ميعاد
08-07-2009, 04:51 PM
متى يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟؟؟
مقال الكاتبة عبير العدناني / جريدة الشرق /الخميس 2009-06-25
كثيراً ما يقدر لأحدنا أن يعمل في وظيفة قد سعى للبحث عنها وربما لفترة طويلة، وحين يباشر العمل يجد مديراً أو مسؤولاً يحيل ذلك المكان إلى مصدر معاناة لموظفيه، وربما يشعر معظم من يعمل هناك وهو ذاهب لعمله في الصباح بأن خطاه مثقلة كمن يساق إلى المعتقل رغما عنه....
وكل ذلك ببساطة لأن ذلك المدير قد وضع في المكان غير المناسب..
وقد يذهب أحدنا لإجراء معاملة في إحدى الدوائر أو الشركات فيواجهه موظفاً أو مسؤولا يشعره وكأنه ذاهب للتسول منه، أو أن تلك المعاملة ستنتهي مع آخر يوم في حياته.. ويضطر آسفاً أن ينتظر ويحتمل سوء معاملته وأخلاقه الرديئة لأنه باختصار لا يملك خياراً إلا أن يصبر لينهي تلك المعاملات، وإذا فقد صبره وتحمله فإن موضوعه سيتحول إلى أقرب سلة للنفايات...
وكل ذلك لأنه باختصار موظف قد وضع في مكان غير مناسب..
وربما يتذكر كثير منا مرة أو بضع مرات كان يمر فيها بوعكة صحية وحينما توجه للمستشفى وجد طبيباً أو ممرضة أو مسؤولاً زاد من ألمه ومعاناته، وكم تعرض مريض لأخطاء طبية ربما كلفته حياته ثمنا لها وربما عاش ما تبقى من عمره يعاني مما تعرض له من خطأ طبيب وضع في مكان غير مناسب...
ولعل ذاكرتنا لاتخلو حينما كنا طلاباً في صفوف الدراسة من معاملة وأسلوب معلم قد كان سبباً في أن نكره تلك المادة التي تلقيناها منه إلى أن كبرنا، وكبرت معنا تلك الذكريات السيئة وكبر معها بغضنا لتلك المادة
وأحيانا نجد ذلك المسلسل المؤلم يتكرر مع أبنائنا في المدارس وكل ذلك بسبب ذلك المعلم غير المناسب.
حتى في أبسط الأمور في حياتنا حينما نذهب للتسوق من هنا وهناك، فإننا نواجه بائعاً قد نقرر وبلحظات أن ننصرف دون شراء ما نريده منه وربما للأبد ونخرج مسرعين دون عودة، وكل ذلك لأنه ببساطة البائع غير المناسب..
إن من أشد الآفات التي نواجهها في حياتنا والتي قد تترك فينا أثراً سيئاً مدى الحياة، هي آفة الشخص غير المناسب في المكان المناسب...
وذلك لأن وضع أحد تلك النماذج والتي تعد بعضا من كل، وتعد تمثيلاً وليس حصراً في مكان لا يجب أن يكونوا فيه من شأنه أن يخلف آثاراً سلبية على من يمر بذلك المكان، أو يجعل من وجوده تعطيلاً للمصالح والمنافع، وربما سيترك فينا أثراً قد لا تمحوه الأيام...
لذا كان لزاما على كل واحد منا أن يعي دوره في المجتمع، ويؤمن إيمانا كاملاً بأنه جزء لايتجزأ من هذه الدولة وهذا الكيان أن يقف أمام الشخص الخطأ ويشير إليه ليحل مكانه الشخص المناسب.. وإلا فسوف يؤدي الصمت والتجاهل إلى أن تكثر ضحايا ذلك الإنسان الذي لم يدرك قدر الأمانة الملقاة على عاتقه، وسوف تتفاقم المشكلة وتزيد المعاناة، وبالمقابل سوف يفقد الأفراد الأكفاء فرصتهم ليكونوا هناك في المكان المناسب.
ومضة:
قدر لي أن أبدأ دراسة الماجستير الشهر الجاري، فسافرت إلى مصر وبدأت دراستي، فكان أن تم افتتاح نادي الطلبة القطريين يوم الخميس الماضي 11/6/2009م فسعدنا جميعا بذلك.. وبعد الافتتاح بيومين توجهت مع بعض زملائي الطلبة إلى النادي وطلبنا الموظف المسؤول لنستفسر منه عن فعاليات النادي، وإذا به ينزل إلينا ويحمل سيجارته في يده وأخذنا نسأله ونسحب منه الكلمات بكل صعوبة لنعرف كيف تسير الأمور..
ثم لم نحتمل الدخان المتصاعد من سيجارته في المبنى المغلق لنادي الطلبة القطريين، فتركناه يكمل تدخينه، وغادرنا سريعا وكلنا عجب من وضع هذا الشخص غير المناسب في المكان المناسب.
Aladnani_qtr@hotmail.com
مقال الكاتبة عبير العدناني / جريدة الشرق /الخميس 2009-06-25
كثيراً ما يقدر لأحدنا أن يعمل في وظيفة قد سعى للبحث عنها وربما لفترة طويلة، وحين يباشر العمل يجد مديراً أو مسؤولاً يحيل ذلك المكان إلى مصدر معاناة لموظفيه، وربما يشعر معظم من يعمل هناك وهو ذاهب لعمله في الصباح بأن خطاه مثقلة كمن يساق إلى المعتقل رغما عنه....
وكل ذلك ببساطة لأن ذلك المدير قد وضع في المكان غير المناسب..
وقد يذهب أحدنا لإجراء معاملة في إحدى الدوائر أو الشركات فيواجهه موظفاً أو مسؤولا يشعره وكأنه ذاهب للتسول منه، أو أن تلك المعاملة ستنتهي مع آخر يوم في حياته.. ويضطر آسفاً أن ينتظر ويحتمل سوء معاملته وأخلاقه الرديئة لأنه باختصار لا يملك خياراً إلا أن يصبر لينهي تلك المعاملات، وإذا فقد صبره وتحمله فإن موضوعه سيتحول إلى أقرب سلة للنفايات...
وكل ذلك لأنه باختصار موظف قد وضع في مكان غير مناسب..
وربما يتذكر كثير منا مرة أو بضع مرات كان يمر فيها بوعكة صحية وحينما توجه للمستشفى وجد طبيباً أو ممرضة أو مسؤولاً زاد من ألمه ومعاناته، وكم تعرض مريض لأخطاء طبية ربما كلفته حياته ثمنا لها وربما عاش ما تبقى من عمره يعاني مما تعرض له من خطأ طبيب وضع في مكان غير مناسب...
ولعل ذاكرتنا لاتخلو حينما كنا طلاباً في صفوف الدراسة من معاملة وأسلوب معلم قد كان سبباً في أن نكره تلك المادة التي تلقيناها منه إلى أن كبرنا، وكبرت معنا تلك الذكريات السيئة وكبر معها بغضنا لتلك المادة
وأحيانا نجد ذلك المسلسل المؤلم يتكرر مع أبنائنا في المدارس وكل ذلك بسبب ذلك المعلم غير المناسب.
حتى في أبسط الأمور في حياتنا حينما نذهب للتسوق من هنا وهناك، فإننا نواجه بائعاً قد نقرر وبلحظات أن ننصرف دون شراء ما نريده منه وربما للأبد ونخرج مسرعين دون عودة، وكل ذلك لأنه ببساطة البائع غير المناسب..
إن من أشد الآفات التي نواجهها في حياتنا والتي قد تترك فينا أثراً سيئاً مدى الحياة، هي آفة الشخص غير المناسب في المكان المناسب...
وذلك لأن وضع أحد تلك النماذج والتي تعد بعضا من كل، وتعد تمثيلاً وليس حصراً في مكان لا يجب أن يكونوا فيه من شأنه أن يخلف آثاراً سلبية على من يمر بذلك المكان، أو يجعل من وجوده تعطيلاً للمصالح والمنافع، وربما سيترك فينا أثراً قد لا تمحوه الأيام...
لذا كان لزاما على كل واحد منا أن يعي دوره في المجتمع، ويؤمن إيمانا كاملاً بأنه جزء لايتجزأ من هذه الدولة وهذا الكيان أن يقف أمام الشخص الخطأ ويشير إليه ليحل مكانه الشخص المناسب.. وإلا فسوف يؤدي الصمت والتجاهل إلى أن تكثر ضحايا ذلك الإنسان الذي لم يدرك قدر الأمانة الملقاة على عاتقه، وسوف تتفاقم المشكلة وتزيد المعاناة، وبالمقابل سوف يفقد الأفراد الأكفاء فرصتهم ليكونوا هناك في المكان المناسب.
ومضة:
قدر لي أن أبدأ دراسة الماجستير الشهر الجاري، فسافرت إلى مصر وبدأت دراستي، فكان أن تم افتتاح نادي الطلبة القطريين يوم الخميس الماضي 11/6/2009م فسعدنا جميعا بذلك.. وبعد الافتتاح بيومين توجهت مع بعض زملائي الطلبة إلى النادي وطلبنا الموظف المسؤول لنستفسر منه عن فعاليات النادي، وإذا به ينزل إلينا ويحمل سيجارته في يده وأخذنا نسأله ونسحب منه الكلمات بكل صعوبة لنعرف كيف تسير الأمور..
ثم لم نحتمل الدخان المتصاعد من سيجارته في المبنى المغلق لنادي الطلبة القطريين، فتركناه يكمل تدخينه، وغادرنا سريعا وكلنا عجب من وضع هذا الشخص غير المناسب في المكان المناسب.
Aladnani_qtr@hotmail.com