المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحرار العبيد



مـحـمـد الـعـذبـة
18-06-2009, 04:37 PM
كنت في زيارة خاصة للعاصمة البريطانية لندن ومن يذهب لهذه المدينة تشده زيارة تلك الزاوية المشهورة في حديقة ( الهايد بارك ) والتي ينطلق فيها المتحدثون كل يغنى عن ليلاه فمن يصرخ وليس حوله أحد ومن يتجمهر حوله خلق كثير لما يقدمه من عرض فكري لما يريد دون تدخل من أحد في ما يعبر عنه ذلك المتحدث وأنا أتابع ما يجري شدني التاريخ فعادت بي الذاكرة للقرون الوسطى في هذه البلاد وكيف كان الحكم المطلق وتسلط الملوك الإقطاعيين ورجال الكنيسة واستعباد الناس حتى وصل بهم الحال إلى أنهم يباعون مع الأرض التي يعيشون فيها .

وكيف حدث التحول في هذا الفكر والسلوك العام للمجتمع وكيف قاوم الناس ذلك الإستبداد وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام من اعدامات وسجون وتعذيب تعبر عنه صفحات الكتب كل ذلك من أجل الحرية وكسر القيود . ولا يحدث التغيير إلا بذلك . في هذه الأثناء جال بخاطري مقال قديم قرأته للشهيد سيد قطب رحمه الله ليتحدث فيه عن العبيد والعبودية وحب الإستعباد أحببت أن أقدمه بين يدي القارئ الكريم وهو من روائع سيد قطب رحمه الله ...
(( ليس العبيد هم الذين تقهرهم الأوضاع الاجتماعية والظروف الاقتصادية على ان يكونوا رقيقاً يتصرف فيهم السادة كما يتصرفون في السلع وال***** , انما العبيد الذين تعفيهم الاوضاع الاجتماعية والظروف الاقتصادية من الرق ولكنهم يتهافتون عليه طائعين !!

العبيد هم الذين يقفون بباب السادة , يتزاحمون وهم يرون بأعينهم كيف يركل السيد عبيده الأذلاء في الداخل بكعب حذائه , كيف يطردهم من خدمته دون انذار أو اخطار , كيف يطأطئون هاماتهم له فيصفع أقفيتهم باستهانة , ويأمر بالقائهم خارج الاعتاب ولكنهم بعد هذا كله يظلون يتزاحمون على الأبواب , يعرضون خدماتهم بدل الخدم المطرودين , وكلما أمعن السيد في احتقارهم زادوا تهافتاً كالذباب !!

العبيد هم الذين اذا أعتقوا وأطلقوا حسدوا الأرقاء الباقين في الحظيرة لا الأحرار المطلقي السراح , لأن الحرية تخيفهم , والكرامة تثقل كواهلهم , لأن حزام الخدمة في أوساطهم هو شارة الفخر التي يعتزون بها , ولأن القصب الذي يرصـّع ثياب الخدمة هو أبهى الأزياء التي يتعشقونها !!

العبيد هم الذين يحسون النير لا في الاعناق ولكن في الارواح , الذين لاتلهب جلودهم سياط الجلد , ولكن تلهب نفوسهم سياط الذل , الذين لايقودهم النخاس من حلقات آذانهم , ولكنهم يـُقادون بلا نخاس , لأن النخاس كامنٌ في دمائهم 0

العبيد هم الذين لايجدون أنفسهم الا في سلاسل الرقيق , فاذا انطلقوا تاهوا في خضم الحياة وضلوا في زحمة المجتمع وفزعوا من مواجهة النور , وعادوا طائعين يدقون أبواب الحظيرة ويتضرعون للحراس أن يفتحوا لهم الأبواب !!

والعبيد - مع هذا - جبارون في الأرض , غلاض على الأحرار شداد , يتطوعون للتنكيل بهم , ويتلذذون بايذائهم وتعذيبهم , ويتشفون فيهم تشفي الجلادين العتاة !!

انهم لايدركون بواعث الأحرار للتحرر , فيحسبون التحرر تمرداً , والاستعلاء شذوذاً , والعزة جريمة , ومن ثم يصبون نقمتهم الجامحة على الأحرار المعتزين , الذين لايسيرون في قافلة الرقيق !!

انهم يتسابقون في ابتكار وسائل التنكيل بالاحرار , تسابقهم الى ارضاء السادة , ولكن مع هذا السادة يملونهم ويطردونهم من الخدمة , لأن مزاج السادة يدركه السأم من تكرار اللعبة فيغيرون اللاعبين ويستبدلون بهم الواقفين على الأبواب !!

ومع ذلك كله فالمستقبل للأحرار , المستقبل للأحرار لاللعبيد ولا للسادة الذين يتمرغ على أقدامهم العبيد , المستقبل للأحرار لأن كفاح الانسانية كلها في سبيل الحرية لن يضيع , ولأن حظائر الرقيق التي هـُدمت لن تقام , ولأن سلاسل الرقيق التي حـُطمت لن يـُعاد سبكها من جديد !!

ان العبيد يتكاثرون , نعم ولكن نسبة الأحرار تتضاعف , والشعوب بكاملها تنظم الى مواكب الحرية وتنفر من قوافل الرقيق , ولو شاء العبيد لانضموا الى مواكب الحرية لأن قبضة الجلادين لم تعد من القوة بحيث تمسك الزمام , ولأن حطام العبودية لم يعد من القوة بحيث يقود القافلة , ولولا أن العبيد _ كما قلت _ هم الذين يدقون باب الحظيرة ليضعوا في انوفهم الخطام !!

ولكن مواكب الحرية تسير , وفي الطريق تنضم اليها الألوف والملايين , وعبثاً يحاول الجلادون ان يعطلوا هذه المواكب أو يشتتوها باطلاق العبيد عليها , عبثاً تفلح سياط العبيد ولو م**ت جلود الأحرار , عبثاً ترتد مواكب الحرية بعدما حطمت السدود ورفعت الصخور ولم يبقى في طريقها الا الأشوال !!

انما هي جولة بعد جولة , وقد دلت التجارب الماضية كلها على ان النصر كان للحرية في كل معركة نشبت بينها وبين العبودية , قد تـُدمى قبضة الحرية ولكن الضربة القاضية دائماً تكون لها , وتلك سنة الله في الأرض لأن الحرية هي الغاية البعيدة في قمة المستقبل , والعبودية هي النكسة الشاذة الى حضيض الماضي !!

ان قافلة الرقيق تحاول دائماً ان تعترض موكب الحرية ولكن هذه القافلة لم تملك ان تم** المواكب يوم كانت تضم القطيع كله والمواكب ليس فيها الا الطلائع فهل تملك اليوم - وهي لاتضم الا بقايا الارقاء - ان تعترض الموكب الذي يشمل البشرية جمعاء ؟؟

وعلى الرغم من ثبوت هذه الحقيقة , فان هناك حقيقة أخرى لاتقل عنها ثبوتاً , انه لابد لموكب الحريات من ضحايا , لابد ان تم** قافلة الرقيق بعض جوانب الموكب , لابد ان تصيب سياط العبيد بعض ظهور الأحرار , لابد للحرية من تكاليف , ان للعبودية ضحاياها وهي عبودية , أفلا يكون للحرية ضحاياها وهي الحرية ؟؟

هذه حقيقة , وتلك حقيقة , ولكن النهاية معروفة والغاية واضحة , والطريق مكشوف , والتجارب كثيرة , فلندع قافلة الرقيق وما فيها من عبيد تزين أوساطهم الأحزمة , ويحلي صدورهم القصب , ولنتطلع الى موكب الأحرار وما فيه من رؤوس ترفع هاماتها مياسم التضحية , وتحلي صدورها أوسمة الكرامة , لنتابع خطوات الموكب الوئيدة في الدرب المفروش بالشوك , ونحن على يقين من العاقبة 00 والعاقبة للصابرين )) 00 انتهى 0

رحمك الله يا (( سيد قطب )) فقد كان حديثك عن الحرية والرق صالحاً لكل مكان وزمان 00 كتبته وكأنك تعيش المعاناة في شتى المجالات

أقول هذا وانا أدرك ان ماكان يعنيه ( سيد قطب ) بعيداً كل البعد عما أعني 00 ولكن لكم ان تحكموا أنتم ان كان كلامه يلامس واقعنا المر أم لا ؟؟!!

والله من وراء القصد وهو المستعان

د.عبدالرحمن النعيمي

مطيع الله
18-06-2009, 08:09 PM
نحن أحرار عبيد
أو عبيد أحرار لا فرق
همي اكل عيشي ولا همني اهلي،عائلتي،جاري،قبيلتي،دولتي،دول عربية مجاورة،مسلمين
دام امريكا راضية عني ما همني حد