها سوف نخرج نحن من عنق الزجاجة دون ان تُكسر أعناقنا!
الراية
بقلم: ريم يوسف الحرمي ..
خطاب أوباما الذي ألقاه في جامعة القاهرة والذي بثته الشبكة الاعلامية للبيت الابيض واسمته بداية جديدة كانت بالفعل بداية جديدة لمخاطبة المسلمين،
حيث اختلاف اللهجة التي استخدمتها الادارة الحالية لباراك اوباما عن الادارة السابقة لجورج بوش.
فهو لا يريد ان يكمل ما ابتدأه بوش ولكن عليه ان يتحمل ويصلح اخطاء بوش ويتعامل معها بحكمة واستراتيجيات جديدة.
كان اسلوب اوباما ذكياً جداً فابتدأ خطابه بإلقاء السلام (السلام عليكم) لبث الحماس في جموع الحاضرين،
وكان حذراً في استخدامه للمفردات وأقل شدة من نظيره السابق بوش، حيث استخدم اوباما مصطلح (متشددين extremists) بدلاً من (Terrorists ارهابيين)
لم يعد كما وعد بوش بإقامة دولة فلسطينية قبيل انتهاء فترة رئاسته وانما شدد علي حل الدولتين ولكن اعتقد انه استفز الحضور بقوله ان علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل غير قابلة للانكسار،
شخصياً لم استغرب فعلاقات الولايات المتحدة بإسرائيل قوية منذ ذي ازل وعلاقة اليهود بالولايات المتحدة أيضاً قوية قبل الاستيطان اليهودي وقيام اسرائيل عام 1948.
وفي السياق ذاته وفي موضوع العلاقات الاسرائيلية - الامريكية، ذلك الخطاب اغضب الكثير في اسرائيل خصوصاً حزب الليكود واليمين الاسرائيلي
ذلك لأن اوباما شدد في أكثر من مناسبة بطلبه من اسرائيل بالإيقاف في بناء المستوطنات والتوسع بها فما كان الرد من الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتينياهو
الا انه تحدي كلام اوباما وقال انه عازم علي التوسع في بناء المستوطنات بناءً علي ما تم من محادثات مع الادارة الامريكية (السابقة أي ادارة بوش) أيضاً
أري ان العلاقات الامريكية - الاسرائيلية تشهد نوعاً من التوتر الحالي، والذي إذا استمر قد ينعطف بتلك العلاقات لتأخذ مجري آخر غير الذي عهدناه.
استخدم اوباما اسلوب المقارنة (Compare & Contrast) وان لم تكن مقارنته عادلة تماماً حينما قارن اوضاع الفلسطينيين بالاسرائيليين
وقارن محرقة الهولوكوست بمعاناة الفلسطينيين وشتان ما بين الاثنين
ولكن ينبغي القول إن اسلوب المقارنة ذاك اسلوب ذكي في الخطابة وبالاخص في الخطابات السياسية.
اوباما مغضوب عليه حالياً من الكثيرين من خلال قراءتي:
أولا: العرب واعتقادهم انه يبيع الكلام المعسول وضحكه علي العقول فلا فرق بين بوش الجمهوري واوباما الديمقراطي.
ثانياً: اليهود الذين اتهموه بمعاداة السامية.
ثالثاً: الامريكيون الذين اعتقدوا بأن اوباما خانهم عندما اقتبس 7 آيات من القرآن بينما اقتبس من التلمود مرة والانجيل مرة، وعندما احسوا انه (خضع للعرب).
هذا وقد قامت صحيفة نيويورك الاخبارية اليومية باستطلاع للرأي علي السؤال التالي:
ما هو رأيك في خطاب الرئيس اوباما عن العالم الاسلامي والسلام فكانت نتائج الاستطلاع كالتالي:
49% يعتقدون ان اوباما بدا ساذجاً في خطابه، و42% خطابه يوحي بالأمل،
ويعتقدون ان الأمل هو الذي سوف يؤدي الي تغيير، و9% قالوا انه من الصعب التكهن بما يرونه من خطاب اوباما،
أي اصبح من الممكن ان نقول علي حال اوباما إنه مهما قال وفعل فإنه سوف يفشل وان طرفاً سوف يغضب علي حساب الطرف الآخر
أو كما قال البعض: you screw, no matter what you do فلن يستطيع ان يرضي طرفاً علي حساب طرف،
مثال آخر علي ذلك نحن كمسلمين استفزتنا صورة اوباما وهو يرتدي قبعة اليهود (اليرمولك) بينما استفزتهم هم صوره وهو يدخل المسجد دون حذائه اكرمكم الله،
وأيضا استفزتهم صورة هيلاري كلينتون وهي ترتدي الحجاب عندما دخلت المسجد والأمر فالنهاية لا يتعدي كونه (بروتوكلات) عادية.
خطاب اوباما تطرق الي نقاط عديدة منها المرأة المسلمة، وحجابها الذي يُحارب،
وألمح الي ايران وكوريا الشمالية وبيونغ يانغ وتطويرها المحتمل للسلاح النووي،
أيضا تكلم عن التنمية الاقتصادية خصوصا اننا وبحكم العولمة وكيف اصبح العالم بأسره الي قرية صغيرة لسنا بمنأي عن الازمة العالمية
وال recession وان خفت حدته من دولة لأخري واقتصاد لآخر، أي من اقتصاد رأسمالي (كالولايات المتحدة)، واقتصاد اشتراكي الي اقتصاد شيوعي (كالصين) الخ...
فكانت الدول كقطع الدينمو تبدأ بقطعة واحدة وما تلبث الي ان تسقط القطعة تلو الأخري الي ان تصل الي القطعة الاخيرة أو ما يسمي في الاقتصاد
Domino Effect.
عموماً كلامه كان حكيماً وفيه نوع من الاتزان.. لكن ما نريده هو استراتيجية واقعية لتترجم هذا الخطاب علي أرض الواقع
وينبغي القول (إن الله لا يغير ما بقوم، حتي يغيروا ما بأنفسهم)، عندما تتخلي الدول العربية عن نزاعتها الداخلية وحروبها الأهلية ونزاعاتها العربية - العربية،
هنا وفقط هنا يمكننا الخروج مما نعاني منه من اضطرابات وفتنة ونزاعات، حينها لن نحتاج لخطاب اوباما ولن نعلق الأمل عليه أو علي غيره
وهذا ما قاله هو بنفسه انه لا ينبغي عقد الأمل علي خطاب واحد، الخطاب لن يغير شيئاً،
ولكن إذا وجدت النوايا العربية (الحسنة) وتترجمت تلك النوايا الي استراتيجيات عربية موحدة حينها سوف نخرج نحن من عنق الزجاجة دون ان تُكسر أعناقنا!