المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنسان بحاجة إلى التذكير .. لا إلى التشهير



arcon
16-06-2009, 08:44 AM
((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين))159 ال عمران .
عندما يأمر الله تعالى المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام بالمشورة ((وشاورهم في الأمر)) هذا يوحي لنا أنه من حق الرعية أن تحاور وتناقش في أمرها ويؤخذ منها ما هو صواب . ((يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين))102 الصافات عندما يستشير خليل الله إبراهيم ابنه اسمعيل عليهما السلام ((فانظر ماذا ترى)) مع أنه أمر من الله جل وعلا أن يذبح ابنه ومع ذلك سأله وهو متأكد من موافقته وطاعته ... ( فإن من وراء ذلك كله درس يجب أن تعيه كل أذن واعية. فليس عيبا أن يأخذ الأب رأي ابنه في شؤون حياته .. وليس ظلما أن ينتصر الابن في بعض الأحيان ،، بل إن اشتراك الابن في صنع حياته .. من شأنه أن يخلق في وجدانه شعورا بذاته ) . وإن هذه الأيات الكريمة تدل على تقدير القرآن الكريم لحرية الرأي القائم على المسؤولية . ورحم الله والداً أعان ولده على بره . ( فكثير من دعوات الإصلاح تموت في مكانها .. وإن استجمعت عناصر النجاح .. لأنها لم تجد المناخ الملائم .. والتربية الخصبة ) . ( ولا يمكن للدعوة أن تصل إلى هذا المستوى.. برجال يمسكون الماء.. ولا ينبتون الكلأ ..!! برجال يملكون مخزونا من أحكام الشرع.. يمضغونها مضغا ثم لا يلمون بحكمة التشريع ..!! رجال : يعرفون نعمة الله .. ثم لا يستثمرونها!! ) ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتب أفلا تعقلون)) 44 البقرة .
ويجب أن نأخذ بعين الإعتبار : أنه لا أحد فوق الأخطاء والنقد . والداعي الناجح : هو الذي يتقبل النقد ،، فهو معرض له في كل حين لكونه داع عليه أن يبدأ بنفسه . وليكن طيب الكلام .. مهذب الطباع .. ممتلئ بالأخلاق الحسنة . بشوش الوجه .. ليحبب ولا يبغض .. ليبشر ولا ينفر . ((وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)) 24 الحج . ويكون رحيما مع الناس ،، قادرا على إقناعهم بالحسنى والموعظة واللين . ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)) 29 الفتح ولو لاحظنا أن الأيات المكية تختلف في أسلوبها عن المدنية ... فالمكية تتبع الترهيب ،، والمدنية تتبع الترغيب . حسب نوعية عقول الناس وقلوبهم وتقربهم إلى الرشد في الدين . فأهل المدينة كانوا أسرع في اللين والخشوع من أهل مكة ،، الذين كانت قلوبهم قاسية متحجرة .. يصعب التنامط معها . ولكن الداعي شيء أخر تماما : فهو من الناس . والإنسان هو الإنسان يخطئ .. ويصيب . وإصراره على الخطأ في التعبير وتوصيل الفكرة .. يجعلة لا يصلح أن يكون من أصحاب الدعوة . ((ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)) 42 البقرة ( ولا بد من توفر قدر مناسب من الشجاعة الأدبية يحميهم من التودد ومجاملة المنحرفين على حساب الحق .. وإن كانوا قومهم ) . واتباع الليونة في شتى مزاياها . فعندما ذهب موسى عليه السلام وأخوه هارون إلى فرعون : أمرهم الله تعالى أن يتبعوا معه اللين بقوله : (( فقولا له قولا لينا )) . ألا وإن المسلم الغافل .. لأولى بالملاينة من فرعون ..!!! ( إن كانت دعوة العباد إلى الله تعالى هي مقصد القرأن الأعلى .. فإن ضرب الأمثال للناس فيه صورة من صور الإلتزام يقتادهم إلى معرفة الحق سبحانه وتعالى ) . فيجب على الداعي أن يحاول قدر الإمكان ،، الاقتداء برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام . واتباع منهجه في الحياة . علنا نستنبط خيرا من "أولي النهي" الذين عودونا على فرض أرائهم .. ثم تهميشنا . ((لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)) 164 أل عمران واللجوء إلى الكلمات الجارحة والذم ... يدل على الضعف والمؤمن القوي .. خير من المؤمن الضعيف . فعلى من يجهل "طريق الدعوة" أن يتنحى ...
ملاحظة : كل ما هو بين ( أقواس ) من كتاب ( سائح في رياض القرأن ) .

بوخالد2
16-06-2009, 08:46 AM
جزاك الله خير اخوى

arcon
16-06-2009, 09:29 AM
جزاك الله خير اخوى

وجزاك الله المثل