المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرق تشهد «خلوة مفاوضات» لبيع أرقام الاكتتاب في الريان



Love143
25-01-2006, 10:19 AM
الشرق تشهد «خلوة مفاوضات» لبيع أرقام الاكتتاب في الريان


تحقيق - محمد خير الفرح :

لم تكن مفاوضات عادية، كما أنها لم تكن مشروعة على جميع الأحوال، ولكنها موجودة. هي «خلوة مفاوضات» إذا جاز التعبير، شهدتها الشرق أمس بينما كانت تدور وقائعها بين أكثر من طرف على هامش اكتتاب مصرف الريان. بعض الأفراد من المكتتبين الخليجيين يتخذون من إحدى الزوايا المتوارية عن الأنظار في ساحات نادي قطر الرياضي (موقع الاكتتاب) مكانا وموقعا أصبح شبه معروف للمتاجرة بأرقام الاكتتاب تحديدا. سعر الرقم يرتفع أو ينخفض كلما كان قريبا أو بعيدا من بداية الدور، وفي «خلوة المفاوضات» الأولى التي شهدتها الشرق في تلك الزاوية، تمخضت نتيجة الإتفاق عن بيع أحد الأرقام بـ 500 ريال.

وبالتفاصيل كما شهدتها الشرق، كانت هناك مجموعة من المواطنين الخليجيين الذين ينتظرون دورهم في الاكتتاب يتجمعون في حلقة صغيرة حول أحد المواطنين الآخرين، ليتضح فيما بعد أنهم كانوا يفاوضون ذلك المواطن حول سعر «رقم مميز» قريب من الدور، أحد الموجودين دفع 200 ريال، فرفض صاحب الرقم، بينما دفع آخر 500 ريال في الرقم، فوافق صاحبه على الفور وتسلم الـ 500 ريال وكأن شيئا لم يكن.

وفي تلك الزاوية التي تبعد نحو مائة متر عن المدخل الرئيسي لمبنى القاعة التي يتم فيها تسجيل الاكتتاب، تتجمع هناك عدة مجموعات من المكتتبين في بعض الأحيان، وقد لا تبدو للوهلة الأولى بأنها أكثر من مجرد مواطنين يتجمعون في المكان ويتجاذبون أطراف الحديث مثل الآخرين بإنتظار دورهم في الاكتتاب، لكن في حقيقة الآمر لم تكن تلك المجموعات سوى «خلوات للمفاوضات» حول أرقام الاكتتاب، والفائز فيها بـ «الرقم المميز» هو من يدفع أكثر.


رقم مميز بـ 1100 ريال

أما «خلوة المفاوضات» الثانية التي شهدتها الشرق، فقد أسفرت عن بيع رقم مميز بـ 1100 ريال.

أحد المواطنين الخليجيين أتى الى إحدى الحلقات التي كانت تشكلها مجموعة من المكتتبين، وسأل عن أرقام للبيع، وكأنه كان يعلم عن هذا المكان، فأجابه الشخص الذي كان يحمل أرقام اكتتاب قريبة من الدور بـ «نعم»، فسأله المواطن المشتري: وكم يقرب الرقم من الدور؟ فأجابه بأنه قريب جدا، لم يتبق بينه وبين بداية الدور سوى 300 رقم فقط، وسأله المواطن مرة أخرى عن السعر، فأجابه بـ 1100 ريال، حاول المشتري مفاوضته على تخفيض السعر دون جدوى، ثم كرر المحاولة مرة أخرى، ففشل، ما أضطره في النهاية الى الموافقة.

وبالنسبة لكيفية دفع قيمة الرقم، هناك ترتيبات لدفع المبالغ المالية المتفق عليها حتى لا ينكشف أمر هؤلاء أمام أفراد الأمن والشرطة الموجودين في المكان بكثافة.

بعد أن حصل الإتفاق بين الطرفين، ذهب الرجلان، البائع والمشتري بعيدا عن أعين الموجودين، وحاولا أن يبدو الأمر وكأنهما يتحدثان مع بعضهما البعض ليس أكثر، لكن عندما وصلا الى مكان يقع بالتحديد ما بين خزانات مياه موجودة في الساحة المقابلة لمبنى الاكتتاب وبين السور الرئيسي الذي يحيط بهذه الساحة، قام المشتري بإخراج 1100 ريال من محفظته ودفعها الى البائع عدا ونقدا وحصل على ما يريد وذهب كل في طريقه.


خلوة لم يكتب لها النجاح

في «خلوة مفاوضات» أخرى لم يكتب لها النجاح، كانت هناك مجموعة من المواطنين الخليجيين يفاوضون أحد المواطنين الآخرين الذي كان بدوره لديه أكثر من رقم اكتتاب، وبعد أن قطعت المفاوضات مرحلة قاربت على الوصول معها الى إتفاق، جاء من حيث لا يدري المتفاوضون، أحد أفراد الأمن، وراقب عن كثب سير المفاوضات، واستمع الى ما كان يدور من حديث، وبقي كذلك الى أن تنبه أحد أطراف المفاوضات والتفت الى رجل الأمن منبها الآخرين في نفس الوقت الى وجوده، فالتفت الجميع وقاموا بضبضبة أوراقهم لكي يبدو الأمر عاديا وحتى يشعروا رجل الأمن بأنه لم يكن هناك أي شيء مخالف للتعليمات أو القوانين، فما كان من رجل الأمن إلا أن قام بضبطهم.

لكن الأمر الأكثر غرابة، أن «خلوات مفاوضات» أرقام الاكتتاب عادت بعد أقل من خمس دقائق الى الظهور مجددا بعد تلك الحادثة، حيث تم ضبط شخصين آخرين شاهدهما أحد أفراد الأمن يبيعان أرقام الاكتتاب.

الى ذلك، استمر الإزدحام أمس على الاكتتاب في مصرف الريان في يومه العاشر، حيث شوهدت أعداد كبيرة جدا من المواطنين الخليجيين في الساحات المجاورة لنادي قطر الرياضي، كما شوهدت أرتال من السيارات في شوارع المنطقة وفي الساحات البعيدة عن مقر نادي قطر الرياضي، ما كان يضطر القادمين الى إيقاف سياراتهم في أماكن بعيدة والوصول الى مبنى الاكتتاب مشيا على الأقدام.


موقع إضافي للاكتتاب

ويمكن تقدير أعداد المكتتبين أمس بعشرات الآلاف، في حين قدرت السيارات بالآلاف.

الى ذلك، تركزت ملاحظات المواطنين الخليجيين الذين كانوا ينتظرون دورهم للإكتتاب في مصرف الريان على ضرورة أن يكون هناك موقع آخر إضافي للإكتتاب لمنع الإزدحام الكبير الذي يشهده نادي قطر الرياضي، في حين طالب البعض الآخر بإيجاد حل ناجع لمشكلة عدم مقدرة المواطنين الخليجيين على سحب طلبات ونماذج الاكتتاب من الإنترنت.

قال عبد المحسن الرشود وهو سعودي من الرياض إنه موجود في الدوحة منذ ثلاثة أيام ينتظر دوره في الاكتتاب، موضحا أنه حاول دون جدوى سحب نموذج الاكتتاب من الإنترنت لإنجاز جزء من إجراءات الاكتتاب قبل الوصول الى الدوحة.

وقال عبد العزيز محمد العون من حوطة بني تميم في المملكة العربية السعودية إنه لم يتمكن من الحصول على طلب الاكتتاب من منفذ أبو سمرة لعدم توافر الطلبات، فأتى الى مركز الاكتتاب في نادي قطر الرياضي على أمل تحصيل طلب، لكنه لم يتمكن كذلك، فإضطر الى الذهاب الى المطار للحصول على طلب، إلا أنه مع ذلك لم يجد.

وطالب العون بالعمل على توفير كميات كبيرة من نماذج الاكتتاب حتى يتمكن جميع المواطنين الخليجيين من الحصول عليها بكل سهولة ويسر، وحتى لا يكون هناك مجال للبعض لكي يقوم بالمتاجرة بهذه الطلبات.


ازدحام واكتظاظ

أما فيصل الدوسري وهو مواطن سعودي من الرياض، فأكد أن تنظيم الاكتتاب جيد باستثناء الإزدحام الشديد والاكتظاظ من قبل المواطنين الخليجيين، إضافة الى عدم وجود غرف فندقية شاغرة، ما دفع العديدين الى المبيت في سياراتهم ولعدة أيام.

وقال تركي بن ناصر التميمي وهو سعودي من الرياض إنه دفع ثمن الشيك المصرفي الذي يتطلب تحصيله من البنوك القطرية لإتمام إجراءات الاكتتاب ما قيمته 200 ريال، مع أنه يعلم أن ثمن هذا الشيك 10 ريالات فقط.

وطالب التميمي بزيادة أعداد الموظفين والعاملين الذين يقومون بتسجيل اكتتابات المواطنين الخليجيين حتى يتسنى تسريع العمل والإنجاز.

وشدد الدوسري على أن القائمين على الاكتتاب لم يقصروا، بل إنهم قاموا بواجبهم إزاء هذا الإزدحام الهائل، ولكن كان يفترض أن يكون هناك تنظيم أكثر فيما يتعلق بمركز الاكتتاب بأن يكون هناك أكثر من مركز لتخفيف الإزدحام واستيعاب الأعداد المتزايدة من المكتتبين.

ولفت الدوسري الى أن أغلب المكتتبين السعوديين اكتتبوا بالحد الأدنى، لأنهم يعلمون جيدا أنهم لن يتمكنوا من الحصول على أي سهم تخصيص، هذا إذا حصلوا على الحد الأدنى أصلا.

وتوقع الدوسري أن تأتي أعداد كبيرة جدا من المواطنين السعوديين أواخر الأسبوع الجاري للإكتتاب في مصرف الريان، وذلك بعد أن يتم صرف الرواتب إعتبارا من اليوم.


رفض شراء دفتر طلبات

وتحدث الدوسري عن ظاهرة بيع أرقام الاكتتاب ونماذج الاكتتاب، فقال إنها موجودة، موضحا أن أحدهم عرض عليه دفتر نماذج اكتتاب بـ 1200 ريال، لكنه رفض شراءه.

وقال المواطن الإماراتي محمد النعيمي وهو موظف في شركة أدنوك الإماراتية للنفط إنه لولا أحد أصدقائه القطريين الذي قام بتوفير طلب الاكتتاب له قبل أن يأتي الى الدوحة، كان يتحتم عليه الإنتظار لفترة طويلة قبل أن يسجل اكتتابه.

وقال النعيمي: بينما كان يجلس بانتظار من كان يقوم في الداخل بإنجاز إكتتابه إن إجراءات الاكتتاب جيدة، والمشكلة الوحيدة فقط تتمثل في الازدحام.

لكن النعيمي أشاد بفكرة أن يكون الاكتتاب في ناد رياضي حيث ساحات واسعة تستطيع إستيعاب أعداد كبيرة من المكتتبين، وقال إنها فكرة جيدة وغير مسبوقة.

وأكد النعيمي أنه اكتتب بـ 60 جواز سفر لأفراد من أهله وأقاربه.

وقال عبد الله سالم العامري من الإمارات إن الانتظار الطويل هو الملاحظة التي يمكن الحديث حولها، وغير ذلك فإن مجمل إجراءات الاكتتاب تسير بشكل جيد.


السوق السوداء .. رحمة !

ويعتقد العامري أن السوق السوداء التي يتم من خلالها بيع أرقام الاكتتاب تفيد الكثير من المواطنين الخليجيين الذين لديهم ظروف معينة ولا يستطيعون الانتظار فترات طويلة، وقال «هذه السوق ترحم الناس»!

وقال العامري إن مكتتبين عرضوا عليه أرقام اكتتاب قريبة من الدور بـ 600 ريال وآخرين بـ 1700 ريال.

وأكد نايف الشمري وهو مواطن سعودي من منطقة حائل أنه لم يشتر رقم اكتتابه من السوق السوداء، لكنه حصل عليه بـ «الواسطة» من شدة الازدحام والاكتظاظ.

وأضاف الشمري أنه يتخذ من سيارته مكانا للنوم منذ عدة أيام، لأنه فشل في العثور على غرفة فندقية شاغرة.

وقال حسين سعيد وإبراهيم البحراني وهما من منطقة القطيف إن الإزدحام الشديد أثر على سير وتنظيم الاكتتاب، موضحين أنه لو كان هناك شرط إحضار وكالة للمكتتب، لما كانت هناك متاجرة بجوازات السفر، ولما كان هناك كل هذا الازدحام.

Love143
28-01-2006, 08:59 PM
http://members.lycos.co.uk/dhnal3od/closed.gif