وليف قطر
08-07-2009, 05:17 PM
لإرضاء زوجته الثانية
الزوجة للراية : نعيش علي الخبز والجبن واللحم المجفف من المساعدات
تحقيق مجدي صالح:
لم تكن تعلم هذه المواطنة أن زواجها من ابن العم سوف يكون لها بداية جهنم التي كانت تسمع عنها إلا أنها بعد الزواج عاشت تفاصيل الكابوس الذي راح يطاردها كل لحظة من لحظات حياتها مع الزوج الذي كان لا يشبع من ضربها بشكل مفرط يؤدي بها في معظم الاوقات الي هستيريا متواصلة من الخوف الشديد الذي لا تنتهي فصوله ،وهو ما أدي الي تعرضها لمرض التبول اللاإرادي عند دخوله المنزل.
هذه المواطنة فضلت أن تقبل بالعمل مساعدة ممرضة بمستشفي حمد حتي لا تتسول هي وأبناؤها التسعة طعامها من الاخرين بعد أن طردها زوجها هي والابناء من المنزل منذ عدة سنوات بعد أن أحضر زوجته الثانية كي تقيم معه في منزل الزوجية.
ونظرا لأن الراتب الذي تتقاضاه من وظيفتها البسيطة كان قليلا جدا يكاد يتجاوز الثلاثة آلاف بقليل فقد لجأت المواطنة الي العمل علي ماكينة الخياطة كي تحيك للنساء بعض الاشياء البسيطة مثل البراقع والسراويل وغيرها من الاغراض البسيطة التي تستخدمها النساء.
المواطنة البسيطة التي لم تتمكن من الحصول علي أي قدر من التعليم ولا تجيد القراءة والكتابة لم تجد عيبا في قيامها بتلك الاعمال كي توفر طعامها وطعام أطفالها الثمانية بطرق السعي علي الرزق بالحلال حتي وإن كبدها متاعب كبيرة في سبيل ذلك وهنا قامت بتربية بعض العنزات كي تحلب من ألبانها وتبيع سمنها وما تلده من عنزات صغيرة وتوفر من حصيلة ذلك ما تعتمد عليه في طعامها هي وأطفالها الصغار.
تقول المواطنة كان زواجي من ابن العم بداية لرحلة عذاب طويلة ذقت خلالها ألوانا لا حصر لها من المعاناة التي أدت الي إحساسي بالخوف من الناس بشكل دائم فمع اصراره علي منع المصروف عني انا والاولاد كان دائما ما يوجه لي الاهانات الدائمة لي انا والاطفال ويرفض الانفاق علينا ، بل ان المؤسف في الامر انه كان يأخذ مني الريالات القليلة التي كنت أحصل عليها من خلال قيامي بتربية الاغنام او من خلال خياطة بعض مستلزمات النساء مثل البراقع وغيرها ، وكان يصر علي أخذ الريالات القليلة التي كنت أوفرها من خلال قيامي بهذه الاشياء البسيطة بحجة حاجته إليها في تعبئة بترول لسيارته بشكل دائم.
وتضيف : كان زوجي علي علاقة بإحدي السيدات وكان يأتي بها الي المنزل بشكل دائم خاصة في الاوقات التي كنت أخرج فيها للذهاب الي منزل أهلي انا والاولاد وكان دائما ما يشجعني علي الخروج الي منزل أهلي لهذا الغرض وكنت أعرف انه بعد خروجي مباشرة سوف يأتي بالعشيقة التي كان يتصل بها أحيانا ونحن ما زلنا نستعد انا واولادي للخروج ، وكنت أري اثار العلاقة علي الفراش بعد العودة مباشرة ولم أكن أعترض علي ذلك علي الرغم من إحساسي بالاهانة والحزن علي حالي إلا انني كنت أرفض التعليق علي أي شيء وكنت أقوم بإعادة ترتيب الفراش وتنظيفه مرة أخري خاصة انه كان يتعمد ان يتركه علي حاله حتي أعود لأنظفه انا بنفسي .
وتكشف المواطنة عن أنها لم تكن تعترض حتي علي قيامه بالزواج من هذه السيدة إلا ان الاعتراض كان من جانبها هي فقد كانت تصر علي تطليقي اولا قبل أن يتزوجها زوجي فلم تكن ترضي ان تكون لها ضرة تشاركها في المعيشة.
بل ان الاكثر من ذلك انها رفضت ان أبقي انا واولادي في اي مكان بالمنزل الكبير الذي يملكه زوجي حتي ولو كان في الملحق الخارجي وأصرت علي طردنا الي خارج المنزل انا والابناء التسعة.
المواطنة واصلت استعراض مأساتها مع الراية وأشارت الي أنها بعد طلاقها لم يكن هناك لها منزل يأويها ولا مال تنفق منه علي نفسها وعلي ابنائها الذين وصل بعضهم الي مرحلة الجامعة ولم يكن لها دخل سوي إعانة الشؤون الاجتماعية والتي لا تتجاوز ال2250 ريالا فقط وهو مبلغ لا يمكنها من الحصول علي سكن منفصل بالايجار ولهذا لجأت الي بعض أقاربها الذين وافقوا علي ان تقيم هي وأطفالها في ملحق صغير ببيتهم.
وفي اليوم التالي مباشرة من الطلاق استطاع الزوج أن يتزوج من الحبيبة التي باع من أجلها أبناءه التسعة وتركهم نهبا للشارع يعانون الجوع مع طليقته التي تحملت معه أعباء الحياة والاهانات المتتالية التي لاحصر لها.
إلا أن القدر كان يحمل لها مفاجأة أخري لكي يختبر ويعمق كثيرا من أحزانها وهو ظهور مرض غريب في عيني كبير ابنائها الشباب وهو الذي كانت تنتظر منه أن يساعدها في نفقات المعيشة بعد أن يتوظف بحصوله علي شهادة الثانوية العامة إلا ان إصابته بهذا المرض الغريب منعته من العمل بل وحذرها الاطباء من أنه يمكن أن يؤدي المرض الي إصابته بفقدان البصر بشكل نهائي اذا لم يتم معالجته بشكل سريع.
وحاولت السيدة ان تعالجه في مستشفي حمد الا ان عراقيل عدة كانت تقف أمام علاجه خاصة ان الاطباء أخبروها انه لا يوجد له علاج هنا وانه يلزم له علاج خارج البلاد وعلي يد طبيبين فقط احدهما في لندن وأن تكاليف إجراء العملية في العين الواحدة تتجاوز الاربعين ألف ريال في الخارج و فكرت السيدة في كيفية الحصول علي هذا المبلغ خاصة ان الاب الذي يتقاضي راتبا كبيرا كان يرفض ان ينفق علي اي من أبنائه ريالا واحدا ولو أدي ذلك الي فقدان أحد أبنائه لنظره.
وحتي توفر المواطنة المبالغ المطلوبة للعلاج قامت بالبحث عن وظيفة يمكنها من خلالها ان تحصل علي قرض من البنك بضمان الوظيفة كي تتمكن من معالجة الابن الذي يفقد بصره شيئا فشيئا أمام عينيها دون ان تتمكن من عمل شيء لوقف هذا المرض وهنا راحت تبحث عن عمل تتمكن من خلاله في الحصول علي قرض تنفق منه علي علاج ابنها المريض الذي كان يسابق الزمن قبل أن يصبح واحدا من ذوي العاهة.
ونظرا لعدم حصولها علي أي مؤهل دراسي بل وعدم القدرة علي القراءة والكتابة لم تجد المواطنة الا وظيفة مساعدة ممرضة في مستشفي حمد تقوم فيها بتنظيف الحمامات والارضيات والاسرة للمرضي وعلي الرغم من ذلك كان الراتب الذي تتقاضاه قليلا لا يتجاوز 3200 ريال فقط ودوام 8 ساعات يوميا أما المجهد في الامر ان هذا العمل كان يتطلب مناوبات ليلية وكان هذا أصعب ما كانت تواجهه حيث انها كانت تتغيب عن أطفالها لعدة ساعات أثناء الليل وهو ما كان يؤدي الي خوفها علي أطفالها الصغار خاصة انه لا يوجد لديها من يشرف عليهم اثناء فترة غيابها عن المنزل.
واستمرت المواطنة في عملها المجهد حتي حصلت علي القرض الذي يبلغ حوالي 50 ألف ريال الذي ما ان تسلمته حتي قامت بالسفر سريعا الي الخارج كي تجري العملية لابنها وتمكنت من اجراء العملية الجراحية للابن في احدي عينيه ورفض الطبيب ان يقوم باجراء العملية في العينين معا وقال لها : ان المفروض ان يتم اجراء العملية في كل عين علي حدة وان يفصل ما بين العمليتين بعض الوقت وهنا وجدت المواطنة أن المبلغ الذي اقترضته لن يمكنها من اتمام علاج ابنها وأن ما تبقي من مبلغ القرض شئ بسيط جدا خاصة ان تكاليف اجراء العملية زادت عن ال 40 ألف ريال وبالتالي فان اجراء العملية في العين الاخري سوف يتطلب قيامها باقتراض مبلغ آخر مماثل وهو ما لا يمكن خاصة ان راتبها بسيط لا يتحمل أخذ قرض آخر وهنا راحت تبحث عن عمل آخر بدلا من العمل السابق الذي لم يكن يتبقي من راتبها منه إلا حوالي الف ريال ونصف تقريبا فقط بعد اقتطاع قيمة الاقساط التي كان يخصمها البنك.
تشير المواطنة الي انها وبعد طلاقها بعدة سنوات لم تتمكن حتي الان من الحصول علي نفقة لها ولأولادها من الزوج نظرا لقدرته العجيبة علي تعطيل الاجراءات القضائية الخاصة بدعوي النفقة والسكن التي أقامتها وما زالت حتي الان تنتظر صدور حكم قضائي يساعدها في الحصول علي حقوقها هي وأبنائها بعد أن طالت سنوات المعاناة.
وبعد عودتها من رحلة العلاج لابنها في الخارج وأثناء بحثها عن عمل آخر بديل لها يكفيها نفقتها هي وأبنائها انقطعت عن العمل وهنا تراكمت الديون التي اقترضتها من البنك حتي أصبحت ال50ألف ريال حوالي 120ألف ريال تقريبا علي الرغم من قيامها بدفع حوالي أكثر من17 ألف ريال من جملة الاقساط التي كان يتم اقتطاعها من راتبها أثناء العمل وبعض المساعدات التي كانت تأتيها من بعض اصحاب الايادي البيضاء الذين كانوا يساعدونها في بعض الاحيان علي مقاومة حالة العوز ، وهو الامر الذي أصبح الان يسبب لها قلقا كبيرا خاصة ان البنك أصبح يرسل إليها التهديدات المباشرة بإحالة الامر الي القضاء تمهيدا للحكم عليها بالسجن اذا لم تقم بدفع ما عليها من أقساط ومتأخرات.
وأصبحت المواطنة تعاني بجانب مشاكل الفقر وقلة ذات اليد من مخاوف السجن خلف القضبان بعد أن تكررت التهديدات التي تأتيها عبر البنك بسبب عدم قدرتها علي دفع ما عليها من ديون وأقساط خاصة بعد أن فقدت وظيفتها البسيطة التي كانت تساعدها في سداد الاقساط.
جانب آخر من المعاناة التي تعيشها المواطنة وهو قيام وزارة البلدية بمنعها من تربية الاغنام في المكان الصغير الذي يجاور الملحق الذي تعيش فيه وكانت تدر عليها حليبا وسمنا وريالات من خلال بيع الغنمات الصغيرة التي تولد ثم تبيعها وتعيش من عائدها البسيط .
وأدي ذلك الي قيامها ببيع مكيف من المكيفين اللذين يوجدان لديها في الملحق الذي تعيش فيه مع أبنائها التسعة بل قامت أيضا ببيع الثلاجة التي كانت لديها كي تجمع من خلال ذلك مبلغ الفي ريال تعطيهما للبنك حتي يتوقف ولو لبعض الوقت عن مطالبتها بالاقساط المتأخرة ويؤجل تهديدها لبعض الوقت ، خاصة أن احتياجها للثلاجة هو أمر ثانوي نظرا لأنه ليس لديها ما يمكن أن تخزنه من طعام في الثلاجة فيما عدا حاجتها للمياه الباردة وهنا وجدت حلا لهذا الامر فراحت تضع زجاجة المياه التي تشرب منها هي وابنائها في محل السوبر ماركت المجاور لها وكلما فرغت الزجاجة التي لديها ذهبت لتملأها وتضعها لدي البائع وتأتي بالزجاجة الاخري التي برد ماؤها.
أما عن طريقة حياتها في ظل عدم وجود اموال معها تقول : إن الله لا ينسي أحدا من عباده ولذلك فاننا نهتم باطعام أبنائنا بالخبز والزيت والجبن بشكل أساسي ولا نجد هناك داعي لشراء اللحم ونعتمد علي ما يمكن أن يأتي كل عدة أشهر من خلال بعض المعارف والجيران عندما يقومون بعمل عزائم في منازلهم ويتبقي منهم بعض الطعام واللحم فيقومون بتوزيعه علي الجيران خاصة غير القادرين من أمثالي وهنا أقوم بتجفيف اللحم وأجعله "قديدا" لكي لا يفسد بسرعة ونقوم بتناوله علي مدي فترة طويلة.
وتضيف : انني كنت أثناء عملي في المستشفي انتظر الاطباء بعد أن ينتهوا من تناول طعامهم لكي أقوم بأخذ ما يتبقي منهم من طعام لكي أرجع به الي أولادي في المنزل كي أوفر ريالا ت ولو قليلة يمكن أن أعطيها لهم فيما بعد او لكي أشتري لهم بها بعضا من ضروريات الحياة الاخري كما أنني أنتظر العروض التي تقوم بها بعض الجمعيات بتخفيضات كبيرة علي بعض علب الفول التي اقترب انتهاء صلاحيتها.
أما أهم مطالب المواطنة فتنحصر في أنها ترغب في سداد ديونها التي بلغت الان حوالي 120 ألف ريال مع مساعدتها هي وأبنائها في الحصول علي حقهم في النفقة من طليقها الذي يرفض حتي الان الانفاق علي ابنائه ومساعدتهم في الطعام أو العلاج أو التعليم.
كما تطالب بضرورة أن يتم إعادة النظر في مبلغ المساعدة التي تصرفها وزارة الشؤون للمطلقات والارامل خاصة من هن في مثل حالتها نظرا لحالة الغلاء الشديدة التي لا تستطيع هذه المساعدة البسيطة مواجهتها.
:rolleyes2:
الزوجة للراية : نعيش علي الخبز والجبن واللحم المجفف من المساعدات
تحقيق مجدي صالح:
لم تكن تعلم هذه المواطنة أن زواجها من ابن العم سوف يكون لها بداية جهنم التي كانت تسمع عنها إلا أنها بعد الزواج عاشت تفاصيل الكابوس الذي راح يطاردها كل لحظة من لحظات حياتها مع الزوج الذي كان لا يشبع من ضربها بشكل مفرط يؤدي بها في معظم الاوقات الي هستيريا متواصلة من الخوف الشديد الذي لا تنتهي فصوله ،وهو ما أدي الي تعرضها لمرض التبول اللاإرادي عند دخوله المنزل.
هذه المواطنة فضلت أن تقبل بالعمل مساعدة ممرضة بمستشفي حمد حتي لا تتسول هي وأبناؤها التسعة طعامها من الاخرين بعد أن طردها زوجها هي والابناء من المنزل منذ عدة سنوات بعد أن أحضر زوجته الثانية كي تقيم معه في منزل الزوجية.
ونظرا لأن الراتب الذي تتقاضاه من وظيفتها البسيطة كان قليلا جدا يكاد يتجاوز الثلاثة آلاف بقليل فقد لجأت المواطنة الي العمل علي ماكينة الخياطة كي تحيك للنساء بعض الاشياء البسيطة مثل البراقع والسراويل وغيرها من الاغراض البسيطة التي تستخدمها النساء.
المواطنة البسيطة التي لم تتمكن من الحصول علي أي قدر من التعليم ولا تجيد القراءة والكتابة لم تجد عيبا في قيامها بتلك الاعمال كي توفر طعامها وطعام أطفالها الثمانية بطرق السعي علي الرزق بالحلال حتي وإن كبدها متاعب كبيرة في سبيل ذلك وهنا قامت بتربية بعض العنزات كي تحلب من ألبانها وتبيع سمنها وما تلده من عنزات صغيرة وتوفر من حصيلة ذلك ما تعتمد عليه في طعامها هي وأطفالها الصغار.
تقول المواطنة كان زواجي من ابن العم بداية لرحلة عذاب طويلة ذقت خلالها ألوانا لا حصر لها من المعاناة التي أدت الي إحساسي بالخوف من الناس بشكل دائم فمع اصراره علي منع المصروف عني انا والاولاد كان دائما ما يوجه لي الاهانات الدائمة لي انا والاطفال ويرفض الانفاق علينا ، بل ان المؤسف في الامر انه كان يأخذ مني الريالات القليلة التي كنت أحصل عليها من خلال قيامي بتربية الاغنام او من خلال خياطة بعض مستلزمات النساء مثل البراقع وغيرها ، وكان يصر علي أخذ الريالات القليلة التي كنت أوفرها من خلال قيامي بهذه الاشياء البسيطة بحجة حاجته إليها في تعبئة بترول لسيارته بشكل دائم.
وتضيف : كان زوجي علي علاقة بإحدي السيدات وكان يأتي بها الي المنزل بشكل دائم خاصة في الاوقات التي كنت أخرج فيها للذهاب الي منزل أهلي انا والاولاد وكان دائما ما يشجعني علي الخروج الي منزل أهلي لهذا الغرض وكنت أعرف انه بعد خروجي مباشرة سوف يأتي بالعشيقة التي كان يتصل بها أحيانا ونحن ما زلنا نستعد انا واولادي للخروج ، وكنت أري اثار العلاقة علي الفراش بعد العودة مباشرة ولم أكن أعترض علي ذلك علي الرغم من إحساسي بالاهانة والحزن علي حالي إلا انني كنت أرفض التعليق علي أي شيء وكنت أقوم بإعادة ترتيب الفراش وتنظيفه مرة أخري خاصة انه كان يتعمد ان يتركه علي حاله حتي أعود لأنظفه انا بنفسي .
وتكشف المواطنة عن أنها لم تكن تعترض حتي علي قيامه بالزواج من هذه السيدة إلا ان الاعتراض كان من جانبها هي فقد كانت تصر علي تطليقي اولا قبل أن يتزوجها زوجي فلم تكن ترضي ان تكون لها ضرة تشاركها في المعيشة.
بل ان الاكثر من ذلك انها رفضت ان أبقي انا واولادي في اي مكان بالمنزل الكبير الذي يملكه زوجي حتي ولو كان في الملحق الخارجي وأصرت علي طردنا الي خارج المنزل انا والابناء التسعة.
المواطنة واصلت استعراض مأساتها مع الراية وأشارت الي أنها بعد طلاقها لم يكن هناك لها منزل يأويها ولا مال تنفق منه علي نفسها وعلي ابنائها الذين وصل بعضهم الي مرحلة الجامعة ولم يكن لها دخل سوي إعانة الشؤون الاجتماعية والتي لا تتجاوز ال2250 ريالا فقط وهو مبلغ لا يمكنها من الحصول علي سكن منفصل بالايجار ولهذا لجأت الي بعض أقاربها الذين وافقوا علي ان تقيم هي وأطفالها في ملحق صغير ببيتهم.
وفي اليوم التالي مباشرة من الطلاق استطاع الزوج أن يتزوج من الحبيبة التي باع من أجلها أبناءه التسعة وتركهم نهبا للشارع يعانون الجوع مع طليقته التي تحملت معه أعباء الحياة والاهانات المتتالية التي لاحصر لها.
إلا أن القدر كان يحمل لها مفاجأة أخري لكي يختبر ويعمق كثيرا من أحزانها وهو ظهور مرض غريب في عيني كبير ابنائها الشباب وهو الذي كانت تنتظر منه أن يساعدها في نفقات المعيشة بعد أن يتوظف بحصوله علي شهادة الثانوية العامة إلا ان إصابته بهذا المرض الغريب منعته من العمل بل وحذرها الاطباء من أنه يمكن أن يؤدي المرض الي إصابته بفقدان البصر بشكل نهائي اذا لم يتم معالجته بشكل سريع.
وحاولت السيدة ان تعالجه في مستشفي حمد الا ان عراقيل عدة كانت تقف أمام علاجه خاصة ان الاطباء أخبروها انه لا يوجد له علاج هنا وانه يلزم له علاج خارج البلاد وعلي يد طبيبين فقط احدهما في لندن وأن تكاليف إجراء العملية في العين الواحدة تتجاوز الاربعين ألف ريال في الخارج و فكرت السيدة في كيفية الحصول علي هذا المبلغ خاصة ان الاب الذي يتقاضي راتبا كبيرا كان يرفض ان ينفق علي اي من أبنائه ريالا واحدا ولو أدي ذلك الي فقدان أحد أبنائه لنظره.
وحتي توفر المواطنة المبالغ المطلوبة للعلاج قامت بالبحث عن وظيفة يمكنها من خلالها ان تحصل علي قرض من البنك بضمان الوظيفة كي تتمكن من معالجة الابن الذي يفقد بصره شيئا فشيئا أمام عينيها دون ان تتمكن من عمل شيء لوقف هذا المرض وهنا راحت تبحث عن عمل تتمكن من خلاله في الحصول علي قرض تنفق منه علي علاج ابنها المريض الذي كان يسابق الزمن قبل أن يصبح واحدا من ذوي العاهة.
ونظرا لعدم حصولها علي أي مؤهل دراسي بل وعدم القدرة علي القراءة والكتابة لم تجد المواطنة الا وظيفة مساعدة ممرضة في مستشفي حمد تقوم فيها بتنظيف الحمامات والارضيات والاسرة للمرضي وعلي الرغم من ذلك كان الراتب الذي تتقاضاه قليلا لا يتجاوز 3200 ريال فقط ودوام 8 ساعات يوميا أما المجهد في الامر ان هذا العمل كان يتطلب مناوبات ليلية وكان هذا أصعب ما كانت تواجهه حيث انها كانت تتغيب عن أطفالها لعدة ساعات أثناء الليل وهو ما كان يؤدي الي خوفها علي أطفالها الصغار خاصة انه لا يوجد لديها من يشرف عليهم اثناء فترة غيابها عن المنزل.
واستمرت المواطنة في عملها المجهد حتي حصلت علي القرض الذي يبلغ حوالي 50 ألف ريال الذي ما ان تسلمته حتي قامت بالسفر سريعا الي الخارج كي تجري العملية لابنها وتمكنت من اجراء العملية الجراحية للابن في احدي عينيه ورفض الطبيب ان يقوم باجراء العملية في العينين معا وقال لها : ان المفروض ان يتم اجراء العملية في كل عين علي حدة وان يفصل ما بين العمليتين بعض الوقت وهنا وجدت المواطنة أن المبلغ الذي اقترضته لن يمكنها من اتمام علاج ابنها وأن ما تبقي من مبلغ القرض شئ بسيط جدا خاصة ان تكاليف اجراء العملية زادت عن ال 40 ألف ريال وبالتالي فان اجراء العملية في العين الاخري سوف يتطلب قيامها باقتراض مبلغ آخر مماثل وهو ما لا يمكن خاصة ان راتبها بسيط لا يتحمل أخذ قرض آخر وهنا راحت تبحث عن عمل آخر بدلا من العمل السابق الذي لم يكن يتبقي من راتبها منه إلا حوالي الف ريال ونصف تقريبا فقط بعد اقتطاع قيمة الاقساط التي كان يخصمها البنك.
تشير المواطنة الي انها وبعد طلاقها بعدة سنوات لم تتمكن حتي الان من الحصول علي نفقة لها ولأولادها من الزوج نظرا لقدرته العجيبة علي تعطيل الاجراءات القضائية الخاصة بدعوي النفقة والسكن التي أقامتها وما زالت حتي الان تنتظر صدور حكم قضائي يساعدها في الحصول علي حقوقها هي وأبنائها بعد أن طالت سنوات المعاناة.
وبعد عودتها من رحلة العلاج لابنها في الخارج وأثناء بحثها عن عمل آخر بديل لها يكفيها نفقتها هي وأبنائها انقطعت عن العمل وهنا تراكمت الديون التي اقترضتها من البنك حتي أصبحت ال50ألف ريال حوالي 120ألف ريال تقريبا علي الرغم من قيامها بدفع حوالي أكثر من17 ألف ريال من جملة الاقساط التي كان يتم اقتطاعها من راتبها أثناء العمل وبعض المساعدات التي كانت تأتيها من بعض اصحاب الايادي البيضاء الذين كانوا يساعدونها في بعض الاحيان علي مقاومة حالة العوز ، وهو الامر الذي أصبح الان يسبب لها قلقا كبيرا خاصة ان البنك أصبح يرسل إليها التهديدات المباشرة بإحالة الامر الي القضاء تمهيدا للحكم عليها بالسجن اذا لم تقم بدفع ما عليها من أقساط ومتأخرات.
وأصبحت المواطنة تعاني بجانب مشاكل الفقر وقلة ذات اليد من مخاوف السجن خلف القضبان بعد أن تكررت التهديدات التي تأتيها عبر البنك بسبب عدم قدرتها علي دفع ما عليها من ديون وأقساط خاصة بعد أن فقدت وظيفتها البسيطة التي كانت تساعدها في سداد الاقساط.
جانب آخر من المعاناة التي تعيشها المواطنة وهو قيام وزارة البلدية بمنعها من تربية الاغنام في المكان الصغير الذي يجاور الملحق الذي تعيش فيه وكانت تدر عليها حليبا وسمنا وريالات من خلال بيع الغنمات الصغيرة التي تولد ثم تبيعها وتعيش من عائدها البسيط .
وأدي ذلك الي قيامها ببيع مكيف من المكيفين اللذين يوجدان لديها في الملحق الذي تعيش فيه مع أبنائها التسعة بل قامت أيضا ببيع الثلاجة التي كانت لديها كي تجمع من خلال ذلك مبلغ الفي ريال تعطيهما للبنك حتي يتوقف ولو لبعض الوقت عن مطالبتها بالاقساط المتأخرة ويؤجل تهديدها لبعض الوقت ، خاصة أن احتياجها للثلاجة هو أمر ثانوي نظرا لأنه ليس لديها ما يمكن أن تخزنه من طعام في الثلاجة فيما عدا حاجتها للمياه الباردة وهنا وجدت حلا لهذا الامر فراحت تضع زجاجة المياه التي تشرب منها هي وابنائها في محل السوبر ماركت المجاور لها وكلما فرغت الزجاجة التي لديها ذهبت لتملأها وتضعها لدي البائع وتأتي بالزجاجة الاخري التي برد ماؤها.
أما عن طريقة حياتها في ظل عدم وجود اموال معها تقول : إن الله لا ينسي أحدا من عباده ولذلك فاننا نهتم باطعام أبنائنا بالخبز والزيت والجبن بشكل أساسي ولا نجد هناك داعي لشراء اللحم ونعتمد علي ما يمكن أن يأتي كل عدة أشهر من خلال بعض المعارف والجيران عندما يقومون بعمل عزائم في منازلهم ويتبقي منهم بعض الطعام واللحم فيقومون بتوزيعه علي الجيران خاصة غير القادرين من أمثالي وهنا أقوم بتجفيف اللحم وأجعله "قديدا" لكي لا يفسد بسرعة ونقوم بتناوله علي مدي فترة طويلة.
وتضيف : انني كنت أثناء عملي في المستشفي انتظر الاطباء بعد أن ينتهوا من تناول طعامهم لكي أقوم بأخذ ما يتبقي منهم من طعام لكي أرجع به الي أولادي في المنزل كي أوفر ريالا ت ولو قليلة يمكن أن أعطيها لهم فيما بعد او لكي أشتري لهم بها بعضا من ضروريات الحياة الاخري كما أنني أنتظر العروض التي تقوم بها بعض الجمعيات بتخفيضات كبيرة علي بعض علب الفول التي اقترب انتهاء صلاحيتها.
أما أهم مطالب المواطنة فتنحصر في أنها ترغب في سداد ديونها التي بلغت الان حوالي 120 ألف ريال مع مساعدتها هي وأبنائها في الحصول علي حقهم في النفقة من طليقها الذي يرفض حتي الان الانفاق علي ابنائه ومساعدتهم في الطعام أو العلاج أو التعليم.
كما تطالب بضرورة أن يتم إعادة النظر في مبلغ المساعدة التي تصرفها وزارة الشؤون للمطلقات والارامل خاصة من هن في مثل حالتها نظرا لحالة الغلاء الشديدة التي لا تستطيع هذه المساعدة البسيطة مواجهتها.
:rolleyes2: