المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيوخ الفضائيات



قطرى مزمن
16-08-2009, 01:03 PM
شيوخ الفضائيات!
علي الظفيري
2009-08-16
رمضان على الأبواب، وواحدة من الظواهر التي تميز الشهر الفضيل في السنوات الأخيرة على المستوى الإعلامي، برامج المشايخ والدعاة التي بدأت تزاحم الإنتاج الدرامي المزدهر عادة في هذا الشهر، وما أعلمه أن تنافسا محموما تشهده الساحة الفضائية كل عام في محاولة كسب مشاهير ونجوم الدعوة إلى قائمة برامجها الرمضانية، وتصدرت الساحة أسماء كثير من الدعاة في السعودية أبرزهم الدكتور سلمان العودة والدكتور عايض القرني والشيخ محمد العريفي.
وقد راج مؤخرا أن قناة «MBC» الفضائية أبرمت اتفاقا مع الشيخ سلمان العودة لمدة عام بمبلغ 12 مليون ريال، والمبلغ كبير قياسا على الأرقام المتداولة في الأعمال البرامجية، بل إنه يعد مبلغا محترما في الإنتاج الدرامي الذي تكون تكاليفه أضعافا مضاعفة، وبالطبع لا يمكن التأكد من دقة الرقم المتداول ومدى المبالغة فيه، إلا أنه يعطينا مؤشرا قويا على أهمية البرامج الدعوية الدينية والأسماء التي تتصدى لها في الآونة الأخيرة، وأدى أيضا إلى كثير من الهمز واللمز من جانب الدعاة الذين تميزوا بهذه البرامج!
أول ما يجذب الانتباه في المسألة، أن الحديث عن الدين وفيه صار مطلبا ملحّا جعل من القنوات غير المحافظة أو المتخصصة بالشأن الديني توليه اهتماما كبيرا يصل حد التنافس ودفع المبالغ الكبيرة لإنتاج برامجه، فالمشاهد العربي متدين بفطرته ويزداد اقترابا من هذه الفطرة في مواسم كشهر رمضان، وهذه سمة بدأت تدركها المؤسسة الإعلامية جيدا وتعمل وفق قواعدها، وهي سمة تساعدنا كثيرا في فهم الملامح الاجتماعية والفكرية والسياسية للحالة العربية التي يحاول البعض تصويرها بشكل مغاير. أمر آخر يجذب الانتباه وهو الإقبال الكبير من رجال الدعوة والوعظ على وسائل الإعلام بمختلف مشاربها، في وقت كانت فيه هذه الوسائل -ردحا من الزمن- في مرمى نيران هؤلاء الدعاة واتهاماتهم، وهو ما كان سببا في اتهام الدعاة بانقلاب في توجهاتهم ونقض لمبادئهم التي كانوا ينادون بها في السابق!
خبرات الإنسان ومعارفه ومواقفه خاضعة لعملية التراكم والتفاعل مع الأحداث، ولا يمكن أن نفهم أي موقف لأي إنسان على أنه موقف نهائي وغير قابل للمراجعة، ومن الخطأ أن نعمل على تذكير الناس بمواقفهم السابقة التي خضعت لتفاعلات معينة أدت إلى تغير هذه المواقف وتبدلها، بل علينا الاحتفاء بهذا النتاج الجديد إن كان يصب في صالح المجتمع، وهو الأمر الذي يجب أن نقابل به شخصيات مثل سلمان العودة وعايض القرني مهما كان اختلافنا مع أطروحاتهم السابقة أو الحالية، فهؤلاء الرجال يتصدون لواحدة من أصعب المهام على الإطلاق.
تجمعني علاقة طيبة بالشيخين الفاضلين سلمان العودة وعايض القرني، وهما من اللطف ودماثة الأخلاق والتواضع والعلم بشكل يفوق ما تظهره الشاشة من ذلك، ويخبرني الشيخ عايض عن قصة كتابه «لا تحزن» الذي بيع منه أكثر من مليوني نسخة وذاع صيته في كل مكان، فقد ألفه الشيخ وهو في السجن وأراد نشره بعد خروجه، وكان حينها يبحث عن الألف والألفي ريال يقتات وأسرته بها! مما جعله يقبل على توقيع عقد مع الناشر بمبلغ كان الشيخ يظنه كبيرا حينها قياسا على ظروفه، لكن المبلغ الكبير في نظر الشيخ كان ضئيلا مقارنة بحجم المبيعات الهائلة التي حققها الكتاب والعوائد الكبيرة التي جناها الناشر من ذلك!
ينكر كثير من الناس على «شيوخ الفضائيات» حسب التسمية الدارجة ظهورهم المستمر على الشاشة، فهم يرون فيها مكانا لا يليق بالدعوة ورجالها، وهذا فهم خاطئ من وجهة نظري، لماذا تكون وسائل الإعلام الأكثر تأثيرا ورواجا في عالم اليوم حكرا على بعض الفنانين والفنانات البسطاء والسطحيين والمخربين لعقول وتفكير الشباب، ولماذا يكون الفضاء ساحة للغناء والرقص والتمثيل الرخيص! ومن اتخذ قرارا بقصر وتقييد الحديث عن الدين في المساجد وحلقات الذكر، أليس الدين هو الحياة وهو المنظم لكل تفاصيلها، فلماذا إذا نستنكر البرامج التي تخصص لمناقشة القضايا الدينية والتي تلامس احتياجات واهتمامات ملايين المشاهدين؟
بقي أخيرا القول إن البعض يرى في نجومية رجال الدعوة والعوائد التي يجنيها هؤلاء منقصة في حقهم، وهذا ظلم شديد في حق أهل الدعوة، فما وصلوا إليه من علم وتميز ومصداقية جعلتهم في هذه المكانة كان على حساب وقتهم وجهدهم وأسرهم وحريتهم في كثير من الأحيان، وهم لا عمل اليوم ولا دخل لهم، فما الضير في تقاضيهم مبالغ نظير جهدهم، ولماذا نريد منهم تقديم هذه الحصيلة بالمجان لملاك الإعلام والفضاء، في الوقت الذي لا نستنكر فيه حصول راقصة أو مغنية على كذا وكذا من الملايين!
إن تفاعل الإعلام مع رجال الدعوة والفكر والاجتماع والاقتصاد والفن الراقي فيه منفعة كبيرة للمجتمع بكافة شرائحه، فدعونا لا نطرح مزيدا من العراقيل أمام هذا التفاعل الجميل.



dafiria@yahoo.com
.................................................. .................................................. ........................

التعليقات
عبدالعزيز

قطرى مزمن
16-08-2009, 01:09 PM
ياسيدى ابعدنا الدين كتجربه ذاتيه بين الانسان وخالقه وحولنا ه اولا الى طقوس ومن ثم الى سلعه لها مروجوها ومن يسوقها ولها ايقوناتها التى تجارى ايقونات غيره من السلع فى الشهرة والمكسب فائض العولمه حول البنى الاجتماعيه بما فيها الاديان الى سوبر ماركت كبير يرضى جميع الاذواق

قطرى مزمن
16-08-2009, 08:17 PM
مع قدوم الشهر الكريم سؤال يفرض نفسه بالرغم من كثره الوعظ والواعظين صوتا وصوره لماذا لايتغير حال الامه الايبدو الامر جزءا من المشكله نفسها وليس حلا كما يعتقد البعض ؟

نووون
17-08-2009, 01:37 AM
المقال جميل وجوهري

والعودة يستاهل ... 12 مليون ماتوفيه والله التعب والسهر والدراسة

،

الظاهرة وبرامج شيوخ الدين
اذا بنتكلم على mbc
mbc ما همها تدين الناس لكن همها توجه هؤلاء المتدينين برموتاتهم في رمضان ..
يعني اذا عطت العودة 12 مليون ... فاكيد بيجيها من وراء الـ 12 مليون ملايين .. تراها شوي على الي بيجيها منه ... ومنظروهم للبرنامج في حد ذاته مادة اعلامية يدر من وراها دخل وفوايد..
،
،
سؤالك

مع قدوم الشهر الكريم سؤال يفرض نفسه بالرغم من كثره الوعظ والواعظين صوتا وصوره لماذا لايتغير حال الامه الايبدو الامر جزءا من المشكله نفسها وليس حلا كما يعتقد البعض ؟

لا يتغير حال الأمة لأن الأفراد ما أردوا التغيير في دواخلهم بعد
وهذه البرامج عبارة عن مسكنات ومنعشات قصيرة الأمد لا أكثر .
...
...

وشكرا على الموضوع

قطرى مزمن
17-08-2009, 06:14 AM
لكن ليش تدين الامه ما يخرجها مما هى فيه من تخلف وتردى والامم الاخرى تتطور وتتقدم وتبنى لنا مشاريعنا وتعالجنا اذا مرضنا وتنتج لنا كل ما نحتاجه حتى التطعيم ضد الانفلونزا جايك فى الطريق
اشفايدت التدين اذن وشيوخ الفضائيات للامه عامه وليس لشركات التسويق والاعلام؟

هدهد سليمان
17-08-2009, 08:20 AM
لكن ليش تدين الامه ما يخرجها مما هى فيه من تخلف وتردى والامم الاخرى تتطور وتتقدم وتبنى لنا مشاريعنا وتعالجنا اذا مرضنا وتنتج لنا كل ما نحتاجه حتى التطعيم ضد الانفلونزا جايك فى الطريق
اشفايدت التدين اذن وشيوخ الفضائيات للامه عامه وليس لشركات التسويق والاعلام؟


سؤال جميل وهل التدين فقط في شهر رمضان اخوي قطري مزمن؟ ! لو كان تدينا على طول حتى بعد شهر رمضان بتشوف الحال غير الحال والدنيا غير الدنيا .. لكن للأسف العباده فقط لرمضان حتى قيام الليل البعض جعله في رمضان ونسى الأشهر الأخرى .. الله يهدي الجميع

قطرى مزمن
17-08-2009, 08:41 AM
والله يا خوى التدين موجود ربما يصبح طقوسيا فى رمضان فقط الا تكفيك ملايين الحجاج سنويا
المشكله اعمق من التدين كطقوس

قطرى مزمن
18-08-2009, 10:31 AM
لدى اسئله
1- هل نحن كشعب متدين بالفطره نحتاج الى هذه الاعداد الكبيره من الوعاظ و "شيوخ الدين " كل عام
2 هل كان اباءنا واجدادنا فى الستينيات وماقبلها وما بعدها يتعبدون على غير هدى اذن؟
3 تزامن ظهور اجندات ضيقه اقصائيه مع بدايه تدفق هؤلاء على المنطقه كيف نفسره؟