رجل تعليم
12-07-2009, 10:36 PM
كم مرة يجب أن أذكرك بأن " الوفاء " خبز لا يباع سوى في المطاعم الحقيرة ...كم مرة يجب أن تعلم أن الطريق إلى تلك المطاعم مليء بالحفر والغبار ولذلك قلما تجد أحدا يستعد ليخسر وجه حذائه اللامع ..
كم مرة وضعت " الثقة " في جيبك المثقوب ، وحين بحثت عنها في منتصف الطريق أدركت أنها ضاعت منك إلى الأبد ...ثم وأنت تسأل المارة من حولك هل عثر عليها أحدكم ؟ جاءك الجواب بالنفي فأدركت كم مرة يتعين عليك تقليب جيوبك جيدا قبل أن تضع فيها قيمك التافهة ...
كم مرة سألك الأصدقاء عن الحزن الدفين في عينيك ، وحين سألتهم عن سبب سعادتهم اعتذروا بأدب عن الجواب ، فأدركت أن الخجل الذي يكسو وجوههم ربما ناتج عن يقينهم بأن القليل من سعادتهم بني على الكثير من أنقاضك ...
كم مرة يجب أن تحتفظ بكامل خصوصياتك كما يحتفظون بخصوصياتهم ..وحين دققت كثيرا في خصوصياتك وجدت أن لا شيء فيها يدعو إلى الخوف ، فأدركت أنك الأولى بإخفائها لأن لا شيء فيها يستحق إعلانها أمام الناس ...
كم مرة يجب أن أذكرك ببعض الدروس القديمة ..بأن الشرق شرق والغرب غرب والشمال ليس هو الجنوب . وأنت حين طفت العالم تأكدت من صحة دروسك القديمة ...ولكنك كأي إنسان غير معاصر تؤمن بأن الأرض واحدة وبأن القناعات هي الوحيدة التي تختلف ..ولكن ورغم ذلك ما زلت تنصح تلامذتك بدورك بعدم الخلط بين الشمال والجنوب ...
كم مرة استضفت أشخاصا مميزين إلى مائدتك المفتوحة أكثر من اللازم ، ثم أنهيت علاقتك بهم في فترة قصيرة جدا ...وحين سألت نفسك عن سبب هذا الإخفاق أيقنت أن الفشل هو النتيجة الحتمية لكل العلاقات الغير المتكافئة ...كم مرة يجب أن أذكرك مثل طفل صغير بضرورة اللعب قرب الباب وبألا تبتعد كثيرا كي لا تضل طريق العودة ...
كم مرة تنازلت عن أنانيتك لإرضاء أنانيتهم ، وحين جاءتك النتائج عكسية أدركت أن التنازل صفة الأغبياء ... وقررت أخيرا أن تحمل شعارا هشا معناه أنك لست مستعدا بعد اليوم لسماع أية حكاية أخرى غير حكايتك ...
كم مرة يجب أن تضحك في وجه من خذلوك وأن توزع عليهم الإبتسامات في مجاملات لطيفة فقط ليكفوا عن إيذائك ...ولكنهم فهموا ابتسامتك خطأ فاستمروا في السخرية منك وحاولوا النيل من شرفك واتهموك بالبلادة ...وعندما قرؤوا أخيرا كتابا جيدا أدركوا أن الإبتسامة في وجه الأعداء هي طريقتك الرائعة في الإنتقام ، فحقدوا عليك أكثر وأشفقت على ضعفهم أكثر وأكثر ....
كم مرة عانقت الشارع جيئة وذهابا كأنك تبحث عن شيء مفقود ...وحينما تعذر عليك العثور على هذا الشيء عدت للبحث عنه بداخلك ...فوجدته محصنا في مكان آمن بحيث لا تستطيع سرقته بدورك ..وعندما غالبك النوم نزلت الذكريات الجميلة إلى سريرك واحتجت بشدة لأنك أزعجت نومها الأبدي في صدرك وأنت تبحث عنها في الشارع ...
كم مرة حاولت رسم ملامح جميلة لوجه صديقك الذي لم تراه أبدا ..كم مرة توددت إليه أن يمسك بالطرف الثاني للثوب الأبيض الناصع الذي سترسم عليه صورته ...وأمام اعتذاره الجميل كسرت ريشتك ومزقت الثوب الأبيض واكتفيت برسمه بين عينيك فجاءت صورته رائعة أكثر من صورته على أرض الواقع ...
كم مرة حاولت شرح نفسك للناس ودعوتهم لعالم جميل خال من الشك والغدر والرياء ...ثم حين أصبحوا على مائدتك وشرحوا لك كم مرة تعرضوا للخيانة من لدن المقربين إليهم طلبت منهم أن يبتعدوا عن عالمك الخاص لئلا تصبح متهما بدورك في الأيام القليلة المقبلة...
كم مرة يا صديقي كتبت رسالة بلا عنوان... بلا كلمات ...بلا عبارات شكر ولا عتاب ، ثم أودعتها البريد تاركا للرياح حرية القراءة ...وحرية العبث... وحرية الرد ...
سعيد
كم مرة وضعت " الثقة " في جيبك المثقوب ، وحين بحثت عنها في منتصف الطريق أدركت أنها ضاعت منك إلى الأبد ...ثم وأنت تسأل المارة من حولك هل عثر عليها أحدكم ؟ جاءك الجواب بالنفي فأدركت كم مرة يتعين عليك تقليب جيوبك جيدا قبل أن تضع فيها قيمك التافهة ...
كم مرة سألك الأصدقاء عن الحزن الدفين في عينيك ، وحين سألتهم عن سبب سعادتهم اعتذروا بأدب عن الجواب ، فأدركت أن الخجل الذي يكسو وجوههم ربما ناتج عن يقينهم بأن القليل من سعادتهم بني على الكثير من أنقاضك ...
كم مرة يجب أن تحتفظ بكامل خصوصياتك كما يحتفظون بخصوصياتهم ..وحين دققت كثيرا في خصوصياتك وجدت أن لا شيء فيها يدعو إلى الخوف ، فأدركت أنك الأولى بإخفائها لأن لا شيء فيها يستحق إعلانها أمام الناس ...
كم مرة يجب أن أذكرك ببعض الدروس القديمة ..بأن الشرق شرق والغرب غرب والشمال ليس هو الجنوب . وأنت حين طفت العالم تأكدت من صحة دروسك القديمة ...ولكنك كأي إنسان غير معاصر تؤمن بأن الأرض واحدة وبأن القناعات هي الوحيدة التي تختلف ..ولكن ورغم ذلك ما زلت تنصح تلامذتك بدورك بعدم الخلط بين الشمال والجنوب ...
كم مرة استضفت أشخاصا مميزين إلى مائدتك المفتوحة أكثر من اللازم ، ثم أنهيت علاقتك بهم في فترة قصيرة جدا ...وحين سألت نفسك عن سبب هذا الإخفاق أيقنت أن الفشل هو النتيجة الحتمية لكل العلاقات الغير المتكافئة ...كم مرة يجب أن أذكرك مثل طفل صغير بضرورة اللعب قرب الباب وبألا تبتعد كثيرا كي لا تضل طريق العودة ...
كم مرة تنازلت عن أنانيتك لإرضاء أنانيتهم ، وحين جاءتك النتائج عكسية أدركت أن التنازل صفة الأغبياء ... وقررت أخيرا أن تحمل شعارا هشا معناه أنك لست مستعدا بعد اليوم لسماع أية حكاية أخرى غير حكايتك ...
كم مرة يجب أن تضحك في وجه من خذلوك وأن توزع عليهم الإبتسامات في مجاملات لطيفة فقط ليكفوا عن إيذائك ...ولكنهم فهموا ابتسامتك خطأ فاستمروا في السخرية منك وحاولوا النيل من شرفك واتهموك بالبلادة ...وعندما قرؤوا أخيرا كتابا جيدا أدركوا أن الإبتسامة في وجه الأعداء هي طريقتك الرائعة في الإنتقام ، فحقدوا عليك أكثر وأشفقت على ضعفهم أكثر وأكثر ....
كم مرة عانقت الشارع جيئة وذهابا كأنك تبحث عن شيء مفقود ...وحينما تعذر عليك العثور على هذا الشيء عدت للبحث عنه بداخلك ...فوجدته محصنا في مكان آمن بحيث لا تستطيع سرقته بدورك ..وعندما غالبك النوم نزلت الذكريات الجميلة إلى سريرك واحتجت بشدة لأنك أزعجت نومها الأبدي في صدرك وأنت تبحث عنها في الشارع ...
كم مرة حاولت رسم ملامح جميلة لوجه صديقك الذي لم تراه أبدا ..كم مرة توددت إليه أن يمسك بالطرف الثاني للثوب الأبيض الناصع الذي سترسم عليه صورته ...وأمام اعتذاره الجميل كسرت ريشتك ومزقت الثوب الأبيض واكتفيت برسمه بين عينيك فجاءت صورته رائعة أكثر من صورته على أرض الواقع ...
كم مرة حاولت شرح نفسك للناس ودعوتهم لعالم جميل خال من الشك والغدر والرياء ...ثم حين أصبحوا على مائدتك وشرحوا لك كم مرة تعرضوا للخيانة من لدن المقربين إليهم طلبت منهم أن يبتعدوا عن عالمك الخاص لئلا تصبح متهما بدورك في الأيام القليلة المقبلة...
كم مرة يا صديقي كتبت رسالة بلا عنوان... بلا كلمات ...بلا عبارات شكر ولا عتاب ، ثم أودعتها البريد تاركا للرياح حرية القراءة ...وحرية العبث... وحرية الرد ...
سعيد