المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إحفظ الله يحفظك



امـ حمد
17-07-2009, 05:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال - يا غلام ، إني أُعلمك كلمات - احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف -
وفي رواية الإمام أحمد - احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا -
اصطفى الله تعالى هذه الأمة من بين سائر الأمم ، ليكتب لها التمكين في الأرض ، وهذا المستوى الرفيع لا يتحقق إلا بوجود تربية إيمانية جادة تؤهلها لمواجهة الصعوبات التي قد تعتريها ، والأعاصير التي قد تحيق بها ، في سبيل نشر هذا الدين ، وإقامة شرع الله في الأرض .
ومن هذا المنطلق ، حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس العقيدة في النفوس المؤمنة ، وأولى اهتماما خاصا للشباب ، ولا عجب في ذلك ، فهم اللبنات القوية والسواعد الفتية التي يعوّل عليها نصرة هذا الدين ، وتحمّل أعباء الدعوة .
وأولى الوصايا ا قوله صلى الله عليه وسلم - احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك - ، إنها وصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى ، ويلتزم بأوامره ، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه ، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له ، فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل
حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه ، فيحفظه في بدنه وماله وأهله ، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته ، كما قال تعالى - له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله - أي بأمره ،
وهو ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ومساء -
اللهم إني أسألك العفو والعافية ، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي،
اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي،
وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي -
وتتسع حدود هذا الحفظ لتشمل حفظ المرء في ذريّته بعد موته ،
حفظ الله للعبد في دينه ، فيحميه من مضلات الفتن ، وأمواج الشهوات
، وتستمر هذه الرعاية للعبد حتى يلقى ربّه مؤمنا موحدا .
ولكن الفوز بهذا الموعود العظيم يتطلب من المسلم إقبالا حقيقيا على الدين ، واجتهادا في التقرب إلى الله عزوجل ، ودوام الاتصال به في الخلوات ، الحديث - تعرّف إلى الله في الرخاء ، يعرِفك فـي الشدة -، فمن اتقى ربه حال الرخاء ، وقاه الله حال الشدّة والبلاء .
قوله صلى الله عليه وسلم - إذا سأَلت فاسأَل الله -، وسؤال الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء من أبرز مظاهر العبوديّة والافتقار إليه ، بل هو العبادة كلها كما جاء في الحديث - الدعاء هو العبادة -
وإن من تمام هذه العبادة ترك سؤال الناس ، فإن في سؤالهم تذلل لهم ومهانة للنفس ، ولا يسلم سؤالهم من منّة أو جرح للمشاعر ، أو نيل من الكرامة ، إياك أن تطلب حوائجك إلى من أغلق دونك بابه ، وجعل دونك حجابه ، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تسأله ، ووعدك أن يجيبك
وفي قوله - وإذا استعنت فاستعن بالله -أمر بطلب العون من الله تعالى دون غيره ، لأن العبد من شأنه الحاجة إلى من يعينه في أمور معاشه ومعاده ، ومصالح دنياه وآخرته ، وليس يقدر على ذلك إلا الحي القيوم ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، فمن أعانه الله فلا خاذل له ، ومن خذله الله فلن تجد له معينا ونصيرا ،
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول - اللهم أعني ولا تعن علي-، وأمر معاذا يقول - اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك -
وإذا قويت استعانة العبد بربّه ، فإن من شأنها أن تعمّق إيمانه بقضاء الله وقدره ، والاعتماد عليه في كل شؤونه وأحواله ، وعندها لا يبالي بما يكيد له أعداؤه ، ويوقن أن الخلق كلهم لن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له ، ولن يستطيعوا أن يضرّوه بشيء لم يُقدّر عليه ، ولم يُكتب في علم الله

بنت قبايل
18-07-2009, 11:54 AM
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

جزاك الله خير

عاشق الشهادة
18-07-2009, 03:52 PM
بارك الله فيج اختي امـ حمد وكثر الله امثالج

المتضرعه لله
19-07-2009, 03:31 PM
جزاكي الله خير الغاليه

امـ حمد
20-07-2009, 05:09 AM
وجزاكم ربي جنة الفردوس