المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يستمر مسلسل إفلاس البنوك الأمريكية؟



مغروور قطر
12-07-2009, 09:29 AM
لماذا يستمر مسلسل إفلاس البنوك الأمريكية؟


المحللون يرون أن البنوك خاطرت في قطاعي العقارات التجارية والبناء


نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (cnn) -- لفتت خبراء اقتصاديين واقعة أنه كل جمعة تقريبا يبرز نبأ عن إفلاس أو إغلاق أحد البنوك في أمريكا، بحيث بلغ عددها 52 مصرفا منذ بداية عام 2009 حتى الآن، مما دفعهم لرؤية الأسباب الكامنة وراء سلسلة الانهيارات هذه.

وأشار الخبراء إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذه الكوارث المالية، هو وجود خليط مابين استخدام طرق تمويل غير آمنة، ومنح قروض لشركات ومؤسسات فاشلة، مبينين أن معظم البنوك التي أفلست كانت قد أقرضت بكثافة للعديد من مطوري العقارات التجارية والسكنية الذين أصابتهم نكسة إقتصادية، وهو الأمر الذي أدى إلى هذه الانهيارات.

ويضرب الخبراء مثلا على ذلك، وهو بنك "سيلفر ستيت" بولاية نيفادا، والذي تبين عند إفلاسه في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي أن ثلثي ديونه كانت خاصة بتطوير العقارات ولأعمال البناء التجارية.

وذكر الخبراء أن بعض المصارف، كانت قد أفلست لتعرضها لظروف صعبة خارجة عن إرادتها، مثلما جرى عندما انخفضت أسعار الحليب بدرجة كبيرة مطلع العام الجاري، مما أدى إلى عجز الكثير من منتجي الألبان عن إيفاء ديونهم للبنوك، وهو الأمر الذي أدى إلى إفلاس بنك "غريلي."

روابط ذات علاقة
g8: أمريكا وimf أبرز الرابحين وضربة كبيرة لـ"القطط السمان"
محللة عايشت "الركود الكبير": أوباما مخطئ وعليه طباعة دولارات
وعبّر الخبراء عن خشيتهم من أن تفلس بنوك أخرى، خصوصا وأن أسواق العقارات بالولايات المتحدة وقطاعات الأعمال الصغيرة لا تزال تعاني حتى الآن من أزمات اقتصادية.

وتعليقا على هذه المسألة قالت كارين دوروي، مديرة قسم الأبحات بمؤسسة "بوير" المتخصصة بتقييم أداء البنوك الأمريكية، "نحن نشهد ضغوطا شديدة على العقارات التجارية تفوق ما كنا نرى العام الماضي."

أوضح الخبراء أنه إضافة إلى ذلك فإنه من أسباب مسلسل الإفلاس هذا هو استخدام البنوك لما يعرف بإسم "النقود الساخنة،" أي أموال المضاربات، وهي عبارة عن إيداعات تضعها مؤسسات مالية أخرى في المصارف وذلك لجني فوائد، وبالتالي إذا أفلس البنك الذي تمت فيه عملية الإيداع فإن البنوك والمؤسسات ستخسر أموالها.

تأتي هذه التحليلات في الوقت الذي ذكرت فيه آنا شوارتز، إحدى أبرز المحللين الاقتصاديين في الولايات المتحدة والعالم، والتي تمتاز بأنها من بين الأشخاص الذين عايشوا أزمة "الركود الكبير" في العقد الثالث من القرن الماضي، الجمعة إن تجارب تلك الفترة تؤكد بأن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ترتكب أخطاء فادحة بإنقاذ الشركات والمصارف المتعثرة، داعية إياها إلى طباعة المزيد من الدولارات.


وتوقعت شوارتز، التي تبلغ من العمر 93 عاماً، وما تزال تدرّس في جامعة نيويورك، أن تصل الأزمة المالية العالمية إلى قاعها في الربيع المقبل، غير أنها رأت بأن الانتعاش الذي يعقب ذلك لن يكون جوهرياً، مبدية خشيتها من أن العالم لم يتجاوز أسوأ ما في الأزمة بعد.

واعتبرت شوارتز أن مسار الاقتصاد سيعتمد على أداء المستهلكين في الفترة المقبلة، خاصة وأن الاتجاه في الاقتصاديات الكبرى هو نحو التوفير وليس الإنفاق، ما قد يؤخر تعافي الاقتصاد ويزيد من فائض البضائع