jajassim
01-07-2009, 07:53 AM
اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق تجتمع اليوم بالأوقاف
البوعينين: قطع الإشارة مخالفة لولي الأمر ونوع من الانتحار
الدوحة - العرب
يترأس العميد محمد بن سعد الخرجي مدير الإدارة العامة للمرور والدوريات رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق صباح اليوم بمقر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اجتماعا حول التنسيق بين وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية واللجنة الوطنية لانطلاق (المرحلة الرابعة) من مراحل اللجنة في التوعية بالحوادث المرورية بالدولة، ذلك البرنامج الذي يأتي ضمن الجهود المشتركة للجنة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق ووزارة الأوقاف.
وكان عدد كبير من دعاة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أكدوا على أهمية الوقوف صفاً واحداً؛ من أجل الحد من ( ظاهرة الحوادث المرورية )، هذه الظاهر الخطيرة التي تؤرق المجتمع ويذهب ضحيتها عدد كبير من شباب الوطن ورجاله، فتقتل أو تصيب أعداداً كبيرة سنويا، كما تهدر بسببها الأموال الطائلة. جاء ذلك من خلال القيام بتخصيص خطبة الجمعة والدروس بالمساجد للحديث عن مدى خطورة هذا الأمر، وذلك بالتعاون بين إدارتي الدعوة والمساجد بوزارة الأوقاف و»اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق» بوزارة الداخلية.
وقد أشار فضيلة الشيخ الداعية محمد بن حسن المريخي أمام وخطيب جامع عثمان بن بالخور إلى أهمية التعاون وبذل الجهد للحد من هذا الأمر لما في ذلك من الخير للأفراد والمجتمعات فقال: أولا أذكر شباب الوطن بهذه النعم التي منَّ الله سبحانه وتعالى بها؛حيث توفرت العديد من ماركات السيارات التي بها يبلغ الناس مآربهم وأهدافهم فالواجب عليهم أن يشكروا هذه النعمة، وأن يقدروها حق قدرها باستخدامها الاستخدام الأمثل الذي يعود عليهم بالفائدة والمنفعة والسلامة والعافية.
وأضاف: على الشباب الوعي بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (انظروا إلى من هم أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هم فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم)، وإن الذي لا يشعر بالنعمة التي بين يديه - لأنه من السهل إن فقدها أن يعوضها - فهو بذلك يحتقرها ويزدريها لغفلته، ولو نظر إلى من هو أقل منه في النعم الخيرات لأدرك عظيم النعمة عليه، وقال تعالى في محكم التنزيل: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، وهنا نقول للشباب: لا تقتلوا أنفسكم بالسرعات الجنونية فإنها انتحار وقتل متعمد، كما أفتى بذلك الدعاة والعلماء، ولقد جاء التحذير من قتل النفس على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلدا فيها أبداً، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً).
ومن جانبه أوضح فضيلة الشيخ الدكتورأحمد الفرجابي أن ظاهرة الحوادث المرورية مشكلة عالمية ترجع إلى أسباب متعددة منها: ضعف الوعي، وشيوع روح الاستهانة بالأنظمة، وعدم احترامها، واعتبارها قيوداً للحرية الشخصية.
ومتى أردنا معالجة هذه المشكلة فلا بد من النظر في الأسباب، والقيام بجهود توعية المجتمع؛ لأن الإنسان أسير الفكر والثقافة التي يؤمن بها، فمتى زرعنا فيه الوعي الصحيح، والوازع الداخلي، استطعنا أن نغير واقعه في الحياة نحو الأمثل، وأكثر الحوادث المرورية تقع بناء على الجهل بقواعد السلامة، أو عدم الالتزام بها، والدولة لن تستطيع أن نقيم شرطياً في كل شارع يراقب تصرفات السائقين، لكن من الممكن أن نقنع الغالبية العظمى من الناس بجدوى الالتزام بقواعد السلامة المرورية، وأنها وضعت لمصلحته وسلامته، وليس لتقييد حريته الشخصية.
إن سلامة الإنسان مقصد من مقاصد الشريعة وهدف من أهدافها الكبرى، ولهذا منع الله تعالى الإنسان عن جملة من الأفعال؛ لأنها تضر الإنسان في بدنه، فحرم عليه شرب الخمر لأنه يهلك البدن، وحرم عليه أكل لحم الخنزير لأنه يضر بالبدن، وحرم عليه أكل الميتة لأنه يضر بصحة البدن.
كما أن الشريعة اعتبرت سلامة البدن شرطا في التكليف ببعض العبادات كالحج والجهاد، ونظرة الإسلام لجسم الإنسان وروحه، تتمثل في أن هذه الأمور أمانة من الله تعالى عند الإنسان، وليست ملكا له يتصرف فيه كما شاء، ولهذا حرم الشرع عليه الانتحار، وقطع الأعضاء، واعتبر ذلك سببا لغضب الله وعقابه ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
وتحدث فضيلة الشيخ أحمد بن محمد البوعينين فطالب بضرورة تكثيف جهود التوعية المرورية بين مختلف فئات المجتمع ولاسيما الشباب، وطالب أن تكون هذا التوعية يومياً، كما نبع على ضرورة التنقل في المعارض والمدارس فكم من حادث مات بسببه الشباب، والإحصائيات مخيفة مع تشدد قانون المرور، ونحن لا نريد أن نشدد المخالفات والعقوبات بقدر ما نريد أن نصحح المفاهيم لدى الشباب، مشيرا إلى أن الدولة تبني آمالاً كبيرة على شبابها؛ لأنهم عماد المستقبل الذي سيبنى قطر وأهل هذه الأمة، ولكن الشباب اليوم انقادوا بأفعالهم إلى أعمال شيطانية وسرعات جنونية ولامبالاة في السياقة.
وأضاف: إنني أناشد والد كل شاب يشتري السيارة بآلاف الريالات ثم يفقدها ويفقد حياته في لحظة طيش ورعونة في لمح البصر بالقيام برحلة واحدة إلى مستشفى الرميلة؛ لمشاهدة الشباب؛ فبعضهم قطعت أيديهم، وبعضهم هشمت رؤوسهم، وبعضهم قطعت أرجلهم، وبعضهم مقعدٌ لا يستطيع الحركة، كلها بسبب التهور والسرعة الجنونية وعدم الاحتراز.
والسائق المسرع السرعة الجنونية التي تجاوز الحد، أو السرعة المحددة التي بها تقطع الإشارة الحمراء لا يقل عن الشخص الذي يتجرع سماً متعمداً أو يطعن نفسه بسكين متعمداً فهؤلاء جميعاً يعذبون في النار؛ لأنهم أهلكوا أنفسهم والحكم في هذه المسألة العذاب الشديد.
واستطرد فضيلة الشيخ البوعينين قائلا: معظم الحوادث والضحايا من الشباب حتى النساء اليوم كذلك يسرعن سرعة جنونية. ولا يوجد حادث إلا وقبله مخالفة، وأطالب بأن تكون هناك مادة تدرَّس، وتوعية ومعارض ومحاضرات وصور وأفلام وخاصة للمدارس الثانوية.
وأن تكون التوعية بغرس القيم وسط الشباب وتكاتف الجهود بين الشاب والمدرسة والشاب ووالديه والشاب وأصدقائه. فتضافر الجهود مطلوب من الجميع للمحافظة على شبابنا، تبدأ من البيت؛ أي الوالد والوالدة ثم الصديق ثم المدرسة.. الكل مسئول للمحافظة على أرواح شبابنا.
وعن المشكلة قال فضيلة الداعية والباحث الشرعي بوزارة الأوقاف الشيخ محمد المحمود رئيس مكتب الفتوى إن الإسلام جاء بتشريعاته وأحكامه التي أنزلها الله عز وجل، فراعى المصالح والمفاسد، وشرع كل ما فيه مصلحة، ودرأ عنهم كل ما فيه مفسدة؛ لذلك فدين الإسلام هو الدين الصالح لكل زمان ومكان، ينظم ويحفظ على المسلم ماله ووقته وحياته.
لذا فمن الأمور المحدثة التي تعتبر من الإفساد وعدم الالتزام بالشرع استخدام السيارات فيما لا يرضي الله تعالى من اللعب والتفحيص وغيرها من المسميات أو التجاوز الخاطئ وما إلى ذلك من الأمور التي نهى عنها الشرع، ومما يعرض أرواحهم وممتلكاتهم للخطر، ومما يعارض الكليات الخمس (الدين – النفس – العقل – النسل – المال). التي جاءت شريعة الإسلام بأحكام وافية لحفظ هذه الضروريات الخمس سواء من حيث الوجود إذ شرعت لها ما يحقق وجودها في المجتمع، أو من حيث البقاء والاستمرار بإنمائها وحمايتها من أسباب الفساد والزوال.
كما أكد الشيخ محمد بن عبد الله الساعي رئيس شعبة الأنشطة الدعوية بمعهد الدعوة أن الإسلام يضمن السلامة من خلال وضع القواعد والأصول العامة التي من خلالها نعرف أحكام الجزئيات والتفاصيل كقاعدة نفي الضرر، فالأصل العام في الشريعة تحريم ارتكاب الفعل الذي فيه ضرر بالنفس أو بالآخرين، ومتى حصل ذلك فإن الإنسان يضمن ما يترتب على فعله من الآثار، كما جاء في الحديث: «لا ضرر ولا ضرار» وكما جاء في القاعدة الفقهية الكبرى: «الضرر يزال».
والفقهاء القدماء قد بحثوا الأحكام المتعلقة بالحوادث والمرور، وما يترتب على ذلك من الآثار في كتب الفقه، فالجوانب المالية بحثت في باب الإتلاف والضمان، والجوانب البدنية بحثت في باب الجنايات، وإن كانوا قد بحثوا الصور التي كانت موجودة في عصرهم كالدواب والسفن، لذا فقد قرر الفقهاء حكما عاما فقالوا: (المرور في طريق المسلمين مباح بشرط السلامة) ونحن في هذا العصر نطبق شرط السلامة في صور معاصرة فنمنع قطع الإشارة الحمراء؛ لأنه يخل بالسلامة، ونمنع من الانتقال المفاجئ من أقصى اليمين لأقصى اليسار؛ لأنه يخل بالسلامة، ونمنع الوقوف المفاجئ وسط الطريق السريع؛ لأنه يخل بالسلامة وهكذا في بقية الصور.
وأضاف أنه من المؤسف ما نراه الآن، ونشاهده من كثير من الشباب من تجاوزات تخل بنظام الأمن والسلامة؛ فالنصيحة الغالية التي أقدمها لهم الالتزام الشرعي بالنظام فإن في ذلك النجاة والخير للفرد والوطن.
وقال الشيخ سعود الهاجري الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف: إن التوعية المرورية ضرورية جدا على نفس الدرجة التي يجب أن نتحلى فيها بالقيم الروحية التي من شأنها إذا ما آمنا وعملنا بها كأفراد أن تشكل رادعا مخففا بدءا من الإيمان بالقدر وانتهاء بالإحساس بالمراقبة الإلهية والقانونية والوعي بالتعامل بالسلوكيات القويمة، خصوصا أن تراثنا الإسلامي مليء بالقيم الروحية التي تشكل أرضية صلبة لتلافي الحوادث؛ حيث إن أعداء الأمة يسعدهم أن يروا أحفاد أبي بكر وخالد وصلاح الدين أصبحوا يعبثون في الأرض دون هدف سام، فالوطن في حاجة إليهم وإلى جهدهم.
فيجب أن لا ننسى أخلاقيات التعامل مع الآخرين أثناء القيادة، كالابتعاد عن الغضب والتحلي بالصبر، والتعامل بالكلمة الطيبة مع الآخرين تيمنا بـ (الكلمة الطيبة صدقة)، ومجمل هذه القيم الروحية كفيلة بخلق إنسان متوازن يملك القدرة والنظرة القويمة؛ ليشارك بالتخفيف ما أمكن من الحوادث، وتكون له اليد الطولى بتحقيق السلامة له وللآخرين.
ومن هنا يجب على المؤسسات التعليمية الرسمية منها والخاصة بما فيها الجامعات تطوير برامج تعليمية تعنى بهذا الجانب وتنشر الوعي المروري وتشعر المواطن بفداحة المشكلة والاطلاع على جوانبها وإرساء سلوك مروري يساهم ما أمكن بتلافي المشكلة.
وكان جمع من دعاة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية قد حثوا على أهمية هذا الموضوع ووجوب تضافر الجهود؛ للحد من انتشاره للمحافظة على الأرواح والأموال الطائلة التي تذهب سدى، جاء ذلك ضمن دروس الثلاثاء بمساجد ومناطق ومدن الدوحة والخور والريان والوكرة.
البوعينين: قطع الإشارة مخالفة لولي الأمر ونوع من الانتحار
الدوحة - العرب
يترأس العميد محمد بن سعد الخرجي مدير الإدارة العامة للمرور والدوريات رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق صباح اليوم بمقر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اجتماعا حول التنسيق بين وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية واللجنة الوطنية لانطلاق (المرحلة الرابعة) من مراحل اللجنة في التوعية بالحوادث المرورية بالدولة، ذلك البرنامج الذي يأتي ضمن الجهود المشتركة للجنة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق ووزارة الأوقاف.
وكان عدد كبير من دعاة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أكدوا على أهمية الوقوف صفاً واحداً؛ من أجل الحد من ( ظاهرة الحوادث المرورية )، هذه الظاهر الخطيرة التي تؤرق المجتمع ويذهب ضحيتها عدد كبير من شباب الوطن ورجاله، فتقتل أو تصيب أعداداً كبيرة سنويا، كما تهدر بسببها الأموال الطائلة. جاء ذلك من خلال القيام بتخصيص خطبة الجمعة والدروس بالمساجد للحديث عن مدى خطورة هذا الأمر، وذلك بالتعاون بين إدارتي الدعوة والمساجد بوزارة الأوقاف و»اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق» بوزارة الداخلية.
وقد أشار فضيلة الشيخ الداعية محمد بن حسن المريخي أمام وخطيب جامع عثمان بن بالخور إلى أهمية التعاون وبذل الجهد للحد من هذا الأمر لما في ذلك من الخير للأفراد والمجتمعات فقال: أولا أذكر شباب الوطن بهذه النعم التي منَّ الله سبحانه وتعالى بها؛حيث توفرت العديد من ماركات السيارات التي بها يبلغ الناس مآربهم وأهدافهم فالواجب عليهم أن يشكروا هذه النعمة، وأن يقدروها حق قدرها باستخدامها الاستخدام الأمثل الذي يعود عليهم بالفائدة والمنفعة والسلامة والعافية.
وأضاف: على الشباب الوعي بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (انظروا إلى من هم أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هم فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم)، وإن الذي لا يشعر بالنعمة التي بين يديه - لأنه من السهل إن فقدها أن يعوضها - فهو بذلك يحتقرها ويزدريها لغفلته، ولو نظر إلى من هو أقل منه في النعم الخيرات لأدرك عظيم النعمة عليه، وقال تعالى في محكم التنزيل: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، وهنا نقول للشباب: لا تقتلوا أنفسكم بالسرعات الجنونية فإنها انتحار وقتل متعمد، كما أفتى بذلك الدعاة والعلماء، ولقد جاء التحذير من قتل النفس على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلدا فيها أبداً، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً).
ومن جانبه أوضح فضيلة الشيخ الدكتورأحمد الفرجابي أن ظاهرة الحوادث المرورية مشكلة عالمية ترجع إلى أسباب متعددة منها: ضعف الوعي، وشيوع روح الاستهانة بالأنظمة، وعدم احترامها، واعتبارها قيوداً للحرية الشخصية.
ومتى أردنا معالجة هذه المشكلة فلا بد من النظر في الأسباب، والقيام بجهود توعية المجتمع؛ لأن الإنسان أسير الفكر والثقافة التي يؤمن بها، فمتى زرعنا فيه الوعي الصحيح، والوازع الداخلي، استطعنا أن نغير واقعه في الحياة نحو الأمثل، وأكثر الحوادث المرورية تقع بناء على الجهل بقواعد السلامة، أو عدم الالتزام بها، والدولة لن تستطيع أن نقيم شرطياً في كل شارع يراقب تصرفات السائقين، لكن من الممكن أن نقنع الغالبية العظمى من الناس بجدوى الالتزام بقواعد السلامة المرورية، وأنها وضعت لمصلحته وسلامته، وليس لتقييد حريته الشخصية.
إن سلامة الإنسان مقصد من مقاصد الشريعة وهدف من أهدافها الكبرى، ولهذا منع الله تعالى الإنسان عن جملة من الأفعال؛ لأنها تضر الإنسان في بدنه، فحرم عليه شرب الخمر لأنه يهلك البدن، وحرم عليه أكل لحم الخنزير لأنه يضر بالبدن، وحرم عليه أكل الميتة لأنه يضر بصحة البدن.
كما أن الشريعة اعتبرت سلامة البدن شرطا في التكليف ببعض العبادات كالحج والجهاد، ونظرة الإسلام لجسم الإنسان وروحه، تتمثل في أن هذه الأمور أمانة من الله تعالى عند الإنسان، وليست ملكا له يتصرف فيه كما شاء، ولهذا حرم الشرع عليه الانتحار، وقطع الأعضاء، واعتبر ذلك سببا لغضب الله وعقابه ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
وتحدث فضيلة الشيخ أحمد بن محمد البوعينين فطالب بضرورة تكثيف جهود التوعية المرورية بين مختلف فئات المجتمع ولاسيما الشباب، وطالب أن تكون هذا التوعية يومياً، كما نبع على ضرورة التنقل في المعارض والمدارس فكم من حادث مات بسببه الشباب، والإحصائيات مخيفة مع تشدد قانون المرور، ونحن لا نريد أن نشدد المخالفات والعقوبات بقدر ما نريد أن نصحح المفاهيم لدى الشباب، مشيرا إلى أن الدولة تبني آمالاً كبيرة على شبابها؛ لأنهم عماد المستقبل الذي سيبنى قطر وأهل هذه الأمة، ولكن الشباب اليوم انقادوا بأفعالهم إلى أعمال شيطانية وسرعات جنونية ولامبالاة في السياقة.
وأضاف: إنني أناشد والد كل شاب يشتري السيارة بآلاف الريالات ثم يفقدها ويفقد حياته في لحظة طيش ورعونة في لمح البصر بالقيام برحلة واحدة إلى مستشفى الرميلة؛ لمشاهدة الشباب؛ فبعضهم قطعت أيديهم، وبعضهم هشمت رؤوسهم، وبعضهم قطعت أرجلهم، وبعضهم مقعدٌ لا يستطيع الحركة، كلها بسبب التهور والسرعة الجنونية وعدم الاحتراز.
والسائق المسرع السرعة الجنونية التي تجاوز الحد، أو السرعة المحددة التي بها تقطع الإشارة الحمراء لا يقل عن الشخص الذي يتجرع سماً متعمداً أو يطعن نفسه بسكين متعمداً فهؤلاء جميعاً يعذبون في النار؛ لأنهم أهلكوا أنفسهم والحكم في هذه المسألة العذاب الشديد.
واستطرد فضيلة الشيخ البوعينين قائلا: معظم الحوادث والضحايا من الشباب حتى النساء اليوم كذلك يسرعن سرعة جنونية. ولا يوجد حادث إلا وقبله مخالفة، وأطالب بأن تكون هناك مادة تدرَّس، وتوعية ومعارض ومحاضرات وصور وأفلام وخاصة للمدارس الثانوية.
وأن تكون التوعية بغرس القيم وسط الشباب وتكاتف الجهود بين الشاب والمدرسة والشاب ووالديه والشاب وأصدقائه. فتضافر الجهود مطلوب من الجميع للمحافظة على شبابنا، تبدأ من البيت؛ أي الوالد والوالدة ثم الصديق ثم المدرسة.. الكل مسئول للمحافظة على أرواح شبابنا.
وعن المشكلة قال فضيلة الداعية والباحث الشرعي بوزارة الأوقاف الشيخ محمد المحمود رئيس مكتب الفتوى إن الإسلام جاء بتشريعاته وأحكامه التي أنزلها الله عز وجل، فراعى المصالح والمفاسد، وشرع كل ما فيه مصلحة، ودرأ عنهم كل ما فيه مفسدة؛ لذلك فدين الإسلام هو الدين الصالح لكل زمان ومكان، ينظم ويحفظ على المسلم ماله ووقته وحياته.
لذا فمن الأمور المحدثة التي تعتبر من الإفساد وعدم الالتزام بالشرع استخدام السيارات فيما لا يرضي الله تعالى من اللعب والتفحيص وغيرها من المسميات أو التجاوز الخاطئ وما إلى ذلك من الأمور التي نهى عنها الشرع، ومما يعرض أرواحهم وممتلكاتهم للخطر، ومما يعارض الكليات الخمس (الدين – النفس – العقل – النسل – المال). التي جاءت شريعة الإسلام بأحكام وافية لحفظ هذه الضروريات الخمس سواء من حيث الوجود إذ شرعت لها ما يحقق وجودها في المجتمع، أو من حيث البقاء والاستمرار بإنمائها وحمايتها من أسباب الفساد والزوال.
كما أكد الشيخ محمد بن عبد الله الساعي رئيس شعبة الأنشطة الدعوية بمعهد الدعوة أن الإسلام يضمن السلامة من خلال وضع القواعد والأصول العامة التي من خلالها نعرف أحكام الجزئيات والتفاصيل كقاعدة نفي الضرر، فالأصل العام في الشريعة تحريم ارتكاب الفعل الذي فيه ضرر بالنفس أو بالآخرين، ومتى حصل ذلك فإن الإنسان يضمن ما يترتب على فعله من الآثار، كما جاء في الحديث: «لا ضرر ولا ضرار» وكما جاء في القاعدة الفقهية الكبرى: «الضرر يزال».
والفقهاء القدماء قد بحثوا الأحكام المتعلقة بالحوادث والمرور، وما يترتب على ذلك من الآثار في كتب الفقه، فالجوانب المالية بحثت في باب الإتلاف والضمان، والجوانب البدنية بحثت في باب الجنايات، وإن كانوا قد بحثوا الصور التي كانت موجودة في عصرهم كالدواب والسفن، لذا فقد قرر الفقهاء حكما عاما فقالوا: (المرور في طريق المسلمين مباح بشرط السلامة) ونحن في هذا العصر نطبق شرط السلامة في صور معاصرة فنمنع قطع الإشارة الحمراء؛ لأنه يخل بالسلامة، ونمنع من الانتقال المفاجئ من أقصى اليمين لأقصى اليسار؛ لأنه يخل بالسلامة، ونمنع الوقوف المفاجئ وسط الطريق السريع؛ لأنه يخل بالسلامة وهكذا في بقية الصور.
وأضاف أنه من المؤسف ما نراه الآن، ونشاهده من كثير من الشباب من تجاوزات تخل بنظام الأمن والسلامة؛ فالنصيحة الغالية التي أقدمها لهم الالتزام الشرعي بالنظام فإن في ذلك النجاة والخير للفرد والوطن.
وقال الشيخ سعود الهاجري الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف: إن التوعية المرورية ضرورية جدا على نفس الدرجة التي يجب أن نتحلى فيها بالقيم الروحية التي من شأنها إذا ما آمنا وعملنا بها كأفراد أن تشكل رادعا مخففا بدءا من الإيمان بالقدر وانتهاء بالإحساس بالمراقبة الإلهية والقانونية والوعي بالتعامل بالسلوكيات القويمة، خصوصا أن تراثنا الإسلامي مليء بالقيم الروحية التي تشكل أرضية صلبة لتلافي الحوادث؛ حيث إن أعداء الأمة يسعدهم أن يروا أحفاد أبي بكر وخالد وصلاح الدين أصبحوا يعبثون في الأرض دون هدف سام، فالوطن في حاجة إليهم وإلى جهدهم.
فيجب أن لا ننسى أخلاقيات التعامل مع الآخرين أثناء القيادة، كالابتعاد عن الغضب والتحلي بالصبر، والتعامل بالكلمة الطيبة مع الآخرين تيمنا بـ (الكلمة الطيبة صدقة)، ومجمل هذه القيم الروحية كفيلة بخلق إنسان متوازن يملك القدرة والنظرة القويمة؛ ليشارك بالتخفيف ما أمكن من الحوادث، وتكون له اليد الطولى بتحقيق السلامة له وللآخرين.
ومن هنا يجب على المؤسسات التعليمية الرسمية منها والخاصة بما فيها الجامعات تطوير برامج تعليمية تعنى بهذا الجانب وتنشر الوعي المروري وتشعر المواطن بفداحة المشكلة والاطلاع على جوانبها وإرساء سلوك مروري يساهم ما أمكن بتلافي المشكلة.
وكان جمع من دعاة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية قد حثوا على أهمية هذا الموضوع ووجوب تضافر الجهود؛ للحد من انتشاره للمحافظة على الأرواح والأموال الطائلة التي تذهب سدى، جاء ذلك ضمن دروس الثلاثاء بمساجد ومناطق ومدن الدوحة والخور والريان والوكرة.