الجني
15-08-2009, 07:30 PM
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و على اله و صحبه اجمعين
و بعد , , ,
كان يا ما كان في قديم الزمان شاب قطري يرغب في الزواج
فمدحت له احدى اخواته فتاة تعرفها و بعد ان استخار و سأل عنها
وافق على مقترح اخته فاتصل والد الشاب بوالد الفتاة الذي يعرفه جيداً
بالهاتف و طلب لقائه فما كان من والد الفتاة الذي لا يعلم
عن الموضوع شيء الاّ ان اصر على ان يأتيه هو الى مكانه ,
فقال له والد الشاب ان موضوعه لا ينفع ان يأتيه هو فرحب به والد الفتاة
و عندما قدم والد الشاب مع زوج المستقبل طلب يد ابنته فلانه لأبنه فلان
فما كان من والد الفتاة الاّ ان رحب بطلبه و طلب مدة لأخذ رأي ابنته
و بعد يوم دعى والد الفتاة الشاب الى مأدبة غداء في بيته و عندما حضر
الشاب الى بيت والد الفتاة استقبله والدها و رحبت به والدتها بحضور الفتاة
و جلسوا في صالة البيت و تحدث الوالد مع الشاب و نكتوا قليلاً و الفتاة
جالسة بالقرب من امها تنظر الى زوج المستقبل و تستمع الى حديثة و هو
يخطف النظر اليها و يتغير لون وجهه بين الأحمر و الأصفر و البنفسجي
و الأزرق و البرتقالي و الكركمي و يشرب الشاي فيشرق به ثم دعته
والدة الفتاة الى الغداء فجلس والدها على رأس الطاولة و جلس الشاب
عن يمينه و جلست الوالدة عن يساره و الفتاة بقرب امها فتحدثوا عن البر
و البحر و السماء و السفر و العمل و والد الفتاة بين النكته و النصيحة
و التأمل و والدتها تعمل له تصوير بالأشعه السينية و الفوق بنفسجية
طوله و عرضه و ملابسه و طول المسافة بين رمش عينه اليمنى من حاجبه الأيسر
و الفتاة ترسم صورتة بالفوتوشوب (بالرغم من عدم وجود الفوتوشوب آنذاك)
في مخيلتها و تجري بعض التعديلات على شكله و حطة غترته و عقاله
كل ذلك قبل ان يبدأ احد في الأكل و الشاب خائف ان يغص بالأكل فيرش والدة
الفتاة التي تقابله بالأكل فيخترب مشروع الزواج و بعد الغداء ذهب الشاب بعد
ان قبّل والد الفتاة على خشمة و بعد يومين اتصل والد الفتاة بالشاب مرة اخرى
و قال له "شبلاك طولت علينا" و دعاه الى العشاء فأتى و تكرر ما حصل
على الغداء و في صبيحة اليوم التالي اتصل والد الفتاة بوالد الشاب و امتدح ابنه
و اخلاقة و رحب بهذا الإرتباط و دعى لهما بالتوفيق
ذهب والدة الشاب و اخواته الى والدة الفتاة فاجتمعتا كلتا العائلتين من نساء و فتيات
و اتفقتا على يوم الملجة
ثم حضر الرجال في اليوم المحدد الى بيت والد الفتاة و تم عقد القران بحضور
الشهود و بعد العقد بارك الجميع للشاب متمنيين لهما التوفيق
"بارك الله لك بها و بارك الله لها بك و جمع بينكما على خير"
و "منك المال و منها العيال" منتهياً بالعشاء فذهب الجميع وتخلف الشاب
فمسك والد الفتاة الشاب و ادخله البيت فبارك له الجميع ثم ذهبوا
و تركوا الشاب مع فتاة احلامه لوحدهما في صالة البيت يتحدثون مع بعضما
البعض فساد الحذر و الخوف و الاستحياء و التخزبق و محيت جميع السوالف
و المواضيع من ذاكرة العروسان ثم استأذن الشاب و ذهب و هو يحمل اشواقه
الى والدته فباركت له و اتصلت بوالدة الفتاة لتبارك لها و لإبنتها ثم تحدث الشاب
مع الفتاة مرة اخرى (قلنا كان يا ما كان في قديم الزمان لم يخلق الجوال بعد)
و حدد موعد الزواج بعد عدة شهور مرت على الزوجين كأنها عقود و في اليوم
المشهود كان حفل الزواج في الفريج بحضور الأهل و الأقارب و الأنساب و الأصدقاء
و فرش العشاء على الأرض و بعد العشاء بارك الجميع للمعرس و ذهب من
رغب بالمعرس الى بيت العروسة في موكب لم يخلو من التحفيص و المخالفات
المرورية فاستقبلهم والد العروسة و بارك للمعرس كل من لم يبارك و دخل المعرس
مع والد العروسة الى البيت و من كثر الزحمة داخل البيت اضطر المعرس و والد
العروسة للدوس على النساء الى ان وصلون بحمد الله و حفظه الى كوشة العروسة
ثم أخذ المعرس عروسته الى الغرفة المخصصة لهما في بيت العروسة و بمجرد
دخولهما الغرفة اغلقت العروسة الباب و قفلته مرتين و بلعت المفتاح امام المعرس
و مسكت حبلاً غليظاً و ربطت المعرس من رقبته و علقته في مروحة السقف
فاختنق و شخصت عينيه و استيقظ من النوم و التفت حوله فلم يجد احد حوله
لا عروسة و لا بغله فقام و نظر الى المرآة ليرى الشيب قد كسى وجهه
و تذكر الحلم الذي رأه فتحسر على عمره الذى مضى هدراً فمضى راكباً سيارته
الكشخة ليلحق موعد الطائرة التي ستوصله الى اماكن اللهو و السكر و بنات الهوى
و المنكر و هو يجري خلف سراب ظناً منه انه يستطيع ان يهرب من الواقع و انه
يستطيع ان يشترى الراحة و الطمأنينه و بعد سهرته الحمراء ركب التاكسي و هو
مخموراً الى الفندق ذو السبعة نجوم و في الطريق مر بالقرب من احد الجوامع
وقت صلاة الفجر فسمع الأمام يقرأ :
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
فالتفت الى المسجد و اذا بذلك الشاب الذي يشع النور من وجهه يمشي بخطوات
سريعة و يصعد درج مدخل المسجد ليأخذ كل ثلاثة درجات بخطوة واحدة و يدخل
المسجد و يغلَق الباب و على جانب الباب سيدة تجلس مغطاه بعباءة سوادء تنتظر
خروج المصلين لعل الله ان يسوق احدهم ليتصدق عليها فلا يعلم مدى حاجتها الاّ الله ,
فيسرح و هو مخموراً في التاكسي حول كم من الأموال انفق على العاهرات و الخمر
و اللهو فلا يحرك ساكناً و كأنه حلم فيشعل السيجار و يسحب نفس عميق و هو يفكر
بحيره اين سيسهر في الليله التاليه فيصعد الدخان من السيجار و يرى الدخان يرقص
و يتمايل امامه كالغانية التي كان معها و هو لا يعلم من سينطفيء قبل الآخر
عمره ام السيجار.
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
و على اله و صحبه اجمعين
و بعد , , ,
كان يا ما كان في قديم الزمان شاب قطري يرغب في الزواج
فمدحت له احدى اخواته فتاة تعرفها و بعد ان استخار و سأل عنها
وافق على مقترح اخته فاتصل والد الشاب بوالد الفتاة الذي يعرفه جيداً
بالهاتف و طلب لقائه فما كان من والد الفتاة الذي لا يعلم
عن الموضوع شيء الاّ ان اصر على ان يأتيه هو الى مكانه ,
فقال له والد الشاب ان موضوعه لا ينفع ان يأتيه هو فرحب به والد الفتاة
و عندما قدم والد الشاب مع زوج المستقبل طلب يد ابنته فلانه لأبنه فلان
فما كان من والد الفتاة الاّ ان رحب بطلبه و طلب مدة لأخذ رأي ابنته
و بعد يوم دعى والد الفتاة الشاب الى مأدبة غداء في بيته و عندما حضر
الشاب الى بيت والد الفتاة استقبله والدها و رحبت به والدتها بحضور الفتاة
و جلسوا في صالة البيت و تحدث الوالد مع الشاب و نكتوا قليلاً و الفتاة
جالسة بالقرب من امها تنظر الى زوج المستقبل و تستمع الى حديثة و هو
يخطف النظر اليها و يتغير لون وجهه بين الأحمر و الأصفر و البنفسجي
و الأزرق و البرتقالي و الكركمي و يشرب الشاي فيشرق به ثم دعته
والدة الفتاة الى الغداء فجلس والدها على رأس الطاولة و جلس الشاب
عن يمينه و جلست الوالدة عن يساره و الفتاة بقرب امها فتحدثوا عن البر
و البحر و السماء و السفر و العمل و والد الفتاة بين النكته و النصيحة
و التأمل و والدتها تعمل له تصوير بالأشعه السينية و الفوق بنفسجية
طوله و عرضه و ملابسه و طول المسافة بين رمش عينه اليمنى من حاجبه الأيسر
و الفتاة ترسم صورتة بالفوتوشوب (بالرغم من عدم وجود الفوتوشوب آنذاك)
في مخيلتها و تجري بعض التعديلات على شكله و حطة غترته و عقاله
كل ذلك قبل ان يبدأ احد في الأكل و الشاب خائف ان يغص بالأكل فيرش والدة
الفتاة التي تقابله بالأكل فيخترب مشروع الزواج و بعد الغداء ذهب الشاب بعد
ان قبّل والد الفتاة على خشمة و بعد يومين اتصل والد الفتاة بالشاب مرة اخرى
و قال له "شبلاك طولت علينا" و دعاه الى العشاء فأتى و تكرر ما حصل
على الغداء و في صبيحة اليوم التالي اتصل والد الفتاة بوالد الشاب و امتدح ابنه
و اخلاقة و رحب بهذا الإرتباط و دعى لهما بالتوفيق
ذهب والدة الشاب و اخواته الى والدة الفتاة فاجتمعتا كلتا العائلتين من نساء و فتيات
و اتفقتا على يوم الملجة
ثم حضر الرجال في اليوم المحدد الى بيت والد الفتاة و تم عقد القران بحضور
الشهود و بعد العقد بارك الجميع للشاب متمنيين لهما التوفيق
"بارك الله لك بها و بارك الله لها بك و جمع بينكما على خير"
و "منك المال و منها العيال" منتهياً بالعشاء فذهب الجميع وتخلف الشاب
فمسك والد الفتاة الشاب و ادخله البيت فبارك له الجميع ثم ذهبوا
و تركوا الشاب مع فتاة احلامه لوحدهما في صالة البيت يتحدثون مع بعضما
البعض فساد الحذر و الخوف و الاستحياء و التخزبق و محيت جميع السوالف
و المواضيع من ذاكرة العروسان ثم استأذن الشاب و ذهب و هو يحمل اشواقه
الى والدته فباركت له و اتصلت بوالدة الفتاة لتبارك لها و لإبنتها ثم تحدث الشاب
مع الفتاة مرة اخرى (قلنا كان يا ما كان في قديم الزمان لم يخلق الجوال بعد)
و حدد موعد الزواج بعد عدة شهور مرت على الزوجين كأنها عقود و في اليوم
المشهود كان حفل الزواج في الفريج بحضور الأهل و الأقارب و الأنساب و الأصدقاء
و فرش العشاء على الأرض و بعد العشاء بارك الجميع للمعرس و ذهب من
رغب بالمعرس الى بيت العروسة في موكب لم يخلو من التحفيص و المخالفات
المرورية فاستقبلهم والد العروسة و بارك للمعرس كل من لم يبارك و دخل المعرس
مع والد العروسة الى البيت و من كثر الزحمة داخل البيت اضطر المعرس و والد
العروسة للدوس على النساء الى ان وصلون بحمد الله و حفظه الى كوشة العروسة
ثم أخذ المعرس عروسته الى الغرفة المخصصة لهما في بيت العروسة و بمجرد
دخولهما الغرفة اغلقت العروسة الباب و قفلته مرتين و بلعت المفتاح امام المعرس
و مسكت حبلاً غليظاً و ربطت المعرس من رقبته و علقته في مروحة السقف
فاختنق و شخصت عينيه و استيقظ من النوم و التفت حوله فلم يجد احد حوله
لا عروسة و لا بغله فقام و نظر الى المرآة ليرى الشيب قد كسى وجهه
و تذكر الحلم الذي رأه فتحسر على عمره الذى مضى هدراً فمضى راكباً سيارته
الكشخة ليلحق موعد الطائرة التي ستوصله الى اماكن اللهو و السكر و بنات الهوى
و المنكر و هو يجري خلف سراب ظناً منه انه يستطيع ان يهرب من الواقع و انه
يستطيع ان يشترى الراحة و الطمأنينه و بعد سهرته الحمراء ركب التاكسي و هو
مخموراً الى الفندق ذو السبعة نجوم و في الطريق مر بالقرب من احد الجوامع
وقت صلاة الفجر فسمع الأمام يقرأ :
( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
فالتفت الى المسجد و اذا بذلك الشاب الذي يشع النور من وجهه يمشي بخطوات
سريعة و يصعد درج مدخل المسجد ليأخذ كل ثلاثة درجات بخطوة واحدة و يدخل
المسجد و يغلَق الباب و على جانب الباب سيدة تجلس مغطاه بعباءة سوادء تنتظر
خروج المصلين لعل الله ان يسوق احدهم ليتصدق عليها فلا يعلم مدى حاجتها الاّ الله ,
فيسرح و هو مخموراً في التاكسي حول كم من الأموال انفق على العاهرات و الخمر
و اللهو فلا يحرك ساكناً و كأنه حلم فيشعل السيجار و يسحب نفس عميق و هو يفكر
بحيره اين سيسهر في الليله التاليه فيصعد الدخان من السيجار و يرى الدخان يرقص
و يتمايل امامه كالغانية التي كان معها و هو لا يعلم من سينطفيء قبل الآخر
عمره ام السيجار.
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم