المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهاز الاستثمار يدير ثروة ب 62 مليار دولار وبوسعه تخصيص 20 ملياراً سنويا في مشاريع



QATAR 11
22-07-2009, 04:57 AM
الخبراء: قطر لاعب أساسي في صنع مستقبل صناعة السيارات الألمانية اعتبروها أهم المستثمرين الخليجيين

الاقتصاد الألماني يؤكد على أهمية قطر كمستثمر كبير

غلاف مجلة Manager أهم المستثمرين الخليجيين الذين تحلم بهم ألمانيا

مستقبل شركة بورشة وفولكسفاجن أصبح مستحيلاً دون مساهمة قطر

جهاز الاستثمار يدير ثروة ب 62 مليار دولار وبوسعه تخصيص 20 ملياراً سنويا في مشاريع

http://www.raya.com/mritems/images/2009/7/22/2_459413_1_205.jpg



حين تم الإعلان أن جهاز الاستثمار القطري QIA وشركة بورشة تعهدا بعدم الإدلاء بتصريحات للصحافة حول المفاوضات الجارية بشأن شراء قطر حصة في شركة بورشه المصنعة للسيارات الرياضية في ألمانيا، كأنما حصلت وسائل الإعلام الألمانية على الضوء الأخضر للمضي بمتابعة ما تحول لاحقا إلى أكبر خلاف في تاريخه بين شركتين ألمانيتين عملاقتين ونزاع مرير على النفوذ بين فردناند بيش رئيس مجلس إدارة شركة فولكسفاجن وفيدلين فيديكنج رئيس مجلس إدارة شركة بورشة والذي يتقاضى أعلى أجر سنوي في ألمانيا يصل إلى 80 مليون يورو.
قبل أسبوع بدا وكأن الصراع قد حسم لصالح فيديكنج الذي وفقا لما نشر سافر تفاوض مع الجانب القطري وتوصل بداية إلى مسودة اتفاق يقتضي بيع قطر نسبة تصل إلى 25% من شركة بورشة ثم ارتفعت هذه الحصة إلى 29.1%. كانت فيديكنج قد وضع في حساباته أن تسهم الاستثمارات القطرية في إنقاذ الشركة الألمانية التي تتمتع بسمعة عالمية كبيرة من الانهيار وسداد الديون التي تراكمت عليها نتيجة الخطأ الكبير الذي وقع فيه فيديكنج وفقا لتحليلات المعلقين هنا، عندما قامت الشركة بشراء حصة في شركة فولكسفاجن استعداداً للاستحواذ عليها، فوقعت في ضيقة مالية صعبة بعدما بلغت الديون تسعة مليارات يورو. وكتبت الصحف الألمانية تقول إن الصراع قد حسم لصالح بورشة.
بعد أيام اضطرت هذه الصحف إلى تصحيح ما كتبته وكشفت أن فردناند بيش بصدد طرح خطة تقضي باستحواذ شركة فولكسفاجن على شركة بورشة خاصة وقد وضع نصيب عينيه هزيمة فيديكنج وإجباره على التنازل عن منصبه والحصول على تعويض قيمته مائة مليون يورو.
في بحر الأسبوع الماضي وقف الرجلان وجها لوجه، في حفل أقامته شركة (أودي) في الذكرى المئوية الأولى لتأسيسها، تصافحا ثم انصرف كل إلى زاوية. قال بيش عندما قرر خوض معركته الكبرى: إما أتعرض لإطلاق النار أو أفوز بهذه المعركة. بدأ فيديكنج يخسر الصراع على النفوذ بعدما بدأ الحديث عن مسؤوليته في المديونية العالية لشركة بورشة ورفض بعض المصارف منحه لقروض عاجلة. الشرط الأول الذي وضعه بيش هو أن يرحل فيديكنج ويزيح بذلك الرجل الذي كاد أن يطيح به ثم يجري إدماج الشركتين وتدخل قطر كشريك عبر شراء سندات أسهم في شركة فولكسفاجن نسبتها 20% وهي التي استحوذت عليها شركة بورشة. وقد أثار النقاش حول التعويض الذي قد يحصل عليه فيديكنج مناقشات في ألمانيا حول الرواتب والتعويضات العالية والمبالغ بها لكبار مدراء الشركات وإذا حصل فيديكنج في نهاية الصراع على مائة مليون يورو يكون أعلى تعويض حصل عليه مدير شركة ألمانية في تاريخ البلاد.
ليس هذا فقط نتيجة الصراع بين الشركتين العملاقتين، بل شهد الرأي العام الألماني صراعا قويا على القوى بين عائلتي بورشة وبيش المالكتين لشركة بورشة. فولفغانغ بورشة وهو رجل أعمال وابن فيري بورشة مؤسس الشركة، وفردناند بيش الذي بدا كمدير لشركة (أودي) ثم فولكسفاجن وتغلب في السنوات الماضية على كثير من المنافسين الذين حاولوا الحصول على منصبه. لم تدخل قطر طرفا في الخلاف وكانت الصحف الألمانية تنقل عن خبراء ألمان يعرفون منطقة الخليج أن أي مستثمر كبير يحتاج إلى نهاية الصراع أولا. لم تنحاز قطر لجانب أي طرف وهذا ما أكسبها المزيد من التعاطف.
لكل شركة تاريخها العريض وإذا اندمجت الشركتان وأصبح هناك شركة واحدة اسمها (فولكسفاجن - بورشة) ستحصل صناعة السيارات الألمانية على أكبر شركة مصنعة للسيارات تسهم في استعادة هذه الصناعة عافيتها بعد الضربات التي عانت منها بسبب نشوء الأزمة الاقتصادية. واستطاعت شركة بورشة التي يبلغ عدد العاملين فيها 370 ألف موظف حول أنحاء المعمورة أن تنشئ لنفسها سمعة عالمية كأكبر شركة مصنعة للسيارات الرياضية. ثم شركة فولكسفاجن التي صنعت (سيارة الشعب) وأصبحت رمزا للمعجزة الاقتصادية الألمانية حينما غدا طراز (كيفر) منذ العهد النازي أهم إنتاج ألماني وحافظت على سمعتها عندما تأسست ألمانيا الاتحادية خلفا لألمانيا النازية بعد انهيارها. غير أن شركة بورشه صنعت بدورها سمعة كبيرة من خلال إنتاجها طراز (911) الذي غزا العالم. كذلك ارتبط باسمها فاجعة ألمت بالوسط الفني في عام 1955 عندما توفي الممثل الأمريكي الشاب جيمس دين وكان في قمة عطائه بحادث سيارة وكان يقود (بورشة).
من شأن احتمال اندماج الشركتين أن يعيد التاريخ إلى الوراء عاطفيا وتحقيق قفزة كبيرة في صناعة السيارات نحو المستقبل. الرجل الذي لولاه لما وجدت الشركتان، يدعى فردناند بورشه وقد ولد في عام 1875 واخترع لاحقا محركا كهربائيا لتجهيز سيارة نالت الإعجاب في معرض السيارات بباريس عام 1900. في الحرب العالمية الأولى صنع محركا للطائرات بتكليف من الجيش وكان منكبا على صنع المحركات في مع ابنه فيري في مكتبهما بمدينة شتوتغارت. في عام 1932 زاره ستالين في مكتبه وأرسل إليه بعد وقت قصير دعوة للقيام بزيارة موسكو. كما كتب فيري في مذكراته لاحقا كان ستالين يرمي إلى حصول بلاده على استثمارات من العالم الرأسمالي وعرض على بورشه منصب مدير عام لتنمية صناعة السيارات السوفيتية وحاول إغراءه بمزايا كثيرة لكن بورشه رفض العرض وعاد إلى بلاده.
بدلا من أن تصبح سيارة (الشعب) رمزا للاقتصاد السوفييتي أصبحت في البداية رمزا لاقتصاد ألمانيا النازية. حين طلب هتلر من صناعة السيارات الألمانية إنتاج سيارة صغيرة لهدف حصول كل أسرة ألمانية على سيارة وضع بورشه أفضل تصور وحصل على تكليف لبدء الإنتاج. وأشاد هتلر في عام 1935 عند حضوره معرضا للسيارات بعرض بورشه وكان هذا ميلاد صناعة السيارات الألمانية وأصبح لاحقا رئيسا لهيئة الدبابات ودعم سلطة هتلر وقوى جيشه من خلال صناعة المحركات والعربات. وعندما توفي فردناند بورشه في 30 يناير عام 1951ترك ثروة مؤلفة من شركتين: مكتب التطوير في تسوفنهاوزن الذي تحول لاحقا إلى مصنع لشركة بورشة وبدأ ينتج السيارات الرياضية، وشركة بورشة في زالسبورغ بالنمسا التي أرادها أن تكون أكبر شركة مصنعة للسيارات في أوروبا.
في مستهل الأسبوع بدا وكأن الصراع بين بيش وفيديكنج قد حسم قبل أيام على انعقاد اجتماع مجلس الأمناء لكل شركة للبت في مستقبل الشركتين. وصرح كريستيان فولف رئيس الحكومة المحلية لولاية سكسونيا السفلى التي تملك حصة في شركة فولكسفاجن ويشعر مثل فردناند بأنه الفائز في هذا الصراع أنه يأمل بأن يجري حسم القضية وتوضيح صورة مستقبل الشركتين العملاقتين في موعد أقصاه يوم الخميس 23 يوليو الجاري. يحلم فولف باندماج الشركتين في شركة عملاقة واحدة تحصل خلالها ولايته على حصة إضافة إلى عائلتي بورشة وبيش وتحصل قطر بدورها على سندات أسهم في شركة بورشة نسبتها 20 %. وأبلغ فولف مجلة (فيرتشافتس فوخه) المتخصصة بالاقتصاد أن هذا التصور يقود إلى قيام أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم. لكن المسئولين في شركة بورشة لا يريدون التعايش مع هذا التصور وقال ناطق باسم الشركة: نحن نحضر أنفسنا لمؤتمر مجلس الأمناء الذي سيستغله فيديكنج ليعرض تصوراته خاصة أنه لم يجر بعد وضع الكلمة الأخيرة.
بالنسبة لخبير اقتصاد صناعة السيارات في ألمانيا البروفسور شتيفان براتسل أصبحت قطر لاعبا أساسيا في صنع مستقبل صناعة السيارات الألمانية وفي النهاية قد تصبح شريكا في أكبر شركة تصنيع سيارات في العالم. وقال براتسل الذي يدرس في معهد الاقتصاد بمدينة بيرغيش غلادباخ أن قطر تصبو إلى نهاية الصراع بين فولكسفاجن وبورشة وتريد كمستثمر توظيف أموالها في شركات ذات سمعة عالمية وذلك ضمن إستراتيجية تنوع مدخولات الدولة من جهة ومن جهة أخرى اجتذاب الشركات العالمية إلى قطر ومعها التكنولوجيا والخبرة الصناعية.
لقد بدأ الحديث في ألمانيا عن احتمال استثمار قطر في صناعة السيارات الألمانية بعد وقت قصير على شراء جهاز استثمارات في دولة الإمارات العربية حصة في شركة دايملر وأصبح ثاني مساهم عربي في هذا الشركة بعد الكويت التي تحظى بحصة معتبرة فيها منذ عقد السبعينيات. وعقب تصريحات أدلى بها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، لأسبوعية (دير شبيغل) دون أن يحدد الجهة التي سوف تستثمر قطر فيها. وسرعان ما بدأت تظهر أنباء عن محادثات بين شركة بورشة وجهاز الاستثمارات القطري QIA الذي يشرف عليه معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. واهتمت الصحف الألمانية بتصريحات معاليه في مؤتمر صحفي بالدوحة توقع فيه انتهاء المفاوضات مع بورشة خلال مدة أقصاها ثلاثة أسابيع. وفقا لما نشر في ألمانيا يستحوذ جهاز الاستثمار القطري على ما يزيد عن 62 مليار دولار وبوسعه تخصيص 20 مليار دولار سنويا لتوظيفها في مشاريع. وقالت مجلة Manager أن الاقتصاد الألماني أصبح بحاجة ماسة إلى الاستثمارات العربية لإنقاذه من الجمود بعد الخسائر التي ألمت به بسبب الأزمة الاقتصادية. وتقدر الاستثمارات الخليجية في أوروبا في الفترة من عام 2000 إلى عام 2008 بسبعة وثلاثين مليار دولار وذلك خمسة مليارات أقل من حجم استثماراتها في الولايات المتحدة بينها سبعة مليارات دولار في ألمانيا وحدها. بينما تحول المستثمرون العرب إلى منقذين لنجدة الاقتصاد الألماني نسي السياسيون الألمان فجأة كيف أنهم ناقشوا منذ عامين وضع عراقيل أمام صناديق الاستثمار الأجنبية لمنع حصولها على نفوذ في ألمانيا لكن أحد المراقبين قال أن ألمانيا التي سعت إلى ذلك كانت تريد مع روسيا والصين من الاستحواذ على شركات ألمانية خشية الحصول من وراء ذلك على نفوذ سياسي.
يتفق خبراء الاقتصاد الألمان على أن قطر مستثمرا مهما ليس في ألمانيا فقط إذ أنها لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية كغيرها من الدول الخليجية الأخرى ويتوقع الخبراء الدوليون زيادة معدلات النمو الاقتصادي فيها لأكثر من 16% بحلول عام 2010.

السندان
22-07-2009, 02:26 PM
شكرا qatar11على النقل