المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاكتتاب في الريان يتحول الى تجارة ويخلق ســوقا ســوداء لبيع الـخدمات



Love143
21-01-2006, 02:05 PM
بعد السيطرة على الفوضى وحل مشكلة الطوابير واعتماد الأرقام المتسلسلة
الاكتتاب في الريان يتحول الى تجارة ويخلق ســوقا ســوداء لبيع الـخدمات

الدوحة - القبس
شهدت عمليات الاكتتاب في مصرف الريان القطري أمس تطورات يمكن وصفها بـ «دراماتيكية» بعد أن تحولت بنسبة 180 درجة لصالح المكتتبين من حيث جعل الاكتتاب أكثر سهولة وتوفير الكثير من الوقت والجهد على المكتتبين.

فبعد أعمال الفوضى والشغب التي شهدها الاكتتاب في أسهم المصرف خلال الأيام القليلة الفائتة، وما صاحبها من قيام البعض بالخروج على النظام وتكسير واجهات زجاجية لمبنى نادي قطر الرياضي مقر الاكتتاب، كان تدخل القائمين على الاكتتاب ازاء هذا الوضع سريعا وحاسما، حيث قرروا العمل بآلية جديدة تنهي الفوضى وتتمثل باعتماد نظام الأرقام المتسلسلة للمكتتبين، يماثل ذلك الذي تعمل به البنوك.

هذا النظام تم تطبيقه اعتبارا من مساء أمس الأول وجرى استخدامه على نطاق واسع طيلة يوم أمس، فكانت نتائجه لا تصدق، لا فوضى، لا واسطة، لا ازدحام، لا تجاوز للدور.

وبموجب هذا النظام، يقوم المكتتب عند قدومه الى مركز الاكتتاب بالحصول على رقم يحفظ دوره، ثم يقوم أفراد من القائمين على الاكتتاب بالمناداة على صاحب الدور أو الرقم بواسطة مكبرات صوت.

الا أن نظام الأرقام لم يحل دون الاقبال الكبير من المواطنين الخليجيين على الاكتتاب، مما اضطر المعنيين لفتح مدرجات استاد نادي قطر الرياضي لهم لقضاء وقت الانتظار، وذلك في ظل توافد أعداد كبيرة جدا يمكن أن تقدر أحيانا بعشرات الآلاف وتجمعها في الساحات الخارجية لنادي قطر، حيث كانت تلك الساحات تمتلئ بهم.



50 ألف رقم

وخلال بضع ساعات أمس، تم توزيع أكثر من 50 الف رقم، مما أضطر القائمين على الاكتتاب الى وقف توزيع الأرقام لضمان تسجيل اكتتابات الذين حصلوا على الأرقام في اليوم نفسه.

لكن لكل شيء ثمنا كما يقال، وحتى في النظام نفسه أحيانا يكون هناك سلبيات، فنظام الأرقام الذي بدأ يعمل به القائمون على الاكتتاب في الريان من أجل راحة المكتتبين، أوجد سوقا سوداء لبيع الخدمات تكاد تكون لكل شيء.

فهذا النظام الذي وجد لكي يريح المكتتبين ويسهل عليهم عملية الاكتتاب، حتى يعودوا الى بلادهم بسرعة، وجدت فيه شريحة أخرى من المكتتبين أنفسهم وسيلة مربحة للكسب والتجارة.

ففي الوقت الذي أشاد فيه المكتتبون الخليجيون باتباع المشرفين على الاكتتاب لطريقة الارقام المتسلسلة التي أدت الى تجنب الطوابير، واعطاء الفرصة للمراجعين لأخذ الراحة أو حتى النوم لساعات قليلة الى حين وصول دورهم في الاكتتاب، مما أدى الى تخفيف الازدحام على مدخل قاعة الاكتتاب أيضا، الا أنهم أكدوا بأن هناك مجموعة من المكتتبين الخليجيين قاموا باستغلال الأرقام في بيعها لقاء مبالغ مادية وصلت قيمتها في بعض الأحيان الى 1300 ريال للرقم الواحد، موضحين أن مسألة بيع أرقام الاكتتاب تتم من خلال قيام مجموعة من المكتتبين الذين عادة ما يكونون قد جاءوا معا باعطاء جوازات سفرهم الى شخص واحد من ضمنهم ليقوم هو بمهمة تسجيل اكتتاباتهم، في حين تقوم البقية بعرض الأرقام التي حصلت عليها للبيع طالما أنها لن تستخدمها.


أسعار الخدمات

وأكد بعض المكتتبين ان أسعار الأرقام تراوحت أمس ما بين 200 الى 1300 ريال، وذلك حسب قرب الرقم الى الدور، فسعر الرقم يرتفع تصاعديا كلما كان قريبا الى الدور.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث ابتكرت شريحة أخرى من المكتتبين طريقة أخرى للكسب والربح، حيث شوهد بعض المكتتبين الذين كانت أرقامهم قريبة الى الدور يقومون باستغلال هذه الميزة ويعرضون انجاز اكتتابات للغير ممن أرقامهم بعيدة ويحتاجون الى ساعات طويلة ربما لانجاز اكتتابهم والوصول الى أول الدور، حيث يختصرون الوقت عليهم، وذلك مقابل 100 الى 200 ريال.

وظهر أمس نوع ثالث من أنواع تجارة الاكتتاب في مصرف الريان، تمثل في قيام البعض بالحصول بطريقة أو بأخرى على دفاتر كاملة لطلبات الاكتتاب، ومن ثم يقومون هم بدورهم ببيع هذه الطلبات بـ 100 أو 150 ريالا على من يحتاجها من المكتتبين في ظل الازدحام الشديد والاقبال على الاكتتاب واتجاه البعض الى البحث عن مثل هذه الطلبات.

والغريب في هذه التجارة الفريدة من نوعها التي تشهدها قطر للمرة الأولى، أنها تجد من يتاجر بها، بل وزبائن بأعداد كبيرة في كثير من الحالات.

محمد الصالح مواطن من السعودية امتدح طريقة توزيع الأرقام على المكتتبين، وقال ان اجراءات الاكتتاب أصبحت سهلة وميسرة، حيث لم تواجهه أي مشاكل أو تعقيدات، باستثناء الازدحام الشديد في مركز حدود أبو سمرة على الحدود القطرية السعودية بسبب كثرة عدد السيارات القادمة من السعودية الى الدوحة.



تجارة الاكتتاب

وأضاف الصالح معلقا على ظاهرة تجارة الاكتتاب أنه شاهد بعض المكتتبين يشترون ارقاما بنحو 500 ريال للرقم الواحد.

أما هاشم الصالح وهو مواطن سعودي من منطقة الاحساء، فقد أكد أن تنظيم عملية الاكتتاب أصبحت جيدة جدا، لكنه أشار الى أن السلبية الوحيدة التي شاهدها في اكتتاب مصرف الريان هي أن بعض المكتتبين استغلوا الاقبال الشديد على الاكتتاب والازدحام وقاموا ببيع الأرقام للغير نظير مبالغ مادية.

وانتقد مهدي بالحارث وهو من المنطقة الشرقية في السعودية ظاهرة السوق السوداء للأرقام، وقال ان بعض الأرقام وصل سعرها الى 1300 ريال للرقم الواحد، مؤكدا أن ثمن الرقم يحدد قياسا بقربه من الدور.

وقال انه عدا عن ذلك، فان اجراءات الاكتتاب سهلة وبسيطة حيث لا توجد أي تعقيدات، ولا يتجاوز تسجيل الاكتتاب في القاعة الداخلية سوى بضع دقائق.

ويعتقد حسين اليامي من الدمام بالسعودية أن عملية الاكتتاب بسيطة ولا توجد أي مشاكل سوى الازدحام الناتج عن توافد أعداد كبيرة جدا من المكتتبين على مركز الاكتتاب، لافتا الى أن هذا الازدحام هو الذي خلق ظاهرة بيع الأرقام في السوق السوداء من قبل بعض ضعاف النفوس من المكتتبين.

وانتقد كلا من حاتم علي الأحمد وخالد الضامن ورمزي ياسين الغزال ظاهرة السوق السوداء لاكتتاب الريان، ودعوا جميع المكتتبين الى عدم شراء أي خدمة لمنع تفاقم هذه الظاهرة السلبية.


مشاهد الطوابير

أما فهد المطيري، فقد اقترح أن يتم السماح لمواطني التعاون بالاكتتاب في بلدانهم أو عبر الانترنت لمزيد من تسهيل الاكتتاب عليهم، والحيلولة دون استغلالهم من قبل البعض في ظاهرة الاتجار بالاكتتاب.

لكن محمد الدوسري وهو مواطن من الكويت لم يجد سوى الاستسلام للأمر الواقع، حيث اضطر الى شراء رقم 1300 مقابل 1250 ريالا لانجاز اكتتابه بسرعة، في حين كان الرقم الأصلي الذي حصل عليه يتحتم عليه الانتظار الى 3914.

وقال عمار البكشي من سلطنة عمان انه اشترى رقما أقل سعرا بحدود 500 ريال، لأنه بعيد نوعا ما عن الدور من الرقم الذي اشتراه الدوسري.

وأكد البكشي أن بعض المكتتبين عندما يصلهم الدور في الدخول الى قاعة الاكتتاب للتسجيل، يعرضون على غيرهم أن يسجلوا لهم اكتتاباتهم مقابل 100 ريال عن كل جواز سفر، مؤكدا أنه دفع 300 ريال لأحد المكتتبين لكي يسجل له الاكتتاب لثلاثة أشخاص.

وبعيدا عن هذه التجارة الرائجة، فقد تلاشت مشاهد الطوابير من أمام مركز الاكتتاب في مصرف الريان نتيجة نظام الأرقام المتسلسلة، وان بقي الازدحام موجودا بحكم وجود أعداد كبيرة من المواطنين الخليجيين في الساحات الخارجية لنادي قطر واستاد النادي.



كشف تزوير في الاكتتاب


كشف راشد علي الكواري مسؤول الخدمات الإدارية والمشتريات في بنك قطر الوطني ان إدارة البنك اكتشفت حالات تزوير في أوراق الأرقام، وكتابة البيانات في نماذج الاكتتاب في مصرف الريان القطري، وذكر الكواري ان إدارة المصرف ستستبعد النماذج والمعلومات المزورة التي وردت في بيانات المكتتبين، لافتاً إلى أن الجهات المعنية تجري حالياً تحريات عن هذه الحالات للحد منها.

في المقابل بين الكواري أن إدارة سوق الدوحة للأوراق المالية أعلنت أنه سيتم تزويد مصرف الريان ببيانات المستثمرين الخليجيين الراغبين في الاكتتاب لديه الكترونياً دون الحاجة إلى فتح حساب مستثمر في السوق. وسيزود بنك قطر الوطني بصفته مدير الإصدار والوسيط المعتمد لبيع وتسويق أسهم المصرف السوق ببيانات المكتتبين الكترونياً بعد الانتهاء من عملية الاكتتاب.

Love143
23-01-2006, 12:22 AM
http://members.lycos.co.uk/dhnal3od/closed.gif