المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا أخذت من السفر



ابو منار
11-07-2009, 11:53 PM
ماذا أخذت من السفر
((من اشعار فاروق جويدة))
*********************
كل البلاد تشابهت فى القهر..
فى الحرمان ... فى قتل البشر
كل العيون تشابهت فى الزيف
فى الاحزان.. فى رجيم القمر
كل الوجوه تشابهت فى الخوف
فى الترحال.. فى دفن الزهر
صوت الجماجم فى سجون الليل
والجلاد يعصف كالقدر....
ماذا اخذت من السفر
**********************
ماذا اخذت من السفر
دم الضحايا فوق ارصفة الشوارع
فى البيوت .. وفى تجاعيد الصور
ماذا اخذت من السفر
********************
مازلت احلم بالليالى البيض
والدفء المعطر والسهر
تشتاق ايام الصبابة
ضاع عهد العشق وانتحر الوتر
مازلت عصفوراَ فوق اشلاء الشجر
جف الربيع ..
خزائن الانهار... خاصمها المطر
والفارس المقدام فى صمت
ترجع...وانتحر
ماذا اخذت من السفر
كل القصائد فى العيون السود
اَخرها السفر...
كل الحكايا بعد موت الفجر
اَخرها السفر
أطلال حلمك تحت أقدام السنين
وفى شقوق العمر
اَخرها السفر
هذى الدموع وان غدت
فى الافق أمطاراَ وزهرا..
كان اَخرها السفر
كل الاجنحة فى ضمير الحلم
ماتت قبل ان تاتى
وكل رفات احلامى سفر
بالرغم من هذا تحن الى السفر...
ماذا أخذت من السفر
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

ابو منار
11-07-2009, 11:56 PM
سلوان.. لا تحزني
( فاروق جويدة )
سلوان لا تحزني إن خانني الأجل

ما بين جرح وجرح ينبت الأمل

لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني

إن الخطايا بدمع الطهر تغتسل

قد يصبح العمر أحلاما نطاردها

تجري ونجري.. وتدمينا ولا نصل

سلوان لا تسأليني عن حكايتنا

ماذا فعلنا.. وماذا ويحهم فعلوا

قد ضيعوا العمر يا للعمر لو جنحت

منا الحياة وأفتى من به خبل

عمر ثقيل بكأس الحزن جرعنا

كيف الهروب وقد تاهت بنا الحيل

* * *

الحزن في القلب في الأعماق في دمنا

يأس طويل فكيف الجرح يندمل

أيامنا لم تزل بالوهم تخدعنا

قبر من الخوف يطوينا ونحتمل

لا تسأليني لماذا الحزن ضيعنا

ولتسألي الحزن هل ضاقت به السب

إن ضاقت الأرض بالأحلام في وطني

ما زال في الأفق ضوء الحلم يكتمل

هذي الجماجم أزهارا سيحملها

عمر جديد لمن عاشوا.. ومن رحلوا

هذي الدماء ستروي أرضنا أملا

قد يخطئ الدهر عنواني ولا أصل

* * *

إن ضاق مني زماني لن أعاتبه

هل يعشق السفح من أحلامه الجبل

سلوان يا فرحة في الأرض تحملني

في ضوء عينيك لا يأس ولا ملل

عيناك يا واحتي عمر أعانقه

إن ضاقت الأرض وانسابت بنا المقل

ضيعت عمري أغني الحب في زمن

شيئان ماتا عليه الحب والأمل

ضيعت عمري أبيع الحلم في وطن

شيئان عاشا عليه الزيف والدجل

كم راودتني بحار البعد في خجل

لا أستطيع بعادا كيف أحتمل

* * *

مازال للحب بيت في ضمائرنا

ما أجمل النار تخبو ثم تشتعل

لا تفزعي يا ابنتي ولتضحكي أبدا

كم طال ليل وعند الصبح يرتحل

ما زال في خاطري حلم يراودني

أن يرجع الصبح والأطيار والغزل

سلوان يا طفلتي لا تحزني أبدا

إن الطيور بضوء الفجر تكتحل

ما زلت طيرا يغني الحب في أمل

قد يمنح الحلم.. مالا يمنح الأجل..

ابو منار
16-07-2009, 09:39 PM
لم أكل شيئا
منذ بداية هذا العام
والجوع القاتل يأكلني
يتسلل سما في الأحشاء
يشطرني في كل الأرجاء
أرقب أشلائي في صمت
فأرى الأشلاء بلا أشلاء
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن آكل ابني
ابني قد مات
قتلوه أمامي
قد سقط صريعا
بين مخالب جوع لا يرحم
بعد دقائق سوف أموت
و دماء صغيري شلال
يتدفق فوق الطرقات
اعطوني الفرصة كي أنجو
من شبح الموت
لا شئ أمامي آكله
لا شئ سواه
لا تنزعجوا
لست بمجنون أو قاتل
فأنا صليت الفجر و رب الكعبة عشر سنين
لم أترك فرضا
و كثيرا ما أقرأ وحدي
ورد الصوفية كل صباح
و كثيرا ما يسبح قلبي بين القرآن
و أنا والله أصوم و يسحرني
قبس من نور في رمضان
و أهيم وحيدا
حين يطل على قلبي نور الرحمن
وأنا والله أخاف الله
و أخشى يوما تنكرني فيه قدماي
أو يسأم جفني من عيني
و تثور على صمتي شفتاي
أو يهرب وجهي من وجهي
وتموت على جفني عيناي
قد جئت الآن لأسألكم
أفتوني باسم الإسلام
أن آكل ابني
إني والله أبوه و أعرف أمه
أشهد والله بأن امرأتي
ما كانت يوما زانية
كي تزني فيه
ولدي من صلبي أعرفه
من لون الشعر إلى قدميه
وجها هو يحمل لوني
منذ رأيت حقول القمح
تضئ الفجر على عينيه
هو يحمل لون الشعر
و إن كانت أطياف الضوء
تطارد شبح الليل على رأسي
هو يحمل أوصاف شبابي
لكني أشهد أن وليدي
كان عنيد الحلم فلم يحمل
في يوم شئ من يأسي
وهناك على الصدر علامة
وطن مغتصب و كرامة .
لم أنجب غيره
قد عشت أخاف سحابة حزن
سوف تغلف أيامي .
قد عشت أسير بأرض الله
و أجهل خطوة أقدامي
فلماذا أنجب والدنيا
وطن مصلوب الجدران
إني إنسان
أحمل أوصاف الإنسان
أتكلم
أحلم
أمشي أو أبكي
أو أكتب شعرا
حين يطل على عيني وجه الأحزان
لكني لا أملك وطنا
لا بيت لدي ولا عنوان
تلفظني كل الأبواب
تصفعني كل الأعتاب
فأنا مكروه مرفوض في كل كتاب
كل الأبواب أمام العين
يحاصرها شبح الحراس
فأنا محسوب بين الناس
لكني شئ غير الناس .
أحببت صغيري
حملته يداي و أسمعني
أحلى الضحكات
ولدي قد مات
أحمله الآن على صدري
أشلاء ، رفات
كم كنت أصلي في عينيه
و يغمرني ضوء الصلوات
كم كنت أحدق فيه
فألمح عمري بين يديه
كم كنت أصلي الفجر
ويشرق نور الخالق في عينيه
كم كنت أراه الوطن القادم
من أشلاء الوطن المهزوم
كم كنت أراه و أسمعه
يبكي في الليل
فاسمع فيه صهيل الخيل
و ألمح فيه الفرس الجامح
يتهادى فوق الأسوار
أراه المارد يخرج
بين سواد الليل خيوط نهار
و يقول كلاما أفهمه
لكني أبدا لا أحكيه
أعرفتم كيف نقول كلاما في الأعماق
و نخشى يوما أن نحكيه .
ولدي من زمن يسكنني
و أنا من زمن أسكنه
قد عاش زمانا في صدري
و الآن تكفنه عيني
فدعوني آكل من ابني
كي أنقذ عمري .
ماذا آكل من ابني ؟
من أين سأبدأ ؟
لن أقرب أبدا من عينيه
عيناه الحد الفاصل
بين زمان يعرفني
و زمان أخر ينكرني
لن أقرب أبدا من شفتيه
شفتاه نبي مصلوب
برسالة نور تهديني
و بريق ضلال يجذبني
لن أقرب أبدا من قدميه
قدماه نهاية ترحالي
في وطن عشت أطارده
و زمان عاش يطاردني .
ماذا آكل من ابني
يا زمن العار
تكتب أشعارا في الفقراء
و في البسطاء
و حق الثورة و الثوار
تتشدق عن زمن الصاروخ
و عصر العلم
و سوق البورصة و الدينار
تتباكى عن حق الإنسان
شذوذ الجنس و مرضى الإيدز
و حق الشورى و الأحرار
تكفر بالله
تبيع الأرض تبيع العرض
و تسجد جهرا للدولار
لم آكل شيئا من ابني يا زمن العار
سأظل أقاوم هذا العفن
لأخر نبض في عمري
سأموت الآن
لينبت مليون وليد
وسط الأكفان على قبري
و سأرسم في كل صباح
وطنا مذبوحا في صدري .
حاربت كثيرا أعدائي
لم أهزم منهم
حاربني ظلي
حاربني سيفي يا للعار
تسلل في ظلمة ليل
كي يسكن جنبي
حاربني قلبي
كيف الشريان تنكر يوما خادعني
وغدا سكينا في قلبي
فأخي في الله و باسم الدين
و باسم محمد
يقتلني في غرفة نومي
ابني قد مات بسيف أخي
و غداً سأموت بسيف أخي
ملعون يا سيف أخي
في كل كتاب
في التوراة
و في الإنجيل
و في القرآن
ملعون يا سيف أخي
في كل زمان
ملعون يا عار أخي
خوفا من صدر المحكومين
و بطشا من أيدي الحكام
ملعون يا سيف أخي
ماذا أبقيت من الدنيا
و عيون صغيري بعض حطام
رحم موبوء جمعنا
خانتنا كل الأرحام
ما أنت أخي
قد جئت سفاحا يا ملعون و ابن حرام
ملعون يا وجه أخي
فدمي يتحلل في الأنقاض
و بين الموتى و الأيتام
ملعون يا سيف أخي
سيف يتعبد للسفهاء
و يسحقنا تحت الأقدام
من منكم يمنحني فتوى باسم الإسلام
أن أقتل يوما جلادي
و أحطم كل الأصنام

مناسبة القصيدة:

“طلب الفلسطينيون المحاصرون في لبنان فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى حتى لا يموتوا جوعا”