المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلامُنا والمرحلة الجديدة بقلم د.احمد عبدالملك ( مع توصيف لواقع الاعلام و الجرايد)



عابر سبيل
30-06-2009, 01:19 PM
السلام و التحية...
حقيقة..وددت لو ان احدا غيري قد عافاني
و قام بوضع هذا المقال في المنتدى...

لكن..ها هو ذا امامنا...

المقال من كاتب قطري غني عن التعريف
ككاتب او مذيع تلفزيوني او كرجل اعلامي.

لعل المقال فيه طول يعيبه البعض هنا...
او ان به نداءات عدة موجهة للمدير الجديد
لمؤسسة الاعلام التليدة...ما قد يقرؤه البعض بامتعاض.

على العموم..شخصيا اعجبني توصيف الكاتب لملامح
الواقع الاعلامي بشكل فيه قدر عالي من الدقة
و الاتزان( حسب وجهة نظري المتواضعة)...

و التي بها ما قد يفيد الكثير من المتابعين
من غير اهل الاعلام العاملين فيه او المرتبطين
به بشكل من الاشكال...و ما قد يفيد
الاعلاميين انفسهم ايضا بشكل او اخر...

فأُحب ان اضعه امامكم .. لكي يقرأ من يحب
استكشاف الامور و فهم الاجواء لكي
يتسلح بما يعينه لفهم اقرب للصواب
لكل ما يطرح من سجالات حول الاعلام...


"
إعلامُنا والمرحلة الجديدة "1-2"2009-06-30


شهد الأسبوع الماضي تحرّكاً حميداً قام به سعادة الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني المدير التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام ، حيث قام بزيارات ميدانية لدور الصحف القطرية ، ولربما اجتمع أيضاً مع قيادات وسائل الإعلام الرسمية . كما سمعنا عن عودة بعض الوجوه الإعلامية المؤهلة لرفد المسيرة الإعلامية . ويوم الخميس الماضي أعلن الشيخ جبر أن المؤسسة في حاجة إلى المزيد من الكوادر القطرية للمشاركة في المسيرة الإعلامية في جميع التخصصات . وهذا تحرّك يُنبىء عن أن الرجل يريد الإطلاع عن كثب على واقع العملية الإعلامية وظروفها ، ويكوّن فكرة واقعية ؛ غير تلك التي تأتي على هيئة تقارير ، عن مسيرتنا الإعلامية . كما أنه يُفهم من كلامه بأن عودة الإعلاميين القطريين وإدماجهم في المسيرة الإعلامية من جديد إنما هو اعتراف كريم بحقهم وموقف إنساني نبيل يستحقونه لما بذلوه في حياتهم من جهد ومثابرة في خدمة الإعلام القطري . كما أن الآراء قد تتباين ، أو أن التفسيرات تختلف – في أي مرحلة من مراحل التنمية - لكن يظل الوطن يتسع للجميع ، ويظل الإعلاميون القطريون مخلصين أوفياء لبلدهم ، ومن الوفاء أن يُحسن التلطف بأقدارهم.
أنا موقن بأن جيل الإعلاميين المؤهلين لا يريد مكاتب فخمة أو مناصب إدارية للوجاهة ، بقدر ما يريد أن يخدم بلده ويعلّم الجيلَ الجديد ، كي يستفيد من خبرته الشبابُ الذين لا بد وأن يتلقوا تدريباً جيداً ، كي ينجحوا في المستقبل ، ويقدموا ما يفيد المجتمع ويخدم الدولة . وبهذه المناسبة نقترح على الشيخ جبر أن يتم إنشاء بيت خبرة أو إدارة خاصة بالتدريب الإعلامي ، تُخطط وتنفذ برامج تدريببة محلية وخارجية لجيل الشباب من العاملين في الحقل الإعلامي.في المجالين البرامجي (Software) والتقني (Hardware) ، وتقدم أفكاراً للإذاعة والتليفزيون. ولدينا كفاءات قطرية مؤهلة ومتخصصة يمكن أن تساهم في ذلك ، ومن الصواب أن يُفتح لها المجال لهذا العمل النبيل.
هذا التحرك يجعلنا نتفاءل بأن مرحلة جديدة قد بدأت من عمر هذه المسيرة ، خصوصاً أن إذاعة قطر احتفلت الأسبوع الماضي بعامها الواحد والأربعين . وبهذه المناسبة نتوقع أن يتم تحليل وتقييم مراحل المرحلة الماضية لمسيرة الإعلام القطري ، وفق ما تقتضيه المصلحة العامة ، ووفق المنظور المهني والإنساني ، لكل من عملوا أو مازالوا يعملون في المجال الإعلامي . وبرأينا المتواضع يمكن أن يتم تحليل مخططات البرامج في كل من الإذاعة والتليفزيون للسنوات الخمس الماضية ، كي يتعرف صاحب القرار على اتجاهات البرامج ، نوعيتها ، نسبة المحلية فيها ، نسبة الثقافية فيها ، نسبة الترفيه فيها .. وهكذا ، ويمكن تشكيل لجنة من الباحثين القطريين المؤهلين لهذا الغرض .
وبهذه المناسبة ، بودنا أن نضع أمام سعادة الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني بعض التمنيات التي نتوخاها بعد أن صار عمرُ إعلامنا أكثر من أربعين عاماً ، بهدف رفد المسيرة بالرؤى الاستشرافية وتجنّب هنات الماضي . إذ بنهاية هذا الشهر يدخل الإعلام الرسمي القطري عامه الواحد والأربعين ، ذلك أن انطلاقة الإذاعة كانت عام 1968 . واحدٌ وأربعون عاماً تغيّرت خلالها الوجوه والتوجهات ، مثّلَ على المسرح من مثّل ، وتعارك على المسرح من تعارك ، وسقط من سقط ، واستمرَ من استمر . وخلال هذه الفترة حدثت تغيراتٌ مهمة في المزاج القطري العام ، وكذلك في القوانين والمبادرات الإيجابية مثل إلغاء وزارة الإعلام ورفع الرقابة . وهذان الموضوعان أدخلا الإعلامَ القطري مرحلة جديدة ، ولكن مازال قانون المطبوعات كما هو منذ العام 1979. ومما يُشهد له هنا أن إذاعة قطر حققت نجاحات كبيرة خصوصاً عبر الاستماع إلى نبض الشارع من خلال برنامج ( وطني الحبيب صباح الخير) ، و للعاملين فيه منذ بدايته وحتى اليوم يستحقون منا التقدير. حيث أوصل هذا البرنامج صوتَ المواطن إلى المسؤول ، وهذه إحدى ميزات الإعلام الذي يُحدث التطور الاجتماعي ويربطه بمسيرة التنمية ويُصحح أخطاءها . كما أن الإذاعة قدمت العديد من البرامج الجادة التي ساهمت في تنوير المجتمع ورفع درجة وعيه .
إن المبادرة بعمل هيئة للإعلام أو مؤسسة للإعلام هي مبادرة جميلة ، ولكننا مازلنا نتمنى التخلص من الأسلوب التنموي ، الذي صبغ هذا الإعلام ردحاً من الزمن ، خصوصاً مع هامش الحرية في طرح قضايا المجتمع في الإذاعة وبعض ملاحق الصحف القطرية ، ومنها ملحق (تحقيقات الشرق ) ، والذي تحتاجه هذه المرحلة ، كونه يوثق بالخبر والصورة المواضيع التي يُحقق فيها ، دون تجن على أحد أو الإخلال بالقانون .
وإذا كانت الصحافة جزءاً لا يتجزأ من هذا الإعلام ، فإننا اليوم نعاني نفسَ المشكلات التي ناقشناها – في عدة ندوات – قبل عشرين عاماً !. وإذا كنا نؤرخ لنشأة الصحافة بصدور مجلة ( العروبة) عام 1970 على يد المرحوم عبدالله حسين نعمة ، وحتى جريدة ( العرب) بثوبها الجديد . حيث يُحسب للصحافة ككل التطور التقني وتحسين نوعية الورق والأحبار وإدخال التكنولوجيا المتطور فيها ، إلا أن المشكلات التي واكبت المسيرة ظلت كما هي عليه حتى يومنا هذا. ولعلنا نحصر تلك المشكلات في الآتي ؛ مع تقديرنا الجم لكل العاملين في الحقل الصحفي وجهودهم نحو الارتقاء بهذا العمل النبيل :

1- غربة الصحافة عن المجتمع القطري ، أي أن القضايا المحلية لا تحتل إلا هامشاً ضئيلاً من اهتمامات كامل الجريدة ، ولعلنا لا نخالف الحقيقة إن قلنا بأن نسبة تمثيل المحلية في صحافتنا لا تزيد على 20 % ، بينما الصحافة في كل بلاد الدنيا تكون نسبة المحلية فيها أكثر من 90 % .
2- تعويل الصحافة على وكالات الأنباء أو مكاتب الجريدة في عاصمتين عربيتين ، وهذا يُقلل من جهود الصحافيين والمراسلين المحليين ، ويساهم في عملية التغريب .
3- حدوث اختلافات في وجهات النظر بين الكتاب القطريين ورؤساء التحرير ، والمشكلة تتفاقم إن كانت خبرة الكاتب في الصحافة والكتابة تفوق خبرة رئيس التحرير. وتتأسس هذه الاختلافات حول مفاهيم حرية التعبير ، الخطوط الحمراء ، مصالح الجريدة ، الصالح العام . وهذا ما يجعل الكاتب الجيد يتراجع وينكفئ على نفسه . أو ينتقل إلى جريدة أخرى . أو يبحث عن جريدة خارج الوطن ينشر فيها .
4- قلة العناصر العاملة في الحقل الصحافي . وقلة كتاب الرأي من القطريين مقارنة بالكتاب العرب ، مع ندرة ما يُدفع للقطريين كمكافآت تشجيعية .
5- عدم تحمس الشباب – من خريج الإعلام بجامعة قطر – للدخول في المجال الصحافي والصبر على أغوال وأهوال الصحافة .
6- عدم وجود رؤية مدروسة لتدريب كادر صحافي قطري . مع التقدير لوجود مركز التدريب بدار الشرق .
7- اختلال المهنية الصحافية نتيجة لتوظيف بعض الكفاءات المتواضعة . وهذا ما أدى إلى أن تتأثر الصفحات المتخصصة بشخصية وسلوك وتفكير القائمين عليها . ولقد سجلنا هذا الاختلال في دراسة علمية لنا عام 2002 .
8- محدودية انتشار و توزيع الصحف ( فقط داخل التراب الوطني ) رغم محاولات محدودة لإيصال الجرائد لبعض عواصم دول مجلس التعاون ، إلا أنها تواجه بالقوانين المحلية المعوقة لذلك . وقد تكون تكنولوجيا اليوم – النشر الإلكتروني – قد سهل من تواجد هذه الصحف لأية بقعة في العالم .

أما بالنسبة للإعلام الرسمي ( الإذاعة والتليفزيون) فإن الحديث عنهما ذو شجون ، ولسوف نحاول الاختصار قدر الإمكان ؛ مع كل الاحترام والتقدير لكل العاملين في هذا المجال ودأبهم على تطوير أداء الأجهزة الإعلامية بما يخدم المسيرة ؛ ولكل مجتهد نصيب :
* فبعد 41 عاماً من عمر الإذاعة نتمنى أن نسمع أكثرَ من خمسة أو ستة مذيعين قطريين يقرأون نشرات الأخبار؟! كما أننا نتمنى أن يكون هنالك عشرة من المعدين القطريين . لكي يتم تلمس حاجات المجتمع وتحقيق دور الإذاعة في حياته . لأن ثقافة المعد واهتماماته وميوله تؤثر على اختياره لنوعية البرامج وفقراتها . كما أن لغة المعد والمذيع تؤثر على تلك الرسالة .
* وبعد 41 عاماً من عمر الإذاعة ، نتمنى أن تكون اللغة العربية هي لغة التواصل مع الجمهور ، وهو ما أكدت عليه كل الندوات المؤتمرات التي عقدت لحماية اللغة العربية من الاندثار أو التشويه ، وهذا يتطلب التدقيق جيداً عند اختيار الكفاءات التي تجلس خلف الميكروفون ، لأن وظيفة المذيع من الوظائف الأساسية في عمل الإذاعة .
* وبعد 41 عاماً من عمر الإذاعة ، نتمنى أن يُعهد إلى معدين ومقدمين قطريين لتناول التراث بكافة أشكاله ، ذلك أن هذه المهمة في كل بلاد الدنيا يقوم بها مواطنون ملتصقون بتراث بلدهم .
* وبعد 41 عاماً من عمر الإذاعة ، نتمنى أن تكون برامجنا الإذاعية أكثرعمقاً ، وألا يتم خلط الأفكار أو الموضوعات في برنامج واحد ، أو أن يتم الاعتماد على الإنترنت كمصدر وحيد للمعلومات . كما أن الاهتمام بعملية تحويل معلومات الإنترنت إلى مادة إذاعية من الأمور المهمة التي يجب أن يلتفت إليها المعدون .
* وبعد 41 عاماً من عمر الإذاعة ، نتمنى أن يكون التصرف خلف الميكروفون لائقاً بالجمهور المستمع وبوعيه وشخصية ، وهنالك فرق كبير بين استحضار " التلقائية " وبين الاستهانة بذوق الجمهور ، كما نسمع ذلك في العديد من محطات ال(F.M.) ، خصوصاً عندما نسمع من مذيعة ما يلي : (والله انه ما أدري شفيني اليوم) عندما تتعثر في القراءة ، أو ( معليش ما أعرف أقرأ الاسم) ، أو حالة " التنهوص" أي التلاعب بنبرة الصوت التي تقترب من " المياعة " ، التي تبدر من بعض المذيعات خلف الميكروفون في بعض محطات ال( F.M.) تحت دعوى التلقائية والتحبب للجمهور .
أما بالنسبة للتليفزيون ، فالحديث فيه أيضاً ممتع ، ولسوف نحاول الاختصار:
* بعد 38 عاماً من عمر التليفزيون نتمنى أن يكون هنالك عشرة معدين قطريين وعشرة مذيعين قطريين مؤهلين ؛ لأن وقت البث الطويل يحتاج إلى جهود هؤلاء . كما أن الشاشة أيضاً تحتاج إلى تقطير.
* بعد 38 عاماً من عمر التليفزيون ، نتمنى أن يقرأ أخبارَ تليفزيوننا العزيز مذيعون ومذيعات قطريات ، لأن نشرات الأخبار – في بلاد الدنيا - يقرؤها مواطنون . وهذا يُعيدنا لخطط التدريب . ويحضرني سؤال هنا : منذ متى تم ابتعاث مذيع أو معد أو فني للتدريب في المعاهد الراقية مثل : BBC ؛ أو ـ New House ، أو محطات لوس أنجيلوس ؛ في الولايات المتحدة ؟!. ونحن هنا نكرر ما قلناه قبل عشرين عاماً أو أكثر: بأن المعد الجيد والمذيع الجيد لا يمكن أن يأتيا عبر قرار ، تماماً كما هو لاعب كرة القدم ، أو الشاعر ، أو الممثل ، أوالطبيب الجراح .
* وبعد 38 عاماً من عمر التليفزيون ، نتمنى أن يتم إعداد الصف الثاني من الإعلاميين قبل أن يصل الإعلاميون القطريون إلى سن التقاعد . لأننا نلاحظ بعض الهنات البرامجية ( الإعداد والتقديم ) وكذلك الرؤى الإخراجية التي لا يجوز أن تظهر على الشاشة في هذا العمر من سن التلفزيون .
* وبعد 38 عاماً من عمر التلفزيون ، نتمنى أن تكون هنالك خطة للبرمجة تتلاءم مع ظروف المجتمع ، ويُحسن اختيار مقدمي تلك الخطة . وأن يتم تحديث الأفكار التي اعتمدت على معدين أو ثلاثة طوال عشرين عاماً .
* وبعد 38 عاماً من عمر التليفزيون ، نتمنى أن يقدم برامج التراث قطريون وقطريات يكونون أكثر إلماماً بخصوصية التراث وملامحه ولغته وإشاراته . هل سمعتم عن مذيع قطري قدم برامج عن حفظ المومياوات في مصر ؟ أو أن مذيعاً إماراتياً قدم برنامجاً عن السياحة في ( سوسه) في تونس !. بل هل يمكن أن يقبل تليفزيون ( بوركينا فاسو) مذيعاً إيرانياً ليقدم برنامجاً عن الشعوذة والسحر في ذاك البلد ؟!
* وبعد 38 عاماً من عمر التليفزيون ، نتمنى أن يُحسن اختيار البرامج الجاهزة من الخارج . ولا نتجنى على الواقع إن قلنا : لقد شاهدنا برامج متواضعة جداً سُجلت في شقق في إحدى العواصم العربية ، ليس فيها موضوع ولا فائدة ، بل تستضيف مثل هذه البرامج فناني الدرجة العاشرة ، ويصطف عشرة شبان وشابات للتصفيق ل " قفشاتهم " المُملة . ولا يوجد في مثل تلك البرامج أية قيمة معلوماتية ، أو قيمة تقنية مثل المؤثرات أو الجودة الإخراجية . ولن نتحدث عن تكلفة مثل تلك البرامج المتواضعة .
* وبعد 38 عاماً من عمر التليفزيون ، نتمنى قيام التليفزيون بعمل دراسة حول نمط المُشاهدة . وهل تعبّر البرامج والمواد المقدمة عن واقع الدولة الحديثة ؟ هل تنقل آمال وتطلعات المواطنين ؟ هل تهيئ الناسَ ( مواطنين ومقيمين) للقوانين الجديدة ؟ هل تناقش قضايا المجتمع القطري، هل الرأي العام راض عما يقدّمه التليفزيون ؟! ماذا يقترح المشاهدون لتطوير برامج التليفزيون ، خصوصاً مع تنوع الفضائيات ، ووجود بدائل أخرى لتلقي المعلومات .
* وبعد 38 عاماً من عمر التليفزيون ، نتمنى العودة لأرشيف التليفزيون ، وتعريف جيل الشباب بالمواد القديمة التي تعتبر من الكنوز النفيسة ، كي يدرك جيل الشباب كيف كانت الحياة قبل مائة عام أو أكثر ؟ ماذا عمل الحكام من آل ثاني الكرام لتطوير البلاد ؟ كيف كانت حياة الأجداد ؟ كيف كان أسلوب الحياة ؟ كيف كانت المدارس ، السيارات ، الأطعمة ؟ كيف كانت الأغنية والأهازيج في البر والبحر ؟ كيف كانت الألعاب و المواهب ؟ ... إلخ.
* وبعد 38 عاماً من عمر التليفزيون ، نتمنى عودة البرامج السياسية للتليفزيون . ومثل هذه البرامج – مع التقدير لوجود المحطات الإخبارية المتخصصة – تثري الرأي العام وتجعل المشاهد مرتبطاً مع التليفزيون المحلي . فعلى سبيل المثال : هل يعرف كل الناس بنود الدستور؟ هل يعرفون دور قطر في مجلس التعاون ؟ هل يعرفون مواقف الدولة من القضايا الإقليمية والدولية ؟ هل يعرفون الاتفاقيات التي وقّعتها الدولة لحماية الإنسان ؟ هل يعرف كلُ الناس مفهومَ المواطنة ؟ هل يعرفون حقوقهم إلى جانب واجباتهم ؟ أو ماذا حقق المجلس البلدي ؟ أو كيف ستكون عليه انتخابات مجلس الشورى؟ وماذا تقدّم الدولة من خدمات لمنع اضطهاد الإنسان في العالم مثل جهود مكتب مكافحة الاتجار بالبشر ، وجهود الدولة مع العالم في مكافحة المخدرات ، (( وهنا نقدم التهنئة والمؤازرة لوزارة الداخلية في ضبطها الكمية الكبيرة من المخدرات الأسبوع الماضي والتي قدرت قيمتها بـ 112 مليون ريال)) أو اتفاقية الطفل ، أو عدم التفريق بين الجنسين في الحقوق ؟ السبب في ذلك ، عدم وجود المعد الذي يمكن أن يتناول مثل هذه المواضيع. أما البرامج التي تستضيف النجوم والأقمار ، ولا تفيد المشاهد ، مثلما يقول إخواننا المصريون ( على قفا من يشيل) !؟ المهم الوجه القمري والتوهان بين تقطيع الكاميرات وتوجيهات المعد عبر سماعة الإذن . علماً بأن مثل تلك البرامج السياسية الراقية كانت موجودة على الشاشة منذ منتصف الثمانينيات ، وحتى أواخر التسعينيات .
* وبعد 38 عاماً من عمر التليفزيون ، نتمنى أن يقدم التليفزيون أهل قطر ، ممن امتلكوا خبرات العمل ، ونجحوا في أعمالهم في خدمة الوطن من مدراء ، دبلوماسيين ، أطباء، مهندسين ، رجال دين ومربين ، مديرات مدارس ، رياضيين . حتى ننتشل الشباب من تليفزيون الواقع و مساوئه .
* تخصيص امتيازات ورواتب ومكافآت مجزية للعاملين في هيئات الإعلام ، حتى نضمن عدم تسربهم إلى وظائف ومؤسسات أخرى .
هذا ما سمحت به المساحة من أمنيات . وإذا كنا قدّمنا ( تمنياتنا ) في المناسبة الجميلة لإنشاء المؤسسة القطرية للإعلام ، وكذلك جهود الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني المدير التنفيذي للمؤسسة ، نحو الارتقاء بعمل المؤسسة ، فإننا لا نهدف إلا الصالح العام ؛ كي نبدأ مرحلة جديدة ونحن نعرف أين نضع أرجلنا في مسيرة الألف ميل . وكلنا أمل أن ينهض إعلامُنا ويُعيد أيامه التي كان ينافس فيها الإعلام الخليجي والعربي ويتصدرهما . وأن يكون بمستوى الإنجازات التي تتحقق كل يوم على الأرض . والله الهادي إلى سواء السبيل .


*أكاديمي وإعلامي قطري
By: د.أحمد
http://www.al-sharq.com/articles/todaysarticle.php?id=136

"