امـ حمد
17-07-2009, 05:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا
قوله تعالى - ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك -هذا مجاز ، عبر به عن البخيل الذي لا يقدر من قلبه على إخراج شيء من ماله فضرب له مثلا الغل الذي يمنع من تصرف اليدين ، وقد ضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلا آخر ، فقال
- مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد ، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت ووفرت على جلده حتى يخفى بنانه ، ويعفو أثره . وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزمت كل حلقة مكانها . فهو يوسع ولا يتسع -
-ولا تبسطها كل البسط - ضرب بسط اليد مثلا لذهاب المال ، فإن قبض الكف يحبس ما فيها وبسطها يذهب ما فيها ، ومنه المثل المضروب - إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه - . في أحد وجهي تأويله ، كأنه حمله على التوسط في المنع والدفع ، كما قال تعالى- والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما -
لا يمتنع عن نفقته في الخير ، ولا ينفق في الشر .
لا يمنع حق الله ، ولا يتجاوز الواجب لئلا يأتي من يسأل ، فلا يجد عطاء .
لا تمسك كل مالك ، ولا تعط جميعه ، فتبقى ملوما في جهات المنع الثلاث ، محسورا ، أي منكشفا في جهة البسط والعطاء للكل أو لسائر وجوه العطاء المذمومة .
هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته ، وكثيرا ما جاء في القرآن ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان سيدهم وواسطتهم إلى ربهم عبر به عنهم ، على عادة العرب في ذلك ، فإنه صلى الله عليه وسلم كان قد خيره الله في الغنى والفقر ، فاختار الفقر ، يجوع يوما ، ويشبع يوما ، ويشد على بطنه من الجوع حجرين ، وكان على ذلك صبارا ، وكان يأخذ لعياله قوت سنتهم حين أفاء الله عليه النضير وفدك وخيبر ، ثم يصرف ما بقي في الحاجات ، حتى يأتي أثناء الحول وليس عنده شيء ، فلم يدخل في هذا الخطاب بإجماع من الأمة ، لما هو عليه من الخلال والجلال ، وشرف المنزلة ، وقوة النفس على الوظائف ، وعظيم العزم على المقاصد ، فأما سائر الناس فالخطاب عليهم وارد ، والأمر والنهي كما تقدم إليهم متوجه ، إلا أفرادا خرجوا من ذلك بكمال صفاتهم ، وعظيم أنفسهم ، منهم - أبو بكر الصديق ، خرج عن جميع ماله للنبي صلى الله عليه وسلم فقبله منه لله سبحانه -وأشار علي أبي لبابة وكعب بالثلث من جميع مالهم لنقصهم عن هذه المرتبة في أحوالهم وأعيان من الصحابة ، كانوا على هذا ، فأجراهم النبي صلى الله عليه وسلم وائتمروا بأمر الله ، واصطبروا على بلائه ، ولم تتعلق قلوبهم بدنيا ، ولا ارتبطت أبدانهم بمال منها وذلك لثقتهم بموعود الله في الرزق ، وعزوب أنفسهم عن التعلق بغضارة الدنيا .
وقد كان في أشياخي من ارتقى إلى هذه المنزلة فما ادخر قط شيئا لغد ، ولا نظر بمؤخر عينه إلى أحد ، ولا ربط على الدنيا بيد ، وقد تحقق أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، وهو بعباده خبير بصير .
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا
قوله تعالى - ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك -هذا مجاز ، عبر به عن البخيل الذي لا يقدر من قلبه على إخراج شيء من ماله فضرب له مثلا الغل الذي يمنع من تصرف اليدين ، وقد ضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلا آخر ، فقال
- مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد ، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت ووفرت على جلده حتى يخفى بنانه ، ويعفو أثره . وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزمت كل حلقة مكانها . فهو يوسع ولا يتسع -
-ولا تبسطها كل البسط - ضرب بسط اليد مثلا لذهاب المال ، فإن قبض الكف يحبس ما فيها وبسطها يذهب ما فيها ، ومنه المثل المضروب - إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه - . في أحد وجهي تأويله ، كأنه حمله على التوسط في المنع والدفع ، كما قال تعالى- والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما -
لا يمتنع عن نفقته في الخير ، ولا ينفق في الشر .
لا يمنع حق الله ، ولا يتجاوز الواجب لئلا يأتي من يسأل ، فلا يجد عطاء .
لا تمسك كل مالك ، ولا تعط جميعه ، فتبقى ملوما في جهات المنع الثلاث ، محسورا ، أي منكشفا في جهة البسط والعطاء للكل أو لسائر وجوه العطاء المذمومة .
هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته ، وكثيرا ما جاء في القرآن ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان سيدهم وواسطتهم إلى ربهم عبر به عنهم ، على عادة العرب في ذلك ، فإنه صلى الله عليه وسلم كان قد خيره الله في الغنى والفقر ، فاختار الفقر ، يجوع يوما ، ويشبع يوما ، ويشد على بطنه من الجوع حجرين ، وكان على ذلك صبارا ، وكان يأخذ لعياله قوت سنتهم حين أفاء الله عليه النضير وفدك وخيبر ، ثم يصرف ما بقي في الحاجات ، حتى يأتي أثناء الحول وليس عنده شيء ، فلم يدخل في هذا الخطاب بإجماع من الأمة ، لما هو عليه من الخلال والجلال ، وشرف المنزلة ، وقوة النفس على الوظائف ، وعظيم العزم على المقاصد ، فأما سائر الناس فالخطاب عليهم وارد ، والأمر والنهي كما تقدم إليهم متوجه ، إلا أفرادا خرجوا من ذلك بكمال صفاتهم ، وعظيم أنفسهم ، منهم - أبو بكر الصديق ، خرج عن جميع ماله للنبي صلى الله عليه وسلم فقبله منه لله سبحانه -وأشار علي أبي لبابة وكعب بالثلث من جميع مالهم لنقصهم عن هذه المرتبة في أحوالهم وأعيان من الصحابة ، كانوا على هذا ، فأجراهم النبي صلى الله عليه وسلم وائتمروا بأمر الله ، واصطبروا على بلائه ، ولم تتعلق قلوبهم بدنيا ، ولا ارتبطت أبدانهم بمال منها وذلك لثقتهم بموعود الله في الرزق ، وعزوب أنفسهم عن التعلق بغضارة الدنيا .
وقد كان في أشياخي من ارتقى إلى هذه المنزلة فما ادخر قط شيئا لغد ، ولا نظر بمؤخر عينه إلى أحد ، ولا ربط على الدنيا بيد ، وقد تحقق أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، وهو بعباده خبير بصير .