المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأقسطوا إن الله يحب المقسطين



امـ حمد
10-08-2009, 01:41 AM
--------------------------------------------------------------------------------


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وأقسطوا إن الله يحب المقسطين
سرقت امرأة أثناء فتح مكة، وأراد الرسول أن يقيم عليها الحدَّ ويقطع يدها، فذهب أهلها إلى أسامة بن زيد وطلبوا منه أن يشفع لها عند رسول الله حتى لا يقطع يدها، وكان الرسول يحب أسامة حبَّا شديدًا.
فلما تشفع أسامة لتلك المرأة تغير وجه الرسول وقال له أتشفع في حد من حدود الله ثم قام النبي فخطب في الناس، وقال فإنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله أداة قسم، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها
جاء رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقال له يا أمير المؤمنين، لقد تسابقتُ مع ابن عمرو بن العاص وإلى مصر، فسبقتُه فضربني بسوطه، وقال لي أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص إذا أتاك كتابي هذا فلتحضر إلى ومعك ابنك، فلما حضرا أعطى عمر بن الخطاب السوط للرجل المصري ليضرب ابن عمرو قائلا له اضرب ابن الأكرمين.


في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أسلم رجل من سادة العرب، وذهب للحج، وبينما كان يطوف حول الكعبة، داس رجل على طرف ردائه، فضربه على وجهه ضربة شديدة، فذهب الرجل إلى عمر بن الخطاب، واشتكى له، فطلب عمر -رضي الله عنه- إحضار الضارب، فلما حضر أمر عمر الرجل أن يقتص منه بأن يضربه على وجهه مثلما فعل معه، فقال متعجبًا
وهل أستوي أنا وهو في ذلك فقال عمر نعم، الإسلام سوَّى بينكما.
يحكى أن رجلا اصطاد سمكة كبيرة، ففرح بها، وفي طريق عودته إلى زوجته وأولاده، قابله حاكم المدينة، ونظر إلى السمكة التي معه، فأخذها منه، فحزن الصياد، ورفع يديه إلى السماء شاكيا لله -عز وجل-، طالبًا منه أن يريه جزاء هذا الظالم.


ورجع الحاكم إلى قصره، وبينما هو يعطي السمكة للخادم لكي يُعِدَّها له، إذا بالسمكة تعضه في إصبعه، فصرخ وشعر بألم شديد، فأحضروا له الأطباء، فأخبروه أن إصبعه قد أصابه السم من عضة السمكة، ويجب قطعه فورًا حتى لا ينتقل السم إلى ذراعه، وبعد أن قطع الأطباء إصبعه، أحس أن السم ينتقل إلى ذراعه ومنه إلى بقية جسده، فتذكر ظلمه للصياد، وبحث عنه، وعندما وجده ذهب إليه مسرعًا يطلب منه أن يسامحه ويعفو عنه حتى يشفيه الله، فعفا عنه.
ما هو العدل
العدل هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه. وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر بالعدل، وتحث عليه، وتدعو إلى التمسك به، يقول تعالى -إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى- ويقول تعالى -وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل- والعدل اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته سبحانه.
أنواع الـعـدل
كان مثالا في تطبيق العدل، وقد جاء إليه رجلان من الأنصار يختصمان إليه، ويطلبان منه أن يحكم بينهما، فأخبرهما النبي بأن مَنْ يأخذ حق أخيه، فإنما يأخذ قطعة من النار، فبكي الرجلان وتنازل كل واحد منهما عن حقه لأخيه.
العدل بين الزوجات
والمسلم يعدل مع زوجته فيعطيها حقوقها، وإذا كان له أكثر من زوجة فإنه يعدل بينهن في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت والنفقة، قال الله 0من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشِقُّه مائل0
والميل الذي حذر منه هذا الحديث هو الجور على حقوقها، ولهذا روي أن رسول الله كان يقسم بين زوجاته -رضوان الله عليهن- بالعدل، ويقول -اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك-
العدل بين الأبناء
فالمسلم يسوِّي بين أولاده حتى في القُبْلَة، فلا يُفَضِّل بعضهم بهدية أو عطاء؛ حتى لا يكره بعضهم بعضًا، وحتى لا تُوقَد بينهم نار العداوة والبغضاء.
قال الله -فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم-
العدل مع كل الناس
المسلم مطالب بأن يعدل مع جميع الناس سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، فالله يأمر بعدم إنقاص الناس حقوقهم، قال تعالى -ولا تبخسوا الناس أشيائهم0
وقال تعالى 0ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى-
أي0 لا تحملكم عداوتكم وخصومتكم لقوم على ظلمهم، بل يجب العدل مع الجميع سواء أكانوا
أصدقاء أم أعداء.
فضل العدل
العدل له منزلة عظيمة عند الله، قال تعالى 0وأقسطوا إن الله يحب المقسطين- وكان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول0 عمل الإمام العادل في رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة سنة.
العدل أمان للإنسان في الدنيا، وقد حُكي أن أحد رسل الملوك جاء لمقابلة
عمر بن الخطاب، فوجده نائمًا تحت شجرة، فتعجب؛ إذ كيف ينام حاكم المسلمين دون حَرَسٍ، وقال0 حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.


العدل يوفر الأمان للضعيف والفقير، ويُشْعره بالعزة والفخر.
العدل يشيع الحب بين الناس، وبين الحاكم والمحكوم.
العدل يمنع الظالم عن ظلمه، والطماع عن جشعه، ويحمي الحقوق والأملاك والأعراض.
الظلم
حذَّر الله تعالى من الظلم، فقال عز وجل 0ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص في الأبصار0
وقال تعالى 0فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم
وقال تعالى 0ألا لعنة الله على الظالمين0
وقد حذرنا النبي أيضًا من الظلم، فقال 0اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة0 وقال الله ثلاث دعوات مستجابات 0 دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر0
وقال الله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه0


أنواع الظلم
ظلم الإنسان لربه
وذلك بألا يؤمن الإنسان بخالقه ويكفر بالله عز وجل وقد جعل الله الشرك به سبحانه من أعظم الظلم، فقال لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم0


ظلم الإنسان للإنسان
وذلك بأن يعتدي الظالم على الناس في أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم، فشتم المسلمين ظلم، وأخذ أموالهم ظلم، والاعتداء عليهم ظلم، والمسلم بعيد عن كل هذا.
ظلم الإنسان لنفسه 0 وذلك بارتكاب المعاصي والآثام، والبعد عن طريق
الله سبحانه واتباع طريق الشيطان.
جزاء الظلم
ذات يوم سأل الرسول أصحابه، فقال 0أتدرون ما المفلس 0قالوا0الْمُفْلِسُ فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال الله 0إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعْطَي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناته قبل أن يقْضِي ما عليه أُخِذَ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار0
وقد حث النبي على أداء الحقوق إلى أصحابها، قبل أن يأتي يوم القيامة فيحاسبهم الله على ظلمهم، قال الله 0لَتُؤَدَّن الحقوقُ إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقَاد 0يُقْتَص0 للشاة الجلحاء من الشاة القرناء-
فكل مخلوق سوف يأخذ حقه يوم القيامة


فكل إنسان يظلم ويأخذ ما ليس حقًّا له فسوف يكون عليه وبالا في الآخرة، وسوف يعذَّب يوم القيامة عقابًا له على ظلمه في الدنيا، يقول النبي -إن الله لَيمْلِي للظالم
أي0 يؤخر عقابه0، حتى إذا أخذه لم يفْلته0
ثم قرأ 0وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد0


وقال فيما يرويه عن رب العزة 0يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظَالموا0
فعلى المسلم أن يبتعد عن الظلم، ولا يعين الظالمين، وليتذكر دائمًا قول الشاعر


لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا ---فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ


تنـام عيـناك والمظلوم مُنْتَبِـــــهٌ ---يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ

سويسرا
10-08-2009, 05:32 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
15-08-2009, 02:12 AM
وجزاك الله خير

المتضرعه لله
16-08-2009, 12:36 AM
بارك الله فيك

وجعله الله في ميزان اعمالك

SOUD.QA
20-08-2009, 10:35 AM
جزاك الله خيرا

moo00oon1
20-08-2009, 10:46 AM
الله يجزيك الخير ..

BLING-QTR
20-08-2009, 07:50 PM
بارك الله فيك