بنـ الدحيل ـت
23-01-2006, 11:04 PM
كتبت الأخت الكريمة
بثينة محمد نور إدريس
أحسب أن الناس بين عشية وضحاها
فاقت على صحوة اقتصادية جامحة،
لتقرر على أساسها
أن تصبح من أصحاب الملايين ، وليس البلايين
لأن الملايين الأقرب للألوف المدفوعة كثمن باهظ للاكتتاب،
على الأقل في أوقاتهم الحالية .
وأحسب أحلامهم أن يكونوا من أصحاب رؤوس الأموال
وأصحاب الألوف المؤلفة من الريالات،
ما بين غمضة عين وانتباهتها،
فهم يدفعون الألوف اليوم لتدر عليه ألوفاً أخرى
- فتصبح بنعمة الله- ملايين .
ذلك ما يوحيه منظر ازدحامهم أمام البنوك،
وتجمعّهم في ردهاتها،
وربما لو سُمح لهم بأكثر من ذلك
لاكتظت بهم غُرف المديرين والموظفين،
هذا في الوقت الذي وزع تنظيم التجمهر
للاكتتاب بين الانترنت والهاتف المصرفي
والصراف الالكتروني والبنوك .
كلما رأيت أو قرأت أو سمعت عن فوضى الاكتئاب،
عفواً أقصد الاكتتاب،
تعود بي الذاكرة لما فوق الخمسة عشر عاماً،
لأجد بوناً شاسعاً بين الناس قديماً والناس اليوم،
فقديماً تطرح الشركات أسهمها للاكتتاب،
ولا تجد ربما غير قلة قليلة من المكتتبين
تدرك أهمية الأسهم فتساهم لمستقبلها
والباقي يذهب للشركات وأصحاب رؤوس الأموال.
ولهذا الأساس
ربما كان زمن الاكتتاب من ربع ساعة إلى النصف
كفترة زمنية للتنفيذ،
وكذلك بالنسبة للزمن المستغرق للبيع
والذي يكون بالدفع الفوري،
دون الحاجة لفتح محفظة استثمارية
أو الانتظار لأيام .
بخلاف ما يحدث الآن،
ازدحام ووقوف بالساعات للاكتتاب
وإن أكد ذلك وعي الناس ومعرفتها بسوق الأسهم،
إلا أنه لم يمنع ازدحامها في البنوك
- وربما سر ذلك -
أن أغلب الأسهم المطروحة،
إما متداولة أو قيد التداول السريع،
بعكس التي تمر عليها السنون
بدون تحقيق لأرباح أو تدوال بأسعار مرضية .
ولزاماً عليك كمستثمر صغيراً كنت أم كبيرا،
لكي تخوض مضمار الأسهم بيعاً وشراءً،
فتح محفظة استثمارية تقدر بمائة ألف ريال،
فلربما أقرت البنوك لنفسها ذلك
لتبيح ما تخصمه من نسبة لبيع الأسهم.
اخترت أن يكون عنوان المقال
- اكتتاب الاكتئاب –
ذلك جراء اكتئاب يتسلل للمساهمين
وهم يرتادون البنوك صباحاً لأيام متواصلة
وما من نتيجة تذكر،
بنك يصرفهم قبل انتهاء مواعيد دوامه
وبعد وقوفهم لساعات طويلة ممنيهم بالعودة في وقت آخر،
معتذراً بكثرة المكتتبين وضيق الوقت،
وبنك يخبرهم أن ليس لديه اكتتاب
ولم تُسّلم له استمارات بذلك
- في الوقت الذي صرح المسؤولون بجاهزية البنوك لاستقبال الراغبين بالاكتتاب - ،
فيما بنك آخر يصر على ضرورة
أن يتم الاكتتاب بمقر فتح حساب العميل،
حتى يوشك المكتتب أن يصرف نظره عن الاكتتاب
ويعود لمنزله سالماً غير غانم مكتفياً بما لحقه من اكتئاب.!
أليست تلك الأعذار مبعثاً للاكتئاب والملل
وأنت تتردد يومياً على البنك
خلال فترتي الدوام الصباحية والمسائية،
لتظفر بالاكتتاب؟؟
وهذا ما يدعو البنوك
لأن تكثف عدد موظفيها
خصوصاً أثناء طرح الشركات أسهمها للاكتتاب،
وأن تزيد من أعداد الاستمارات،
فلا أعتقد أن مائة استمارة يومياً
- كما ذكرت إحدى موظفات البنوك –
كفيلة بتغطية احتياجات الأعداد الهائلة
الممتلئة بها ممرات البنوك وبواباتها،
خاصة إذا ما توبع مسار الاستمارات المباعة
على بعض المكتتبين بأسعار خيالية
تفوق القيمة الاسمية للسهم الواحد،
وكيف تسربت لتباع في وقت نفادها من البنوك؟
بثينة محمد نور إدريس
أحسب أن الناس بين عشية وضحاها
فاقت على صحوة اقتصادية جامحة،
لتقرر على أساسها
أن تصبح من أصحاب الملايين ، وليس البلايين
لأن الملايين الأقرب للألوف المدفوعة كثمن باهظ للاكتتاب،
على الأقل في أوقاتهم الحالية .
وأحسب أحلامهم أن يكونوا من أصحاب رؤوس الأموال
وأصحاب الألوف المؤلفة من الريالات،
ما بين غمضة عين وانتباهتها،
فهم يدفعون الألوف اليوم لتدر عليه ألوفاً أخرى
- فتصبح بنعمة الله- ملايين .
ذلك ما يوحيه منظر ازدحامهم أمام البنوك،
وتجمعّهم في ردهاتها،
وربما لو سُمح لهم بأكثر من ذلك
لاكتظت بهم غُرف المديرين والموظفين،
هذا في الوقت الذي وزع تنظيم التجمهر
للاكتتاب بين الانترنت والهاتف المصرفي
والصراف الالكتروني والبنوك .
كلما رأيت أو قرأت أو سمعت عن فوضى الاكتئاب،
عفواً أقصد الاكتتاب،
تعود بي الذاكرة لما فوق الخمسة عشر عاماً،
لأجد بوناً شاسعاً بين الناس قديماً والناس اليوم،
فقديماً تطرح الشركات أسهمها للاكتتاب،
ولا تجد ربما غير قلة قليلة من المكتتبين
تدرك أهمية الأسهم فتساهم لمستقبلها
والباقي يذهب للشركات وأصحاب رؤوس الأموال.
ولهذا الأساس
ربما كان زمن الاكتتاب من ربع ساعة إلى النصف
كفترة زمنية للتنفيذ،
وكذلك بالنسبة للزمن المستغرق للبيع
والذي يكون بالدفع الفوري،
دون الحاجة لفتح محفظة استثمارية
أو الانتظار لأيام .
بخلاف ما يحدث الآن،
ازدحام ووقوف بالساعات للاكتتاب
وإن أكد ذلك وعي الناس ومعرفتها بسوق الأسهم،
إلا أنه لم يمنع ازدحامها في البنوك
- وربما سر ذلك -
أن أغلب الأسهم المطروحة،
إما متداولة أو قيد التداول السريع،
بعكس التي تمر عليها السنون
بدون تحقيق لأرباح أو تدوال بأسعار مرضية .
ولزاماً عليك كمستثمر صغيراً كنت أم كبيرا،
لكي تخوض مضمار الأسهم بيعاً وشراءً،
فتح محفظة استثمارية تقدر بمائة ألف ريال،
فلربما أقرت البنوك لنفسها ذلك
لتبيح ما تخصمه من نسبة لبيع الأسهم.
اخترت أن يكون عنوان المقال
- اكتتاب الاكتئاب –
ذلك جراء اكتئاب يتسلل للمساهمين
وهم يرتادون البنوك صباحاً لأيام متواصلة
وما من نتيجة تذكر،
بنك يصرفهم قبل انتهاء مواعيد دوامه
وبعد وقوفهم لساعات طويلة ممنيهم بالعودة في وقت آخر،
معتذراً بكثرة المكتتبين وضيق الوقت،
وبنك يخبرهم أن ليس لديه اكتتاب
ولم تُسّلم له استمارات بذلك
- في الوقت الذي صرح المسؤولون بجاهزية البنوك لاستقبال الراغبين بالاكتتاب - ،
فيما بنك آخر يصر على ضرورة
أن يتم الاكتتاب بمقر فتح حساب العميل،
حتى يوشك المكتتب أن يصرف نظره عن الاكتتاب
ويعود لمنزله سالماً غير غانم مكتفياً بما لحقه من اكتئاب.!
أليست تلك الأعذار مبعثاً للاكتئاب والملل
وأنت تتردد يومياً على البنك
خلال فترتي الدوام الصباحية والمسائية،
لتظفر بالاكتتاب؟؟
وهذا ما يدعو البنوك
لأن تكثف عدد موظفيها
خصوصاً أثناء طرح الشركات أسهمها للاكتتاب،
وأن تزيد من أعداد الاستمارات،
فلا أعتقد أن مائة استمارة يومياً
- كما ذكرت إحدى موظفات البنوك –
كفيلة بتغطية احتياجات الأعداد الهائلة
الممتلئة بها ممرات البنوك وبواباتها،
خاصة إذا ما توبع مسار الاستمارات المباعة
على بعض المكتتبين بأسعار خيالية
تفوق القيمة الاسمية للسهم الواحد،
وكيف تسربت لتباع في وقت نفادها من البنوك؟