المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغربة موطن الذنوب ....كتاب من تأليفي وهو على شكل يوميات



رجل تعليم
12-08-2009, 11:35 PM
السلام عليكم

الغربة موطن الذنوب ...هي يوميات تؤرخ لأحداث عشت تفاصيلها قبل سنوات غير بعيدة ....

هي إهداء لكل مغترب ولكل من كتبت على جبينه حتمية الكفاح ....الكفاح من أجل البقاء


هو إهداء لمن قاسمني بعضا من تفاصيل يومياتي ولو من بعيد .... بالهاتف ، بالأوراق ، بالأفئدة وبالدموع والدعوات ....

سبق أن نشرت منه ثلاث صفحات فقط وسأنشره هنا كاملا بحول الله ....

اتمنى لكم سفرا ممتعا معي إلى ماض أقتسمه معكم بكل الود والإخاء





مدينة بورج bourges
فرنسا عام 2003






...أنام نوما متقطعا منذ أن أوصلني جنوني إلى هذا البلد الجميل ...كل شيء رائع من حولي ولكن نومي تتخلله لحظات أقوم خلالها بالوقوف قرب نافذة بستائر زرقاء وأسرح ببصري وخيالي متأملا الشوارع التي لم تستطع لشساعتها أن تستوعب هذه الأعداد الغفيرة ممن تخلى عنهم النوم فجاؤوا للبحث عنه بخطوات متعبة ...أنا ايضا مرهق ولا أستطيع الخروج ، أريد أن أنام فقط غير أن مقص الأحداث يقتحم بقسوة شريط النوم فيحيله إلى لحظات متقطعة فأبقى متأرجحا بين النوم واللانوم ...

....إنه الحنين الذي أخشى أن ينتصر علي فأضيع بين ضرورة الإستمرار في البقاء هنا وضرورة العودة من حيث أتيت ...لشد ما أخشى هذا الزائر الغريب الذي يلج دقائقي من غير موعد ولا اتفاق ...كنت أعتقد أن معركتي الكبرى ستكون ضد متطلبات الحياة الجديدة هنا ، لكن تبين أن معركتي لن تكون سوى ضد الحنين ...

كان في وداعي بالمطار صديق وفي يقرأ لي باستمرار ما أنشره في الجريدة .أتذكر أنه قال لحظة وداعه لي: أن الناس تحب أن أكتب بلغة أكادمية جافة مجردة من العواطف وأن أتخلص من إنسانيتي لحظة الكتابة ، لربما كان كلامه صحيحا لكن هل أستطيع أن أولد من جديد لكي أختارا لي نهجا جديدا ؟ خصوصا وأن الكتابة بمعزل عن العواطف والذات والتجربة لا تعدو مجرد كذب موزع بمكر ودهاء وعناية بين السطور والصفحات ...اكتفيت بمصافحة صديقي ولم أعلق بكلمة ... على مقعدي بالطائرة فكرت انه ليس من اللباقة أن تشهر الإختلاف مع شخص هو الوحيد الذي رافقك ليودعك ، وعندما نفعل ذلك فإنه من المحتمل أن يبقى صديقنا شاردا وضائعا بين أروقة المطار ومرافقه الشاسعة ، ولربما رمقه المسافرون المتواجدون في البهو بكثير من الإحتقار ، لأنه ليس من أدبيات السفر أن تكون شاردا وحائرا بين الحقائب المجرورة أمامك والسائرة بسرعة نحو الرصيف ...في المطار يجب أن تعرف وجهتك بنفسك وأن تجيد قراءة اللوحات المعلقة على الحيطان ، وإن لم تسطع القيام بذلك فمن الأجدى أن تلغي السفر ...

استقبلت عملي الجديد بكثير من الفتور وعدم الإهتمام ...مكتبي على فخامته لا يمنحني أي امتياز جديد...ربما تضيع السعادة التي جئت أنشدها هنا في هذه الألوان الرائعة التي تحفني من كل مكان ...تعلمين كم أعشق البساطة والجلوس بين البسطاء ...المدير يعاملني بكثير من الحذر والقسوة ..لا يشكل هذا الأمر مشكلا بالنسبة لي ...أعرف أن نظرته إلي ستتغير إلى الأفضل في الأيام القليلة المقبلة ...سنصبح أصدقاء وسيبكي يوما وهو يكشف لي أحزانه التي تفضحها سجارته التي لا تفارق يديه كأنها امتداد لأصابعه ...ثقي جيدا أنني أستطيع أن أبني لي مجدا واسما جديدا متسلحا بالصدق والسلوك المهذب فقط ...سيحبني مديري قريبا ولكن ذلك لن يمنحني السعادة أبدا ...

..القطار على وشك أن يلج المحطة بعد قليل ..معي بعض الأغراض التي يجب أن أتخلص منها ...سأبحث عن صندوق النفايات لأتأكد من أني ما زلت أحترم نفسي رغم الألم الذي يعتصرني ...نسيت أن أخبرك : إحدى زميلاتي في العمل تبتسم لي ابتسامة رائعة كل صباح فأتذكرك ..سأبحث عن الشبه بينكما وسأخبرك لاحقا.. ..كل يوم تزداد حيرتي وأتساءل لماذا تبتسم لي تلك الزميلة كل مرة ...لربما أحبت الإنطوائية التي أحتمي بها لأصد عني الغرباء ...بت أخشى من الفشل أكثر من أي وقت مضى لذلك لن أخوض غمار تجربة انفتاح جديدة ...ربما تبتسم لي أيضا لأنها أحبت الحزن المتدفق من عيوني والذي أحاول إخفاءه بنظارات شمسية وبعدم النظر بعمق في عيون من أتحدث إليهم ...إنه فضول جميل تغذيه الرحمة التي زرعها الله في قلوبنا كبشر ، غير أن الفرق بيننا يكمن فقط في مدى استعداد كل منا لإخراج الرحمة التي في قلبه واقتسام قشورها مع الآخرين ...

...اكتبي لي باستمرار ...تسعدني جدا لحظة التهام كلماتك ...سألج بريدي متى أمكنني ذلك ..أعدك أن أمنح رسالتك ما يليق بها من العناية والإنتباه ...وسأكتب لك متى استطعت ...



باريس شتنبر 2003


...وصلنا صباح اليوم وكان الخريف البارسي الحزين في انتظارنا .


: كريستينا " تسوق بسرعة مفرطة و" تدوخني " .طلبت منها تخفيف السرعة طوال الطريق الرابطة بين " بورج " وباريس إذ لا شيء يجبرنا على الوصول بسرعة ...كاميرات المراقبة مثبتة في كل مكان ولكنها تقول إن هذا الإجراء لا يعنيها لأنها لن تصدم أحدا ...حتى لو سددت غرامة أو سحبت مني رخصة القيادة فلن أغضب علقت كريسينا ثم تابعت قولها : أتحدى أي شخص يستطيع أن ينافسني في حب الوطن لهذا لا أعيركلام الشرطة أي اهتمام ....

لكي تقول الحقيقة يجب أن تنتصر على نفسك .ثم انتصرت على نفسي وقلت لها : عندما سأجدد


رخصة القيادة التي أحملها معي أو عندما سيصبح معترفا بها، فإن مكانك لن يصبح خلف المقود

أبدا ...ستصبحين مجرد مساعدة لي خصوصا أثناء السياقة الليلية وعندما يتردد الضباب ..أغضبها كلامي لكنني لم أعتذر ..ليس عدلا أن تعتذر عندما لا يفهمك الآخرون وأنت واثق من أنك على صواب . فالسياقة بسرعة 180 كلم من دون سبب معقول تجعل الصباح الجميل على وشك أن يغتال وهذا ليس جيدا كما أعتقد ...

من الخطير جدا أن تؤمن كثيرا بأنك لن تنجح ...من حسن حظي أني انتبهت لهذه الحكمة قبل فوات الأوان .فصار المدير يعاملني بكامل الإحترام الذي يشعرني أنني مرغوب فيه ، وربحت في ظرف أسبوع ما أتقاضاه في وطني طيلة شهر كامل .لكنني خسرته في المقابل في يوم واحد احتفالا بنفسي التي يبدو أنها تعانق الإنتصار ....هذا لا يهم فأنا أمسك بزمام لعبة لا يتقنها إلا القلة القليلة من قاطني هذه المدينة ولذلك تلقيت عروضا مغرية وبت أشعر بأهمية مهنتي لأول مرة في حياتي ، ثم انطلقت أضحك في وجه الشوارع والحجر وحتى القطط الضالة وأدعو الجميع ليشاركني هذا الإحتفال ....

..كريستينا تقول إن مستقبلا رائعا ينتظرني هنا ، لقد فاتها أن الغربة لا تصنع السعادة أبدا ...ما يمكن أن يحدث هو نسيان مؤقت أو سعادة لحظية فقط .سيهاجمين الحنين ذات مساء قريب وربما ركبت أول طائرة وخلفت الأشياء الجميلة ورائي ...كريستينا تتوقع أن يحدث هذا لكنها تحاول ما أمكنها إقناعي بعدم الإقدام على هذا الفعل المجنون خصوصا وأنها تفكر بدورها في الإستقلال من وظيفتها الخاصة والإشتغال في مؤسسة ستفتحها باسمها ...قالت إنها ستمنحني الكثير من الإمتيازات إن قبلت بالعمل معها .فحاولت إغضابها عمدا وقلت إن هذا ممكن جدا شريطة ان تسلميني مفاتيح سيارتك في انتظار أن أستلم سيارتي التي ستضعها الإدارة رهن إشارتي بعد أيام ...تركت كريستينا كل المفاتيح فوق الطاولة وانصرفت فأدركت أي عذاب ينتظرني ...

...الآن عرفت لماذا طلب مني المدير أن أتسلح بثقافة النحلة إذا اردت أن اضمن لي مكانا في

فرنسا ...النحلة تشتغل فقط من أجل الآخرين ، هكذا يجب أن أكون ...كم أسعدني طلبه هذا الصباح وأبديت كامل استعدادي لأكون كالنحل لولا هذا الصوت الخافت الذي يتردد في دواخلي : أتراني فعلا أستطيع التخلص من بنات أفكاري السيئة وأكون كالنحل الذي يعطي ولا يأخذ ...لربما وفقت في اعتناق هذه الثقافة يوما ما ...هذا ما أتمناه .

نسيت أن أخبرك .. أشتري لي سروال دجين جديد كل أربعة أيام ...لكي تعيش هنا يجب أن ترتدي

الدجين كي لا تكون الشرطة مضطرة لإيقافك وتفقد هويتك وتقليب اوراق إقامتك التي تحملها معك بصفة إجبارية ...حدث هذا مرارا وفي كل مرة يعرفون أنني رجل تعليم يبتسمون في وجهي ويطلبون مني استئناف السير نحو وجهتي لكن بعد ان يرددوا على مسامعي أعتذارهم المهذب واللطيف إلى حد بعيد عن الدقائق التي استقطعوها من وقتي ...كم احب كل الذين يؤدون واجبهم على أحسن وجه ليسعد الآخرون ولينعموا بالراحة والأمان رفقة صغارهم وزهورهم التي يحرسونها بعناية بالغة حتى أضحت كل شيء في حياة العديد من جيراني الذين يحدثوني عنها كلما التقينا في مصعد العمارة ...


حدثت الكثير من الأشياء الرائعة منذ ان وصلت إلى هنا ...اشياء جعلتني أعشق هذا البلد الجميل ...ربما لن يستطيع الماضي الصمود أكثر أمام كل هذه المستجدات ...لكنني سأقاوم ما استطعت ...وصلتني رسالتك صبيحة هذا اليوم...كنت في حاجة ماسة لمعانقة أي شيء قادم من هناك ...إفعلي ذلك باستمرار ...بدوري سأستمر في الكتابة لك ...

انقلي تحياتي لصباح وطني العزيز ....لم اتركه إلا لأجله ممثلا في شخصي وأنا واحد ممن يشكلون ذاك الوطن ....كان ضروريا ان ابتعد واعيش الحنين كي أحب التربة التي أنبتتني كما تستحق أن أحبها ...لوحي بيديك للشمس وهي تغادر مدينتي ...للصغار وهم ذاهبون إلى مدرستهم كل صباح يعانقون الحلوى غير آبهين بما يجري من حولهم ...

اعتني بنفسك جيدا كما يقولون هنا ...وادخري دموعك للايام القادمة ، ربما تأخرت رسائلي المقبلة

لكن ذلك لا يعني أبدا أن أوروبا سرقت مني أسماء وصور أصدقائي الذين تركتهم بعد رحيلي ...



يتبع ******

hemoud123
12-08-2009, 11:44 PM
متابع

قطريه ماركه
13-08-2009, 12:07 AM
أسلوووب راااائع ..

متاااااابعه ...

!الشايمه!
13-08-2009, 01:28 AM
سنقراء بهدء معك....يا تربية وتعليم.....

لي عودة للقراءة.....

تحية

JAKOOR
13-08-2009, 02:03 AM
ما شاء الله عليك

اسلوب ابداعي


ترجع بالسلامه اخوي

رجل تعليم
13-08-2009, 02:41 AM
الإخوة والأخوات


hemoud 123

قطرية ماركة

الشايمة

JAKOOR

شكرا جزيلا على القراءة والمتابعة

تسعدني جدا مرافقتكم وأرجو أن يستمر ذلك

ليلتكم سعيدة

بنت غانم
13-08-2009, 08:27 AM
ما شالله عليك
اسلوب راقى

رجل تعليم
13-08-2009, 02:43 PM
ما شالله عليك
اسلوب راقى


الله يبارك فيك اختي الفاضلة بنت غانم

شكرا جزيلا على القراءة والثناء وتابعي باقي الأجزاء

رجل تعليم
13-08-2009, 03:51 PM
[center]الصفحة [/
center]3



باريس : أبريل 2003



قالت ماريا: عندما تفتح الباب عليك فانتظر أن يدخل منه الجميع ...هناك الأصدقاء الودودون وهناك الأعداء المتربصون ... الودودون مترددون دائما ..خطواتهم محسوبة لأنهم ينطلقون من الماضي ومن الصعب عليهم أن يتجاوزا ماضيك معهم ، إنهم يستحضرونه باستمرار لذلك لا يدخلون بيتك إلا عندما يتأكد لديهم أنك ترغب فعلا في استقبالهم . لكن الأعداء المتربصين لا ينتظرون سوى متى سيفتح الباب ، والأسوأ في الأمر أنهم أذكياء ويختارون لحظة الإنقضاض بدقة متناهية ..."



سألتها : وما الذي يمكن أن أفعله حيال هذا الأمر ؟



قالت ماريا : أن تتوقع نسبة نجاح العلاقات قبل بدايتها .....وليس أثناء بدايتها .




تناولت أغراضي ..ابتعدت بضع خطوات وأنا أدقق في كلماتها وأفكر في الطريق الطويلة التي تنتظرني ، فجاءني صوتها ملحا هذه المرة :



من أين تستمد ثقافة القسوة التي تعاملني بها عند كل لقاء ؟



قلت لها : أستمدها من ثقافة أنني لا أحبك ، ومن ثقافة أنك لا تعنين لي شيئا غير أستاذتي . ومن ثقافة أن العلاقة بين المدرس والتلميذ يجب أن تبقى بريئة على الدوام حفاظا على قدسية الرسالة وإطارها العلائقي اللامع كالذهب .



ثم تركتها واختفيت في الظلام.



بعد ايام وصلتني رسالتها :



" أحب أن تخطئ في حقي كي أغفر لك ...إن ذلك يمنحني امتيازا وتفوقا وموقعا أعلى في سلم علاقتي بك ولو على حساب كرامتي ...كل ما أفكر فيه هو أن تحين لحظة شعورك بالندم وتعيش عذاب الضمير . وأن لا تكون سعادتك بيد أحد سواي ، حينها سأعطيك مفاتيح تلك السعادة فأكبر في عينيك وأضعك وجها لوجه أمام الضمير فأغرقك في بحر من الخجل "



والواقع أنني لم أغرق في بحر من الخجل ولا عذاب الضمير ..لقد استغنيت قبل فترة عن الكثير من المبادئ وبدأت في التملص والإنسلاخ عن العديد من الواجبات التي تنتظرني ....أصبح الوفاء مجرد مشاعر رقيقة وضعتها برفق في كفن أبيض ثم أخفيتها في صندوق سيارتي كي تكون معي حيثما وليت وجهي .. أدرك تماما أنني لن أفتح ذلك الصندوق على المدى القريب ولكن ربما صادفت أحدا يستحق ذلك وربما حدث هذا في مكان سيء جدا ...



تلقيت قبل شهرين أسوأ خيانة يمكن أن يتعرض لها الإنسان ...صديق عزيز جاء من بلاد بعيدة وأبديت كامل استعدادي لمساعدته في الحصول على وظيفة بالمؤسسة التي أشتغل بها ...استقبلته في بيتي بكل الحب والحفاوة التي تليق به كواحد ممن اختاروا أن يسجلوا أسماءهم الشخصية على دفتر ضحايا الغربة القاتلة ، فوضعت جميع ممتلكاتي رهن إشارته وتوددت إليه مرارا أن يتصرف على أساس أنه صاحب البيت وأنا الضيف ..كان يقضي أيامه قرب الهاتف والتلفاز ودولاب ملابسي مشرع أمامه ولا أحد يقف بينه وبين تلك الأبواب الخشبية ...في تلك الأثناء أكون في مقر عملي ولا أعود إلا مساء فأحدثه ما استطعت وأرسم أمامه آمالا كبيرة وأعاهده بصدق أنني سأساعده وسننجح معا بإذن الله.

صديقي له طريقته الخاصة في رد الجميل ...استقبله المدير ذات صباح ورسم في وجهه ضحكته الصفراء البليدة التي لا تحمل أي معنى في نظر جميع الحضارات التي قرأت كثيرا من ثراثها ... أنشأ صديقي يحدثه عن أسرار المؤسسة التي أطلعته عليها ولم يكن أبدا ليعلم شيئا عنها لولا أنني عاملته بكثير من الثقة وعدم التحفظ ... بدوري لم أكن لأعلم أن هذا هو السبب الحقيقي الذي يقف وراء طردي من العمل ..كريستينا هي التي أخبرتني لكن بعد فوات الأوان ..ولهذا استقبلني المدير ببرودة قاتلة ذات صباح ممطر وصفع مسامعي بجملة لن أنساها ما حييت .قال لي : " إن لم تكن طريقة إدارتي للمؤسسة تحظى بإعجابك فاعلم أننا لم نفتح المؤسسة فقط لإرضائك ، ووجهة نظرك لا تعني لي شيئا ولم يطلبها منك أحد بصفة رسمية "



لهذا يجب أن اتغير بدوري وان أشتغل ولو قليلا على كلمات مثل " الحيطة والحذر والتحفظ وعدم الثقة ووووووو ... ولذلك بت أحمل الكثير من القيم في صندوق السيارة فقط في انتظار أن أجد من يستحقها ، لابد من لحظة إهدائها لشخص ما لأنها ليست ملكا شخصيا مطلقا لنا ... نحن فقط نرعى تلك المشاعر النبيلة في قلوبنا ونحتفظ بها في انتظار أن نجد حديقة واسعة لغرسها ، قد تزهر دون شك وقد يتعذر عليها ذلك ...

لقد تم تعويض الخصاص الذي خلفه غيابي عن المؤسسة بشخص كان يحمل ذات عهد قريب صفة " صديقي العزيز " ..ربما يلج المؤسسة بعد أن يتعطر بعطر غال جدا كنت قد اشتريته له أياما قليلة بعد وصوله ...إن ما يعذبني هو الحدث وليس النتائج .... الخبز متوفر بكثرة ولو في قمامات الشارع ....إن ما نناقشه هنا يتعلق بالقيم والأخلاق فقط وهوالمعركة والرهان و التحدي الكبير الذي ينتظر أي شخص يفكر بعد اليوم في اقتحام حياتي الخاصة ...



استقبلتها عصر اليوم ...جاءت مبللة بالدموع وباقة ورد أنيقة جدا بين ذراعيها ...تناولت الهدية وقبل أن أضعها على الطاولة كنت قد كتبت عنوان كتابي التافه " الغربة موطن الذنوب "

يتبع

بنت سيف
13-08-2009, 04:31 PM
متابعة .. بهدوء

موضوع جميل ..

بانتظار ما يتبع ..

ahmeds
13-08-2009, 04:52 PM
كلام جميل جداً:)
لي عودة مع مجموعة اسئله اذا اتسع صدرك لها:)

مهندس زمانه
13-08-2009, 04:58 PM
الاسلوب روعه ولي عوده....ان شاء الله

كروه
13-08-2009, 05:01 PM
قصه جميله وشيقه واسلوب كتابه ممتاز

متابع .......

رجل تعليم
13-08-2009, 07:59 PM
متابعة .. بهدوء

موضوع جميل ..

بانتظار ما يتبع ..


شكرا وتابعي كما توقعت أن يحدث ...


شرف كبير لحروفي الصغيرة أن نالت بهذه القراءة من واحدة من أعمدة المنتدى ...

شكرا على الثناء والى حكايات جديدة

رجل تعليم
13-08-2009, 08:02 PM
كلام جميل جداً:)
لي عودة مع مجموعة اسئله اذا اتسع صدرك لها:)


شكرا على الثناء العطر ومرحبا بكل ما ترغب في طرحه من الأسئلة ...

على الراس والعين إن شاء الله .... إي آفيك بليزير كما يقول ساركوزي ...

رجل تعليم
13-08-2009, 08:05 PM
الاسلوب روعه ولي عوده....ان شاء الله


شكرا شكرا على الكلمة الجميلة ....إلى حين العودة استمتع بما تبقى من أيام الصيف الطويلة ....

سأنتظرك بحول الله

رجل تعليم
13-08-2009, 08:08 PM
قصه جميله وشيقه واسلوب كتابه ممتاز

متابع .......


مرحبا بك اخي " كروه " الى رحلة النبش في الماضي القديم .... كن بالقرب لتعرف كيف تنقلت بين سبع مهن مع ما تقتضيه كل منها من العضلات من الذكاء من فنون المجاملة والهروب والإختباء حين يقتضي الأمر ذلك ....

ثم عش معي نهاية لن تتوقعها أبدا

شكرا على المرافقة

رجل تعليم
16-08-2009, 05:49 AM
باريس . ماي 2003




...قضيت أياما طويلة بغرفة منعزلا تماما عن العالم الخارجي .... وحده بواب العمارة يطرق الباب بعد منتصف النهار ليسلمني جرائد اليوم ثم ينصرف وهو يرمقني بنظرات كلها شك وريبة ، فأنا لفرط ما أعانيه من اضطرابات نفسية أصبحت لي سحنة أشبه بسحنة شخص فار من العدالة ..، والواقع أن ملفي أبيض ولا عدالة تلاحقني غير عدالة شخصية جدا أبحث عنها في خيبة الأمل الكبيرة التي أهداني إياها شخص استضفته بكل الحب والإخاء وفتحت له الباب على مصراعيه ليلج عالمي الخاص ... كان من الممكن جدا أن أبقيه بكلمة واحدة خارج الباب، ولكن ولكي أكون قادرا على ذلك وجب علي تقيؤ كل المبادئ التي قرأتها وتعلمتها فاعتنقتها قبل فترة طويلة ....

اتصفح الجرائد بحثا عن قصص مشابهة ولم أفكر أبدا في وظيفة كما يفعل العاطلون عادة .... أصبحت أبحث بالضبط عن التفسيرات التي تقدم بعد فوات الأوان حول حالات الإنتحار التي تحدث هنا لأسباب تافهة جدا ، والغريب أني كنت أسخر من التفسير أكثر من سخريتي من الحدث نفسه ....هناك شخص علق جسده على الحبال وشخص آخر يجلس أمام الصحافي ليقدم مبررات نفسية لحالات الإنتحار التي تحدث ... كم هو مقيت أن تتحدث بالنيابة عن أشخاص فارقوا الحياة ولم يستشرك أحدهم في قراره ... من المفيد أن نصمت حينما يتعلق الأمر بأسباب شخصية وإلا وجب علينا سحب هذه الملكية منهم قبل أن نملك الحق في الحديث عنها ....

مضى أسبوع وأنا على تلك الحال ولم أفكر أبدا في الإنتحار ... إن الذي يجب أن أقتله هو اليأس والقدرة على العودة إلى الماضي ... لابد من تدمير الجسور التي نعبر منها لئلا يتعقبنا الآخرون ... تلك قاعدة عسكرية قديمة جدا ولا بد من تطبيقها في حربنا مع الماضي .... الماضي والعدو وجهان لعملة واحدة ... هكذا يجب أن أفكر وإلا فسأكون ضحية في بلد لن تجد فيه من يهتم برفاتك ولا من سيشفق عنك إن كنت لا تستطيع الوقوف على رجليك ....

في مكان " سيئ الذكر " جلست إلى ركن كباقي الجالسين ... تقدم مني شخص كان يجلس بطاولة مجاورة ، ومثل أي شخص وحيد كان لابد أن تشاركه الحديث وأن تجيد السماع لقصته الطويلة رغم أن الأمر لا يعنيني من بعيد ولا من قريب ... قال لي : أتعلم أن تلك المغنية فقدت أسرتها في حادث غرق بالبحر، وأنها زارت فرنسا كسائحة لتستقر بها وفاء لذكرى أفراد أسرتها الراحلة .... أرعبني المشهد وبت أدقق في حركاتها وهي تقطع الخشبة جيئة وذهابا كأنها تبحث عن شيء ضائع ....ثم صمتنا فجأة... ولكي أكسر الجليد كان لابد أن أقول شيئا فعلقت : أنا أيضا أحب الموسيقى وأعزف على الفيتار منذ طفولتي ، ولذلك تستطيع أبسط الأمور أن تؤثر في وأن أندمج مع بعض الأحداث أكثر مما يستطيع غيري فعله ...صفق نديمي كأنه عثر أخيرا على ضالته ، وراح يرتب الموعد لوحده لأسمعه بعضا من التقاسيم التي يمكن أن أعزفها ...غدا ، بعد غد ، غدا مساء ... وهكذا يتحدث لوحده إلى أن دفعني لأحسم في الأمر ، فقلت : قد أعود بعد أيام وسنرى إن كنا نستطيع العمل سويا يا " مون باترون "

...في غرفتي أدركت أن حياتي ستأخذ منحى آخر غير ما جئت لأجله .... سأنتقل رسميا من رجل تعليم إلى عازف للفيتار في نادي " ......" الليلي ، ....يا لسخافة الحياة ، ثم لماذا هذا القلق كله ؟؟؟ من الرائع جدا أن يتلون المرء حين تدفعه الحياة لارتداء معطف لا يناسبه ... صحيح أني أعشق الموسيقى لكن لم يدر بخلدي أبدا أن أجد نفسي يوما وسط هذا الحشد الهائل من المترنحين وفاقدي الوعي .... أحب أن أعزف لنفسي لدقائق فقط ثم أرمي الآلة جانبا وأكتب قصيدة لا علاقة لها بالموسيقى أبدا .... لكن هناك دائما بعض الأمور التي تحدث دون أن تجد تفسيرا مناسبا لها إلا بعد فوات الأوان .....

.... على ضفاف نهر صغير بالضاحية البارسية جلست عصر اليوم مجردا إلا من أسى عميق يمزقني ... لا أريد أن أشتغل ولا أريد أن أبقى هكذا .... مشكلتي مع " اتخاذ القرار " فقط ...وإذا ما انتصرت في هذه المعركة ورسمت طريقي بوضوع فسأنجح كعادة الناس المصممة ... ولكني عاجز تماما على اتخاذ أي قرار ... فتحت صندوق سيارتي لأعد قهوتي القاتلة فطالعني مؤلف رائع جدا " للدريج " تناولته وكان بجانبه مؤلف آخر " لبياجي " وهي مؤلفات ذات قيمة تربوية عالية جدا ....مضحك أن تدرك أنك على موعد هذا المساء لتعزف على فيتارك أمام السكارى وفي يديك مؤلفان يرغبان في صفعك بشدة .... رميتهما في النهر دون تردد وعلقت بعد أن سمعت صوت سقوطهما في الماء : أن لنا لقاء حالما تصلان إلى الميناء ... أراكما هنالك .... أرجو لكما رحلة ممتعة ...

... مر أسبوع وأنا أرافق صديقتي الإرلندية وهي تؤدي أغنيتها السخيفة كل مساء .... الجميع يبكي إلا أنا ... أنا مشغول بهم آخر أهم من البكاء .... يجب أن أبقى بكامل وعيي لأدرك جيدا إن كانت الخشبة التي أقف عليها متينة أم لا ...سئمت كل أغنية لفرط من نرددها بناء على طلب شخص لا يستطيع التماسك والوقوف باعتدال على رجليه ....هل يوجد هنالك أمر أحقر من أن تلبي نداء رجل تافه يريد في لحظة ما سماع أغنية ما هو الوحيد الذي يفهم ما تعنيه له ... ربما تذكره بحالة انفصال ما دون أن يعلم أن الذي يتعين عليه أن يتذكر انفصالاته هو أنت بالضبط ... أنت الذي تسلط على خشبتك أضواء ساطعة ويجب أن تتقن العزف ليبكي أكبر عدد ممكن من الحاضرين .... الباترون يحب مشاهد البكاء ... قلت لصديقتي إن قدرنا أن نشتغل مع رجل دموي يعشق سماع النواح والصراخ يعني شيئا واحد فقط، وهو أننا مجانين جميعا ونحتاج لحملة علاج جماعية لنستيقظ من الحماقة التي يبدو وكأنها تبسط قبضتها علينا بإحكام شديد ....

الإرلندية تتمايل يمنة ويسرة وأنا أغمز لها أن تغير تلك الأغنية السخيفة أكثر منا جميعا ....ربما ناقشت هذا " العصيان الموسيقي " مع الباترون في جلساتهما الهامشية، و لهذا أراد أن يعلمني يوما فنونا في كيفية الإندماج التام مع اللحن والأداء بغية الحصول على عرض جيد مبهر على حد تعريفه .... لن يعلم أبدا أنني أؤدي تلك المهمة برمتها استجابة لجنون عابر فقط .... سيأتي يوم ليفهم جيدا لماذا لم يكن ذاك المدرس يبكي كغيره من الناس .... كنت أعلم أن أسرتي تبكي بعيدا ولهذا وكما تقتضي كل حالات الضياع لابد أن يبقى أحد المسافرين متمسكا برشده وصوابه لئلا تخسر المجموعة فرصة العثور على خط العودة .... فالناس في حالات الضياع التام لا ينقذها سوى مرافق سلم من اليأس والإحباط ... أما إذا استسلمنا جميعا للبكاء فمعنى ذلك أننا قررنا نهايتنا وسندفع الثمن ....

قالت صديقتي الإرلندية الشقراء : ما مشكلتك بالتحديد ؟ هل تحتاج لعدسات لاصقة لترى هذا النجاح الذي تحققه ؟ أعرف أنك جئت بحثا عن العمل وحين تحقق لك ذلك لم تعد مقتنعا أنك تريد ذلك حقا ؟؟ هل تعرف ماذا يسمى هذا في الطب النفسي ؟؟

قلت : نعم يسمى انفصاما ...انفصاما مزمنا ، ولذلك بالضبط سأتوقف بهدف العلاج ... ما رأيك أنا سأدفع تكاليف علاجك في أفضل مصحة .... فلتقبلي ...
ثم انصرفت وسمعتها تقلب الطاولة ورائي غضبا وانفعالا ...وعلقت لأغيضها أكثر وأكثر: بالمناسبة ، لو صادفت عدسات لاصقة خاصة بالأذن فسأبعثها لك فورا لتعلمي كم هي سخيفة أغنيتك ...

...تهاتفني " كريستينا " مرة كل ثلاثة أيام .... أين أنت وهل تحتاج لمساعدة ما ؟؟؟ إنها لا تعلم أي شيء عني منذ فترة ليست بالقصيرة ....قلت لها : أنا بخير وسآتي لأراك قريبا ...أضع الهاتف وأنا متيقن أني لا أرغب في لقاء أحد ممن أعرفهم ... ربما للأمر علاقة برغبتي في الهروب من الماضي ... لكن أليس الماضي جميلا بما يكفي لأهرب إليه من حاضر سيئ للغاية ....؟؟؟ سؤال أصبح يطرح نفسه بشدة خصوصا وأن أذني بدأت تؤلمني فعلا من صخب الموسيقى كل مساء...كل مساء ...للضمير أذن غير مرئية وهي التي أقصدها هنا ....لقد صمت بما يكفي وتحتاج منذ اليوم لراحة تامة ....لذلك اتصلت بها واتفقنا على موعد عشاء على نفقتي في اليوم الموالي ...

سيجن جنون الباترون ... وإن لم يكفيه ذلك فليؤلف قصة جنونه كما أؤلفها بصمت وفي سرية تامة ....


يتبع ****

أم ريليه
16-08-2009, 11:48 AM
متابع ...............................وبأستمتاع

رجل تعليم
16-08-2009, 02:18 PM
متابع ...............................وبأستمتاع


مرحبا ألف

شكرا على انضمامك ولمتابعتك ....

ارجو لك لحظات ممتعة ونهارك سعيد

سهم المراقيب
16-08-2009, 04:35 PM
أشكرك على هذا السرد أخي الحبيب ,,
الغربه = إذلال الذات ,,
الله يرد كل مغترب لموطنه سالم غانم ,,

رجل تعليم
16-08-2009, 05:27 PM
أشكرك على هذا السرد أخي الحبيب ,,
الغربه = إذلال الذات ,,
الله يرد كل مغترب لموطنه سالم غانم ,,

مرحبا أخي الكريم سهم المراقيب


شكرا على الثناء وحسن المتابعة

الغربة كما كنت أعيشها من زاويتي الخاصة- حاملا معي طفولتي وإرثي الثقافي بكامله - كانت بالنسبة لي ميدان حاميا للصراع مع المواقف ....

من الصعب أن تتماسك وسط مجتمع يهديك ألف فرصة للضياع والتيه ...عدم التماسك هذا يجعلك دائما في أخذ ورد مع ما تعتنقه من القيم ... صدقني القيم الجميلة الراسخة هي التي سنتتصر في نهاية المطاف ....

تابع بقية الفصول إن أمكنك ذلك ، وشكرا مقدما

نهارك سعيد

رجل تعليم
17-08-2009, 03:50 AM
في انتظار الأخ الذي طلب الإذن لطرح بعض الأسئلة قبل أن أستمر في عرض باقي الحكايات

رجل تعليم
17-08-2009, 07:51 PM
كأن شبحا ما يلاحقني ... لا أجد الراحة في أي مكان ...كريستينا لاحظت هذا التذمر حينما لم أبد أي رأي في نوعية العشاء الذي سنتناوله ، قلت لها : أي شيء ... أي شيء . أطلبي أي شيء .

كريستينا ذكية ككل النساء اللواتي يبحثن عن النصف الآخر ... تجند مواهبها كاملة حينما تتحدث إلى الآخرين ... ابتسامتها التي صنعها الزمن والطقس البارد كافية لتذيب قناعاتي الهشة التي بدأت تتآكل مع مرور الزمن ...
لست معنيا بالعشاء يا صديقتي ... اطلبي ما شئت فلن أشاركك الأكل ...أريد قهوة فقط .

قالت : رغم أننا نحترم الحريات الفردية في فرنسا إلا أني سأطلب لك طعاما ، وتصرف بعدها كما تشاء ...

..غادرنا المطعم واختفينا في أجنحة ظلام الضاحية ...كرستينا خلف المقود رائعة جدا ... لغة أنيقة وشاعرية تتدفق بغزارة ، إنها تبحث منذ فترة عن النصف الثاني وأنا أبحث عن ذاتي بأكملها ، أسرتي تلاحقني أينما كنت بل وأشيح بنظري عن ملذات المائدة حين أعلم أنهم في وضع مختلف تماما ، لهذا كانت كلمات كرستينا تخترق إذني اليمنى لتخرج من اليسرى ومنها إلى نافذة مفتوحة صيفا وشتاء . قلت لها :

-النساء تجس النبض عادة ويبدو أن تؤسسين الآن لفكر جديد .

- ليس هناك قانون يجبر كل النساء على التفكير بطريقة مشابهة .
- ولكن للأسف مازال الرجال يفهمون الأمر بنفس المعنى ويتعاطون مع المواقف بذا ت الفكر وغالبا ما تكون قراراتهم متشابهة .
- الرجال . يالها من كلمة كاذبة . إنهم لا يتقنون أدوارهم إلا إذا ضمهم مجلس واحد ، وحين تنفرد بأحدهم لا تستغرب إن وجدت كلامه مخالفا تماما لما كان يدعيه قبل لحظات .
- عموما . أنت كامرأة أدرى بهم .
- هل أفهم أنك تريد أن نغير الحديث ؟
- ليت الأمر يتعلق بتغيير الحديث فقط ....أرى أنه من الأفضل أن نغير المواقع أيضا .

أسوق بسرعة مفرطة بأمل أن ألحق بالليل قبل ذوبانه في شمس الصباح ... وعلى الخشبة استأنفت العزف خلف الإرلندية البائسة ... عندما أقارن قصتي بقصتها تبدو تفاصيلي تافهة جدا ، هي فقدت أسرتها مكرهة وأنا فقدتها طواعية وشتان ما بين الحدثين ...

كرستينا تجلس في طاولة مجاورة ... اندمجت هذه المرة مع الموسيقى كما يحلو لجيب " الباترون "..
ولهذا انتهت ليلتي في سيارة إسعاف نتيجة تلوث رئوي حاد ... في المستشفى أستعيد وعيي وأتأمل أنابيب الأكسجين المعلقة في كل زاوية من الغرفة ...جميل جدا أن يحدث هذا ليدفعني بقوة نحو اتخاذ قرار حاسم ومفيد ..


كعادة كل شخص مجبر على الفرار من وضع ما ، كان ضروريا أن يبدأ العمل بتغيير المكان والمدينة والأشخاص ...لن يقدر أحد على النجاح في مسعى كهذا إلا إذا كان شجاعا بما يكفي للتنصل والإنسلاخ من الأمس القريب ...وهكذا ابتعت بنزينا بآخر ورقة نقذية متبقية معي وانطلقت صوب مدينة " كرونوبل " بسيارة قادرة على قتلي إن واصلت السياقة بهذا الجنون ....


قد يتبع ، وقد لا يتبع

بنت الحرمي
17-08-2009, 07:56 PM
فعلاً الغربة كـُربة ..

لكن اذا لم يكن لدى الشخص خيار آخر ، فاليحاول قدر الامكان اخذ واكتساب ما قد يعود عليه بالنفع .. ويقدر قيمة ما فقده في وطنه .. ويقدر ثمن الوطن ، الاهل ، الدين، الصحبة ... وغيره مما يفقده الانسان في غربته ..

الغربة مزيج من الصراعات والتناقضات ، والايدلويجيات ، تتصادم وتلتقي بعضها البعض ..

سرد جدا ًممتع .. وفقكم الله لما يحب ويرضى

وحيد-الشوق
17-08-2009, 08:53 PM
اسلوب جميل ورائع شدني للمتابعة :nice:

سلمت يمناك وان شاء الله بكون متابع معاك

:)

رجل تعليم
18-08-2009, 01:44 AM
فعلاً الغربة كـُربة ..

لكن اذا لم يكن لدى الشخص خيار آخر ، فاليحاول قدر الامكان اخذ واكتساب ما قد يعود عليه بالنفع .. ويقدر قيمة ما فقده في وطنه .. ويقدر ثمن الوطن ، الاهل ، الدين، الصحبة ... وغيره مما يفقده الانسان في غربته ..

الغربة مزيج من الصراعات والتناقضات ، والايدلويجيات ، تتصادم وتلتقي بعضها البعض ..

سرد جدا ًممتع .. وفقكم الله لما يحب ويرضى


اللهم آمين ووفقك بدورك وأسعدك

مرحبا بك إلى حيث تصبح الغربة موطنا للذنوب ...

تفاصيل لمحنة عشتها قبل سنوات لكني تخلصت منها تماما في لحظة مناسبة جدا، وسنرى لاحقا كيف حدث ذلك بحول الله ...

الغربة و كما تفضلت خلقت لدي مشكلا مع الهوية ...مع الإنتماء ... مع العروبة ... كان الدين سراجا أبى أن يستسلم لكل العواصف والرعود ... كان سراجا ونعم ما كان ....

في ديار الغربة عليك أن تختار بين أمرين ... إما أن تكون وفيا لجذورك وهنا يتعين عليك أن تعاني ما لايدركه غيرك ، وإما أن تنساق مع الإحداث والمستجدات لتخسر كل دماء الوجه دفعة واحدة .... صحيح أن مجال الخطإ وارد جدا لكن الضمائر تبقى حية رغم كل شيء ....

سعدت بزيارتك الجميلة .... آمل أن يتكرر ذلك

شكرا على صورتك في التوقيع ... تجسيد ملحمي للأمومة ... كنت قبل أن أكتب لك أمارس دوري كأب مع طفلة صغيرة أبت إلا أن تنام بين ذراعي ...تركتها للنوم قبل لحظات ... كانت لحظة من اروع ما يتمناه الإنسان ...

شكرا جزيلا وليلتك سعيدة

رجل تعليم
18-08-2009, 01:50 AM
اسلوب جميل ورائع شدني للمتابعة :nice:

سلمت يمناك وان شاء الله بكون متابع معاك

:)


مرحبا بك اخي الكريم " وحيد الشوق "

كم هو جميل أن يكون المرء وفيا حتى في إفراده وتخصيصه لأشواقه لشخص واحد فقط ... ربما أرغمك هذا الوفاء على الإعتراف بذلك فجاء اسمك حاملا لمعاني رائعة : وحيد الشوق .
كن كذلك لأن ما يعطي المرء خاصية "الإنسان الرائع " هو مدى إخلاصه لعشقه ووعوده السابقة ...

أهلا بك ... سعدت لزيارتك وممتن لك كثيرا لقرارك " المتابعة "

شكرا على الثناء و ليلتك سعيدة

بنت الحرمي
18-08-2009, 09:37 AM
اللهم آمين ووفقك بدورك وأسعدك

مرحبا بك إلى حيث تصبح الغربة موطنا للذنوب ...

تفاصيل لمحنة عشتها قبل سنوات لكني تخلصت منها تماما في لحظة مناسبة جدا، وسنرى لاحقا كيف حدث ذلك بحول الله ...

الغربة و كما تفضلت خلقت لدي مشكلا مع الهوية ...مع الإنتماء ... مع العروبة ... كان الدين سراجا أبى أن يستسلم لكل العواصف والرعود ... كان سراجا ونعم ما كان ....

في ديار الغربة عليك أن تختار بين أمرين ... إما أن تكون وفيا لجذورك وهنا يتعين عليك أن تعاني ما لايدركه غيرك ، وإما أن تنساق مع الإحداث والمستجدات لتخسر كل دماء الوجه دفعة واحدة .... صحيح أن مجال الخطإ وارد جدا لكن الضمائر تبقى حية رغم كل شيء ....

سعدت بزيارتك الجميلة .... آمل أن يتكرر ذلك

شكرا على صورتك في التوقيع ... تجسيد ملحمي للأمومة ... كنت قبل أن أكتب لك أمارس دوري كأب مع طفلة صغيرة أبت إلا أن تنام بين ذراعي ...تركتها للنوم قبل لحظات ... كانت لحظة من اروع ما يتمناه الإنسان ...

شكرا جزيلا وليلتك سعيدة

كلامك جداً واقعي ..
دائماً يجب ان لا نتأثر بما حولنا من سلبيات ، بل نجعل الآخرين هم من يتأثرون بنا ايجاباً بالطبع ، اعني بكلامي اظهار حسن المعاملة والخلق خصوصا ً في الغربة
ويجب ان لا ننسى اننا لا نمثل فقط انفسنا وشخص واحد ، ففي الخارج ، انت لست مواطن قطري ، ولكنك تمثل كل القطرين ، انت لست مجرد شخص عربي ومسلم واحد بل انت تمثل جميع العرب والمسلمين ..
وطبعاً مراقبة الذات دائما ًوابدا ًهو ما يحركنا ..
صعب التأقلم مع الغربة ، وصعب الاندماج معها ايضا ً.. لكن علينا دائماً التفكير بــ (الوسطية)

شكراً على تعليقك وثنائك على الصورة ،، فعلاً بها من المعاني الكثير
حفظ الله ابنتكم ورعاها ..

رجل تعليم
18-08-2009, 07:28 PM
كلامك جداً واقعي ..
دائماً يجب ان لا نتأثر بما حولنا من سلبيات ، بل نجعل الآخرين هم من يتأثرون بنا ايجاباً بالطبع ، اعني بكلامي اظهار حسن المعاملة والخلق خصوصا ً في الغربة
ويجب ان لا ننسى اننا لا نمثل فقط انفسنا وشخص واحد ، ففي الخارج ، انت لست مواطن قطري ، ولكنك تمثل كل القطرين ، انت لست مجرد شخص عربي ومسلم واحد بل انت تمثل جميع العرب والمسلمين ..
وطبعاً مراقبة الذات دائما ًوابدا ًهو ما يحركنا ..
صعب التأقلم مع الغربة ، وصعب الاندماج معها ايضا ً.. لكن علينا دائماً التفكير بــ (الوسطية)

شكراً على تعليقك وثنائك على الصورة ،، فعلاً بها من المعاني الكثير
حفظ الله ابنتكم ورعاها ..


اللهم آمين ، وحفظك لكل احبتك وأهلك وحفظهم لك ...

صحيح أنك كمغترب تحمل رسالة جانبية أهم مما اغتربت لأجله ... كل منا سفير لبلده وأمته وعليه أن يمثلهم أحسن تمثيل ...هذا هو التحدي الأكبر الذي يمكن ان يلاقيه كل الغائبين عن بلدهم ...

الاحداث القادمة غنية جدا بمواقف في هذا الصدد ... لا اريد عرضها الآن لكني أعدك بحول الله ان تقرئي منها ما سيسرك ويفرحك ...

شكرا على حسن المتابعة ولي عودة قريبا بحول الله

رجل تعليم
07-12-2009, 12:09 AM
كعادة كل شخص مجبر على الفرار من وضع ما ، كان ضروريا أن يبدأ العمل بتغيير المكان والمدينة والأشخاص ...لن يقدر أحد على النجاح في مسعى كهذا إلا إذا كان شجاعا بما يكفي للتنصل والإنسلاخ من الأمس القريب ...وهكذا ابتعت بنزينا بآخر ورقة نقذية متبقية معي وانطلقت صوب مدينة " كرونوبل " بسيارة قادرة على قتلي إن واصلت السياقة بهذا الجنون....

على مشارف المدينة التي كانت هدفا لي منذ خمس ساعات ، توقف نبض المحرك عشر كيلومترات قبل أن أبلغ " كرونوبل " ....كنت بحاجة ماسة لأتوقف فتوقفت مجبرا بسبب نفاذ البنزين ، لاشك أني تلفظت بكلمات ولم يسمعها أحد سواي ....كلمة : ميرض " متداولة بكثرة في هذا الوطن الجميل ، رددتها مرات عدة وأنا أضرب المقود قبل أن أغلق الباب بقوة وأجلس مفترشا تراب منعرج خطير ....

يقال إن السقوط يظهر دائما على الفارس مباشرة بعد امتطائه الحصان ...الفارس الذي سيقع عن الحصان يبدو عليه ذلك من شكل جلوسه على ظهر جواده ومباشرة بعد ركوبه ، هذا الأمر يشبه صباحي اللعين ...توقفت امرأة عجوز لسبب ما ، وترجلت من سيارتها القديمة وصارت تقترب مني كأنها عثرت على قنفد وسط الطريق ... كنت أجلس لحالي أتأمل هذا القدر فقط ، ربما بدا لها ذلك مهما فتوقفت ، لكنها بدلا من أن تسألني عن سبب جلوسي إلى الأرض وحول ما إذا كنت بحاجة لمساعدة ما ، شرعت تسمعني آخر وأقدم ما وجد في الأدب الفرنسي من عبارات الغضب والسخط ، هكذا ظلما وعدوانا ....

انتم يا حفدة ..... ، تاكلون حتى أزهار الحدائق وتدعون أنكم مظلومون وتطالبون بتغيير الدستور ، سواعدكم الخالية من البركة هي التي تسبب انهيارات في عماراتنا ...تسألون العالم أن يتعاطف معكم لأنكم تحملون قضايا ما .... نحن لسنا معنيين بقضايكم .... كنا سنتضامن معكم لو اخترتم العيش هنا من دون سكاكين ولا رصاصات السوق السوداء ....

اصغي لهذه السيدة وأحاول أن أعرف عما تتحدث .... أنا لا ابني عمارات على أرض فرنسا ولم أطالبها ابدا بتغيير الدستور ، لو كان وضعي عاديا لقلت إن الدستور هو أسخف وثيقة في خزائن الحكومة ....مالي وهذه المرأة اليوم ، لو لم ينفذ مني البنزين لتفاديت حتما هذا اللقاء .... ثم ضحكت فازداد غضبها...
قلت لها : هل تعلمين ماذا نفعل عادة بالجثث بعد أن تفارقها الأرواح ؟؟
قالت : تأكلونها أيضا ؟
قلت : لا ... نضعها في حفرة ونغطيها بالتراب ...

ثم انفجرت باكية كأني لامست جراحها، قبل أن تستأنف كلاما لا يتمنى أحد سماعه .

نفسي تحدثني أن أقوم فأكبلها ثم أضعها في سيارتها وأدفع بهما نحو المنحدر .... تحتنا مباشرة وادي سحيق قادر على تخليصي من هذه المواويل المجانية ... لكني تمالكت نفسي جيدا مخافة ألا أكون وفيا للسبب الحقيقي الكامن وراء زيارتي لهذا البلد ....تعطلت سيارتي وتوقفت هذه المرأة لتشتمني دون ان يسبق لي أن عرفتها ... لا اعرفها ولا تعرفني وهل من العدل ان أدفع دائما ثمن مرض الغير ؟؟؟

غير اني أشفقت عليها بالكامل بعدما عرفت أن ابنها قد قتل في أحداث عنصرية على أيدي شباب من أوروبا الشرقية ... هذا الحدث ولد لديها حساسية مرتفعة من كلما هو أجنبي ... اختفت العجوز بعد لحظات ..كسرت هاتفي وابتعدت خطوات عن سيارتي التي سأتخلى عنها هنالك إلى الأبد ...

تستطيع أن تجوب فرنسا بكاملها من دون أن تدفع فرنكا واحدا .... يكفي أن تقف على ناصية الطريق وستتوقف أول سيارة قادمة في اتجاهك لتقلك مجانا ...قد يكون حظك جيدا فتتوقف عليك سيارة تقودها امرأة مفعمة بالحياة ، لا شيء هنا يضمن لك ألا تعيش تجربة حب جديدة .... حسهم وعشقهم للمغامرة وتقديسهم لكلمة " الفرصة " يبقيهم متشبثين بكل الغرباء ...اولئك الذين يجتمعون معهم دون موعد ولا اتفاق ....

وبما أني لم آتي إلى هنا بحثا عن الحب ، ولكي ينهي صباحي طلاء نفسه بالسواد، كان ضروريا أن يتوقف أحد المجانين لتكتمل المسرحية ... توقفت شاحنة طويلة جدا يسوقها واحد لا يستطيع التحكم في فمه ....إنه ثمل للغاية ... لم يسألني من أكون وهذا أروع ما في هذا اليوم ... يردد بصوت عال : إيلي مينوي آغوم إي جو بلوغ آباغي ...يردد ما تقوله المطربة التي تبكي في الشريط : انتصف الليل في روما وانا أبكي في باريس ...

قصيدة تحمل حسا أدبيا عاليا جدا ، أدمنت القصيدة بعد ذلك ولكن بعد أن سألته التوقف مرارا دون جدوى ...أردت التخلص منه في الكيلومتر الأول إذ لا شيء يوحي أن هذا السائق سيصل إلى مدينته ... لا شك أنه سينقلب ، من المستحيل أن يصل وهاأنا بعيد عنه وأنا متيقن أنه قد ارتكب حادثة سير ، حتى وإن لم يحدث ذلك فقد كان من الضروري أن يحدث...

لم يكن يسمع كلامي على الأرجع ، فقد جميع حواسه بسبب امرأة تركته فرحلت إلى روما ، ولذلك وكلما تذكر في منتصف الليل أنها قد تكون بين أحضان أخرى يبدأ في غناء:انتصف الليل بروما وأنا أبكي بباريس ...
لا أعلم لحد الآن كيف توقف ... أخيرا سمعني ، ... قلت له إني سأشتري ولاعة من المتجر وآعود ، لو كان يعلم أني لا أحمل فرنكا واحدا لما توقف ولكنت الآن في عداد الموتى أو المعطوبين ...الكذب ينفع مع من فقد حاسة العقل ....وضعت رجلاي على الأرض فأحسست بالأمان ، ثم ومن دون تفكير وجدتني بعد لحظات وسط حقول الشعير وأنا أغني بدوري وبصوت عال :
ياله من صباااااااااااااح جيد

رافقت مشغلتي الحسناء وهي تشرح لي كيف سأطعم الخنازير ...يجب أن أتكيف مع كل شيء طالما أني لا أرغب في العودة إلى مهنة التدريس ...يجب أن أعرف متى تنام الخنازير ومتى تغضب ومتى علي أن أغرب عن وجهها ... كانت تشرح لي ولم أستطع تمالك نفسي ثم أشرت إلى ابنتها الجذابة فقلت : هل يعقل أن يسكن هذا الجمال هنا ؟؟؟

على المائدة كنت تائها بين الصور القديمة والحديثة ... نتناول عشاءنا معا كأننا أسرة واحدة ...دلفت إلى غرفتي وأنا أستحضر وجه المرأة العجوز وذاك السائق السكير وتلك الخنازير الضخمة ... وكثيرا من ملامح " ميلاني " الفاتنة .... قبل أن أسمع طرقا خفيفا على الباب .....إذا صدق توقعي " من الطارق "فقد أبقى هنا إلى الأبد لرعاية الخنازير وأشكرها أيضا .....


... يتبع

تحداني
07-12-2009, 12:17 AM
... مثل هذه المواضيع ذات الوزن الثقيل ..
..تحتاج الى صفاء في الذهن ..
وعقل يستوعب التركيز





أشعر إني مشتته ..
وأفكار تأخذني هنا وهناك ..
عندما أنتهي من القراءه .. سيحين وقت الكلام ..



راااااااااااااااااائع...
ما سطرته أناملك ..




أريد أن أسميك .. عبقري اللغه العربيه ..
بل إعجوبه من المفردات المعبره .. بقوه ..





تبارك الرحمن ..

كم أغار من شخص .. يمتلك موهبه ..
في الوصف قبل الكلام ..:)





الله يسعدك .. ويجملك برضى الرحمن

رجل تعليم
07-12-2009, 12:32 AM
... مثل هذه المواضيع ذات الوزن الثقيل ..
..تحتاج الى صفاء في الذهن ..
وعقل يستوعب التركيز





أشعر إني مشتته ..
وأفكار تأخذني هنا وهناك ..
عندما أنتهي من القراءه .. سيحين وقت الكلام ..



راااااااااااااااااائع...
ما سطرته أناملك ..




أريد أن أسميك .. عبقري اللغه العربيه ..
بل إعجوبه من المفردات المعبره .. بقوه ..





تبارك الرحمن ..

كم أغار من شخص .. يمتلك موهبه ..
في الوصف قبل الكلام ..:)





الله يسعدك .. ويجملك برضى الرحمن


وانت الأسعد بحول الله

مرحبا بك إلى سنوات خلت ....إلى حيث تصبح الغربة وقودا يشعل كل ما فينا من الرفض...

ارحب بك رغم أني لا أملك في الحقيقة سوى صفحات مزعجة باحداثها وأزمنتها ...تقبلي تواجدك معنا في بلد الأكواخ، مع رجائي الكبير ان نتواجد جميعا يوما ما حيث تبسط الفرحة تلابيبها الطويلة على الأرجاء ...

اتعلم منك صدقيني .... واغار أيضا :).... طريقتك في " تناول الكلمة " ساحرة جدا ... قلتها سابقا ولا أملك أفضل منها ...

باعد الله بينك وبين الشرود...ووهبك دليلا من عنده وهو الذي إذا أحب عبدا ابتلاه .. أريد أن أقرأ افراحك كي أصمت وأبقى مجرد قارئ بناء على توقعك السابق .... اتساءل كيف ستكون لغتك وأنت تصفين الأجواء المحببة لديك .
مالذي ستكتبين حين ستشعرين أنك قد انتصرت على زمنك ....؟؟ لااملك توقعا وماعلي سوى الإنتظار ...

شكرا لأسلوبك الرقيق ولعطائك المتميز مع أملي أن تعم البهجة أرجاء حياتك

واحد 11
07-12-2009, 12:53 AM
اخي واصل ان كانت هناك بقيه فنحن متابعين
واحسدك على هذه البلاغة والوصف الرائع .... شكرا لك

رجل تعليم
07-12-2009, 01:11 AM
اخي واصل ان كانت هناك بقيه فنحن متابعين
واحسدك على هذه البلاغة والوصف الرائع .... شكرا لك


العفو اخي الكريم واهلا وسهلا بك

صفحات طويلة جدا في انتظار الوقت المناسب فقط ....أجلس الآن إلى الشاشة والزوجة تلح أن أقوم لأبقى مع الصغار ريثما تنهي أشغالها الليلية :)( هذه مهمة أخرة بالإضافة لكل تلك الحرف القديمةالتي زاولتها ).... لا نملك خيارا آخر غير الطاعة :anger1:

شكرا على الثناء ، وتأكد اني ما زلت بعيدا عن الإلمام التام بلغتنا ...نقاوم ما استطعنا فقط ، ثم إن الباب مفتوح أمامك ...يبدأ العمل أساسا بالقراءة ...سيتعين عليك قراءة كل الأجناس الأدبية ، وشيئا فشيئا ستجد في نفسك رغبة في الكتابة ، وإذا ما حدث ذلك تأكد انها البداية فلا تضيعها ....

عذرا قطعت كلمتي إليك .... لحظات وأعود بإذن الله

تصبح بكل خير

رجل تعليم
07-12-2009, 10:15 PM
...جلست ميلاني في كرسي مجاور للسرير ، وكأية فتاة في ربيعها العشرون كان علي أن أروي لها قصتي من الألف إلى الياء ...قلت : حسنا ،تريدين معرفة من أكون ؟
لا أريد معرفة كل شيء ، لكن جرت العادة أن يكون من الطبيعي التلصص على أخبارك ، ثم لا تنسى أن والدتي هي مشغلتك وهي من أوعزت لي بهذه المهمة ...
حسنا ميلاني : أنا شخص تعطلت سيارته ، وتوقف أحدهم فجأة ،ثم رمى به الحظ لرعاية خنازيركم .... أهذا كاف ؟
بابتسامة رائعة عبرت ميلاني عن إلحاحها ورغبتها في معرفة التفاصيل الأخرى .... دعنا من الحظيرة الآن ... خلف ملامحك أسرار توحي أنك لم تمارس الأعمال الشاقة من قبل ... ثم ألا ترى أنه من المناسب الإحتفال معك بعيد ميلادك المقبل ؟؟

الى هنا لم يعد بإمكاني الصمت كثيرا ... أنا أيضا بحاجة لاتحدث ولأكسر الطاولة أو النافذة بعدما انهي الحديث ، لقد تكبدت عناء كبيرا في سبيل البحث عن الذات فقط ، الغربة تعني لي استمرارية الصراع مع الحياة بأحداثها وعناصرها البشرية ، ثم أنشأت أحدثها عن أدق التفاصيل فدفعتها إلى الإعتذار مني قبل أن تغلق الباب وتنصرف ...

... أستطيع الآن أن أجزم وأنا لوحدي على السرير أن ما عرفته ميلاني عني سيوضع في مكان رائع جدا لديها ... حتى طريقتها في الإصغاء لقصتي لم تكن بريئة بالمرة ...هناك فراغ فهل يستطيع " راعي الخنازير " أن يملأه بسهولة ، وهل يرغب هو الآخر في شغل هذا المنصب ، ثم ما العمل مع قضية الوفاء لأسرتي البعيدة ؟؟ كل ما أعرف هو أني مقبل على أيام سيطبعها الخوف ولا شيء آخر غيره ...

...أتحدث إلى الخنازير ولكنها لا تفهم لغتي جيدا ، دنت مني " ستيفاني " والدة ميلاني فقالت : هل تعتقد أنها لا تفهمك ؟
قلت :بلى ، هل ترغبين أن أدفعها لتردد عليك آخر ما علمتها من أناشيد؟
ادركت مشغلتي أني أحتج على كلامها بطريقة مناسبة ، فقالت : أنا لن أقلل من شأنك أبدا ...أعلم أنك لن تكون طبيعيا إلا في مهنة التدريس ، ولكنها الحياة فقط ، ثم إن ثقافة العمل هنا لا تمجد مهنة على حساب أخرى ، كلنا نشتغل لنلتقي في تحقيق هدف واحد ... الطيار والفلاح والجندي والطبيب لا يحققون في النهاية سوى : مبدأ العيش .
اعجبني هذا الإعتذار ، فغيرت الحديث بقولي : متى تعود ميلاني عادة من الجامعة ؟؟؟

يبدو أنها لن تتأخر هي الأخرى ... رأيتها صباح اليوم وهي تهتم بنفسها أكثر مما تفعله عادة .. رددت ستيفاني هذا الكلام ثم تركتني وجها لوجه مع الخنازير ...
تمضي الأيام بشكل رائع هنا بضواحي " كرونوبل " ... أصبحت ميلاني هي التي ترعى الخنازير فيما كنت أتلذذ بمهماتي الجديدة ، فصرت أقوم بما كانت تقوم به الفتاة من قبل ، لقد انحصرت مهمتي ولو بشكل غير رسمي بالتبضع من المدينة ... كان اتفاق تراض بيني وبينها ...الحقيقة أننا لم نجلس الى الطاولة لنتفاوض عن هذا الأمر ... مضى كل شيء بطريقة صامتة اللهم ما قلناه بلغة الأعين والقلوب ...

في مقابل هذه الأحداث، كانت حرب طاحنة تدور بيني وبين الذات ...كلما توجهت إلى التلفاز وصادفت درسا دينيا كلما هربت بأقصى سرعة ممكنة ...لم أعد أرغب أن يحدثني أحد عن الحلال والحرام ... لقد تعلمت الفرق بين هذا وذاك منذ أن كنت في السابعة من عمري ، ذلك حينما سرقت يوما " جلد ماعز " من جزار القرية فأرغمني والدي رحمه الله على إعادته بصفة مباشرة لصاحبه والإعتذار منه ...كنت أريد أن اصنع " بنديرا أو طبلا " لأكسر صمت القرية النائمة فارتكبت سرقة بشعة لأتعلم بعدها الفرق بين ما هو حلال وما هو حرام ...أعدت الجلد لصاحبه واعتذرت أيضا وأدركت للمرة الأولى ما معنى الخجل من الأفعال الساقطة ...

... رغم أني لم أرتكب أي شيء حرام لحد الآن ، إلا أني أدرك أن الدقائق تسير بي بسرعة هائلة نحو قدر يصنع نفسه بنفسه ... أحاول التصدي لهذا الجنون ولكن يبدو أني سأدفع ميلاني إلى الإنتحار... ينتحرون هنا ببرودة كأنهم لا يشعرون بأي ألم أثناء تنفيذهم لحكم الإعدام في أنفسهم ... كم هم أوفياء لمشاعرهم عكس ما يعتمل في صدري أنا وكل أبناء وطني تقريبا ... لقد علمتنا الحياة القاسية في الوطن كثيرا من الأنانية ... إذا اشتد أوار الدهر يبحث كل منا عن مصالحه فقطـ، وهذا هو الفرق الكبير بيني وبين ميلاني ، ولهذا السبب أيضا أحترم ضعفها رغم ما يكلفني ذلك من عذابات الضمير ...

... بموازاة مع دراستها بالجامعة ، كانت ميلاني تقضي خمس ساعات أسبوعيا في معهد قريب لتعلم الموسيقى ... أرافقها دائما لأني أعلم مكانة الموسيقى بالنسبة لفتاة يطرق الحب بابها للمرة الأولى كما تدعي ...ازدادت علاقاتي توسعا مع أساتذتها وشاركت أكثر من مرة في حفلات المعهد وأنا أعزف على فيتارتي الوديعة ...عندما يسند إلى دور ما في أداء الأغنية كنت أسخر مني وأنا راعي للخنازير ...وكلما كتبت لي ميلاني رسالة غرامية سخرت من نفسي وأنا رب أسرة بعيدة ...وعندما أدينا بشكل إنفرادي في البيت أغنية كتبت كلماتها قبل رحيلي ولحنتها ستيفاني والدة الفتاة، جلست لأوراقي لأصف المشهد كما هو دون زيادة أو نقصان :
كانت ميلاني تعزف على البيانو ...عينانها مثقلتان بسكرات حلوة ...أناملها تعزف ألحانا تنطق بما يعتمل في صدرها الجميل ... أرافقها بالفيتار وأملأ ما تتركه من الفراغات ... وحين انتهينا ... سجل التاريخ بمداد أسود أول سقوط ، وكان ذلك عبارة عن أول عناق صادق مارسته في فرنسا منذ أن نزلت بها ....



يتــــــبع

الرويـس
09-12-2009, 10:18 PM
ت وت :) .. قد لن يتمكن العضو ( ahmad ) في أن يكون حاضرا
في الصف الأول ، و ذلك لاتشاحه السواد وارغامه على مغادرة القاعة
قبل أن يلقم المايك و يتفوه بأسئلته :)

فهل لي أن أسأل :) ؟ وبالطبع ليس عوضا عنه ، بل عوضا عني أنا :)
وأتمنى ان لا أصاب بلعنة الرداء الأسود من جراء طرح أسألتي ، كما حدث له :)

ضوى
09-12-2009, 10:21 PM
كم هو جميل ماتخطه اناملك اخي الفاضل ، استمتع جدا هنا وهناك

متابعة بشغف

رجل تعليم
09-12-2009, 11:12 PM
ت وت :) .. قد لن يتمكن العضو ( ahmad ) في أن يكون حاضرا
في الصف الأول ، و ذلك لاتشاحه السواد وارغامه على مغادرة القاعة
قبل أن يلقم المايك و يتفوه بأسئلته :)

فهل لي أن أسأل :) ؟ وبالطبع ليس عوضا عنه ، بل عوضا عني أنا :)
وأتمنى ان لا أصاب بلعنة الرداء الأسود من جراء طرح أسألتي ، كما حدث له :)


اهلا بك يا " ر :)

رائع أن نلعب لعبة الإحتصارات ...أليس كذلك ؟؟

ولكن ألا ترى معي أن الجملة التي نقولها بطريقة لا تخلو من المراوغة يمكن في ذات الوقت أن نقولها بطريقة بسيطة جدا ؟؟؟ هل أنت معي في مسألة الرمزية في الشعر العربي المعاصر ؟؟ هل تراها وجها من أوجه ذكائنا الفريد أو وجها من أوجه غبائنا الأبدي ؟؟؟

لماذا لا يقال الكلام بوضوح دون حاجة " للتذاكي " المكلف طبعا للون الأحمر الذي يشار له لاختصارا بهذا الرمز : :shy:

اهلا وسهلا بك ... كان عتبا خفيفا لأنك لم تطرق الباب بقوة كما يفعل الأحبة ...

تسعدني أسئلتك ومستعد للإجابة عنها فتفضل :)

رجل تعليم
09-12-2009, 11:22 PM
كم هو جميل ماتخطه اناملك اخي الفاضل ، استمتع جدا هنا وهناك

متابعة بشغف


اهلا وسهلا سيدتي الغالية ضوى

اعذريني بداية . أخشى أني أقرأ حاليا هذا الإسم بطريقة خاطئة " ضوى " ... لا أعرف نطقه بالشكل السليم وأرجو أن تصححي معلوماتي بوضع الحركات المناسبة على الحروف :shy:

حدث لي نفس الأمر في بداياتي هنا مع الإسمين " عليان ...هتان "

لا أعرف هل هي ذكورية أم للإناث :shy: ..فكان أن أجبرت إحداهن على مراسلتي بالخاص لكي تشرح لي مشكورة أنها أنثى وليس ذكرا :shy: ( محرج محرج )

على كل . شكرا لك على المتابعة رغم أني أخاف على " سمعتي " من الأجزاء القادمة ... خوف يقول لي بوضوح : أن أتوقف وأرسلها عبر الخاص لمن يرغب في قراءتها . ألا ترين ذلك مناسبا ؟

شكرا لك وليلتك سعيدة

ضوى
09-12-2009, 11:27 PM
اهلا وسهلا سيدتي الغالية ضوى

اعذريني بداية . أخشى أني أقرأ حاليا هذا الإسم بطريقة خاطئة " ضوى " ... لا أعرف نطقه بالشكل السليم وأرجو أن تصححي معلوماتي بوضع الحركات المناسبة على الحروف :shy:

حدث لي نفس الأمر في بداياتي هنا مع الإسمين " عليان ...هتان "

لا أعرف هل هي ذكورية أم للإناث :shy: ..فكان أن أجبرت إحداهن على مراسلتي بالخاص لكي تشرح لي مشكورة أنها أنثى وليس ذكرا :shy: ( محرج محرج )

على كل . شكرا لك على المتابعة رغم أني أخاف على " سمعتي " من الأجزاء القادمة ... خوف يقول لي بوضوح : أن أتوقف وأرسلها عبر الخاص لمن يرغب في قراءتها . ألا ترين ذلك مناسبا ؟

شكرا لك وليلتك سعيدة


اخي الفاضل

انا ضوى بضم الضاد وفتح الواو :)

ان كانت الاجزاء التالية بها مايخدش الحياء العام فنصيحة لا تتجرأ على نشرها اما اذا كان الامر يتعلق يشئ اخر فلا اعتقد ان اي شئ ممكن ان يشوه سمعة الشخص سوى الاشياء المخلة الادب والذوق العام فقط لاغير

الرويـس
09-12-2009, 11:54 PM
اهلا بك يا " ر :)

رائع أن نلعب لعبة الإحتصارات ...أليس كذلك ؟؟

ولكن ألا ترى معي أن الجملة التي نقولها بطريقة لا تخلو من المراوغة يمكن في ذات الوقت أن نقولها بطريقة بسيطة جدا ؟؟؟ هل أنت معي في مسألة الرمزية في الشعر العربي المعاصر ؟؟ هل تراها وجها من أوجه ذكائنا الفريد أو وجها من أوجه غبائنا الأبدي ؟؟؟

لماذا لا يقال الكلام بوضوح دون حاجة " للتذاكي " المكلف طبعا للون الأحمر الذي يشار له لاختصارا بهذا الرمز : :shy:

اهلا وسهلا بك ... كان عتبا خفيفا لأنك لم تطرق الباب بقوة كما يفعل الأحبة ...

تسعدني أسئلتك ومستعد للإجابة عنها فتفضل :)

والله ماقصدت إلا خيرا ً
وشكرا على حسن ظنك :)

تحداني
10-12-2009, 12:01 AM
.. أنا هنا ..



لم يتبقى الا القليل
.. لكي أصل إليكم .. :)


تابع ..



ولكن " بحذر " أرجوك ..




أحتراما للقراء ..
وإحتراما للمكان ..
وإحتراما لأبجدياتك الراقيه ..







جملك الله برضى الرحمن

ضوى
10-12-2009, 12:03 AM
اشكرك على استجابتك السريعة

رجل تعليم
10-12-2009, 12:08 AM
سؤال لاخي تربية وتعليم

ماهي مبررات خيانتك ؟؟ ولماذا اعطيت نفسك هذا الحق ؟؟؟؟ حق ان تقتل وتجرح انسانة احبتك بكل جوارحها ؟؟ اتراك تحب زوجتك بالفعل ؟؟ اتراك فعلا تريد قول احبك من اعماقك لها ؟؟؟


عفوا سيدتي الكريمة ضوى

نجانا الله وإياك من الخيانة ... لم تسجل الخيانة المتعارف عليها أبدا والحمد لله

هناك دائما طريقتين في الكتابة ... إما أن تكتب بصدق وتذكر أخطائك وتعترف بها وتلتمس العفو ممن أسأت لهمخ ... أو تكتب بطريقة ماكرة متحايلا على المفردات والمعاني ...وأن تختبئ حقيقتك تحت السطور

هذا النوع لا أحبه بالمرة .. أحببت أن أشرح كيف يمكن للمرء ان يخطئ إذا سمح لبعض البدايات أن تكون فقط

أما مسألة الخيانة فغير واردة نهائيا لا من باب الاماني ولا من باب الفعل

الأحداث التي كان يمكن أن توضح الحقيقة لم نصل الى ذكرها بعد ... ولو قدر لأحدكم أن يقرأها فسيكتشف أني سأطير من البيرو متوجها إلى برلين ومنها إلى مدريد هروبا مما يمكن أن يحدث ....وفي مدريد اشتغلت في قطاع الفلاحة من جديد قبل أن أعود الى أرض الوطن

كان ذلك هروبا من الرذيلة التي باتت أقرب ما تكون إلي ... ولذلك عندما اخترت عنوان " الغربة موطن الذنوب " فلأنني أردت التنبيه الى أن الغربة يمكن أن تشكل مستنقعا خصبا لحدوث الأخطاء فأحببت أن أنبه غلى خطورة الوضع

هذا كل ما في الأمر ، والحمد لله الذي نبهنا لعيوبنا قبل أن نؤذي أشخاصا ارتبطنا بهم وتوجب علينا احترام غيابهم واحترام ديانتنا التي تنبذ كل سلوك مشابه

قاسي توقعك سيدتي ... لم تنتظري الى حين الوقوف على البراءة التامة ... صحيح هناك بداية خاطئة ولكن تم تصحيح المسار في الوقت المناسب

ضوى
10-12-2009, 12:10 AM
عفوا سيدتي الكريمة ضوى

نجانا الله وإياك من الخيانة ... لم تسجل الخيانة المتعارف عليها أبدا والحمد لله

هناك دائما طريقتين في الكتابة ... إما أن تكتب بصدق وتذكر أخطائك وتعترف بها وتلتمس العفو ممن أسأت لهمخ ... أو تكتب بطريقة ماكرة متحايلا على المفردات والمعاني ...وأن تختبئ حقيقتك تحت السطور

هذا النوع لا أحبه بالمرة .. أحببت أن أشرح كيف يمكن للمرء ان يخطئ إذا سمح لبعض البدايات أن تكون فقط

أما مسألة الخيانة فغير واردة نهائيا لا من باب الاماني ولا من باب الفعل

الأحداث التي كان يمكن أن توضح الحقيقة لم نصل الى ذكرها بعد ... ولو قدر لأحدكم أن يقرأها فسيكتشف أني سأطير من البيرو متوجها إلى برلين ومنها إلى مدريد هروبا مما يمكن أن يحدث ....وفي مدريد اشتغلت في قطاع الفلاحة من جديد قبل أن أعود الى أرض الوطن

كان ذلك هروبا من الرذيلة التي باتت أقرب ما تكون إلي ... ولذلك عندما اخترت عنوان " الغربة موطن الذنوب " فلأنني أردت التنبيه الى أن الغربة يمكن أن تشكل مستنقعا خصبا لحدوث الأخطاء فأحببت أن أنبه غلى خطورة الوضع

هذا كل ما في الأمر ، والحمد لله الذي نبهنا لعيوبنا قبل أن نؤذي أشخاصا ارتبطنا بهم وتوجب علينا احترام غيابهم واحترام ديانتنا التي تنبذ كل سلوك مشابه

قاسي توقعك سيدتي ... لم تنتظري الى حين الوقوف على البراءة التامة ... صحيح هناك بداية خاطئة ولكن تم تصحيح المسار في الوقت المناسب




اعتذر عن سوء الظن في التوقع

اسفة جدا :shy:

رجل تعليم
10-12-2009, 12:32 AM
.. أنا هنا ..



لم يتبقى الا القليل
.. لكي أصل إليكم .. :)


تابع ..



ولكن " بحذر " أرجوك ..




أحتراما للقراء ..
وإحتراما للمكان ..
وإحتراما لأبجدياتك الراقيه ..







جملك الله برضى الرحمن


آمين وأنت أكثر

احترام القراء والمكان والإسم الشخصي للعضو أمانة في عنقنا جميعا ...بل هو واجب أخلاقي ينطلق من ممارسة العضو لرقابة ذاتية على مشاركاته ... ولكن ومع كامل ال؟أسف هذا هو عيب نشر مؤلف متعدد الصفاحت .... طريقة النشر بشكل مجزء يفتح باب الشك الواسع على صاحبه ...لأن القارئ يحكم على الأحداث التي يقرؤها اليوم حكما نهائيا ، في حين كان من الممكن أن يؤجل توقعاته الى أن تفندها الصفحات المقبلة أو تزكيها

من أخطائي الفادحة التي ارتكبتها هذاالعام هو أني نشرت هذا الهراء


كنت أعتقد أني سأنبه من خلال المؤلف كل المغتربين الى أن الغربة تشكل فضاء خصبا للوقوع في الخطإ ... أحببت أن أضعهم أمام بعض البدايات التي تجر بلا وعي الى نهايات آثمة ...أردت باختصار ان افتح اعينهم على تجربتي لئلا يكرروها .... للأسف تسبق التوقعات الخاطئة كل الجمال المقبل

على كل ... لم أرتكب خيانة أبدا بفضل من الله وحده وبفضل المكانة المتجذرة التي تحظى بها سيدة واحدة في حياتي ....في المقابل كان علي أن أتخلص من ميلاين ولكن بطريقة تراعي
آدميتها وخوفا عليها أيضا من الإساءة لنفسها

كان دوري منحصرا في إقناعها بضرورة التوقف والحفاظ في ذات الوقت على المسافة الشرعية التي يجب أن تفصل بيننا وهذا ما سيلاحظ لو تمت قراءة باقي الأجزاء

لو أمكنك التواجد معنا في رحلتنا الى برلين عندما هربت من البيرو لرأيت شخصا يجلس حائرا في مقعده ... يفكر في اي طريقة للخلاص بعدما تركتها في ليما وطرت لوحدي بحثا عن حل يحفظ مياه الوجه

لا توجد خيانة ولن تكون ...بالعكس لا أتوانى في اقناع الآخرين بضرورة الوفاء وإصلاح أخطائهم

تم سحب تلك المشاركات بأمل الا يتكرر الخطأ يوما آخر

شكرا على تواجدك وعلى النصيحة الذهبية

(الفيصل)
10-12-2009, 12:36 AM
بعيداً عن فحوى الموضوع ومابه من بلاغة وصياغة جميله

أعترض فقط على العنوان
(الغربة موطن الذنوب)!!

فمن خلال تجارب شخصية
أثبتت لي أن (الغربة) تزيد الشخص تمسكاً بدينه والابتعاد عن الذنوب
لاسيما اذا كان من منبتٍ طيب

وشكراً جزيلاً لك سيدي الكريم

رجل تعليم
10-12-2009, 12:52 AM
بعيداً عن فحوى الموضوع ومابه من بلاغة وصياغة جميله

أعترض فقط على العنوان
(الغربة موطن الذنوب)!!

فمن خلال تجارب شخصية
أثبتت لي أن (الغربة) تزيد الشخص تمسكاً بدينه والابتعاد عن الذنوب
لاسيما اذا كان من منبتٍ طيب

وشكراً جزيلاً لك سيدي الكريم



هل يحدث هذا مع الجميع ؟؟؟؟

هل كل التجارب بهذا النبل الذي تعتقد اخي الكريم ؟؟؟

انا معك . صحيح . هناك أناس لا تهزهم الزلازل

ولكن ومن فضلك ونحن لسنا صغارا لتنطوي عنا " المثالية " المجيدة

إذا شئت ان أن ارسم لك كتابات مثالية فستقول بعدها إننا حقا في المدينة الفاضلة

صدقني اخي الطيب ... تعرفت الى العديد من الأصدقاء .... على المسنجر تجدهم أشرف من العالم ، وحين تقابلهم فوق الأرض تجد أنهم لا يواظبون حتى على صلاتهم

المثالية شيء والواقع شيء آخر



لا أدافع عن نفسي ، ولا أرسم صورة قاتمة ، ولكني أؤكد أن هناك استثناءات

صحيحة فكرتك ... الغربة تجعلك اكثر تمسكا بدينك وثوابتك وهذا ما كنت بصدد شرحه وهو بالضبط ما جئت لأشرحه قبل ان أفتح باب الشك علي بإخراجي السيئ للنص


درس مفيد هذا الذي تعلمته ....

(الفيصل)
10-12-2009, 01:27 AM
هل يحدث هذا مع الجميع ؟؟؟؟

هل كل التجارب بهذا النبل الذي تعتقد اخي الكريم ؟؟؟

انا معك . صحيح . هناك أناس لا تهزهم الزلازل

ولكن ومن فضلك ونحن لسنا صغارا لتنطوي عنا " المثالية " المجيدة

إذا شئت ان أن ارسم لك كتابات مثالية فستقول بعدها إننا حقا في المدينة الفاضلة

صدقني اخي الطيب ... تعرفت الى العديد من الأصدقاء .... على المسنجر تجدهم أشرف من العالم ، وحين تقابلهم فوق الأرض تجد أنهم لا يواظبون حتى على صلاتهم

المثالية شيء والواقع شيء آخر



لا أدافع عن نفسي ، ولا أرسم صورة قاتمة ، ولكني أؤكد أن هناك استثناءات

صحيحة فكرتك ... الغربة تجعلك اكثر تمسكا بدينك وثوابتك وهذا ما كنت بصدد شرحه وهو بالضبط ما جئت لأشرحه قبل ان أفتح باب الشك علي بإخراجي السيئ للنص


درس مفيد هذا الذي تعلمته ....

الجميل في ردك أنك عدت لجادة لصواب عندما انتهيت في مشاركتك أن (الفكره صحيحه) وأن الانسان يزيد تمسكاً بدينه عند الغربة
اذن أخاك (الفيصل) لم يخطيء
ولم يردد (مثاليه) مجيدة على حد قولك
قلتها لك (تجارب شخصية)
وليست من (نسج وضروب الخيال)

شاهدت .. وعايشت اكثر من شخص ذهبوا معنا للدراسة بالخارج وهم أقل ماتقول عنهم أنهم (عصاة أو مقصريين) وعادوا (ملتزمين) هكذا نحسبهم والله حسيبهم
ولعل بعض الاخوة والاخوات هنا في قطر أو باقي دول الخليج يؤكدون لك هذه المعلومة .

أسف اذا أزعجتك مداخلتي سيدي الكريم (ولكن الحق يقال).. وليس معنى أن تكون قد كانت لك أو لغيرك (تجربة سيئة في الغربه) تعطيك الحق في تعميمها .. أو أن تقول (للتجارب المضادة لها) مثالية مجيده!!!!

رجل تعليم
10-12-2009, 01:39 AM
الجميل في ردك أنك عدت لجادة لصواب عندما انتهيت في مشاركتك أن (الفكره صحيحه) وأن الانسان يزيد تمسكاً بدينه عند الغربة
اذن أخاك (الفيصل) لم يخطيء
ولم يردد (مثاليه) مجيدة على حد قولك
قلتها لك (تجارب شخصية)
وليست من (نسج وضروب الخيال)

شاهدت .. وعايشت اكثر من شخص ذهبوا معنا للدراسة بالخارج وهم أقل ماتقول عنهم أنهم (عصاة أو مقصريين) وعادوا (ملتزمين) هكذا نحسبهم والله حسيبهم
ولعل بعض الاخوة والاخوات هنا في قطر أو باقي دول الخليج يؤكدون لك هذه المعلومة .

أسف اذا أزعجتك مداخلتي سيدي الكريم (ولكن الحق يقال).. وليس معنى أن تكون قد كانت لك أو لغيرك (تجربة سيئة في الغربه) تعطيك الحق في تعميمها .. أو أن تقول (للتجارب المضادة لها) مثالية مجيده!!!!


اخي الكريم

غدا بحول الله سيقبر هذا الموضوع الى الأبد بحول الله .... راسلت الإدرارة وسألتها أن تحذف جذور هذا الملف لئلا تقتلني أخطائي مرتين

عذرا على كل استعمال مجازي للمفردات .... أحسبني قد نجحت في التخلص منذ عهد بعيد من كلماتي " السيئة " ورميت بها في مكان لاأتمنى العودة إليه .

لم أكتب لك شيئا لأقلقك ..أبدا

إنما لا أريدك أن تعمم التجارب الناجحة مثلما لا تريدني أن أعمم التجارب الفاشلة


هذه ليست رغبتي الشخصية ... ... إنها الواقع فقط سواء إعترفنا به أو أخفيناه

كل التقدير والإحترام لشخصك

تغلبية
10-12-2009, 01:40 AM
أسلوب رائع أخي تربية وتعليم
يشدني لقراءته ( على رواق) وأنا ممسكة باوراق مطبوعة لذكرياتك
قراءتي كانت في عجالة ..
ولكني حتما سأقرا فضفضاتك
شكرا كبيرة :)

(الفيصل)
10-12-2009, 01:47 AM
اخي الكريم

غدا بحول الله سيقبر هذا الموضوع الى الأبد بحول الله .... راسلت الإدرارة وسألتها أن تحذف جذور هذا الملف لئلا تقتلني أخطائي مرتين

عذرا على كل استعمال مجازي للمفردات .... أحسبني قد نجحت في التخلص منذ عهد بعيد من كلماتي " السيئة " ورميت بها في مكان لاأتمنى العودة إليه .

لم أكتب لك شيئا لأقلقك ..أبدا

إنما لا أريدك أن تعمم التجارب الناجحة مثلما لا تريدني أن أعمم التجارب الفاشلة


هذه ليست رغبتي الشخصية ... ... إنها الواقع فقط سواء إعترفنا به أو أخفيناه

كل التقدير والإحترام لشخصك


واضح جداً أنك (حساس) ومرهف للغاية :)

اخي الكريم

أن كنت ترى أن (حذف) موضوعك هذا أو غيره به خير لك وللأخريين فلاتتردد وأعلم أن غيرك قد قام وسيقوم بذالك
فالرجوع في الحق فضيله وشجاعه

ولكن للامانه أنا لم أطلع على موضوعك هذا
وانما أستوقفني العنوان وقرأت بعض منه
ولاأستطيع أن أجزم لك أنه سيء من عدمه
بالتأكيد أن الاعضاء وانت (قادرون) على تقييمه
ولكن طالما وصلت لهذه المرحلة من تأنيب الضمير !!

** تعلم من سلفك الصالح أن
(الرجوع في للحق خيراً من التمادي في الباطل)

تحياتي لك

رجل تعليم
10-12-2009, 01:47 AM
أسلوب رائع أخي تربية وتعليم
يشدني لقراءته ( على رواق) وأنا ممسكة باوراق مطبوعة لذكرياتك
قراءتي كانت في عجالة ..
ولكني حتما سأقرا فضفضاتك
شكرا كبيرة :)

شكرا اختي تغلبية

للأسف ستكون تلك الأوراق هي الجزء القاتم من الرحلة ... أما الجزء الذي دعاني أصلا لعرضها هنا فسيوضع من جديد في الرف بأمل ألا أعود اليه سوى إذا كنت سأتصفحه بشكل أحادي


عذرا .. اتعبتني مهمة " الدفاع " عن النفس الليلة

رجل تعليم
10-12-2009, 02:05 AM
واضح جداً أنك (حساس) ومرهف للغاية :)

اخي الكريم

أن كنت ترى أن (حذف) موضوعك هذا أو غيره به خير لك وللأخريين فلاتتردد وأعلم أن غيرك قد قام وسيقوم بذالك
فالرجوع في الحق فضيله وشجاعه

ولكن للامانه أنا لم أطلع على موضوعك هذا
وانما أستوقفني العنوان وقرأت بعض منه
ولاأستطيع أن أجزم لك أنه سيء من عدمه
بالتأكيد أن الاعضاء وانت (قادرون) على تقييمه
ولكن طالما وصلت لهذه المرحلة من تأنيب الضمير !!

** تعلم من سلفك الصالح أن
(الرجوع في للحق خيراً من التمادي في الباطل)

تحياتي لك




المشكل أن كلمتك تحمل ازدواجية في الخطاب .... أنت لا تعلم أن كل أحرفك وحتى نقطها تخضع لقراءة مغايرة تماما لما اعتدت أن تتم قراءتك من خلالها ...

كن دقيقا في توجهك ... لا تضمن العتب ثناء والثناء عتابا ... الكتابة باللغة العربية تقتضي شجاعة عكس الكتابة بلغة أخرى


طلبت حذف الموضوع وهأنت ترى أن الكتابات التي يمكن أن يرد فيها " الطرف الآخر " تجتذب عددا كبيرا من التعليقات ....ثم تنزعج هكذا من عبارة " المثالية الزائدة "

قم بإجراء دراسة حول العناوين التي تجتذب القراء وسترى .... ستجد أن ورود الرجل والمرأة في صفحة واحدة يغري بالمتابعة ، كأن العلاقات كلها قائمة على مبدإ الجسد

هذه مغريات متجاوزة منذ سنوات

طلبت الحذف لأني وبوضوح وجدت أنها ستسيئ لي وليس للقراء ....الإساءة للقراء توضع في الحسبان قبل ان نجلس أمام الشاشة .... نحن هنا لنعلمهم شيئا جميلا وليس شيئا ذميما ، كل مدرس يعلم أن انجاز الدروس يحتاج لتمهيد مناسب .... وثيقة .. نص ... صورة ... سبورة ... أشرطة ... أفلام ....إلخ .... لأجل هذا اقترحت النص من باب الإستئناس وليس هو الغاية في حد ذاته

النص الذين بين أيدينا جاء ليدافع عن الحقيقة المرة التي يبدو أنك تتعمد عدم القبول بها ... إذا كنت تعرف أشخاصا أمضوا سنوات طاهرة في الغرب فأنا أعرفهم أيضا ، ولكن في المقابل أعرف نقيضهم

لماذا تصر على إنكار هذه الحقيقة ... لماذا تصر على تأليف التاريخ بشكل مزيف مع احترامي الشديد لك ؟؟

اليس ذكر الواقع كما هو جزء من الأمانة الكبرى لكل بشري ؟؟؟

لا تحاول من فضلك أن تزين صورة مجتمع أو أبناء وطن على حساب شعب آخر .... تدرك جيدا أن التعميم لا يصلح عند حديثنا على بني البشر .... في كل العالم أشخاص ملتزمون وآخرون عكس ذلك .... هذه أمور بسيطة يعلمها الجميع فلا تزين الصورة أكثر من القدر اللائق كي لا تفقد الصورة جمالها الطبيعي

هداناالله وإياك إلى صراطه المستقيم وباعد بيننا وبين الخطإ ما باعد بين المشرق والمغرب

مع احترامي الكامل

(الفيصل)
10-12-2009, 04:44 AM
المشكل أن كلمتك تحمل ازدواجية في الخطاب .... أنت لا تعلم أن كل أحرفك وحتى نقطها تخضع لقراءة مغايرة تماما لما اعتدت أن تتم قراءتك من خلالها ...

كن دقيقا في توجهك ... لا تضمن العتب ثناء والثناء عتابا ... الكتابة باللغة العربية تقتضي شجاعة عكس الكتابة بلغة أخرى


طلبت حذف الموضوع وهأنت ترى أن الكتابات التي يمكن أن يرد فيها " الطرف الآخر " تجتذب عددا كبيرا من التعليقات ....ثم تنزعج هكذا من عبارة " المثالية الزائدة "

قم بإجراء دراسة حول العناوين التي تجتذب القراء وسترى .... ستجد أن ورود الرجل والمرأة في صفحة واحدة يغري بالمتابعة ، كأن العلاقات كلها قائمة على مبدإ الجسد

هذه مغريات متجاوزة منذ سنوات

طلبت الحذف لأني وبوضوح وجدت أنها ستسيئ لي وليس للقراء ....الإساءة للقراء توضع في الحسبان قبل ان نجلس أمام الشاشة .... نحن هنا لنعلمهم شيئا جميلا وليس شيئا ذميما ، كل مدرس يعلم أن انجاز الدروس يحتاج لتمهيد مناسب .... وثيقة .. نص ... صورة ... سبورة ... أشرطة ... أفلام ....إلخ .... لأجل هذا اقترحت النص من باب الإستئناس وليس هو الغاية في حد ذاته

النص الذين بين أيدينا جاء ليدافع عن الحقيقة المرة التي يبدو أنك تتعمد عدم القبول بها ... إذا كنت تعرف أشخاصا أمضوا سنوات طاهرة في الغرب فأنا أعرفهم أيضا ، ولكن في المقابل أعرف نقيضهم

لماذا تصر على إنكار هذه الحقيقة ... لماذا تصر على تأليف التاريخ بشكل مزيف مع احترامي الشديد لك ؟؟

اليس ذكر الواقع كما هو جزء من الأمانة الكبرى لكل بشري ؟؟؟

لا تحاول من فضلك أن تزين صورة مجتمع أو أبناء وطن على حساب شعب آخر .... تدرك جيدا أن التعميم لا يصلح عند حديثنا على بني البشر .... في كل العالم أشخاص ملتزمون وآخرون عكس ذلك .... هذه أمور بسيطة يعلمها الجميع فلا تزين الصورة أكثر من القدر اللائق كي لا تفقد الصورة جمالها الطبيعي

هداناالله وإياك إلى صراطه المستقيم وباعد بيننا وبين الخطإ ما باعد بين المشرق والمغرب

مع احترامي الكامل

عودة لك سيدي الكريم مره أخرى :)
وبعيداً عن موضوع(الشجاعه) أو (التلقائية ) أو (الازدواجية) وهي صفات لصيقة بين المرء ونفسه ولايعلمها الا من عرف (الكاتب) أو جربه على اقل تقدير ولذالك لاأريد الخوض فيها:)معك.

لاحظت أنك دائماً ماتختم مشاركتك بشيء جميل يقبله الطرف الاخر .. وأعتبر هذه براعة من (الكاتب) وليس (غباءاً) من القاريء.. فشكراً على هذا الدعاء الجميل في خاتمتك وأنا أردده معك (بصدق)

** أخي الكريم ... من قال لك أنني أنظر للشعوب على أختلاف جنسيتها (نظرة مثاليه) وانهم شعب الله المختار... الجميع يعلم أن هناك (العاصي .. والملتزم .. وهناك الفاجر ..والطاهر) وليس هنالك من (العباد) الا وأخطيء وهذا شيء معلوم (للكافه) .. ولكن ماأريدك أن تعرفه أن هناك شيء أسمه
(المجاهره)
اتعلم ماهي المجاهره ؟؟.. اتعلم ماهي عقوبتها ؟؟؟ أتعلم كيف حذرنا الشرع منها؟؟؟
لاأتصور أنك لاتعلمها .. ولكن ربما تكون قد غابت عنك فقط لاغير

** اخي الكريم أن (الكاتب الحر) الذي يؤمن بما يقول لاسيما اذا كان (يبتغي وجه الله) أو (مساعدة الاخر) لايهمه العدد بقدر (الكيف)... نعم أحياناً (العدد) يجعل الكاتب يتشجع ولكن قد يكون لدي قاريء واحد فقط يغنيني عن مائة من القراء لايقرأون الا (عنوان موضوعي) فقط لاغير.

** لاأريد الاطالة عليك سيدي الكريم
ولكن أعطيك .. وأعطي نفسي مقاس عندما نكتب موضوعاً

بعد أن تنتهي من كتابته ... أسئل نفسك سؤالاً صريحاً وأجب

هل هذا (الموضوع) يرضي الله ورسوله؟؟
وبعيداً عن الجانب الشرعي (الذي ربما لايستصيغه البعض) هداهم الله وإيانا

مقياس أخر:
هل هذا الموضوع أقبل أن تقرأه زوجتي / اختي / ابنتي / اسرتي/ اصدقائي؟؟

مقياس بسيط وسهل التطبيق:)

هداناالله وإياك إلى صراطه المستقيم وباعد بيننا وبين خطايانا مثل ماباعد مابين المشرق والمغرب .. أنه ولي ذالك والقادر عليه

تحياتي لك