المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى الشركات الربووووووية .. شكراً على الهدية



سهم متذبذب
16-01-2006, 05:18 AM
* في مقال سابق تم الحديث عن الفرق بين الايمان والعمل في مسألة حكم الشخص على نفسه قبل ان يحكم على الآخرين وان الاهمال في العمل قد يعاقب عليه المؤمن وذلك لا يخرجه من دائرة الايمان ، ولكن إن كان الأمر تركاً بالكلية أو اهمال أشبه بالترك ، فأحب ان اوضح هنا امر حتى لا يتساهل الناس في أمر المعاصي وهو أن ترك الاوامر وفعل المعاصي قد يؤثر في العقيدة شئياً فشيئاً إن لم تكن هناك توبة إثر أخرى عند الوقوع فيها عفوا وليس قصدا وأمر العقيدة لا يعلمه إلا الخبير البصير ..

قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (47) سورة الزمر

* إن قضية الايمان لابد أن يتبعها العمل كداعم ومثبت لما نؤمن به وخير ما يثبت الايمان في كل العصور هي اركان الاسلام والعمل بها وعلى رأسها الصلاة لأن فيها تجديد العهد مع الله خمس مرات يوميا وهي كفارة لما بينها إلا الكبائر ، ثم تأتي الزكاة وفيها إثبات لتجديد العهد عن طريق دفعها بعكس الربا والذي قد ينقض ركن الزكاة إن تغلب المرابون على المزكون في حرب هي أقرب لصراع الثيران(المرابون) والأخوان (المزكووون ) على فرضية انقسام الناس لهاتين الفئتين وإلا فهناك قسم يتفرع من المزكووون وهم المنفقوووون (صدقة التطوع) ..

* إذن فنحن نؤمن بأن الربا هو من الأمور المقززة والأمراض الخبيثة والجنون المطلق وانه من الموبقات السبع التي أمرنا رسولنا الكريم باجتنابها ، حتى إن آخر مانزل من القرآن كان عن الربا ، وكل ذلك لعظم خطره في بناء الأسرة والمجتمع بكافة طبقاته وعناصره الفقيرة منها والغنية ..

* وقد جاء تحريم الربا على التدريج كما في تحريم الخمر وغير ذلك وعلى مراحل بينها لنا علمائنا الأفاضل ، لأن الله سبحانه كان خبيرا بما يعتقده أهل ذلك الزمان مؤمنهم وكافرهم على حد سواء ، فبين لهم الحق أولا أنه هو المتكفل بالرزق وبين بعد ذلك أن الربا مذموم ولا يأتي بخير وأن الزكاة ركن الاسلام الثالث وهي الأجدى والأصلح لهم ..

قال تعالى : {- وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ - } سورة الروم

* ثم بعد ذلك بدأ الحق جل في علاه يحكي للناس ما حل بأمم سبقتهم بسبب المعاملات الربوية حتى يخافوا من موافقة فعلهم القبيح لأنه قد اغضب مولاهم الحق ، وفي ذلك تهيئة نفسية لتقبل الأوامر المقبله منه سبحانه ..

قال تعالى : {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا * - وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ - وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (160-161) سورة النساء

* وفي مرحلة متقدمة حرم الله عز وجل الربا بشكل صريح وخاطب فيه المؤمنين بشكل مباشر لا يقبل الجدل وناداهم ملفتاً لهم أن يصغوا وينتبهوا بقوله بداية (يا أيها الذين آمنوا) الذين يؤمنون بأن الرزق بيده سبحانه ومصدقين بقصص بني اسرائيل في القرآن وأكلهم الربا ، وهنا نعود لمسألة أهمية الايمان في تطبيق الاوامر وترك النواهي وإلا فقد تمسنا نار هي في الأصل معدة للكافرين وليس مساسها لنا بالأمر الهين فكيف بمن يمكث فيها مدة معينة والعياذ بالله ..

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } (130-131) سورة آل عمران

* أما في المراحل الأخيرة فقد بين الله عز وجل حكمة التحريم وبيان وجهات النظر المخالفة بشأن الربا والرد عليها في آيات معدودة تقضي على الربا من أساسه وتكره المؤمنين فيه ، ويبدأ فيها بعقوبة المرابي الأخروية وتخبطه من المس وكأنها توافق ما يقوم به من تخبط في طلب المال دون جهد يذكر معطلاً بذلك عقله ومبدأ الاستخلاف في الأرض على شريعة صحيحة بل ومسبباً كوارث اقتصادية للفئة المحتاجة أن تقترض منه لأنهم إن لم يسددوا فلدية الضمانات التي قد يصادرها منهم في سبيل مطالبته بالقرض ، وفي نفس الآيات وضع المجادلون الربا هو الاساس في المعاملات المالية ونسبوا البيع إليه ، وذلك لإستفحاله فيما بينهم مع اسباب أخرى هي أوهى من خيوط العنكبوت ، وتم الرد عليهم بشكل مباشر ووضع البيع هو أساس المعاملات المالية وتم تقديمه في الآيات على الربا ، وبعد البيان توعد الله المخالف بالنار .. والله أعلم


قال تعالى : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (275) سورة البقرة


* ثم يأتي الوعيد الشديد كرادع قوي لمن يقوم بالربا وقد أتاه النذير وبشكل تدريجي ، وهذه المرة وعيد لا يترك للمخالف الذي عقد العزم على عدم ترك الربا فررررصة في ان يهنأ بحياته وأمواله الدنيوية دون منغصات وذلك لإستخفافه بعالم الغيب والنار التي حذر منها ، فكان اهلاً لأن يعلن الله الحرب ضده في معركة قد حسمت قبل ان تبدأ مع إبقاء باب التوبة مفتوحاً وهذه المعركة في طبيعتها مادية وأقلها المقاطعة ويشترك فيها من احب الله ورسوله طوعاً وليس إكراها ..

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} (279) سورة البقرة

* في النهاية فليسمح لي أصحاب الشركات أن اوضح نقطة لطالما خفيت على البعض او الكثير منا ، انتم لا ترضون لنا بغلاء المعيشة وقد جربتم مرارة الحاجة وهذا ما دفعكم للاقتراض من البنوووك بفائدة ربوية ،، أليس كذلك ؟؟ وقد تتسائلوون .. هل أدخلنا الله عز وجل كطرف في هذه الحرب المادية وذلك بقوله (( بحرب من الله ورسوله )) ؟؟ الجواب نعم لأن علمائنا ورثة لنبينا الكريم ونحن أتباع لعلمائنا وكلنا نحمل التركة النبوية ونسعى لتطبيقها ما أمكن ، وأيضاً تدخلنا في أمر اقتراضكم لا يعد تدخلاً سافراً حتى وإن نسينا ما في كتابنا الكريم ذلك لأن الغلاء يحصل في أسعار منتجاتكم محاسبياً شئنا ذلك أم أبينا !! لأن الفوائد البنكية على ما تقترضونه يتم احتسابه ضمن تكاليف الانتاج والتي على ضوئها يتم تحديد الاسعار المناسبة للمنتجات والتي تحقق الربحية المأموله وتغطي احقية الفوائد البنكية ..والله المستعان

* لذا نرجو منكم وبحكم محبتكم لأبناء المسلمين مراعاة هذا الجانب كثيرا ، فنحن لسنا مسئولين عن تسديد الفوائد البنكية عنكم ، وهذا سبب تدخلنا السافر في شئونكم والجميع يحرص على ماله فلا تاكلوا أموال الناس بالباطل ،، وتضل الاخوة الايمانية بيننا متينة ولكنكم محاسبون على كبيرة الربا حساباً عسيرا في الدنيا والآخرة ولن تتعدى الحرب بيننا حرب مادية والسبب هو تضررنا المباشرة من قروضكم الربوية هذه .. والله أعلم

* ولا انسى هنا بذكر ان الربا كان أحد اهم العوامل التي سهلت من الاستعمار الغربي واستيطانه في بلدان المسلمين وعقود الامتياز والقروض الربوية خير شاهد على ذلك ، ولكن مع المسلمين الأمر مختلف فالمرابين عندنا يحاربوننا مادياً ونحن ندفع طوعاً ونناصحهم ليس إلا وهذا طريق المصلحين وأؤكد على هذه النقطة كي لا نزيغ عنها إن شاء الله وهو واجب مناصحة المسلمين بالحسنى لأن ما يؤخذ منك هو بسبب الاقتصاد الحديث وكل من يتبعه والذي سيقودهم إلى جحر الضب الضيق في نهاية المطاف ..والله من وراء القصد



ولكم الحديث ..

سهم متذبذب
16-01-2006, 06:15 AM
يرفع للفائدة ..

سهم متذبذب
16-01-2006, 06:50 AM
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك ... وبفضلك عن من سواك ...

qatari1
16-01-2006, 10:52 AM
جزاك الله خيراً على النصيحة والتذكير....
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب...

سهم متذبذب
16-01-2006, 11:53 AM
يرفع للفائدة ..

سهم متذبذب
16-01-2006, 06:20 PM
الربا خطر عظيم على الأمة فيما بينها وعلى الناس والشعوب المسلمة ..

SeYaSeEe
16-01-2006, 06:41 PM
جــــــــــــــزاك الله خيــــــــــــــر