المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصيبة في خمس بيوت



راكان
20-01-2006, 04:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


ركبت سيارة الأجرة في إحدى العواصم العربية، وبدأت أتحدث مع السائق عن حاله، فحدثني عن مشكلة عائلية واجهته منذ خمس سنوات عندما طلبت منه زوجته الطلاق وتركت له ستة أولاد أصغرهم عمره سنة واحدة، فتفرغ لتربيتهم، وقام بدور الأم، حتى قال لي: إنه كان يضطر لترك عمله من أجل أن يطبخ لهم.


فقلت له: ولماذا لم تتزوج أخرى لتساعدك في تربية الأولاد؟ فالتفت إلي وأجاب: ومن يتحمل أن يربي ستة أولاد معي وأنا حالتي المالية كما تشاهد. ثم تحاورنا في الموضوع وكان كثيراً مايردد كلمات الشكر والحمد لله على ما قضى وأنه يأمل من هذا الابتلاء أن يكون سبباً في دخوله الجنة ورجل آخر متزوج ولم يرزق بالأبناء، وبعد مرور عشر سنين من المحاولات الدائمة والفشل في الإنجاب يتزوج بأخرى، فدخل في ابتلاء الضرة، ثم حملت الثانية بتوأمين، فقضى تسعة أشهر من حياته، وكانت كما يقول أسعد أيام حياته، وهو ينتظر التوأم، ولكن المفاجأة كانت أنه عندما ولدت زوجته مكث الولدان أياما ثم توافاهما الله تعالى، فصبر واحتسب، ولو رأيته الآن لتعلمت منه درساً في الصبر والرضا بقضاء الله تعالى إن الحديث عن الابتلاء سهل ويسير، وتقديم محاضرة في الصبر أسهل، لا يكلف المحاضر سوى التحضير، ولكن مكابدة الابتلاء والصبر عليه لحظة بلحظة مع الشعور بخير القضاء، وفائدة ما قدره الله، أمر صعب وعظيم ولهذا نلاحظ أن بيت النبي [ تعرض لابتلاءات كثيرة، منها أنه فقد ابنه (القاسم) وهو صغير عندما بدأ المشي وعمره سبعة عشر شهرا، ثم فقد ابنه (عبدالله) وهو ابن أيام، وبعد النبوة توفيت زوجته خديجة، رضي الله عنها، وعمه أبو طالب في عام واحد، وفي السنة الثانية للهجرة توفيت ابنته (رقية)، ثم توفيت (زينب) أختها في السنة الثامنة للهجرة، وفي السنة التاسعة للهجرة توفيت (أم كلثوم)، ثم قبل وفاته بأيام أخبر (فاطمة) بأنها ستلحقه إلى الرفيق الأعلى، فتوفيت بعده بستة أشهر.
فما أعظم مصيبة رسول الله، حيث فقد أولاده في حياته، وكذلك باقي الأنبياء، فآدم وحواء ابتليا في أولادهم، وإبراهيم ابتلاه الله بذبح ابنه، ويعقوب ابتلاه الله بيوسف ابنه، وأم موسى ابتلاها الله بترك ابنها في البحر، وغيرها من الابتلاءات التي يبتلى بها المسلم، وكما قيل: من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته، فهذه خمسة بيوت من بيوت الأنبياء ابتلاها الله في أبنائها، وقد ذكرت في القرآن بتفاصيل دقيقة حتى تكون سنداً لكل أب أو أم يبتليهم الله تعالى في أبنائهم ليختبرهم ويمتحن صبرهم قال تعالى: { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات} (البقرة: 155 ثم ذكر الله:{وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} (البقرة: 156) ويكون الجزاء من الله وحده {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} اللهم اجعلنا منهم
بقلم الاستاذ : جاسم المطوع
***************************
المصدر: sama uae" <uae_sama@hotmail.com
***************************
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

**************************
سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله و الله أكبر

بو عبدالرحمن السهم
20-01-2006, 05:07 PM
جزاك الله خير

مخاوي بورصه قطر
20-01-2006, 06:24 PM
جزاك الله كل خير

relaax
20-01-2006, 07:00 PM
جزاك الله خير