المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا



امـ حمد
17-08-2009, 03:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدين والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه -
لقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلّم في أوّل وصيّته على تنفيس الكرب عن المؤمنين ، ولا ريب أن هذا العمل عظيم عند الله ، عظيم في نفوس الناس ، إذ الحياة مليئة بالمشقات والصعوبات ، مطبوعة على التعب والكدر ، وقد تستحكم كربها على المؤمن ،

وحينها ، ما أعظم أن يسارع المسلم في بذل المساعدة لأخيه ، ومد يد العون له ، والسعي لإزالة هذه الكربة أو تخفيفها ، وكم لهذه المواساة من أثر في قلب المكروب ، ومن هنا ناسب أن يكون جزاؤه من الله أن يفرّج عنه كربة هي أعظم من ذلك وأشد 0إنها كربة الوقوف والحساب ، وكربة السؤال والعقاب ، فما أعظمه من أجر ، وما أجزله من ثواب .

ومن كريم الأخلاق 0 التجاوز عن المدين المعسر ، فقد حث الشارع أصحاب الحقوق على تأخير الأجل للمعسرين وإمهالهم إلى حين تيسّر أحوالهم ، يقول الله عزوجل 0 وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة 0 وأعلى من ذلك أن يُسقط صاحب الحق شيئا من حقه ، ويتجاوز عن بعض دينه ، ويشهد لذلك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال 0 كان رجل يداين الناس ، فكان يقول لفتاه 0 إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه ؛ لعل الله أن يتجاوز عنا ، فلقي الله فتجاوز عنه 0

ثم يحث الحديث على ستر عيوب المسلمين ، وعدم تتبع أخطائهم وزلاتهم ، وذلك لون آخر من الأخلاق الفاضلة التي تكلّلت بها شريعتنا الغرّاء ، فالمعصوم من عصمه الله ، والمسلم مهما بلغ من التقى والإيمان ، فقد يصيب شيئاً من الذنوب ، وهو مع ذلك كاره لتفريطه في جنب الله ، كاره أن يطلع الناس على زلَه وتقصيره ، فإذا رأى المسلم من أخيه هفوة فعليه أن يستره ولا يفضحه ، دون إهمال لواجب النصح والتذكير .

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال 0 من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة 0 في حين أن تتبع الزلات مما يأنف منه الطبع ، وينهى عنه الشرع ، بل جاء في حقه وعيد شديد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال 0 صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، فنادى بصوت رفيع فقال - يا معشر من قد أسلم بلسانه ، ولم يفض الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله -

ولما كان للعلم منزلة عظيمة ، ومكانة رفيعة ؛ جاء الحديث ليؤكد على فضله وعلو شأنه ، فهو سبيل الله الذي ينتهي بصاحبه إلى الجنة ، والمشتغلون به إنما هم مصابيح تنير للأمة طريقها ، وهم ورثة الأنبياء والمرسلين ، لذلك شرّفهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة ، والمكانة عالية ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب - فهم أهل الذكر ، وهم أهل الخشية ، وشتان بين العالم والجاهل .

جاء في الحديث الصحيح - خيركم من تعلّم القرآن وعلمه -.
والذين اجتمعوا في بيت من بيوت الله تعالى ؛ يتلون آياته ، وينهلون من معانيه ، لقد بشّرهم بأمور أربعة 0 أن تتنزّل عليهم السكينة ، وتعمهم الرحمة الإلهية ، وتحيط بهم الملائكة الكرام ، وأن يذكرهم الله تعالى في ملأ خير من ملئهم ، ويجعلهم محل الثناء بين ملائكته ،

لا ينبغي لأحد أن يتّكل على شرفه ونسبه ؛ فإنّ ميزان التفاضل عند الله تعالى هو العمل الصالح ،
ولذا يقول الله عزوجل في كتابه - فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون -

ام نواف$
17-08-2009, 04:31 PM
ام حمد ...

نسأل الله ان يجعل ماتقدمين من خير في موازين حسناتك
ونسأل الله ان يتقبل كل خير منك وان يجعلك من السعداء في الدنيا والاخرة

العصامي
18-08-2009, 05:02 PM
بارك الله فيك ووفقك الى مايحبه ويرضاه.

المتضرعه لله
20-08-2009, 12:49 AM
بارك الله فيك

وجعله الله في ميزان اعمالك

da422
20-08-2009, 08:38 AM
بارك الله فيك

ضوى
20-08-2009, 08:51 AM
جزاك الله الفردوس الاعلى

SOUD.QA
20-08-2009, 10:11 AM
جزاك الله خيرا